← اللغة الإنجليزية: Food - اللغة العبرية: מזון - اللغة اليونانية: Τροφή - اللغة السريانية: ܡܐܟܘܠܬܐ.
لما كان العبرانيون يحيون حياة البداوة كان طعامهم الرئيسي مؤلفًا من الخبز ومن حاصل الماشية كاللبن الرائب واللحم مصادفة (تك 18: 7؛ قض 5: 25). وكان يؤكل العسل البرّي (تك 14: 8، 9). ولما تحضروا في فلسطين أضافوا عليها ما أنتجته لهم الحدائق والكروم وبساتين الزيتون كالعدس والخيار والفول (2 صم 17: 28)، والرمان والتين والعنب (عد 13: 23؛ 20: 5؛ مت 7: 16). وكان من طعامهم الخمر والخل وكذلك السمك والجراد والطير والبيض (1 مل 4: 23؛ نح 3: 16؛ مت 4: 18؛ لو 11: 12). وكانت الوجبة البسيطة مؤلفة من خبز وعدس (تك 25: 34)، أو خضرة أخرى (2 مل: 38)، أو خبز وخمر (تك14: 18)، أو فريك وخل (را 2: 14). وقد أكرم إبراهيم ضيوفه على غير انتظار بمائدة سخية فيها زبد ولبن وخبز ملة مصنوع من دقيق سميذ ولحم عِجل (تك 18: 3-8). وقد كثرت الألوان المتنوعة العديدة من الطعام علة موائد الأغنياء والعظماء. (1مل 4: 22، 23؛ نح 5: 18).
وكانت شريعة الأطعمة دقيقة جدًا تفصل بين الطاهر والنجس وتنهي عن كل مخالفة (لا10) وعند تأسيس الكنيسة المسيحية اختلف المسيحيون في أمر الأطعمة دقيقة جدًا المذبوحة للأوثان، فاعتقد بعض المؤمنين بأن الوثن لا شيء وأن المخلص قد ألغى التمييز بين الأطعمة الطاهرة والنجسة فأخذوا يأكلون كل ما قدَم لهم بدون سؤال أكان مذبوحًا لوثن أم أنه مذبوح لغير وثن. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وكانوا يشترون ما يباع في الملحمة بقطع النظر عن كونه طاهرًا أو نجسًا حسب شريعة اليهود إلا أنه قد عثر غيرهم فظنوا أن كل ما ذبح لوثن يجعلهم مشتركين في الذبح للوثن.
وحدث من اختلاف الرأي هذا الشقاق حتى حكم بولس أن كل سيء طاهر للطاهرين (تي 1: 15). وأن الوثن لا شيء. وأنه يجوز للإنسان أن يأكل كل ما يباع في الملحمة وكل ما يقدم له على مائدة غير المؤمن (1 كو 10: 25 إلخ). ومع ذلك يصرح بوجوب مراعاة شريعة المحبة وبوجوب اجتناب ما يعثر به الأخ الضعيف.
ومع أن المسيحية ألغت النجاسة الشرعية والطهارة الشرعية وحررت الأمم من نير الطقوس الموسوية (أع 15: 10)، إلا أن المجمع الرسولي المنعقد في أورشليم منع الأمم من المخنوق والدم (ص 5: 20، 29) وذلك خشية إعثار اليهود المتنصرين.
يدخل تحت هذا العنوان كل المنتوجات النباتية والحيوانية التي يأكلها الإنسان للحفاظ على سلامته الجسدية وتوفير الطاقة اللازمة لمختلف أنشطته.
عندما خلق الله الإنسان، قال له الله: "إنى قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزرًا على وجه كل الأرض وكل شجر فيه ثمر شجر يبرز بزرًا، لكم يكون طعامًا ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية، أعطيت كل عشب أخضر طعامًا" (تك 1: 29، 30).
وعندما وضعه في جنة عدن ، قال له: "من جميع شجر الجنة تأكل أكلًا" (تك 2: 16).
