← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17
بعد أن تكلم عن آلام المسيح في (ص 53) كان من المناسب هنا أن يتحدث عن نمو الكنيسة ثمرة عمله الفدائي، سبق في (ص 53) وقال أنه يرى نسله وها هو يرى نسله، أي المؤمنين، ربما يشير الكلام جزئيًا عن العودة من السبي. ولكن واضح أن الكلام هنا عن الكنيسة التي تمتد من اليمين لليسار فتضم كل الشعوب والأمم واتساعها ومحبة الرب لها ومجدها.
آية (1):- "«تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَمْخَضْ، لأَنَّ بَنِي الْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ الْبَعْلِ، قَالَ الرَّبُّ."
مَن هي الْعَاقِرُ؟ = قد تكون البقية الراجعة إلى أورشليم وتجدها خربة، والله هنا يعدها بأنها ستكون أكثر من الأول حين كان لها بعل (أي الله نفسه) والمعنى أن الله سيعيد لها مجدها أكثر من الأول. وقد تكون العاقر هي كنيسة الأمم التي كانت وهي بعيدة عن الله عاقرًا ولم تلد ومُسْتَوْحِشَةِ = وحيدة بلا زوج ولا أولاد، والله يعدها أنها ستكون بأولادها أكثر كثيرًا جدًا من كنيسة اليهود التي لها بعل فهي أيضًا أصبحت عروسًا للمسيح. وهكذا فهم بولس الرسول هذه الآية أنها إشارة للكنيسة (غل 4: 26، 27) وقد تكون العاقر هي أنا وأنت حين تكون حياتنا فيها عقم وجفاف ولكن مراحم الرب واسعة تجعل للعاقر بنين، فلا نيأس من خطايا الماضي لتكون لنا ثمار (بنين) والثمار هي ثمار الروح القدس. والمطلوب. تَرَنَّمِي.. وأَشِيدِي من أجل ما هو آت بالإيمان.
هذه الآية هي مفتاح لهذا الإصحاح وما بعده.
آية (2):- "أَوْسِعِي مَكَانَ خَيْمَتِكِ، وَلْتُبْسَطْ شُقَقُ مَسَاكِنِكِ. لاَ تُمْسِكِي. أَطِيلِي أَطْنَابَكِ وَشَدِّدِي أَوْتَادَكِ،"
هذا يدل على انتشار الكنيسة على الأرض أوسعي مكان خيمتك = هي خيمة لأنها مكان سكن مؤقت أما البيت الثابت فهو في السماء (2 كو 5:1) والمعنى كثرة الداخلين للإيمان، فلم تعد اليهودية تكفيهم، بل احتاجوا لكل العالم. ولتبسط شقق مساكنك = الشقق هي الستائر وهي رمز للجمال من الداخل فكل مجد ابنة الملك من داخل.
أطيلي أطنابك = الحِبال التي تشد الخيمة إلى الأوتاد المثبتة في الأرض. وثبتي وشددي هذه الأوتاد، فالخيمة سوف تمتد.
آية (3):- "لأَنَّكِ تَمْتَدِّينَ إِلَى الْيَمِينِ وَإِلَى الْيَسَارِ، وَيَرِثُ نَسْلُكِ أُمَمًا، وَيُعْمِرُ مُدُنًا خَرِبَةً."
امتداد الكنيسة والمدن المخربة (مُدُنًا خَرِبَةً) (قد تكون أورشليم وقد تكون إشارة للنفوس التي خربها إبليس) ستعمر وتصبح الكنيسة هي أورشليم الروحية.
آية (4):- "لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ لاَ تَخْزَيْنَ، وَلاَ تَخْجَلِي لأَنَّكِ لاَ تَسْتَحِينَ. فَإِنَّكِ تَنْسَيْنَ خِزْيَ صَبَاكِ، وَعَارُ تَرَمُّلِكِ لاَ تَذْكُرِينَهُ بَعْدُ."
لاَ تَخَافِي
= من أن لا ينجز الوعد. خِزْيَ صَبَاكِ = عبودية مصر. فإن حررنا المسيح نكون بالحقيقة أحرارًا. وَعَارُ تَرَمُّلِكِ = في سبي بابل صارت إسرائيل كامرأة مهجورة بسبب خطيتها. والمعنى أن الفرح الذي يعطيه الله برجوعها لأورشليم سينسيها أيام العار والخزي. وهذا الكلام موجه لكل نفس عاشت بعيدًا عن المسيح لفترة طويلة متروكة كما في السبي ليس من يملأ فراغ قلبها. لكن إن عادت يفرحها المسيح وينسيها خزيها. هناك من عاش في الخطية فترة، ويخاف من العودة حتى لا يخجل أمام الناس من خطاياه القديمة، والله يقول له هنا لا تخاف ولا تخجل فالله سوف يستر عليه.
