← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8
المزمور المئة والواحد
لداود. مزمور
"رحمة وحكمًا أغنى لك يا رب .. ع1"
كاتبه
متى كتب؟
يبين هذا المزمور أشواق داود لحياة الكمال، ورفضه الشر.
يرمز هذا المزمور لحياة أولاد الله في كنيسة العهد الجديد التي تسعى نحو الكمال.
يتمنى داود في هذا المزمور أن تكون مملكته نقية من كل شر، ويرمز للمسيح الذي يريد أن تكون كنيسته طاهرة وبلا غضن (أف5: 27).
يوجد هذا المزمور بصلاة الأجبية في صلاة الساعة التاسعة، التي فيها أتم المسيح الفداء على الصليب ليؤسس كنيسته الطاهرة.
(1) السلوك بالكمال (ع1-3)
(2) الابتعاد عن الأشرار والالتصاق بالأمناء (ع4-8)
ع1:
رَحْمَةً وَحُكْمًا أُغَنِّي. لَكَ يَا رَبُّ أُرَنِّمُ.إن الرحمة الإلهية تسبق حكم الله ودينونته، فالله يريد أن الجميع يخلصون. من أجل هذا يغنى ويرنم داود أن الرحمة تسبق الحكم، بل إن الله رحيم في حكمه؛ كما أوقف الوباء الذي عاقب به الله داود لإحصائه الشعب (2 صم24: 15، 16). والله أيضًا حكيم في رحمته، فقد سمح أن يمرض الطفل المولود من زنا داود وإمرأة أوريا الحثى؛ ليعلم داود أن نتيجة الزنا مكروهة عند الله، فقد سامح داود ولكن الطفل مات (2 صم12: 13-15).
إن رحمة الله هي في هذه الحياة لتعطينا فرصة للتوبة، أما الحكم فهو في يوم الدينونة الأخير.
إن مراحم الله كثيرة، ومن الطبيعي أن يغنى لها داود، ولكن العجب أن يغنى أيضًا لحكم الله وعدله. فهو يرنم لعدل الله الذي سيتم في ملء الزمان، عندما يوفي المسيح الدين الذي للبشرية على الصليب. ويغنى داود لحكم الله ودينونته التي بها يعاقب الشياطين، ويهلكهم في العذاب الأبدي.
إن كانت رحمة الله تتقدم حكمه، فينبغى أن أولاد الله تتقدم الرحمة في مشاعرهم وأعمالهم مع الآخرين على حكمهم، فيطلبون خلاص نفوس الكل مثل الله.
ع2:
أَتَعَقَّلُ فِي طَرِيق كَامِل. مَتَى تَأْتِي إِلَيَّ؟ أَسْلُكُ فِي كَمَالِ قَلْبِي فِي وَسَطِ بَيْتِي.يعلن داود منهجه في الحياة بوعده لله أن يسلك بالكمال، وبتعقل؛ أي يتفهم كل ما يعمل، ويدقق فيه، ويسلك بحسب وصايا الله. وكان يسلك بالكمال ليس فقط قدام الناس ولكن أيضًا في وسط بيته في معاملة أسرته وعبيده، وفى كل أموره الشخصية. وسلوكه بالكمال نابع من قلبه، وليس تصرفات ظاهرية سطحية.
عندما ذكر داود سعيه للسلوك بالكمال تذكر ضعفه وقصوره، فطلب أن يأتي إليه الله؛ ليسنده في تنفيذ وصاياه. وهو أيضًا يترجى الله معلنًا أشواقه أن يأتي إليه ويباركه، كما وعد موسى قديمًا (خر20: 24). وكذلك طلبه أن يأتي الله هو نبوة عن تجسد المسيح ليفدى البشرية.
ع3: لاَ أَضَعُ قُدَّامَ عَيْنَيَّ أَمْرًا رَدِيئًا. عَمَلَ الزَّيَغَانِ أَبْغَضْتُ. لاَ يَلْصَقُ بِي.
في طريق الكمال يعلن داود أنه لا يضع أمام عينيه كهدف أي أمر رديء؛ لأنه يبغضه، ولا يريد أن يلتصق به. فهو وإن كان كإنسان معرض للسقوط في أية خطية، ولكنه لا يضع الخطية هدفًا لحياته، بل يتباعد عنها ويبغضها؛ لأنه يريد الالتصاق بالله، والسلوك بوصاياه.
