← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12
فيما سبق رأينا الله يقبل الأمم ويضمهم مع اليهود إلى كنيسته. في الآيات (1- 8) نجد عمومية الدعوة، فهي لكل إنسان تائب، حتى من الخصيان والغرباء والعبيد. ولكن على المؤمنين أن يطيعوا الله ويتمسكوا به، ففي مقابل نعم الله علينا، نجد نحن أنه علينا واجبات ينبغي تنفيذها بجهاد حقيقي. وفي الآيات (9- 12) نجد مصيرًا مرعبًا لليهود الذين رفضوا المسيح، فلقد هاجمتهم الوحوش لأنهم أصبحوا بلا حماية لأن الله تخلى عنهم إذ صلبوا إبنه. وما زال رعاة إسرائيل ينكرون الحقيقة خادعين شعبهم بل قد انحرفوا وراء الربح والخمر وتركوا الرعية.
آيات (1، 2):- "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «احْفَظُوا الْحَقَّ وَأَجْرُوا الْعَدْلَ. لأَنَّهُ قَرِيبٌ مَجِيءُ خَلاَصِي وَاسْتِعْلاَنُ بِرِّي. طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَعْمَلُ هذَا، وَلابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَتَمَسَّكُ بِهِ، الْحَافِظِ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسَهُ، وَالْحَافِظِ يَدَهُ مِنْ كُلِّ عَمَلِ شَرّ»."
الْحَقَّ
.. والْعَدْلَ بصورتهم الكاملة المطلقة لن يكونا إلا في السماء، ولكن علينا أن نحفظهم بقدر إمكاننا من الآن، أي كأننا نعيش حياة سماوية وذلك يكون بحفظ الوصية. قَرِيبٌ مَجِيءُ خَلاَصِي = يقولها إشعياء فالخلاص باق له 700 سنة فقط. والأهم أن الخلاص قريب لكل أحد... [فالكلمة في داخل القلب] (رو 10: 8). ويقولها إشعياء للمسبيين في بابل لينتظروا عودتهم من السبي على رجاء. ويقولها لليهود في إسرائيل بعد أن عادوا من السبي لينتظروا مجيء المسيح الأول. ويقولها لنا الآن لننتظر مجيء المسيح الثاني أو ننتظر كل واحد لقائنا معه على حدة بعد انتقالنا من هذه الحياة.السَّبْتَ
= يشير للسبت خصوصًا لأن في التمسك بالسبت تَمَسُّك بانتمائنا لله وللسماء، فالسبت يمتنع فيه الإنسان عن العمل ليتفرغ للرب ويذكر أنه غريب على الأرض. لذلك من استطاع أن يكرس السبت للرب ويقدسه أي يخصصه للصلاة والخلوة مع الله، يعرف أن يكرس حياته كلها للرب. واستبدلت الكنيسة السبت بالأحد فهو يوم القيامة.. وفيه لا نطلب أحد سوى الرب.
آيات (3-6):- "فَلاَ يَتَكَلَّمِ ابْنُ الْغَرِيبِ الَّذِي اقْتَرَنَ بِالرَّبِّ قَائِلًا: «إِفْرَازًا أَفْرَزَنِي الرَّبُّ مِنْ شَعْبِهِ». وَلاَ يَقُلِ الْخَصِيُّ: «هَا أَنَا شَجَرَةٌ يَابِسَةٌ». لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِلْخِصْيَانِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ سُبُوتِي، وَيَخْتَارُونَ مَا يَسُرُّنِي، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي: «إِنِّي أُعْطِيهِمْ فِي بَيْتِي وَفِي أَسْوَارِي نُصُبًا وَاسْمًا أَفْضَلَ مِنَ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ. أُعْطِيهِمِ اسْمًا أَبَدِيًّا لاَ يَنْقَطِعُ. وَأَبْنَاءُ الْغَرِيبِ الَّذِينَ يَقْتَرِنُونَ بِالرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَلِيُحِبُّوا اسْمَ الرَّبِّ لِيَكُونُوا لَهُ عَبِيدًا، كُلُّ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسُوهُ، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي،"
كانوا في العهد القديم يهتمون بأن يكون لهم أولاد، ليبقى لهم اسم بعد موتهم، أما في العهد الجديد فنحن أحياء بالإيمان بالمسيح ولا أحد يهتم بأن يكون له أولاد
ليظل اسمه حيا في أولاده ، فالملائكة ليس لهم أولاد، ولكنهم أحياء، والله يعطي للجميع حياة. ولذلك كان اليهود لا يدخلون الخصي إلى جماعة الرب فهو غير مثمر وعقيم ، والمعنى أن لا ينضم للمحافل ولا للكهنوت، وغير المثمر يشير للميت روحيا. وكذلك الغرباء لأنهم لا يشبهون شعب الله ولكن هؤلاء حينما دعوا للإيمان المسيحي لم يعودوا أشجارًا يابسة غير مثمرة. هم بعد أن قبلوا المسيح مُخلِّصًا حل عليهم الروح القدس فتمسكوا بالإيمان وحفظوا السبت. وهكذا كم من الذين كانوا مرفوضين قبلًا صاروا قديسين عظماء (موسى الأسود).
آية (7):- "آتِي بِهِمْ إِلَى جَبَلِ قُدْسِي، وَأُفَرِّحُهُمْ فِي بَيْتِ صَلاَتِي، وَتَكُونُ مُحْرَقَاتُهُمْ وَذَبَائِحُهُمْ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي، لأَنَّ بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى لِكُلِّ الشُّعُوبِ»."
