St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   27-Sefr-Asheia
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

إشعياء 40 - تفسير سفر أشعياء

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب أشعيا:
تفسير سفر إشعياء: مقدمة سفر إشعياء | إشعياء 1 | إشعياء 2 | إشعياء 3 | إشعياء 4 | إشعياء 5 | إشعياء 6 | إشعياء 7 | إشعياء 8 | إشعياء 9 | إشعياء 10 | إشعياء 11 | إشعياء 12 | إشعياء 13 | إشعياء 14 | إشعياء 15 | إشعياء 16 | إشعياء 17 | إشعياء 18 | إشعياء 19 | إشعياء 20 | إشعياء 21 | إشعياء 22 | إشعياء 23 | إشعياء 24 | إشعياء 25 | إشعياء 26 | إشعياء 27 | إشعياء 28 | إشعياء 29 | إشعياء 30 | إشعياء 31 | إشعياء 32 | إشعياء 33 | إشعياء 34 | إشعياء 35 | إشعياء 36 | إشعياء 37 | إشعياء 38 | إشعياء 39 | إشعياء 40 | إشعياء 41 | إشعياء 42 | إشعياء 43 | إشعياء 44 | إشعياء 45 | إشعياء 46 | إشعياء 47 | إشعياء 48 | إشعياء 49 | إشعياء 50 | إشعياء 51 | إشعياء 52 | إشعياء 53 | إشعياء 54 | إشعياء 55 | إشعياء 56 | إشعياء 57 | إشعياء 58 | إشعياء 59 | إشعياء 60 | إشعياء 61 | إشعياء 62 | إشعياء 63 | إشعياء 64 | إشعياء 65 | إشعياء 66

نص سفر إشعياء: إشعياء 1 | إشعياء 2 | إشعياء 3 | إشعياء 4 | إشعياء 5 | إشعياء 6 | إشعياء 7 | إشعياء 8 | إشعياء 9 | إشعياء 10 | إشعياء 11 | إشعياء 12 | إشعياء 13 | إشعياء 14 | إشعياء 15 | إشعياء 16 | إشعياء 17 | إشعياء 18 | إشعياء 19 | إشعياء 20 | إشعياء 21 | إشعياء 22 | إشعياء 23 | إشعياء 24 | إشعياء 25 | إشعياء 26 | إشعياء 27 | إشعياء 28 | إشعياء 29 | إشعياء 30 | إشعياء 31 | إشعياء 32 | إشعياء 33 | إشعياء 34 | إشعياء 35 | إشعياء 36 | إشعياء 37 | إشعياء 38 | إشعياء 39 | إشعياء 40 | إشعياء 41 | إشعياء 42 | إشعياء 43 | إشعياء 44 | إشعياء 45 | إشعياء 46 | إشعياء 47 | إشعياء 48 | إشعياء 49 | إشعياء 50 | إشعياء 51 | إشعياء 52 | إشعياء 53 | إشعياء 54 | إشعياء 55 | إشعياء 56 | إشعياء 57 | إشعياء 58 | إشعياء 59 | إشعياء 60 | إشعياء 61 | إشعياء 62 | إشعياء 63 | إشعياء 64 | إشعياء 65 | إشعياء 66 | إشعياء كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إفتتح السفر بالكشف عن مرارة ما وصل إليه الشعب من فساد، وما وصلت إليه البشرية كلها من فساد. وإشعياء النبي يتنبأ هنا عن أن الله دبَّر سبي بابل كتأديب لشعبه ليتوب عن وثنيته. بل ويتنبأ عن عودته مرة أخرى لأرضه. والعجيب أن إشعياء يتنبأ عن عمل بابل قبل أن تكون هنك دولة إسمها بابل بحوالي 100سنة، فالله يدبر خلاص شعبه من التجربة قبل أن تحدث التجربة، بل أن تدبيرات الله أزلية. ولقد سبق سبي الشعب إلى بابل أن فارق مجد الرب الهيكل نتيجة فساد شعب يهوذا (حز8 - حز11) فدمَّر البابليون الهيكل ودمروا أورشليم، وذهب الشعب للسبي. وهنا نكتشف خطة الخلاص. وكان هذا رمزاً لإخضاع البشرية كلها للباطل بسبب خطية آدم وفساد البشرية كلها. ولكن كان ذهاب شعب الله للسبي لمدة محددة هي 70 سنة (إر12:25؛ 10:29) يعودون بعدها إلى أرضهم. أي كان هناك رجاء بالعودة حسب وعد الله. وهكذا بالنسبة لكل البشرية، تخضع للباطل على رجاء. والرجاء كان في المسيح المخلص "إذْ أُخْضِعَتِ ٱلْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ - لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِي أَخْضَعَهَا - عَلَى ٱلرَّجَاءِ" (رو20:8). أي أن ذهاب شعب الله إلى السبي مدة 70سنة ثم عودتهم إلى أورشليم كان رمزاً لما حدث لكل البشر. والمسيح المخلص لن يخلص البشر ليبقوا هنا على الأرض بل ليقودهم إلى أورشليم السماوية.

