← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12
آية (1):- "مِنْ أَجْلِ صِهْيَوْنَ لاَ أَسْكُتُ، وَمِنْ أَجْلِ أُورُشَلِيمَ لاَ أَهْدَأُ، حَتَّى يَخْرُجَ بِرُّهَا كَضِيَاءٍ وَخَلاَصُهَا كَمِصْبَاحٍ يَتَّقِدُ."
في الإصحاح السابق رأينا وعود للكنيسة، وهنا نرى إشتياق المسيح لهذا اليوم.
المسيح هو المتحدث، وهو لن يهدأ حتى يتمم الخلاص فيخرج نور الكنيسة بحلوله فيها ويهيأها كعروس له. المسيح كعريس غيور على عروسته، لا يقبل أن يتركها على حالها المؤلم الذي كانت عليه قبل الفداء وهي مستعبدة للشيطان وللخطايا ونهايتها الموت والجحيم. المسيح راحته في خلاص كنيسته
وهو مشتاق أن يتمم هذا الخلاص، مشتاق ليوم يلبس إكليل الشوك (إش27: 4 – 6).
آية (2):- "فَتَرَى الأُمَمُ بِرَّكِ، وَكُلُّ الْمُلُوكِ مَجْدَكِ، وَتُسَمَّيْنَ بِاسْمٍ جَدِيدٍ يُعَيِّنُهُ فَمُ الرَّبِّ."
اسْمٍ جَدِيدٍ = ما هو
الاسْمٍ الجَدِيدٍ = كما تسمى العروس باسم عريسها، هكذا ستسمى الكنيسة جسد المسيح وعروسه وهذا معنى كلمة مسيحي، فهي أصبحت منسوبة له. ستصير خليقة جديدة (2كو5: 17). والإسم يعبر عن الشخصية الجديدة والطبيعة الجديدة التي صارت للكنيسة. وفي السماء سنأخذ اسمًا جديدًا أي ستتغير طبيعتنا تمامًا (رؤ2: 17) أما التغيير الذي يحدث لنا هنا على الأرض فهو مجرد عربون لما سنحصل عليه في السماء.
آية (3):- "وَتَكُونِينَ إِكْلِيلَ جَمَال بِيَدِ الرَّبِّ، وَتَاجًا مَلِكِيًّا بِكَفِّ إِلهِكِ."
شُبِّهَت الكنيسة
بـ:إِكْلِيلَ لأنها أجمل وأمجد شيء من خلائق الله، وهي في يد الرب لأنه إشتراها بدمه، وفي يده يحفظها ولا يخطفها منه أحد. ولكن فلنلاحظ أن الإكليل في يد الرب وليس على رأسه، فنحن لا نضيف لأمجاده شيئًا بل هو سر جمال كنيسته، وهي عمل يديه، هو رأسها وهي جسده. وهو يحمل كنيسته في يده، فهو "حَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ" (عب 1: 3)، وهو يقودها كفارس يقود فرس فالمجد كل المجد للمسيح لو إنتصرنا على الشيطان فما نحن في المعركة سوى فرس يقوده هو (يهو 23:16؛ زك14:6؛ عب3:1؛ رؤ 16:1؛ 2:6) .
آية (4):- "لاَ يُقَالُ بَعْدُ لَكِ: «مَهْجُورَةٌ»، وَلاَ يُقَالُ بَعْدُ لأَرْضِكِ: «مُوحَشَةٌ»، بَلْ تُدْعَيْنَ: «حَفْصِيبَةَ»، وَأَرْضُكِ تُدْعَى: «بَعُولَةَ». لأَنَّ الرَّبَّ يُسَرُّ بِكِ، وَأَرْضُكِ تَصِيرُ ذَاتِ بَعْلٍ."
