← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
هنا نجد نبوة على دمشق وإسرائيل لأنهما تحالفا معًا وكانا يدًا واحدة ضد يهوذا. فشركاء الخطية صاروا شركاء الخراب. وسبب الخراب واضح في آية (10) "لأنك نسيت إله خلاصك". فالله يؤدب إسرائيل كما يؤدب موآب وكما يؤدب دمشق. فليس عند الله محاباة فالله يحاكم ويدين الكل سواء المؤمنين به أو غير المؤمنين به فهو إله الكل. والله يؤدب إسرائيل هنا لتحالفها مع دمشق ضد يهوذا متكلين على فرعون لذلك سمح الله لملك أشور أن يؤدبهما. وقد خربت دمشق عدة مرات تاريخيًّا. مرتين على يد أشور ثم الكلدانيين ثم الفرس ثم اليونان وهكذا تحقق الوحي.
آيات (1، 2):- "وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ دِمَشْقَ: هُوَذَا دِمَشْقُ تُزَالُ مِنْ بَيْنِ الْمُدُنِ وَتَكُونُ رُجْمَةَ رَدْمٍ. مُدُنُ عَرُوعِيرَ مَتْرُوكَةٌ. تَكُونُ لِلْقُطْعَانِ، فَتَرْبِضُ وَلَيْسَ مَنْ يُخِيفُ."
دمشق أقدم مدن العالم ورقمها 444 فهي تمثل العالم، فرقم 4 يشير للعمومية والعالم.
معنى أن رقم دمشق 444 = قبل إختراع الأرقام (1، 2، 3..) كانوا يستخدمون الحروف الأبجدية للتعبير عن الأرقام فـ a = 1, b = 2 وهكذا. ويكتبون إسم الشخص أو إسم المدينة ويضعوا أرقاما بدلا من الحروف. ويقال رقم الإسم كذا (راجع رؤ13) وحين تكتب دمشق باليونانية يكون الرقم 444. لذلك إتخذت رمزا للعالم فيقال أنها أقدم المدن بالإضافة لأن رقم 4 يشير للعالمية.
رجمة ردم = حدث هذا أيام تغلث فلاسر. عروعير = إسم مدينة، والإسم عبري ويعني "عارية" أو "عُري". كانت هناك عدة مدن باسم عروعير. وعروعير هنا ليست التي في موآب. بل هي في جلعاد بالقرب من ربة عمون. ويشير اسم عروعير للمدن الخربة المهجورة المتروكة للرعي بلا سكان.
آية (3):- "وَيَزُولُ الْحِصْنُ مِنْ أَفْرَايِمَ وَالْمُلْكُ مِنْ دِمَشْقَ وَبَقِيَّةِ أَرَامَ. فَتَصِيرُ كَمَجْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ."
كما اقترن اسم إسرائيل ودمشق في الشر ، هكذا كما سيزول مجد هذه سيزول مجد تلك.
وعكس ذلك لاحظ أن من يقترن بالمسيح أي يحمل نيره ويحمل صليبه سيشترك معه في مجده كما يقول القديس بولس الرسول. "فَإِنْ كُنَّا أَوْلَادًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ ٱللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ" (رو17:8).
فكلمة المجد تعني الله. الله هو المجد كما يقول في (زك5:2) [أكون مجداً في داخلها]: "أَكُونُ مَجْدًا فِي وَسَطِهَا". وروحياً فالشرير يفقد مجده الداخلي إذ ينفصل عن الله فلا شركة للنور مع الظلمة (2كو14:6). الْحِصْنُ = أي المدن الحصينة ستفقد حصانتها. وهكذا الشرير سيفقد حماية الله له. كانت دمشق تخطط للشر وتستخدم جيش أفرايم كأداة لشرورها، لذلك سبق في الآيتين السابقتين بتهديد دمشق، وهنا يهدد الله أيضًا بعقاب أفرايم لذلك يقول يزول الحصن من أفرايم أي زوال الحماية عنه، بينما ينسب الملك لدمشق فملكها هو الذي يخطط. وإذا زالت الحماية تحولت أفرايم لخراب. كان الله سور من نار حول شعبه ولكن حين يدخل الشر لهم كيف يحميهم؟! بالإضافة لأنهم صار لهم ملك دمشق رأسا يخطط لهم، فهم تركوا إلههم ليسيروا وراء غريب.
