← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
مضمون الأربعة الإصحاحات (36-39) هي نفسها مذكورة في (2 مل 18-20) غالبًا فكاتبها كلها هنا وهناك هو إشعياء نفسه وهذه الإصحاحات جاءت هنا كتحقيق للنبوات السابقة، فكل ما تكلم عنه إشعياء في نبواته ها هو حدث تمامًا. وبداية قصة سنحاريب مع حزقيا أنه طلب جزية حتى لا يضرب المدينة فدفعها حزقيا 300 وزنة فضة + 30 وزنة ذهب لكن سنحاريب غدر بوعده واستدار وضرب يهوذا وأخذ 200,000 أسير. وإشعياء هنا لم يذكر هذا فهو يريد أن يظهر إمكانية الغلبة على الأعداء، فهنا نرى إمكانية أن يعيش الإنسان منتصرًا. قد ينتصر العدو لفترة لكنه في النهاية سينهزم. والتفسير تجده في سفر الملوك وهنا بعض التأملات. ولكن ستجد بعد أصحاح 39 شرحا لكل أصحاح.
آيات (1، 2):- "وَكَانَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا أَنَّ سَنْحَارِيبَ مَلِكَ أَشُّورَ صَعِدَ عَلَى كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا الْحَصِينَةِ وَأَخَذَهَا. وَأَرْسَلَ مَلِكُ أَشُّورَ رَبْشَاقَى مِنْ لاَخِيشَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا بِجَيْشٍ عَظِيمٍ، فَوَقَفَ عِنْدَ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا فِي طَرِيقِ حَقْلِ الْقَصَّارِ."
ربشاقى = كان رئيس سقاة وكان ضليعًا في اللغة العبرانية.
لاخيش = مدينة فلسطينية على طريق مصر ويبدو أن غرضه كان فتح مصر وفي الطريق قصد تدمير المدن الحصينة. قناة البركة = قناة تحت الأرض لجلب الماء من خارج أورشليم إلى داخلها (إش 7 :3).
آية (3):- "فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ، وَشَبْنَةُ الْكَاتِبُ، وَيُوآخُ بْنُ آسَافَ الْمُسَجِّلُ."
آية (4):- "فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: «قُولُوا لِحَزَقِيَّا: هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ الْعَظِيمُ مَلِكُ أَشُّورَ: مَا هُوَ هذَا الاتِّكَالُ الَّذِي اتَّكَلْتَهُ؟"
ظن ربشاقى أن عظمة أشور تستدعي من حزقيا أن يتكل على أحد مثل مصر وينبه هنا أنه باطل الاتكال على مصر أو حتى على الله. وتشكيك ربشاقى في قدرة الله على حماية شعبه هو عمل الشيطان دائمًا، لذلك يقول "ما هذا الاتكال الذي اتكلته".
آية (5):- "أَقُولُ إِنَّمَا كَلاَمُ الشَّفَتَيْنِ هُوَ مَشُورَةٌ وَبَأْسٌ لِلْحَرْبِ. وَالآنَ عَلَى مَنِ اتَّكَلْتَ حَتَّى عَصَيْتَ عَلَيَّ؟"
معنى الكلام أن مشورة اليهود وبأسهم هو مجرد كلام ولكن بلا فعل.
آية (6):- "إِنَّكَ قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هذِهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ، عَلَى مِصْرَ، الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا. هكَذَا فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ."
آية (7):- "وَإِذَا قُلْتَ لِي: عَلَى الرَّبِّ إِلهِنَا اتَّكَلْنَا، أَفَلَيْسَ هُوَ الَّذِي أَزَالَ حَزَقِيَّا مُرْتَفَعَاتِهِ وَمَذَابِحَهُ، وَقَالَ لِيَهُوذَا وَلأُورُشَلِيمَ: أَمَامَ هذَا الْمَذْبَحِ تَسْجُدُونَ."
بحسب فهم ربشاقى أن المذابح التي أزالها حزقيا هي مذابح لله، فهو وثني ولا يعرف شريعة الرب. فهم يقيمون مذابح لآلهتهم في كل مكان. وأن الرب أوصى شعبه أن لا يُقام سوى مذبح واحد للرب، وهو المذبح الذي في المكان الذي يحدده لهم الرب (تث 12: 26،21،18،14،11،5). وقد إختار الرب المكان وهو بيدر أرونة اليبوسي الذي في أورشليم ليقام عنده مذبح الرب (2صم24: 18). ولاحظ تكرار أمر الله بأن يكون هناك مذبح واحد للرب 6 مرات. فهذا التشديد له معنى بالتأكيد. فمذبح الرب في أورشليم يرمز للصليب، فصليب المسيح كان في نفس المكان. ورقم 6 يشير لسقوط آدم في الخطية في اليوم السادس وفي الساعة السادسة وما تبعها من موت وألام وكان الصليب في اليوم السادس والساعة السادسة لينتصر المسيح على الخطية ونتائجها.