مَهْجُورَةٌ
= قيل سابقًا أن الرب ترك شعبه لحيظة ولكن من الآن فالرب في وسط كنيسته، وموحشة = وحيدة بلا زوج ولا أبناء. وتسمى حَفْصِيبَةَ = أي مسرتي بها. وحفصيبة هو اسم امرأة حزقيا الملك (2 مل 21: 1، 3) ولأن في إطالة عمر حزقيا 15 سنه كان حزقيا رمزًا للمسيح القائم من الأموات، فالكنيسة التي يسر بها الله هي عروسه، عروس المسيح القائم من الأموات ويعطي حياة لكنيسته، ويقيمها من موت الخطية. ولذلك تسمى أيضًا بَعُولَةَ أي ذات بعل أي متزوجة من زوج يحبها ويسر بها ويعولها ويحميها ولا يتركها للأبد ونلاحظ أن الكنيسة خارج المسيح هي مهجورة وموحشة.
آية (5):- "لأَنَّهُ كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ، يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ."
التشبيه هنا أنه كما يتزوج الشاب عذراء = والشاب هنا إشارة لأبناء الكنيسة. وقيل شاب بالمفرد فالكنيسة في وحدة. والعذراء هي الكنيسة. فالكنيسة هي عذراء عفيفة (2 كو 11: 2) وفي نفس الوقت هي أم المؤمنين، والعذراء مريم عذراء وأم. والشاب حينما يتزوج من عذراء يأخذها ويحبها ولا يقدر أن يتركها، هكذا يتزوجك بنوك = بمعنى أن أبناء الكنيسة الذين ولدتهم في المعمودية سيلتصقون بها وهم سيحبونها ويثبتوا على إيمانها حتى النفس الأخير، وبمثل هؤلاء البنين يفرح الله كفرح العريس بالعروس، ويعود التشبيه بأن العريس هو المسيح والعروس هي كنيسته. وقوله يتزوجك بنوك = لا يفهم حرفيًا فالشاب لا يتزوج أمه ولكن المقصود من التشبيه تعلق أولاد الكنيسة بالكنيسة، الكنيسة تلدهم ثم يلتصقون بها العمر كله.
يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ = الزواج يجعل الزوج والزوجة جسد واحد يثمر أولادًا هم ثمار هذا الزواج. والكنيسة كلها صارت جسد واحد هو جسد المسيح. وهذا كما قال بولس الرسول "لأننا أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه" (أف5: 30). ونحن بالمعمودية يثبتنا الروح القدس في جسد المسيح (2كو1: 21 ، 22). ومن يثبت في المسيح يكون له حياته فيثمر (يو15: 4 ، 5 + غل5 : 22 ، 23).
آيات (6، 7):- "عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ."
المتكلم هو الرب الذي أقام حراسًا لحراسة أورشليم (الكنيسة) وهم الملائكة والسمائيين في السماء والأنبياء والرسل والكهنة والخدام على الأرض، ينذرون ويعلمون ويصلون عن الكنيسة.
يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا = هذا نداء من الله لنا لنصلي بلا انقطاع، علامة على محبتنا لله وثقتنا فيه، وأنه هو ملكنا وليس آخر، ندعوه ليخلصنا. وهذه الآية تدل على أهمية الصلاة حتى يتدخل الله ويحرس بالرغم من أنه أقام حراسًا. وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنون تنالونه. بدأ الإصحاح بإشتياق الله لخلاص الإنسان، ولكنه هنا يطلب أن نصلي من أجل هذا الخلاص ونطلبه بإلحاح. هذه مثل "الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَ.. الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ" (مت9: 37، 38). والسبب أن الله يريد أن يخلص وأن يرسل فعلة، لكن هل نريد نحن [هل تريد أن تبرأ؟] (يو 5: 6).صلوات الكنيسة وتسبيحها الدائم هو هجوم مستمر على مملكة الشيطان، قال عنه رب المجد "وانا أقول لك أيضًا: أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت16: 18). فالصلوات والتسابيح تُضْعِف مملكة الشيطان فتنجو الكنيسة من حروبه ضدها وتصبح
تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ.يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ = الله يُحِب هذا، أن تصلي الكنيسة جماعةً وأفرادًا من أجل أن يَتَدَخَّل ويعمل. بل هو يوصي بهذا "مِنْ جِهَةِ بَنِيَّ وَمِنْ جِهَةِ عَمَلِ يَدِي أَوْصُونِي" (إش11:45). وهنا هو الذي أقام حراساً للكنيسة، لكنه يطلب منهم أن يُصَلّوا من أجل الكنيسة = لاَ تَسْكُتُوا. وطالما هناك صلاة نجد الله يعمل. ولكن طريقة عمله هي بالإقناع، فهو لا يريد أن يلغي حرية الإنسان. القديسة مونيكا ظلت 20 سنة تصلي من أجل إبنها أغسطينوس، والنتيجة:- خرج نتيجة هذه الصلاة التي بلا إنقطاع قديس عظيم.