وإذا فهمنا أن دمشق ترمز للعالم. نفهم أن النبوة موجهة لمن أعطى كل طاقاته وإهتماماته للعالم. فتملك العالم عليه (راجع إش 8: 5 - 7)، وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. ولاحظ أن خراب دمشق هو إنذار بخراب العالم كله، فدمشق كأقدم المدن تمثل العالم.
آية (4):- "وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ مَجْدَ يَعْقُوبَ يُذَلُّ، وَسَمَانَةَ لَحْمِهِ تَهْزُلُ،"
سَمَانَةَ لَحْمِهِ تَهْزُلُ
= حينما تنقل أشور سكان إسرائيل إلى أشور بالإضافة للجوع والذل والوحوش يتبقى عدد هزيل. ولكن لاحظ أن هناك بقية، وكل شرير يفقد قوته.
آيات (5، 6):- "وَيَكُونُ كَجَمْعِ الْحَصَّادِينَ الزَّرْعَ، وَذِرَاعُهُ تَحْصِدُ السَّنَابِلَ، وَيَكُونُ كَمَنْ يَلْقُطُ سَنَابِلَ فِي وَادِي رَفَايِمَ. وَتَبْقَى فِيهِ خُصَاصَةٌ كَنَفْضِ زَيْتُونَةٍ، حَبَّتَانِ أَوْ ثَلاَثٌ فِي رَأْسِ الْفَرْعِ، وَأَرْبَعٌ أَوْ خَمْسٌ فِي أَفْنَانِ الْمُثْمِرَةِ، يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ."
الحبات القليلة المتبقية في الفروع إشارة للبقية التي يتولى الله دائمًا إنقاذها. وادي رفايم = مشهور بزراعة الحبوب الخصبة وفيه ضرب داود الفلسطينيين ضربة عظيمة فصار الوادي مثلًا لسببين، حصاد الحبوب، وكثرة القتلى الذين وقعوا فيه بالسيف كما تقع السنابل تحت أيدي الحصادين، وتكون بقية لإسرائيل قليلة كالسنابل القليلة التي يلتقطها الفقراء وراء الحصادين. وتشير الآية لأن عدو إسرائيل سيستولي على غلاتهم وثمارهم ويكونوا هم كفقراء لا يتبقَّى لهم نصيب إلا كنصيب من يلتقط وراء الحصادين. وهكذا كل شرير يفقد بركاته ويكون بلا ثمار.
المعنى:- 1) معظم شعب إسرائيل يموتون في الحرب أو يُؤخذون سبايا ولا يتبقى سوى عدد قليل. 2) حتى من ناحية الطعام سيتبقى القليل جدًا.
آية (7):- "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَلْتَفِتُ الإِنْسَانُ إِلَى صَانِعِهِ وَتَنْظُرُ عَيْنَاهُ إِلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ،"
نتيجة طيبة للتأديبيات الإلهية التي جرت على إسرائيل.
آية (8):- "وَلاَ يَلْتَفِتُ إِلَى الْمَذَابحِ صَنْعَةِ يَدَيْهِ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَى مَا صَنَعَتْهُ أَصَابِعُهُ: السَّوَارِيَ وَالشَّمْسَاتِ."
السواري = تماثيل خشبية لعشتاروت آلهة الفينيقيين، الشمسات = عبادة الشمس وهي عبادات فيها دعارة وفجور.
آية (9):- "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَصِيرُ مُدُنُهُ الْحَصِينَةُ كَالرَّدْمِ فِي الْغَابِ، وَالشَّوَامِخُ الَّتِي تَرَكُوهَا مِنْ وَجْهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَصَارَتْ خَرَابًا."
