St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   27-Sefr-El-Ro2ya
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

الرؤيا 13 - تفسير سفر الرؤيا

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب سفر رويا يوحنا الإنجيلي:
تفسير سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: مقدمة سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي | الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | تعليق على رسائل الكنائس السبع | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | تسلسل الأحداث في سفر الرؤيا

نص سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | الرؤيا كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هنا نرى وحشين يرسلهما التنين (الشيطان) يُحارِبان الكنيسة، وينفذان شرور الشيطان على الأرض. في إصحاح (12) رأينا التنين وهنا نرى الوحشين:-

الأول يسمى وحش البحر فهو قد خرج من البحر، إشارة لهذا العالم المضطرب الذي من يشرب من مياهه المالحة (ملذاته) يعطش، الذي يرفع الإنسان يومًا ويخفضه يومًا كالموج. والبحر الذي يعيش فيه من البشر لا بُد وأنه سيغرق ويموت، لذلك فالبحر يمثل العالم المضطرب الذي سيخرج منه هذا الشخص. والمعنى أن من يتبع هذا الوحش سيجد سهولة في الحصول على ملذات الدنيا ولكنه لن يشعر بشبع أو ارتواء ولا بسلام ولا براحة. حقا سينهل من ملذات العالم لكن دونما شبع حقيقي وسيكون في حالة اضطراب مستمر كالبحر ونهايته الموت.

الثاني يسمى وحش الأرض لأنه طالع من الأرض، والأرض مجال عمل الشيطان حيث الوحش الأول باسطا نفوذه. وهذا الوحش الثاني سيكون عمله الدعاية للوحش الأول، فهو خارج من مملكته، يحث الناس على الإيمان به. فالأرض هنا هي مملكة الوحش الأول. وإذا فهمنا أن الأرض تشير دائمًا لأرض إسرائيل فربما يكون هذا الوحش الثاني، وحش الأرض زعيم ديني يهودي.

والوحش الأول غالبًا سيكون زعيم سياسي أو قائد عسكري أو اقتصادي، أو ملك أو ما شابه من العالم المضطرب. أما وحش الأرض أو الوحش الثاني فسيكون زعيم ديني غالبًا من اليهود. فالكتاب يطلق عليه صفة النبي الكذاب (رؤ13:16) + (رؤ20:19) وهؤلاء الثلاثة، التنين ووحش البحر ووحش الأرض يسمونهم الثالوث النجس.

 

آية 1 "ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى رَمْلِ الْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ الْبَحْرِ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَانٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ."