وهنا يعود الشعب لأورشليم مدينة الله وقائد المسيرة هو الله = أعدوا طريق الرب. هنا نرى الرب محرِّرًا أولاده ويقودهم بنفسه في طريق الرجوع. وفي هذا إشارة لموكب المسيا الذي يدخل لحياة البشرية. (بالنسبة ليهوذا كان هذا لم يحدث بعد تاريخيًا ولكن النبي يكتب بروح النبوة، وما يتنبأ به هو ما سيحدث إذ يأتي المسيح ليرد سبي الإنسان من العبودية).

 

الجزء الأول

الجزء الأول من النبوة قد يكون غير معزي، ولكن الله أظهره لهم ليعرفوا حالهم وحاجتهم لمخلص. والله يظهر هنا أنه سيضرب من أجل فسادهم، ولكن أيضا نجد تلميحات بأن هناك خلاصا قادماً هلل له من أدركه. ولكننا نجده في الجزء الثاني أنه يضرب ويجرح ليشفي. والمخلص الموعود به يظهر بوضوح في الجزء الثاني من النبوة. وفي هذا الجزء نرى شخص كورش الملك كرمز للمسيح المخلص (يُرْجَى الرجوع لنهاية الإصحاح السابق (39) لقراءة من هو كورش الملك).

 

الجزء الثاني:

ويقال أن النبي كتب هذا الجزء أثناء فترة حكم منسى الملك وكان النبي في شيخوخته، وقد رأى فظائع حكم منسى الذي أقام مذابح لكل جند السماء وسفك دمًا بريئا كثيرًا جدًا حتى ملأ أورشليم، وتتشابه هنا حالة إشعياء الشيخ في رؤياه المعزية مع رؤيا يوحنا الشيخ في بطمس في فترة نفيه وألمه. وإشعياء هنا يتكلم كما لو كان في الروح يرى أحداثًا بعيدة ويظهر إشعياء في هذا الجزء عدة مواضيع.

1- الله: لا يوجد إلا إله واحد حقيقي فقط ويصف معرفته وقداسته وقدرته ويظهر حقارة الأوثان.

2- الشعب: وعود للمؤمنين بالتعزية ومواعيد الخلاص (من سبي بابل والخطية عمومًا) وإنذار للأشرار بالتوبة ليرحموا.

3- المخلص: في حال اتضاعه وفي حال ارتفاعه.

4- الكنيسة: الدين الحقيقي لا ينحصر في أورشليم ولا في الهيكل فقد سمع الله لصلوات الشعب في بابل.

أما مضمون الإصحاح الأربعون هو أن الرب آتٍ إلى شعبه فعليهم أن يعزوا بعضهم ويهيئوا الطريق له.

 

آية (1):- "عَزُّوا، عَزُّوا شَعْبِي، يَقُولُ إِلهُكُمْ."

عزوا عزوا = التكرار للتأكيد، وربما هي رسالة لليهود وللأمم. والمخاطبون هم معلمو الشعب مثل الأنبياء والكتبة. بل الشعب يعزي بعضه، وأحسن كلمة تعزية هي قوله شعبي.. وإلهكم. أي لم يزال الله إلهًا لهم وهم شعبه بالرغم من سبيهم. هنا يتكلم عن التعزية وعن أن هناك خلاصًا. ولنتصور كم كانت هذه الآيات مشجعة لهم وهم في السبي. فالله يُعِّد التعزية قبل أن تأتي المشكلة وعمل خدام الله بالروح القدس أن يعزوا. وتكرارها يشير لاهتمام الله بذلك ولأن بعض الناس يكونوا قد أغلقوا قلوبهم رافضين التعزية. ولاحظ محبة الله فبعد كلمات الوعيد السابقة تأتي التعزية. بل هو هنا يريد رفع روح اليأس من المسبيين. ومع أن الله يعطي وعود بالتعزية إلا أن التأديب لا بُد أن يتم فلاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ (2 كو 1: 5؛ 1بط 4: 12).

