← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9
المزمور الثَّامِنُ وَالعِشْرُونَ
لداود
"إليك يا رب أصرخ" (ع1)
كاتبه
متى كتب؟
يعتبر من المزامير المسيانية؛ لأنه يتكلم عن المسيح المخلص، والذي يشفع في أولاده بدمه الذكى إلى الأبد (ع8، 9).
يناسب هذا المزمور كل مؤمن يعانى من ضيقات، ويناسب أيضًا الكنيسة المتألمة في صراخها نحو الله.
لا يوجد هذا المزمور في مزامير الأجبية.
(1) استغاثة للخلاص من الأشرار ( ع1- 5)
(2) شكر وفرح بالخلاص ( ع6-9)
ع1: إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ. يَا صَخْرَتِي، لاَ تَتَصَامَمْ مِنْ جِهَتِي، لِئَلاَّ تَسْكُتَ عَنِّي فَأُشْبِهَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ.
تتصامم
: تجعل نفسك أصمًا من جهتى، أي ترفض سماع صلاتى.صراخ داود يعلن مدى احتياجه إلى الله، فهو لا يتكلم فقط، بل يصرخ معلنًا ضيقته الشديدة. وفى نفس الوقت يبين دالته عند الله أنه وقف أمامه وصرخ، مظهرًا كل مشاعره واحتياجاته.
إن داود يثق أن الله صخرته، أي ملجأه الحصين، الذي يلتجئ إليه ويثق أنه في حماية الله لا يستطيع أحد أن يؤذيه، بل من يحاول أن يصطدم بالصخرة، سينكسر، وإذا سقطت الصخرة عليه تسحقه. لذا فداود مطمئن ما دام محتميًا بإلهه صخرته، وهذا يؤكد أيضًا دالته عند الله، فالله ليس مجرد صخرة، بل صخرته.
إذا سقط داود في الخطية بزناه مع إمرأة أوريا الحثى اتضع أمام الله في توبة، وطلب منه ألا يرفض صلاته ويسد أذنيه عنها، بل يسامحه، وفى نفس الوقت ظل يصلى، ويبكى، ويعوم سريره كل يوم.
يؤمن داود أن الله هو حياته، فإذا رفض الله سماع صلاته سيشبه الهابطين في الجب، أي أنه معرض للموت إن تركه الله؛ لذا فهو يترجى الله أن يسمعه؛ حتى يحيا أمامه.
ع2: اسْتَمِعْ صَوْتَ تَضَرُّعِي إِذْ أَسْتَغِيثُ بِكَ وَأَرْفَعُ يَدَيَّ إِلَى مِحْرَابِ قُدْسِكَ.
المحراب
: هو قدس الأقداس، حيث يوجد تابوت عهد الله في هيكل سليمان، ويدخل إليه رئيس الكهنة مرة واحدة كل عام. والمحراب يعلن حضور الله.إن صلاة داود تضرع إلى الله. والتضرع يعنى اتضاع وانسحاق أمام الله، وفى نفس الوقت إيمان بالله الذي يتضرع إليه؛ ليطلب معونته.
استغاثة داوود بالله تعلن مدى احتياجه ومعاناته، بل أنه لا يجد منقذ له إلا الله؛ لذا فصلاته قوية وتصل إلى أحضان الله.
إن المحراب لم يكن قد بنى بعد بيد سليمان، ولكن داود كان الله قد وعده أن ابنه سيبنى الهيكل. وأعد داود احتياجات بناء الهيكل بما فيها المحراب. والمحراب هو الذي يقابل قدس الأقداس في خيمة الاجتماع، وبه أهم شيء في الخيمة، أو الهيكل، وهو تابوت عهد الله، الذي يعلن حضوره وسط شعبه. وقد رأى داود بالإيمان هذا المحراب، ورفع يديه نحوه، أي رفع يديه نحو الله طالبًا معونته.
إن رفع اليدين إعلان لطلب المعونة من السماء حيث يسكن الله، فرفع اليدين نحو المحراب، هو طلب النجدة والقوة من الله المخلص.
لقد رفع موسى يديه على شكل صليب أمام الله في الصلاة، فاستطاع يشوع أن يغلب جيش العماليق الجبار. وبالصليب والصلاة يستطيع الإنسان الروحي التغلب على كل حروب الشياطين.