وقول ربشاقى أَمَامَ هذَا الْمَذْبَحِ تَسْجُدُونَ هو يقصد مذبح هيكل أورشليم.
عَلَى الرَّبِّ إِلهِنَا اتَّكَلْنَا = أصل الآية على يهوه إلهنا إتكلنا فواضح أن ربشاقى يعرف إسم يهوه لذلك يقول على يهوه إلهنا. العبرانيون يخافون من إستخدام إسم الله يهوه فإستبدلوه بقولهم الرب وبالعبرية أدوناي وبالإنجليزية The Lord.
الآيات (8-9):- "فَالآنَ رَاهِنْ سَيِّدِي مَلِكَ أَشُّورَ، فَأُعْطِيكَ أَلْفَيْ فَرَسٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْهَا رَاكِبِينَ! فَكَيْفَ تَرُدُّ وَجْهَ وَال وَاحِدٍ مِنْ عَبِيدِ سَيِّدِي الصِّغَارِ، وَتَتَّكِلُ عَلَى مِصْرَ لأَجْلِ مَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ؟"
آية (10):- "وَالآنَ هَلْ بِدُونِ الرَّبِّ صَعِدْتُ عَلَى هذِهِ الأَرْضِ لأُخْرِبَهَا؟ الرَّبُّ قَالَ لِي: اصْعَدْ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ وَاخْرِبْهَا»."
كثير من ملوك الوثنيون اعتبروا أنفسهم رسلًا لآلهتهم.
في الآيات (3 -10) لاحظ كبرياء ربشاقَى في رده على رسل الملك حزقيا. هو ظن كما يظن الوثنيين أن الحروب هي حروب أساساً بين الآلهة، وأن إلهه سبق وأن هزم كل آلهة الشعوب المجاورة، إذاً طبيعي أن يهزم إله إسرائيل.
"كلام الشفتين هو مشورة" = أي أنك لا تملك يا حزقيا سوى كلام الشفتين، هذه هي مشورتك، لكنك بلا قوة حقيقية، فحتى لو أعطيتك "ألفي فرس" فلن تجد عندك فرسان لها، إذاً بماذا تحاربني؟! هذا المتكبر لا يعرف من هو يهوه القدير. وإذا كان الله قد سمح له بتدمير 46 مدينة، فكان ذلك بسبب خطايا يهوذا. وهذا هو معنى نبوة إشعياء السابقة، أن الله هو الذي كلفهم بهذا، أي أن يؤدبوا شعبه. فكيف يفتخرون على الله خالقهم؟! (إش 15:10). ولكن واضح أن ربشاقى قد وصلته نبوة إشعياء بأن بابل ستدمر يهوذا لذلك يقول الرَّبُّ قَالَ لِي: اصْعَدْ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ وَاخْرِبْهَا. نبوات الأنبياء لم تكن مقصورة على شعب الله بل كان على الأنبياء أن يوصلوها للشعوب التي تخصهم النبوة. فالنبوة على موآب تصل إلى موآب، والنبوة التي على آدوم تصل لأدوم وهكذا. ولكن نبوة تخريب بابل لشعب الله لم يقصد إشعياء قطعا أنها تصل لبابل، بل هي إنتشرت وسط شعب يهوذا، ثم وصلت لمسامع ربشاقى من شعب يهوذا.
الآيات (11-15):- "فَقَالَ أَلِيَاقِيمُ وَشَبْنَةُ وَيُوآخُ لِرَبْشَاقَى: «كَلِّمْ عَبِيدَكَ بِالأَرَامِيِّ لأَنَّنَا نَفْهَمُهُ، وَلاَ تُكَلِّمْنَا بِالْيَهُودِيِّ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ الَّذِينَ عَلَى السُّورِ». فَقَالَ رَبْشَاقَى: «هَلْ إِلَى سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لِكَيْ أَتَكَلَّمَ بِهذَا الْكَلاَم؟ أَلَيْسَ إِلَى الرِّجَالِ الْجَالِسِينَ عَلَى السُّورِ، لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟». ثُمَّ وَقَفَ رَبْشَاقَى وَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ بِالْيَهُودِيِّ وَقَالَ: «اسْمَعُوا كَلاَمَ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ مَلِكِ أَشُّورَ. هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: لاَ يَخْدَعْكُمْ حَزَقِيَّا لأَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنْقِذَكُمْ، وَلاَ يَجْعَلْكُمْ حَزَقِيَّا تَتَّكِلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلًا: إِنْقَاذًا يُنْقِذُنَا الرَّبُّ. لاَ تُدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ."