 

آية (2):- "طَيِّبُوا قَلْبَ أُورُشَلِيمَ وَنَادُوهَا بِأَنَّ جِهَادَهَا قَدْ كَمُلَ، أَنَّ إِثْمَهَا قَدْ عُفِيَ عَنْهُ، أَنَّهَا قَدْ قَبِلَتْ مِنْ يَدِ الرَّبِّ ضِعْفَيْنِ عَنْ كُلِّ خَطَايَاهَا."

ما أحلى أن تكون لنا الأذن المدربة على سماع صوت الله حين يعزي القلب وتستطيع المحبة أن تكشف المحبة وأحلى ما تسمعه النفس أن حبيبها صفح عنها. ولكن هناك نتائج للخطية، فالسبي حدث بعد النبوة. ولماذا القَلْبَ (قَلْبَ) = هو مركز كل الانفعالات. ضِعْفَيْنِ = عزاء الله يكون ضعف ما تألمنا به، وحدث هذا مع أيوب حرفيا. والضعف نصيب البكر، ومسيحنا البكر بجسده ورث السماء والمجد لنرثهما نحن.

خطايا شعب الله ووثنيتهم تستحق الهلاك الأبدي. والله المحب كان عن طريق سبي بابل يؤدبهم لكي يتركوا عبادتهم للأوثان. ونرى أن هذا التأديب نجح في أن يشفي اليهود من وثنيتهم، فبعد عودتهم من السبي لم يعودوا ثانية للوثنية أبدًا. فالله كطبيب ماهر لا يفشل أبدا في علاج مريضه. حقًا كان العلاج مؤلمًا على شعب الله، ولكن كان لابد منه، ومهما كانت آلام التأديب فهو قطعًا أقل بكثير مما كانت تستحقه.

ولكن لاحظ أن الله في حنانه الأبوي رأى أن العقاب أو قل التأديب الذي وقع على الشعب كان شديدا جدًا = ضعفين .. بينما هم في الحقيقة يستحقون ما هو أكثر بكثير بل هم يستحقون الهلاك الأبدي. بل نجده كأب يجرح ويعصب يلمح بمكافأة من يستجيب للعلاج بالعفو عنه = إِثْمَهَا قَدْ عُفِيَ عَنْهُ ثم يَعِد بمكافأة أكثر بضعفين(1).

والحقيقة أن هذا ما تم بفداء المسيح تمامًا.. فقد نلنا غفران الخطايا والمجد الأبدي، وذلك بعد أن أخضعنا الله للبُطْل على رجاء لكي يتم تأديبنا (رو20:8). ولنلاحظ قول القديس بولس الرسول "وَلَكِنْ لَيْسَ كَٱلْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا ٱلْهِبَةُ" (رو15:5) فما خسرناه بالخطية أعاده لنا الله أضعافا مضاعفة (راجع تفسير الآية في مكانها).

جِهَادَهَا قَدْ كَمُلَ = قد يكون المقصود أن فترة التأديب في بابل قد إنتهت وحان ميعاد العودة لأرضهم. ولكن لاحظ أن البشرية تمر بتأديب إلهي، والرب يسوع قد غفر بدمه لكن لابد من جهادنا لنغلب (رؤ2 ، 3).

 

St-Takla.org Image: The voice of one crying in the wilderness: John the Baptist (Isaiah 40:3) صورة في موقع الأنبا تكلا: صوت صارخ في البرية: الشهيد يوحنا المعمدان (إشعياء 40: 3)

St-Takla.org Image: The voice of one crying in the wilderness: John the Baptist (Isaiah 40:3)

صورة في موقع الأنبا تكلا: صوت صارخ في البرية: الشهيد يوحنا المعمدان (إشعياء 40: 3)

آيات (3، 4):- "صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: «أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلًا لإِلَهِنَا. كُلُّ وَطَاءٍ يَرْتَفِعُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَيَصِيرُ الْمُعْوَجُّ مُسْتَقِيمًا، وَالْعَرَاقِيبُ سَهْلًا."

صوت صارخ = لأن الإصحاحات (40-66) هي جزء إنجيلي لذلك نجدها تبدأ بالمعمدان، الصوت الصارخ في البرية (برية هذه الحياة القاحلة وينتهي هذا الجزء (40-66) بالسموات الجديدة والأرض الجديدة التي سمعنا عنها في سفر الرؤيا. ونلاحظ أن وعود النبي هنا بالخلاص هي وعود بخلاص أكبر بواسطة المسيح. أما بالنسبة لليهود فالصوت الصارخ هو الأنبياء والنبوات التي تبشر بأن وقت الخلاص قد جاء. وهذا الكلام ينطبق على المعمدان الذي جاء ليمهد القلوب بالتوبة (مت 3: 2، 5) وهذا النداء ينطبق على حياتنا، فلكي يظهر مجد المسيح في حياتنا علينا أن نتوب. فيوحنا نادى بالتوبة وأعقب هذا معجزات المسيح. وعلينا أن نقدم توبة ولا نخاف الناس فمهما كانت قوة الناس (البابليين مثلًا) فهم كعشب يموت ويتمجد الله. وبالتوبة كل جبل (متكبر) ينخفض = كل إنسان متكبر يتواضع وكل وطاء (صغير النفس) يثق في إلهه يرتفع فلنبشر بهذا للجميع.