وبعد السقوط، قال الرب لآدم "ملعونة الأرض بسببك بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وشوكًا وحسكًا تنبت لك ، وتأكل عشب الحقل بعرق وجهك تأكل خبزًا" (تك 3: 17، 18، 23؛ 4: 2، 3).
ومن هذا يبدو جيدًا أن الإنسان الأول كان نباتيًا، ويبدو أن الأمر ظل هكذا حتى أيام نوح في الفلك مع جميع الحيوانات التي كانت معه بالفلك، ولكن بعد نزوله من الفلك إلى الأرض التي انحسرت عنها مياه الطوفان قال له الرب: "كل دابة حية تكون لكم طعامًا كالعشب الأخضر . دفعت إليكم الجميع غير أن لحمًا بحياته دمه لا تأكلوه" (تك 9: 3، 4).
وعندما استقر نوح على الأرض اليابسة ابتدأ "يكون فلاحًا وغرس كرمًا وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه" (تك 9: 20، 21). وقيل عن نمرود -من نسل حام بن نوح- إنه " كان جبار صيد أمام الرب" (تك 10: 9).
كانت الحبوب التي يصنع منها الخبز، هي العنصر الأساسي في الغذاء، سواء في مصر أو في فلسطين، أو في بلاد النهرين، منذ الألف الثانية قبل الميلاد، مع منتوجات الألبان، من لبن وزبد وجبن. ولا شَك في أن الآباء الذين عاشوا عيشة شبه بدوية، كانوا يعتمدون في غذائهم -أساسًا- على منتوجات الألبان من مواشيهم وعندما طرد إبراهيم هاجر وابنها، أعطاها خبزًا وقربة ماء (تك 21: 14).
وكانوا يزرعون الحبوب كما فعل اسحق (تك 26: 12)، ويعقوب أيضًا (تك 37 : 7)، وعندما حدث جوع، أرسل أولاده لشراء القمح من مصر (تك 42: 2، 25، 26؛ 43: 2؛ 44: 1، 2) . ولعل طبيخ العدس (الأحمر) كان وجبة مألوفة في تلك الأيام، عندما باع عيسو بكوريته لأخيه يعقوب، فأعطاه "خبزًا وطبيخ عدس" (تك 25: 29 - 33؛ انظر أيضًا 2 صم 17: 28).
ولكنهم كانوا يكرمون الضيوف بتقديم الذبائح لهم. فقد ذبح إبراهيم لضيوفه عجلًا رخصًا جيدًا، وأمر غلامه أن يسرع بعمله، ثم قدمه لهم مع خبز ملة وزبد ولبن (تك 18: 6 - 8). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ومع أن اللحم لم يكن طعام كل يوم، إلا أنهم كانوا يستطعمون أيضًا لحوم الحيوانات البرية، فقد طلب اسحق من عيسو ابنه، أن يأخذ عدته وجعبته وقوسه ويخرج إلى البرية ويصيد له صيدًا، ويصنع له أطعمة كما يجب ليأكل منها (تك 27: 3، 4). كما فعل الرحالة المصري "سنوحي" في فلسطين قبل ذلك.
وكانت الهدايا التي تقدم للملوك والعظماء تشتمل على العسل والفستق واللوز وما أشبه (تك 43: 11). وتذكر الألواح التي وجدت في القصر الملكي في "ماري" (على نهر الفرات)، والتي ترجع إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أن كميات كبيرة من العسل كانت تستهلك على الموائد في ذلك العصر. كما أن الملك الأشوري " أشمي - داجان " أرسل إلى أخيه حاكم " ماري " فستقًا. كما كان العسل -في مصر القديمة- يكاد يكون مقصورًا على علية القوم، وقلما كان يتناوله من هم دونهم .
وكانت المشاركة في تناول الطعام علامة على المصالحة والسلام، كما حدث بين اسحق وأبيمالك ملك جرار ورجاله (تك 26: 29، 30) وبين يعقوب وخاله لابان (تك 31: 54) ولا يذكر الكتاب أنواع الطعام التي قدمها يوسف لإخوته (تك 43: 31 - 34).
