St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   27-Sefr-Asheia
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

إشعياء 22 - تفسير سفر أشعياء

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب أشعيا:
تفسير سفر إشعياء: مقدمة سفر إشعياء | إشعياء 1 | إشعياء 2 | إشعياء 3 | إشعياء 4 | إشعياء 5 | إشعياء 6 | إشعياء 7 | إشعياء 8 | إشعياء 9 | إشعياء 10 | إشعياء 11 | إشعياء 12 | إشعياء 13 | إشعياء 14 | إشعياء 15 | إشعياء 16 | إشعياء 17 | إشعياء 18 | إشعياء 19 | إشعياء 20 | إشعياء 21 | إشعياء 22 | إشعياء 23 | إشعياء 24 | إشعياء 25 | إشعياء 26 | إشعياء 27 | إشعياء 28 | إشعياء 29 | إشعياء 30 | إشعياء 31 | إشعياء 32 | إشعياء 33 | إشعياء 34 | إشعياء 35 | إشعياء 36 | إشعياء 37 | إشعياء 38 | إشعياء 39 | إشعياء 40 | إشعياء 41 | إشعياء 42 | إشعياء 43 | إشعياء 44 | إشعياء 45 | إشعياء 46 | إشعياء 47 | إشعياء 48 | إشعياء 49 | إشعياء 50 | إشعياء 51 | إشعياء 52 | إشعياء 53 | إشعياء 54 | إشعياء 55 | إشعياء 56 | إشعياء 57 | إشعياء 58 | إشعياء 59 | إشعياء 60 | إشعياء 61 | إشعياء 62 | إشعياء 63 | إشعياء 64 | إشعياء 65 | إشعياء 66

نص سفر إشعياء: إشعياء 1 | إشعياء 2 | إشعياء 3 | إشعياء 4 | إشعياء 5 | إشعياء 6 | إشعياء 7 | إشعياء 8 | إشعياء 9 | إشعياء 10 | إشعياء 11 | إشعياء 12 | إشعياء 13 | إشعياء 14 | إشعياء 15 | إشعياء 16 | إشعياء 17 | إشعياء 18 | إشعياء 19 | إشعياء 20 | إشعياء 21 | إشعياء 22 | إشعياء 23 | إشعياء 24 | إشعياء 25 | إشعياء 26 | إشعياء 27 | إشعياء 28 | إشعياء 29 | إشعياء 30 | إشعياء 31 | إشعياء 32 | إشعياء 33 | إشعياء 34 | إشعياء 35 | إشعياء 36 | إشعياء 37 | إشعياء 38 | إشعياء 39 | إشعياء 40 | إشعياء 41 | إشعياء 42 | إشعياء 43 | إشعياء 44 | إشعياء 45 | إشعياء 46 | إشعياء 47 | إشعياء 48 | إشعياء 49 | إشعياء 50 | إشعياء 51 | إشعياء 52 | إشعياء 53 | إشعياء 54 | إشعياء 55 | إشعياء 56 | إشعياء 57 | إشعياء 58 | إشعياء 59 | إشعياء 60 | إشعياء 61 | إشعياء 62 | إشعياء 63 | إشعياء 64 | إشعياء 65 | إشعياء 66 | إشعياء كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نجد النبي هنا ينذر بخراب أورشليم والويلات التي تحل بشعبها وبجليس الملك المتمتع بالسلطان، وتكشف عن عماهم فهم لا يميزون صوت الرب ولا يعرفون إرادته، فهو حين يدعوهم للبكاء (عدد 12) إذ بهم يفرحون، لذلك حين يعبر زمان التوبة فلا بُد أن يجني الشعب مر الثمر ويكابد عقاب دينونة. وكعادة إشعياء يأتي بنبوات مفرحة عن المسيح عقب ذلك.

