← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50 - 51 - 52 - 53 - 54 - 55 - 56 - 57 - 58 - 59 - 60 - 61 - 62 - 63 - 64 - 65 - 66 - 67 - 68 - 69 - 70 - 71 - 72
هذا المزمور يحكي قصة تاريخ شعب إسرائيل منذ أيام موسى إلى أيام داود. والعجائب والآيات التي صنعها معهم. وخطايا الشعب خلال هذه الرحلة التي أغاظت الله، وتأديب الله لهم خلال هذه الرحلة. لقد انتهى المزمور السابق بأن موسى وهرون يقودان الشعب وهنا استفاضة لرحلة الشعب تحت قيادتهما.. ثم يسترسل إلى فترة داود. والهدف من ترتيل هذا المزمور أن تتحذر الأجيال الحديثة من إغاظة الرب كما فعل الآباء.
آية (1): "اِصْغَ يَا شَعْبِي إِلَى شَرِيعَتِي. أَمِيلُوا آذَانَكُمْ إِلَى كَلاَمِ فَمِي."
أصغ يا شعبي= ربما داود هو قائل هذه العبارة كملك وراعٍ للشعب. ولكن هذا صوت الله على لسان المرنم أيًا كان هذا المرنم، ليسمعوا شريعة الرب.
آية (2): "أَفْتَحُ بِمَثَل فَمِي. أُذِيعُ أَلْغَازًا مُنْذُ الْقِدَمِ."
مثل.. الغاز= أي ليفكروا فيما سيسمعوه ويفكروا بعمق ليفهموا ويستوعبوا.
الآيات (3-6): "الَّتِي سَمِعْنَاهَا وَعَرَفْنَاهَا وَآبَاؤُنَا أَخْبَرُونَا. لاَ نُخْفِي عَنْ بَنِيهِمْ إِلَى الْجِيلِ الآخِرِ، مُخْبِرِينَ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ وَقُوَّتِهِ وَعَجَائِبِهِ الَّتِي صَنَعَ. أَقَامَ شَهَادَةً فِي يَعْقُوبَ، وَوَضَعَ شَرِيعَةً فِي إِسْرَائِيلَ، الَّتِي أَوْصَى آبَاءَنَا أَنْ يُعَرِّفُوا بِهَا أَبْنَاءَهُمْ، لِكَيْ يَعْلَمَ الْجِيلُ الآخِرُ. بَنُونَ يُولَدُونَ فَيَقُومُونَ وَيُخْبِرُونَ أَبْنَاءَهُمْ،"
كل جيل يسلم الجيل التالي خبراته، وهذا أمرهم به الرب. وليس الخيرات فقط بل هم يسلمون للأبناء الإيمان والشريعة بحسب ما تسلموها دون تعديل (2تي2:2).
الآيات (7، 8): "فَيَجْعَلُونَ عَلَى اللهِ اعْتِمَادَهُمْ، وَلاَ يَنْسَوْنَ أَعْمَالَ اللهِ، بَلْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ. وَلاَ يَكُونُونَ مِثْلَ آبَائِهِمْ، جِيلًا زَائِغًا وَمَارِدًا، جِيلًا لَمْ يُثَبِّتْ قَلْبَهُ وَلَمْ تَكُنْ رُوحُهُ أَمِينَةً لِلهِ."
هدف التعليم أن نستفيد مما حدث للآباء فلا نخطئ مثلهم فيسخط الله علينا.
آية (9): "بَنُو أَفْرَايِمَ النَّازِعُونَ فِي الْقَوْسِ، الرَّامُونَ، انْقَلَبُوا فِي يَوْمِ الْحَرْبِ."
مثال لسخط الله بنو إفرايم. فهؤلاء كانوا أشداء في الحرب= النازعون في القوس ولكن بسبب ارتدادهم عن الله، تخلى عنهم. الرامون انقلبوا (انهزموا) في يوم الحرب.
الآيات (10، 11): "لَمْ يَحْفَظُوا عَهْدَ اللهِ، وَأَبَوْا السُّلُوكَ فِي شَرِيعَتِهِ، وَنَسُوا أَفْعَالَهُ وَعَجَائِبَهُ الَّتِي أَرَاهُمْ."
