St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   27-Sefr-Asheia
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

إشعياء 33 - تفسير سفر أشعياء

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب أشعيا:
تفسير سفر إشعياء: مقدمة سفر إشعياء | إشعياء 1 | إشعياء 2 | إشعياء 3 | إشعياء 4 | إشعياء 5 | إشعياء 6 | إشعياء 7 | إشعياء 8 | إشعياء 9 | إشعياء 10 | إشعياء 11 | إشعياء 12 | إشعياء 13 | إشعياء 14 | إشعياء 15 | إشعياء 16 | إشعياء 17 | إشعياء 18 | إشعياء 19 | إشعياء 20 | إشعياء 21 | إشعياء 22 | إشعياء 23 | إشعياء 24 | إشعياء 25 | إشعياء 26 | إشعياء 27 | إشعياء 28 | إشعياء 29 | إشعياء 30 | إشعياء 31 | إشعياء 32 | إشعياء 33 | إشعياء 34 | إشعياء 35 | إشعياء 36 | إشعياء 37 | إشعياء 38 | إشعياء 39 | إشعياء 40 | إشعياء 41 | إشعياء 42 | إشعياء 43 | إشعياء 44 | إشعياء 45 | إشعياء 46 | إشعياء 47 | إشعياء 48 | إشعياء 49 | إشعياء 50 | إشعياء 51 | إشعياء 52 | إشعياء 53 | إشعياء 54 | إشعياء 55 | إشعياء 56 | إشعياء 57 | إشعياء 58 | إشعياء 59 | إشعياء 60 | إشعياء 61 | إشعياء 62 | إشعياء 63 | إشعياء 64 | إشعياء 65 | إشعياء 66

نص سفر إشعياء: إشعياء 1 | إشعياء 2 | إشعياء 3 | إشعياء 4 | إشعياء 5 | إشعياء 6 | إشعياء 7 | إشعياء 8 | إشعياء 9 | إشعياء 10 | إشعياء 11 | إشعياء 12 | إشعياء 13 | إشعياء 14 | إشعياء 15 | إشعياء 16 | إشعياء 17 | إشعياء 18 | إشعياء 19 | إشعياء 20 | إشعياء 21 | إشعياء 22 | إشعياء 23 | إشعياء 24 | إشعياء 25 | إشعياء 26 | إشعياء 27 | إشعياء 28 | إشعياء 29 | إشعياء 30 | إشعياء 31 | إشعياء 32 | إشعياء 33 | إشعياء 34 | إشعياء 35 | إشعياء 36 | إشعياء 37 | إشعياء 38 | إشعياء 39 | إشعياء 40 | إشعياء 41 | إشعياء 42 | إشعياء 43 | إشعياء 44 | إشعياء 45 | إشعياء 46 | إشعياء 47 | إشعياء 48 | إشعياء 49 | إشعياء 50 | إشعياء 51 | إشعياء 52 | إشعياء 53 | إشعياء 54 | إشعياء 55 | إشعياء 56 | إشعياء 57 | إشعياء 58 | إشعياء 59 | إشعياء 60 | إشعياء 61 | إشعياء 62 | إشعياء 63 | إشعياء 64 | إشعياء 65 | إشعياء 66 | إشعياء كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آخر النبوات المتعلقة بسنحاريب وكان حزقيا قد أرسل ذهب وفضة الهيكل لسنحاريب فقَبِل أولًا أن يترك المدينة لكنه نكث العهد، ثم أرسل ربشاقى وعيَّر الله وحاصر المدينة ولكن النبي تنبأ هنا بنجاتها.

 

آية (1):- "وَيْلٌ لَكَ أَيُّهَا الْمُخْرِبُ وَأَنْتَ لَمْ تُخْرَبْ، وَأَيُّهَا النَّاهِبُ وَلَمْ يَنْهَبُوكَ. حِينَ تَنْتَهِي مِنَ التَّخْرِيبِ تُخْرَبُ، وَحِينَ تَفْرَغُ مِنَ النَّهْبِ يَنْهَبُونَكَ."

