← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13
بعد سقوط بابل أمام كورش الذي يؤمن بالإله الواحد، لم يشفق كورش على آلهة بابل الكثيرة، بل جردوها من جواهرها وحملوا الآلهة على الحيوانات كغنائم حرب. وهنا يقارن هذه الآلهة المحمولة بالله الذي يحمل إسرائيل كطفله فالبعض يحملون آلهتهم ودياناتهم والبعض وهم نحن يحملنا إلهنا وديننا.
والله هنا يدعو الشعب للاستهزاء بآلهة بابل فهي غير قادرة على أن تمنعهم من الرجوع إلى أورشليم وخلاصهم. وكم كانت هذه الآيات مشجعة للشعب وقت الرجوع. لذلك يطلب الله من شعبه أن لا يساووا بينه وبين هذه الآلهة العاجزة المحمولة، وهو حامل الجميع بكلمة قدرته (عب 1: 3) وهو الذي يقول "حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إليَّ" (خر 19: 4 + تث 1: 31) بل هو حمل عنا خطايانا.
آية (1):- "قَدْ جَثَا بِيلُ، انْحَنَى نَبُو. صَارَتْ تَمَاثِيلُهُمَا عَلَى الْحَيَوَانَاتِ وَالْبَهَائِمِ. مَحْمُولاَتُكُمْ مُحَمَّلَةٌ حِمْلًا لِلْمُعْيِي."
بِيلُ
= اسم إله بابلي ومنه تنسب أسماء مثل بيلشاصر. وهو يناظر الاسم العبري بعل أي السيد وغالبًا هو نفسه الإله مرودخ. نَبُو = اسم إله آخر ينسب له أسماء مثل نبوخذ نصر وهذين الإلهين هما أعظم آلهة بابل، وقد حطم الفرس تماثيلهم فكأنها جثث وحملها الفرس على البهائم ليس كآلهة بل لقيمة المعدن المصنوعة منه فقط. حملا للمعيي = صارت هذه الآلهة حملا على البهائم المعيية = المتعبة من حملها.
آية (2):- "قَدِ انْحَنَتْ. جَثَتْ مَعًا. لَمْ تَقْدِرْ أَنْ تُنَجِّيَ الْحِمْلَ، وَهِيَ نَفْسُهَا قَدْ مَضَتْ فِي السَّبْيِ."
قَدِ انْحَنَتْ. جَثَتْ = الحيوانات المُتعَبة من حمل هذه التماثيل انحنت وهذه الآلهة لم تستطع أن تعينها. وهل تستطيع الشهوات الجسدية أو الأموال أن تعزي مريض متألم أو مريض ميئوس من شفائه ويعلم أن ساعته قد اقتربت، بل عزاء الروح القدس فقط هو القادر على ذلك، وهذا لمن يعرف طريق تعزيات صلاة المخدع.
آيات (3-5):- "«اِسْمَعُوا لِي يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ وَكُلَّ بَقِيَّةِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، الْمُحَمَّلِينَ عَلَيَّ مِنَ الْبَطْنِ، الْمَحْمُولِينَ مِنَ الرَّحِمِ. وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ، وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ، وَأَنَا أَرْفَعُ، وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي. بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟"
كُلَّ بَقِيَّةِ.. إِسْرَائِيلَ
= الباقين من الحرب مع بابل وذهبوا للسبي في بابل الْمُحَمَّلِينَ عَلَيَّ = الله يحمل شعبه من وقت ولادتهم في الرحم إلى وقت شيخوختهم وذلك برعايته لهم وتدبيره كل أمورهم ومواعيده الثابتة لهم واحتماله لهم ثم بغفران خطاياهم. وقارن مع الآلهة الوثنية التي صارت حملا على البهائم المرهقة من وزنها فبمن تشبهونني. قَدْ فَعَلْتُ وَأَنَا أَرْفَعُ = الله أرسلهم للسبي لتأديبهم وها هو يعيدهم من السبي. وهو أسلمنا لإبليس بسبب خطايانا فإستعبدنا وها هو يرفع عبودية إبليس عنا ويغفر لنا خطايانا.[برجاء مراجعة تفسير الآيات إش 44: 14-17].