والتمثيل هنا كأن الملك سيمر في طريق فيرسل أمامه من يمهد له الطريق والمسافة بين بابل وأورشليم (حوالي 3-4 أشهر) مملوءة بالمصاعب الطبيعية، جبال عالية =وتشير لرفض بابل إطلاق سراحهم. وأودية سحيقة = تشير إلى حالة اليأس التي هم فيها. ولكن هذا المنادي ينادي بأن كل جبل ينخفض وكل وطاء يرتفع أي كأنهم يمهدوا الطريق أمام الملك لمروره، وهذا النداء يطمئن الشعب بأن كل ما يعتبرونه عائقًا ووعرًا في طريق العودة سيمهده الله لهم، وهذا ما يحدث في طريق التوبة لنعود إلى الله، وهنا الجبل (جَبَل) = كبرياء الإنسان، والآكام (أَكَمَةٍ) = صغر النفس واليأس من الخطية أو اليأس من غفران الله. فلكي يمر الملك المسيح ويأتي إلى مكانه أي قلوبنا ويسكن فيها ويجد فينا مكانا يسند فيه رأسه. علينا أن نمهد أمامه الطريق بإزالة كل ما هو مرتفع، أي نتوب عن كل كبرياء. ونرفع كل ما هو منخفض، أي يجب أن نتوب عن كل صغر نفس ويأس. ولو قدمنا توبة وسكن المسيح فينا، سيرى الناس فينا مجد الله كما نرى في الآية القادمة.

ولقد استعمل يوحنا المعمدان هذا التشبيه عن نفسه حينما سألوه من أنت. وهنا نسمع الصوت ولا نرى من أطلقه وهذا يعطي الأهمية للقول لا للقائل، فالله عبر العصور يتكلم من خلال خدامه، ونحن نستمع لا للخدام ولكن لصوت الله.

 

آية (5):- "فَيُعْلَنُ مَجْدُ الرَّبِّ وَيَرَاهُ كُلُّ بَشَرٍ جَمِيعًا، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ»."

أعْلنُ مَجْدُ الرَّبِّ = أُعْلِن في العودة من السبي جزئيًا وفي تجسد المسيح كليًا. قال السيد لفيلبس "الذي رآني فقد رأى الآب" (يو14: 9)، فحينما ظهر المسيح أمام الناس ورأوه فهم رأوا صورة الآب ورأوا فيه مجد الرب. والقديس أثناسيوس الرسولي يقول أن وجه الآب هو المسيح الذي رأينا فيه صورة الآب. ونرى في هذه الآيات شرحا لذلك. "يا الله أرجعنا وأنِر بوجهك فنخلص" (مز80: 3) + "لأنه ليس بسيفهم امتلكوا الأرض ولا ذراعهم خلصتهم لكن يمينك وذراعك ونور وجهك لأنك رضيت عنهم" (مز44: 3). وفي الآية الأخيرة نرى أن يمين الله أي قوة الله وهو المسيح وذراع الله وهو المسيح ونور وجه الله وهو المسيح، هذه ثلاثة صفات للمسيح المخلص.

 

آيات (6، 8):- "صَوْتُ قَائِل: «نَادِ». فَقَالَ: «بِمَاذَا أُنَادِي؟» «كُلُّ جَسَدٍ عُشْبٌ، وَكُلُّ جَمَالِهِ كَزَهْرِ الْحَقْلِ. يَبِسَ الْعُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ، لأَنَّ نَفْخَةَ الرَّبِّ هَبَّتْ عَلَيْهِ. حَقًّا الشَّعْبُ عُشْبٌ! يَبِسَ الْعُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ»."

سمع النبي صوتًا قائلًا ناد فقال بماذا أنادي؟. والمعنى ضعف الإنسان الذي يشبه العشب وقصر أيامه وأمانة الله فلماذا يخافوا البابليين. ومعنى هذه الآيات بالنسبة للخلاص الذي بالمسيح أنه وإن كان البشر يموتون في ضعف الآن, ولكن كلمة إلهنا ووعوده وإرادته في حياة أبدية للبشر وخلاصهم لن تسقط.

