← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20
المزمور التَّاسِعُ
لإمام المغنين. على موت الإبن. مزمور لداود
"أحمد الرب بكل قلبى .." (ع1)
1- كاتبه
: هو داود النبي، وكان يردده إمام المغنين يتبعه مجموعة من المغنين.2- هو مزمور تسبيح وشكر قاله داود بعد أحد انتصاراته.
3- في الترجمة البيروتية المأخوذة عن النسخة العبرية (التى بين أيدينا) يوجد مزموران برقم 9، 10 أما في الترجمة السبعينية فيضم المزموران في مزور واحد هو التاسع وذلك لما يلي:
أ - المزموران مكتوبان على الأحرف الهجائية العبرية، فالمزمور العاشر امتداد واستكمال للحروف الهجائية الموجودة بالتاسع.
ب - المعنى متصل بين المزمورين، فالمزمور التاسع يتكلم عن الانتصار في الحروب الخارجية مع الأعداء، والمزمور العاشر يتكلم عن الأعداء الداخلين الذين يظلمون المساكين.
ج - يتكلم المزموران عن الصراع بين الخير والشر.
د - يتكلم المزموران عن الضيقات.
4- عنوان هذا المزمور بأنه "على موت الإبن" وذلك معناه ما يلي:
أ - على موت ابن داود من بثشبع، أو على موت أبشالوم.
ب - حيث أنه لم يحدد من هو الابن فقد يكون نبوة عن الابن الوحيد، أي المسيح وموته على الصليب وفدائه للبشرية.
وفى الترجمة السبعينية يعنون المزمور بدلًا من موت الابن بأسرار الابن، أي سر الفداء وكل ما يحويه من بركات للبشرية.
5- في الترجمة السبعينية يوجد في العنوان "إلى الانقضاء"، أو "إلى النهاية" ويقصد بها أن هذا المزمور يتكلم عن الابن - أي شعب الله - ليس فقط اليهود في العهد القديم، بل الشعب المسيحى الذي يظل إبنًا لله إلى الأبد في الملكوت، لأنهم آمنوا بالمسيح وعاشوا له.
6- هذا المزمور غير موجود بالأجبية.
(1) حمد الرب (ع1، 2)
(2) الله القاضي العادل (ع3-8)
(3) الرب الملجأ والمخلص (ع9-14)
(4) الله يعاقب الأشرار (ع15-20)
ع1: أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ.
الحمد والشكر من كل القلب وهذا ينتج من محبة داود لله من كل قلبه، فالشكر له درجات أعلى ما فيها هو الشكر من كل القلب، فيمكن أن يكون الإنسان شاكرًا ومتذمرًا أحيانًا، أو يشكر طلبًا لمزيد من العطايا، أو يشكر شكرًا سطحيًا، أي بفتور ومشاعر حب ضعيفة.
واضح أن داود في فرح لسبب انتصاره، فأول شيء أحس به هو أن يشكر الله. وهذا هو فكر الكنيسة أن تبدأ صلواتها دائمًا مثل صلاة القداس الإلهي بصلاة الشكر.
ينتج عن التسبيح والشكر أن يشتاق الإنسان لانضمام الآخرين معه في شكر الله، فيحدثهم عن عجائبه؛ حتى يحبوه وحينئذ يشكرونه.
من أحب الله من كل قلبه لا يتكلم عن بعض العجائب الإلهية، بل يتحدث عن كل أعمال الله بحماس وقوة تؤثر فيمن حوله، بل ولا يترك فرصة إلا ويتكلم فيها عن الله.
ع2: أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِكَ. أُرَنِّمُ لاسْمِكَ أَيُّهَا الْعَلِيُّ.
التسبيح والشكر ينتج بالضرورة فرح داخل الإنسان وتلذذ بعشرة الله.
يشعر الإنسان المسبح بسمو الله وارتفاعه عن البشر، ليس بالقدرة فقط، بل بالحب والكمال في كل الصفات، فيزداد حماسًا لتسبيحه والترنم له.
الفرح بالله وتسبيحه يعطى مشاعر ثابتة في الإنسان بالفرح، فيظل يسبح الله حتى داخل الضيقات، فيختبر أعماقًا جديدة في عشرة الله لا يراها خارج الضيقات، لأن الله يفرح جدًا بمن يسبحه في كل حين وخاصة في الضيقات، فيفيض عليه بتعزيات لا يعبر عنها.
