St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   21-Sefr-El-Mazameer
 

شرح الكتاب المقدس - القمص أنطونيوس فكري

تفسير سفر المزامير - المقدمة

 

* تأملات في كتاب المزامير لـ داؤود (مزامير داود):
تفسير سفر مزمور: فهرس المزامير بالرقم | فهرس المزامير حسب الأجبية | مقدمة للبابا شنودة | مقدمة سفر المزامير | مزامير الأجبية | مزمور 1 | مزمور 2 | مزمور 3 | مزمور 4 | مزمور 5 | مزمور 6 | مزمور 7 | مزمور 8 | مزمور 9 | مزمور 10 | مزمور 11 | مزمور 12 | مزمور 13 | مزمور 14 | مزمور 15 | مزمور 16 | مزمور 17 | مزمور 18 | مزمور 19 | مزمور 20 | مزمور 21 | مزمور 22 | مزمور 23 | مزمور 24 | مزمور 25 | مزمور 26 | مزمور 27 | مزمور 28 | مزمور 29 | مزمور 30 | مزمور 31 | مزمور 32 | مزمور 33 | مزمور 34 | مزمور 35 | مزمور 36 | مزمور 37 | مزمور 38 | مزمور 39 | مزمور 40 | مزمور 41 | مزمور 42 | مزمور 43 | مزمور 44 | مزمور 45 | مزمور 46 | مزمور 47 | مزمور 48 | مزمور 49 | مزمور 50 | مزمور 51 | مزمور 52 | مزمور 53 | مزمور 54 | مزمور 55 | مزمور 56 | مزمور 57 | مزمور 58 | مزمور 59 | مزمور 60 | مزمور 61 | مزمور 62 | مزمور 63 | مزمور 64 | مزمور 65 | مزمور 66 | مزمور 67 | مزمور 68 | مزمور 69 | مزمور 70 | مزمور 71 | مزمور 72 | مزمور 73 | مزمور 74 | مزمور 75 | مزمور 76 | مزمور 77 | مزمور 78 | مزمور 79 | مزمور 80 | مزمور 81 | مزمور 82 | مزمور 83 | مزمور 84 | مزمور 85 | مزمور 86 | مزمور 87 | مزمور 88 | مزمور 89 | مزمور 90 | مزمور 91 | مزمور 92 | مزمور 93 | مزمور 94 | مزمور 95 | مزمور 96 | مزمور 97 | مزمور 98 | مزمور 99 | مزمور 100 | مزمور 101 | مزمور 102 | مزمور 103 | مزمور 104 | مزمور 105 | مزمور 106 | مزمور 107 | مزمور 108 | مزمور 109 | مزمور 110 | مزمور 111 | مزمور 112 | مزمور 113 | مزمور 114 | مزمور 115 | مزمور 116 | مزمور 117 | مزمور 118 | مزمور 119 (قطعة: أ - ب - ج - د - هـ - و - ز - ح - ط - ي - ك - ل - م - ن - س - ع - ف - ص - ق - ر - ش - ت) | مزمور 120 | مزمور 121 | مزمور 122 | مزمور 123 | مزمور 124 | مزمور 125 | مزمور 126 | مزمور 127 | مزمور 128 | مزمور 129 | مزمور 130 | مزمور 131 | مزمور 132 | مزمور 133 | مزمور 134 | مزمور 135 | مزمور 136 | مزمور 137 | مزمور 138 | مزمور 139 | مزمور 140 | مزمور 141 | مزمور 142 | مزمور 143 | مزمور 144 | مزمور 145 | مزمور 146 | مزمور 147 | مزمور 148 | مزمور 149 | مزمور 150 | مزمور 151