St-Takla.org Image: "Then I stood on the sand of the sea. And I saw a beast rising up out of the sea, having seven heads and ten horns, and on his horns ten crowns, and on his heads a blasphemous name. Now the beast which I saw was like a leopard, his feet were like the feet of a bear, and his mouth like the mouth of a lion. The dragon gave him his power, his throne, and great authority. And I saw one of his heads as if it had been mortally wounded, and his deadly wound was healed. And all the world marveled and followed the beast. So they worshiped the dragon who gave authority to the beast; and they worshiped the beast, saying, “Who is like the beast? Who is able to make war with him?” And he was given a mouth speaking great things and blasphemies, and he was given authority to continue for forty-two months. Then he opened his mouth in blasphemy against God, to blaspheme His name, His tabernacle, and those who dwell in heaven. It was granted to him to make war with the saints and to overcome them. And authority was given him over every tribe, tongue, and nation. All who dwell on the earth will worship him, whose names have not been written in the Book of Life of the Lamb slain from the foundation of the world. If anyone has an ear, let him hear" (Revelation 13: 1-9) - Apocalypse, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم وقفت على رمل البحر، فرأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى قرونه عشرة تيجان، وعلى رؤوسه اسم تجديف. والوحش الذي رأيته كان شبه نمر، وقوائمه كقوائم دب، وفمه كفم أسد. وأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانا عظيما. ورأيت واحدا من رؤوسه كأنه مذبوح للموت، وجرحه المميت قد شفي. وتعجبت كل الأرض وراء الوحش، وسجدوا للتنين الذي أعطى السلطان للوحش، وسجدوا للوحش قائلين: «من هو مثل الوحش؟ من يستطيع أن يحاربه؟» وأعطي فما يتكلم بعظائم وتجاديف، وأعطي سلطانا أن يفعل اثنين وأربعين شهرا. ففتح فمه بالتجديف على الله، ليجدف على اسمه، وعلى مسكنه، وعلى الساكنين في السماء. وأعطي أن يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم، وأعطي سلطانا على كل قبيلة ولسان وأمة. فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض، الذين ليست أسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح. من له أذن فليسمع!" (الرؤيا 13: 1-9) - صور سفر الرؤيا، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: "Then I stood on the sand of the sea. And I saw a beast rising up out of the sea, having seven heads and ten horns, and on his horns ten crowns, and on his heads a blasphemous name. Now the beast which I saw was like a leopard, his feet were like the feet of a bear, and his mouth like the mouth of a lion. The dragon gave him his power, his throne, and great authority. And I saw one of his heads as if it had been mortally wounded, and his deadly wound was healed. And all the world marveled and followed the beast. So they worshiped the dragon who gave authority to the beast; and they worshiped the beast, saying, “Who is like the beast? Who is able to make war with him?” And he was given a mouth speaking great things and blasphemies, and he was given authority to continue for forty-two months. Then he opened his mouth in blasphemy against God, to blaspheme His name, His tabernacle, and those who dwell in heaven. It was granted to him to make war with the saints and to overcome them. And authority was given him over every tribe, tongue, and nation. All who dwell on the earth will worship him, whose names have not been written in the Book of Life of the Lamb slain from the foundation of the world. If anyone has an ear, let him hear" (Revelation 13: 1-9) - Apocalypse, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم وقفت على رمل البحر، فرأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى قرونه عشرة تيجان، وعلى رؤوسه اسم تجديف. والوحش الذي رأيته كان شبه نمر، وقوائمه كقوائم دب، وفمه كفم أسد. وأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانا عظيما. ورأيت واحدا من رؤوسه كأنه مذبوح للموت، وجرحه المميت قد شفي. وتعجبت كل الأرض وراء الوحش، وسجدوا للتنين الذي أعطى السلطان للوحش، وسجدوا للوحش قائلين: «من هو مثل الوحش؟ من يستطيع أن يحاربه؟» وأعطي فما يتكلم بعظائم وتجاديف، وأعطي سلطانا أن يفعل اثنين وأربعين شهرا. ففتح فمه بالتجديف على الله، ليجدف على اسمه، وعلى مسكنه، وعلى الساكنين في السماء. وأعطي أن يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم، وأعطي سلطانا على كل قبيلة ولسان وأمة. فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض، الذين ليست أسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح. من له أذن فليسمع!" (الرؤيا 13: 1-9) - صور سفر الرؤيا، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

 نلاحظ أن الوحش له نفس مواصفات التنين المذكورة في (رؤ3:12). والتنين هو الشيطان، بمعنى أن الشيطان أعطى كل قوته لهذا الوحش، وهذا ما سيتضح من آية 2. ولكن هناك خلاف في عدد التيجان. ففي (رؤ3:12) كان على رؤوسه 7 تيجان وهنا نجد على قرونه 10 تيجان. والسبب أنه في (رؤ3:12) كان يتكلم عن حرب إبليس ضد الكنيسة عبر العصور مستخدما في ذلك 7 ممالك عظيمة مثل بابل والدولة الرومانية كما سيأتي في تفسير إصحاح (17). أما هنا فنسمع أن الوحش له 7 رؤوس دون ذكر تيجان، وهذا يعني غالبًا أن القوى العالمية كلها ستؤيده. وهذا معنى رقم 7 الذي هو رقم الكمال. ولكن القرون العشرة فهم 10 ملوك سيظهرون في فترة ظهور الوحش. فنحن في إصحاح (13) في آخر الأيام، والوحش قد ظهر، وهؤلاء الملوك سيعطون قوتهم أو سيكونون بقوتهم العسكرية تابعين للوحش. والقوة شبهها بقرن (تشبيهات المجتمعات الرعوية). والملوك العشرة رمزهم 10 تيجان هؤلاء الملوك العشرة لن يكتفوا بالتأييد بل سيعطون الوحش كل قوتهم.

على رؤوسه اسم تجديف = فهو لا يفكر سوى في التجديف على المسيح وإنكار لاهوته والرأس يشير للفكر. فهذا الوحش يخترع التجديف ضد الله والهجوم على المؤمنين

 

آية 2 "وَالْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتُهُ كَانَ شِبْهَ نَمِرٍ، وَقَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ دُبٍّ، وَفَمُهُ كَفَمِ أَسَدٍ. وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَانًا عَظِيمًا."