 

آية (1):- "وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ وَادِي الرُّؤْيَا: فَمَا لَكِ أَنَّكِ صَعِدْتِ جَمِيعًا عَلَى السُّطُوحِ،"

وادي الرؤيا = هي أورشليم فطالما رأى فيها الأنبياء رؤى، وكان اسمها جبل صهيون وبسبب انحطاطها الروحي صارت وادي وفقدوا الرؤيا والرؤية بسبب خطاياهم. ولاحظ قول السيد المسيح "وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا قَائِلًا: «إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هَذَا، مَا هُوَ لِسَلَامِكِ! وَلَكِنِ ٱلْآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ" (لو42،41:19). ولأنهم فقدوا الرؤيا سمح الله لهم بتأديب لتعود العينان مفتوحتان. ويبدو أن زمن هذه النبوة كان في أيام حصار سنحاريب لأورشليم. وكان سنحاريب قد أخذ جزية كبيرة، ففرح الشعب إذ ظنوا أن الخطر قد زال. ولكن الله يقول لهم إن الخطر لم ينتهي بعد لأنكم مازلتم بعد في الخطية. فَمَا لَكِ أَنَّكِ صَعِدْتِ.. عَلَى السُّطُوحِ = مَنْ يصعد على السطوح ولا يبقَى في المنازل هو من لم يعد يشعر بخطر، الله يقول لهم أن هذا شعور زائف بالأمان فلا أمان ولا سلام إلا بالتوبة وهم لم يتوبوا بعد.

أورشليم هي الكنيسة الآن... إذًا الكلام موجه لمن ما زال في غيبوبة يفرح بملذات العالم غير شاعر بالخطر القادم وهذا يتضح من أن هذا الأصحاح يأتي بعد أن سمعنا في الأصحاح السابق عن خراب العالم الذي سيحدث.

 

آيات (2، 3):- "يَا مَلآنَةُ مِنَ الْجَلَبَةِ، الْمَدِينَةُ الْعَجَّاجَةُ، الْقَرْيَةُ الْمُفْتَخِرَةُ؟ قَتْلاَكِ لَيْسَ هُمْ قَتْلَى السَّيْفِ وَلاَ مَوْتَى الْحَرْبِ. جَمِيعُ رُؤَسَائِكِ هَرَبُوا مَعًا. أُسِرُوا بِالْقِسِيِّ. كُلُّ الْمَوْجُودِينَ بِكِ أُسِرُوا مَعًا. مِنْ بَعِيدٍ فَرُّوا."

الجلبة = فهي إذًا مدينة ملآنة مظاهر وسطحيات وأفراح عالمية كالعالم.

القرية المفتخرة = هي تفتخر بقوتها وليس بالله. والأسوأ -وهذا ما تشير إليه الآيات- أنهم يفتخرون بخطاياهم وأملاكهم التي اغتصبوها من الفقراء. قَتْلاَكِ لَيْسَ هُمْ قَتْلَى السَّيْفِ = بل هم قتلَى الخطية التي "كُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" (أم26:7)، وقد "طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى" حتى جميع رؤسائك هربوا = لم يهتموا بك إذ هم أسرى، أسرى شهواتهم وبالتالي أسرى بيد أعدائهم.

 

آية (4):- "لِذلِكَ قُلْتُ: «اقْتَصِرُوا عَنِّي، فَأَبْكِي بِمَرَارَةٍ. لاَ تُلِحُّوا بِتَعْزِيَتِي عَنْ خَرَابِ بِنْتِ شَعْبِي»."

نرى هنا مشاعر النبي الرقيقة ثانية، وقارن مع "مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ.. أَلْتَهِبُ؟" (2 كو 11: 29).

 

آيات (5-7):- "إِنَّ لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ فِي وَادِي الرُّؤْيَا يَوْمَ شَغبٍ وَدَوْسٍ وَارْتِبَاكٍ. نَقْبُ سُورٍ وَصُرَاخٌ إِلَى الْجَبَلِ. فَعِيلاَمُ قَدْ حَمَلَتِ الْجَعْبَةَ بِمَرْكَبَاتِ رِجَال فُرْسَانٍ، وَقِيرُ قَدْ كَشَفَتِ الْمِجَنَّ. فَتَكُونُ أَفْضَلُ أَوْدِيَتِكِ مَلآنَةً مَرْكَبَاتٍ، وَالْفُرْسَانُ تَصْطَفُّ اصْطِفَافًا نَحْوَ الْبَابِ."