نص سفر مزمور: مزمور 1 | مزمور 2 | مزمور 3 | مزمور 4 | مزمور 5 | مزمور 6 | مزمور 7 | مزمور 8 | مزمور 9 | مزمور 10 | مزمور 11 | مزمور 12 | مزمور 13 | مزمور 14 | مزمور 15 | مزمور 16 | مزمور 17 | مزمور 18 | مزمور 19 | مزمور 20 | مزمور 21 | مزمور 22 | مزمور 23 | مزمور 24 | مزمور 25 | مزمور 26 | مزمور 27 | مزمور 28 | مزمور 29 | مزمور 30 | مزمور 31 | مزمور 32 | مزمور 33 | مزمور 34 | مزمور 35 | مزمور 36 | مزمور 37 | مزمور 38 | مزمور 39 | مزمور 40 | مزمور 41 | مزمور 42 | مزمور 43 | مزمور 44 | مزمور 45 | مزمور 46 | مزمور 47 | مزمور 48 | مزمور 49 | مزمور 50 | مزمور 51 | مزمور 52 | مزمور 53 | مزمور 54 | مزمور 55 | مزمور 56 | مزمور 57 | مزمور 58 | مزمور 59 | مزمور 60 | مزمور 61 | مزمور 62 | مزمور 63 | مزمور 64 | مزمور 65 | مزمور 66 | مزمور 67 | مزمور 68 | مزمور 69 | مزمور 70 | مزمور 71 | مزمور 72 | مزمور 73 | مزمور 74 | مزمور 75 | مزمور 76 | مزمور 77 | مزمور 78 | مزمور 79 | مزمور 80 | مزمور 81 | مزمور 82 | مزمور 83 | مزمور 84 | مزمور 85 | مزمور 86 | مزمور 87 | مزمور 88 | مزمور 89 | مزمور 90 | مزمور 91 | مزمور 92 | مزمور 93 | مزمور 94 | مزمور 95 | مزمور 96 | مزمور 97 | مزمور 98 | مزمور 99 | مزمور 100 | مزمور 101 | مزمور 102 | مزمور 103 | مزمور 104 | مزمور 105 | مزمور 106 | مزمور 107 | مزمور 108 | مزمور 109 | مزمور 110 | مزمور 111 | مزمور 112 | مزمور 113 | مزمور 114 | مزمور 115 | مزمور 116 | مزمور 117 | مزمور 118 | مزمور 119 | مزمور 120 | مزمور 121 | مزمور 122 | مزمور 123 | مزمور 124 | مزمور 125 | مزمور 126 | مزمور 127 | مزمور 128 | مزمور 129 | مزمور 130 | مزمور 131 | مزمور 132 | مزمور 133 | مزمور 134 | مزمور 135 | مزمور 136 | مزمور 137 | مزمور 138 | مزمور 139 | مزمور 140 | مزمور 141 | مزمور 142 | مزمور 143 | مزمور 144 | مزمور 145 | مزمور 146 | مزمور 147 | مزمور 148 | مزمور 149 | مزمور 150 | مزمور 151 | المزامير كامل

1. سفر المزامير هو سفر الصلاة، من يريد أن يتعلم الصلاة فليتتلمذ على داود أستاذ الصلاة. ومن يصلي بالمزامير يكون داود معلمًا له كيف يصلي، كأب يمسك يد ابنه ليعلمه كيف يكتب. وفي سفر المزامير نعرف أنفسنا والضعفات والعثرات التي فينا ونجد في هذا السفر السقوط والنهوض وصلوات التوبة والشكر والتسبيح.

 

2. هو سفر النبوات. فالمزامير مملوءة بالنبوات الكثيرة الخاصة بتجسد الرب وآلامه وقيامته، هي أكبر شاهد لحياة الرب يسوع لذلك قال بطرس أن داود نبي (أع30:2).

 

3. هو سفر التسبيح. ويقول القديس ذهبي الفم، إن الله لما عرف أن عدو الخير سينشر الأغاني الخليعة أرسل لنا عن طريق داود هذه التسبيحات الجميلة في المزامير.

 

4. المزامير في الصلاة تحتاج إلى التأمل وإنه لخطأ كبير نقع فيه أننا نصليها بسرعة.

 

5. أرقام المزامير: عدد المزامير في جميع طبعات الكتاب المقدس 150 مزمورًا. والاختلاف نشأ من الطبعة البيروتية عن جميع الطبعات القبطية واليونانية والكاثوليكية الآخذة عن النسخة السبعينية. أما الطبعة البيروتية فهي قد أخذت من النص العبري.

في الطبعة القبطية (الأجبية)

     

في الطبعة البيروتية (العبري)

1. رقم المزمور 9

2. المزمور 113

3. المزمورين 114، 115

4. المزمورين 146، 147

5. يوجد بهذه النسخة مزمور 151

     

انقسم إلى مزمورين 9، 10

انقسم إلى مزمورين 114، 115

جمعوا إلى مزمور واحد رقم 116

جمعوا إلى مزمور واحد رقم 147

لا يوجد هذا المزمور هنا

وسبب هذا الاختلاف أن المزامير عبارة عن أناشيد فبعض النسخ تجمع أنشودتين وتجعلهم نشيدًا واحدًا والنسخة الأخرى تفصل نشيد لتجعله أنشودتين.

 

6. هذا السفر يقع في منتصف الكتاب المقدس تمامًا. وهو يبدأ بالله يبارك الإنسان (مزمور 1) وينتهي بالإنسان يبارك الله (مز 150). يبارك الله تعني يسبحه ويحمده.

 

7. كلمة مزمور عبرية وتعني صوت الأصابع وهي تضرب على آلة موسيقية وترية وصارت فيما بعد تعني صوت القيثارة. وأخيرًا استخدمت لتعني غناء نشيد على القيثارة. وباليونانية مزمور تعني "إبسالموس" ψαλμός.

 

8. الاسم العبري لكتاب المزامير هو سفر تهليم (المقطع "يم" في العبرية حين يضاف لكلمة فهذا للجمع مثل حرف s في الإنجليزية) أي كتاب التهليلات والتسابيح. فسواء كان الإنسان فرحًا أو حزينًا متحيرًا أو واثقًا عليه أن يسبح الله دائمًا. هذا السفر يعلمنا كيف نعبد الله في عالم شرير، وكيف نقترب إلى الله ونتعرف عليه ونلتصق به.

 

9. الكلمات التي تتكرر مئات المرات في هذا السفر هي (ثقة - تسبيح - فرح - رحمة) فالمزامير تعلمنا كيف نفرح واثقين في الله وكيف نسبحه بكلمات أوحى بها الروح القدس. وفي تسبيحنا لله نشترك مع السمائيين والملائكة.

