St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   27-Sefr-Asheia
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

إشعياء 19 - تفسير سفر أشعياء

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب أشعيا:
تفسير سفر إشعياء: مقدمة سفر إشعياء | إشعياء 1 | إشعياء 2 | إشعياء 3 | إشعياء 4 | إشعياء 5 | إشعياء 6 | إشعياء 7 | إشعياء 8 | إشعياء 9 | إشعياء 10 | إشعياء 11 | إشعياء 12 | إشعياء 13 | إشعياء 14 | إشعياء 15 | إشعياء 16 | إشعياء 17 | إشعياء 18 | إشعياء 19 | إشعياء 20 | إشعياء 21 | إشعياء 22 | إشعياء 23 | إشعياء 24 | إشعياء 25 | إشعياء 26 | إشعياء 27 | إشعياء 28 | إشعياء 29 | إشعياء 30 | إشعياء 31 | إشعياء 32 | إشعياء 33 | إشعياء 34 | إشعياء 35 | إشعياء 36 | إشعياء 37 | إشعياء 38 | إشعياء 39 | إشعياء 40 | إشعياء 41 | إشعياء 42 | إشعياء 43 | إشعياء 44 | إشعياء 45 | إشعياء 46 | إشعياء 47 | إشعياء 48 | إشعياء 49 | إشعياء 50 | إشعياء 51 | إشعياء 52 | إشعياء 53 | إشعياء 54 | إشعياء 55 | إشعياء 56 | إشعياء 57 | إشعياء 58 | إشعياء 59 | إشعياء 60 | إشعياء 61 | إشعياء 62 | إشعياء 63 | إشعياء 64 | إشعياء 65 | إشعياء 66

نص سفر إشعياء: إشعياء 1 | إشعياء 2 | إشعياء 3 | إشعياء 4 | إشعياء 5 | إشعياء 6 | إشعياء 7 | إشعياء 8 | إشعياء 9 | إشعياء 10 | إشعياء 11 | إشعياء 12 | إشعياء 13 | إشعياء 14 | إشعياء 15 | إشعياء 16 | إشعياء 17 | إشعياء 18 | إشعياء 19 | إشعياء 20 | إشعياء 21 | إشعياء 22 | إشعياء 23 | إشعياء 24 | إشعياء 25 | إشعياء 26 | إشعياء 27 | إشعياء 28 | إشعياء 29 | إشعياء 30 | إشعياء 31 | إشعياء 32 | إشعياء 33 | إشعياء 34 | إشعياء 35 | إشعياء 36 | إشعياء 37 | إشعياء 38 | إشعياء 39 | إشعياء 40 | إشعياء 41 | إشعياء 42 | إشعياء 43 | إشعياء 44 | إشعياء 45 | إشعياء 46 | إشعياء 47 | إشعياء 48 | إشعياء 49 | إشعياء 50 | إشعياء 51 | إشعياء 52 | إشعياء 53 | إشعياء 54 | إشعياء 55 | إشعياء 56 | إشعياء 57 | إشعياء 58 | إشعياء 59 | إشعياء 60 | إشعياء 61 | إشعياء 62 | إشعياء 63 | إشعياء 64 | إشعياء 65 | إشعياء 66 | إشعياء كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هذه نبوة بسقوط مصر ثم رجوعها لله. ولماذا تسقط؟ بسبب كبريائها. فمصر تشير للمملكة المتعجرفة المتكبرة، مفتخرة ومتكبرة بنيلها وأرضها وخيراتها. هي عرفت الله لكنها استبدلت الخالق بالمخلوق (رو1: 25) فبدلًا من أن يعبدوا الله عبدوا الأوثان. فانحطوا سياسيًا وأدبيًا. ومصر في الكتاب المقدس تشير في أماكن كثيرة للعالم. وفرعون المتكبر القاسي يشير لرئيس هذا العالم (إبليس) كما رأينا في أيام وجود الشعب في مصر وخروجه منها. والعكس فيوسف سُمِّيَ مخلص العالم كرمز للعتيد أن يأتي مثله. ونجد في هذا الإصحاح نبوءة بسقوط مصر ثم رجوعها إلى الله وهي قسمان:-

الأول: الوعيد لمصر (1-17)؛ والثاني: الوعد لمصر (18-25).

وخلاصة الإصحاح "يَضْرِبُ الرَّبُّ.. ضَارِبًا فَشَافِيًا" (آية 22) فالله يضرب لا ليبيد!! حاشا، بل ليؤدب ويشفي. ومن الأهداف الثانوية إظهار ضعف مصر ليهوذا فلا تتكل على مصر ثانية بل تتكل على الله. وهناك رأي بأن هذا الإصحاح يبدأ بدخول المسيح إلى أرض مصر ثم دخول المسيحية إلى مصر بعد ذلك، وينتهي بنهاية هذا العالم حينما تؤمن البقية من إسرائيل.

الضربات التي سمح بها الرب ضد مصر كانت بسيطة. وراجع الضربات العشر وكم كانت بسيطة. أما حين ضرب الله إسرائيل المملكة الشمالية، وضرب الله بابل مثلًا فكانت الضربات ضربات إفناء لأن خطاياهم كانت بَشِعَة. وأيضا كانت الضربات ضد كنعان ضربات إفناء لأن خطاياهم كانت بشعة (شذوذ جنسي ومضاجعة الحيوانات، وهذه خطايا لم يعرفها المصريون).