 شبه نمر = مواصفات هذا الوحش نجدها هنا. والنمر أرقط أي به بقع سوداء. وهذا الوحش مشوه بالرذائل، سريع الحركة كالنمر في اضطهاده للكنيسة. بلا حنان ولا رحمة. قوائمه كقوائم دب = إشارة لعنفه في حربه ضد الكنيسة. فمه كفم أسد = مفترس وقيل عن إبليس أنه كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه. والتنين أعطاه قدرته وعرشه = الشيطان سكن في هذا الوحش ليضل به العالم، وأعطاه كل قوته وسلطانه بعد أن أُطْلِق من سجنه أي الهاوية (رؤ7:11) + (رؤ3:20). وسيستخدم الشيطان كل قوته وخداعاته ليضل الناس. وعرشه = فالشيطان هو رئيس العالم (يو30:14). وبهذا نفهم أن وحش البحر سيكون له سلطان على العالم أي زعيم عالمي. وهذا سيمارس كل أنواع الاضطهاد ضد الكنيسة وبوحشية ليسقط أكبر عدد ممكن في عبادته تاركين المسيح فيهلكوا معه في بحيرة النار.

ولاحظ أن وحشية هذا الوحش إجتمع فيها وحشية النمر والدب والأسد كلهم. وهذه أشرس الحيوانات. ولاحظ أنه في (دا7) رأينا تصوير للأمم التي تحارب الله وشعبه، وأنه تم تشبيه بابل بالأسد والفُرْس بالدب واليونان بالنمر والرومان بحيوان هائل مرعب لم يُعْطَى له شبهًا. وهنا نرى أن وحش الأيام الأخيرة قد اجتمعت فيه كل صفات الوحشية، فهو فاق الجميع في وحشيته. لذلك قيل عن ضيق تلك الأيام "زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الوقت" (دا12: 1). وقال عنه رب المجد "لِأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ٱبْتِدَاءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ وَلَنْ يَكُونَ" (مت24: 21).

 

آية 3 "وَرَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ،"

ورأيت واحدًا من رؤوسه كأنه مذبوح للموت = هذه تعني أن إحدى القوى السياسية أو العالمية قد انحدرت ربما بسبب حرب أو أزمة اقتصادية، ثم يساندها الوحش مما يثير إعجاب العالم وراءه، معجبين بقوته ويرون هذا كأنه معجزة. وقد تفهم أن أحد الملوك الذين يتبعونه يجرح جرحا شديدًا ثم يشفى بقوة غريبة فيدهش الناس، وهو بهذا يحاول أن يقلد المسيح الذي قام بعد موته.

 

آية 4 "وَسَجَدُوا لِلتِّنِّينِ الَّذِي أَعْطَى السُّلْطَانَ لِلْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قَائِلِينَ: «مَنْ هُوَ مِثْلُ الْوَحْشِ؟ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ؟»"

 نسمع هنا العبارة التي يعجب بها إبليس ومن يتبعه من مثل الوحش هذه العبارة هي التي أسقطت إبليس قديمًا حينما قال أصير مثل العليّ (أش14:14) وقال الملاك ميخائيل من مثل الله. وبهذه الحيلة أسقط إبليس آدم وحواء إذ قال لهما إن أكلتما تكونان كالله (تك5:3).

عجيب فالإنسان يريد أن يتساوى بالله ويرتفع ولكن بالانفصال عن الله، أما الله فمن محبته يريد أن الإنسان يرتفع لكن بالإتحاد به ودون انفصال "ألم أقل أنكم آلهة" (مزمور6:82) إلى هذه الدرجة يريد الله أن يرفع الإنسان. لكن بالإتحاد معه "اثبتوا فيَّ وأنا فيكم" والمسيح جاء لنكون واحدا فيه وفي الآب (يو21:17) أما الانفصال فمعناه الموت، فالله هو الحياة، والانفصال عنه بالتالي هو الموت. لذلك قال الله "لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت" هذه هي نتيجة طبيعية للانفصال عن الله. إذًا ربما تكون شجرة معرفة الخير والشر هي الإحساس بالذات بالانفصال عن الله.

 

آية 5 "وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا."

الشيطان أعطى للوحش أن يجدف على الله اثنين واربعين شهرا = هي مدة دوس الأمم لأورشليم. وقد يعني هذا إهانة المقدسات المسيحية.

وربما هذا ما قصده دانيال حين قال "وتقوم منه أذرع وتنجس المقدس الحصين (دا31:11) وتجعل الرجس المُخَرِّب. وهذا ما أشار إليه السيد المسيح في نبوته (مت15:24) فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس، ليفهم القارئ، فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال " وربما يكون المعنى بهذا أن ضد المسيح يفرض سيطرته على الكنائس وهو نفسه الرجس المخرب أي أنه سيخرب الكنائس، وتكون هذه علامة على هروب المرأة للبرية لكي يعولها الله الـ1260 يومًا، مدة دوس الأمم لأورشليم. والمعنى العام لكل هذا، هو تحذير الله لنا " لو رأيتم انتشار الرجاسات فتوقعوا خرابًا أكيدا".