إن داود المطرود من وجه أبشالوم قلبه متعلق بتابوت عهد الله. فهو يؤمن ويشعر بحضرة الله؛ حتى لو كان بعيدًا عن تابوت العهد. مؤكدًا أهمية الصلاة العقلية؛ حتى لو لم يتح للإنسان الوجود في هيكل الله، أو الكنيسة لظروف تمنعه من ذلك.
ع3: لاَ تَجْذِبْنِي مَعَ الأَشْرَارِ، وَمَعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ الْمُخَاطِبِينَ أَصْحَابَهُمْ بِالسَّلاَمِ وَالشَّرُّ فِي قُلُوبِهِمْ.
يتضرع داود إلى الله ألا يبعده عنه ويجذبه بعيدًا عن أحضانه، فينضم للأشرار وفعلة الإثم؛ لأنه لا يتخيل نفسه إلا بين يدى الله الذي أحبه من كل قلبه.
إن كان داود مطاردًا من شاول، وقد اضطر أحيانًا أن يوجد مع الوثنيين هربًا من شاول، ولكنه يحيا متمسكًا بوصايا الله، ومتعلقًا ببيته. فيطلب من الله ألا يحسبه ويحصيه مع الأشرار؛ لأنه ما زال ابنه ومتمسكًا بإيمانه.
هؤلاء الأشرار مخادعون، يتكلمون بالسلام مع الناس والشر في قلوبهم. فداود متمسك بنقاوة قلبه، ويعلن لله أنه محتاج معونته؛ ليظل في هذه النقاوة، بعيدًا عن الأشرار المنافقين.
هذه الآية نبوة عن المسيح البار القدوس، الذي أحصى مع الأثمة، عند احتماله للآلام والصلب من أجلنا. فيطلب من الآب ألا يتركه؛ لأنه يحمل خطايا العالم كله على رأسه، وهو مصلوب لأجل فدائنا، عندما قال إلهي إلهى لماذا تركتنى (مز22: 1).
لعل داود رأى بروح النبوة يهوذا الأسخريوطى الخائن، الذي تكلم بالسلام مع سيده، وقبله، وسلمه لليهود، وقبضوا عليه. فيطلب داود ألا يحسبه الله مع يهوذا وكل الخونة والمخادعين الأشرار.
ع4: أَعْطِهِمْ حَسَبَ فِعْلِهِمْ وَحَسَبَ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ. حَسَبَ صُنْعِ أَيْدِيهِمْ أَعْطِهِمْ. رُدَّ عَلَيْهِمْ مُعَامَلَتَهُمْ.
يطلب داود مجازاة الأشرار حسب أفعالهم وقلوبهم الشريرة، وليس ككلامهم المعسول الذي ينطق بالسلام المخادع؛ لأن الله فاحص القلوب والكلى؛ حتى يخاف الأشرار الله، ويتوبوا، ويرجعوا إليه إذا أدبهم؛ لأن التأديب يشعرهم بقساوة قلوبهم وسوء أعمالهم، فيتوبون.
يظهر العدل الإلهي في مجازاة الأشرار ومعاقبتهم، حتى يثبت المؤمنون في إيمانهم وسلوكهم المستقيم. ولا ينزعجون بالنجاح المؤقت المادي للأشرار في العالم.
إذا ما رد الرب أعمال الإنسان على رأسه يخاف البشر في سلوكهم، ولا يسيئون إلى غيرهم؛ لئلا يأتي عليهم كل ما فعلوه من شر.
يظهر داود كراهية الله للشر بقوله عن الأشرار فعلهم، وصنعهم، ومعاملاتهم، حتى ينفر الناس من الشر بكل صوره في كل سلوكياتهم.
ع5: لأَنَّهُمْ لَمْ يَنْتَبِهُوا إِلَى أَفْعَالِ الرَّبِّ، وَلاَ إِلَى أَعْمَالِ يَدَيْهِ، يَهْدِمُهُمْ وَلاَ يَبْنِيهِمْ.