 

آية (1):- "وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا."

وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ = الوحي شمل عمر المسيحية في مصر من يوم دخول المسيح إلى مصر إلى نهاية العالم (آخر آية في الإصحاح) . سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ = هي العذراء مريم فالسحاب عموما يشير للقديسين المرتفعين عن الأرضيات ومحلقين في السماويات (عب 12: 1). وهي خفيفة ومرتفعة نظرًا لقداستها لذلك قال عنها سريعة. ويذكر التقليد أنه عند دخول المسيح إلى أرض مصر كانت الأوثان تسقط في كل مدينة يقيمون بها، فكانوا يطردونهم ولذلك إضطروا أن يسيروا 1000 كم في أرض مصر. وكان هذا ليبارك المسيح أرض مصر كلها، فلها دورها في حفظ الإيمان السليم قديما (أثناسيوس وغيره)، وفي إظهار حقيقة ضد المسيح في نهاية الأيام حين يخدع هذا الوحش العالم كله ويرعبهم بوحشيته (رؤ 13) وقارن مع (دا12: 1 – 3).

 

آية (2):- "وَأُهَيِّجُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ، فَيُحَارِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: مَدِينَةٌ مَدِينَةً، وَمَمْلَكَةٌ مَمْلَكَةً."

تاريخيًا فقد حدثت فترة انقسامات بين المصريين فانقسمت المملكة إلى 12 مملكة كل واحدة ضد الأخرى. وذلك بعد ضرب أشور لمصر وتخريبها. وبعد دخول المسيحية هيج الشيطان المصريين الوثنيين ضد المسيحيين فعاشت الكنيسة فترات طويلة في استشهاد حبًا لفاديها.

 

آية (3):- "وَتُهْرَاقُ رُوحُ مِصْرَ دَاخِلَهَا، وَأُفْنِي مَشُورَتَهَا، فَيَسْأَلُونَ الأَوْثَانَ وَالْعَازِفِينَ وَأَصْحَابَ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ."

تركهم الرب ليتضايقوا ويظهر بطل أصنامهم، فَيَسْأَلُونَ أَوْثَانَهم (فَيَسْأَلُونَ الأَوْثَانَ) وسحرتهم ولا يجدون إجابة. وهدف الله من الضيقة أن تتضع مصر فيعرفه المصريين ويرجعوا إليه. الله يريد أن يبارك مصر لأنه يطلب منها عملا، ومع الكبرياء لا يمكن لله أن يتعامل مع أحد، لذلك فالله يشفي مصر من الكبرياء حتى يتعامل معها.

العازفين = السحرة (في ترجمات كثيرة). وحتى الآن فمن لا يملأ الإيمان قلبه حين يقع في ضيقة يذهب لأمثال هؤلاء الدجالين والسحرة. وهذا ما حدث مع شاول الملك إذ في يأسه ذهب لعرافة عين دور (1صم7:28). كانت هذه فترة ضيق شديد مرت على المصريين. ويبدو أيضا أن المؤمنين نتيجة ضغوط شديدة تركوا الإيمان. وبدلا من أن يذهبوا لله بتوبة صادقة ذهبوا للعرافين، وهذه سقطة شديدة.

 

آية (4):- "وَأُغْلِقُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ فِي يَدِ مَوْلًى قَاسٍ، فَيَتَسَلَّطُ عَلَيْهِمْ مَلِكٌ عَزِيزٌ، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ."

تاريخيًا: استولى على مصر كثير من الولاة القساة ابتداء من أسرحدون الذي بعدما فتح مصر قسمها 20 قسمًا وغير أسماء مدنها وأمر وكلاؤه أن يقتلوا وينهبوا وكأن ذلك من الواجبات. ثم أتى بعده اليونانيين والرومان والأتراك وكان حكمهم قاسيًا. وإذ يتقسى قلب الشعب بسبب خطيتهم يسمح لهم الله بحكام قساة. مَا "فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ" (عو 1: 15)، ونتيجة لهذه القسوة ترك الكنيسة كثيرون.

 

آيات (5-10):- "وَتُنَشَّفُ الْمِيَاهُ مِنَ الْبَحْرِ، وَيَجِفُّ النَّهْرُ وَيَيْبَسُ. وَتُنْتِنُ الأَنْهَارُ، وَتَضْعُفُ وَتَجِفُّ سَوَاقِي مِصْرَ، وَيَتْلَفُ الْقَصَبُ وَالأَسَلُ. وَالرِّيَاضُ عَلَى النِّيلِ عَلَى حَافَةِ النِّيلِ، وَكُلُّ مَزْرَعَةٍ عَلَى النِّيلِ تَيْبَسُ وَتَتَبَدَّدُ وَلاَ تَكُونُ. وَالصَّيَّادُونَ يَئِنُّونَ، وَكُلُّ الَّذِينَ يُلْقُونَ شِصًّا فِي النِّيلِ يَنُوحُونَ. وَالَّذِينَ يَبْسُطُونَ شَبَكَةً عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ يَحْزَنُونَ، وَيَخْزَى الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الْكَتَّانَ الْمُمَشَّطَ، وَالَّذِينَ يَحِيكُونَ الأَنْسِجَةَ الْبَيْضَاءَ. وَتَكُونُ عُمُدُهَا مَسْحُوقَةً، وَكُلُّ الْعَامِلِينَ بِالأُجْرَةِ مُكْتَئِبِي النَّفْسِ.