 

آية 6 "فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ."

 ليجدف على اسمه = حينما سأل موسى الله عن اسمه، أجابه بأنه يهوه وهذا يعني "أنا هو" والمسيح دائمًا كان يقول عن نفسه أنا هو، مثلًا أنا هو النور... أنا هو الطريق والحق والحياة. وحين قال لمن أتوا ليقبضوا عليه في بستان جثسيماني " أنا هو " سقطوا إذ كان بهذا يعلن لاهوته وأنه يهوه العظيم. بل أن المسيح يقول عن نفسه أنه هو يهوه أي أنا هو "لِأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ" (يو8: 24 ، 28). وبهذا نفهم أن ضد المسيح حين يجدف "على اسمه" فإنه بهذا يجدف على المسيح.

وعلى مسكنه = أي على الكنيسة التي قد يحتلها وينجسها.

وعلى الساكنين في السماء = أي الملائكة والقديسين.

 

آية 7 "وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ."

 يغلبهم = جسديا، أي يضطهدهم ويقتلهم. بل سيتعقبهم في كل بلد وكل أمة = أعطي سلطانا على كل قبيلة ولسان وأمة. هو سيغلبهم جسديا ولكنهم سيغلبونه روحيًا، كما حدث مع المسيح نفسه، فقد نجحت مؤامرة الشيطان ضده وصلب ومات لكن المسيح هو الذي انتصر على إبليس في معركة الصليب.

 

St-Takla.org Image: Jesus reading the Book of Life in heaven. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يقرأ في سفر الحياة في السماء.

St-Takla.org Image: Jesus reading the Book of Life in heaven.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يقرأ في سفر الحياة في السماء.

آية 8 "فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ."

العالم المخدوع سيسجد له، أما أولاد الله المؤمنين فلن ينخدعوا به. ولن يحبوا حياتهم حتى الموت (رؤ11:12). ولنلاحظ أن أسماءنا تكتب في سفر حياة الخروف يوم المعمودية، ومن يغلب لن يمحى اسمه من سفر الحياة (رؤ5:3).

 

آية 9 "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ!"

 من له أذن فليسمع =

1. هذا تحذير للمؤمنين حتى لا يتبعوا الوحش مهما هدد حياتهم.

2. هناك أخبار مؤلمة ولكن من له أذن روحية يسمع كلمات الرب ووعوده، وأن فترة الآلام مؤقتة (3,5) وأن من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص (مت13:24).

3. من له أذن روحية مفتوحة سيسمع صوت تعزيات الروح القدس ويحتمل الألم سيسمع ما يقوله الروح الْمُعَزِّي للكنائس.

 

آية 10 "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجْمَعُ سَبْيًا، فَإِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَقْتُلُ بِالسَّيْفِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ بِالسَّيْفِ. هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ وَإِيمَانُهُمْ."

 على القديسين أن يؤمنوا أن نهاية هذا الوحش مؤلمة فمن يَقتُل لا بُد أن يُقتَل، ومن يقود للسبي سيسبونه. كما قال عوبديا "كما فعلت يُفْعَل بِكَ، عملك يرتد على رأسك" (عوبديا15).

 

آيات 12،11 "ثُمَّ رَأَيْتُ وَحْشًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ الأَرْضِ، وَكَانَ لَهُ قَرْنَانِ شِبْهُ خَرُوفٍ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ كَتِنِّينٍ، وَيَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ الْوَحْشِ الأَوَّلِ أَمَامَهُ، وَيَجْعَلُ الأَرْضَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ جُرْحُهُ الْمُمِيتُ،"

هذا الوحش أسماه الكتاب "النبي الكذاب" (رؤ 13:16 + 20:19 + 10:20).

شبه خروف = يحاول أن يتظاهر بالوداعة مقلدا السيد المسيح.

لكنه يتكلم كتنين = أي بخبث ومكر واقتدار.

وكان له قرنان = القرن علامة القوة. والقرنان هما:

1. له كل سلطان الوحش، أي يضرب من يقاومه بقوة ووحشية.

2. هو قادر على عمل معجزات وآيات خادعة لإثبات كلامه. وهذه الآيات أيضًا بقوة ولكنها قوة الشيطان.

وهذا النبي الكذاب يعمل لحساب ضد المسيح وبسلطانه ويستحث الناس للإيمان به = يسجدون للوحش الأول.

 

آيات 13-15 "وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ، وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ، قَائِلًا لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ. وَأُعْطِيَ أَنْ يُعْطِيَ رُوحًا لِصُورَةِ الْوَحْشِ، حَتَّى تَتَكَلَّمَ صُورَةُ الْوَحْشِ، وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ."