آية (5):- "لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ، وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى."
لأَنَّ بَعْلَكِ
= الكنيسة هي عروس المسيح. وَلِيُّكِ = هو من يفك الميراث المرهون والمعنى أن الرب يفدي شعبه، وهو يتكفل بخلاصهم. فالكنيسة للرب، أولًا لأنه صانعها، وثانيًا لأنه وليها أي مخلصها. هُوَ صَانِعُكِ = ومن صنعك مرة قادر أن يصلح ما فسد فيك.قصة للبابا أثناسيوس لشرح موضوع الخليقة الثانية للإنسان:- فنان رسم لوحة جميلة وأتى أحد الأشرار وسكب عليها لونا أسود فشوهها. فطلبوا الفنان ليصلحها، ويعيد كل لون إلى أصله. فقال الأسهل أن أمزقها وأرسمها من جديد فأنا من رسمتها أول مرة = أنا صانعها (هُوَ صَانِعُكِ). وهذا ما عمله المسيح، فالمسيح بعد أن فسدت صورتنا الأولى بخداع الشيطان، أماتها وخلقنا خلقة ثانية جديدة بالمعمودية "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو17:5).
آية (6):- "لأَنَّهُ كَامْرَأَةٍ مَهْجُورَةٍ وَمَحْزُونَةِ الرُّوحِ دَعَاكِ الرَّبُّ، وَكَزَوْجَةِ الصِّبَا إِذَا رُذِلَتْ، قَالَ إِلهُكِ."
زوجة الصبا = هي التي أحبها الرب قديمًا دون غيرها. ثم رفضها بسبب خطاياها فصارت مهجورة. ولكنه لمحبته الأولى لها لم يقدر أن ينساها فغفر لها وردها.
آيات (7، 8):- "لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ، وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأَجْمَعُكِ. بِفَيَضَانِ الْغَضَبِ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ لَحْظَةً، وَبِإِحْسَانٍ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ، قَالَ وَلِيُّكِ الرَّبُّ."
التأديب لمدة محددة = لحَيْظَةً. أما المراحم فأبدية = بِإِحْسَانٍ أَبَدِيٍّ.
والْغَضَبِ = كغيمة تحجب عنا نور الشمس ولكنها سرعان ما تزول. هذه تساوي لُحَيْظَةً تركنا الله في يد الشيطان [الله أسلم الخليقة في يد الباطل ولكن على رجاء (رو 8: 20)] فمهما طال زمن وضعنا الحالي بعيدا عن المجد فهو لا شيء بالنسبة للأبدية. ويأتي المسيح في مجيئه الثاني وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ يأخذنا إلى المجد المعد لنا . الله خلق الإنسان للمجد، وبعد السقوط كان يبدو وقد مات الإنسان وفقد صورة المجد وفسدت صورته وطبيعته أن قصد الله قد تعطل، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث وكان الفداء وسيأتي المسيح في مجيئه الثاني ليردنا إلى المجد ثانية ويتم القصد الإلهي، ومهما طالت الفترة من السقوط وحتى المجيء الثاني وكانت بآلاف السنين، فهي لا شيء أمام الأبدية التي بلا نهاية. هذه الفترة البسيطة جدًا أسماها لحيظة = وهي زمن قليل جدًا جدًا، فقصد الله من الخليقة لا بد وأن يكمل. سَأَجْمَعُك = من اليهود والأمم وكل الشعوب.
آيات (9، 10):- "لأَنَّهُ كَمِيَاهِ نُوحٍ هذِهِ لِي. كَمَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ تَعْبُرَ بَعْدُ مِيَاهُ نُوحٍ عَلَى الأَرْضِ، هكَذَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ أَغْضَبَ عَلَيْكِ وَلاَ أَزْجُرَكِ. فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ، وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ، أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ، وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ، قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ."
هذِهِ
= أي الضيقات، ضيقات شعبه الحالية. وكانت المياه قد غطت الأرض كلها أيام نوح ولكنها بعد أيام إنحسرت وعادت الحياة. وهكذا فترة الضيق التي يمر بها الإنسان على الأرض الآن لها فترة وستنتهي ويعود أولاد الله إلى السماء وهناك لا ضيق . لكن كما طهر الطوفان العالم من خطيته هكذا فالضيقات تطهر الكنيسة.أي أن عهد سلام الله لكنيسته عهد أبدي مثل قوس قزح. وبالرغم من ضيقاتها فلن تفنى الكنيسة، بل تكون لها الآلام تنقية وتطهير: "حَوَّلْتَ لِيَ العقوبة خلاصًا" (القداس الغريغوري). وكما وعد الله نوح بأن لا يكون طوفان ثانية، يَعِد كنيسته بعهد سلام وأنها لن تزول من أمامه.