 

10. يقول القديس أمبروسيوس "أي كائن له الخزي إن لم يبدأ نهاره بمزمور، فإنه حتى أصغر الطيور تبدأ يومها وتنهيه بتراتيل عذبة. وكل من اختبر المزامير شعر بالراحة وهو يصليها ويسبح بها.

 

11. تنسب المزامير كلها لداود حتى لو لم يكن كاتب بعضها فهو نموذج للملك المثالي وهو الملك الممسوح رمز المسيح الذي أتى للعالم، هو نموذج الملك الذي يحقق رجاء إسرائيل، هو من جمع إسرائيل في مملكة واحدة وجعل أورشليم مركز العبادة.

 

12. نجد التوازن الروحي المطلوب في المزامير فبينما نجد صلوات التسبيح والتهليل والشكر نجد الدموع، وطلب المراحم. هذا ما طبقته الكنيسة. ففي كل صلاة نبدأ بصلاة الشكر ثم المزمور الخمسين فلا ننجرف لا إلى الثقة الخادعة بخلاص قد تم ولا ننجرف إلى اليأس أيضًا. وهذا ما نراه واضحًا خلال سفر المزامير.

 

13. كانوا في العهد القديم يستخدمون الآلات الموسيقية (القيثارة والدفوف..) ولكن كنيستنا القبطية اقتصرت على استعمال الدف لضبط النغمات لأنها ترى أن حنجرة الإنسان هي أعظم آلة موسيقية. فالله يطلب الآلات الموسيقية التي للقلب والعقل يعزف عليها بروحه القدس. فالقيثارة تعزف لحنًا جميلًا إذا عزف عليها عازف. هكذا علينا أن نترك عقولنا وقلوبنا للروح القدس ليعزف عليها. وبنفس المفهوم نجد أنهم في العهد القديم كان لهم خورس يسبح في الهيكل والشعب يرد بقوله آمين. أما في كنيستنا فالشعب كله يرتل ويسبح. (يقف الشعب قسمين، قسم عن شمال الهيكل ويسمى (بحري أي جهة الشمال) والقسم الآخر يسمى قبلي ويقف عن يمين الهيكل وهذا القسم يقول جزء من التسبحة ويرد عليه القسم الآخر وهكذا.

 

14. يرد في سفر المزامير بعض الكلمات الغامضة مثلًا سلاه. وهي تشير:

أ‌- توجيهات للموسيقيين أن يرفعوا صوت الموسيقى أو للشعب ليقف وأصحاب هذا الرأي يقولون أن أصلها العبري SELAH معناه "الذي يرفع".

ب‌- هي وقفة تأمل فيها فاصل موسيقي صامت. ويقولون إن معناها كمن يقول في العربية "يا سلام" علامة على إعجابه بما قيل. فهي تأمل فيما قيل لأن المزامير لا تعتمد على المقاطع اللغوية والسجع إنما على أفكار معينة.

 

15. المزامير المسيانية الهامة: التي تتنبأ عن المسيح

(مز2):

الملك المرفوض يقيم مملكته ويملك

(مز8):

الإنسان سيد الخليقة بالمسيح ابن الإنسان

(مز16):

قيامة المسيح من الأموات

(مز22، 69):

آلام المسيح وصلبه

(مز23):

المسيح الراعي الصالح

(مز24):

رئيس الرعاة ملك المجد

(مز40):

المسيح المطيع

(مز45):

المملكة عروس المسيح وعرشه الأبدي

(مز18:68):

صعود المسيح

(مز72):

ملك المسيح المجيد والأبدي

(مز1:80-3 + 46:89، 49):

الرجاء العظيم واشتهاء مجيء المسيا.

(مز89):

تأكيد لا نهائية أسرة داود الملكية

(مز97):

الملك يملك

(مز101):

المسيح يحكم بالبر

(110):

المسيح يملك

(مز118):

تمجيد الحجر المرذول

(132):

الوارث الأبدي لعرش داود

 

16. كما أن هناك مزامير شكر وتسبيح وتضرع في الضيق هناك مزامير تاريخية، فيها يستعرض داود قصة الله مع شعبه (من التكوين إلى يشوع) ويضع هذا كأساس لنعرف ويعرف الشعب عمل الله فيسبحه حين يرى عمله ومحبته.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

17. مَنْ هو الملك الذي تتحدث عنه المزامير؟

أ‌- يشير لله ملك المسكونة وخالقها. الذي يملك بالحب على شعبه، السماء هي قصره الملوكي ومسكنه في أورشليم كما في قلب المؤمن وملكه يضم كل المسكونة (47 + 67 + 87 + 100 + 117).

ب‌- يشير للمسيح، الملك المحارب واهب النصرة الروحية للمؤمنين به، يملك بصليبه محطمًا مملكة الظلمة جاذبًا البشرية للسماء. وهو كملك الملوك يهب مؤمنيه نعمة الملوكية (رؤ6:1) واهبًا إياهم بره وقداسته وسماته (مز 2+18+20+21+45+72+89+101+110+132+144).

ت‌- داود الملك نفسه وكل نسله الذين جلسوا على العرش. وهم يمثلون كل الجماعة المقدسة.