هو قادر بقوة الشيطان أن يعمل آيات بالسحر فينزل نارا من السماء، ويجعل صورة الوحش تتكلم. وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ = هو سيجعل الناس يؤمنون بوحش البحر ويقدمون له العبادة أي يسجدون له، أو يقتلون لذلك قيل عنه أنه سيقوم بعمل الدعاية لوحش البحر.

يجعل نارا تنزل من السماء = هناك رأي يقول أن اليهود بعد أن يبنوا هيكلهم، يقدمون ذبيحة، ويأتي هذا النبي الكذاب لينزل نارا من السماء علامة على قبول السماء للذبيحة، وبهذا يخدع الناس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وربما من هذا نفهم أن عمل وحش الأرض (الوحش الثاني) هو عمل ديني، لذلك قد يكون غالبًا زعيم ديني يهودي. بعكس وحش البحر الذي عمله سيكون عسكري ومدني. وسيكون من العالم (البحر) أي زعيم عالمي.

 

آيات 17،16 "وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِمْ، وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ."

اليد اليمنى رمز للعمل. والجبهة رمز للتفكير. أي أن من سيكون لهم السمة على يدهم اليمنى وعلى جبهتهم، سيكونون بنشاطهم وعملهم وخدمتهم (اليد). وتفكيرهم وولائهم وإيمانهم (الجبهة) في خدمة ضد المسيح. وهناك فكر للبعض في هذه الأيام، أن تابعي الوحش سيوضع لهم شريحة إلكترونية في أياديهم أو جبهتهم بها كود خاص بالوحش وبها يبيعون ويشترون، وبغيرها لا يمكن لهم البيع أو الشراء ، أي لا يمكنهم أن يعيشوا وسط الناس. وهذا الفكر مبني على ما يفكرون فيه في هذه الأيام، بأن يكون لهم شريحة توضع في يدهم بها كل بياناتهم وبها يتعاملون مع البنوك مثلا.

أما سمة أولاد الله فهي ختم الروح القدس. ولكن سمة أولاد الشيطان فهي علامة أو اسم الوحش أو عدد اسمه.

قصة من جريدة الأهرام:- في أيام حكم الرئيس ريجان Ronald Reagan رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة، قرر أن يشتري بيتًا ليعيش فيه بعد انتهاء مدة رياسته. ولكل بيت رقم لصندوق البريد، وأعطوه رقم صندوق بريده وكان 667. وكان الرئيس ريجان يتعامل مع عرافة، ولا يتخذ قرارا إلا بمشاورتها! وسألها فأفادت بأن الرقم الذي تتفاءل به هو 666 وطلبت منه تغيير صندوق بريده إلى 666. وأشارت الجريدة في نفس الخبر أن هناك كثيرين ينقشون رقم 666 على ظهورهم؟! ؟! [وحتى نضع كل الحقائق، فقد نشرت جريدة لوس أنجلوس تايمز Los Angeles Times نهاية عام 1988 م. أن أسرة الرئيس قررت تغيير رقم المنزل من 666 إلى 668 حتى يتلافوا هذا الرقم.]

والنبي الكذاب هو الذي سيعمل هذه السمة ويجعل الناس تضعها على جباههم وأيديهم. ولا يستطيع من ليس له هذه السمة أن يشتري أو يبيع أي التعامل وقضاء المصالح. وهذا يظهر لنا صعوبة هذه الأيام، لذلك قال عنها دانيال النبي "يكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الوقت" (دا1:12).

 

St-Takla.org Image: The number of the devil: 666 (in English, Greek and Arabic) (image 2). - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 15 December 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: عدد الوحش (رقم الشيطان): 666 (باللغة الإنجليزية واليونانية والعربية) (صورة 2). - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 15 ديسمبر 2024 م.

St-Takla.org Image: The number of the devil: 666 (in English, Greek and Arabic) (image 2). - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 15 December 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عدد الوحش (رقم الشيطان): 666 (باللغة الإنجليزية واليونانية والعربية) (صورة 2). - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 15 ديسمبر 2024 م.

آية 18 "هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ: سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ."

 كانت الحروف الأبجدية لها دلالات رقمية قبل اختراع الأرقام وكان ذلك في اللغات اليونانية والرومانية والقبطية والعبرية. ويميز الحرف عن الرقم بوضع شرطة فوقه فيصير رقمًا:

a/=1 b/ =2 g/=3 d/=4 e/=5 l/=30

وكان كل إنسان يقوم بحساب رقم اسمه. ولنأخذ مثالًا عن إنسان اسمه عادل وهكذا يكتب اسمه بالقبطية adel.

