مزمور 120 (119 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7

آية (1): "إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيْقِي صَرَخْتُ فَاسْتَجَابَ لِي."

هذه الآية نبوة عن آلام المسيح (عب7:5). هذه الآية هي بلسان المسيح في محنته وأن الآب استجاب له فأقامه، إذ لم يكن من الممكن أن يحجزه الموت. وهذه الآية هي صرخة إنسان شعر بأنه في خطيته هو في ألم وفي لعنة، فيصرخ لله برجاء.

الآيات (2، 3): "يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِي مِنْ شِفَاهِ الْكَذِبِ، مِنْ لِسَانِ غِشٍّ. مَاذَا يُعْطِيكَ وَمَاذَا يَزِيدُ لَكَ لِسَانُ الْغِشِّ؟"

شفاه الكذب.. لسان الغش= صاحب لسان الغش هو إبليس الذي خدع آدم وحواء فأسقطهما، وما زال يخدعنا إذ يصور لنا أن خطايانا هي بلا عقوبة ولسان الغش هو من يمدحنا بما ليس فينا وبرياء، وقد نكون سالكين في طريق الموت ونسمع من صاحب لسان غش ما يشجع على الاستمرار. ولسان الغش هو لسان الهراطقة. ولِسَانُ الْغِشِّ هو لسان النمام وشاهد الزور والمفتري ظلمًا (كما حدث مع المسيح)، وقد يكون لساني أنا حين أنافق ولا أقول الحق. ولِسَانُ الْغِشِّ هو مَن يجد لنا مبرراً للخطايا التي نرتكبها، ويخفي عنَّا أن الخطية عقوبتها الموت. ولسان الغش أيضاً هو لسان إبليس الذي يشكك التائب المعترف في قبول الله لتوبته وأن الله سيغفر له، وعلينا أن نصدق وعد الله ولا نصدق هذا الكذاب "إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (1يو9:1). وهنا يتساءل المرنم ما الذي يستفيده صاحب هذا اللسان الغاش، بل كل غش سيكون مصيره نار تحرق قلب الغشاش.

آية (4): "سِهَامَ جَبَّارٍ مَسْنُونَةً مَعَ جَمْرِ الرَّتَمِ."

سِهَامَ جَبَّارٍ مَسْنُونَةً = هي سهام إبليس ضدنا. وهذه السهام هي أيضاً الإشاعات المغرضة الكاذبة ضد أبرياء، والتي قد تؤدي إلى مقتلهم أو تشويه صورتهم أمام الناس وهذا نوع من القتل الأدبي. الرَّتَمِ = نوع من شجر الشيح ينمو في الصحاري وقد تؤكل جذوره، ويصنع منه أحيانًا الفحم. فحروب إبليس ضدنا هي كسهام جبار مسنونة محماة في هذا الفحم المشتعل = جَمْرِ الرَّتَمِ. ولكن الله لم يتركنا بلا أسلحة (مز5:45 + أف11:6-18 + 2كو4:10، 5).

آية (5): "وَيْلِي لِغُرْبَتِي فِي مَاشِكَ، لِسَكَنِي فِي خِيَامِ قِيدَارَ!"

ماشك = قبيلة من نسل يافث (تك2:10) يقطنون بجانب البحر الأسود ويمثلون روحيًا من هم في غربة وفي بعد عن أورشليم، أو بعيدين عن عشرة الرب ويذكر في (حز13:27) أنهم يتاجرون في نفوس الناس: "ياوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ هُمْ تُجَّارُكِ. بِنُفُوسِ ٱلنَّاسِ وَبِآنِيَةِ ٱلنُّحَاسِ أَقَامُوا تِجَارَتَكِ" وهكذا كل مَن يبتعد وَيَتَغَرَّب عن الرب يُستعبد (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).

قيدار= أحد أحفاد إسماعيل، وكانت خيامهم سوداء من شعر الماعز (نش5:1). واللون الأسود يشير للخطية (أر23:13). فهنا نجد الخاطئ يتأوَّه من حاله وهو مستعبد في خطيته، متغربًا عن الرب. بل هو حالنا جميعًا طالما نحن في هذا الجسد (رو23:7، 24).

آية (6): "طَالَ عَلَى نَفْسِي سَكَنُهَا مَعَ مُبْغِضِ السَّلاَمِ."

هنا يشعر بالغربة في هذا العالم الذي وُضِع في الشرير (1يو19:5)، ويقارن ما فيه من ضيقات وبين أفراح السماء، ويشتهي الحياة في السماء. كما حدث مع الإبن الضال وإشتهى العودة لبيت أبيه. كما يقول بولس الرسول "لِأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ ٱلْعَتِيدَةَ (عب14:13) وأيضاً "لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً" (في23:1). لكن من يستطيع أن يعقد هذه المقارنة هو من تذوق عربون أفراح السماء، وهذا ما يعطيه لنا الروح القدس الآن. فمن ثمار الروح القدس "محبة، فرح، سلام ..." (غل22:5). لذلك نسمع قول المرتل "ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب" (مز8:34).

آية (7): "أَنَا سَلاَمٌ، وَحِينَمَا أَتَكَلَّمُ فَهُمْ لِلْحَرْبِ."

"حين كنت أكلمهم، كانوا يقاتلونني باطلاً" (سبعينية).

هذه الآية نبوة عن المسيح ملك السلام، واهب السلام، أما أهل العالم فيبغضون السلام. لا سلام قال إلهي للأشرار (أش22:48).