خطية الأشرار أنهم لم ينتبهوا إلى أعمال الله، وبالتالي لم يؤمنوا به، أو يسلكوا بوصاياه، فاستحقوا الهلاك، كما يقول الكتاب "هلك شعبى من عدم المعرفة" (هو4: 6).
إن أفعال الرب وأعمال يديه هي عنايته بالبشر، ومساندته للأبرار، وضيقه من الأشرار، وتدبيره لجميع خلائقه. كل هذه إذا تأملها الإنسان يؤمن بالله، ويخضع لوصاياه.
هؤلاء الأشرار يتضايق منهم الله ويكره شرورهم، فيهدم هذه الشرور، لعل الأشرار يتوبون. وإن لم يتوبوا يهدمهم، ويفنيهم في العذاب الأبدي.
إن الله يهدم الأشرار ولا يعيد بناءهم إذا أصروا على الخطية. وبالتالي لأنهم رفضوا معرفة الله، فهم يستحقون هذا الهدم الدائم، أى الهلاك الأبدي.
هؤلاء الأشرار مخادعون، خدعوا الناس بكلمات السلام المزيفة، وكانوا يبطنون لهم الشر. هذا الخداع جاء على رؤوسهم، إذ انخدعوا هم أنفسهم، وابتعدوا عن السلوك المستقيم فهلكوا.
† إذا واجهت أية ضيقة أسرع إلى الله الذي يحبك واصرخ إليه، واثقًا أنه يسمعك، حتى لو كنت في عمق الضيقة، بل وينجيك من أيدي الأشرار، ويعطيك سلامًا وفرحًا.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
ع6: مُبَارَكٌ الرَّبُّ، لأَنَّهُ سَمِعَ صَوْتَ تَضَرُّعِي.
طلب داود بإيمان وصرخ إلى الله في بداية المزمور، والآن أيضًا بإيمان يرفع قلبه بالشكر لله الذي استجاب له.
هذا الشكر شعر به داود قبل أن يستجيب الله؛ لأنه آمن أنه سيستجيب، ثم ظل يشكره حتى استجاب فعلًا.
ما أجمل تذكر داود أن يشكر الله على استجابته ويباركه، فهذا يثبت إيمان داود ويشعره بمعية الله، فيزداد فرحه.
ع7: الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي، فَانْتَصَرْتُ. وَيَبْتَهِجُ قَلْبِي وَبِأُغْنِيَتِي أَحْمَدُهُ.
عزى
: رفعتى وعظمتى.ترسى: حمايتى وحصنى؛ لأن الترس آلة حربية، كان الجندى يستخدمها قديمًا للدفاع عن نفسه. وهي قطعة خشبية لها عروة من الخلف، يضع فيها الجندى يده، ويحركها أمام رأسه وجسده، فتحميه من السهام.
إيمان داود بقوة الله جعله يتكل عليه وليس على أي شيء آخر، فشعر بالعز والحماية فيه وهو هارب ومطارد. وإذ رأى الله إيمانه وهبه نصرة. فالنصرة أكيدة لكل من يؤمن بالله من كل قلبه.
إذ اتكل داود على الله شعر بالنصرة فيه قبل أن تحدث، وفرح بمعية الله له وسرت هذه البهجة في كل مشاعره الداخلية، أي قلبه وبالتالي فكره، وكذلك بدا على وجهه.
تعبيرًا من داود عن فرحته شكر الله وسبحه بأغنية، أى دام في الشكر والتسبيح مدة طويلة.
إذ شعر داود بالفرح في قلبه وسبب هذا الفرح هو معية الله الذي اتكل عليه ونصره، صارت البهجة في قلبه دائمًا، وعبر عنها بالتسبيح الدائم، فصار الله أغنيته، أي تعلق قلبه بالله، ولم يعد له فرح إلا فيه.
ع8: الرَّبُّ عِزٌّ لَهُمْ، وَحِصْنُ خَلاَصِ مَسِيحِهِ هُوَ.
يعبر عن قوة عمل الآب مع المؤمنين به، فيقول الرب عز لهم، فهو فخرهم وعظمتهم. ويعبر عن عمل الابن مع المؤمنين بقوله "حصن خلاص مسيحه"، أي أن المسيح هو مخلصهم، الذي سيتمم فداءهم في ملء الزمان على الصليب.
