← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8
المزمور المئة والرابع عشر
"عند خروج إسرائيل من مصر وبيت يعقوب من شعب أعجم" (ع1)
1. كاتبه
: غير معروف لأن ليس له عنوان، فهو من المزامير اليتيمة.2. متى كتب؟
يحدثنا هذا المزمور عن عبور البحر الأحمر، ثم نهر الأردن، وبالتالي يكون ميعاد كتابته في أحد هذه الاحتمالات:
أ - عند دخول أرض كنعان في الجلجال بعد عبور نهر الأردن مباشرة.
ب - بعد انتصارات داود على الأمم تمجيدًا لله القوى.
جـ- بعد الرجوع من السبي تمجيدًا لله الذي أرجع شعبه، وتشجيعًا للشعب على بناء الهيكل بأورشليم.
3. إذ يحدثنا المزمور عن عبور البحر الأحمر والأردن، فهو يشجع النفس التي تردده على الخروج من تحت سلطان إبليس وخطاياه، للتوبة وبدء حياة جديدة مع الله.
4. هذا المزمور ليتورجى كان يصلي قبل أكل الفصح،الذى هو أهم أعياد بني إسرائيل.
5. يذكر هذا المزمور في لقان عيد الغطاس، فيقرأ قبل الإنجيل، ثم يتكرر ذكره أثناء قداس اللقان، ليعلن سلطان الله على المياه. وإن كان المسيح قد غطس في المياه ليكمل كل بر عنا، لكنه هو خالق المياه، وكل الطبيعة تخضع له.
6. لا يوجد هذا المزمور في صلاة الأجبية.
(1) مكايد الأشرار للأبرار (ع1-4)
(2) خضوع الطبيعة لله (ع5-8)
ع1، 2: 1- عِنْدَ خُرُوجِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَبَيْتِ يَعْقُوبَ مِنْ شَعْبٍأَعْجَمَ. 2- كَانَ يَهُوذَا مَقْدِسَهُ، وَإِسْرَائِيلُ مَحَلَّ سُلْطَانِهِ.
أعجم
: غريب اللغة.يبين المزمور أن شعب إسرائيل عند خروجه من مصر، ثم تملكه أرض الميعاد، كان سبط يهوذا الذي تقع فيه أورشليم والهيكل مكان الله المقدس؛ لأن في يهوذا كانت تقدم العبادة في الهيكل، فهو أقدس مكان في العالم وقتذاك. وعبدوا الله وشكروه؛ لأنه أخرجهم بقوة عظيمة من مصر بالضربات العشر، من بين شعب يتكلم لغة غريبة عنهم. والمقصود بيهوذا ليس فقط سبط يهوذا الكبير الذي فيه الهيكل، ولكن كل مملكة بني إسرائيل؛ لأن الله ساكن في وسطهم.
يقصد أيضًا بإسرائيل كل مملكة بني إسرائيل، وليس فقط العشرة أسباط. وقد ظهر سلطان الله وقوته في إسكان شعبه مكان الكنعانيين الأشرار في أرض تفيض لبنًا وعسلًا، وفى حمايته لهم من الأمم المحيطة عندما كانوا متمسكين به، مثل أيام داود وسليمان. وسلطان الله وحمايته مرتبطة بخضوع شعبه له، وتمسكهم بوصاياه وشريعته. والخلاصة أن شعب الله يتمتع بالقداسة وحماية الله له طالما يعبده بأمانة في هيكله ويحيا بوصاياه.
ع3: الْبَحْرُ رَآهُ فَهَرَبَ. الأُرْدُنُّ رَجَعَ إِلَى خَلْفٍ.
يظهر سلطان الله على الطبيعة في هروب مياه البحر أمام قوة الله المتمثلة في عصا موسى، فانشق البحر، وعبر بنو إسرائيل. ونهر الأردن أيضًا تراجع إلى الخلف، ليفسح طريقًا لعبور شعب الله إلى أرض كنعان. وهذان حدثان في زمانين مختلفين يمثلان سلطان الله على الطبيعة؛ لمنفعة شعبه.
البحر يرمز للعالم والشر والشياطين التي تهرب كلها أمام الله، والنهر يرمز لمحبة الماديات التي تتراجع أمام محبة المؤمن لله، بل الموت أيضًا يرمز إليه النهر، فقد تراجع أمام سلطان الله القائم من الأموات، وأمام القديسين الذين أقاموا الموتى. والخلاصة أن المؤمن بالمسيح له سلطان على الطبيعة والشياطين، وكل شر إن تمسك بالله.
