← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11
وُضِعَ هذا المزمور بسبب الخلاص الذي أعطاه الله لشعبه إثر أزمة عسكرية مع عدو،
ربما كان خلاص أورشليم من حصار أشور أو خلاصها من أي عدو آخر. وربما كتبه داود إثر انتصاره في معركة من المعارك إذ شاهد عمل الله العجيب معه.المزمور يعلن عن سكنى الله وسط شعبه، سر قوتهم وإحساسهم بالأمان وملجأهم.
والروح القدس حلّ على الكنيسة، وهو الآن ساكن فيها وفي أفرادها، يقودها ويعطيها روح القوة. ولذلك تصلي الكنيسة هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة إذ يحدثنا عن الروح القدس. "نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن العلي".
آية (1): "اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا."
حين تشتد الآلام، نجد في الله ملجأ لنا وقوة ومعينًا، إن كنا مقدسين له، ننعم بالشركة معه: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني". والأعداء محيطين دائمًا بالكنيسة ولكن وجود الله فيها يعطيها قوة وهو حصن لها. وعلينا أن لا نلجأ لسواه.
وُجِدَ = تشير لخبرة المرنم مع الله في ضيقاته وأن الله لم يتخلى عنه أبداً. وفي الإنجليزية جاءت (a help always ready in trouble) وأيضاً (a very present help in trouble). إذاً هو حاضر دائما، ويتدخل سريعاً. ولكن سريعاً هذه تختلف ما بين نظرتنا المتعجلة للأمور ونظرة الله الذي يتدخل في الوقت المناسب = ملء الزمان. راجع تفسير (لو18: 5-8).
الآيات (2، 3): "لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ. تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ الْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا. سِلاَهْ."
مهما اشتدت الضيقة، حتى لو تصوَّر الإنسان كأن الأرض تَتَزَلْزَل تحت قدميه، وحتى ما هو راسخ كالجبال لو سقط في المحيطات، علينا أن لا نخاف. البِحار هنا إشارة للعالم، والجبال هنا هم الجبابرة العالميين، حتى لو نزل هؤلاء إلى العالم ليحاربوا الكنيسة فلا نخاف لأن الله وسطها. فهؤلاء الجبال غير ثابتين أما المسيح فثابت (إش2:2)
. وكل ما هو خارج المسيح يعج ويجيش ويضطرب ويتزعزع بسبب كبريائه = بِطُمُوِّهَا يعني انتفاخ وعجرفة. وفي السبعينية "تتزعزع الجبال بعزته" = أي مَن تراهم جبال، إذا أظهر الله عزته وقوته تجدهم يتزعزعون، ولكن أولاد الله بإيمانهم هم جبال ثابتة لا تتزعزع. ولا ننسى أنه طالما إلهنا يسوع نائمًا في سفينتا (الكنيسة) لا نخاف مهما إضطرب البحر (العالم). والهيجان ضد الكنيسة بدأ من بداية الكنيسة ولكننا مازلنا نرى الكنيسة قائمة والمسيح في وسطها.. مهما حدث لا يهتز من آمن بالله، إذ له وعد أنه منقوش على كف الله "هَلْ تَنْسَى ٱلْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلَا تَرْحَمَ ٱبْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هَؤُلَاءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لَا أَنْسَاكِ. هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ. أَسْوَارُكِ أَمَامِي دَائِمًا" (إش16،15:49). ولكن ما سر هذا السلام الذي يشعر به المؤمن وسط مخاوف هذا العالم؟ هو الروح القدس المعزي، روح القوة (يو26:15 + 2تى7:1). وهذا نراه في الآية القادمة.
آية (4): "نَهْرٌ سَوَاقِيهِ تُفَرِّحُ مَدِينَةَ اللهِ، مَقْدَسَ مَسَاكِنِ الْعَلِيِّ."
هذه نبوة عن عمل الروح القدس المعزي (يو37:7-39) الذي يعطي سلامًا لكنيسته = مدينة الله. تروي هذه المياه مدينة الله فتعطيها ثمار... محبة فرح سلام.. + (يؤ18:3) وهذا يعمله الروح القدس يعمله بالإضافة لهدم إنساننا العتيق وإقامة الجديد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولنلاحظ أن العالم مشبه ببحار صاخبة متقلبة مياهها مالحة لا تروي، أما الروح القدس فمشبه بالنهر الذي مياهه مروية وهادئ (يعطي سلامًا لا قلق واضطراب). لقد قدس الروح القدس الكنيسة فصارت مقدس مساكن العلي. والروح القدس عامل في أسرار الكنيسة.
نهر سواقيه = السواقي هي الجداول الصغيرة المتفرعة من النهر. فالروح القدس سكن في الكنيسة ويعطي كل فرد بحسب احتياجه، ولكن ما نحصل عليه يعطينا أن نفرح = تفرح مدينة الله.