نرى هنا شَغبٍ وَدَوْسٍ وَارْتِبَاكٍ =هذه نبوة بعودة الحصار. عيلام.. وقير = حلفاء أشور. قد كشفت المجن = لأنه يكون مغطى أثناء السفر ويكشفونه وقت الحرب. فهذه نبوة بإعلان الحرب.

 

آية (8):- "وَيَكْشِفُ سِتْرَ يَهُوذَا، فَتَنْظُرُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى أَسْلِحَةِ بَيْتِ الْوَعْرِ."

ما سبب كل ما ذكر في الآيات (5-7) هل هو قدرة العدو الخارقة؟! لا بل أن الرب كشف ستر يهوذا.. فالساكن في ستر العلي في ظل الإله القدير يبيت. الجبال حولها والرب حول شعبه. إذًا السبب هو تخلي نعمة الله.

وتفهم الآية على أنها:

(1) خراب المدن المحيطة بها فتنكشف أورشليم وقد خَرَّب سنحاريب فعلًا 46 مدينة في يهوذا.

(2) فضح خطاياهم، فالله يستر على شعبه، لكن حين يغضب الله بسبب الخطية لا يعود يستر، وهذه إحدى طرق الله لعلنا نتوب.

وللأسف فقد ترك شعب يهوذا الله الذي هو سور من نار وذهبوا يبحثون عن تدعيم الأسوار الحجرية، لقد تجاهلوا ستر العلي. كانوا يفكرون في هدم البيوت لاستخدام ردمها في ترميم الأسوار المتشققة ولم يذكروا قول داود أبيهم. [إن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا سهر الحراس] : "إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلًا يَسْهَرُ الْحَارِسُ" (مز 127: 1).

بيت الوعر = بناه سليمان وهو مملوء أسلحة، هم ذهبوا يبحثون عن أسلحة مادية.

 

آيات (9-11):- "وَرَأَيْتُمْ شُقُوقَ مَدِينَةِ دَاوُدَ أَنَّهَا صَارَتْ كَثِيرَةً، وَجَمَعْتُمْ مِيَاهَ الْبِرْكَةِ السُّفْلَى. وَعَدَدْتُمْ بُيُوتَ أُورُشَلِيمَ وَهَدَمْتُمُ الْبُيُوتَ لِتَحْصِينِ السُّورِ. وَصَنَعْتُمْ خَنْدَقًا بَيْنَ السُّورَيْنِ لِمِيَاهِ الْبِرْكَةِ الْعَتِيقَةِ. لكِنْ لَمْ تَنْظُرُوا إِلَى صَانِعِهِ، وَلَمْ تَرَوْا مُصَوِّرَهُ مِنْ قَدِيمٍ."

 

مياه البركة = مياه أورشليم قليلة حتى اليوم. وقبل هذه الحادثة بنحو 34 سنة اهتم الملك أحاز بهذا الأمر (أش 3:7) فكانوا يريدون تحويل المياه من خارج حتى لا يستفيد بها العدو إلى داخل أورشليم فيستفيدوا بها هم خلال الحصار.

 وعددتم بيوت أورشليم = لتعرفوا أي البيوت يهدم لتدعيم الأسوار بالحجارة الناتجة عن الهدم. بين السورين = أنظر الرسم. والله يلومهم هنا لاهتمامهم بتدبير المدينة والتحصينات ولكنهم لم يهتموا بالتوبة والرجوع إلى الله.

 

آيات (12، 13):- "وَدَعَا السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى الْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ وَالْقَرَعَةِ وَالتَّنَطُّقِ بِالْمِسْحِ، فَهُوَذَا بَهْجَةٌ وَفَرَحٌ، ذَبْحُ بَقَرٍ وَنَحْرُ غَنَمٍ، أَكْلُ لَحْمٍ وَشُرْبُ خَمْرٍ! «لِنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ، لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ»."