هذه هي خطايا إفرايم التي بسببها تخلى الله عنهم.
الآيات (12-32): "قُدَّامَ آبَائِهِمْ صَنَعَ أُعْجُوبَةً فِي أَرْضِ مِصْرَ، بِلاَدِ صُوعَنَ. شَقَّ الْبَحْرَ فَعَبَّرَهُمْ، وَنَصَبَ الْمِيَاهَ كَنَدٍّ. وَهَدَاهُمْ بِالسَّحَابِ نَهَارًا، وَاللَّيْلَ كُلَّهُ بِنُورِ نَارٍ. شَقَّ صُخُورًا فِي الْبَرِّيَّةِ، وَسَقَاهُمْ كَأَنَّهُ مِنْ لُجَجٍ عَظِيمَةٍ. أَخْرَجَ مَجَارِيَ مِنْ صَخْرَةٍ، وَأَجْرَى مِيَاهًا كَالأَنْهَارِ. ثُمَّ عَادُوا أَيْضًا لِيُخْطِئُوا إِلَيْهِ، لِعِصْيَانِ الْعَلِيِّ فِي الأَرْضِ النَّاشِفَةِ. وَجَرَّبُوا اللهَ فِي قُلُوبِهِمْ، بِسُؤَالِهِمْ طَعَامًا لِشَهْوَتِهِمْ. فَوَقَعُوا فِي اللهِ. قَالُوا: «هَلْ يَقْدِرُ اللهُ أَنْ يُرَتِّبَ مَائِدَةً فِي الْبَرِّيَّةِ؟ هُوَذَا ضَرَبَ الصَّخْرَةَ فَجَرَتِ الْمِيَاهُ وَفَاضَتِ الأَوْدِيَةُ. هَلْ يَقْدِرُ أَيْضًا أَنْ يُعْطِيَ خُبْزًا، أَوْ يُهَيِّئَ لَحْمًا لِشَعْبِهِ؟». لِذلِكَ سَمِعَ الرَّبُّ فَغَضِبَ، وَاشْتَعَلَتْ نَارٌ فِي يَعْقُوبَ، وَسَخَطٌ أَيْضًا صَعِدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ وَلَمْ يَتَّكِلُوا عَلَى خَلاَصِهِ. فَأَمَرَ السَّحَابَ مِنْ فَوْقُ، وَفَتَحَ مَصَارِيعَ السَّمَاوَاتِ. وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ مَنًّا لِلأَكْلِ، وَبُرَّ السَّمَاءِ أَعْطَاهُمْ. أَكَلَ الإِنْسَانُ خُبْزَ الْمَلاَئِكَةِ. أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ زَادًا لِلشِّبَعِ. أَهَاجَ شَرْقِيَّةً فِي السَّمَاءِ، وَسَاقَ بِقُوَّتِهِ جَنُوبِيَّةً. وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ لَحْمًا مِثْلَ التُّرَابِ، وَكَرَمْلِ الْبَحْرِ طُيُورًا ذَوَاتِ أَجْنِحَةٍ. وَأَسْقَطَهَا فِي وَسَطِ مَحَلَّتِهِمْ حَوَالَيْ مَسَاكِنِهِمْ. فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جِدًّا، وَأَتَاهُمْ بِشَهْوَتِهِمْ. لَمْ يَزُوغُوا عَنْ شَهْوَتِهِمْ. طَعَامُهُمْ بَعْدُ فِي أَفْوَاهِهِمْ، فَصَعِدَ عَلَيْهِمْ غَضَبُ اللهِ، وَقَتَلَ مِنْ أَسْمَنِهِمْ، وَصَرَعَ مُخْتَارِي إِسْرَائِيلَ. فِي هذَا كُلِّهِ أَخْطَأُوا بَعْدُ، وَلَمْ يُؤْمِنُوا بِعَجَائِبِهِ."