أفراح العالم مؤقتة وتخلف داخل الإنسان إحساسًا بالحرمان والضيق، أما الفرح بالله فهو مستقر داخل الإنسان وينتج عنه أشواق أكبر نحو الله وتمتع أكبر بالبهجة والسرور.
†
ليتك تتعود شكر الله في كل صلواتك وأضف إلى صلواتك جزءًا من تسابيح الكنيسة؛ لتختبر أعماقًا جديدة في محبة الله.
ع3: عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ، يَسْقُطُونَ وَيَهْلِكُونَ مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ،
الأعداء هم الشياطين، أو الأشرار التابعين في فكرهم للشياطين.
قدام وجهك، أي قدام أعمال الله وقوته.
تراجع الشيطان أمام وجه المسيح بعدما تغلب عليه في التجربة (مت4: 10) هذا هو تراجع الأعداء إلى خلف.
وعندما حاول بطرس أن يمنع المسيح من قبول الألم والموت؛ ليتمم الفداء، انتهر المسيح أفكار الشيطان التي فيه بقوله "اذهب عنى يا شيطان" (مت16: 23) هذا أيضًا تراجع أفكار الأعداء أمام المسيح.
وعندما أتى جند الهيكل؛ ليقبضوا على المسيح في بستان جثسيماني وسألهم من تطلبون، فقالوا له يسوع الناصرى، قال "أنا هو"؛ فرجعوا إلى الوراء وسقطوا (يو18: 6).
وعندما تجسد المسيح -آدم الثاني- وعاش بلا خطية تراجع أمامه آدم الأول، الذي سقط لضعفه.
عندما يتمسك المؤمنون بالمسيح يخاف منهم الشيطان ويتراجع ويسقط إلى الخلف أمام قوة الله التي فيهم.
ع4:
لأَنَّكَ أَقَمْتَ حَقِّي وَدَعْوَايَ. جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِيًا عَادِلًا.في إيمان تكلم داود مع الله الذي يخلصه من أعدائه، بل وينصره عليهم، فيشكره أنه قبل طلبته وأعطاه حقه ونصره؛ لأنه مظلوم. فالله الجالس على عرشه في السماء، كقاضى عادل، قضى بإنصاف داود المظلوم.
يطلب داود بلسان كل مؤمن أن يجلس الله على عرشه داخل قلبه ويحكم ويقضى على الأفكار الشريرة وكل نية ومشاعر ردية، فيكون القلب كله لله وتهرب منه كل ظلمة.
ينظر داود بروح النبوة وينطق باسم الكنيسة، طالبًا من المسيح أن يجلس على كرسيه أو عرشه، الذي هو الصليب، فيقيد الشيطان ويحكم بتحرير المؤمنين به، ويصعدهم من الجحيم إلى الفردوس. فيأخذ آدم وبنيه ومنهم داود؛ ليتمتعوا معه في السماء.
يتكلم أيضًا داود بروح النبوة عن المسيح الديان العادل، الذي يجلس على كرسيه في يوم الدينونة ويحكم للمؤمنين في دعواهم ومظالمهم ويعوضهم عن كل شيء في الملكوت ويقضى أيضًا بالعقاب على الأشرار في العذاب الأبدي.
ع5، 6: 5 انْتَهَرْتَ الأُمَمَ. أَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. 6 اَلْعَدُوُّ تَمَّ خَرَابُهُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَدَمْتَ مُدُنًا. بَادَ ذِكْرُهُ نَفْسُهُ.
يشكر داود الله الذي نصره على أعدائه، وانتهرهم من أمامه، وأبادهم وأبطل ذكرهم رغم قوتهم العظيمة، فالله يسند الضعفاء وينصرهم؛ لأنهم أولاده المؤمنون به.
الله يسكن في قلب أولاده وينتهر الأفكار الشريرة ويهلك الشيطان، الذي هو الشرير ويبيده؛ ليحبه أولاده من كل قلوبهم.