عوضًا عن البكاء والتوبة التي دعا لها الله عاشوا في أفراح وأكل وخمر حتى لحظات الحصار نفسها. والآن ماذا عنا ككنيسة! ماذا نفعل؟

 

آية (14):- "فَأَعْلَنَ فِي أُذُنَيَّ رَبُّ الْجُنُودِ: «لاَ يُغْفَرَنَّ لَكُمْ هذَا الإِثْمُ حَتَّى تَمُوتُوا، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ»."

الله لا يغفر إلا لمن يتوب، ولن يغفر لهم لإصرارهم على عدم التوبة.

 

آية (15):- "هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ: «اذْهَبِ ادْخُلْ إِلَى هذَا جَلِيسِ الْمَلِكِ، إِلَى شِبْنَا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ:"

شبنا = هو وزير حزقيا الأول ووزير المال. وكان من أنصار التحالف مع مصر وكان غريب الجنس فلم يذكر له أب وكان أناني جشع محتال طموح وكان متوليًا أمور الهيكل ويقول التقليد أنه كان مزمعًا أن يخون حزقيا، واستغل منصبه للإثراء الشخصي وتعظيم الذات وبنَى لنفسه قبرًا مع ملوك يهوذا ليخلد نفسه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكان الله موشكًا أن يدينه ويحكم عليه بأن يموت في أرض غريبة فلماذا هذا الضريح...؟! هنا نرى الله ضد أعداء شعبه الخارجيين كأشور والداخليين كشعبنا هذا. وشبنا هذا يرمز للشيطان أو لضد المسيح الذي سيقيم في هيكل الله (2 تس 4:2) بينما نجد إلياقيم (آية 20) رمزًا للمسيح الذي يأتي في مجده ليبيد الضد بنفخة فمه. هذا الغريب المتولي أمور الهيكل هو رجسة الخراب (مت 24: 15).

 

آية (16):- "مَا لَكَ ههُنَا؟ وَمَنْ لَكَ ههُنَا حَتَّى نَقَرْتَ لِنَفْسِكَ ههُنَا قَبْرًا أَيُّهَا النَّاقِرُ فِي الْعُلُوِّ قَبْرَهُ، النَّاحِتُ لِنَفْسِهِ فِي الصَّخْرِ مَسْكَنًا؟"

مَا لَكَ ههُنَا؟ = تدل على أنه غريب، وقارن مع تسمية إلياقيم بعبد الرب آية (20) وأب لسكان أورشليم آية (21). وجود هذا الشخص في بيت الملك شيء غريب، بيت الملك داود لا يجب أن يوجد فيه مثل هذا الشخص، وبيت الله لا يجب أن يوجد فيه الشيطان، وهكذا حياتنا، ولو وُجِدَ للشيطان مكانا في حياتنا يتساءل الله "ما له ههنا والقلب مفروض أن يكون لي أنا ".

 

آية (17-19):- "هُوَذَا الرَّبُّ يَطْرَحُكَ طَرْحًا يَا رَجُلُ، وَيُغَطِّيكَ تَغْطِيَةً. يَلُفُّكَ لَفَّ لَفِيفَةٍ كَالْكُرَةِ إِلَى أَرْضٍ وَاسِعَةِ الطَّرَفَيْنِ. هُنَاكَ تَمُوتُ، وَهُنَاكَ تَكُونُ مَرْكَبَاتُ مَجْدِكَ، يَا خِزْيَ بَيْتِ سَيِّدِكَ. وَأَطْرُدُكَ مِنْ مَنْصِبِكَ، وَمِنْ مَقَامِكَ يَحُطُّكَ."

يلفك = يلفه بكل ما له كشيء عديم القيمة، ويقذفه بعيدًا أسيرًا إما لأشور أو لمصر. يا خزي بيت سيدك = لأنه غش حزقيا.

 

آية (20):- "«وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَدْعُو عَبْدِي أَلِيَاقِيمَ بْنَ حِلْقِيَّا،"

الله يؤدب الأشرار ويبيدهم مثل شبنا ولكنه يعطي وعده بظهور المخلص الذي يسكن أورشليم الجديدة. الياقيم = تعني من يثبته الله إشارة للمسيح الذي كرسيه إلى دهر الدهور. فبعد أن يقذف الله بضد المسيح ويبيده تعلن مملكة المسيح الأبدية. بل لقد بدأ المسيح بصليبه ودحر الشيطان وبدأ في تأسيس مملكته.