الشر يحمل ثمره المر في حياة الإنسان واحتياجاته الضرورية. ونلاحظ أن الله حين يكون راضيا عن شعبه تعم البركة، والعكس. وهنا نرى عقاب مادي وزمني لمن هو مستعبد للشر. ويبدو أن هذه الفترة كانت فترة إبتعد شعب الله عنه فكانت العقوبات. ونلاحظ أن النيل هو متكل مصر فحين يجف يعم البوار، وتدمر كل المؤسسات التجارية. وقد سحب الأتراك من مصر كل العمال المهرة. وبعد أن كانت مصر مشهورة بكتانها الذي تصدره ويسبب دخلاً كبيراً للتجار، ضاع هذا الدخل.

وتفهم هذه الآيات روحياً: الْبَحْرِ = أي النيل. وتكون الأَنْهَار أي الترع وفروع النيل. عُمُدُهَا = أكابر الهيئة الاجتماعية والقيادات الدينية. وروحياً فإن المياه تشير للروح القدس (يو7: 37-39) وبهذا فإن قوله وَتُنَشَّفُ الْمِيَاهُ مِنَ الْبَحْرِ فهذا يعني فترة ترك الكثيرون الإيمان فحزن الروح القدس (أف30:4) وانطفأ (1تس19:5). والصيادون هم الكارزون وخدام الله في كل زمان، وما أكثر حزنهم حينما يلقون شباكهم فلا يجدون صيداً ( وكان هذا نتيجة لترك الكثيرين للكنيسة آية 4). أما الكتان والثياب البيض فهي ثياب البر التي يجاهد خدام الله  ليلبسها شعب الله. خدمة الإكليروس هي خدمة غسل الأرجل أي دفع المؤمنين للتوبة ليتبرروا ويلبسوا الثياب البيض بالتناول من جسد الرب ودمه. ونفهم أن الصورة في هذه الآيات هي صورة ضعف عام للكنيسة، وصوت الروح القدس إنطفأ =  وَيَجِفُّ النَّهْرُ وَيَيْبَسُ، فالنهر يشير للروح القدس. وَالصَّيَّادُونَ يَئِنُّونَ = فالسمك مات. والسمك هو إشارة للمؤمنين الذين تركوا الإيمان. وَيَخْزَى.. وَالَّذِينَ يَحِيكُونَ الأَنْسِجَةَ الْبَيْضَاءَ = عمل الكنيسة هو دفع المؤمنين للتوبة والتبرير [الأنسجة البيضاء (رؤ14:7)] ومع ترك الإيمان ما عاد أحد يقدم توبة. عُمُدُهَا مَسْحُوقَةً = رؤساء الكنيسة.

وهذا عكس الصورة الموجودة في (حزقيال 47) حيث تتحول المياه المالحة التي تسبب العطش والموت إلى مياه حلوة في نهر، فيحيا السمك ويزداد فيفرح الصيادون.

 

آية (12،11):- "إِنَّ رُؤَسَاءَ صُوعَنَ أَغْبِيَاءُ! حُكَمَاءُ مُشِيرِي فِرْعَوْنَ مَشُورَتُهُمْ بَهِيمِيَّةٌ! كَيْفَ تَقُولُونَ لِفِرْعَوْنَ: «أَنَا ابْنُ حُكَمَاءَ، ابْنُ مُلُوكٍ قُدَمَاءَ»؟ فَأَيْنَ هُمْ حُكَمَاؤُكَ؟ فَلْيُخْبِرُوكَ. لِيَعْرِفُوا مَاذَا قَضَى بِهِ رَبُّ الْجُنُودِ عَلَى مِصْرَ."

بسبب الشر حرم المصريون المشهورين بحكمتهم من الحكمة = صُوعَنَ = هي تانيس وحاليًا صان وكانت مدينة رئيسية. أَغْبِيَاءُ = فهم إتكلوا على حكمتهم ولكنهم عجزوا عن معرفة أسباب هذه المصائب، فحكمة العالم أمام الله جهالة. وهذا ناشئ عن الكبرياء. والحكمة هي عطية من الله لمن يستحقها، فكيف يعطيها الله لمن يقف ضده. ومازال المصريون لو أرادوا أن يقولوا عن إنسان أنه متكبر وعنيد يقولون عنه أنه فرعون أو متفرعن. وهذا حال الكثيرين الذين يشعرون بأنهم أقوياء فيزداد كبريائهم ولكن يرجى مراجعة تفسير إشعياء 10.