ث‌- المؤمنون كأعضاء في جسد المسيح ملك الملوك (رؤ6:1). فالله أعطى للمؤمنين سلطان في حياتهم الداخلية ضد الخطية وقوات الشر، هم ملوك لهم سلطان داخلي.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

18. باركوا: تتكرر هذه الكلمة كثيرًا في سفر المزامير. باركوا الرب. باركي يا نفسي الرب. وكلمة بركة هي كلمة عبرية تعني نتكلم حسنًا. لذلك يقول الكتاب "باركوا ولا تلعنوا" أي عوضًا عن أن تشتموا أحد تكلموا عنه حسنًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). "باركوا لاعنيكم" أي تكلموا عنهم حسنًا. وبالتالي فقولنا باركوا الرب هو مرادف لقولنا سبحوا وإشكروا الرب. أما حينما يباركنا الرب فهذا يعني أنه ليس فقط يتكلم عنا حسنًا بل يفيض علينا من إحساناته الروحية والمادية.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

19. مزامير المصاعد

هي مجموعة من المزامير (120-134). كل مزمور منهم يُدْعَى "ترنيمة المصاعد". ويبدو أنها كانت تطبع في كتيب صغير يستخدمه الزائرون القادمون إلى أورشليم في الأعياد العظمى، ليرتلوها وهم صاعدون درجات الهيكل.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

20. أسماء الله في المزامير

أ‌- أل أو إلوهيم: قادر وقوي وسائد فوق الكل وخالق، قوته لا نهائية.

ب‌- يهوه: الكائن القائم بنفسه، الواجب الوجود. ويقال إلوهيم حين يشير لأن الله إله كل الخليقة. ويقال يهوه حين يشير لعلاقة الله بشعبه الخاص الذي يخلصهم ويقدسهم ولا بُد أن يكونوا قديسين.

ت‌- إل شاداي: "إل" تشير للقدرة والقوة فهو اسم مرتبط بالخلق وشاداي تشير للصدر، أي لله الذي يغذي ويعول ويشبع. هو القادر الذي فيه كل الكفاية.

ث‌- أدوناي: الملك الذي له السيادة على كل الشعوب أرادوا أو لم يريدوا.

ج‌- ونلاحظ في المزامير قول داود اللهم باسمك خلصني.. وتتكرر عبارة "اسم الرب" 100 مرة في 67 مزمور مختلف. فقديمًا كان الاعتقاد بأن كيان الإنسان وصفاته وقدراته يتمركز في اسمه. فالاسم يعطي معنى ويضفي وجودًا كاملًا على حامله.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

21. اللعنات في المزامير

 هناك مزامير كثيرة تستنزل اللعنات على الأشرار ونلاحظ:

أ‌- أن داود لم يطلب أن ينتقم لنفسه بل لشعبه كله، فهو يطلب عقاب الذين يحطمون شعب الله وملكوت الله، فهم إذًا أعداء الله. فداود كان يتسامح في حقوقه لكنه لا يتسامح في حقوق الله. وهو هنا يطلب العدالة الإلهية ضد الظالمين.

ب‌- لم يكن في الفكر العبراني فصل بين الخطية والخاطئ (فبابل ترمز للكبرياء ومصر ترمز للظلم وأدوم إلى سفك الدماء..) والآن نفهم أن الله يكره الخطية ولكنه يحب الخاطئ ويشفق عليه ويسعى وراءه ليتوب.

ت‌- داود يتكلم بروح النبوة عن مصير الأشرار.

ث‌- ونحن نصلي الآن هذه المزامير فلنفكر بأن أعداءنا هي خطايانا وشهواتنا وإبليس وجنوده. لكن لا نفكر في أنهم بشر محيطين بنا قد يكونوا مسيئين إلينا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

22. الإشارات الموسيقية:

تفسيرها ليس سهلًا. فنحن لا نعرف سوى النذر اليسير عن الموسيقى الإسرائيلية القديمة. وتوجد الإشارات الموسيقية في رأس المزمور.

فمثلًا قوله ضرب الأوتار/ مع آلات النفخ/ على الجتية (قيثارة من جت) تشير لنوع الآلة المستخدمة. وقوله على الثمانية ربما تشير لقيثارة ذات ثمانية أوتار. وقوله "على أيلة الصبح" أو "لا تهلك" أو "على الحمامة البكماء" ربما تشير إلى أناشيد مشهورة يرتل على وزنها المزمور.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

23. ما ينسب صراحة لداود هو 73 مزمورًا. ولكن السفر كله ينسب له فهو مرنم إسرائيل الحلو (2صم1:23). والترتيب الحالي لسفر المزامير ينسب لعزرا.

 

24. (مز14) هو تقريبًا نفس (مز53) مع فارق طفيف و(مز70) هو جزء من (مز40) وبعض المزامير موجودة في أسفار الكتاب المقدس التاريخية. قابل (2صم22 مع مز18؛ 1أي23:16-32 مع مز96؛ 1أي8:16-22 مع مز1:105-15).