 

آية (21):- "وَأُلْبِسُهُ ثَوْبَكَ، وَأَشُدُّهُ بِمِنْطَقَتِكَ، وَأَجْعَلُ سُلْطَانَكَ فِي يَدِهِ، فَيَكُونُ أَبًا لِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ وَلِبَيْتِ يَهُوذَا."

الله يعطي له ثياب الملك عوضًا عن شبنا فيملك على شعبه بالحب = أَبًا لا بالذل كما كان شبنا يحكم . وأما منطقته فهي لغسل الأرجل والتطهير. يبدو أن شبنا هذا كان معتزًا بمنصبه وسيادته وملابسه الملوكية حبًا في السيطرة رمزًا لإبليس الذي سيُجَرَّد من كل سلطانه. ونرى في هذه الآية كيف ملك المسيح على كنيسته بدلا من الشيطان.

ألبسه ثوبك = إلتفت الكنيسة حول المسيح عريسها كثوب يحيط به، بدلا من إلتفافها حول الشيطان رئيس هذا العالم الذي كان يعطيها ملذات هذا العالم. ففي (مز133) نجد الروح القدس ينسكب على المسيح رأس الكنيسة أولًا ثم على قميصه (ثيابه) أي كنيسته. ولنذكر رؤية البابا بطرس للسيد المسيح وقد رآه بثوب ممزق وقال للبابا أن آريوس هو الذي مزق ثوبه بهرطقته.

أشده بمنطقتك = كانوا يتمنطقون قبلما يقومون بعمل ما. وكان الشيطان يتمنطق لهدم شعب الله. أما المسيح فقد تمنطق لفداء كنيسته وبنائها وغفران خطاياها لتحيا أبديًّا.

أجعل سلطانك في يده = ما عاد للشيطان سلطان على شعب الله، بل أعطانا المسيح سلطانا أن ندوسه (لو19:10).

فَيَكُونُ أَبًا لِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ = هو الراعي الصالح مدبر كل أمور الكنيسة. هو يثبتنا فيه ليحملنا إلى حضن الآب. وبإسمه نحصل على ما نريده، ونصلي لأجله "إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ ٱلْآبِ بِٱسْمِي يُعْطِيكُمْ. إِلَى ٱلْآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا" (يو16: 23-24).

 

آية (22):- "وَأَجْعَلُ مِفْتَاحَ بَيْتِ دَاوُدَ عَلَى كَتِفِهِ، فَيَفْتَحُ وَلَيْسَ مَنْ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلَيْسَ مَنْ يَفْتَحُ."

فَيَفْتَحُ وَلَيْسَ مَنْ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلَيْسَ مَنْ يَفْتَحُ: "يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ" قيلت عن المسيح نفسه (رؤ 3: 7) والمفتاح لا يحمل على الكتف إلا لو كان الصليب الذي فتح به لنا الله باب السماء وأغلق به على إبليس في الهاوية في بحيرة النار.

 

آية (23):- "وَأُثَبِّتُهُ وَتَدًا فِي مَوْضِعٍ أَمِينٍ، وَيَكُونُ كُرْسِيَّ مَجْدٍ لِبَيْتِ أَبِيهِ."

وتدا = ليملك على بيت يعقوب للأبد (بشارة الملاك). والوتد يستعمل لتثبيت الأشياء. والمؤمنين سيثبتون في المسيح (أثبتوا فيَّ..) (يو4:15). وما هو الموضع الأمين (مَوْضِعٍ أَمِينٍ) الذي سيكون فيه الوتد إلا الكنيسة التي نعتمد فيها فنثبت فيه وبالإفخارستيا نظل ثابتين فيه.