رغم الظروف القاسية التي عانى منها بنو إسرائيل في أواخر أيامهم في مصر، إلا أنهم وهم في البرية تذكروا الخير الذي يأكلونه مجانًا وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ. واشتهوا أن يأكلوها مرة أخرى (عد 11: 4، 5). وهذه القائمة من المأكولات تتفق تمامًا مع ما هو معروف عن المنتوجات الزراعية في مصر قديمًا.
عندما ارتحل الشعب من إيليم وجاءوا إلى برية سين بين إيليم وسيناء، في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني بعد خروجهم من مصر، تذمر الشعب إذ لم يكن لهم ما يأكلون، فأعطاهم الله "المن" في كل صباح ليكون لهم طعامًا طيلة الأربعين سنة في البرية (خر 16: 13 - 21). ولم ينقطع عنهم "المن" إلا بعد دخولهم أرض كنعان وأكلهم من غلة الأرض (يش 5: 11، 12) ويقول المرنم: "أمطر عليهم منَّا للأكل ، وبُرَّ السماء أعطاهم. أكل الإنسان خبز الملائكة أرسل عليهم زادًا للشبع" (مز 78 : 24، 25).
ولما اشتهى اللفيف الذي كان في وسطهم - شهوة وتذكروا ما كانوا يأكلون في مصر، أرسل الله لهما لسلوى لمدة شهر من الزمان (عد 11: 4، 5، 18). ويقول المرنم أمطر عليهم لحمًا مثل التراب، وكرمل البحر طيورًا ذوات أجنحة، وأسقطها في وسط محلتهم.. فأكلوا وشبعوا جدًا وأتاهم بشهر.. طعامهم بعد أفواههم. فصعد عليهم غضب الله وقتل من أسمنهم.." (مز 78: 24 - 31؛ انظر أيضًا مز 106: 14، 15).
وقد وصفها الرب بأنها أرض جيدة تفيض لبنًا وعسلًا (خر 3: 8، 17)، انظر أيضا (تث 8: 7-9). وقد تنوعت مصادر الغذاء، فكانت تشمل:
فكانت الحبوب والخمر وزيت الزيتون أهم هذه العناصر (تث 7: 13؛ نح 5: 11؛ هو 2: 8). وكان أهم الحبوب: الشعير والقمح والقطاني (انظر خر 9: 32؛ تث 8: 8؛ إش 28: 25). وكانت الحبوب تُطحن، ثم يُعجن الدقيق وتضاف غليها الخميرة، ثم يُخبز في الأفران.
وكان الخبز هو من أهم عناصر الطعام وقوام الغذاء، حتى قال الرب يسوع المسيح عن نفسه: أنا خبز الحياة" (يو 6: 35).
وكان للكرمة أهميتها، سواء كمصدر للعنب الطازج (عد 6: 3؛ تث 23: 24) أو المجفف - وهو الزبيب. (1 صم 25: 18؛ 30: 12)، أو العصير الحلو أو "السلاف" (إش 49: 26؛ عا 9: 13؛ يؤ 1: 5؛ 3: 18)، أو الخمر نصف المختمرة أي "المسطار" (قض 9: 13؛ هو 4: 11؛ أم 3: 10.. إلخ) أو الخمر المُعَتَّقَة. وكانت هذه العصائر الحمراء تسمى "دم العنب" (تك 49: 11؛ تث 32: 14)
وكانت السلعة الأساسية الثالثة هو زيت الزيتون، إذ كان يستخدم طعامًا ودهنًا للطبخ. فكان مثلًا يُخلط بالدقيق لصناعة الخبز والفطائر التي كانت تُقلى في الزيت (خر 29: 2)، وكان ذلك شائعًا في مختلف البلاد، فقد ذكرت أرملة صرفة صيدا لإيليا النبي، إنها ستصنع بما عندها من ملء كف الدقيق والقليل من الزيت، كعكة لها ولابنها (1 مل 17: 12).