ملخص لأعمال الله وإحساناته على شعبه وتمرد الشعب عليه. وفي (17) في الأرض الناشفة = أي برية سيناء فبينما هم رأوا عمل الله وكيف أخرج لهم ماءً من الصخور كانوا هم دائمي التذمر على الله وفي (19) فوقعوا في الله = تكلموا بالرديء عن الله وشككوا في قوته متسائلين هل يقدر أن يرتب مائدة في البرية القاحلة. وفي (24) بر السماء = أي القمح (راجع مز13:65). وأسماه بُر السماء لأن المن نزل من السماء. وفي (27) لحمًا مثل التراب = أي كثيرًا جدًا. ولقد أعطى الله لهم شهوتهم فلم يشكروا، بل استمروا في شهوتهم وتذمرهم = لم يزوغوا عن شهواتهم لذلك ضربهم الله وقتل من أسمنهم = يبدو أن من مات، مات من كثرة الأكل، كأن الله لن يعود فيعطيهم ثانية.
الآيات (33-41): "فَأَفْنَى أَيَّامَهُمْ بِالْبَاطِلِ وَسِنِيهِمْ بِالرُّعْبِ. إِذْ قَتَلَهُمْ طَلَبُوهُ، وَرَجَعُوا وَبَكَّرُوا إِلَى اللهِ، وَذَكَرُوا أَنَّ اللهَ صَخْرَتُهُمْ، وَاللهَ الْعَلِيَّ وَلِيُّهُمْ. فَخَادَعُوهُ بِأَفْوَاهِهِمْ، وَكَذَبُوا عَلَيْهِ بِأَلْسِنَتِهِمْ. أَمَّا قُلُوبُهُمْ فَلَمْ تُثَبَّتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي عَهْدِهِ. أَمَّا هُوَ فَرَؤُوفٌ، يَغْفِرُ الإِثْمَ وَلاَ يُهْلِكُ. وَكَثِيرًا مَا رَدَّ غَضَبَهُ، وَلَمْ يُشْعِلْ كُلَّ سَخَطِهِ. ذَكَرَ أَنَّهُمْ بَشَرٌ. رِيحٌ تَذْهَبُ وَلاَ تَعُودُ. كَمْ عَصَوْهُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَأَحْزَنُوهُ فِي الْقَفْرِ! رَجَعُوا وَجَرَّبُوا اللهَ وَعَنَّوْا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ."
حينما ضربهم الله قدموا توبة، ولكنها للأسف لم تكن من القلب بل من الفم كانت ناتجة عن الخوف وليس عن اقتناع وتوبة قلبية. لذلك تكرر سقوطهم. ولكن الله لم يكن يعاقبهم في كل مرة فهو يعرف أنهم بشر سريعي الزيغان. عنَّوا= جعلوا الله يعاني منهم ويغتاظ منهم.
الآيات (42-53): "لَمْ يَذْكُرُوا يَدَهُ يَوْمَ فَدَاهُمْ مِنَ الْعَدُوِّ، حَيْثُ جَعَلَ فِي مِصْرَ آيَاتِهِ، وَعَجَائِبَهُ فِي بِلاَدِ صُوعَنَ. إِذْ حَوَّلَ خُلْجَانَهُمْ إِلَى دَمٍ، وَمَجَارِيَهُمْ لِكَيْ لاَ يَشْرَبُوا. أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ بَعُوضًا فَأَكَلَهُمْ، وَضَفَادِعَ فَأَفْسَدَتْهُمْ. أَسْلَمَ لِلْجَرْدَمِ غَلَّتَهُمْ، وَتَعَبَهُمْ لِلْجَرَادِ. أَهْلَكَ بِالْبَرَدِ كُرُومَهُمْ، وَجُمَّيْزَهُمْ بِالصَّقِيعِ. وَدَفَعَ إِلَى الْبَرَدِ بَهَائِمَهُمْ، وَمَوَاشِيَهُمْ لِلْبُرُوقِ. أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ حُمُوَّ غَضَبِهِ، سَخَطًا وَرِجْزًا وَضِيْقًا، جَيْشَ مَلاَئِكَةٍ أَشْرَارٍ. مَهَّدَ سَبِيلًا لِغَضَبِهِ. لَمْ يَمْنَعْ مِنَ الْمَوْتِ أَنْفُسَهُمْ، بَلْ دَفَعَ حَيَاتَهُمْ لِلْوَبَإِ. وَضَرَبَ كُلَّ بِكْرٍ فِي مِصْرَ. أَوَائِلَ الْقُدْرَةِ فِي خِيَامِ حَامٍ. وَسَاقَ مِثْلَ الْغَنَمِ شَعْبَهُ، وَقَادَهُمْ مِثْلَ قَطِيعٍ فِي الْبَرِّيَّةِ. وَهَدَاهُمْ آمِنِينَ فَلَمْ يَجْزَعُوا. أَمَّا أَعْدَاؤُهُمْ فَغَمَرَهُمُ الْبَحْرُ."
