← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8
القطعة الاولى ( أ )
يطوب المزمور من يحفظ الوصية بكل قلبه؛ لأنه ينال بركة الابتعاد عن الخطية، وكذا يحصل على الغفران إن أخطأ. ويشكر الله على عطاياه، فيفرح؛ حتى يصل إلى غايته التي هي الأبدية السعيدة.
ع1، 2: طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقًا، السَّالِكِينَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ. طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ.
كما بدأ المسيح عظته على الجبل بالتطويبات، يبدأ داود هذا المزمور بتطويب الكاملين، أي يالسعادتهم السالكين في طريق الكمال، فيهبهم الله أن يكونوا بلا عيب خارجي، وإن كانت لهم ضعفاتهم الداخلية. والسلوك في طريق الكمال هو السلوك بشريعة الله، بل وحفظها، ليس فقط في الذهن، بل تطبيقها في الحياة.
من يحفظ وصايا الله في ذهنه، ويرددها بلسانه، تدخل إلى مشاعره، فيطلبها في الصلاة من كل قلبه. الذي يتنقى بالتأمل في الوصية يستطيع أن يعاين الله، لأن الطلب من كل القلب معناه تعلق القلب بالله، وبالتالي ينال نعمة معاينة الله، لأن القلب لا يعرج بين الفرقتين؛ أي الله والعالم، بل اختار الله وحده ليحيا به وسط العالم، ولا يتأثر أو يخضع لشهواته.
ع3: أَيْضًا لاَ يَرْتَكِبُونَ إِثْمًا. فِي طُرُقِهِ يَسْلُكُونَ.
الذى يحب كلمة الله، ويسلك في طريق الكمال يحيا في النور، ولا يحب الظلمة، فيتباعد عن الخطايا، ولا يسقط فيها على الأقل بالأفعال، أو بالكلام؛ حتى لو كان معرضًا للسقوط فيها بالفكر، أو القلب.
يهتم من يسلك بالبر أن يكون في طريق الله، أي متمسكًا بوصاياه، ولا يريد أن يسلك في طرقه، أي طرق العالم، وهي الشهوات المختلفة. فطريق الله واحد وهو المسيح، أما العالم فطرقه الشريرة كثيرة.
ع4: أَنْتَ أَوْصَيْتَ بِوَصَايَاكَ أَنْ تُحْفَظَ تَمَامًا.
الله يطلب من أولاده أن يحفظوا وصاياه تمامًا، أي بكل دقة، فلا يتركوا جزءًا منها، أو يهملوا إحدى وصاياه، ويسعوا لتنفيذها بكل قلوبهم، وهو يعينهم ليتمتعوا بأعماق لذيذة فيها، فيكونوا في فرح دائم.
ع5: لَيْتَ طُرُقِي تُثَبَّتُ فِي حِفْظِ فَرَائِضِكَ.
إذ آمن داود بأهمية حفظ الوصايا إلى التمام، طلب معونة الله ليثبت في حفظ الوصايا، فلا يقصر في تنفيذها، لأنه لو قصر سيتعرض لحروب الشيطان، فيسقط في خطايا متنوعة. وهنا تظهر أهمية عمل النعمة مع الجهاد الروحي، فلا يستغنى المجاهد عن عمل النعمة، والنعمة تعمل فيمن يحبون وصايا الله ويجاهدون في تنفيذها.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
ع6: حِينَئِذٍ لاَ أَخْزَى إِذَا نَظَرْتُ إِلَى كُلِّ وَصَايَاكَ.
إذا اتحد عمل النعمة مع الجهاد الروحي يتشجع الإنسان للدخول إلى وصايا الله، أي كلمته، فيتعمق في معرفة الله، واكتشاف جمال وصاياه، أي يرى المسيح كلمة الله، ويتمتع بعشرته. وهذا يعطيه رجاء أنه في يوم الدينونة لا يخزى إذا نظر إلى المسيح الديان، ويجد له مكانًا في ملكوته. فالخزى يصاحب الخطية، كما حدث عند سقوط آدم وحواء، أما حفظ الوصية فيبعد الإنسان عن الخزى، ويمتعه بالوجود مع الله.
ع7: أَحْمَدُكَ بِاسْتِقَامَةِ قَلْبٍ عِنْدَ تَعَلُّمِي أَحْكَامَ عَدْلِكَ.
عندما أتعلم أحكامك، أي وصاياك وكلامك أفهم واعرف الهدف الكامن فيها. وهذا يجعلنى مستقيمًا في مشاعرى وفى أفكارى، ويظهر في تصرفاتى وكلامى، ولا أعود أنزعج من الأخطاء المنتشرة في العالم، وأفكاره الغريبة، لأنى متمسك ومحصن بكلمة الله العادلة.
حينئذ إذ اكتشف العدل والحق من خلال أحكامك، أشكرك وأحمدك على نعمتك علىّ، بل أشعر بضعفى وعدم استحقاقى لكل هذه النعم، فيزداد حمدى لك. وأحمد الله أيضًا الذي أنار عينى الداخلية، وأرانى شخصه، وعظمة الحياة الأبدية، فلا أنزعج من خطايا العالم، وتقلباته، وأشكره من كل قلبى، باستقامة وعدم تلوث بأى فكر شرير.
ع8: وَصَايَاكَ أَحْفَظُ. لاَ تَتْرُكْنِي إِلَى الْغَايَةِ.
يعلن داود في نهاية هذا الجزء نية قلبه واستعداده الكامل أن يحفظ وصايا الله بفكره وقلبه وفى سلوكه أيضًا.
يترجى الله أنه مهما جاهد في التمسك بالوصية لكنه ضعيف، ومعرض للتقصير والخطأ، لدرجة تجعل الله يتخلى عنه؛ ليؤدبه وينبهه، فيعود بالتوبة إليه. ولكن يطلب من الله ألا يتركه تمامًا ويرفضه، بل إن تخلى عنه جزئيًا يعود فيرحمه، ويساعده على حفظ الوصايا؛ لأنه مشتاق أن يحيا بها.
† إحفظ كل يوم آية، وهي التي يتأثر بها قلبك عندما تقرأ في الكتاب المقدس. وهي رسالة من الله لك؛ لتحيا بها. رددها طوال اليوم، وحاول أن تطبقها، فيسندك الله، بل يكشف لك عن اختبارات جديدة من محبته، ورعايته لك.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 119 (قطعة 2) |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير مزمور 119 - مقدمة |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/psalms/chapter-119-01.html
تقصير الرابط:
tak.la/skrpb5w