كما ترك الكنعانيون مدنهم خربة أمام بني إسرائيل هكذا سيترك بني إسرائيل مدنهم خربة أمام أعدائهم في هذه الضربة.
آيات (10، 11):- "لأَنَّكِ نَسِيتِ إِلهَ خَلاَصِكِ وَلَمْ تَذْكُرِي صَخْرَةَ حِصْنِكِ، لِذلِكَ تَغْرِسِينَ أَغْرَاسًا نَزِهَةً وَتَنْصِبِينَ نُصْبَةً غَرِيبَةً. يَوْمَ غَرْسِكِ تُسَيِّجِينَهَا، وَفِي الصَّبَاحِ تَجْعَلِينَ زَرْعَكِ يُزْهِرُ. وَلكِنْ يَهْرُبُ الْحَصِيدُ فِي يَوْمِ الضَّرْبَةِ الْمُهْلِكَةِ وَالْكَآبَةِ الْعَدِيمَةِ الرَّجَاءِ."
حينما نسيت الله ، ماذا فعلت؟ غرست أَغْرَاسًا نَزِهَةً ونصبت نُصْبَةً غَرِيبَةً = أي أنواع عبادة غريبة وثنية على المرتفعات وتحت الأشجار الضخمة التي يزرعونها. وفي (11) نجد أن كل هذا بلا فائدة. تغرسين = كل محاولة للفرح بعيدا عن الله تفشل.
وَلَمْ تَذْكُرِي صَخْرَةَ حِصْنِكِ = كلمة صخرة تترجم صخرة وتترجم الله. ولاحظ أن الله هو الصخرة التي تحمينا من الرياح والعواصف التي يثيرها رئيس سلطان الهواء أي الشيطان (أف2:2).
آيات (12-14):- "آهِ! ضَجِيجُ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ تَضِجُّ كَضَجِيجِ الْبَحْرِ، وَهَدِيرِ قَبَائِلَ تَهْدِرُ كَهَدِيرِ مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ. قَبَائِلُ تَهْدِرُ كَهَدِيرِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. وَلكِنَّهُ يَنْتَهِرُهَا فَتَهْرُبُ بَعِيدًا، وَتُطْرَدُ كَعُصَافَةِ الْجِبَالِ أَمَامَ الرِّيحِ، وَكَالْجُلِّ أَمَامَ الزَّوْبَعَةِ. فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ إِذَا رُعْبٌ. قَبْلَ الصُّبْحِ لَيْسُوا هُمْ. هذَا نَصِيبُ نَاهِبِينَا وَحَظُّ سَالِبِينَا."
نرى هنا جزاء من يخرب شعب الله، هم أعداء أقوياء حقًا وكهدير البحر ولكن إذ ينتهرهم الله يصيروا كعصافة في الهواء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ومن يختفي في الرب يصير عدوه القوي مهما كان جبارًا كلا شيء. ضجيج = امتاز الأشوريون بالضجيج وهذا فيه إشارة لكثرة عددهم. في وقت المساء = فقد مات 185,000 ليلًا قبل الصبح. كالجل = أي الأشياء الخفيفة كالعصافة. هذه الآيات تشير لاندحار أعداء شعب الله كأشور أو حرب في نهاية الأيام أو اندحار الشياطين. وهلاك جيش أشور على أسوار أورشليم سيتكرر في نهاية الأيام حين يحيط أعداء الكنيسة بها (راجع إصحاحات 38، 39 من سفر حزقيال).
قَبْلَ الصُّبْحِ لَيْسُوا هُمْ = قبل نهار الأبدية حين يتمجد أولاد الله، سيُلقَى الشيطان عدو الله في البحيرة المتقدة بالنار وتكون نهايته كما حدث مع جيش أشور على أسوار أورشليم.