المرنم هنا يذكر ضربات الرب ضد المصريين. ويعاتب الشعب أنهم رأوا كل هذه الضربات ولكنهم لم يؤمنوا بل كانوا يرتدون عن الله فشابهوا المصريين واستحقوا أن يضربهم الله كما ضرب المصريين. في (49) ملائكة أشرار= أي ملائكة يأتون على الشعب بضربات شريرة مؤلمة وترجمت "ملائكة مؤدِّبين" وفي (50) مهد سبيلًا لغضبه= ضربات الله تأتي بالتدريج، وقبل أن يضرب بالموت يؤدب بالوبأ لعلهم يتوبون.
الآيات (54، 55): "وَأَدْخَلَهُمْ فِي تُخُومِ قُدْسِهِ، هذَا الْجَبَلِ الَّذِي اقْتَنَتْهُ يَمِينُهُ. وَطَرَدَ الأُمَمَ مِنْ قُدَّامِهِمْ وَقَسَمَهُمْ بِالْحَبْلِ مِيرَاثًا، وَأَسْكَنَ فِي خِيَامِهِمْ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ."
الجبل= إشارة لأرض إسرائيل التي دخلها يشوع مع الشعب وقسمها لهم.
الآيات (56-64): "فَجَرَّبُوا وَعَصَوْا اللهَ الْعَلِيَّ، وَشَهَادَاتِهِ لَمْ يَحْفَظُوا، بَلِ ارْتَدُّوا وَغَدَرُوا مِثْلَ آبَائِهِمْ. انْحَرَفُوا كَقَوْسٍ مُخْطِئَةٍ. أَغَاظُوهُ بِمُرْتَفَعَاتِهِمْ، وَأَغَارُوهُ بِتَمَاثِيلِهِمْ. سَمِعَ اللهُ فَغَضِبَ، وَرَذَلَ إِسْرَائِيلَ جِدًّا، وَرَفَضَ مَسْكِنَ شِيلُوِ، الْخَيْمَةَ الَّتِي نَصَبَهَا بَيْنَ النَّاسِ. وَسَلَّمَ لِلسَّبْيِ عِزَّهُ، وَجَلاَلَهُ لِيَدِ الْعَدُوِّ. وَدَفَعَ إِلَى السَّيْفِ شَعْبَهُ، وَغَضِبَ عَلَى مِيرَاثِهِ. مُخْتَارُوهُ أَكَلَتْهُمُ النَّارُ، وَعَذَارَاهُ لَمْ يُحْمَدْنَ. كَهَنَتُهُ سَقَطُوا بِالسَّيْفِ، وَأَرَامِلُهُ لَمْ يَبْكِينَ."
لقد رأى الجيل الذي دخل أرض الميعاد أعمال الله الإعجازية مع يشوع وهزيمة ملوك كثيرين أمامهم. ولكنهم عوضًا أن يشكروا الله ارتدوا وعبدوا الأوثان فعاد الله وضربهم. ورفض مسكن شيلو.. وسلم للسبي عزه= إشارة لحادثة سبي تابوت العهد بواسطة الفلسطينيين. وتابوت العهد كان في شيلوه. وكان هذا في أيام عالي الكاهن. ومات أولاد عالي الكهنة وهلك عدد كبير من جيش إسرائيل= مختاروه أكلتهم النار. وعذاراهم لم يُحْمَدْنَ= أي لم يجدن من يتزوجهن فالرجال ماتوا في الحرب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكلمة يُحمدن أي كما هي عادة الأفراح يغنون للعروس ليستحسنوا جمالها معجبين به وبأخلاقها. هؤلاء لم يسمعن هذه الأغاني التي تقال في الأفراح، إذ لا أفراح.
