← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6
هنا نرى البركة تشمل حياة كل من يتقي الرب. ويُصَوِّرْ البركة التي تشمل الإنسان، بأن هذا الإنسان التقي يعيش في بيته سعيدًا وسط امرأته وأولاده. وسبب البركة مخافة الرب. ولذلك نصلي هذا المزمور في صلوات الأكاليل.
آية (1): "طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ، وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ."
العالم قد يعطي غِنَى أو جاه، أما الله فيسكن وسط بيت الصديق، بل يسكن فيه فيكون هذا سبب بركة مادية له وأيضًا سبب سلام وفرح في حياته. وأجمل ما في البيوت التي يسكن فيها الله أنها مملوءة محبة وفرح.
ومن هو الرجل التقي الذي لم يصنع خطية فعلًا إلا المسيح. لذلك فهذا المزمور نبوة عن المسيح الذي قدَّم نفسه ذبيحة ليأتي بالمؤمنين يملأون بيته (الكنيسة) ليمجدوا الله
آية (2): "لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ، طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ."
يتعب الإنسان ويأكل من ثمرة أتعابه. ولكن لو غضب الرب على أحد نجده يتعب ولا يجد شبع من تعبه، أي يأكل غيره من ثمار تعبه "ثَمَرُ أَرْضِكَ وَكُلُّ تَعَبِكَ يَأْكُلُهُ شَعْبٌ لَا تَعْرِفُهُ، فَلَا تَكُونُ إِلَّا مَظْلُومًا وَمَسْحُوقًا كُلَّ ٱلْأَيَّامِ" (تث33:28).
أما عن المسيح حين يجوع ويريد أن يأكل، فهو يطلب إيمان المؤمنين، وهو يشبع إذا رأى المؤمنين يدخلون للإيمان (يو31:4، 32). وحين لعن المسيح التينة(1) إذ كان جائعًا ولم يجد ثمرًا لعنها لأنه كان يريد أن يشير للأمة اليهودية التي لا يجد فيها ثمر، بل سوف تصلبه وترفضه. ولكن راجع قول الوحي "مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ" (إش11:53) فالمسيح يشبع بدخول المؤمنين للإيمان فيخلصوا. ولكل مؤمن يتعب ويزرع بالدموع يحصد بالابتهاج ويأكل ويشبع.
آية (3): "امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ."
إذا فهمنا أن الرجل هو المسيح، فالمرأة هي كنيسته، والبنون هم المؤمنون. والمسيح شبه نفسه بالكرمة حين قال "أنا الكرمة وأنتم الأغصان"، فالكنيسة هي الكرمة أي جسد المسيح ولماذا الكرمة بالذات، فكل عضو في الكنيسة يتغذى على جسد المسيح ودمه. فمن الكرم نحصل على الخمر الذي يتحول في القداس إلى دم المسيح. والدم هو حياة المسيح نشربه فنحيا أبديًّا (يو54:6). ونقول "لي الحياة هي المسيح" (فى21:1).
والكنيسة هي كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ هي أم ولود، تلد بنين لله بالمعمودية. وهنا نفهم المائدة أنها مائدة التناول. جَوَانِبِ بَيْتِكَ = البيت هو الكنيسة. وفي ترجمات أخرى أتت عبارة في جوانب بيتك in the very heart of your house” " . وأيضاً "in the inner places of your house”. وهذا يعني أن أولاد الله لا يقبلون أن يعيشوا على السطحيات والمظهريات بل يدخلون للعمق. جوانب بيتك = البيت هو الكنيسة. غروس الزيتون = زيت الزيتون رمز للروح القدس الذي حل على الكنيسة، وأبناء الكنيسة يولدون من الماء والروح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وشجر الزيتون ينمو في البرية. ونحن كأولاد الله نحيا الآن في برية هذا العالم. إلا أن هذا المعنى الرمزي لا يلغي أن البيت الذي يتقي الله يسكن فيه الله ويباركه فعلًا، ومثال للبركة، الزوجة مثل كَرْمَة مثمرة = الكرمة يخرج منها الخمر، والخمر يشير للفرح، فهي مصدر فرح لبيتها، وهي مثمرة تثمر أولادًا صالحين مملوءين من الروح القدس = غروس الزيتون.
الآيات (4-6): "هكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ. يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، وَتُبْصِرُ خَيْرَ أُورُشَلِيمَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ، وَتَرَى بَنِي بَنِيكَ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ."
هكذا
يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ = أي هذا ما تعودنا على مشاهدته أن الرجل الذي يتقي الرب يباركه الرب، ويريه خيراته وبركاته كل أيام حياته على الأرض، بل وفي السماء، وفي السماء سيرى بني بنيه وأبناء أبنائهم، فلا موت لمن يذهب للسماء. بل سنرى السابقين واللاحقين. ونعيش في سلام للأبد.
_____
(1) التينة والكرمة وشجرة الزيتون يشيروا لإسرائيل في العهد القديم، وللكنيسة في العهد الجديد.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 129 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير مزمور 127 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qxwg2fw