هذا الإصحاح تمت صياغته ليشرح أحداث النهاية:-
الآيات 1 ، 2:- نرى صورة لخراب كل العالم = مُدُنُ عَرُوعِيرَ مَتْرُوكَةٌ. تَكُونُ لِلْقُطْعَانِ. ولاحظ أن دمشق كما قلنا تشير للعالم وأن عروعير عارية وحيث أن عروعير هي إسم عدة مدن، فيصبح قوله مدن عروعير متروكة فهذا يشير لكثرة المدن المخربة التي صارت بلا سكان وبلا مساكن وبلا أسوار تحميها فكأنها عارية.
معنى أن رقم دمشق 444 = قبل إختراع الأرقام ...)1،2،3) كانوا يستخدمون الحروف الأبجدية للتعبير عن الأرقام فـ a = 1, b = 2 وهكذا. ويكتبون اسم الشخص أو اسم المدينة ويضعون أرقامًا بدلًا من الحروف. ويقال رقم الاسم كذا (راجع رؤ13) وحين تكتب دمشق باليونانية يكون الرقم 444. لذلك إتخذت رمزا للعالم فيقال أنها أقدم المدن بالإضافة لأن رقم 4 يشير للعالمية.
الآيات 3 ، 4:- الخراب يشمل الكل اليهود (أو إسرائيل) التي ستصبح بلا حماية = وَيَزُولُ الْحِصْنُ مِنْ أَفْرَايِمَ ويذهب عنها قوتها = ومجدها فحينما لا يكون المجد راجع لوجود الله وسطها كما قيل في (زك2: 5) بل راجع لأسباب عالمية، فهذا المجد العالمي لا بد وستكون له نهاية. بل وتنتهي صورة هذا العالم = وَالْمُلْكُ مِنْ دِمَشْقَ وَبَقِيَّةِ أَرَامَ. فدمشق كما قلنا ترمز للعالم.
الآيات 5 - 9:- مع دمار إسرائيل لكن هناك بقية ستخلص وتؤمن. وهذه البقية ستؤمن بالمسيح قدوس إسرائيل (7) تاركين أفكارهم الحرفية عن ضرورة تقديم ذبائح دموية (8) أو الاعتماد على قوة أخرى عالمية غير الله فهذا يعتبر وثنية (8) عبَّر الوحي عنها بقوله السَّوَارِيَ وَالشَّمْسَاتِ أما الذين عاندوا ورفضوا الإيمان سيخربوا وتخرب معهم مدينتهم.
الآيات 10 - 11:- مصير كل عمل أيديهم الخراب فالله ليس في وسطهم.
الآيات 12 - 14:- نرى أن الشعوب التي حاصرت أورشليم هي أيضًا ستنتهي بعد أن خربت إسرائيل (راجع زك14: 1 - 5) فهذه صورة لنهاية العالم الذي نحن فيه الآن. ولأنها النهاية، فيوم الأبدية يبدأ بعد هذه النهاية ونسمع قول الوحي قَبْلَ الصُّبْحِ لَيْسُوا هُمْ.
[13] :- نهاية وخراب الشيطان ومملكته محتمة.
[14] :- وعد بأن الله سيرحم البشر ويعطيهم راحة. بعد أن فسدت طبيعتهم بسبب غواية إبليس. وكان كبرياء الشيطان وإفساده للبشر سبب نهايته الأليمة. وسيكون إنكسار الشيطان على مرحلتين. وسيعطي الله قوة لكنيسته لتهاجم الشيطان ولن يقوى عليها.
[15 ، 16]:- مصير من ينخدع بغواية الشيطان.
[17]:- إنذار بخراب العالم، وضياع كل ما كان الإنسان يسعى وراءه من شهوات أو ممتلكات. وخراب كل من وضع رجاءه في هذا العالم. ولكن دائما هناك بقية ستخلص.
* هناك إنكسار للشيطان تم بالصليب، ولكن هناك إنكسار نهائي عند المجيء الثاني حين يرسله الله لدينونته في البحيرة المتقدة بالنار. وقبل المجيء الثاني يطلق الشيطان ويضع كل قوته مع ضد المسيح. فماذا تكون صورة أحداث النهاية؟ هذا ما سنراه فيما يأتي.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 18 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 16 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y6b4zqa