إن المسيح المخلص يعطى المؤمنين به خلاصًا قويًا مؤكدًا، يشبهه بالحصن، أي لا يستطيع إبليس أن يخترقه بكل قوته، وحيله، وحروبه المتنوعة، بل يتمتع المؤمنون داخل الحصن بعشرة مسيحهم ويفرحون معه.
إذن داود لا يستطيع أن يفصل نفسه من جماعة المؤمنين، أي الكنيسة، فيقول إن الرب "عزٌ له" في (ع7)، ولكن داود يريد أن يشعر باتحاده مع باقي المؤمنين فيقول إن "الرب عزٌ لهم" في (ع8).
الله القوى قد خلص داود مسيحه، أي الممسوح ملكًا على شعبه، وصار حصنًا له يحميه كل أيامه من أعدائه، فهذا يمثل قوة الله المخلصة، الدائمة في حمايتها لداود.
ع9: خَلِّصْ شَعْبَكَ، وَبَارِكْ مِيرَاثَكَ، وَارْعَهُم وَاحْمِلْهُم إِلَى الأَبَدِ.
يتحول داود من إنسان يستغيث بالله ويطلب معونته ليخلصه من أعدائه، إلى ملك مسئول، وشفيع عن شعبه يطلب لهم الخلاص. فهو باتكاله على الله اطمأن وشعر بالنصرة المؤكدة. وارتباطه بجماعة المؤمنين جعلته لا يطيق أن ينال الخلاص وحده، بل يريد أن كل المؤمنين ينالون الخلاص. فهذا يؤكد وحدانيته مع شعبه وكملك يسلم المسئولية كاملة لله بكل ثقة في إخلاص الله لشعبه.
إنه لا يكتفى بطلب الخلاص لشعبه، ولكن بدالة حب يطلب من الله أن يباركهم أيضًا، فيعطيهم البركات المادية والروحية؛ ليتمتعوا بعشرته.
إن الخلاص الذي يطلبه داود من الله لشعبه يشمل أمرين:
أ - الخلاص من الأعداء، أي الأمم المحيطة بهم.
ب - الخلاص من الأعداء الروحيين، أي الشياطين وكل ما يتصل بهم من خطايا.
بدالة يقول داود لله أن المؤمنين به هم شعبه وهو إلههم المسئول عنهم، الذي لا يمكن أن يتركهم. بل هم ميراثه، أي أفضل ما يقتنيه؛ لأن الله قال "لذاتي مع بني آدم" (أم8: 31).
الطلب الثالث الذي يطلبه داود من الله لشعبه، هو رعايتهم. وهذا يشمل أمورًا كثيرة أهمها:
أ - إشباعهم ماديًا.
ب- كفايتهم روحيًا بمعرفته والالتصاق به، وتغذيتهم بجسده ودمه في كنيسة العهد الجديد.
ج - حمايتهم.
د - إرشادهم في كل خطواتهم؛ حتى يصلوا إلى الملكوت.
الطلب الرابع والأخير في شفاعة داود من أجل شعبه، هى أن يحملهم الله. وهذا يمثل حب على أعلى مستوى، فيكون شعب الله بين يديه، ويعبر بهم برية هذا العالم حتى يصلوا إلى الحياة الأبدية. وعندما يحملهم يمتعهم بعشرته، وهذا شيء يمتد من الأرض إلى السماء، أي يدوم إلى الأبد مع المؤمنين بالله.
إن حمل الله لشعبه يعنى رفعهم عن التعلقات المادية وعن كل خطية، فيصيرون سماويين، روحانيين، محبين للفضائل. ويرفعهم بالأكثر أثناء الضيقات، فيشعرون بالسلام مهما كانت الآلام.
† ما أجمل أن ترى عمل الله في حياتك وتشعر به، فيتحرك قلبك لتسبحه، وتتمتع بالتالى بعشرته، بل يصير الله هو تسبيحة حياتك الذي تجد فيه فرحتك الدائمة، ورجاءك وسط كل ظروف الحياة، مهما كانت صعبة.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 29 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة (اقرأ إصحاح 28 من سفر المزامير) |
تفسير مزمور 27 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/psalms/chapter-028.html
تقصير الرابط:
tak.la/z57x8jt