ويل لأشور المُخرِّب فهو سيخرب. وويل لبابل ولكل مقاوم للكنيسة وكل عدو متشامخ على الله وعلى شعبه. الله يستعمل هؤلاء الأعداء كعصا تأديب ثم يعاقبهم هم. وهذا الكلام ينطبق على الشيطان الذي يدبر شروره ضدنا ولكن يستخدمها الله لتأديبنا. ثم أخيرًا سيلقيه في البحيرة المتقدة بالنار. . الله يؤدب شعبه بإستخدام آخرين (أشور/ بابل ... الشيطان) يرسلهم الله لهذا الغرض. ولكن يا ويل هذا الآخر الذي يستخدمه الله في التأديب، فالله لا يحتمل أن يرى شعبه وهو يتألم.

 

آية (2):- "يَا رَبُّ، تَرَاءَفْ عَلَيْنَا. إِيَّاكَ انْتَظَرْنَا. كُنْ عَضُدَهُمْ فِي الْغَدَوَاتِ. خَلاَصَنَا أَيْضًا فِي وَقْتِ الشِّدَّةِ."

صلاة إشعياء النبي. فِي الْغَدَوَاتِ = الغداة هي ما بين الفجر وطلوع الشمس. والجمع غدوات. عضدهم في الغدوات = عضدهم أي سندهم، فالله سيساندهم بإهلاك جيش أشور باكرًا، فهم وجدوا أشور جثثًا في الصباح ومراحم الله جديدة كل صباح (مرا 3: 22، 23) هذه الصلاة لأجل البقية المقدسة التي عاشت داخل أورشليم هربًا من جيش أشور.

 

آية (3):- "مِنْ صَوْتِ الضَّجِيجِ هَرَبَتِ الشُّعُوبُ. مِنِ ارْتِفَاعِكَ تَبَدَّدَتِ الأُمَمُ."

هنا استجابة سريعة لصلاة النبي في آية (2). والله استجاب بأكثر مما طلبوا فهم تخلصوا من أعدائهم وأيضًا نهبوهم. صوت الضجيج = وتترجم زئير هو صوت الله المرعب للأعداء. والشعوب = جيش أشور مكون من شعوب كثيرة.

 

آية (4):- "وَيُجْنَى سَلَبُكُمْ جَنَى الْجَرَادِ. كَتَرَاكُضِ الْجُنْدُبِ يُتَرَاكَضُ عَلَيْهِ."

حينما اكتشف الشعب موت جيش أشور سلبوا ما قد تركوه وسلبت بابل أشور.

 

آيات (5، 6):- "تَعَالَى الرَّبُّ لأَنَّهُ سَاكِنٌ فِي الْعَلاَءِ. مَلأَ صِهْيَوْنَ حَقًّا وَعَدْلًا. فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ كَنْزُهُ."

تَعَالَى الرَّبُّ لأَنَّهُ سَاكِنٌ فِي الْعَلاَءِ = ظن سنحاريب أنه في حرب مع الله، وقد ساوى بين الله يهوه وباقي الآلهة التي هزمها (إش36: 18-20). وإنتفخ هذا السنحاريب على الله وظن أنه قادر أن يقوى عليه. ولكن تَعَالَى الرَّبُّ ساكن سماء السموات، فكيف يقدر هذا المخلوق الضعيف أن يصل إليه. ظن سنحاريب أنه بقوته يفعل ما يفعله بشعب الله، ولم يعرف أن قوته التي يفتخر بها على الله، قد أعطاها له الله ليؤدب الله شعبه يهوذا. فيحقق الله العدل للمظلومين من شعبه الذين إغتصب الأقوياء أراضيهم وبيوتهم = وبهذا التأديب مَلأَ صِهْيَوْنَ حَقًّا وَعَدْلاً. أما أشور وسنحاريب وجيشه فبعد أن أدوا مهمة التأديب إنتهى دورهم تمامًا.

حينما يظهر الله عدله ويحكم ضد أعداء شعبه ويمَلأَ صِهْيَوْنَ حَقًّا وَعَدْلًا يكون الشعب في أمان = فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ. وعادةً ما يكون أوقات الأمان مدعاة للشر ولكن الآن سيكون وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ، فـ:مَخَافَةُ الرَّبِّ هي كنز الشعب ولقد تم التأديب وأتى بثماره.