أيضًا يتكلم داود بروح النبوة عن المسيح المصلوب؛ الذي قيد الشيطان وانتهر الخطايا بموته على الصليب، وهدم حصون الشيطان ومدنه، أى الشرور العظيمة، فأبطل سلطانها على الإنسان، الذي يؤمن به ويحيا له.
تنطبق هاتان الآيتان على المسيح الديان في يوم الدينونة، الذي ينتهر الأمم، أي الأشرار ويلقيهم في العذاب ويهلك الشيطان الشرير بإلقائه في جهنم، ويمحو إسمه ويبيده، فلا يكون له مكان في الملكوت.
يمحو الله أسماء الأشرار بموتهم وهلاكهم، وكذلك إذا تاب الإنسان وآمن بالمسيح يمحو حياته القديمة ويعطيه حياة جديدة ويحدث هذا في سر المعمودية، عندما يموت الإنسان العتيق ويولد الإنسان بطبيعة جديدة. ولذا يحرص الكثيرون على تسمية أبنائهم بأسماء جديدة في المعمودية. وقد حدث هذا التغيير مع شاول الطرسوسى، عندما آمن بالمسيح فترك حياته الأولى، بل وتغير إسمه أيضًا إلى بولس الرسول؛ ليحيا خادمًا ورسولًا للمسيح، بعد أن كان معاديًا للكنيسة.
7 أَمَّا الرَّبُّ فَإِلَى الدَّهْرِ يَجْلِسُ. ثَبَّتَ لِلْقَضَاءِ كُرْسِيَّهُ، 8 وَهُوَ يَقْضِي لِلْمَسْكُونَةِ بِالْعَدْلِ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ.
الله يظل ديانًا قاضيًا جالسًا على عرشه إلى الدهر، أي إلى الأبد، فيظل يكافئ الأبرار في الملكوت بأمجاد متصاعدة إلى ما لا نهاية. وعلى الجانب الآخر يعذب الأشرار عذابًا متصاعدًا إلى الأبد.
الله يقضى للمسكونة وكل الشعوب التي فيها بالعدل والاستقامة، فلا يحابى أحدًا ويحاسب كل إنسان حسبما أخذ. فيحكم لليهود بحسب شريعتهم، أما للأمم فبحسب ضميرهم. وكل إنسان بحسب إمكانياته وظروفه، فالذى يعرف أكثر يطالب بأكثر.
وجلوس الله على كرسى القضاء يذكرنا بغطاء تابوت عهد الله، الذي كان يدعى كرسى الرحمة، فعدل الله كامل وفى نفس الوقت رحمته كاملة؛ لأنه يرحم التائبين الراجعين إليه، ويقبلهم في ملكوته.
†
إن كان الله عادلًا، فلابد أن تتوبى يا نفسى. والاتضاع يستدر مراحم الله، فيرفع عنك خطاياك، بل ويسندك في طريق الحياة لتتمتعى بحبه إلى الأبد.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
ع9، 10: 9 وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ. 10 وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ.
الله ليس فقط عادلًا ولكنه حصن وملجأ للمؤمنين به، فيحميهم من الشر، فإن كانوا يعيشون وسط العالم الشرير، ولكنهم في حماية الله ولا يستطيع أحد أن يؤذيهم إلا بإذنه.
الله يحمى المتضعين فقط، أما المتكبرين فيتخلى عنهم؛ لأنهم يرفضونه ويعتمدون على ذواتهم، كما قبل العشار، أما الفريسى فلم ينل شيئًا من مراحم الله.
تظهر حماية الله بشكل واضح في الضيقات، حيث يتخلى الناس عن بعضهم، اهتمامًا كل واحد بنفسه ولكن يبقى الله الحنون، الذي يرحب بأولاده الملتجئين إليه ويحميهم.
الله ملجأ لكل من يطلبه، أما الذين لا يطلبونه ولا يتحركون نحوه، فلن يجدوا الحماية، أي أن الكسلان والمتهاون لا يتمتع بحماية الله. أما من يتمسك باسم الله، فيكون في حصانة، كما يقول سليمان "اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع" (أم18: 10).
الذى يتعود أن يكرر اسم الله في الصلاة والتسبيح، يصبح من السهل عليه الاتكال على الله، فلا يهتز امام الضيقات، بل يلتجئ إليه بإيمان كامل.