ع4: الْجِبَالُ قَفَزَتْ مِثْلَ الْكِبَاشِ، وَالآكامُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ.
الآكام
: التلال.الجبال والآكام هي أكبر الأشياء على الأرض وهي ثابتة وصلبة، ولكنها تتحرك أمام الله وتقفز مثل الكباش والحملان، وترتعد أمام قوة الله، كما تزلزل الجبل عندما ظهر الله عليه لموسى، ولكل شعب إسرائيل، حينما أعطى موسى الوصايا والشريعة (خر19: 18). والجبال أيضًا تتحرك أمام قوة الله في أولاده، كما انتقل جبل المقطم بصلاة سمعان الخراز مع البابا والشعب.
الجبال ترمز للقديسين مثل الأنبياء والرسل، وكل القديسين الذين يفرحون، ويقفزون بكل قلوبهم مسبحين الله. وعندما تحرك الأنبياء والرسل مبشرين بكلمة الله من مكان لآخر كانوا كمن يقفز أمام الله في حماس لإعلان صوته.
† إن كان الله له كل السلطان على العالم، فلا تنزعج من تغيرات الطبيعة، وقوة رؤساء وأقوياء العالم، وهم جميعًا في قبضة الله ضابط الكل، ويحركهم لمنفعتك إن كنت متمسكًا بإيمانك ووصايا الله وعبادته.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
ع5، 6: 5- مَا لَكَ أَيُّهَا الْبَحْرُ قَدْ هَرَبْتَ؟ وَمَا لَكَ أَيُّهَا الأُرْدُنُّ قَدْ رَجَعْتَ إِلَى خَلْفٍ؟ 6- وَمَا لَكُنَّ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ قَدْ قَفَزْتُنَّ مِثْلَ الْكِبَاشِ، وَأَيَّتُهَا التِّلاَلُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ؟
يتعجب كاتب المزمور من سلطان الله الجبار على الطبيعة حتى أن البحار والأنهار تهرب وتخاف منه، وكذا الجبال والآكام تتحرك كأنها أطفال بين أيدي أبيها، فالحملان هي صغار الأغنام والكباش. ويسأل الطبيعة عن سبب تحركها هذا ولا تجيب إلا بأنها خاضعة لإلهها وخالقها. وهذا التكرار الذي ذكر في (ع3، 4) هو تأكيد لعظمة الله وسلطانه.
ع7، 8: 7- أَيَّتُهَا الأَرْضُ تَزَلْزَلِي مِنْ قُدَّامِ الرَّبِّ، مِنْ قُدَّامِ إِلهِ يَعْقُوبَ! 8- الْمُحَوِّلِ الصَّخْرَةَ إِلَى غُدْرَانِ مِيَاهٍ، الصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ.
غدران
: جع غدير وهو النهر الصغير.الصوان: حجر صخرى شديد الصلابة يسمى الجرانيت.
يجيب هنا كاتب المزمور عن تساؤله في (ع5، 6) بأن الطبيعة عندما رأت الرب المخوف تزلزلت. والرب هو إله يعقوب، فتزلزلت الأرض أمام شعب الله عندما ظهر الرب على الجبل لموسى كما ذكرنا. وتزلزلت أيضًا عندما أعلن رئيس الملائكة ميخائيل قيامة الرب يسوع من الأموات. وفى برية سيناء عندما ضرب موسى الصخرة أفاضت ماء كنهر، وشرب الشعب، ومجدوا الله (عد20: 11).
هذه الآيات ترمز إلى تزلزل الإنسان أمام قوة الله في المعمودية، فيموت الإنسان العتيق، ويولد الإنسان الجديد، ثم تفيض بالروح القدس من بطنه أنهار ماء حية. وقلب الإنسان كان قد تقسى بالخطية، ولكن بالإيمان يستعيد حيويته، بل يفيض منه الروح القدس مياه النعمة، فتشبعه، وتشبع الآخرين، إذ يتحول إلى نور للعالم، وملح للأرض.
† إن الروح القدس مستعد أن يعمل في قلبك مهما كانت خطاياك، فيلين قلبك وترتبط بمحبة المسيح، وتشبع به، بل تفيض على الآخرين بذلًا وعطاء.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 115 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير مزمور 113 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/psalms/chapter-114.html
تقصير الرابط:
tak.la/4pg79ws