 

آيات (13-15):- "رُؤَسَاءُ صُوعَنَ صَارُوا أَغْبِيَاءَ. رُؤَسَاءُ نُوفَ انْخَدَعُوا. وَأَضَلَّ مِصْرَ وُجُوهُ أَسْبَاطِهَا. مَزَجَ الرَّبُّ فِي وَسَطِهَا رُوحَ غَيٍّ، فَأَضَلُّوا مِصْرَ فِي كُلِّ عَمَلِهَا، كَتَرَنُّحِ السَّكْرَانِ فِي قَيْئِهِ. فَلاَ يَكُونُ لِمِصْرَ عَمَلٌ يَعْمَلُهُ رَأْسٌ أَوْ ذَنَبٌ، نَخْلَةٌ أَوْ أَسَلَةٌ."

نوف = ممفيس، أسباطها = طبقاتها من كهنة وعسكر ورعاة.

روح غي = الله له الحق أن يسحب القوَى العقلية والحِكْمَة من إنسان لا يستحقها حين يريد.

رَأْسٌ أَوْ ذَنَبٌ = رأس = الشرفاء أو أصحاب المشورة أو القادة والرؤساء . ذنب = الفعلة أصحاب الصناعة. هذا ما يعمله الله مع العالم الشرير أن ينزع منه حكمته فيتخبط. ومصر ترمز للعالم الشرير فهي قد أذلت شعب الله تحت لسع السياط وهكذا العالم الشرير يذل شعب الله تحت لسع سياط شهوة الجسد. لذلك يؤدب الله العالم الشرير بنزع حكمتهم فيصيرون مضِلِّين ومضَلين (2 تي 3: 13). ). ولنلاحظ أن كل من يضطهد شعب الله في كل زمان ومكان يخسر كثيراً، وكانت خسائر المصريين أيام موسى كثيرة جداً حتى أن مشيري فرعون قالوا له "ألم تعلم بعد أن مصر قد خربت" (خر7:10). وهنا نرى أن الله ينزع الحكمة. وبسبب المشورات المضللة خسرت مصر كثيرا عبر التاريخ. هذه الآيات تشير لفترة مرت فيها مصر بحالة ضعف في كل شيء.

 

آية (16):- "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ مِصْرُ كَالنِّسَاءِ، فَتَرْتَعِدُ وَتَرْجُفُ مِنْ هَزَّةِ يَدِ رَبِّ الْجُنُودِ الَّتِي يَهُزُّهَا عَلَيْهَا."

قد يكون ذلك اليوم هو يوم هجوم الأشوريين، وحينما إنهزم جيش مصر قال ملك مصر "صار رجالي نساء". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هذا الكلام موجه لإسرائيل فهل بعد هذا يعتمدوا ويتكلوا ويتحالفوا مع مصر. [ملعون مَن يتكل على ذراع بشر] (إر 17: 5). بل في الآية القادمة نجد فرعون لا يرتعب من ملك أشور فقط بل من يهوذا نفسها. هذا الخوف ناشئ عن حالة الضعف الموجودة.

 

آية (17):- "وَتَكُونُ أَرْضُ يَهُوذَا رُعْبًا لِمِصْرَ. كُلُّ مَنْ تَذَكَّرَهَا يَرْتَعِبُ مِنْ أَمَامِ قَضَاءِ رَبِّ الْجُنُودِ الَّذِي يَقْضِي بِهِ عَلَيْهَا."

قد يكون هذا حينما خضعت يهوذا لأشور أو لبابل وصار رجال يهوذا ضمن جيوش هذه الدول القوية. أو فترة أخرى في التاريخ كانت فيها أرض يهوذا أقوى من مصر وترعبها بأسلحتها. وروحياً فيهوذا تشير للكنيسة أرض المسيح التي أصبحت رعباً لأرض مصر أيام وثنيتها وفي هذا فهي تكون رمزاً للعالم وشياطينه. ولنرى في آية (1) كيف إهتزت أوثان مصر أمام المسيح. وهناك إحتمال بأن تكون فترة الضعف هذه هي التي أدت لنكسة حرب سنة 1967 م.

 

آية (18):- "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَ خَمْسُ مُدُنٍ تَتَكَلَّمُ بِلُغَةِ كَنْعَانَ وَتَحْلِفُ لِرَبِّ الْجُنُودِ، يُقَالُ لإِحْدَاهَا «مَدِينَةُ الشَّمْسِ»."

تاريخيًا قد يكون في بعض الفترات أن وجد اليهود في مصر. وتكلمت المناطق التي يسكنوها لغتهم. وروحيًا فهذه امتداد للغة السيد المسيح أي المسيحية إلى مصر. ورقم 5 يشير للحواس التي تتقدس وتصير سمائية. هليوبوليس = بالعبرية إر-ها - هيرس مدينة الشمس أي مركز لعبادة الشمس وفي الحاشية جاءت الكلمة إر-ها- شيرس = مدينة الهلاك، فبعض الحروف تقرأ بطريقتين. والمعنى أن أماكن الهلاك أي المعابد الوثنية في مصر تتحول إلى المسيحية. وحيثما عبد المصريون الشمس في وثنيتهم تحولوا لعبادة المسيح شمس البر.

 

آية (19):- "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا."

مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ = هذه نبوة عن إيمان المصريين بالمسيح وقد تكون أيام مارمرقس. ولا تطبق هذه الآية على وجود اليهود في مصر فيستحيل على اليهود إقامة مذبح لهم خارج أورشليم (تث 12). وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ = يقال على بطرس ويعقوب ويوحنا أعمدة، هكذا سماهم بولس الرسول. وكل مَنْ يغلب يصير عمودًا في هيكل الله (رؤ 3: 12). وقد يكون هذا العمود هو مارمرقس الرسول.