فيكون رقم اسمه:

a/ +d/+e/+l/= 1+4+5+30=40

والله يعطينا هنا دليل لاكتشاف شخص الوحش أو ضد المسيح. وذلك بأن نكتب اسمه باليونانية ونحسب أرقامه فسيكون عدد اسمه 666.

ورقم 6 هو رقم الإنسان الناقص، فالإنسان مخلوق في اليوم السادس. ولكن الإنسان بقوة الله الواحد (ورقم 1 يشير لله) يصبح كاملا لذلك حسب رقم 7 = 6 + 1 هو رقم الكمال. أما رقم 8 فيشير للأبدية أي بعد أن ينتهي أسبوع هذا العالم (أي سبعة أيام الخليقة) يبدأ يوم الأبدية الثامن الذي لن ينتهي. لذلك قام المسيح في يوم الأحد وهو اليوم الثامن لأن الأسبوع اليهودي ينتهي باليوم السابع أي يوم السبت، مبتدئا أسبوعا جديدا أي حياة جديدة في الأبدية.

وحينما نحسب اسم يسوع نجده 888 أي هو الحياة الأبدية وكمال الحياة.

ونعود لرقم 666 فهو كمال النقص والشر أو الشر مجسما. فحينما يأتي الرقم ثلاثيًّا يكون تجسيما للشيء ورقم 6 = 7-1 أي هو رقم نقص فهو أقل من رقم الكمال. وبنفس المفهوم فرقم 1000 ومضاعفاته يشير للسمائيين فهو = 10×10×10، والمعنى كمال حفظ الوصايا في السماء، فالسماء لن يدخلها شيء دنس (رؤ 21: 27).

وهناك عدد من الأشخاص عبر التاريخ كان عدد اسمهم 666 وليس معنى هذا أن كل منهم هو ضد المسيح (الوحش) بل أنه حينما يظهر هذا الشخص (الوحش) سيكون لنا عدد اسمه 666 علامة مميزة نميزه بها... هنا الحكمة = أي الدارس للكتاب المقدس، سيعرف العلامات التي تميز هذا الوحش ولن يسير وراءه أو ينخدع به فإنه عدد إنسان = إذًا الوحش سيكون إنسانًا عاديًّا وليس قوة معنوية أي دولة أو قوة اقتصادية، بل هو إنسان وله اسم.

عموما كلمة "أنا أدحض" باليونانية مجموعها 666 فضد المسيح سيأتي ناكرًا وداحضًا الإيمان بالمسيح مُنَصِّبًا نفسه إلهًا (2تس 4:2). الوحش هو ضد المسيح ANTICHRIST= المسيح كان رحيما والوحش سيكون دمويا والمسيح طاهر قدوس والوحش سيكون نجسا...أي أن صفات الوحش هي عكس صفات السيد المسيح تمامًا في كل شيء.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لنرى الآن العلامات التي أعطاها لنا الله لضد المسيح الذي يظهر في آخر الأيام:-

  1. دموي متوحش ولاحظ مواصفاته (رؤ13: 2) ومَنْ لا يتبعه هكذا لا بد أن يُقتل (رؤ 13). "ولو لم يقصر الله تلك الأيام لم يخلص جسد" (مت 24).

  2. يصنع علامة لِمَنْ يتبعه بها يشتري ويبيع، أي من ليس له العلامة لن يستطيع أن يعيش (رؤ 13).

  3. إما شاذ جنسيًّا أو هو سينشر الشذوذ الجنسي = لا يبالي بشهوة النساء (دانيال 11) ولذلك تسمى مملكته روحيًّا سدوم (رؤ 11).

  4. لا يعترف بإله بل يجلس في هيكل الله مظهرا نفسه أنه إله (2تس2) + لن يبالي بآلهة آبائه (دانيال 11).

  5. يعيد تقسيم الأرض كمكافأة لمن يتبعه = يقسم الأرض أجرة. راجع (دانيال 11).

  6. رقم اسمه باليونانية هو 666 (رؤ 13).

  7. هما وحشين، أحدهما زعيم أو قائد يخرج من العالم، وهذا هو وحش البحر وهو الوحش الدموي، والآخر غالبًا سيكون رئيس ديني يهودي يكون مركزه في أورشليم ويسميه سفر الرؤيا وحش الأرض، وله سلطان شيطاني على عمل خوارق وأعاجيب تبهر الناس فتتبعه. وهذا يُنزل نارا من السماء وهذه قد تكون لقبول ذبيحة يقدمها فيظن الناس أن الله قد قبلها وينخدعوا وراءه (رؤ13).

  8. وحش الأرض سيكون أداة الدعاية لوحش البحر (رؤ13: 12).