وفي الآيات القادمة نرى أنه وإن كُنّا نرى أن هذا صعب, فالله يقول وهل يستحيل عليَّ شيء.

 

آيات (9، 10):- "عَلَى جَبَل عَال اصْعَدِي، يَا مُبَشِّرَةَ صِهْيَوْنَ. ارْفَعِي صَوْتَكِ بِقُوَّةٍ، يَا مُبَشِّرَةَ أُورُشَلِيمَ. ارْفَعِي لاَ تَخَافِي. قُولِي لِمُدُنِ يَهُوذَا: «هُوَذَا إِلهُكِ. هُوَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ بِقُوَّةٍ يَأْتِي وَذِرَاعُهُ تَحْكُمُ لَهُ. هُوَذَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَعُمْلَتُهُ قُدَّامَهُ."

هنا نرى الكنيسة التي قامت على أساس الرسل. هنا نرى البشارة بالرجوع من السبي ونمو أورشليم كرمز للبشارة الإنجيلية المفرحة. وهذا يرمز لعودتنا إلى وطننا السماوي.

يا مبشرة صهيون = كانت مريم المجدلية أول من بشر بالقيامة، ومعنى الآية هنا أن التلاميذ المبشرون عليهم أن يعلنوا البشارة بصوت عالٍ. فالمبشرون هم من حملوا البشارة للعالم. وسماها هنا مبشرة صهيون وسبق أن سماها بنت أورشليم فهي عروس المسيح التي تحمل البشارة، هي الكنيسة كلها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). جَبَل عَال = الجَبَل العَالي هو الكنيسة الجديدة السماوية الثابتة في إيمانها. وَذِرَاعُهُ تَحْكُمُ لَهُ = = الذراع تعني المسيح، فالمسيح هو قوة الله وحكمته والذراع رمز للقوة (إش9:51؛ 52: 10؛ 1:53؛ 16:59؛ 1كو24:1). ومعنى أن الذراع تحكم أن المسيح يؤسس مملكته أي كنيسته ويملك عليها. هُوَذَا أُجْرَتُهُ معه = تعني أن المسيح سيحصل على أجرته عن عمله الفدائي، وما هي أجرته التي سيفرح بها؟ هم المؤمنون الذين سيصبحون له ومعه في المجد. كما أن يعقوب أخذ أجرته قطعانًا من الغنم. وقال إشعياء "مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ" (إش11:53). فمن يؤمنوا فيخلصوا هم أجرته التي تشبعه، فهو المخلص الذي أتى ليخلص البشر. لذلك قال "طعامي أن [أصنع] مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (يو34:4). قال هذا حينما قبله السامريون. وَعُمْلَتُهُ قُدَّامَهُ = His work أي الذين خلصهم بيديه وآمنوا به. "ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم [الرب]" (عب2: 13).

 

آية (11):- "كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ»."

المسيح هو الراعي الصالح الذي يُربِض القطيع في مراع خضر ويورده إلى مياه الراحة ويرحم الضعيف.

 

آيات (12-17):- "مَنْ كَالَ بِكَفِّهِ الْمِيَاهَ، وَقَاسَ السَّمَاوَاتِ بِالشِّبْرِ، وَكَالَ بِالْكَيْلِ تُرَابَ الأَرْضِ، وَوَزَنَ الْجِبَالَ بِالْقَبَّانِ، وَالآكَامَ بِالْمِيزَانِ؟ مَنْ قَاسَ رُوحَ الرَّبِّ، وَمَنْ مُشِيرُهُ يُعَلِّمُهُ؟ مَنِ اسْتَشَارَهُ فَأَفْهَمَهُ وَعَلَّمَهُ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ، وَعَلَّمَهُ مَعْرِفَةً وَعَرَّفَهُ سَبِيلَ الْفَهْمِ.؟ هُوَذَا الأُمَمُ كَنُقْطَةٍ مِنْ دَلْوٍ، وَكَغُبَارِ الْمِيزَانِ تُحْسَبُ. هُوَذَا الْجَزَائِرُ يَرْفَعُهَا كَدُقَّةٍ! وَلُبْنَانُ لَيْسَ كَافِيًا لِلإِيقَادِ، وَحَيَوَانُهُ لَيْسَ كَافِيًا لِمُحْرَقَةٍ. كُلُّ الأُمَمِ كَلاَ شَيْءٍ قُدَّامَهُ. مِنَ الْعَدَمِ وَالْبَاطِلِ تُحْسَبُ عِنْدَهُ."