هنا نرى أفراح العبادة في المسيحية، والصلاة في ارتفاعها للسماويات على جبل الرب. فالكنيسة بيت
صلاة سماوي = جَبَلِ قُدْسِي، من يدخله لا يصير غريبًا عن الله ويحيا في فرح.
آية (8):- "يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ جَامِعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ: «أَجْمَعُ بَعْدُ إِلَيْهِ، إِلَى مَجْمُوعِيهِ»."
وأجمع بعد إليه = الله يجمع المؤمنين من كل الأمم ويضمهم للكنيسة ويصيروا مثمرين بل متئمين (نش 4:2). العقيم يتحول لمتئم (أي يلد توأم).
أَجْمَعُ بَعْدُ إِلَيْهِ، إِلَى مَجْمُوعِيهِ = مجموعيه = في نهاية الأيام وبعد أن يدخل كل الأمم إلى الكنيسة، يضم الله البقية من اليهود التي ستؤمن بالمسيح في نهاية الأيام، وهذه علامة نهاية الأيام (مت39:23 + رو15:11). لاحظ أنه في الآية السابقة قال أن بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب، وفي (الآية 6) يقول عنهم "وَأَبْنَاءُ الْغَرِيبِ الَّذِينَ يَقْتَرِنُونَ بِالرَّبِّ"، فالله سيجمع هؤلاء الشعوب (الأمم). ثم يجمع الرب إلى من جمعهم في بيته عبر الزمان ويسميهم هنا مجموعيه أي الكنيسة، سيضم إليها أي إلى الكنيسة من كانوا قد أصروا على رفض المسيح أي اليهود ويسميهم هنا مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ لأنهم كانوا خارج الكنيسة مرفوضين منه.
الآيات (1-8):- نرى الله هنا يفتح ذراعيه للكل، لليهود وللأمم، بل لكل من كان مرفوضًا في العهد القديم (آيات3-6)، فالمسيحي سيكون خليقة جديدة حية، إبنُ موعد. وكل ما يطلبه من الذين يؤمنون به أن يفهموا أن يطلبوا الحياة السماوية ورمزها هنا حفظ السبت وأن يحفظوا الحق والعدل. ويعد الله شعبه أن يأتي لكنيسته ويصلي، هو كأب يريد أن يجمع أولاده إلى حضنه ليفيض عليهم من محبته أفراحا (آية7). والله لن ينسى بقية إسرائيل الرافضة الان للإيمان وسيجمعهم في نهاية الأيام (آية8). نرى صورة معكوسة في الآيات (9-12) لمن أصر على رفض المسيح المخلص، وظل خارج حضن المسيح. فهذا لن يجد سوى المسيح الديان.
آيات (9-12):- "يَا جَمِيعَ وُحُوشِ الْبَرِّ تَعَالَيْ لِلأَكْلِ. يَا جَمِيعَ الْوُحُوشِ الَّتِي فِي الْوَعْرِ. مُرَاقِبُوهُ عُمْيٌ كُلُّهُمْ. لاَ يَعْرِفُونَ. كُلُّهُمْ كِلاَبٌ بُكْمٌ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَنْبَحَ. حَالِمُونَ مُضْطَجِعُونَ، مُحِبُّو النَّوْمِ. وَالْكِلاَبُ شَرِهَةٌ لاَ تَعْرِفُ الشَّبَعَ. وَهُمْ رُعَاةٌ لاَ يَعْرِفُونَ الْفَهْمَ. الْتَفَتُوا جَمِيعًا إِلَى طُرُقِهِمْ، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الرِّبْحِ عَنْ أَقْصَى. «هَلُمُّوا آخُذُ خَمْرًا وَلْنَشْتَفَّ مُسْكِرًا، وَيَكُونُ الْغَدُ كَهذَا الْيَوْمِ عَظِيمًا بَلْ أَزْيَدَ جِدًّا»."
من يبقى خارج الكنيسة يتعرض للوحوش المفترسة فهو سيكون بلا رعاية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هنا نرى مصير اليهود الذين رفضوا المسيح فسيترك الله عليهم جميع الوحوش = أي أعداء إسرائيل وهذا ما حدث من الرومان سنة 70 م. وهؤلاء الوحوش سيأتون بأمر الرب لأنه يقول تَعَالَيْ. وللأسف فهذا الشعب كل مُرَاقِبُوهُ عُمْيٌ = أي كهنتهم ومعلميهم الذين يفسرون لهم الكتاب المقدس. فكل من يقرأ الكتاب المقدس، العهد القديم ولا يرى المسيح فهو أعمى معاند. كلاب بكم = عمل الكلب أن ينبح ليحذر أصحابه عند اقتراب خطر، ولكن هؤلاء لا يقومون بهذا الواجب، فالخطر يقترب بلا محذر يحذرهم. وعلى كل خادم أن يفهم أن عمله هو تحذير مخدوميه وأن لا يسكت على خطاياهم. وهم ليسوا بُكمًا فقط بل شرهين للأموال نائمين غير مبالين بما سوف يحدث من هلاك لرعيتهم. بل الأسوأ أنهم غارقين في ملذاتهم = هلموا آخذ خمرًا = هذا كلام كاهن لآخر تعال نسكر ولا تهتم، فالغد سيكون أحسن من اليوم.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 57 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 55 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/w47jqp6