← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8
المزمور المئة والحادى والخمسون
"أنا صغيرًا كنت في إخوتي وحدثًا في بيت أبي كنت راعيًا غنم أبي" ع1
كاتبه
متى كتب؟
يوجد هذا المزمور في الترجمات السبعينية والقبطية والفاتيكانية والحبشية والسريانية. ولا يوجد في الترجمة العبرية، إذ لم يجمع عزرا هذا المزمور وغيره من أسفار الكتاب المقدس، مثل طوبيا ويهوديت، ولكنه موجود في النسخ القديمة للكتاب.
يوجد أيضا هذا المزمور في النسخ القديمة للكتاب المقدس، مثل النسخة السينائية والإسكندرانية.
أشار القديسون الأوائل إلى هذا المزمور، مثل القديس أثناسيوس الرسولى والقديس يوحنا ذهبى الفم.
يعتبر هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأن داود يرمز للمسيح، فكما كان داود راعيًا للغنم، هكذا المسيح ولد باتضاع في المزود، وعمل كنجار. وكما كان إخوة داود حسان وكبار؛ هكذا أيضًا كان البشر فيهم عظماء كثيرون، لكن الآب لم يسر إلا بالإبن الوحيد يسوع المسيح. وكما انتصر داود على جليات انتصر المسيح على الشيطان في التجربة على الجبل، ثم قيده بالصليب.
هذا المزمور ليتورجى يستخدم في الصلوات الطقسية في الكنيسة، بل له أهمية خاصة في طقس الكنيسة، إذ تفتح به صلوات القيامة، فهو أول صلاة من صلوات سبت الفرح، الذي يعدنا للاحتفال بقيامة رب المجد يسوع المسيح، وله لحنه الخاص الجميل، ويصاحبه طقس بديع، وهو أن يمسك الكاهن بسفر المزامير الملفوف بكتان أبيض، ويخلع غطاء رأسه (الطيلسانه) احترامًا وتوقيرًا لهذا المزمور، ثم يدور بعد أن يصليه في الكنيسة كلها، ثم يعود أمام الهيكل.
لا يوجد هذا المزمور في صلوات الأجبية.
(1) الراعي يصير ملكًا (ع1-5)
(2) الانتصار على جليات (ع6-8)
ع1: أَنَا صَغِيرًا كُنْتُ فِي إِخْوَتِي، وَحَدَثًا فِي بَيْتِ أَبِي، كُنْتُ رَاعِيًا غَنَمَ أَبِي.
حدثًا : صغيرًا.
يصف داود نفسه بأنه كان الصغير بين أبناء يسى أبيه. إذ كان له سبعة إخوة أكبر منه، وهو الثامن. وكان يرعى غنم أبيه وهي الحرفة الشائعة بين اليهود. أما إخوته الكبار آليآب وأبيناداب وشمة فكانوا رجالًا أقوياء، خرجوا للحرب ضد الفلسطينيين (1 صم17: 13).
وصف داود نفسه بالأصغر وراعى الغنم تبين اتضاعه، وفى نفس الوقت تظهر تعلمه الأبوة والمحبة والرعاية من خلال رعاية الغنم، فتأهل بهذا ليكون راعيًا لشعبه عندما تملك عليهم.
ع2: يَدَايَ صَنَعَتَا الْأُرْغُنَ، وَأَصَابِعِي أَلِفَتِ الْمِزْمَارَ. هَلِّلُويَا.
الأرغن : بوصة مفرغة طويلة، وقد تكون مزدوجة وفيها ثقوب وهي من آلات النفخ، وتشبه المزمار ولكنها أطول منه.
المزمار : قطعة من البوص بها ثقوب وتصدر صوتًا بالنفخ مع تحريك الأصابع فوق الثقوب.
اعتاد الرعاة أثناء جلوسهم ورعايتهم للغنم في المرعى أن يستخدموا المزمار، أو الناى. وكان داود بارعًا في استخدام الآلات الموسيقية؛ حتى أن شاول الملك اختاره؛ ليعزف أمامه، فتهدأ نفسه المنزعجة من الشياطين (1 صم16: 23).
من محبة داود للتسبيح صنع بيديه الأرغن الذي يضرب عليه الموسيقى، وألف المزامير ولحنها، وكان يرددها ويضرب الموسيقى على آلات؛ الأرغن والمزمار، التي تعود العزف عليها.
تنتهي الآية بكلمة هللويا تعبيرًا عن الفرح والتهليل بتسبيح الرب الذي يبارك المتضعين، ويستحق التمجيد الدائم.
ع3: مَنْ هُوَ الَّذِي يُخَبِّرُ سَيِّدِي، هُوَ الرَّبُّ الَّذِي يَسْتَجِيبُ لِلَّذِينَ يَصْرُخُونَ إِلَيْهِ.
عندما غنت النساء لداود بعد قتله جليات، دبت الغيرة في قلب شاول الملك، وحاول قتله؛ حتى أنه هرب منه، وطارده شاول؛ حتى مات شاول في الحرب. ولذا يتساءل داود في هذه الآية ويقول، من هو الذي يخبر سيدى الملك شاول أنى أحبه وخاضع له، خاصة وأن محبة داود ظهرت أثناء مطاردة شاول له، إذ سقط شاول مرتين تحت يد داود، ولم يمسه بأذى. وقد يكون المقصود بسيدى الرب، أي من يخبر الرب أنى أحب شاول، فيجيب داود على نفسه ويقول الرب نفسه هو القادر وحده أن يخبر شاول ويعرفه أنى أحبه؛ لأن الرب يستجيب للذين يصرخون إليه، وداود كان يصلى ويصرخ إلى الله من أجل هذا الأمر. وهذه الآية تبين مدى معاناة داود من اضطهاد شاول له، وتظهر أيضًا إيمان داود بالله ومحبته للصلاة.