الله يظهر لشعبه أنه راع متواضع، ولكنه هنا يظهر قوته وجبروته. في آية (11) نراه راع لشعبه. وهنا نراه جبارًا أمام أعداء شعبه وسيخلص قطيعه بقوة. ونرى هنا إن كان الله يهتم ويضبط الخليقة الجامدة فهل يتركنا نحن قطيعه. كان الشعب الذي ذهب إلى بابل قد رأوا عظمة البابليين ورأوا الآلاف منهم يسجدون لآلهتهم في هياكلهم الجبارة الذهبية وأصنامهم الذهبية. والنبي هنا يوجه الأنظار لله ويقول أنه ليس مثله.

 

آية (12):- "مَنْ كَالَ بِكَفِّهِ الْمِيَاهَ، وَقَاسَ السَّمَاوَاتِ بِالشِّبْرِ، وَكَالَ بِالْكَيْلِ تُرَابَ الأَرْضِ، وَوَزَنَ الْجِبَالَ بِالْقَبَّانِ، وَالآكَامَ بِالْمِيزَانِ؟"

المكاييل والمقاييس المذكورة هنا صغيرة (كف / شبر / كيل) ولكن بهذه المكاييل يكيل الله الأرض فكف الله يسع كل البحار. إذًا المقصود إظهار عظمة الله. وقد يكون هؤلاء المسبيون ظنوا أن الله تركهم ولكن علينا أن نثق أن الله لا يترك شعبه لكن الله له طرقه التي قد لا نفهمها. وعلينا أن نردد هذا في ضيقاتنا.

 

آيات (13-15):- "مَنْ قَاسَ رُوحَ الرَّبِّ، وَمَنْ مُشِيرُهُ يُعَلِّمُهُ؟ مَنِ اسْتَشَارَهُ فَأَفْهَمَهُ وَعَلَّمَهُ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ، وَعَلَّمَهُ مَعْرِفَةً وَعَرَّفَهُ سَبِيلَ الْفَهْمِ.؟ هُوَذَا الأُمَمُ كَنُقْطَةٍ مِنْ دَلْوٍ، وَكَغُبَارِ الْمِيزَانِ تُحْسَبُ. هُوَذَا الْجَزَائِرُ يَرْفَعُهَا كَدُقَّةٍ!"

هنا نرى الله كلي الحكمة، ولكن خطته غير خطة البشر، وأفهامه تعلو على أفهامنا وتدابيره تعلو عن تدابيرنا (رو 11: 34) بل الأمم القوية التي ترعبهم وتريد أن تحكم العالم كبابل (الشياطين) ما هي إلا نقطة في دلو (نُقْطَةٍ مِنْ دَلْوٍ).

من قاس روح الرب = وليس المقصود بروح الله هنا الروح القدس الأقنوم الثالث، بل قدرة الله فالمقصود من يستطيع أن يعرف قدرة إلهنا وما الذي يستطيعه بقدراته. وكلمة روح تعني أيضًا ريح وتعني نفس من تنفس، وبهذا قد يشير المعنى لطول أناة الله.

هُوَذَا الأُمَمُ كَنُقْطَةٍ تسقط مِنْ دَلْوٍ = فلا يشعر بها أحد. كَدُقَّةٍ = شيء صغير جدًا.

وَكَغُبَارِ الْمِيزَانِ تُحْسَبُ = لو وُجِد غبار في الميزان فلا قيمة له، لا يحسبه أحد. هكذا هم البشر أمام الله، ولكن أنظر لمحبة الله لهؤلاء البشر وقيمتهم عنده .. لقد بذل ابنه ليخلصهم.

مَنِ اسْتَشَارَهُ فَأَفْهَمَهُ وَعَلَّمَهُ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ = في (آيات10،9) نسمع بشارة الخلاص، وفي (آية11) نرى المسيح الراعي يأتي ليجمع قطيعه. ثم نسمع عن إمكانيات الله وجبروته (آية12). وهنا نسمع عن حكمته - فلماذا؟ هل كان يتصور أي إنسان أن هناك حلٌ لموضوع الموت! حكمة الله وحده تجد الحل. الخطية هي سبب العناء والموت. والحل في ذبيحة تقدَّم، ولكنها ذبيحة عجيبة نسمع عنها في (آيات17،16).

 

آيات (16-17):- "وَلُبْنَانُ لَيْسَ كَافِيًا لِلإِيقَادِ، وَحَيَوَانُهُ لَيْسَ كَافِيًا لِمُحْرَقَةٍ. كُلُّ الأُمَمِ كَلاَ شَيْءٍ قُدَّامَهُ. مِنَ الْعَدَمِ وَالْبَاطِلِ تُحْسَبُ عِنْدَهُ."

