← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13
كلمات هذا المزمور تتشابه جدًا مع تسبحة داود بمناسبة صعود التابوت إلى أورشليم (1أي7:16-36). وربما كانت تسبحة داود هذه هي الأساس وبعد ذلك تم بعض التعديلات فيها. فنجد أن (أش10:42) هي نفس الآية الأولى من هذا المزمور. والآيات في (1أي23:16-33) هي نفسها تقريبًا كلمات هذا المزمور، لذلك نقول أن كاتب هذا المزمور هو داود، ثم أحدثوا بعض تعديلات طفيفة عليه مأخوذة أيضًا من أقوال أنبياء مثل إشعياء ليرنموا به.
الآيات (1-3): "رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. رَنِّمُوا لِلرَّبِّ، بَارِكُوا اسْمَهُ، بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلاَصِهِ. حَدِّثُوا بَيْنَ الأُمَمِ بِمَجْدِهِ، بَيْنَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ بِعَجَائِبِهِ."
أمام عمل المسيح الخلاصي علينا أن نشكر ونسبح. فالمسيح حين شفى العشرة البرص وعاد واحد منهم ليشكره سأل عن التسعة الباقين. واليهود سبحوا الله بسبب كل العجائب التي صنعها معهم. ونحن نسبحه بسبب الخلاص الذي أكمله لنا على الصليب. ويود كل مرنم أن يصل تسبيحه لكل الأرض وكل الشعوب ليعرف الكل عمل الله معه. وهذا ما صنعه الرسل والكنيسة بعدهم أنهم
بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلاَصِهِ ، وحدثوا بين الأمم بمجده. ونلاحظ تكرار اسم اِلرَّبّ ثلاث مرات، نبوة وإشارة عن الثالوث الذي لم يعرف عنه إلا في العهد الجديد. وهي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً = تسبيحة جديدة أيضًا لأنها تخص العهد الجديد والذي صار فيه الخلاص بدم المسيح، والذي فيه آمنت الأرض كلها بالله ولم يعد الإيمان قاصرًا على الشعب اليهودي فقط.
الآيات (4، 5): "لأَنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ وَحَمِيدٌ جِدًّا، مَهُوبٌ هُوَ عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ. لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ، أَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّمَاوَاتِ."
هذا التسبيح موجه للرب المصلوب، إذ تؤمن أنه ولو أنه مصلوب إلا أنه مهوب على كل الآلهة (من تسميهم شعوبهم آلهة).
آية (6): "مَجْدٌ وَجَلاَلٌ قُدَّامَهُ. الْعِزُّ وَالْجَمَالُ فِي مَقْدِسِهِ."
لذلك لا يقف الخطاة أمام الله ولكن يقف أمامه من تبرر بدم المسيح وامتلك فضيلة.
الآيات (7، 8): "قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا قَبَائِلَ الشُّعُوبِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدًا وَقُوَّةً. قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدَ اسْمِهِ. هَاتُوا تَقْدِمَةً وَادْخُلُوا دِيَارَهُ."
هذه الكلمات لا تقال إلا عن كنيسة العهد الجديد، ففي أيام اليهود، كانوا ملزمين بتقديم الذبائح في هيكل أورشليم فقط، ويقول هنا= هاتوا تقدمة وأدخلوا دياره. وتقدمة مترجمة في السبعينية "ذبائح". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وقوله دياره دل على الكنائس العديدة في كل العالم، وليس هيكل أورشليم. وفي كل قداس تقدم ذبيحة. وإذا فهمناها تقدمة، يكون المقصود أعمالنا الحسنة نمجد بها أبونا السماوي.
آية (9): "اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ. ارْتَعِدِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ الأَرْضِ."
زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ = الزينة المقدسة هي الفضائل = هي أن نلبس الرب يسوع. ونسجد بخشوع.
آية (10): "قُولُوا بَيْنَ الأُمَمِ: «الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. أَيْضًا تَثَبَّتَتِ الْمَسْكُونَةُ فَلاَ تَتَزَعْزَعُ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ»."
ما هي البُشْرَى التي نبشر بها الشعوب (الأمم)؟ أن الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ = وفي الترجمة السبعينية الرب قد ملك على خشبة. فالرب ملك بصليبه. وهذه الآية والتي تعتبر نبوة عجيبة عن عمل المسيح بصليبه، وكما وردت في هذه الترجمة السبعينية تثبت أن هذه الرجمة هي بوحي من الروح القدس. وثبت كنيسته= تثبتت المسكونة. فبعد أن كان الناس في اضطراب أعطاهم سلام وثبتهم على صخرة. يدين الشعوب بالاستقامة= هذا عمل المسيح في المجيء الثاني، سيكون المسيح هو الديان.
آية (11): "لِتَفْرَحِ السَّمَاوَاتُ وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ، لِيَعِجَّ الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ."
خلاص البشر صار موضوع تسبيح الملائكة (سفر الرؤيا). وبه صارت السماء والأرض مملكة واحدة. وجاءت الملائكة على الأرض (يو51:1). والبحر يشير للعالم وبعد أن آمن العالم سبحوا لله = ليعج البحر وملؤه.
آية (12): "لِيَجْذَلِ الْحَقْلُ وَكُلُّ مَا فِيهِ، لِتَتَرَنَّمْ حِينَئِذٍ كُلُّ أَشْجَارِ الْوَعْرِ"
لِيَجْذَلِ الْحَقْلُ = يجذل أي يفرح ويتهلل. صرنا حقل أي أرضًا بذر فيها المسيح كلمته لنعطي ثمارًا والفرح من ثمار الروح القدس. كُلُّ أَشْجَارِ الْوَعْرِ والتي هي بلا ثمر، هذه تحولت لأشجار مثمرة (الأمم الوثنيين صاروا مؤمنين).
آية (13): "أَمَامَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ جَاءَ. جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ. يَدِينُ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ بِأَمَانَتِهِ."
أَمَامَ الرَّبِّ = عائدة على الآية السابقة التي دعت المؤمنين ليرنموا للمسيح لأَنَّهُ جَاءَ في مجيئه الأول ليخلص. أما قوله جاء ليدين الأرض فهذه عن مجيئه الثاني ليدين.
ليدين الأرض= المسيح في مجيئه الأول جاء ليعطينا معرفة الحق. وسيأتي ثانية في المجيء الثاني ليدين العالم. وتكرار كلمة جاء مرتين لتشير للمجيء الأول والثاني. فالأولى نرى فيها عمل المسيح مع شعبه فصار لهم ثمار وصاروا في فرح = امام الرب = المسيح الذي جاء فأثمروا وهو فرح بنتيجة عمله، وكل من يأتي بثمار ينقيه ليأتي بثمر أكثر، وكل من هو بلا ثمر يقطعه في المجيء الثاني = يدين المسكونة بالعدل (يو 15: 1-5).
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 97 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير مزمور 95 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fhp6h73