ولكن إذا فهمنا أن الإصحاح مسلسل زمنياً فهذه الآية تأتي بعد الحرب مع إسرائيل. وبالتالي فهذه الآية لا علاقة لها بدخول المسيحية بكرازة ما مرقس الرسول.

ولكن هذه الآية تدل على إيمان قوي في مصر، وكنيسة قوية تكونت في مصر، وهذا الإيمان يصل إلى حدود مصر في الأيام الأخيرة ليساند المؤمنين من اليهود الماسيانيين Messianic Jews وليكشف لهم حقيقة الوحش، الذي هو ضد المسيح والذي يتواجد في أورشليم في نهاية الأيام (راجع سفر الرؤيا إصحاحيّ 11، 13). ولقد نشر كتاب في أوروبا سنة 1992 م. ذكر فيه أن عدد اليهود الذين آمنوا بالمسيح وتوجهوا إلى إسرائيل وإعتمدوا في نهر الأردن كانوا 60000 شخص أطلقوا على أنفسهم اليهود الماسيانيين (وحاليًا سنة 2016 وصل العدد إلى 350000). هؤلاء هم من يحتاجوا لدعم من الكنيسة القوية التي يؤسسها المسيح الآن في مصر فتصير عمود للرب = عمود للرب عند تخمها . التخم يعني الحدود ما بين مصر وإسرائيل . والمذبح هنا لا يعني سوى مذبح يقدم عليه ذبيحة الإفخارستيا (جسد ودم المسيح).

 

آية (20):- "فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ، فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصًا وَمُحَامِيًا وَيُنْقِذُهُمْ."

هذا الإيمان القوي وهذه الكنيسة القوية ستكون علامة على وجود المسيح الذي هو الحق في الكنيسة، وسيكون شهادة أمام العالم أجمع. وقد يكون المخلص والمحامي (مُخَلِّصًا وَمُحَامِيًا) هو شخص يرسله المسيح ليعين الكنيسة في ضيقتها. هذا الإيمان القوي سيكون شهادة للمسيح في أيام الوحش ليس للمصريين فقط بل لكل العالم.

 

آية (21):- "فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ الرَّبَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وَتَقْدِمَةً، وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْرًا وَيُوفُونَ بِهِ."

فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ = هذه العبارة تشير للكنيسة القوية التي يريدها الله في مصر. هناك نصيب للمصريين في بركة معرفة الرب في الأيام الأخيرة ورفضهم لضد المسيح.

 

آية (22):- "وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِبًا فَشَافِيًا، فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ."

هذه الآية هي خلاصة الإصحاح كله، فالله لا يضرب إلا ليشفي وبعد أن تكون مصر قد تعلمت من الدينونات المنصبة عليها، ستعود للمسيح.

 

آية (23):- "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ، فَيَجِيءُ الأَشُّورِيُّونَ إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ، وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ الأَشُّورِيِّينَ."

قد تكون نبوة عن سلام بين مصر وأشور. ولكن نلاحظ أن المسيح سمَّي نفسه الطريق. فيكون قول الوحي سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ أن هناك وحدة إيمان في طريق المسيح أو الإيمان الصحيح بالمسيح بين مصر وأشور. صار هناك كنيسة قوية في مصر وكنيسة قوية في سوريا، وهناك يهود آمنوا بالمسيح موجودين في إسرائيل. وسيكون المؤمنون في مصر على إتصال بهؤلاء المؤمنين من اليهود في إسرائيل وهكذا بين مؤمني سوريا ومؤمني إسرائيل. هذا ما تم التعبير عنه بقوله سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ. صار المؤمنين في مصر وسوريا وإسرائيل في طريق واحد، كلهم ثابتين فيه، أي في المسيح.

 

آية (24):- "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلُثًا لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ، بَرَكَةً فِي الأَرْضِ،"

قوله ثلثا إشارة لنوع من الوحدة بين إسرائيل ومصر وأشور. وهي ليست وحدة سياسية بل إيمانية لأنه يقول بركة في الأرض.

كما ارتبطت مصر وأشور وإسرائيل في حروب هكذا في نهاية الأيام سيرتبطون إيمانيًا في وحدانية العبادة، حينما يؤمن إسرائيل (البقية) ويتحدون إيمانيًّا مع مؤمني مصر وأشور، فتكون هذه الوحدة في إيمان قوي هي بركة للأرض أو خميرة تخمر العالم كله، وربما في رفضهم لضد المسيح. ولإظهار حقيقته لكل العالم إذ أن العالم كله سيذهب وراءه إما عن خوف أو أنهم سيصدقون خداعه "فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض" (راجع رؤ13).