المقصود لا شيء يستطيع أن يكفر عن الخطية، لا كل حيوان لبنان ولا كل أخشابه كافية فالخطية مريعة جدًا. لا شيء يغفر سوى الصليب.

 

آيات (18-26):- "فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللهَ، وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟ اَلصَّنَمُ يَسْبِكُهُ الصَّانِعُ، وَالصَّائِغُ يُغَشِّيهِ بِذَهَبٍ وَيَصُوغُ سَلاَسِلَ فِضَّةٍ. الْفَقِيرُ عَنِ التَّقْدِمَةِ يَنْتَخِبُ خَشَبًا لاَ يُسَوِّسُ، يَطْلُبُ لَهُ صَانِعًا مَاهِرًا لِيَنْصُبَ صَنَمًا لاَ يَتَزَعْزَعُ! أَلاَ تَعْلَمُونَ؟ أَلاَ تَسْمَعُونَ؟ أَلَمْ تُخْبَرُوا مِنَ الْبَدَاءَةِ؟ أَلَمْ تَفْهَمُوا مِنْ أَسَاسَاتِ الأَرْضِ؟ الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ. الَّذِي يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ، وَيَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ. الَّذِي يَجْعَلُ الْعُظَمَاءَ لاَ شَيْئًا، وَيُصَيِّرُ قُضَاةَ الأَرْضِ كَالْبَاطِلِ. لَمْ يُغْرَسُوا بَلْ لَمْ يُزْرَعُوا وَلَمْ يَتَأَصَّلْ فِي الأَرْضِ سَاقُهُمْ. فَنَفَخَ أَيْضًا عَلَيْهِمْ فَجَفُّوا، وَالْعَاصِفُ كَالْعَصْفِ يَحْمِلُهُمْ. «فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟» يَقُولُ الْقُدُّوسُ. ارْفَعُوا إِلَى الْعَلاَءِ عُيُونَكُمْ وَانْظُرُوا، مَنْ خَلَقَ هذِهِ؟ مَنِ الَّذِي يُخْرِجُ بِعَدَدٍ جُنْدَهَا، يَدْعُو كُلَّهَا بِأَسْمَاءٍ؟ لِكَثْرَةِ الْقُوَّةِ وَكَوْنِهِ شَدِيدَ الْقُدْرَةِ لاَ يُفْقَدُ أَحَدٌ."

عتاب لمن يذهبون ويتعبدون للأوثان. ولا أحد يتعبد للأوثان هذه الأيام. ولكن هناك من يَتَعَبَّد لشهواته أو للمال أو لذاته (شخصه).

آية (21) حتى الطبيعة تشهد أن هناك إلهًا وراءها، صنعها وخلقها ويدبرها وهذا واضح لليهود من كتبهم وواضح للوثنيين من الطبيعة (رو 1: 19، 20).

(22) هنا يتكلم عن الأرض ككرة قبل أن يكتشف ذلك بقرون، وقت أن كانوا يقولون أنها منبسطة. الجندب = جراد صغير ضعيف جدًا. كسرادق = غطاء من نسيج ناعم كالستارة. كخيمة = السموات التي لا ندرك مداها ولا نهايتها ولا عدد نجومها، بكل عظمتها هي عند الله كخيمة يمكن أن يطويها (لذلك قيل أن السموات ستزول).

في الآيات (23 – 25) هنا يقابل الله بالملوك والعظماء. وكان قد سبق وقابل الرب بالخليقة في الآيات (12 – 17).

لم يغرسوا = المقصود أن الملوك بشر يموتون وممالكهم تخرب وهم لا يقدرون أن يقاوموا الله ولا يجروا مقاصدهم، بل كالعصافة تحملها الريح.

آية (26) يسمي النجوم = (جُنْدَهَا) الجُنْدَ: والله يعرفها واحدًا واحدًا وهكذا يعرف البشر واحدًا واحدًا. الفلك يظهر عمل الله وقدراته. ولأن الوثنيين عبدوا النجوم عبادة السبئيين (sabaism)، قال اليهود أن النجوم والكواكب ما هي إلا خليقة الله وهي كجند تتحرك بأمره ومن هنا جاء لقب رب الصباؤوت. ونفهم نحن أن الله رب الجنود السماوية أي طغمات الملائكة ورب البشر ورب الخليقة كلها من نجوم... إلخ. الكل جنود يتحركوا بأمره وهو ضابط الكل.