يتعرض الناس عمومًا والمؤمنون خصوصًا لضيقات مختلفة، ولكنهم لا يفقدون سلامهم؛ لأن لهم الله ملجأ وحصن، فيتكلون عليه.
الذى يلتجئ إلى الملجأ يختفى فيه، فمن يختفى وينكر نفسه ويظهر الله، هو الذي يتمتع بالحماية الإلهية.
ع11، 12: 11 رَنِّمُوا لِلرَّبِّ السَّاكِنِ فِي صِهْيَوْنَ، أَخْبِرُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ. 12 لأَنَّهُ مُطَالِبٌ بِالدِّمَاءِ. ذَكَرَهُمْ. لَمْ يَنْسَ صُرَاخَ الْمَسَاكِينِ.
الله يطيل أناته على الأشرار ويسمح أن يستشهد بعض أولاده، فيضمهم إليه ويصعدهم إلى السماء، ولكنه يطالب الأشرار بدماء الأبرار، كما طالب قايين بدم أخيه هابيل، عندما قال له "دم أخيك صارخ إلىَّ من الأرض" (تك4: 10).
الله يطيل أناته ويؤجل استجابة الصلوات، لكنه لا ينسى ولا يهمل أية طلبة مرفوعة إليه.
من أجل قوة الله وعدله ومحبته لأولاده، يسبحه أولاده في كل مكان ويرنمون له.
أولاد الله يخبرون الناس المحيطين بهم بأعمال الله عن طريق:
أ - حياتهم البارة التي تنير للآخرين وتظهر الله.
ب - أحاديثهم مع الآخرين يظهر الله بطريقة غير مباشرة.
ج - عندما يقابلون أناس يعانون من مشاكل يشجعونهم على الالتجاء إلى الله.
ع13، 14: 13 اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ. انْظُرْ مَذَلَّتِي مِنْ مُبْغِضِيَّ، يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ، 14 لِكَيْ أُحَدِّثَ بِكُلِّ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ، مُبْتَهِجًا بِخَلاَصِكَ.
يعلن داود أن الخطية تذل الإنسان والعدو الشيطان يحاول ليس فقط أن يذل الإنسان، بل أن يسفك دمه كما في (ع12) ولكن رحمة الله ونظره بإشفاق على أولاده ينجيهم من يدى الشيطان ويرفعهم من أبواب الموت التي هي الخطايا.
كان داود معرضًا للموت في حربه مع الأعداء، ولكن اتكاله على الله خلصه من أيديهم، فهو مثال للإنسان المصلى المؤمن بالله والمتكل عليه، الذي لا يخاف من الضيقات.
يشعر داود أن عمله الأساسى -كمؤمن بالله- أن يسبحه في هيكله الكائن في صهيون، أي أورشليم، وهي ترمز للكنيسة في العهد الجديد، وأيضًا إلى ملكوت السموات.
هذا التسبيح المرفوع أمام الله يجعل المؤمن مبتهجًا ونورًا للعالم المحيط به، إذ يعرف الكل أن سبب فرحه هو علاقته بالله.
† كن واثقًا من قوة الله التي معك حتى لا تنزعج من حروب إبليس، أو سقطاتك، بل أسرع إلى التوبة والصلاة، فتجد مراحم الله وحمايته ويرفعك من كل خطية.
ع15: تَوَرَّطَتِ الأُمَمُ فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي عَمِلُوهَا. فِي الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفَوْهَا انْتَشَبَتْ أَرْجُلُهُمْ.
انتشبت
: تعلقت.يُظهر داود أن الشر على رؤوس الأشرار، ففيما هم يدبرون مكائد للأبرار يسقطون هم فيها. فإذا حفروا حفرة للأبرار يسقطون هم فيها، وإذا ألقوا شبكة تشتبك أرجلهم بها فلا يستطيعوا الفكاك منها. وهذه الآية تأكيدًا لما قاله المرنم في (مز7: 15، 16).
ع16: مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ. قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. ضَرْبُ الأَوْتَارِ. سِلاَهْ.
يعلق داود على الآية التي تظهر أن شر الخطاة يأتي على رؤوسهم، فيقول أن الرب "معروف"، ويقصد معروف بعدله، فهو يجازى الأشرار، الذين يسيئون إلى الأبرار.