في الآيات (11 -12) إلياقيم ورسل حزقيا أرادوا أن الشعب لا يسمع هذه الأقوال لكي لا تنهار معنوياتهم، ولكن ربشاقى بخبث أراد أن يهيج الشعب فيثوروا على الملك فتسهل مهمته في فتح أسوار أورشليم. وربشاقى يستعمل أسلوباً معروف في تهييج الشعوب، فهو يشير إلى قسوة الحياة التي يعيشونها في الحصار، فهم يأكلون فضلاتهم.
آيات (16-17):- "لاَ تَسْمَعُوا لِحَزَقِيَّا. لأَنَّهُ هكَذَا يَقُولُ مَلِكُ أَشُّورَ: اعْقِدُوا مَعِي صُلْحًا، وَاخْرُجُوا إِلَيَّ وَكُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَفْنَتِهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ تِينَتِهِ، وَاشْرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ مَاءَ بِئْرِهِ حَتَّى آتِيَ وَآخُذَكُمْ إِلَى أَرْضٍ مِثْلِ أَرْضِكُمْ، أَرْضِ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ، أَرْضِ خُبْزٍ وَكُرُومٍ."
هو يطلب منهم أن يذهبوا معه لأرضه ويعدهم بأن يعطيهم أراض كأرضهم وهذا غش وخداع لأنه كان سيستعبدهم أو يقتلهم. وهذه حيلة إبليس دائمًا أن يجذب النفس خارج أسوار أورشليم (أي خارج أسوار الكنيسة) لينفرد بها ويذلها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولاحظ أن من كانوا داخل أسوار أورشليم لم يمسهم أذى، لكن ربشاقى أحرق 46 مدينة خارج أورشليم وأخذ 200000 أسير ممن كانوا خارج الأسوار. وهكذا كل من إحتمى بأسوار الكنيسة لن يستطيع عدو الخير أن يمسه بأذى.
وحكمة حزقيا واضحة في عدم الجدال مع ربشاقى وعلينا أن لا نتحاور مع إبليس مهما كانت وعوده تطبيقًا لقول بولس [أما المناقشات الغبية فاجتنبها]: "الْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ وَالسَّخِيفَةُ اجْتَنِبْهَا" (2 تي 2: 23)، ولنلاحظ أن حواء سقطت حينما تحاورت مع الشيطان.
في الآيات (13-21) لاحظ خداع ربشاقى (وهو نفسه خداع إبليس)؛ فهو يعرض على الشعب ملذات عالمية (أكل وشرب وسلام زائف). لكن هل يستطيع إبليس أن يعطي سلامًا؟! هذا سلام واطمئنان كاذب.
آيات (18-22):- "لاَ يَغُرَّكُمْ حَزَقِيَّا قَائِلًا: الرَّبُّ يُنْقِذُنَا. هَلْ أَنْقَذَ آلِهَةُ الأُمَمِ كُلُّ وَاحِدٍ أَرْضَهُ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ؟ أَيْنَ آلِهَةُ حَمَاةَ وَأَرْفَادَ؟ أَيْنَ آلِهَةُ سَفَرْوَايِمَ؟ هَلْ أَنْقَذُوا السَّامِرَةَ مِنْ يَدِي؟ مَنْ مِنْ كُلِّ آلِهَةِ هذِهِ الأَرَاضِي أَنْقَذَ أَرْضَهُمْ مِنْ يَدِي، حَتَّى يُنْقِذَ الرَّبُّ أُورُشَلِيمَ مِنْ يَدِي؟». فَسَكَتُوا وَلَمْ يُجِيبُوا بِكَلِمَةٍ لأَنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ قَائِلًا: «لاَ تُجِيبُوهُ». فَجَاءَ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ وَشَبْنَةُ الْكَاتِبُ وَيُوآخُ بْنُ آسَافَ الْمُسَجِّلُ إِلَى حَزَقِيَّا وَثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ، فَأَخْبَرُوهُ بِكَلاَمِ رَبْشَاقَى."
كانوا يعتقدون أن الحروب هي حروب بين الآلهة والنصرة هي للآلهة.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 37 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 35 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/kp7nm7z