 

St-Takla.org Image: The Assyrian tyrants in Israel. Dore. (Isaiah 33:8) - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909 صورة في موقع الأنبا تكلا: الطغاة الأشوريين في إسرائيل (إشعياء 33: 8)، رسم الفنان دوريه - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

St-Takla.org Image: The Assyrian tyrants in Israel. Dore. (Isaiah 33:8) - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909

صورة في موقع الأنبا تكلا: الطغاة الأشوريين في إسرائيل (إشعياء 33: 8)، رسم الفنان دوريه - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

آيات (7، 9):- "هُوَذَا أَبْطَالُهُمْ قَدْ صَرَخُوا خَارِجًا. رُسُلُ السَّلاَمِ يَبْكُونَ بِمَرَارَةٍ. خَلَتِ السِّكَكُ. بَادَ عَابِرُ السَّبِيلِ. نَكَثَ الْعَهْدَ. رَذَلَ الْمُدُنَ. لَمْ يَعْتَدَّ بِإِنْسَانٍ. نَاحَتْ، ذَبُلَتِ الأَرْضُ. خَجِلَ لُبْنَانُ وَتَلِفَ. صَارَ شَارُونُ كَالْبَادِيَةِ. نُثِرَ بَاشَانُ وَكَرْمَلُ."

أبطالهم = أي أبطال يهوذا المرسلون ليطلبوا الصلح من سنحاريب، ورجعوا وثيابهم ممزقة (إش 36: 22). وكان حالهم محزن إذ لم يستطيعوا سوى الصراخ في عجز وخوف. خلت السكك = خوفا من الأشوريين الذين نكثوا العهد. رذل المدن = لم يهتم بها بل حطمها ولقد أحرق سنحاريب 46 مدينة من يهوذا قبل أن يحاصر أورشليم.

لبنان مشهور بأرزه. شارون مشهور بوروده.

باشان = مشهور بمراعيه. وَكَرْمَلُ = والكرمل مشهور بقمحه.

لاحظ صفات هذا العدو (أشور أو الشيطان) خائن للعهود / رافض للسلام / مدمر للمدن / يبعث الخوف والحزن في نفوس الناس / إختفى السلام الداخلي حتى خاف الناس حتى من السير في الطرقات / لم يعتد بإنسان، شيخاً وقوراً أم طفل رضيع / دمر ثمار الأرض، المراعي ونتاج الحقول من خيرات الله / دمَّر جمال الأرض، الورود والأرز .. خلق الله الجمال، أما هذا العدو فقام بتدمير خليقة الله الجميلة.

 

آيات (10-12):- "«اَلآنَ أَقُومُ، يَقُولُ الرَّبُّ. الآنَ أَصْعَدُ. الآنَ أَرْتَفِعُ. تَحْبَلُونَ بِحَشِيشٍ، تَلِدُونَ قَشِيشًا. نَفَسُكُمْ نَارٌ تَأْكُلُكمْ. وَتَصِيرُ الشُّعُوبُ وَقُودَ كِلْسٍ، أَشْوَاكًا مَقْطُوعَةً تُحْرَقُ بِالنَّارِ»."

تكرار الآن تدل على غضب الله الشديد. وتَحْبَلُونَ بِحَشِيشٍ، وتَلِدُونَ قَشِيشًا أي قش. وهذا يشير لخيبة مقاصد أشور. فما يعجز الإنسان أن يعمله هذا يعمله الله. نَفَسُكُمْ نَارٌ تَأْكُلُكمْ = ونفسكم نار أكلة = كان كلام الكبرياء والتجديف الذي خرج من أفواه الأشوريين سببًا في هلاكهم. فالآية تقول أنهم أهلكوا أنفسهم. أشواكًا مقطوعة = أي يابسة تحرق سريعًا.