آيات (11، 17) نرى الكنيسة التي اتضعت وتذللت وناحت في توبة ورجعت فرجع لها الله وكان سر مجدها.
آيات (11، 12):- "«أَيَّتُهَا الذَّلِيلَةُ الْمُضْطَرِبَةُ غَيْرُ الْمُتَعَزِّيَةِ، هأَنَذَا أَبْنِي بِالأُثْمُدِ حِجَارَتَكِ، وَبِالْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ أُؤَسِّسُكِ، وَأَجْعَلُ شُرَفَكِ يَاقُوتًا، وَأَبْوَابَكِ حِجَارَةً بَهْرَمَانِيَّةً، وَكُلَّ تُخُومِكِ حِجَارَةً كَرِيمَةً"
هكذا كان وضع الكنيسة قبل المسيح حينما كانت مرفوضة = ذَّلِيلَةُ بسبب العبودية. ومُضْطَرِبَةُ = بسبب هجر الروح القدس مصدر السلام لها وهي كمدينة كانت خربة. هأَنَذَا أَبْنِي بِالأُثْمُدِ حِجَارَتَكِ = الحجارة هي النفوس البشرية التي تطهرت بدم المسيح وصارت حجارة حية في هيكل الرب (1 بط 2: 5) والأثمد هو الحجر الذي يُكَتَحَّل (يصنع منه كحل العيون ليزيد من قوة إبصارها) والمعنى أن يكون شعب المسيح مبصرًا له عيون روحية ترى بالروح القدس. وَبِالْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ أُؤَسِّسُكِ = إذًا الأساس سماوي، فالأساس الذي تُبْنَى عليه الكنيسة هو المسيح. واللون الأزرق لون السماء. والشُرَف يَاقُوتً (شُرَفَكِ يَاقُوتًا) = الشرف هي الجزء الذي ننظر منه للخارج. وهناك لونين من الياقوت:
1) الأزرق وكما قلنا أنه إشارة للسماويات، فمن هذه الشرف يتطلع المؤمنين للسماويات هكذا أعطى الله المؤمنين أن ينظروا للسماويات من الآن ولكنهم ينظرونها كما في لغز كما في مرآة.
2) الشفاف وهذا إشارة لقداسة القلب ونقاوته وبر الإنسان. وبدون هذا لا يرى أحد السماويات "طوبى لأنقياء القلب. لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). + "اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ" (عب 12: 14). وتُخُومِكِ حِجَارَةً كَرِيمَةً = أي أسوارك = تُخُومِكِ= والمقصود أنها محاطة بالفضائل، فهي كنيسة جميلة مجيدة طاهرة. وتشير للتقديس الكامل للنفس والجسد. أَبْوَابَكِ حِجَارَةً بَهْرَمَانِيَّةً = الأبواب هي الحواس وهي مقدسة أيضًا.
آية (13):- "وَكُلَّ بَنِيكِ تَلاَمِيذَ الرَّبِّ، وَسَلاَمَ بَنِيكِ كَثِيرًا."
البركة الموعود بها هي السلام، وهو أعظم من الغنى والمجد والسلطة ومن لذات العالم. وهو سلام ليس كما يعطي العالم، بل سلام يفوق كل عقل. وكلنا تلاميذ الرب فهو المعلم وهو الذي يرسل الروح القدس "يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم " والسيد قال أن من يريد أن يصير له تلميذًا عليه أن يحمل صليبه ويتبعه. كل = قطعًا كل من يريد أن يتعلم.
آية (14):- "بِالْبِرِّ تُثَبَّتِينَ بَعِيدَةً عَنِ الظُّلْمِ فَلاَ تَخَافِينَ، وَعَنِ الارْتِعَابِ فَلاَ يَدْنُو مِنْكِ."