  9. سيكون له جرح مميت ويُشفى منه (رؤ13: 3).

  10. وحش الأرض سيجعل صورة وحش البحر تتكلم. وجميع الذين لا يسجدون لهذه الصورة يجعلهم يُقتلون (رؤ13: 15).

  11. يعطل الكنائس وغالبًا يأخذها لحسابه = يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه أنه إله (2تس2: 4).

  12. السمة الواضحة له أنه يدّعي أنه المسيح ويهاجم مسيحنا ومخلصنا الحقيقي بشدة.

  13. له ذكاء خارق ويبهر الناس بقوته وإمكانياته ربما العسكرية أو المالية = بالذهب والفضة. راجع (دانيال 11)

  14. إله هذه الفترة هو المال والأسلحة والقوة المالية أو العسكرية يتحصن بها = يُكرم إله الحصون. راجع (دانيال 11). هو لا يعترف بأى إله ولكنه يتحصن بالقوة. أما من له الله إلها فهو يحتمى به ولا يحتاج لسواه.

  15. الضربات تصيبه بطريقة عجيبة ولكنه يعاند، لذلك تدعى مملكته روحيا مصر (رؤ 11) ففرعون كان يعاند موسى ويرفض إطلاق الشعب مع كل الضربات التي ضربه بها الله. وضربات مملكة الوحش تجدها في (رؤ 16).

  16. في نفس مدة وجوده يرسل الله النبيين إيليا وأخنوخ لمقاومته (رؤ 11).

  17. يعطينا سفر زكريا النبي علامة أخرى "ويل للراعي الباطل التارك الغنم. السيف على ذراعه وعلى عينه اليمنى. ذراعه تيبس يبسا وعينه اليمنى تكل كلولا" (زك11: 17). نفهم من هذا أن الله سيضربه مثلا بشلل في ذراعه اليمنى، وضربة أخرى في عينه اليمنى .

  18. وَتُفْزِعُهُ أَخْبَارٌ مِنَ الشَّرْقِ وَمِنَ الشِّمَالِ (دا11: 44) = هذه تشير لجيوش تأتي من الشرق لتحاربه. وهذه تتفق مع "ثم سَكَبَ ٱلْمَلَاكُ ٱلسَّادِسُ جَامَهُ عَلَى ٱلنَّهْرِ ٱلْكَبِيرِ ٱلْفُرَاتِ، فَنَشِفَ مَاؤُهُ لِكَيْ يُعَدَّ طَرِيقُ ٱلْمُلُوكِ ٱلَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ" (رؤ16: 12). ومن هم هؤلاء الملوك الآتون من الشمس؟ غالبا هم جوج وماجوج (حز38: 2 – 5) رئيس روش ماشك وتوبال وهي قبائل أو شعوب سكنت شرقا.

  19. وأيضًا تأتي عليه جيوش من الشمال = وَتُفْزِعُهُ أَخْبَارٌ مِنَ الشَّرْقِ وَمِنَ الشِّمَالِ والمقصود بالشمال هي فارس. ويساندهم اللوبيون والكوشيون = وَاللُّوبِيُّونَ وَالْكُوشِيُّونَ عِنْدَ خُطُوَاتِهِ = (ليبيا وكوش). وأليست هذه تماما حرب جوج وماجوج التي أشار إليها حزقيال النبي "يا ٱبْنَ آدَمَ، ٱجْعَلْ وَجْهَكَ عَلَى جُوجٍ، أَرْضِ مَاجُوجَ رَئِيسِ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ، وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِ..... فَارِسَ وَكُوشَ وَفُوطَ (هي ليبيا) مَعَهُمْ، كُلَّهُمْ بِمِجَنٍّ وَخُوذَةٍ" (حز38: 2 – 5).

  20. أَدُومُ وَمُوآبُ وَرُؤَسَاءُ بَنِي عَمُّونَ هؤلاء لن يحاربوه أو يقفوا ضده لذلك يُفْلِتُونَ مِنْ يَدِهِ.

  21. هناك الكثير من النبوات في (دانيال11) ستتضح في حينه. ولكن بالأكثر لاحظ في آية40 قوله فَفِي وَقْتِ النِّهَايَةِ فقوله وقت النهاية يشير لأن هذه الأحداث خاصة بنهاية الأيام. فنجد أن ملك الجنوب يهاجم ملك الشمال فيأتي ملك الشمال ليحارب ملك الجنوب ... إلخ. ونحن الآن لا نعرف من هو المقصود بملك الجنوب ولا ملك الشمال. فكل الموجود أمامنا سيتغير بعد حرب البوق السادس. وهذه الأمور ستتضح في حينه، ونكتشف منها شخص هذا الوحش.