†
ضع الله هدفًا في بداية يومك لتتمسك بوصاياه، وترضيه في أفكارك، وكلامك، وأعمالك، وابتعد عن الشر؛ حتى لو سار كل من حولك في طريقه، واستمر ملتصقًا بالله، فتتمتع بسلامك دائمًا.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
ع4: قَلْبٌ مُعْوَجٌّ يَبْعُدُ عَنِّي. الشِّرِّيرُ لاَ أَعْرِفُهُ.
يواصل داود حديثه عن الكمال، فيؤكد أنه يتباعد عن الملتويين، أي الذين قلوبهم معوجة عن الله، وكل الأشرار. فهو لا يريد أن يختلط بالشر لئلا يسقط فيه، وهذا يبين تدقيقه، ونقاوته. وهو في هذا يرمز للمسيح البار القدوس الذي يتنافر مع الشر.
ع5:
الَّذِي يَغْتَابُ صَاحِبَهُ سِرًّا هذَا أَقْطَعُهُ. مُسْتَكْبِرُ الْعَيْنِ وَمُنْتَفِخُ الْقَلْبِ لاَ أَحْتَمِلُهُ.يغتاب
: يدين غيره في غيابهيضيف داود على سلوكه النقى أنه يتباعد عن الأشرار الذين يفعلون خطيتين كبيرتين هما:
الإدانة والاغتياب
الكبرياء
فداود النبي كان لا يحتمل هاتين الخطيتين، ويقاطع من يسلك بهما.
ع6:
عَيْنَايَ عَلَى أُمَنَاءِ الأَرْضِ لِكَيْ أُجْلِسَهُمْ مَعِي. السَّالِكُ طَرِيقًا كَامِلًا هُوَ يَخْدِمُنِي.لكى يبتعد داود الملك عن الظلم في أحكامه، وقرارته قاطع الأشرار، وفى نفس الوقت قرَّب إليه الأمناء مع الله، والسالكين بالكمال. فالحاكم العادل لا يكتفى فقط بمقاطعة الأشرار، بل لابد أن يحيط نفسه بالأمناء والكاملين، كما صادق داود يوناثان، وكما قرب المسيح إلى نفسه الإثنى عشر تلميذًا، والسبعين رسولًا، وكان يحب لعازر وأختيه مريم، ومرثا.
ع7: لاَ يَسْكُنُ وَسَطَ بَيْتِي عَامِلُ غِشٍّ. الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَذِبِ لاَ يَثْبُتُ أَمَامَ عَيْنَيَّ.
يستكمل داود حديثه عن نقاوة الجو المحيط به، فيعلن أن من يعمل بالغش، أو يكذب لا يستقر داخل بيته. فحتى لو حاول الكذاب والغشاش التسلل إلى قصر داود، فهو يطرده ولا يدعه يستقر معه في البيت.
إن حاولت أفكار الغش، أو الكذب الدخول إلى قلب الإنسان الروحي يرفضها، ولا يجعلها تستقر في داخله.
ع8: بَاكِرًا أُبِيدُ جَمِيعَ أَشْرَارِ الأَرْضِ، لأَقْطَعَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّبِّ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ.
يختم داود المزمور بكراهيته للشر، فيبيده من مدينته أورشليم، ويسرع إلى هذا بأن يبكر للتخلص من الشر؛ حتى يحفظ نقاوة المدينة، وكل المحيطين به.
المدينة ترمز إلى قلب الإنسان الروحي، وإلى الكنيسة التي ينبغى أن تظل طاهرة، كما فعل بولس الرسول وعزل الخاطئ في كنيسة كورنثوس حتى تاب (1 كو5: 13).
†
حاسب نفسك كل يوم لتتخلص من خطاياك بالتوبة، بل وتقطع نفسك، وتبتعد عن مصادر الشر؛ لتحيا في سلام ونقاوة، وتتمتع بعشرة الله.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 102 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير مزمور 100 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/psalms/chapter-101.html
تقصير الرابط:
tak.la/5gsd3mt