وَيَكُونُ كُرْسِيَّ مَجْدٍ لِبَيْتِ أَبِيهِ = كان فداء المسيح لنا ليس فقط أن نقوم من الأموات ونحيا أبدياً بل أن نتمجد معه "وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي" وأيضاً "أَيُّهَا ٱلْآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي" (يو24،22:17). وتم التعبير أيضا عن هذا في سفر الرؤيا بقول الرب يسوع "مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي" (رؤ21:3). وعرش المسيح يعني مجده الذي أشركنا فيه بقوله نجلس معه في عرشه أي كرسي مجده ولمن؟ لبيت أبيه. ومن هم بيت أبيه إلا الكنيسة أي نكون معه نستمتع بمجده. وهذا ما يقوله بولس الرسول "أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ ٱللهِ، وَرُوحُ ٱللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ" (1كو16:3). ويؤكد الرب يسوع هذا بقوله "إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلَامِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا" (يو23:14). وهذا المجد متاح لكل من يثبت في الوتد أي المسيح.

 

آيات (24-25):- "وَيُعَلِّقُونَ عَلَيْهِ كُلَّ مَجْدِ بَيْتِ أَبِيهِ، الْفُرُوعَ وَالْقُضْبَانَ، كُلَّ آنِيَةٍ صَغِيرَةٍ مِنْ آنِيَةِ الطُّسُوسِ إِلَى آنِيَةِ الْقَنَّانِيِّ جَمِيعًا. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، يَزُولُ الْوَتَدُ الْمُثْبَتُ فِي مَوْضِعٍ أَمِينٍ وَيُقْطَعُ وَيَسْقُطُ. وَيُبَادُ الثِّقْلُ الَّذِي عَلَيْهِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ»."

الْفُرُوعَ وَالْقُضْبَانَ = هم أولاد الخلاص يصيرون كالفروع في كرمته وعملهم هو تمجيد الرب. والأواني هم المؤمنين أيضًا (2تي 2: 20، 21) وقارن مع قول بولس: إذ "لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ" (2 كو 4: 7). آنِيَةِ الطُّسُوسِ إِلَى آنِيَةِ الْقَنَّانِيِّ = الطسوس المقصود بها الآنية الصغيرة الحجم والقناني هي الكبيرة الحجم. فالمؤمنين المتمسكين بالمسيح وقد وضعوا إتكالهم عليه وثبتوا فيه هم درجات.

والمسيح هو السبب في كل مَجْدِ بَيْتِ أَبِيهِ. وَيُعَلِّقُونَ = أي ينسبون له السبب في كل هذا المجد لطاعته وفدائه الذي طهر به الآنية المثبتة في المسيح. وثبت الأغصان في الكرمة ومَجَّد الآب بصليبه (يو 17: 4). وأيضًا بصليبه حولنا كمؤمنين لآنية كرامة لمجد اسم أبيه.

فِي ذلِكَ الْيَوْمِ = يوم نهاية ضد المسيح أو إبليس أو شبنا كرمز. فكل من تعلق بهذا الغريب الجنس وجعله وتدًا له (يشبع شهواته ولذاته) وإتكل على الباطل (العالم بما فيه ورئيسه إبليس) معتبرًا إياه وتدًا مثبتًا، فإنه يزول رجاءه فيه، فيقطع الوتد ويسقط ويباد كل متكل عليه. الْوَتَدُ الْمُثْبَتُ فِي مَوْضِعٍ أَمِينٍ = هو الشيطان الذي كان يظن أنه في أمان وأن الله لا يوجد عنده حل لمشكلة موت الإنسان، ولأن حل مشكلة موت الإنسان مرتبط بهلاك الشيطان، فالشيطان ظن أنه في أمان. وكثيرين إرتبطوا به فأعطاهم من ملذات العالم. وفي يوم الصليب سقط هذا الوتد، وكان رمز ذلك سقوط شبنا هذا.

ملحوظة:- كان هلاك الشيطان مرتبطا بأن يجد الله وسيلة يخلص بها الإنسان من الموت. وكان الله قد قال لآدم "يوم تأكل منها موتا تموت". وإحتال الشيطان على آدم فأكل ومات. وظن الشيطان أنه لا وسيلة لخلاص الإنسان فيحيا، وبالتالي ظن أنه في أمان من الهلاك وهذا معنى مثبت في موضع أمين. ولكن المسيح بفدائه مجد الله أبيه بأن جمع كل أولاده فيه وأعادهم ليمجدوا الآب = وَيَكُونُ كُرْسِيَّ مَجْدٍ لِبَيْتِ أَبِيهِ (آية 23) وهذا معنى قول السيد المسيح "أنا مجدتك على الأرض" (يو17: 4).