آيات (8، 9):- "حَلَفَ الرَّبُّ بِيَمِينِهِ وَبِذِرَاعِ عِزَّتِهِ قَائِلًا: «إِنِّي لاَ أَدْفَعُ بَعْدُ قَمْحَكِ مَأْكَلًا لأَعْدَائِكِ، وَلاَ يَشْرَبُ بَنُو الْغُرَبَاءِ خَمْرَكِ الَّتِي تَعِبْتِ فِيهَا. بَلْ يَأْكُلُهُ الَّذِينَ جَنَوْهُ وَيُسَبِّحُونَ الرَّبَّ، وَيَشْرَبُهُ جَامِعُوهُ فِي دِيَارِ قُدْسِي»."
نفس المعنى الذي سبق في حراسة الله لكنيسته. بِيَمِينِهِ وَبِذِرَاعِ =
واليمِينِ وَالذِرَاعِ يدلان على القوة، فالله يحلف بقوته أنه لن يترك شعبه بعد للأعداء. ومن هو قوة الله؟ هو المسيح (1كو1: 24) والمسيح هو الله. فكأن الله هنا يقسم بذاته (عب6: 13) وكل التشبيهات مستعارة من كنيسة العهد القديم، فكان أعداء الشعب يسرقون الغلة من القمح والثمار من الشعب. والله بلغة العهد القديم يقول هذا لن يحدث ثانية. والمعنى أن الذين يعملون في كرم الرب سيفرحون بثمار تعبهم. مثل خادم يتعب في خدمته. وَسَيَفْرَح بِنِتَاج عمله فِي دِيَارِ قُدْسِ الرب (فِي دِيَارِ قُدْسِي) = ماذا يقصد بقوله: ديار قدسه؟ قال الرب لموسى "لَا تَقْتَرِبْ إِلَى هَهُنَا. ٱخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لِأَنَّ ٱلْمَوْضِعَ ٱلَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ" (خر5:3). والموضع كان مقدسًا ففيه حدث إتصال بين الله وبين موسى، وليس لأن الله موجود في المكان، فالله موجود في كل مكان. فحتى يمكن لموسى أن يسمع الله ويتكلم معه عليه أن يخلع نعليه، والمعنى كما عبَّر عنه مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة "هي ذي العين وقد أغمضتها عن رؤى الأشياء علِّى أن أراك / وكذاك الأذن قد أخليتها من حديث الناس حتى أسمعك". والمعنى تكريس الحواس لله حتى يحدث الإتصال مع الله. وهنا يقول الله سوف تتمتعون بالبركة، ولن يستولي أحد على ما أعطيتكم من حنطة وخمر طالما كنتم مقدسين لي ولا تشركوا معي آخر من الآلهة الغريبة. وتكون ديار قدسي المقصود بها الأماكن التي أكون فيها إلها لكم وتكونون أنت شعبي المقدس، المكرس لي.