البر هنا وعد الله الأمين للمؤمنين، هو يعطينا بره، ومن يقبل ويكون بارًا يثبت = بالبر تثبتين. والله يعيننا أن نسلك في بره. ومن يجتهد أن يثبت في هذا البر يثبت في الرب. والسيد نادى قائلًا "أثبتوا فيَّ". بعيدة عن الظلم فلا تخافين = لا بُد أن نفهم أن الله حامى كنيسته لا يستطيع أحد أن يظلمها فعليها ألا تخاف. ولكن هناك اضطهاد وضيق يقعان على الكنيسة فكيف نفسر هذا؟ قال السيد المسيح "فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ" (يو 16: 33)، وعلينا أن نحمل صليبه ونتبعه. ولكنه في نفس الوقت قال لبيلاطس "لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، [إِنْ] لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ..." (يو 19: 11) أي من الله.
إذًا الضيق الواقع علينا، لا يقع علينا من الناس الأشرار لأنهم أقوياء، بل من الله الذي يسمح بذلك، وطالما نحن في يد الله فعلينا أن لا نخاف ولا نرتعب من مخلوق. والضيق هو للتأديب، فمن يحبه الرب يؤدبه. والسبب في لزوم التأديب أن الإنسان بسبب الخطية ورث نفسا متمردة تبحث عما تريده وليس ما يريده الله. والله من محبته يُقَوِّم النفس.
آيات (15-17):- "هَا إِنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ اجْتِمَاعًا لَيْسَ مِنْ عِنْدِي. مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْكِ فَإِلَيْكِ يَسْقُطُ. هأَنَذَا قَدْ خَلَقْتُ الْحَدَّادَ الَّذِي يَنْفُخُ الْفَحْمَ فِي النَّارِ وَيُخْرِجُ آلَةً لِعَمَلِهِ، وَأَنَا خَلَقْتُ الْمُهْلِكَ لِيَخْرِبَ. «كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي، يَقُولُ الرَّبُّ."
هناك مؤامرات كثيرة ضد الكنيسة وهي قطعًا ليست من عند الله ولذلك فهي محكوم عليها بالفشل. ولكن ما يسمح به الله أن يتم من ضيقات على الكنيسة هو لصالحها للتأديب. فالله وحده قادر أن يُخْرِج من الآكِلِ أُكْلٌ (قض 14: 14) = الآكِل هنا هو مؤامراتهم وهدفها تدمير الكنيسة. والأُكْل هو التأديب لتخرج كنيسة قوية نقية، إذًا الضيق ليس تخلي من الله بل بسماح من الله . بل إن أعظم مثال لهذا هو الصليب نفسه. وفي النهاية ستنتهي كل مقاومة ضد الكنيسة وتتكلل الكنيسة عروس المسيح.
اجْتِمَاعًا لَيْسَ مِنْ عِنْدِي
= فأشور وبابل خربوا أورشليم بعلم وأوامر الرب، أما الآن فلن يخرب أحد كنيسة الله إلا لو تركت هذه الكنيسة الله ورفضته، حينئذ تسمع هذه الكنيسة قولًا مُخيفًا: [فَتُبْ وَإِّلاَّ فَإِنِّي آَتِي وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ] (رؤ2: 5) أي يستغني الله عن هذه الكنيسة تمامًا، وعلى المستوى الفردي إذا رفض إنسان الله يسمع هذا القول المخيف "أنا مزمع أن أتقيأك من فمي" (رؤ3: 16). ومن يفعل إِلَيْكِ يَسْقُطُ = أعداء الكنيسة سوف ينضمون إليها وأشهر مثال على هذا الإمبراطورية الرومانية، أشهر من إضطهد المسيحية تحولت أخيرًا للمسيحية، بل شاول الطرسوسي صار بولس الرسول. أَنَا خَلَقْتُ الْحَدَّادَ = كل من يقوم ضد الكنيسة كأنه حداد ينفخ في النار ليشكل الحديد، والله يستعمل الضيقات لتشكيل كل مؤمن ليخلص، الله يستعمل أعداء الكنيسة لخلاصها.هذَا هُوَ مِيرَاثُ
= كل ما ذكر من بركات كالسلام والبر والأمان وحمايتها من الظالمين هو ميراث الكنيسة. عَبِيدِ الرَّبِّ = جسد المسيح عبد الرب. بِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي= عبيد الرب تبرروا حينما آمنوا وإعتمدوا وصار المسيح حيًا ثابتًا فيهم يعطيهم حياته وبره، فيسلكون بالبر وجعل روحه فيهم يبكتهم إذا أخطأوا، وإن تابوا يغفر لهم والروح يبكتهم إن لم يسلكوا في البر. وتكون لهم أعمال بر، وإن جاهدوا وسلكوا في النور وسلكوا في أعمال صالحة يعطيهم من بر المسيح.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 55 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 53 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/xxwtv87