الآيات (65-72): "فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ، كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ. فَضَرَبَ أَعْدَاءَهُ إِلَى الْوَرَاءِ. جَعَلَهُمْ عَارًا أَبَدِيًّا. وَرَفَضَ خَيْمَةَ يُوسُفَ، وَلَمْ يَخْتَرْ سِبْطَ أَفْرَايِمَ. بَلِ اخْتَارَ سِبْطَ يَهُوذَا، جَبَلَ صِهْيَوْنَ الَّذِي أَحَبَّهُ. وَبَنَى مِثْلَ مُرْتَفَعَاتٍ مَقْدِسَهُ، كَالأَرْضِ الَّتِي أَسَّسَهَا إِلَى الأَبَدِ. وَاخْتَارَ دَاوُدَ عَبْدَهُ، وَأَخَذَهُ مِنْ حَظَائِرِ الْغَنَمِ. مِنْ خَلْفِ الْمُرْضِعَاتِ أَتَى بِهِ، لِيَرْعَى يَعْقُوبَ شَعْبَهُ، وَإِسْرَائِيلَ مِيرَاثَهُ. فَرَعَاهُمْ حَسَبَ كَمَالِ قَلْبِهِ، وَبِمَهَارَةِ يَدَيْهِ هَدَاهُمْ."
لم يستمر غضب الله على شعبه بل استيقظ كنائم= ونومه هنا كناية عن أنه ترك شعبه للتأديب وضرب أعداؤه الذين أذلوا شعبه واستعبدوهم. فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر. رأت كنيستنا في هذه الآية نبوة عن قيامة المسيح ووضعتها في تسابيح عيد القيامة . معيط = ثمل. فالمسيح لم يكن موته كموت الإنسان العادي، فنحن حين نموت تنفصل الروح عن الجسد فيموت الجسد ويتحلل ويتعفن، أما جسد المسيح المتحد بلاهوته فلم يفقد حيويته، لذلك ما كان ممكنا أن يتحلل أو يتعفن ( مز16: 10). ورفض كل شعب إسرائيل (يوسف وإفرايم) واختار سبط يهوذا ليخرج منه داود الملك الذي اختاره الله. وبنَى مثل مرتفعات مقدسه=مَقْدِسَهُ = الهيكل في أورشليم، ولكن هذه الآيات تشير للمسيح الذي إذ وجد شعبه مستعبدًا للشيطان، جاء وتجسد من سبط يهوذا ومن نسل داود. ومات. ولكنه لم يستمر ميتًا بل كان في موته كجبار معيط من الخمر. وكان كنائم ثم استيقظ بقيامته. وضرب أعدائه إلى الوراء وهم الشياطين وجعلهم عارًا أبديًا. ولأن اليهود هم الذين صلبوه ثم رفضوا الإيمان به، رفضهم هو= رفض خيمة يوسف واختار كنيسته عروسًا له = اختار سبط يهوذا جبل صهيون الذي أحبه. وأسس كنيسته السماوية= وبنَى مثل مرتفعات مقدسه = أي بَنَى كنيسته مثل مرتفعات مقدسة وثبتها للأبد كالأرض التي أسسها إلى الأبد. وكان المسيح وسط كنيسته الراعي الصالح= فرعاهم حسب كمال قلبه. وبقوته قاد كنيسته= بمهارة يديه هداهم. أخذه من حظائر الغنم= أي تجسد المسيح ابن داود من البشر وهم الغنم الذين رعاهم بعد هذا. أما داود فالله أخذه ليملك فعلا وهو راع للغنم.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 79 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير مزمور 77 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hqj2whx