← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9
المزمور السابق تسبيح للخالق وهنا نجد تسبيح لله كفادي. هو مزمور تسبيح للنصرة التي أعطاها الله لشعبه على أعدائهم. ربما كتبه داود بعد انتصاره على بعض أعدائه. ولكنه كان ينظر بعين النبوة على انتصار المسيح على إبليس ونصرة الكنيسة على أعدائها.
الآيات (1-3): "هَلِّلُويَا. غَنُّوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَتَهُ فِي جَمَاعَةِ الأَتْقِيَاءِ. لِيَفْرَحْ إِسْرَائِيلُ بِخَالِقِهِ. لِيَبْتَهِجْ بَنُو صِهْيَوْنَ بِمَلِكِهِمْ. لِيُسَبِّحُوا اسْمَهُ بِرَقْصٍ. بِدُفّ وَعُودٍ لِيُرَنِّمُوا لَهُ."
غنوا للرب ترنيمة جديدة = هي جديدة لأن عمله الفدائي لخلاص الإنسان كان عملًا جديدًا يستحق نوع جديد من التسبيح في جماعة الأتقياء = الذين بررهم المسيح بدمه. ليفرح إسرائيل بخالقه= فالمسيح أعطانا أن نكون خليقة جديدة (2كو17:5) ليبتهج بنو صهيون بملكهم = المسيح ملك علينا بصليبه ومحبته. لذلك لنسبحه برقص: لِيُسَبِّحُوا اسْمَهُ بِرَقْصٍ = ليس المقصود رقص الخلاعة الجسدية= بل بأن تكون أعضاء جسدنا آلات بر، تشهد له، وتخدمه وتتقدس له، أما في العهد القديم فكانوا يفهمون أن الرقص علامة جسدية للابتهاج لذلك رقص داود أمام تابوت العهد. والآن من يصلب الأهواء مع الشهوات يفرح جسده بالله.
الآيات (4-7): "لأَنَّ الرَّبَّ رَاضٍ عَنْ شَعْبِهِ. يُجَمِّلُ الْوُدَعَاءَ بِالْخَلاَصِ. لِيَبْتَهِجِ الأَتْقِيَاءُ بِمَجْدٍ. لِيُرَنِّمُوا عَلَى مَضَاجِعِهِمْ. تَنْوِيهَاتُ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ. لِيَصْنَعُوا نَقْمَةً فِي الأُمَمِ، وَتَأْدِيبَاتٍ فِي الشُّعُوبِ."
بعد خلاص المسيح أصبح الرب راضٍ عن شعبه. وكل من يطيع وصاياه ويتشبه به، هؤلاء يصيرون
يُجَمِّلُ الْوُدَعَاءَ بِالْخَلاَصِ. ويجعلهم يبتهجون بمجد. لِيُرَنِّمُوا عَلَى مَضَاجِعِهِمْ = لقد صارت حياتهم تسبيحة دائمة الليل والنهار. بل قد وَلَّى ليل التكاسل والنوم والخطية. وهم يستمرون في تسبيحهم بعد أن يضطجعوا في قبورهم لأن أرواحهم أنطلقت للسماء مسبحة تَنْوِيهَاتُ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ = تنويهات من نَوَّهَ التي تعني رفع ذكر إنسان والإطراء على سيرته، ويصير المعنى هو إعطاء المجد لله الذي يستحقه عن طريق تسابيح النصر والتهليل فهو الذي أعطاهم النصر على أعدائهم الذين حاربوهم ولكن الله أعطاهم سَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ = السيف ذو الحدين هو كلمة الله (عب4: 12) وبها نغلب إبليس كما فعل المسيح في التجربة على الجبل، ولنا أسلحة أخرى بها نغلب (أف6). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لِيَصْنَعُوا نَقْمَةً = إنتقموا من إبليس. فإبليس يغتاظ ويندحر حين يجد المؤمنين فرحين يسبحون الله ويختارون طريق الله ويتركوه في احتقار.
الآيات (8، 9): "لأَسْرِ مُلُوكِهِمْ بِقُيُودٍ، وَشُرَفَائِهِمْ بِكُبُول مِنْ حَدِيدٍ. لِيُجْرُوا بِهِمُِ الْحُكْمَ الْمَكْتُوبَ. كَرَامَةٌ هذَا لِجَمِيعِ أَتْقِيَائِهِ. هَلِّلُويَا."
الملك المأسور هو الملك السابق، إبليس الذي قيده الله بسلسلة لمدة 1000 سنة أي حتى مجيئه الثاني. (رؤ1:20-3). ولقد أعطى الله كنيسته سلطانًا أن تدوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو إبليس (لو19:10)= ليجروا بهم الحكم المكتوب. وكما داسوا إبليس داسوا أعماله ورفضوا شهواته، وهزموا أفكاره المهرطقة. وكانت تعاليم أثناسيوس كقيود من حديد على هرطقات آريوس.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 150 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير مزمور 148 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/f6gwpdn