 

25. كلمة مذهبة التي ترد في رأس بعض المزامير تشير لأن القصيدة المعنونة بها ثمينة جدًا كالذهب وفائقة القيمة. وكلمة شجوية منسوبة للشجو والحزن أي ترنيمة حزينة. (راجع مز 7) وقوله على القرار وعلى الجواب هي اصطلاحات موسيقية لمن يعزف. وقوله على الجتية قيل أنها آلة موسيقية من جت وقوله على السوسن، قيل أن السوسن هي آلة موسيقية وقال البعض أنها كلمة تشير لمضمون المزمور. وقوله على موت الابن قيل أنه يشير لموضوع المزمور أو سبب نظمه والأغلب أنه يشير إلى اللحن الذي كان ينشد عليه (مز9). وقوله للتذكير [عنوان (مز 38، 70)] قيل أن داود كان يتلوهما أمام الله لكي يذكره بنفسه ويذكر أمامه أحزانه وضيقاته ويذكر الله بمواعيده. وقوله على أيلة الصبح (مز22) هي لقب للمسيح الذي دار المزمور حوله. وقوله على الحمامة البكماء تشير لضعف داود وعدم استطاعته الدفاع عن نفسه،هو بين أيدي الغرباء في جت إذ كان بأيدي الفلسطينيين كالحمامة المصادة بأيدي الناس.

 

26. قيل أن سفر المزامير قادر أن يعلمنا كل أمر روحي معرفته ضرورية لنا. وفيه علاج لكل حزن أو بلوى أو مرض يعرض لنفس الإنسان فهو كنز ثمين وعلاج نافع في كل الأجيال.

 

27. نرى في المزامير أن داود يرمز للمسيح. وأورشليم وصهيون وشعب اليهود رمز للكنيسة، وأعداء الشعب رمز لأعداء الكنيسة وغلبة الشعب رمز لغلبة أبناء الله دائمًا.

 

28. لفهم المزامير ينبغي دراسة الأسفار التاريخية أولًا لنفهم الظروف التي كتبت فيها ومناسبة كل مزمور. وهناك مزامير وضعت للإنشاد في الهيكل أو للترنيم في المناسبات.

 

29. أول من ألف نشائد وترانيم كان موسى (خر15) ثم دبورة (قض5) وعلى قياسهما ألف آخرين ومنهم داود.

 

30. أطلق على سفر المزامير ملخص الكتاب المقدس فنجد فيه ملخص لأحداث العهد القديم. ونلاحظ أن هذا السفر أتى بعد سفر أيوب حيث كان أيوب يجادل الله قائلًا لماذا فعلت بي هذا؟! ويأتي هذا السفر فنجد أنه لا جدال مع الله، بل يأخذنا هذا السفر إلى الأقداس، حيث لا حوار مع إنسان ولا خصام مع الله بل التصاق بالله وشركة معه حيث نجد راحة لنفوسنا. يرفعنا هذا السفر إلى جبل عالٍ إلى السماويات فنقول مع بطرس "جيد يا رب أن نكون ههنا". فسفر أيوب يقودنا لتثبيت المبادئ الأساسية في قلوبنا عن كمال قدرة الله وعن عنايته الإلهية. وفي هذا السفر نجد أن من يصلي مستخدمًا هذه المزامير يختبر ما فهمه في سفر أيوب، فلا يعترض على أحكام الله إذا تألم كما فعل أيوب، بل يسلم الأمر لله حتى ينتهي التأديب بل نجد أن الله يعزيه وسط ضيقته، وهذا ما كان داود يفعله وسط ضيقاته فتتحول عنده المبادئ الإيمانية إلى خبرات معاشة خلال صلواته وتسابيحه. إذًا سفر أيوب يمثل بداية العلاقة مع الله، ونجد فيه اعتراض الإنسان على الله، على ما يسمح به من آلام، ويأتي سفر المزامير لنجده يمثل ارتقاء النفس البشرية إذ في ألامها لا تعترض على أحكام الله بل تصلي لترتمي في أحضان الله فتنال التعزية وسط الآلام.

 

31. يقول هوشع في (هو 2:14) "خذوا معكم كلامًا وأرجعوا إلى الرب" وما أحلى أن يكون ما نأخذه هو مزامير داود التي قالها بالروح القدس، وعلمها له الروح القدس ليقولها. وإذا كان شعب العهد القديم شعر بأهمية المزامير واتخذها كلمات مقدسة يصلون بها، فنحن بالأولى في العهد الجديد نصلي ونسبح بها بعد أن إتضحت معاني نبوات المزامير في شخص المسيح واتضحت محبة الله العجيبة على الصليب، وإنكشف الحجاب عن كل ما كان مخفي في العهد القديم.

 

32. مزامير داود استخدمت في كل كنائس العالم فهي تدل على روحانية عميقة، فقائلها كان ينطق بالروح القدس. وكما أن إبراهيم أبو الإيمان لم يختلف فيه المسيحيين واليهود والمُسلمين هكذا مزامير داود أحبتها كل الكنائس.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

33. مزاميره متنوعة.

ما قبل السقوط (81/150/27/63)

"رنموا لله قوتنا اهتفوا لإله يعقوب".

ما بعد السقوط (51/32/38)

"ارحمني يا الله كعظيم رحمتك".

تأملات (19)

"السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه".