أمضى
والمقصود بقضاء أمضى أن الله قضاؤه شديد على الأشرار المتمادين في شرورهم، فيعاقبهم ليس فقط بعد موتهم، بل أيضًا في حياتهم يأتى شرهم على رؤوسهم.
يؤكد هنا أن الشرير يتعلق بالشر الذي أعده للبار، أى يواجه العقاب الإلهي من مكائده التي دبرها، كما دبر الكهنة وشيوخ اليهود وحكموا على المسيح بالصلب، فلما صلب وفدى البشرية جاء شرهم على رؤوسهم، أي أن موت المسيح أدانهم، كما خلص التائبين والمؤمنين باسمه.
ضرب الأوتار هنا معناها أن تضرب الأوتار معلنة شدة قضاء الله، ثم تليها وقفة موسيقية يعبر عنها بكلمة سلاه.
ع17: اَلأَشْرَارُ يَرْجِعُونَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، كُلُّ الأُمَمِ النَّاسِينَ اللهَ.
يقرر في النهاية أن عقاب الأشرار هو أن يلقوا في الهاوية، أي العذاب الأبدي. وإلقاؤهم في العذاب الأبدي هو امتداد طبيعي لشرورهم، إذ هم عاشوا في هوة الخطية بعيدًا عن الله، فاستحقوا في النهاية العقاب في الهاوية الأبدية، فهم يرجعون إلى الهاوية التي عاشوا فيها في حياتهم، فالموت لا يرحمهم؛ لأنهم رفضوا الله ونسوه في حياتهم ولا يؤدى بهم إلى مكان أفضل، بل إلى مكانهم الطبيعي بعيدًا عن الله.
ع18: لأَنَّهُ لاَ يُنْسَى الْمِسْكِينُ إِلَى الأَبَدِ. رَجَاءُ الْبَائِسِينَ لاَ يَخِيبُ إِلَى الدَّهْرِ.
يظهر هنا محبة الله واهتمامه بالضعفاء والمساكين وكل من يعانون من ظلم أو ضيق.
الله يطيل أناته على الأشرار ولا ينصف المظلومين سريعًا في بعض الأحيان، حتى يكمل إكليلهم، وفى نفس الوقت يكمل كأس غضبه على الأشرار. ولكنه لا يمكن أن يهمل، أو ينسى الضعفاء الطالبين إياه؛ لذلك فرجائهم ثابت في الله.
يقصد أيضًا بالمساكين البائسين؛ والمتضعين، أي المساكين بالروح، فهؤلاء يسندهم الله ويعد لهم الملكوت بكل امجاده، كما قال في (مت5: 3).
ع19، 20: 19 قُمْ يَا رَبُّ. لاَ يَعْتَزَّ الإِنْسَانُ. لِتُحَاكَمِ الأُمَمُ قُدَّامَكَ. 20 يَا رَبُّ اجْعَلْ عَلَيْهِمْ رُعْبًا لِيَعْلَمَ الأُمَمُ أَنَّهُمْ بَشَرٌ. سِلاَهْ.
يعتز
: يتكبر.يطالب داود الله أن يستجيب ويقوم من طول أناته ليوقف كبرياء الأشرار الذين يتكبرون بسبب سلطانهم وإساءاتهم للأبرار، وذلك ليظهر عدل الله وحتى لا يخور الأبرار ويتشككون.
يتعجل داود الله حتى يدين الأشرار البعيدين عنه، أى الأمم، وهو لا يكره الأشرار ولكن يريد إعلان عدل الله؛ ليثبت الأبرار.
يطالب الله أن يخف الأشرار، فيعلموا أن لله سلطان عليهم؛ وأنهم مجرد بشر مثل غيرهم، فلا يخيفوا، أو يهددوا غيرهم ولا يظلموهم.
كلمة سلاه تدعونا للتأمل في قوة الله ومخافته، لنتوب ونبتعد عن الشر.
† لا تتمادى في الشر مهما كان سهلًا ولا تظلم غيرك؛ لتريح نفسك؛ لأن الله الديان يرى كل شيء، فارجع إليه بالتوبة لئلا يرعبك بقوته، وارحم من حولك لتنال مراحم الله.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 10 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير مزمور 8 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/psalms/chapter-009.html
تقصير الرابط:
tak.la/fh48mxw