 

St-Takla.org Image: Egypt receives the light: "Blessed My people Egypt" (Isaiah 19:25). Kotarbinski - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909 صورة في موقع الأنبا تكلا: مصر تستقبل النور: "مبارك شعبي مصر" (إشعياء 19: 25)، رسم الفنان كوتاربينسكي - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

St-Takla.org Image: Egypt receives the light: "Blessed My people Egypt" (Isaiah 19:25). Kotarbinski - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909

صورة في موقع الأنبا تكلا: مصر تستقبل النور: "مبارك شعبي مصر" (إشعياء 19: 25)، رسم الفنان كوتاربينسكي - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

آية (25):- "بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ، وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ، وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ»."

إذًا هي بركة ثلاثية للمؤمنين في إسرائيل ومصر وأشور، أو لكل الأمم ولليهود الذين آمنوا بالمسيح أي لمؤمني العالم كله. ونفهم من (رو15:11) أن بولس الرسول يقول أنه في الأيام الأخيرة وقبل مجيء المسيح مباشرة ستؤمن البقية من اليهود الذين يشير إشعياء النبي إليهم "لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ رَفْضُهُمْ هُوَ مُصَالَحَةَ ٱلْعَالَمِ، فَمَاذَا يَكُونُ ٱقْتِبَالُهُمْ إِلَّا حَيَاةً مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ". أي أن إيمان اليهود (من أسماهم إشعياء البقية) سيصاحبه القيامة من الأموات أي مجيء الرب يسوع الثاني. إذًا هذه البركة الثلاثية هنا تتكلم عن إيمان كنيسة مصر وكنيسة إنطاكية الصحيح، ومعهم البقية التي آمنت بالمسيح كمخلص في إسرائيل، وأن إيمان الثلاثة الصحيح والقوي سيكون قادرًا أن يكشف للعالم المخدوع شخص ضد المسيح، والذي سيظهر في الأيام الأخيرة وسيضل معظم الأمم. وهذا الإيمان الصحيح هو بركة في الأرض لأنه سينقذ العالم من الانقياد وراء هذا الوحش، وهنا نرجع لقول دانيال النبي "والفاهمون يضيئون كضياء الجلد، والذين ردوا كثيرين إلى البر" (دا12: 3) . وقطعا فلا بركة لإسرائيل ما لم تؤمن بالمسيح، وهذا ما قاله السيد المسيح بنفسه "هوذا بيتكم يترك لكم خرابا. لأني أقول لكم إنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب" (مت23: 38، 39) وقول السيد " لا ترونني.. حتى تقولوا " فهذا يعني مجيئه الثاني في نهاية الأيام. وفي (رو11: 12 - 15) يقول القديس بولس الرسول أن إيمان اليهود بالمسيح علامة على نهاية هذا العالم والقيامة العامة بعد المجيء الثاني للسيد المسيح. ولذلك نقول أن هذا الإصحاح ينتهي بنهاية العالم وبدأ بدخول المسيح والمسيحية لمصر.

ونلاحظ أنه منذ عدة سنوات جاء كتاب مقدس طافيا على وجه ماء النيل إلى كنيسة السيدة العذراء بالمعادي. وكان مفتوحا على هذا الإصحاح. وإن أشار هذا لشيء فهو يشير إلى أن الله يريد أن ينبه شعبه في مصر أن يستعدوا فالأيام اقتربت ، فالمسيح الذي جال في كل بلاد مصر ليباركها (آية1) ويعطيها البركة في نهاية الإصحاح (آية25) يطلب منا أن نسهر ونستعد لنكون من الفاهمين المستعدين لكشف حقيقة زيف الوحش ضد المسيح (دا 12: 3)..

 

تعليق على الآية 25

تقابلت في الكنيسة في كندا مع بعض العراقيين والسوريين الهاربين من وجه داعش (في منتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة) والذين لجأوا إلى كندا. وكنت أقول لهم عن هذه الآية:-

«مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ، وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ، وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ».

وأشرح لهم أن البركة في هذه الآية لا تخص مصر وحدها بل تخص أشور والبقية في إسرائيل الذين آمنوا بالمسيح، وأن لهم دور مهم في كشف حقيقة ضد المسيح حين يظهر. وأن الله سيؤسس كنيسة قوية في أشور.

وكان سؤالهم لي: كيف يؤسس الله كنيسة قوية وداعش قد هدمت الكنائس ومعظم المسيحيين قد هربوا من وجه الاضطهاد هناك؟!

وفي الحقيقة فإن تساؤلاتهم أجابتني على سؤال طالما تساءلت عنه بيني وبين نفسي وهو لماذا اختص الله أشور بقوله عمل يديَّ؟ وما هو المقصود بأشور في هذه الآية؟

أشور بدأت بالقبائل الأرامية والتي كان بعضها في أرض ما بين النهرين وسوريا. وبعد ذلك خرجت منها إمبراطورية أشور Assyria وعاصمتها نينوى على نهر دجلة في العراق. وبعد أن تفككت ورثت منها سوريا إسمها Syria.

ولكن أين أشور المقصودة الآن؟ هي حيث تدمر داعش الكنائس ويستشهد المسيحيين ويهرب الباقي خارج العراق وسوريا.

