← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 97 - 98 - 99 - 100 - 101 - 102 - 103 - 104
آية (97): "كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي."
كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ
= "محبوب هو اسمك يا رب" (سبعينية). بولس الرسول يعلمنا "صلوا بلا انقطاع" (1 تس 17:5) ويعلمنا الآباء أن نردد صلاة يسوع "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ" طول النهار، أو نلهج في آيات من الكتاب المقدس نتأمل فيها ونرددها كل اليوم. وهذا يلهب القلب بحب الله إذ أن كلام الله ينقي (يو15: 3) فنرى الله ونعاينه فنحبه. على أن اكتشاف لذة شريعة الله لا يأتي فقط من ترديدها، بل حينما ينفذها الإنسان فيكتشف قوتها وحلاوتها.
آية (98): "وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي، لأَنَّهَا إِلَى الدَّهْرِ هِيَ لِي."
كل من يحفظ الوصية يصير حكيمًا. يعطيه الله حكمة في كل تصرفاته. وقوله أعدائي= أي أعداء الله الذين يرفضونه ويرفضون وصاياه ويعادون أولاده.
آية (99): "أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ، لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي."
هنا يقارن المرنم بين من تعلَّم على يد معلم، ومن يتعلم على يد الله. فشاول الطرسوسي تعلَّم على يد غمالائيل وكان أصغر منه، ولكن حين ظهر الله له وتعلم من الله، صار بولس معلمًا لكل العالم.
آية (100): "أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطِنْتُ، لأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ."
من يتعلم من الله ووصاياه تصير له حكمة الشيوخ بل أكثر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فوصايا الله تحوي في داخلها حكمة، يحتاج الشيخ عشرات السنين ليكتشفها، بل هو اكتشفها بعد عدة آلام مرت في حياته. فمن اختبر أن النار تحرق، هو سبق وتألَّم من عذابات هذه النار. ولكن من ينفذ الوصية سيسمع قول الله لا تقرب من النار (الخطية) حتى لا تحترق فلو نفذ لحصل على الحكمة التي وصل لها الشيوخ بعد آلام عديدة.
الآيات (101، 102): "مِنْ كُلِّ طَرِيقِ شَرّ مَنَعْتُ رِجْلَيَّ، لِكَيْ أَحْفَظَ كَلاَمَكَ. عَنْ أَحْكَامِكَ لَمْ أَمِلْ، لأَنَّكَ أَنْتَ عَلَّمْتَنِي."
هنا نرى المرنم يختبر حلاوة الوصية بأنه ينفذها عمليًا،
وهذا ما يسمى "الإنجيل المُعَاش".
الآيات (103، 104): "مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي. مِنْ وَصَايَاكَ أَتَفَطَّنُ، لِذلِكَ أَبْغَضْتُ كُلَّ طَرِيقِ كَذِبٍ."
من تتحول الوصية عنده لحياة معاشة يختبر حلاوتها وهكذا قال كثيرين (حز3:3 + أر16:15 + رؤ9:10، 10). ومعنى الأكل، أن الوصية لا تكون للكلام والمناقشات والتعليم، بل للحياة بها كما يتحول الطعام لطاقة نحيا بها ونسير بها. من وصاياك أتفطن = بها ندرك مقاصد الله من نحونا ومحبته لنا، وأنه حين يمنع خطية ما عنا قائلًا لا تفعل هذا أو ذاك، فإن هذا يكون لفائدتنا، وحينما انفتحت عينا المرنم وعرف مقاصد الله قال = لذلك أبغضت كل طريق كذب.
أتفطن = الحكمة هي أفكار يقتنع بها الشخص، أما الفطنة فهي التصرف العملي الناشئ عن الحكمة الموجودة في باطن الإنسان. مِنْ وَصَايَاكَ أَتَفَطَّنُ = هذا يعني أن داود بعد أن تذوق لذة وصايا الله لم يكتفي بها كفكرة نظرية بل صارت مرشدًا له يسلك في نورها. الوصية أنارت له الطريق الذي يسلك فيه. وهذا ما قاله في الآية التالية.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 119 (قطعة
14) |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير مزمور 119 (قطعة
12) |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3cr75ga