 

آيات (13، 14):- "اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْبَعِيدُون مَا صَنَعْتُ، وَاعْرِفُوا أَيُّهَا الْقَرِيبُونَ بَطْشِي. ارْتَعَبَ فِي صِهْيَوْنَ الْخُطَاةُ. أَخَذَتِ الرِّعْدَةُ الْمُنَافِقِينَ: «مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي نَارٍ آكِلَةٍ؟ مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي وَقَائِدَ أَبَدِيَّةٍ؟»"

البعيدون = هم الأمم والقريبون = هم اليهود. فالدعوة تشمل الجميع وهي تحذير لهم من بطش الله فكما أن هناك خطايا للأمم هكذا هناك خطايا لليهود. والتحذير هنا أن غضب الله كنار آكِلَة تحرق الخطاة ومن يحتمل. نار الله هي أشور ضد أورشليم، وهي ملاك الله ضد أشور، ومن يتوب يهرب من نار الله.

 

آية (15):- "السَّالِكُ بِالْحَقِّ وَالْمُتَكَلِّمُ بِالاسْتِقَامَةِ، الرَّاذِلُ مَكْسَبَ الْمَظَالِمِ، النَّافِضُ يَدَيْهِ مِنْ قَبْضِ الرَّشْوَةِ، الَّذِي يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ سَمْعِ الدِّمَاءِ، وَيُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ"

لن يستطيع الوقوف قدام الله إلا مَنْ هذه مواصفاته، وبها يرضي الرب. يسد أذنيه عن سمع الدماء = لا يستمع لمؤامرات قاصدي سفك الدماء. وَيُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ = لا يحتمل حتى النظر أو التفكير في عمل الشر، والمعنى أنه رافض تمامًا أن يشترك مع الأشرار الذين يظلمون البؤساء ليغتصبوا أموالهم.

أما هؤلاء الظالمون من شعب الله الذين ظلموا الأبرياء وسفكوا دماءهم، فالآن حينما يرسل الله من يؤدبهم، ويأتي من يسفك دماءهم ويصرخون لله، فإن الله لن يستجيب لهم = يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ سَمْعِ الدِّمَاءِ.

 

آية (16):- "هُوَ فِي الأَعَالِي يَسْكُنُ. حُصُونُ الصُّخُورِ مَلْجَأُهُ. يُعْطَى خُبْزَهُ، وَمِيَاهُهُ مَأْمُونَةٌ."

الذي له الأوصاف المذكورة في آية (15) يسكن في الأمان. الأعالي = الله يكون حصنًا له.

 

آية (17):- "اَلْمَلِكَ بِبَهَائِهِ تَنْظُرُ عَيْنَاكَ. تَرَيَانِ أَرْضًا بَعِيدَةً."

الإنسان البار في يهوذا ينظر الملك حزقيا وقد خلع المسوح وارتدى ملابسه بِبَهَائِهِ. ويرى أرضا بعيدة (تَرَيَانِ أَرْضًا بَعِيدَةً) = أي يخرج من أسر وحصار أورشليم. ولكن المعنى المقصود أبعد من ذلك، أن يرى المسيح في بهاء مجده ويرى الأرض الجديدة البعيدة الآن وهي السماء.

 

آية (18):- "قَلْبُكَ يَتَذَكَّرُ الرُّعْبَ: « أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ الْجَابِي؟ أَيْنَ الَّذِي عَدَّ الأَبْرَاجَ؟»"

وحين يتذكر الأيام الماضية. يَتَذَكَّرُ الرُّعْبَ = يذكر الرعب = رعب الكاتب = الذي يعد أسرى اليهود. والجابي = الذي يقبض الجزية. الَّذِي عَدَّ الأَبْرَاجَ = والذي يعد الأبراج ليهدمها ولكنه لا يجدهم (وهؤلاء يرمزون للشياطين). في السماء يمسح الله كل دمعة من العيون (رؤ7: 17).

 

آية (19):- "الشَّعْبَ الشَّرِسَ لاَ تَرَى. الشَّعْبَ الْغَامِضَ اللُّغَةِ عَنِ الإِدْرَاكِ، الْعَيِيَّ بِلِسَانٍ لاَ يُفْهَمُ."

الشعب الشرس = أشور / الشياطين. غامض اللغة = الشياطين لا تعرف المحبة.