تسبيح (150)

"سبحوا الله".

وسط الآلام (13،3)

"يا رب ما أكثر مضايقي".

توبة (6)

"يا رب لا توبخني بغضبك".

ذكر أعمال الله (136)

(وصف لأعمال الله مع الشعب)

تأمل في الكتاب المقدس (136)

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

سمات داود التي جعلته مرنم إسرائيل الحلو (2صم1:23)

 1. يتكلم بالروح

1- يقول "لِسَانِي قَلَمُ كَاتِبٍ مَاهِرٍ" (مز 45: 1) والكاتب الماهر هو الروح القدس الذي يقوده ويضع الكلمات في فمه وعلى لسانه: الروح "يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ" (يو16: 15). فالروح رسم صورة للمسيح أمام داود فسبح وقال إنك "أبرع جمالًا من بني البشر" (مز2:45).

2- والروح يذكر داود بأعمال الله فيسبح (هناك مزامير كثيرة يذكر فيها داود أعمال الله مع شعبه).

3- الروح يفتح عينيه على أعمال الله فيقول "كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عَنْهُ، وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزًا" (مز25:37) + يوم جلياط قال "قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ". وهذا هو عمل الروح الذي يذكرنا بأن "يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب8:13).

4- من ينطق بالروح ينطق بنبوات.

 

والامتلاء من الروح يدفعنا للتسبيح

     

والتسبيح يجعلنا نمتلئ بالروح

1. إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.. لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ.. لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ.. الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ (أف 1: 5-14).

2. المزامير كلها ثمرة للامتلاء من الروح ألم يقل لساني قلم كاتب ماهر بل هو سبح قائلًا إنك أبرع جمالًا من بني البشر.

3. نجد في (لو1) من يمتلئ بالروح يسبح فأليصابات وزكريا إمتلأوا فسبحوا، وليس عجيبا أن العذراء مريم تسبح فالله الكلمة في أحشائها.

     

امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ (أف18:5، 19).

 

وكيف نسبح نحن؟ البداية التغصب وبالتسبيح نمتلئ بالروح فنسبح بفرح.

 

St-Takla.org Image: King David and the book of Psalms - Psalms, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: داود الملك وسفر المزامير - صور سفر المزامير، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: King David and the book of Psalms - Psalms, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: داود الملك وسفر المزامير - صور سفر المزامير، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

 2. الحرية

 

 3. الشعور بحب الله

 

4. هو لم يطلب كثيرًا من الدنيا، نفس تحررت من محبة الدنيويات حتى الملك الذي وعده به الله وربما قال هذا المزمور "يا رب لم يرتفع قلبي ولم تستعل عيناي" بعد سكب الزيت. ومن تحرر يسبح (تسبحة موسى) والاتضاع كان من سماته فهو تعود أن يكون مرفوضًا في الحقل صغيرًا. وفي آخر أيامه في عز ملكه حين رفض الله أن يبني داود له بيتًا قال "من أنا يا سيدي الرب وما هو بيتي حتى أوصلتني إلى هنا" (2صم18:7). وإسمعه يقول لشاول "مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ خَرَجَ لِيُفَتِّشَ عَلَى بُرْغُوثٍ وَاحِدٍ! كَمَا يُتْبَعُ الْحَجَلُ فِي الْجِبَالِ" (1صم20:26) وفي (مز22) يقول "أما أنا فدودة لا إنسان" (مز6:22) وبسبب الاتضاع يسكن الله عندنا "في الموضع المرتفع المقدس أسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين" (إش15:57) ومن يسكن الله عنده يسكن الروح عنده ومن يسكن الروح عنده يرنم.

 

St-Takla.org Image: The Book of Psalms of David - David, the Psalmist - King David sits on his throne playing his harp. He is flanked by a figure holding a book and a figure holding a flaming heart - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: سفر مزامير داود: داود المرنم: الملك داود جالسا على عرشه ومعه قيثارته، ويحيط به شخص يحمل كتابا (سفرا) وامرأة تحمل قلبا مشتعلا - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: The Book of Psalms of David - David, the Psalmist - King David sits on his throne playing his harp. He is flanked by a figure holding a book and a figure holding a flaming heart - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: سفر مزامير داود: داود المرنم: الملك داود جالسا على عرشه ومعه قيثارته، ويحيط به شخص يحمل كتابا (سفرا) وامرأة تحمل قلبا مشتعلا - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

 5. طبيعة التأمل والعزلة والهدوء

بها رأَى أعمال الله في الخليقة وأنها تتحدث عن عظمة الخالق (مزمور 19)، وأعطته طبيعته هذه هدوء النفس فسمع الصوت الخفيض كما سمعه إيليا. فنجد في مزاميره تأملات في الطبيعة التي عاش وسطها (الجبال/ الوديان/ الرعاة/ الرب يرعاني) فيقول: الفخ انكسر ونحن نجونا: "الْفَخُّ انْكَسَرَ، وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا" (مز 124: 7). هذه صورة لصياد أسود يسقط في فخ عمله هو، هكذا ينقذه الله من أعدائه (الرب صخرتي) يحتمي في الله كما يحتمي في صخرة عند اشتداد العواصف وشمس النهار. يتذكر أعمال الله مع شعبه ويتأمل فيها فيثق أن الله لن يتركه "أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ" (خر 20: 2). وهكذا كان السيد المسيح يعمل إذ يتأمل في الصيادين والفلاحين.