آيات (7،6):- "«اَلَّذِينَ يُفْرِغُونَ الذَّهَبَ مِنَ الْكِيسِ، وَالْفِضَّةَ بِالْمِيزَانِ يَزِنُونَ. يَسْتَأْجِرُونَ صَائِغًا لِيَصْنَعَهَا إِلهًا، يَخُرُّونَ وَيَسْجُدُونَ! يَرْفَعُونَهُ عَلَى الْكَتِفِ. يَحْمِلُونَهُ وَيَضَعُونَهُ فِي مَكَانِهِ لِيَقِفَ. مِنْ مَوْضِعِهِ لاَ يَبْرَحُ. يَزْعَقُ أَحَدٌ إِلَيْهِ فَلاَ يُجِيبُ. مِنْ شِدَّتِهِ لاَ يُخَلِّصُهُ."
يفرغون الذهب = ينفقون مبالغ باهظة لصنع آلهة لهم. كم ننفق نحن على شهواتنا التي نتعبد لها. يجب أن نخجل من قلة عطايانا للإله الحقيقي. أو أن تعزياتنا في ضيقاتنا مصدرها ما زالت ملذات العالم.
آيات (8-10):- "«اُذْكُرُوا هذَا وَكُونُوا رِجَالًا. رَدِّدُوهُ فِي قُلُوبِكُمْ أَيُّهَا الْعُصَاةُ. اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ، وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلًا: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي."
كونوا رجالًا = من مميزات الرجال الثبات والشجاعة واحتمالات المشقات. وأيضاً عدم الخوف، فهم إذا أدركوا تفاهة أوثانهم عليهم الاعتراف بذلك بلا خوف وبلا اختلاق دفاع أجوف لئلا يستمروا عصاة. أيها العصاة = الذين يختارون الخطية ويستغنون عن الله. وهذا قاله بولس الرسول لأهل كورنثوس (1 كو 16: 13) إذًا نفهم أن الله يريدهم أن يكونوا رجالًا ويتخذوا قرارًا ثابتًا بأن يتركوا عبادة الأوثان ويعبدوه هو.
آية (11):- "دَاعٍ مِنَ الْمَشْرِقِ الْكَاسِرَ، مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ رَجُلَ مَشُورَتِي. قَدْ تَكَلَّمْتُ فَأُجْرِيهِ. قَضَيْتُ فَأَفْعَلُهُ."
الكاسر = طائر من الجوارح مثل النسر. وكورش سُمِى بهذا الاسم لأنه سريع الحركة ولشدته وكان له أنف تشبه الكواسر فسموه هكذا فعلًا. وقد أتى كورش من المشرق فعلًا كنسر انقَض على بابل وخطفها كفريسة رمزًا للمسيح شمس البر المُشرِق من المَشرِق الذي انقَض من السماء على عدو الخير كما ينقض النسر على فريسته وحطم مملكته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). من أرض بعيدة = كانت فارس ومادي آخر البلاد المعروفة ولكن هذه تشير للمسيح الآتي من السماء. رجل مشورتي = الذي يحقق إرادة الآب.
آيات (12، 13):- "«اِسْمَعُوا لِي يَا أَشِدَّاءَ الْقُلُوبِ الْبَعِيدِينَ عَنِ الْبِرِّ. قَدْ قَرَّبْتُ بِرِّي، لاَ يَبْعُدُ. وَخَلاَصِي لاَ يَتَأَخَّرُ. وَأَجْعَلُ فِي صِهْيَوْنَ خَلاَصًا، لإِسْرَائِيلَ جَلاَلِي."
قَدْ قَرَّبْتُ بِرِّي = بر الله الذي سيعطيه للمؤمنين أي خلاصهم هذا قد اقترب موعده. هذه مثل ها أنا آتي سريعًا (رؤ 22: 20). لإسرائيل جلالي = مجد الرب وجلاله سيكونان في وسط كنيسته (زك 2: 5) [وأكون في وسطها مجدًا]: "وَأَكُونُ مَجْدًا فِي وَسَطِهَا"، [إذا اجتمع اثنين أو ثلاثة باسمي فأنا أكون في وسطهم]: "حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" (مت 18: 20). وجود المسيح وسط كنيسته مجد لها. هذه الآيات دعوة لكل إنسان حتى لا يتردد في قبول الخلاص.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 47 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 45 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3js9rdg