ولنتساءل الآن... أما نحن قريبين من هذا اليوم. فالفراغ الروحي انتشر في العالم/اليهود موجودون في أورشليم وهم في انتظار مسيحا يخلصهم وهم يمتلكون الميديا media من صحف وتليفزيون وقادرين على عمل الدعاية لهذا الشخص عند ظهوره/انتشار الشذوذ الجنسي بقوانين تشرعها الحكومات/أليس من السهل وضع علامة على كروت البنوك التي يتعامل بها كل العالم الآن بدلا من النقود وهذه العلامة تميز من هو تابع لضد المسيح/ العالم الآن لا يحترم سوى القوى المالية أو العسكرية/انتشار الإلحاد. وليرحمنا الله.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

رأي عن وحش البحر ووحش الأرض

البحر بمياهه المالحة يشير للعالم بملذاته الحسية التي من يشرب منها يعطش (أر13:2) + (يو13:4). فوحش البحر هذا هو زعيم عالمي ستخضع له كل القوى العالمية (7 رؤوس). هو خارج من العالم الذي يحيا ساعيًا وراء ملذاته، وقد سمعنا في الأوقات الأخيرة كيف أن الدول الأوروبية وأمريكا يريدون أن يكون الشذوذ الجنسي حق لكل إنسان وأن تبيحه قوانين الدول كلها. بل كان هذا الموضوع أساسي في الدعاية الانتخابية لأحد رؤساء الولايات المتحدة. ومن يحيا في البحر يموت أما الأرض فقد تشير لأرض الميعاد أي إسرائيل. وإذا فهمنا أن وحش الأرض سينزل نارا من السماء وسيحاول بناء الهيكل ليقدم ذبيحة يكون وحش الأرض هو من اليهود وله صفة دينية. ويكون خاضعا لوحش البحر ويعمل في الدعاية له.

نرى هنا في هذا الأصحاح وسيلتين معروفتين في حروب إبليس ضد البشر:-

1- الكذب والغش والإغراء والخداع: ونرى هذا في أسلوب حروب النبي الكذاب أي وحش الأرض، هو يخدع الإنسان بأن الخطية لها متعة ولا يمكن مقاومتها.

2- الوحشية والدموية: (هذا أسلوب وحش البحر) هذا لمن لا ينخدع بحيله.

وهذان الأسلوبان اتبعهما مع السيد المسيح وحينما رفض المسيح خداعاته على الجبل أهاج عليه الجميع حتى الصليب.

وعلينا أن لا نصدقه ولا نخاف من دمويته. فإن كان للخطية لذتها لكن يعقبها مرارة، إذ حينما نقبل خطية من يده نصبح مديونين له وهو سيد يذل كل مديون له. أما إن سمح الله له بأن يدبر ضدنا حربًا، نجد الله يستخدمها لخلاصنا، وهذا ما حدث بصليب المسيح. لذلك يتركه الله لتدبيراته ويستهزئ به (مزمور 2). إذًا علينا ألا نخاف فإلهنا هو ضابط الكل.

 

يفهم من سفر الرؤيا الإصحاح (9) أنه مع البوق السادس تحدث حرب رهيبة يدخلها عدد 200 مليون جندي، ويموت فيها ثلث الناس. ومن الإصحاح (13) من سفر الرؤيا نرى أن هناك ما يسمى وحش البحر ، وهذا ربما يكون قائد عسكري أو زعيم وسيكون متوحش سفاك دم للقديسين، وهناك من رجاله واحد قد شُفِيَ من جرحه المميت فتعجبت الأرض من ورائه . وهذا الوحش "سيصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم" (رؤ13 : 7)، وهذا يعني أنه سيعلن حربًا على الكنيسة، وربما يكون هذا الرجل الذي شُفي من جرحه المميت قد أصيب في حرب البوق السادس المشار إليها. وبالتالي يكون وحش البحر هو ضد المسيح والمُسَمَّى في (حز38، 39، رؤ20) جوج. فنفهم أنه بعد حرب البوق السادس يظهر ضد المسيح ليشن حربًا شعواء ضد الكنيسة، بل "يجلس في هيكل الله مظهرا نفسه أنه إله" (2تس2: 4) وهذا " سيبيده الرب بنفخة فمه " (2تس2: 8) وهذا يتفق مع قول الكتاب "أن غضبي يصعد في أنفي" (حز38: 18). وهذه الإبادة هي المشروحة في (حز39: 17 – 24 + زك14: 12: 13).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/27-Sefr-El-Ro2ya/Tafseer-Sefr-Roia-Youhanna-El-Lahouty__01-Chapter-13.html

تقصير الرابط:
tak.la/99qrz3m