ع4: هُوَ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ، وَحَمَلَنِي (وَأَخَذَنِي) مِنْ غَنَمِ أَبِي وَمَسَحَنِي بِدُهْنِ مَسْحَتِهِ. هَلِّلُويَا.
الرب أرسل ملاكه وأخذ داود، وحمله، ورفعه من رعاية الغنم، ومسحه بدهن المسحة كملك، وهو ما زال في بيته أبيه يسى (1 صم16: 13). والملاك الذي أخذ داود ومسحه هو صموئيل النبى؛ لأن كلمة ملاك تعنى مرسل، فالله أرسل صموئيل ومسح داود بيد صموئيل. فداود يمجد الله الذي يرفع البائس من المزبلة ويجلسه مع رؤساء شعبه (مز113: 7).
المسيح الذي يرمز إليه داود ولد باتضاع في المزود، ومسح بالروح القدس عند عماده، والمؤمنون بالمسيح يمسحون بزيت الميرون بعد معموديتهم، فيصيروا أعضاء في جسد المسيح؛ ليثبتوا فيه.
ع5: إِخْوَتِي حِسَانٌ وَهُمْ أَكْبَرُ مِنِّي وَالرَّبُّ لَمْ يُسَرُّ بِهِمْ.
كان إخوة داود أكبر منه، ومنظرهم جميل وعظيم؛ حتى أن صموئيل النبي أعجب بالإبن الاكبر ليسى وهو آليآب، وظن أنه المقصود من الله ليكون ملكًا، ولكن الرب نبه صموئيل أن الإنسان ينظر إلى العينين أما الرب فإنه ينظر إلى القلب (1 صم16: 7). ومن أجل نقاوة قلب داود اختاره الله، وسر به، بل وشهد عنه أن قلبه مثل قلب الله (أع13: 22).
† الله يحب المتضعين؛ لأنهم لا يسرقون مجده؛ لذا اتضع امام الله في صلواتك، وليظهر تواضعك أيضًا أمام الناس. وإذ تثبت في الاتضاع تنال بركات الله الوفيرة.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
ع6، 7: خَرَجْتُ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ فَلَعَنَنِي بِأَوْثَانِهِ. وَلكِنْ أَنَا سَلَلْتُ سَيْفَهُ الَّذِي كَانَ بِيَدِهِ، وَقَطَعْتُ رَأْسَهُ.
وقف جليات الفلسطينى يعير صفوف شعب الله أربعين يومًا، متحديًا أن يستطيع أحد أن يبارزه. والكل في خوف من ضخامة جسمه، ولكن داود الصغير المتكل على الرب تقدم في شجاعة، وبيده عصا ترمز للصليب، وداود يرمز للمسيح الداخل في معركة مع الشيطان، وهزمه بالصليب. وكان جليات يلعن داود بآلهته الوثنية، واحتقر شاول داود. أما داود فلم يخف منه.
رمى داود جليات بحجر، والحجر يرمز للمسيح حجر الزاوية، فاصطدم وانغرس في جبهة جليات وسقط على وجهه. فأسرع داود الشجاع، وجرى ووقف على ظهر جليات الساقط على وجهه على الأرض، وأخذ سيفه (جليات)، وقطع به رأسه، ورفع رأسه في يده، فخاف الفلسطينيون وهربوا، وتتبعهم بنو إسرائيل وانتصروا عليهم.
وهكذا أيضًا ضرب المسيح الشيطان بالصليب، وبموته على الصليب داس الموت الذي تسلط به الشيطان على كل بنى البشر في العهد القديم. ولكن بفداء المسيح وموته حررهم، وقيد الشيطان، ونزل إلى الجحيم من قبل الصليب، ورفع آدم وبنيه المؤمنين بالله إلى الفردوس. فكما قتل داود جليات بسيفه (جليات) هكذا المسيح قيد الشيطان بموته على الصليب؛ هذا الموت الذي تسلط به الشيطان على بنى البشر.
ع8: وَنَزَعْتُ الْعَارَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. هَلِّلُويَا.
كان الشيطان متملكًا على البشر من أجل خطاياهم، فكانوا جميعًا ينزلون إلى الجحيم بعد الموت، ولكن المسيح بموته على الصليب نزع العار عن إسرائيل الجديد، أي المسيحيين المؤمنين بالفداء، وجعل العار على الشيطان، فصار في خزى أمام أولاد الله المؤمنين. وهكذا عاش المؤمنون في العهد الجديد في فرح ومجد، مستندين على داود الجديد؛ أي المسيح؛ حتى يكمل فرحهم معه في الملكوت.
ينتهى المزمور بكلمة هللويا التي نعبر بها عن فرحنا وتهليلنا بالله الذي ينصرنا على الشيطان.
† تذكر دائمًا قوة الله التي تساندك، وارشم ذاتك بعلامة الصليب عندما تحارب بخطية، أو تمر في ضيقة، وثق أن الله قادر ان يخرجك منها بسلام وقوة.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير مزمور 150 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/psalms/chapter-151.html
تقصير الرابط:
tak.la/pfrwza8