كما كان يستخدم العدس والفول والحمص (2 صم 17: 28؛ حز 4: 9). كما كانوا يستخدمون أنواعًا من الفاكهة مثل التين، الذي كانوا يصنعون منه أقراصًا يجففونها لاستعمالها وقت الحاجة ولأغراض طبية (انظر إش 38: 21). وجاء ذكر ذلك أيضًا في كتابات "أوغاريت". وكذلك الجميز، حتى قال عاموس النبي عن نفسه إنه " راعٍ وجاني جميز" (عا 7: 14). كما كان يؤكل الرمان ويُصنع من عصيره شرابًا (نش 8: 2) وكذلك التفاح (أم 25: 11؛ نش 2: 3، 5؛ 7: 8؛ 8: 5؛ يؤ 1: 12)، والبلح (انظر خر 15: 27؛ 1مل 6: 29؛ مز 92: 12؛ نش 7: 7، 8؛ إش 9: 14؛ 19: 15؛ يؤ 1: 12).
وكانت هناك أنواع من النقل مثل اللوز (إرميا 1: 11) والفستق (تك 43: 11).
وكانت تشمل عسل النحل والدهون واللحوم. وكان عسل النحل البري يوجد في شقوق الصخور والأشجار وغيرها. وكان واسع الانتشار والاستخدام (تث 32: 13؛ قض 14: 8؛ 1 صم 14: 25؛ 2 صم 17: 29). وكانوا يستطعمون عسل النحل كثيرًا (مز 19: 10؛ أم 24: 13)، وكانت فلسطين بحق أرض "لبن وعسل" (خر 3: 8)، فقد ذكر تحتمس الثالث فرعون مصر، أنه أحضر معه مئات الجرار من العسل جزية من سورية وفلسطين في غزوتيه السابعة والرابعة عشر. كما يعدد سنوحي - الرحالة المصري في عهد الأسرة الثانية عشرة - ثروات فلسطين من الحبوب والخمر والزيت والعسل والفاكهة والماشية.
وكانت اللبن عنصرًا هامًا من عناصر الغذاء، مع منتوجاته من الزبد والجبن [(انظر أم 27: 27؛ إش 7: 22؛ حز 25: 4) عن اللبن، (تث 32: 14؛ قض 5: 25؛ مز 55: 21؛ إش 7: 15، 22) عن الزبد؛ (1 صم 17: 18؛ 2 صم 17: 29؛ أي 10: 10؛ أم 30: 32) عن الجبن]. وكثيرًا ما كان اللبن يقدم للزائر المفاجئ كما حدث مع سيسرا (قض 4: 19؛ 5: 25).
وكان اللحم لا يؤكل عادة إلا في الأعياد والولائم فيما عدا بالنسبة للأغنياء الذين كان يمكن أن يكون على موائدهم بانتظام. فقد ذبح إبراهيم لضيوفه عجلًا رخصًا (تك 18: 7)، وقدم جدعون للملاك جدي معزي (قض 6: 19؛ انظر أيضًا 1صم 16: 20)، وقدمت أبيجايل -امرأة نابال الكرملي- خمسة خرفان هدية لداود (1 صم 25: 18).
ويقول الحكيم "أكلة من البقول حيث تكون المحبة خير منثور معلوف ومعه بغضة" (أم 15: 17). وكان ابنا عالي الكاهن الشريران يفضلان أخذ اللحم نيئًا ليشوى، عن أخذه مطبوخًا (1 صم 2: 13 - 15).
وقد نهت الشريعة عن طبخ الجدي بلبن أمه (خر 23: 19). ولعل ذلك كان لارتباط هذه العادة بذبائح الكنعانيين التي كانوا يقدمونها لأوثانهم كما جاء في وثائق " أوغاريت".
ونجد في (سفر اللاويين 11: 1 - 23، 29، 41 - 47)، وفي (سفر التثنية 14: 3 - 21) سجلًا بالحيوانات الطاهرة التي كان مسموحًا بأكل لحومها، والحيوانات النجسة التي لم يكن مسموحًا بأكلها. فكانت الحيوانات الطاهرة هي الحيوانات المجترة والتي تشق ظلفًا، وما عداها كان يعتبر نجسًا. كما نجد بيانًا بالطيور الطاهرة والطيور النجسة، والدبيب الطاهر والدبيب النجس. أما الأسماك الطاهرة فهي التي لها زعانف وحرشف، أما التي لا يتوفر فيها هذان الشرطان فكانت تعتبر نجسة.
