← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 81 - 82 - 83 - 84 - 85 - 86 - 87 - 88
القطعة الحادية عشر (ك)
بعد اختبار تعزية الله لأولاده المتكلين عليه، ثبتوا في الإيمان، وبالتالي أصبح من الطبيعي أن ينتظر أولاد الله خلاصه، حتى لو احتملوا ضيقات كثيرة من الأشرار، فالله يسندهم بشهاداته.
ع81، 82: تَاقَتْ نَفْسِي إِلَى خَلاَصِكَ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ. كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنَ النَّظَرِ إِلَى قَوْلِكَ، فَأَقُولُ: "مَتَى تُعَزِّينِي؟"
كلَّت: تعبت.يشعر داود أنه في ضيقة ومتألم جدًا، ولكن رجاءه وإيمانه الثابت في انتظار خلاص الله. ويظهر من هذه الآية ثبات داود في انتظار الرب؛ حتى أن عينيه قد كلتا، ولم يتزعزع عن انتظار الرب، بالإضافة إلى ثقته في خلاص الهه وأنه قادر أن يعزيه ويريحه، فأشواقه شديدة وثباته عظيم.
لعل هذه الآيات هي مشاعر الأنبياء والأتقياء، ورجال الله في العهد القديم في انتظارهم المسيا المنتظر. وهو أيضًا شعور أولاد الله في العهد الجديد الذين ينتظرون مجئ المسيح الثاني، مثل بولس الرسول (في 1 : 23). وهي صرخة كل إنسان يمر بضيقة.
ع83: لأَنِّي قَدْ صِرْتُ كَزِقّ فِي الدُّخَانِ، أَمَّا فَرَائِضُكَ فَلَمْ أَنْسَهَا.
زق:
وعاء من الجلد "قربة" يحفظ فيه الماء أو اللبن، أو الخمر، أو أي سائل.كانوا قديمًا يعلقون الزق في أعلى الخيمة وداخلها السائل المحفوظ، وكانوا يوقدون الحطب والنار داخل الخيمة، فتمتلئ دخانًا ويحيط بالزق، فيجعل لونه أسودًا، والحرارة تعرض الجلد للتلف. فداود يشبه نفسه بزق في دخان، أي يكاد يتلف وينشق وتنساب منه السوائل التي بداخله، ولكنه مع هذا ما زال ثابتًا متمسكًا بوصايا الله، منتظرًا خلاصه.
يفهم من هذا أن داود له مدة طويلة منتظرًا خلاص الله، وحياته تعرضت للتلف؛ حتى كاد ييأس، لكنه لم يفقد رجاءه، وظل منتظرًا خلاص الرب.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
ع84: كَمْ هِيَ أَيَّامُ عَبْدِكَ؟ مَتَى تُجْرِي حُكْمًا عَلَى مُضْطَهِدِيَّ؟
من شدة ضيق داود يسأل الله كم هي أيام عبدك، أي أنت تعرف أن عمري محدود، وسينتهي، ألن ترفع الضيقة عني قبل انقضاء عمري؟ وأنت تعرف أن ضيقي هذا ناتج من حروب الشياطين، والأشرار الذين يتبعونهم، فمتى تخلصني من شرورهم؟ متى تحكم ببراءتي، وتعطيني راحة وخلاصًا، وتعلن أن البر هو الحق الذي تطلبه، وأنك ترفض الشر.
هذا هو شعور كل المتضايقين في العهدين القديم والجديد، وهو أيضًا شعور النفوس التي تحت المذبح في سفر الرؤيا التي تطالب الله بالانتقام من الأعداء الشياطين وإعلان برهم (رؤ 6: 9).
ع85: الْمُتَكَبِّرُونَ قَدْ كَرَوْا لِي حَفَائِرَ. ذلِكَ لَيْسَ حَسَبَ شَرِيعَتِكَ.
كروا لي حفائر:
حفروا لي حفرالمتكبرون هم الشياطين، وكل الأشرار الذين يتبعونهم. هؤلاء يقومون على الأبرار مثل داود، ويدبرون لهم مكايد؛ ليسقطوهم في فخاخهم، كما يحفر الصياد حفر لاصطياد وحوش، أي أن الشياطين تدبر حيل خبيثة لخداع أولاد الله. وهذا الشرط بالطبع ضد شريعة الله.
هذه المكايد وضعها اليهود للمسيح، فحاولوا اصطياده بكلمة مرات كثيرة، بل حاولوا قتله عدة مرات. كل هذا أظهر أنهم أبناء إبليس، ويسلكون ضد وصايا الله.
ع86، 87: كُلُّ وَصَايَاكَ أَمَانَةٌ. زُورًا يَضْطَهِدُونَنِي. أَعِنِّي. لَوْلاَ قَلِيلٌ لأَفْنَوْنِي مِنَ الأَرْضِ. أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَتْرُكْ وَصَايَاكَ.
زورًا يضطهدونني:
اتهامات ظالمة باطلةعلى الجانب الآخر نجد الأبرار يسلكون بوصايا الله بكل أمانة، ولا يتأثرون بشر الأشرار، واتهاماتهم الزور، ولكن يطلبون فقط معونة الله لتساندهم وتكشف حيل إبليس، وتنصرهم على الشياطين.
هذا ما فعله المسيح إذ خدم بكل أمانة، وعلم الجموع، وشفى المرضى، وعندما صلبوه احتمل العذابات ومات، ولكن قام من الأموات بقوة لاهوته.
عددا (85، 86) تبين حروب إبليس التي تقابل كل مؤمن في حياته الروحية، ولكن عندما يسلك بأمانة في وصايا الله يسنده، ويعينه، فينتصر على كل الشر.
ع88: حَسَبَ رَحْمَتِكَ أَحْيِنِي، فَأَحْفَظَ شَهَادَاتِ فَمِكَ.
يختم داود هذا الجزء بكلمات معزية، إذ يطلب مراحم الله الكثيرة الغير محدودة، التي هي رجاءه في الحياة، وبها يستطيع أن يحيا وسط التجارب والضيقات، بل يتمتع بعشرة الله ويفرح. بالإضافة إلى هذا، إذ يحيا مع الله يشفق على الأشرار، ويعلم أن الخطية ضعف، فلا يتضايق منهم، بل يصلي لأجلهم.
إذ يختبر داود مراحم الله وعنايته، ليس فقط يحب الله، بل أيضًا يحفظ شهادات فمه التي هي وصاياه، وشريعته. وهي أيضًا تعاليم المسيح المذكورة في الكتاب المقدس. فالمسيح بتجسده هو فم الله، وأكثر من هذا هي كل كلمات الكتاب المقدس. وفم الله أيضًا هو كرازة الرسل والكهنة وكل الخدام.
† لا تنزعج من إساءات من حولك، بل على العكس اطلب معونة الله، وتمسك بوصاياه، وأسرار الكنيسة، فتتقوى، ويمتلئ قلبك سلامًا، بل تستطيع أن تحب من يسئ إليك، وتصلي لأجله.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 119 (قطعة
12) |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير مزمور 119 (قطعة
10) |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/psalms/chapter-119-11.html
تقصير الرابط:
tak.la/4v3mhg9