قلنا أن الموضع الأمين (مَوْضِعٍ أَمِينٍ) هو الكنيسة وهذه كان الشيطان يملك عليها وظن أنه سيملك عليها إلى الأبد. لكن الرب يسوع أتى وربطه وحرر كنيسته الموضع الأمين (مَوْضِعٍ أَمِينٍ) إذ ملك هو عليه فصارت كنيسة المسيح فعلاً مَوْضِعٍ أَمِينٍ "وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ ٱللهِ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ ٱلله. أَمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ ٱلْقَوِيِّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبِطِ ٱلْقَوِيَّ أَوَّلًا، وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ" (مت29،28:12).

الموضع الأمين (مَوْضِعٍ أَمِينٍ) = حينما يقال هذا على الكنيسة حينما كانت في قبضة الشيطان قبل أن ينهبنا المسيح من يد الشيطان، فهذا يعني إطمئنان الشيطان بأن الله لن يجد حل ليخلصنا من يده وأن شعب الله صار ملكا له للأبد. وحينما يقال عن الكنيسة موضع أمين والمسيح يملك عليها فهذا يعني أننا في حماية ملك الملوك الرب يسوع ملك السلام.

ولعل هذا معنى قول الشيطان للسيد المسيح "ما لنا ولك يا يسوع ابن الله، أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا" (مت8: 29). وفكرة إرتباط هلاك الشيطان بخلاص الإنسان ويقينه بأنه في أمان لإستحالة خلاص الإنسان مشروحة أيضًا في (إر49: 7 - 22).

وَيُعَلِّقُونَ عَلَيْهِ كُلَّ مَجْدِ بَيْتِ أَبِيهِ = راجع تفسير الآيات (يو17: 1 - 5) ولاحظ قول السيد المسيح "أنا مجدتك على الأرض"، فالمسيح بفدائه حرر الإنسان من عبودية إبليس ومن عبودية شهوات العالم سلاح إبليس ضدنا. وأسس المسيح مملكة يملك عليها بصليبه وجعل منها جسده، وكل من آمن بالمسيح عرف من هو المسيح فتبعه واضعا كل ثقته فيه، هم يتعلقون به ولن يخزوا بل هو سيحملهم كفروع للكرم "أنا الكرمة وأنتم الأغصان" (يو15: 5) وآنية في بيت الله (2تي 2). وهو أظهر صورة الآب لشعبه فآمنوا به وأحبوه ومجدوه بإيمانهم وبأعمالهم (مت5: 16). وبهذا الجسد أي كنيسته سيقدِّم الخضوع للآب (1كو15: 28). هم تركوا إبليس الذي كان يستعبدهم وملَّكوا الله عليهم في حب إذ كشف لهم المسيح محبة الآب فأحبوا الله ومجدوه، والله حملهم، وهو يحمل شعبه دائما "وأنا حملتكم على أجنحة النسور" (خر19: 4).

والمسيح أسقط الملك السابق الشيطان يَزُولُ الْوَتَدُ الْمُثْبَتُ فِي مَوْضِعٍ أَمِينٍ وَيُقْطَعُ وَيَسْقُطُ. وكل من رفض المسيح متعلقا بشهوات العالم وهي سلاح إبليس فسيسقط لأنه هو رئيس ساقط "رأيت الشيطان ساقطًا" (لو10: 18). ومن سقط لن يستطيع حمل أحد = وَيُبَادُ الثِّقْلُ الَّذِي عَلَيْهِ.

والثقل = هو كل من وضع رجاءه في هذا العالم الذي عرفنا أن الشيطان هو رئيسه (يو14 : 30). بل كل من يتبعه يهلك = يُباد.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/27-Sefr-Asheia/Tafseer-Sefr-Ash3eia2__01-Chapter-22.html

تقصير الرابط:
tak.la/24zzbbr