نقرأ في (سفر الملوك الأول 4: 7، 22، 23) أن وكلاء سليمان الاثني عشر كانوا يتولون تزويد قصر الملك سليمان بما يلزمه من مؤونة. وكان على كل واحد أن يفعل ذلك شهرًا في السنة. وكان الطعام " لليوم الواحد، ثلاثين كرسميد وستين كرة دقيق، وعشرة ثيران مسمنة، وعشرين ثورًا من المراعي، ومئة خروف، ماعدا الأيائل والظباء واليحامير والأوز المسمن". وكانت هذه هي العادة المتبعة في قصور الملوك في ذلك العهد، كما تشهد بذلك نقوشهم وآثارهم. كما دفع سليمان لحيرام الأول ملك صور: "عشرين ألف كر حنطة طعامًا لبيته وعشرين كر زيت رض" كل سنة ثمنًا للأخشاب التي كان حيرام يرسلها لسليمان (1 مل 5: 11).
عندما أخذ دانيال وأصحابه إلى قصر ملك بابل، " جعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه، فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس " وأن يكتفوا بأكل القطاني، وأعطاهم الرب نعمة في عيني رئيس الخصيان، فجربهم عشرة أيام فوجدهم بعدها " أحسن وأسمن لحما من كل الفتيان الآكلين من أطايب الملك، فكان رئيس السقاة يرفع أطايبهم وخمر مشروبهم ويعطيهم قطاني " (دانيال 1: 8 - 16).
وقد أمر الرب حزقيال النبي أن يأخذ "قمحًا وشعيرًا وفولًا وعدسًا ودخنا وكرسنة" ويصنعها خبزًا، ويأكل منه مدة ثلاث مئة يوم وتسعين يومًا، يخبره على خرء الإنسان. فلما التمس من الرب أن يعفيه من ذلك، سمح له أن يخبزه على "خثى البقر" (حز 4: 9 - 17)، وذلك ليكون عبرة للشعب.
وأهم منتوجاتها الخبز الذي كان يُصنع من دقيق القمح (مت 13: 33؛ لو 13: 21)، أو الشعير (يو 6: 9، 13) وكان الخبز المصنوع من الشعير هو طعام الفقراء[انظر النسبة بين ثمن القمح وثمن الشعير في (رؤ 6: 6)] وكان يمكن أن تُقطف سنابل القمح وتُفرك باليد لتخليص الحبوب من قشورها، ثم تؤكل (مت 12: 1؛ مرقس 2:23؛ لو 6: 1؛ انظر أيضًا تث 23: 25). وكان ذلك يُعتبر -في نظر الفريسيين- مساويًا لعملية الحصاد، وكان ذلك ممنوعًا في يوم السبت. وكان القمح يدرس ويذَّرى ويغربل لفصل الحبوب من التبن (مت 3: 2؛ لو 3: 17؛ 22: 31). ولم يكن مسموحًا إطلاقًا وجود أي خبز من دقيق مختمر في أثناء أيام عيد الفصح (خر 12: 19؛ 13: 7؛ 1 كو 5: 7، 8).
كان هناك العنب (مت 7: 16)، وما ينتج من الكرمة (مت 26: 29)، والزيتون (رو 11: 17 - 24؛ يع 3: 12)، وكان يُستخرج منه أفضل أنواع الزيت الذي كان يستخدم في إعداد الطعام، كما كانت ثماره تحفظ بالتخليل، وتؤكل مع الخبز لفتح الشهية، كما كانت تجهز عصائر من البلح والتين والزبيب والخل لتستخدم مع خروف الفصح (انظر مرقس 14: 20؛ يو 13: 26).
ويُذْكَر العنب والتين معًا (انظر مت 7: 16) فقد كانت لهما أهمية كبيرة في فلسطين، بالمقارنة مع الخرنوب الذي كان الابن الضال يشتهي أن يملأ بطنه، وكان يستخدم أساسًا طعاما للخنازير (لو 15: 14 - 16).