عمل يديَّ أشور = الله سيخرج من الجافي حلاوة. وبعد كل ما صنعته داعش Daesh من تدمير ستمتد يد المسيح التي تعمل وتخرج كنيسة قوية في أشور. عَمَلُ يَدَي البشر قتل وحرق وتدمير أما عَمَلُ يَدَي الله سيكون خلق كنيسة حية قوية من هذا الدمار. الله يُخْرِج حياة من الموت "الله لنا اله خلاص وعند الرب السيد للموت مخارج" (مز68: 20).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تسلسل أفكار الإصحاح

آية1:- الرب يسوع المسيح يأتي إلى مصر مع أمه العذراء ويوسف النجار هاربًا من هيرودس. ولكنه في تجوله في مصر كلها باركها لأنه يريد شيئا من مصر، ظهر في آبائها جبابرة الإيمان مثل أثناسيوس الرسولي وكيرلس عامود الدين. وقديسيها العظماء مثل الأنبا أنطونيوس. بل يطلب من كنيسة مصر أيضًا ما سيتضح في نهاية الإصحاح. والنتيجة المتوقعة لهذه البركة ظهرت سريعًا وجاء القديس مار مرقس وأدخل المسيحية التي سريعا ما انتشرت في مصر وسقطت الوثنية = ترتجف أوثان مصر.

آية2:- لم يهدأ الشيطان وهيج الوثنيين ضد المسيحية، وبدأ الإضطهاد ضد الكنيسة. ولكن لا خوف على الكنيسة من أي إضطهاد، فالمسيحية تنمو وتمتد خلال الإضهادات بل وتتقوى بالأكثر. وهذا ما حدث فقد انتشرت المسيحية خلال فترة الإضطهاد هذه.

آيات3 ، 4:- إشارة لإضطهاد عنيف بل مستمر = أغلق على المصريين في يد مولى قاسٍ. ونرى بداية ظهور ضعف المسيحية فيسألون الأوثان. ولنسأل ما سبب فترة الضعف التي مرت بها الكنيسة؟! مع امتداد المسيحية إنتهت فترة الإضطهاد، وأتت فترة راحة. ومع الراحة للأسف يبتعد الناس عن الله فتضعف المسيحية (راجع موقف كنائس سميرنا وبرغامس وثياتيرا وساردس في سفر الرؤيا، لترى أنه نتيجة للراحة مع انتشار المسيحية لم يتبقى سوى قلة مؤمنة (ساردس).

أيات5 - 10:- نرى هنا صورة مؤلمة إذ ضعفت الكنيسة وتركها المؤمنون نتيجة هذا المولى القاسي أو الحكم القاسي. ولكن الضعف لم يكن بسبب المولى القاسي بل لأنهم عوضًا عن أن يذهبوا لله ويلتجأوا إليه ذهبوا للأوثان (كنيسة برغامس في الرؤيا). وحزن الصيادين لأن شباكهم أصبحت بلا سمك (كنيسة ساردس)، والسمك يرمز للمؤمنين والشباك ترمز للكنيسة (وراجع تفسير الـ153 سمكة في يو 21).

أيات11 - 16:- فترة ضعف ربما سياسي أو اقتصادي أو عسكري ناتج عن تخبط الحكام إذ كانوا بلا حكمة.

آية17:- نتيجة فترة التخبط صارت يهوذا رعبًا لمصر وربما في هذا إشارة لفترة حرب تنهزم فيها مصر أمامهم، وغالباً هي نكسة سنة 1967 م. ونشكر الله أن هذه الغمة إنتهت بعد سنوات قليلة من الهزيمة وانتصرت مصر. ولكن هذه الفترة الكئيبة كانت بداية لبركات أرادها الله لمصر التي باركها حينما زارها من قبل مع أمه العذراء. ونلاحظ ظهور السيدة العذراء على قِباب كنيستها في الزيتون في تلك الفترة لتدعيم شعبها. ولاحظ أن سر قوة إسرائيل كان راجعًا لاعتمادها على الدول الغربية وأمريكا وليس الله، لذلك قال الله عنها "أمة طويلة وجرداء" في (إش18: 2). الرعب من إسرائيل راجع لمساندة الدول ذات حفيف الأجنحة وتسليحها لإسرائيل (إش 18).

آيات18 ، 19:- بداية البركات نراها في طريقة كتابة مدينة الشمس فهي قد تقرأ مدينة الهلاك وقد تقرأ مدينة الشمس. وهذا مقصود لأنه مع الضيقات التي يسمح بها الله يتشدد شعب الله، ويتركوا خطاياهم ويعودوا بالتوبة إلى الله. وبعد أن كانوا مدينة للهلاك صاروا مدينة للشمس، يسكن وسطهم المسيح شمس البر. ويكون مذبح للرب في وسط أرض مصر إشارة للكنيسة القوية التي إمتلأت بالمؤمنين التائبين الأقوياء.

أيات 20 - 22:- استمرارا لمخطط الله في تكوين كنيسة قوية، نجد أن هناك بعض الضيقات التي يسمح بها الله، وهذه الضيقات دائما تدفع المؤمنين إلى أحضان الله. فيجدون الله لهم معزيا (إش18: 4 - 6). وبعد فترات الضعف يتحولون إلى جبابرة في الإيمان. بل ويُرسل الله معزيا ومعينا لشعبه. وهذه خطة الله دائما ليعيد أولاده إلى حضنه، إذ يسمح بضيقات تأتي عليهم فيعودون يرتمون في حضنه كما عاد الابن الضال إلى أبيه.