 

 6. النقاوة

فبدونها لن نرى الرب "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" وبدونها لن يفيدنا التأمل. فهناك من في كبريائهم تأملوا في الطبيعة وقالوا الطبيعة خلقت نفسها إذًا لا إله. وداود قال "من يقوم في موضع قدسه الطاهر اليدين والنقي القلب" (مز3:24-6). ونجد داود يسبح قبل خطيته وبعد توبته "وجدت داود بن يسى رجلًا حسب قلبي" (أع22:13). فنفهم أن توبة داود تفرح قلب الله، وبها يستعيد نقاوته فيسبح أما أثناء عبوديته للخطية لم نسمع أنه سبح.

 

 7. التسامح وتحمل الإهانات

أ- في يوم جلياط أهانه أخوه الأكبر قائلًا: لمن "تَرَكْتَ.. الْغُنَيْمَاتِ.. أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ" (1صم28:17) . ولأنه لم يهتاج فسبح وقال لجلياط: أنت تأتي إليَّ بسيف ورمح وأنا آتيك بقوة رب الجنود: "أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ" (1 صم 17: 45). ورب الجنود تعني (جيش إسرائيل/ الملائكة/ الأفلاك) وهي تناظر ضابط الكل كما قال قائد المئة "أَنَا.. إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ.. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ" (مت 8: 9).

ب- الله قال لشمعي بن جيرا إشتم داود: "الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ" (2 صم 16: 10).

ت- هو لم يقتل شاول وكان في يده أن يقتله.

ث- ولذلك أنقذه الله حينما حمى غضبه على نابال وأرسل له أبيجايل حتى لا يخطئ أما لو انتقم لنفسه فوخزات ضميره كانت ستحرمه من الترنيم. فالنفس التي فقدت سلامها تفقد اتصالها بالله، أما النفس المملوءة سلامًا ومغفرة قادرة على التسبيح. أما الخطية فتعطي طبعًا وحشيًا فداود الزاني قتل وداس رجال ربة بني عمون بالنوارج (2صم12: 29 – 31). هنا لم يسبح داود أما داود المتسامح فضربه قلبه على قطع جبة شاول.

 

 8. الترانيم:

صوت + كلمات + لحن ولم يذكر أن صوت داود كان حلوًا لكن كلماته بالروح جبارة. والمهم أن يتغنَّى كل إنسان باسم الرب وليس مهمًا صوته. فالإنسان يطرب لصوت الموسيقى أو الصوت الحلو، أما الله فيطرب للقلب الذي يحبه ويشعر به. هذه هي لغة السماء.

 

 9. سماع صوت الله

إلهي أنت ملجأي / إليك ألتجئ: "إِلَيْكَ أَلْتَجِئُ، لأَنَّ اللهَ مَلْجَإِي" (مز 59: 9).

كلمة التجئ في العبرية تستعمل للراعي الجالس يراقب قطيعه.

فهل ننتظر سماع صوت الله أو نرمي كلماتنا ونمشي دون سماع الرد، ومن يسمع يرنم. علينا أن نرقب الله (حبقوق). حبقوق مثال جميل لهذا فهو صلَّى وجلس ينتظر سماع صوت الله. إذًا هذا هو الالتجاء لله وانتظاره بأن نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها حتى لو لم تكن في حوزتنا وهذا ما يحفظنا ثابتين هادئين بل نرنم.

كم مرة سمعنا "لا تخف" ولكننا ما زلنا نخاف لأننا لم نسمعها من الله. هي مازالت معلومات في العقل وليست مشاعر وضعها الروح القدس في القلب.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

عبارة "انْتَظَرَتِ الرَّبَّ"

(مز 3:5؛ 25: 5، 3، 21؛ 9:27، 14؛ 24:31؛ 22:33؛ 7:37، 34؛ 7:39؛ 1:40؛ 9:52؛ 20:69، 3، 6؛ 43:119، 49، 74، 114، 147؛ 130: 5، 6).

هي انتظار بثقة أن الله سيستجيب حتى لو تأخرت الاستجابة. وعود الله لا بُد وستنفذ في ملء الزمان.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

سمات صلاة داود:-

1. لأنها بالروح تبدأ بالشكوى (مز3) "يا رب ما أكثر مضايقيَّ"، يا رب لماذا تنساني، والشكوى يكون فيها تذمر، والتذمر يكون فيه إعتراض على أحكام الله، والإعتراض على الله هو غير مقبول أمام الله فهو ضد الإيمان بأن الله صانع خيرات. ولكن من ينتظر الرب بثقة في وعوده ويقف أمام الله ولا يترك صلاته. نجدها تنتهي بالتسبيح. فهو في البداية يظن أن الله نسيه في ألامه لذلك تحدث الشكوى. لكن من ينتظر ويقف أمام الله منتظرا رد الله ، ينصت ويسمع صوت الروح القدس. يسمعه يقول له كيف أنساك يا ابن الله "الروح نفسه أيضًا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله." (رو8: 16) فينتهي التذمر ويعود رضا الله على هذا الشخص فيصير مقبولا أمام الله، وهذا معنى "الرُّوحُ.. يَشْفَعُ فِينَا" (رو8: 27). وينعكس رضا الله على الإنسان بفرح يملأ قلبه، والفرحان يسبح لذلك نجد داود يسبح على الإستجابة حتى لو لم تتم.