 

آيات (27–31):-

 

آية (27):- "لِمَاذَا تَقُولُ يَا يَعْقُوبُ وَتَتَكَلَّمُ يَا إِسْرَائِيلُ: «قَدِ اخْتَفَتْ طَرِيقِي عَنِ الرَّبِّ وَفَاتَ حَقِّي إِلهِي»؟"

عتاب لليهود أنهم يتصوروا أن الله لا يرى طريقهم ولا يهتم بهم.

وَفَاتَ حَقِّي إِلهِي = حقي في الخلاص لم يعطه لي الله، أو هو تغاضى عنه وأهملني. لأنهم كانوا مظلومين في بابل فظنوا أن الله نسيهم. ولكن هذا الكلام أو قل العتاب هو موجه لكل البشر الذين ظنوا وهم يعانون في الأرض فترة ثم يموتون، أن الله أهملهم وسلمهم لحياة مؤلمة ونهايتها الموت دون أن يجد لهم حل به يخلصون. وكان سبي بابل نموذج لهذا. وكان اليهود في بابل في حالة يأس كامل، فبابل دولة قوية جدًا فكيف توجد طريقة للخلاص منهم؟ وبالنسبة للبشر فالشيطان عدو جبار فما الطريق للنجاة؟ لذلك وجدنا في (الآيات18-26) أن الله يخبر بقوته وحكمته ليعطي طمأنينة أنه لديه حل.

 

St-Takla.org Image: But those who wait on the LORD Shall renew their strength; They shall mount up with wings like eagles, They shall run and not be weary, They shall walk and not faint (Isaiah 40:31) صورة في موقع الأنبا تكلا: "وأما منتظرو الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون" (إشعياء 40: 31)

St-Takla.org Image: But those who wait on the LORD Shall renew their strength; They shall mount up with wings like eagles, They shall run and not be weary, They shall walk and not faint (Isaiah 40:31)

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وأما منتظرو الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون" (إشعياء 40: 31)

آية (28، 29):- "أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ. يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً. "

أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ = الله يعاتب المسبيين ليأسهم في الخلاص ويذكرهم بأعماله مع آبائهم، وقوله يا يعقوب (آية 27) ليذكرهم بوعده لأبيهم لتقواه، فهنا يحثهم أن يصيروا مثله. وآية (29) الله يعمل في الضعيف فيتقوى "قوتي في الضعف تُكْمَلْ" (2 كو 12: 9). ولنلاحظ أن الخطية تضعف إيماننا ولكن الله يعطي قوة. يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً = جدعون كمثال. ولكن المقصود هو حال الإنسان الذي كان يعاني قبل المسيح فترة من الزمن في حياته على الأرض، ثم يموت وظن أن الله نسيه وأهمله. الله هنا يُبشر الإنسان قائلا .. لا لن تظل هكذا بل هناك خلاص وهذا هو موضوع الإصحاح وهذا هو دور الكنيسة، وهذه البشارة هي عملها.

 

الآيات (30-31):- "اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا. وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ."

قد يثق الشبان في قوتهم ولكنهم سريعًا ما يخوروا. ولكن مَن يعتمد على الله تكون له قوة متجددة ويُحَلِّق عاليًا تجاه الله وذلك بالروح القدس، روح القوة. انتظار الرب أي تَرَجِّي عونه بالصبر في المحن مع التأكد أنه لا يتباطأ. والله يمنح قوة جديدة لكل مهمة جديدة ولكل تجربة جديدة. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ = تشير لإيمان قوي به ينتظرون الرب، ولهم حياة سماوية بها يُحَلِّقُون في السماويات كالنسور والروح القدس يعينهم على ذلك.

هذا الكلام موجه لكل المؤمنين الآن الذين ما زالوا على الأرض يعانون ويتألمون. الرسالة التي يوجهها الله لهم.. إنتظروا الخلاص والمجد السمائي بعد المجيء الثاني، ولكن في إنتظاركم لهذا المجد أطلبوا الروح القدس ليعزيكم ويشددكم ولن تكونوا ضعفاء أبدًا.

المسيح خلصنا بالصليب، ولكنه لم يتركنا نعاني لننتظر المجيء الثاني لنستريح ونفرح، بل أرسل الروح القدس المعزي يسندنا في غربة هذا العالم إلى أن يأتي المسيح في مجيئه الثاني ويأخذنا معه إلى المجد.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) إضافة من الموقع: من الممكن في هذا السايق بالمضاعفة وضع آية "َزَادَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لأَيُّوبَ ضِعْفًا." (أي 42: 10).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/27-Sefr-Asheia/Tafseer-Sefr-Ash3eia2__01-Chapter-40.html

تقصير الرابط:
tak.la/cj7zqg3