آية (5): "اللهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ."
الله يعين كنيسته وينتشلها عند إقبال الصبح (شمس البر) بعد نهاية هذا العالم الذي هو كليل يمر بنا. ولكن الآن هو يسندنا ويعزينا إلى أن ينتشلنا نهائيًا إلى السماء.
كان التلاميذ في السفينة ليلا والبحر هائج ومخيف (مت14). ولكن فجأة ظهر المسيح وقت الهزيع الرابع أي عند إقبال الصبح، والهزيع الرابع هو ما يسبق الفجر مباشرة. ولما دخل السفينة سكنت الريح، وهكذا ونحن في هذا العالم تحيطنا التجارب المخيفة التي تجعل حياتنا كأنها ليل، ولكن يظهر الرب يسوع، شمس البر، فجأة فيتحول ليلنا إلى فجر. فلنثق أن السفينة لن تغرق مهما إشتدت العواصف ولنثق أن هناك صبح دائم يعقب الليل، ليل أي تجربة نعصف بنا. وحينما ينتهي ليل هذا العالم يأتي المسيح لنحيا معه في صبح دائم لا ينتهي.
آية (6): "عَجَّتِ الأُمَمُ. تَزَعْزَعَتِ الْمَمَالِكُ. أَعْطَى صَوْتَهُ، ذَابَتِ الأَرْضُ."
مهما اشتد صوت المقاومين، الله قادر أن يسكتهم، ولقد هاجت الدولة الرومانية ضد المسيحية، ولكن صوت الله (الكرازة) أسكتها حتى ذابت في المسيحية.
آية (7): "رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ."
الله بنفسه في وسطنا ولم يرسل إلينا لا ملاك ولا رئيس ملائكة.
الآيات (8، 9): "هَلُمُّوا انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ، كَيْفَ جَعَلَ خِرَبًا فِي الأَرْضِ. مُسَكِّنُ الْحُرُوبِ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. يَكْسِرُ الْقَوْسَ وَيَقْطَعُ الرُّمْحَ. الْمَرْكَبَاتُ يُحْرِقُهَا بِالنَّارِ."
الحروب التي قامت ضد الكنيسة انتهت غالبًا بإيمان الأعداء (شاول الطرسوسي بل الدولة الرومانية) والله يَكسِرُ ْقَوْسَهم (يَكْسِرُ الْقَوْسَ) = أي قوتهم وترتيباتهم ضد الكنيسة. ومن لم يؤمن أباده الرب. ولا ننسى هلاك
185,000 من رجال أشور عند أسوار أورشليم. فالله بطريقة أو بأخرى يهب كنيسته نصرة.ونفسر الآيات السابقة أيضًا بأن ثورة الجسد علينا وهياجه في شهوات هذا العالم، هذه الشهوات يكسرها الله، وهذه الشهوات هي أسلحة إبليس الروحية سواء خارجية أم داخلية، من إبليس المحارب ضدنا، أو شهواتنا المحاربة فينا والتي يعمل إبليس على إثارتها فينا، فيما يسميه بولس الرسول إنساننا العتيق، وفي المعمودية يميت الروح القدس هذا الإنسان العتيق =
انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ، كَيْفَ جَعَلَ خِرَبًا فِي الأَرْضِ. (فالمعمودية هي موت ودفن ثم قيامة مع المسيح). ثم بقرار حر من الإنسان أن يستمر في حالة الموت عن الخطية وهذه نسميها إماتة الجسد. راجع (رو 6). والروح القدس الذي يسكن فينا يعمل على أن يميت داخلنا الشهوات الخاطئة = مسكن الْحُرُوبِ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. يَكْسِرُ الْقَوْسَ وَيَقْطَعُ الرُّمْحَ. مرة أخرى هذا لمن يريد ويجاهد.
آية (10): "كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ. أَتَعَالَى بَيْنَ الأُمَمِ، أَتَعَالَى فِي الأَرْضِ."
كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ = هذه موجهة لكل من يحارب المسيح وكنيسته والمقصود أن الله يقول لهم "هل تحاربون الله القوي... كفوا". وبالنسبة لشعب الله فكل من يريد أن يختبر سلام الله، عليه أن يكف على أن يتكل على ذراع بشر (إر 17: 5). فهو يتعالَى بين الأمم يحملنا إلى السمويات، ويتعالَى بنا على الأرضيات. وعلى المؤمنين أن يكفوا عن محبة العالم. كُفُّوا = هذا هو القرار الاختياري بالتوبة وأن نحيا كأموات أمام الخطية . اعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ= هذه تعني:-
1- أنا الذي أدين على الخطية فخافوا.
2-أنا الذي أعطيكم نعمة فلا تسود الخطية عليكم (رو 6: 14).
آية (11): "رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ."
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 47 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير مزمور 45 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/t63xsjm