 شفاعة الروح [1] سماع صوت الاستجابة فنسلم الأمر له. [2] تسبيح الله إذ ندرك محبته وصفاته.

 

 2. اللعنات ضد الخطاة وطلب الانتقام منهم

أ‌- هو ملك له أن يدين بل هذا واجبه، فهو لا يطلب الانتقام لنفسه بل لشعبه.

ب‌- الأعداء هم أعداء شعب الله أي أعداء الله. فهو يطلب العدالة الإلهية للظالمين.

ت‌- في العهد القديم لم يفرقوا بين الخاطئ والخطية.

ث‌- يتكلم بروح النبوة عن مصير الأشرار.

لنلاحظ أن أعداؤنا هم الشيطان والخطية وشهوة الجسد وليس البشر.

 

3. حين يتكلم عن براءته وأنه بلا خطية يقصد أنه بريء فيما اتهمه به شاول أو أبشالوم.

 

St-Takla.org Image: Footprints, Footsteps, my steps. صورة في موقع الأنبا تكلا: آثار أقدام تمشي على الرمال، خطواتي.

St-Takla.org Image: Footprints, Footsteps, my steps.

صورة في موقع الأنبا تكلا: آثار أقدام تمشي على الرمال، خطواتي.

4. ينسب نجاته لله لا لذكائه "اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي، وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ.. وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي" (مز1:40-3 + مز9:59،10. 17) . وهذا عكس ما نفعله نحن إذ ننسب الشر لله والخلاص لذكائنا أو للصدفة. وحتى قوته الشخصية ومميزاته نسبها لله الذي أعطاها له وسبحه عليها فهو يفتخر بالله "الَّذِي يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ.. الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ، فَتُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ" (مز18: 33، 34) فهل ننسب مواهبنا (وزناتنا) لله، ونسبحه عليها أم نفتخر بها. والقديس بولس الرسول يقول "مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ" (1كو31:1).

 

5. ما أروع ما نتعلمه من داود تسابيح وسط أفراحه وسلامه وتسابيح في ضيقاته كما يقول القديس يعقوب الرسول "أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ" (يع13:5). والعكس إما كآبة وتصادم مع الله، أو فُجْر واندفاع طائش خاطئ في المرح. كما سقط هو نفسه في أيام راحته فالجيش يحارب وهو يتمشَّى فيرى بثشبع ويخطئ. أما في ألامه مثل هروبه من شاول نجده دائم التسابيح "ارْحَمْنِي.. بِكَ احْتَمَتْ نَفْسِي" (مز57+ مز142) فوجد راحة في ألامه. وحين نسى التسابيح سقط وإندفع وراء شهواته فتزوج من كثيرات ولم يكتفي فزنى وقتل. ما أجمل ما قيل عن الأفراح. "وكانت أم يسوع هناك ودُعِىَ أيضًا يسوع وتلاميذه إلى العُرْس" (يو1:2، 2) والسؤال لنا الآن....هل هكذا هي أفراحنا؟

 

 6. ضعفاته

أ- قلة إيمانه وعدم ثقته في حماية الله وذهابه للفلسطينيين وهذا ضد الإيمان!! ألم يعده الله بالملك فكيف يموت.

ب- خداعه للفلسطينيين وخداع الكهنة بأنه في مهمة رسمية وإلتجاؤه للفلسطينيين. وخلال هذه المدة لم نسمع تسابيح ولا مزامير. لكن الله كانت عينه على حياته الماضية وقاده للتوبة والرجوع بسلسلة من الضيقات فرجع ورنم، وكانت الآلام خير له. فالله يحول كل الأمور للخير، يخرج من الجافي حلاوة فبالآلام عاد داود ليلجأ لله ويرنم. فعندما إمتنع عن الترنيم والحرب أخطأ وحينما أتاه ناثان رنم بمزامير التوبة، أي أن الله أدخله في طريق الآلام ليَكْمُل وفي ألامه رنم مزامير الآلام.

ج- هو في تأملاته أيام نقاوته تأمل في يد الله وفي خليقته وسبح الله. والآن اكتشف صفة جديدة في الله أنه غفور: طوبى لمن غفرت له أثامه وسترت خطيته: "طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ" (مز1:32) بل أن أحلى مزامير داود قيلت وسط الآلام. فبالآلام نعرف الله الذي يسندنا ويعزينا، ونعرف الله القدير الذي ينقذنا منها وهذه لا نراها في الأوقات العادية.

خلال مدة ترنيمه بكل هذه الترانيم صار مرنم إسرائيل الحلو. (2صم1:23).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151

 


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/21-Sefr-El-Mazameer/Tafseer-Sefr-El-Mazamir__00-introduction-2-Intro.html

تقصير الرابط:
tak.la/kmk35xw