آيات23 - 25:- ختام الأمر نراه هنا - الكنيسة القوية التي يكونها الله في مصر يكون مثلها في أشور ويكون مثلها في إسرائيل. وتقف هذه الكنيسة القوية الواحدة في إيمانها في وجه ضد المسيح في الأيام الأخيرة.

 

ملحوظة:- كان عدد اليهود الذين ذهبوا إلى إسرائيل واعتمدوا هناك حتى سنة 1992 حوالي 60000 وأسموا أنفسهم اليهود الماسيانيين Massianic Jews. وعددهم الآن 350000 وهؤلاء أصبحوا مسيحيين لكنهم يحتاجوا لتدعيم وتعليم الإيمان الصحيح. وهذا هو دور الكنيسة القوية التي يكوِّنها الله الآن في مصر، وهذا معنى = وعمود للرب عند تخمها (آية 19).

 

وما يجعلنا نفهم أن هذه الآيات تتكلم عن ضد المسيح ونهاية العالم:-

1. أن هناك بركة لإسرائيل (الآية25) والله قطعًا لن يعطي بركة للسفاحين الذين صلبوه، والآن هم سافكي دماء الأبرياء في فلسطين. بل البركة هي لمن يؤمن بالمسيح منهم، هكذا قال الرب "هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابا. لِأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لَا تَرَوْنَنِي مِنَ ٱلْآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ" (مت39،38:23).

2. إيمانهم علامة على نهاية الأيام (رو11: 12 - 15).

3. نفهم أن ضد المسيح سيظهر في نهاية الأيام.

4. ودور الكنيسة القوية التي يكونها الله الآن أن تقف في وجهه وترد كثيرين للإيمان. وكانت هذه نبوة دانيال النبي عن هذه الأيام (دا12 : 3).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أحداث هذا الإصحاح لها خط زمني واضح فهي تبدأ بدخول المسيح إلى مصر مع أمه العذراء وتنتهي بنهاية العالم.

(الآية1):- المسيح يأتي إلى مصر مع أمه العذراء. وتسقط الأوثان أمامه.

(الآية2):- إضطهاد المسيحيين.

(الآية3):- فترة ضعف للمسيحية، حتى أنهم يذهبون للعرافين.

(الآية4):- الله يسمح بأن يحكم مصر ولاة يحكمونها بقسوة.

(الآيات5-10):- نتيجة للضغط على المؤمنين تركوا الإيمان. إنطفأ الروح القدس في الكنيسة = جفاف النهر. وتقلص عدد المؤمنين = السمك. وتسبب هذا في حزن قادة الكنيسة = الصيادين.

(الآيات11-16):- تمر مصر بحالة ضعف عام وفشل عام لفقدانها الحكمة.

(الآيات17-18):- نكسة عسكرية لمصر، ونشكر الله أنها إنتهت سريعاً. ولاحظ أن (إش 18) أعطانا نبوة واضحة عن ظهور إسرائيل ثانية وتدعيم القوى الكبرى لها عسكريًا وسياسيًا. إسرائيل الحالية لم تظهر كقوة لأنها إعتمدت على الله، بل إعتمدت على ذراع بشر (إر 17: 5). لذلك فهي كما ظهرت ستنتهي.

(الآيه19):- نهضة قوية للكنيسة = يكون للرب مذبح في وسط أرض مصر (يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ)، ويكون هذا لتدعم الكنيسة القوية في مصر اليهود الذين آمنوا بالمسيح – عمود للرب عند تخمها (التخم أي الحدود). ونلاحظ أن ظهور الكتاب المقدس عند كنيسة السيدة العذراء بالمعادي، طافيا على مياه النيل، مفتوحًا على صفحة (إشعياء 19) كان الغرض منه أن الله يخبرنا مسبقا بأن هناك فترة ضيقات علينا أن نحتملها، ولكنها ستنتهي بمجد عظيم.

ملحوظة":- يعتبر دير المحرق بأسيوط أن هذه الآية هي نبوة عن دير المحرق، حيث أن الدير موجود وسط أرض مصر تماماً. وقد تبارك الدير بزيارة رب المجد للدير ودشَّن كنيسة في الدير. وأيضاً زيارة العذراء أم النور مريم.

(الآية20):- فترة ضيقات ولكن الرب يرسل للكنيسة مخلص ومنقذ.

(الآيات21-22):- الله يسمح بفترة ضيقات شديدة تمر على الكنيسة، ولكنها للتأديب ونتيجتها شفاء الكنيسة. والمعنى تتكون كنيسة قوية قادرة على أن تقف في وجه ضد المسيح (الوحش) وتكشفه للعالم المخدوع.

(الآيات23-25):- تكوين كنيسة واحدة وحيدة متحدة في الإيمان، كنيسة قوية قادرة على أن تقف في وجه ضد المسيح (الوحش). وهذا الوحش سيظهر في نهاية الأيام. لذلك قلنا أن هذه الإصحاح يبدأ بدخول السيد المسيح مصر وينتهي بنهاية العالم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/27-Sefr-Asheia/Tafseer-Sefr-Ash3eia2__01-Chapter-19.html

تقصير الرابط:
tak.la/qa7yyp6