← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 65 - 66 - 67 - 68 - 69 - 70 - 71 - 72
القطعة التاسعة (ط)
اختبر داود أن يكون نصيبه هو الرب، ولذا فقد قبل كل شيء من يده، حتى التأديب، وشعر أنه خير له من يد الله الصالح، ولم ينزعج من مؤامرة الأشرار، أو تعاظمهم عليه، بل تمسك بكلام الله.
ع65، 66: خَيْرًا صَنَعْتَ مَعَ عَبْدِكَ يَا رَبُّ حَسَبَ كَلاَمِكَ. ذَوْقًا صَالِحًا وَمَعْرِفَةً عَلِّمْنِي، لأَنِّي بِوَصَايَاكَ آمَنْتُ.
ذوقًا صالحًا
: حكمًا سليمًا وتميزًا صحيحًا.أدبًا: مبادئ سليمة وأخلاق جيدة.
يشعر داود أن أعمال الله معه كلها للخير، سواء كانت بركات مادية، أوروحية، أو ضيقات تعلمه مبادئ وأخلاق سليمة حسب وعد الله له، فيستطيع أن يميز الحق من الباطل، وتكون له معرفة ومبادئ مستقاه من كلام الله.
لأن داود آمن بوصايا الله وأحبها شعر أن كلها خير له، فسلك فيها بفرح، وطلب التلمذة عليها وتعلمها طوال حياته، خاصة وأن كلمة " خيرًا " أصلها اليوناني يعني "عذوبة"، أي أن داود تلذذ بأعمال الله والسلوك بوصاياه.
ع67: قَبْلَ أَنْ أُذَلَّلَ أَنَا ضَلَلْتُ، أَمَّا الآنَ فَحَفِظْتُ قَوْلَكَ.
يعلن داود في شجاعة أنه في بعض الأحيان نسى وانشغل عن كلام الله، فضل عن طريق الحق، وسقط في ذل شديد، ثم أفاق من خلاله، وأسرع إلى العلاج وهو حفظ وصايا الله. فهو إنسان قوي يراجع نفسه، ويتعلم من خطاياه، وهو إيجابي يسرع إلى الحل، وهو حفظ وصايا الله.
ع68، 69: صَالِحٌ أَنْتَ وَمُحْسِنٌ. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ. الْمُتَكَبِّرُونَ قَدْ لَفَّقُوا عَلَيَّ كَذِبًا، أَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ قَلْبِي أَحْفَظُ وَصَايَاكَ.
قام الأشرار على داود ولفقوا له تهمًا كاذبة، وسمح الله بهذا؛ لينتبه داود إلى شروره الداخلية؛ ليتوب عنها، وكما حدث هذا أيضًا مع أيوب، ولكن الجميل في داود وأيوب أنهما اتجها إلى وصايا الله. وشعر داود بصلاح الله وإحسانه، فأقبل على عبادة الله باشتياق وحفظ وصاياه من كل القلب. وهذا المثل جيد لأبناء الله الذين يقودهم التأديب إلى ارتباط أكبر بالله وطلب وصاياه، وليس الغضب، أو التذمر، إذ أنهم يشعرون أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله (رو 8: 28) ويستمر أولاد الله يتمتعون بعذوبة وحلاوة كلامه التي تخرجهم من الضيقة، وهم في قوة روحية.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
ع70: سَمِنَ مِثْلَ الشَّحْمِ قَلْبُهُمْ، أَمَّا أَنَا فَبِشَرِيعَتِكَ أَتَلَذَّذُ.
تمادى الأشرار في شرهم وفى محاربة الأبرار، وظنوا أنه بكثرة خيراتهم المادية -اتي يعبر عنها بالشحم الكثير- في قوة وسلطان، فتمادوا في شرهم. ويقول قد سمن ليس فقط جسدهم، بل قلبهم، أي صار قلبهم غليظًا لا يشعر بالله، ولا بالضعفاء، وصار قاسيًا شريرًا، يؤذي الآخرين.
على الجانب الآخر نجد الأبرار -الذين يمثلهم داود- قد اتجهوا إلى شريعة الله وأحبوها، بل تلذذوا بها، فصارت هي حياتهم، ولم ينزعجوا من مضايقات الأشرار؛ لأن الله أعطاهم سلامًا، بل وفرحًا بكلامه.
ع71، 72: خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ لِكَيْ أَتَعَلَّمَ فَرَائِضَكَ. شَرِيعَةُ فَمِكَ خَيْرٌ لِي مِنْ أُلُوفِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ.
إذ تأكد داود أن تأديب الله كان خيرًا عظيمًا له، فضل في النهاية أن يحيا بشريعة الله والتي هي حديث شخصي من فم الله إلى قلبه. وكلام الله قادر أن يغنيه أفضل من كل غنى العالم، الذي يمثله الذهب والفضة، وشبع لنفسه أفضل من كل الشهوات المادية البراقة.
† علمني يا رب أن أقبل الضيقة ما دمت أنت قد سمحت بها، وأثق أنها لخيري. ولكن أطلب فقط أن تسندني خلالها، وتكشف عن عيني لأراك وسط الضيقة، فأتعزى بك عن كل ما احتمله، وأفرح أني معك.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 119 (قطعة
10) |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير مزمور 119 (قطعة 8) |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/psalms/chapter-119-09.html
تقصير الرابط:
tak.la/xd4gsw6