آية (10):- "اُعْبُرُوا، اعْبُرُوا بِالأَبْوَابِ، هَيِّئُوا طَرِيقَ الشَّعْبِ. أَعِدُّوا، أَعِدُّوا السَّبِيلَ، نَقُّوهُ مِنَ الْحِجَارَةِ، ارْفَعُوا الرَّايَةَ لِلشَّعْبِ."
ما هو المطلوب الآن من شعب الله؟ الإجابة أن يتركوا بابل بعد كل ما هيأه الله لهم، أي يتركوا أرض العبودية والخطية ويسيروا وراء المسيح. وكما هيأ يوحنا المعمدان الطريق أمام الرب، هكذا يهيئ خدام الله قلوب الشعب ليأتي السيد ويسكن فيها. فعلى الشعب
أن يتوب وعلى خدام الله أن يزيلوا العثرات من أمام الناس = نَقُّوهُ مِنَ الْحِجَارَةِ. ويرشدوهم في الطريق= ارْفَعُوا الرَّايَةَ لِلشَّعْبِ.
آية (11):- "هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَخْبَرَ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ، قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: «هُوَذَا مُخَلِّصُكِ آتٍ. هَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَجِزَاؤُهُ أَمَامَهُ»."
قد يكون المتكلم هنا هو أشعياء بعدما إبتهج بهذه الأخبار يصرخ قائلًا إن الرب قد أخبر إلى أقصى الأرض أي الإيمان وصل لأقصى الأرض. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ويبشر صهيون بأن مخلصها آت (مُخَلِّصُكِ آتٍ) = المسيح إقترب مجيئه وهو آتٍ ليخلص شعبه من اليهود = إبنة صهيون. ويحصل على أجرته (هَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ) من المؤمنين الذين سيعتبرهم أجرة تعبه، فإنه بذل نفسه حبًا لهم وإذ نجح عمله وجد أجرته في ازدياد عدد المؤمنين.
ويمكن تفسير الآية أنها دعوة ليهود نهاية الأيام = قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ بأن يؤمنوا بالمسيح = هُوَذَا مُخَلِّصُكِ آتٍ بعد أن وصلت المسيحية لكل أمم العالم = الرَّبُّ قَدْ أَخْبَرَ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ، وآمن به الكثيرون جدًا عبر كل زمان ومكان وهذا ما يفرح قلبه فهو لهذا أتى وإعتبر هؤلاء الذين آمنوا وخلصوا أنهم أجرته على تعبه في الفداء = هَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَجِزَاؤُهُ أَمَامَهُ. ونرى أن فرحة الله ستكمل بدخول أولاد إبراهيم حبيبه لإيمان الكنيسة. وهذا هو التفسير الأوقع، ويكون قوله هَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَجِزَاؤُهُ أَمَامَهُ = هو لتحفيز يهود الأيام الأخيرة على أن يؤمنوا فالأمم قد سبقوهم للملكوت، فها هم الأمم الذين آمنوا أمام المسيح ومعه.
آية (12):- "وَيُسَمُّونَهُمْ: «شَعْبًا مُقَدَّسًا»، «مَفْدِيِّي الرَّبِّ». وَأَنْتِ تُسَمَّيْنَ: «الْمَطْلُوبَةَ»، «الْمَدِينَةَ غَيْرَ الْمَهْجُورَةِ»."
الكنيسة تُسِمَّى شَعْبًا مُقَدَّسًا. وصارت مطلوبة فكثيرين من اليهود جاءوا يطلبون الإيمان ومن يؤمن يقال عنه مَفْدِيِّي الرَّبِّ. ويقال عن اليهود الذين آمنوا المدينة غير المهجورة. فهم كانوا مهجورين لمدة 2000 سنة ولكن عادوا للمسيح فعاد لهم المسيح عريسًا وفاديًا.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 63 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 61 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3abh4wh