← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 105 - 106 - 107 - 108 - 109 - 110 - 111 - 112
القطعة الرابعة عشر (ن)
بعد التمتع بحلاوة كلمة الله اختبر داود الاستنارة الروحية من خلال كلام الله، فتمسك بها، وتعهد أن يحيا بها، فصارت بهجة قلبه وأنقذته من فخاخ الأشرار.
ع105: سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.
أحب داود كلام الله، وتذوق حلاوته، فانفتح قلبه له، وحينئذ أنار له الله بكلمته طريق الحياة المملوء بفخاخ الشياطين وظلمة الخطية، فسار فيه بخطى واسعة وسلام، مميزًا الخير، ورافضًا الشر.
المسيح كلمة الله هو نور العالم الذي ينير لنا الطريق، بل هو الطريق الذي نسلك فيه مطمئنين، متمسكين بوصاياه، وفرحين بعشرته، فلا نضل أبدًا.
ع106: حَلَفْتُ فَأَبِرُّهُ، أَنْ أَحْفَظَ أَحْكَامَ بِرِّكَ.
أبره:
أوفى ما تعهدت بهكان القسم باسم الله في العهد القديم مسموحًا به؛ حتى يثبت المؤمنون في الله، ولا يحلفوا بالآلهة الغريبة، ولذا حلف داود هنا وتعهد أن يحفظ كلام الله ليحيا به، فيسير في طريق البر؛ لأنه لا سبيل للبر والصلاح إلا بحفظ كلام الله. وجيد لداود ولكل مؤمن في العهد الجديد أن يجدد عهوده كل يوم لله ليحفظ كلامه، ويسلك بالبر من خلال كلمات الكتاب المقدس، ولو يردد آية واحدة طوال اليوم.
ع107: تَذَلَّلْتُ إِلَى الْغَايَةِ. يَا رَبُّ، أَحْيِنِي حَسَبَ كَلاَمِكَ.
يعبر داود عن الضيقات التي مرَّ بها فدفعته أن يتذلل باتضاع، طالبًا معونة الله القادر أن يخرجه من الضيقة - التي تكاد تقتله - بالحياة التي يهبها له من خلال كلامه.
تذلل داود يعبر عن توبته أمام الله عن خطاياه، طالبًا الغفران والحياة الجديدة التي ينالها بحسب وعود الله وكلامه المحيي.
ع108: ارْتَضِ بِمَنْدُوبَاتِ فَمِي يَا رَبُّ، وَأَحْكَامَكَ عَلِّمْنِي.
مندوبات:
هي ما يتعهد به الإنسان بإيفائه لله، مثل النذور، أو الصلوات.بعد أن شبع داود بكلام الله، وتعلق قلبه به، يترجى الله أن يتنازل ويرضى، ويقبل تعهدات فمه، أي وعوده له التي يقدمها كمحبة له، بالإضافة إلى ما تأمره به وصايا الله. فقد أحب الله لدرجة أنه يريد التعبير بكل وسيلة له عن محبته، سواء بالصلوات، أو بالسهر، أو بالعطاء.
شعر داود أن كل الحب الذي تحرك داخله هو من حفظه كلام الله، لذا يطلب باشتياق من الله أن يعلمه أحكامه، أي يعلمه أمورًا جديدة من أحكامه ووصاياه؛ ليدخل إلى العمق، ويتمتع أكثر، وأكثر.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
ع109: نَفْسِي دَائِمًا فِي كَفِّي، أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَلَمْ أَنْسَهَا.
تعرض داود للموت عدة مرات على يد شاول وأبشالوم، فكان متوقعًا الموت في أية لحظة، ولذا سلم حياته لله، وقال "نفسي دائمًا في كفي". ولم يحاربه اليأس، بل على العكس عاش لله، وتعلق بوصاياه ولم ينسها أبدًا، فهو مثال رائع للإيجابية وسط الضيقات، أي أن الضيقات دفعته للتعلق بالله ووصاياه، وتسليم حياته كلها له، فاختبر قوة الله والاتكال عليه.
ع110: الأَشْرَارُ وَضَعُوا لِي فَخًّا، أَمَّا وَصَايَاكَ فَلَمْ أَضِلَّ عَنْهَا.
الشياطين وكل من يتبعهم من أشرار يحاولون إسقاط الأبرار في مكايد وفخاخ، ولكن طالما الأبرار متمسكون بوصايا الله، فهي تنير لهم الطريق؛ حتى لا يسقطوا في هذه الفخاخ وترشدهم في كل شيء، فيزداد تمسكهم بالوصية ولا يضلوا عنها.
ع111، 112: وَرِثْتُ شَهَادَاتِكَ إِلَى الدَّهْرِ، لأَنَّهَا هِيَ بَهْجَةُ قَلْبِي. عَطَفْتُ قَلْبِي لأَصْنَعَ فَرَائِضَكَ إِلَى الدَّهْرِ إِلَى النِّهَايَةِ.
عطفت قلبي: وجهت وجعلت قلبي يميل.
إن كان اليهود تمسكوا بميراث أرض كنعان؛ لأنها من الله، فداود شعر بالأولى أن ميراثه الحقيقي هو شهادات الله ووصاياه، فهي التي يحيا بها طوال حياته، بل يظل يتأمل فيها إلى الأبد، خاصة وأنها تعطيه فرح يدوم معه إلى الأبد. من أجل هذا تعلق بالوصية، وجذبت قلبه إليها، فمال إلى تنفيذها طوال حياته، وكانت عيناه على الملكوت، كما تقول الترجمة السبعينية " من أجل المكافأة ". واهتم بفرائض الله، أي عبادته طوال العمر.
† عندما تسقط في خطية، أو تحتار في أمر ما، فأسرع إلى قراءة الكتاب المقدس لينير لك الطريق، ويقودك للتوبة، وفعل البر، بل يحدد لك ويرشدك في كل خطواتك.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 119 (قطعة
15) |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير مزمور 119 (قطعة
13) |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/psalms/chapter-119-14.html
تقصير الرابط:
tak.la/vx6j7dp