(1) كان اليهود -في أيام العهد الجديد- يراعون تنفيذ أوامر الشريعة فيما يختص بالحيوانات والطيور الطاهرة والنجسة (لا 11: 1 - 23؛ تث 14: 4 - 20؛ أع 10: 9 - 16). وقد بيَّن الرب لهم أن ما يدخل الإنسان من خارج لا يقدر أن ينجسه، بل ما يخرج من فم الإنسان، هو الذي ينجسه (مت 15 : 11؛ مرقس 7: 14 - 20).
لما قام أناس من الذين كانوا قد آمنوا من مذهب الفريسيين وقالوا إنه ينبغي على المؤمنين من الأمم "أن يختتنوا ويوصوا بأن ناموس موسى" (أع 15: 5)، اجتمع الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة في أورشليم، ورأوا وقد صاروا بنفس واحدة أن يكتبوا للمؤمنين في كل الكنائس "بأن يمتنعوا عما ذُبح للأصنام ، وعن الدم والمخنوق والزنا" (أع 15؛ انظر أيضا رو 14؛ 1كو 8، 10؛ 1تي 4: 3 - 5).
وكان فيه الطاهر والنجس، وكان يلزم أن يتوفر شرطان في السمك ليعتبر طاهرًا، وهما أن تكون له زعانف وأن يكون له حرشف (لا 11: 9 - 12). وكان يحف ببحر الجليل عدد من المدن التي كانت تعتبر مراكز لصيد السمك. وقد كان التلاميذ الأوائل من صيادي الأسماك (مت 4: 18 - 22؛ مرقس 1: 16 - 20؛ لو 5: 1 - 11). وقد استخدم الرب السمك في معجزتي إشباع الجموع (مت 14: 17 - 21؛ 15: 32 - 39؛ مرقس 6: 35 - 43؛ 8: 1 - 9؛ لو 9: 12 - 17؛ يو 6: 1 - 13). وكذلك في الطعام الذي أكله مع تلاميذه بعد القيامة (لو 24: 42، 43) والطعام الذي أعده لهم عند بحيرة طبرية (يو 21: 9 - 13).
ولا تُذكر الطيور صراحةً - في العهد الجديد - كمصدر للغذاء إلا في رؤيةبطرس للملاءة العظيمة (أع 10: 11، 12)، وفي الإشارة إلى بيع العصافير (مت 10: 29؛ لو 12: 6). كما يذكر البيض أيضًا (لو 11: 12).
نقرأ عن يوحنا المعمدان أن طعامه كان "جرادًا وعسلًا بريًا "(مت 3: 4؛ مرقس 1: 6).
وكانت تستخدم لتضفي طعمًا مستساغًا ونكهة طيبة للطعام. وأهمها الملح الذي استخدمه الرب مجازيًا في أقواله (مت 5: 13؛ مرقس 9: 5؛ لو 14: 34). كما استخدمه الرسول بولس (كو 4: 6). وذكر الرب أيضًا النعنع والشبت والكمون [(مت 23: 23؛ انظر أيضًا لو 11: 42)؛ حيث يضيف "وكل بقل"]. كما يذكر، الخردل (مت 13: 31، 32).
الطعام السماوي، الطعام الروحي، الطعام الإلهي هو كلام الله، وقد تُذكَر أيضًا عن الوسائط الروحية وسر الإفخارستيا (التناول).
الطعام المصري هو ما اشتهاه بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر في قولهم "قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ." (سفر العدد 11: 5).
الطعام الحسي هو الطعام المادي، الطعام الأرضي.
الطعام القوي: "لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ، لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 5: 14).
* انظر أيضًا: العطش، كتاب روحانية الصوم لقداسة البابا شنوده الثالث، بحث عن كلمة "طعام" في الكتاب المقدس، الغلال، الماء، كتاب أبانا الذي في السموات للبابا شنوده الثالث (مقالات خبزنا الذي للغد)، اللقمة، الوليمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5zbf8hj