 

آية (20):- "اُنْظُرْ صِهْيَوْنَ مَدِينَةَ أَعْيَادِنَا. عَيْنَاكَ تَرَيَانِ أُورُشَلِيمَ مَسْكِنًا مُطْمَئِنًّا، خَيْمَةً لاَ تَنْتَقِلُ، لاَ تُقْلَعُ أَوْتَادُهَا إِلَى الأَبَدِ، وَشَيْءٌ مِنْ أَطْنَابِهَا لاَ يَنْقَطِعُ."

أنظر صهيون بعد نجاتها من أشور وعودتها لحالتها الأولى ولأعيادها وأفراحها. وخيمة لا تنتقل = لا يحطمها حتى الموت وهي أبدية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والمدينة الثابتة إلى الأبد هي أورشليم السماوية حيث نرى الله ونعيش معه للأبد. وكنيسة المسيح لن تقوى عليها أبواب الجحيم.

 

آية (21):- "بَلْ هُنَاكَ الرَّبُّ الْعَزِيزُ لَنَا مَكَانُ أَنْهَارٍ وَتُرَعٍ وَاسِعَةِ الشَّوَاطِئِ. لاَ يَسِيرُ فِيهَا قَارِبٌ بِمِقْذَافٍ، وَسَفِينَةٌ عَظِيمَةٌ لاَ تَجْتَازُ فِيهَا. "

أورشليم مدينة بلا أنهار، ولكن الرب سيكون لها نهرا وسفن الأعداء لا تدخل هذا النهر (نهر يعطي أيضًا خصوبة وثمار)، وحيث لا أعداء ستحيا المدينة في سلام فالله هو حامي أورشليم (الكنيسة) . ولكن هذه الآية لها معنى أخر. فالإنسان مشبه هنا بسفينة، والأنهار تشير للروح القدس الذي يحملنا على شرط أن لا نقاومه. وماذا يقاوم تيار النهر إلا السفن العظيمة (سَفِينَةٌ عَظِيمَةٌ) ذات الشراع أو القوارب التي لها مجداف فمن له مجداف أو شراع فهو يتحكم في وجهته، أما من يترك نفسه لروح الله فهو يحمله (راجع يو 3: 8)، وراجع تفسير (حز47: 1 – 5). وقوله عظيمة فهذا يشير لسلوك الكبرياء.

وَسَفِينَةٌ عَظِيمَةٌ = جاءت كلمة سفينة في أصلها العبري من أصل بمعنى = " يسن تشريعا " والمعنى أن الله هو المشرع لنا كما يظهر في الآية التالية، أما من يشرع لنفسه فهو من يقاوم توجيه الروح القدس، أو من يقول "ماذا أريد أنا وليس ماذا يريده الله"، وهذا معنى كلمة خطية، ومن يفعل هذا لا نصيب له في المجد "الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو3: 23). أما من يقول "ليس ما أريده بل ما يريده الله فإياه أفعل" فهذا يكون نصيبه في المجد.

 

آية (22):- "فَإِنَّ الرَّبَّ قَاضِينَا. الرَّبُّ شَارِعُنَا. الرَّبُّ مَلِكُنَا هُوَ يُخَلِّصُنَا."

الرب يملك في كنيسته، وهو الذي يُشَرِّع لها، قدم إنجيله دستورًا لمملكته. ويقضي بالحب، هو ملك على كنيسته إذ خلصها واشتراها.

 

آية (23):- "ارْتَخَتْ حِبَالُكِ. لاَ يُشَدِّدُونَ قَاعِدَةَ سَارِيَتِهِمْ. لاَ يَنْشُرُونَ قِلْعًا. حِينَئِذٍ قُسِمَ سَلَبُ غَنِيمَةٍ كَثِيرَةٍ. الْعُرْجُ نَهَبُوا نَهْبًا."

الكنيسة مشبهة هنا بسفينة إرتخت حبالها لكسل الملاحين، ولكن لأن الرب يملك على كنيسته لن يتركها، كما لم يترك أورشليم وهو غاضب عليها بل خلصها بذراعه، ونهب سكان أورشليم غنيمة أشور. وشعب أورشليم هنا مشبه بالْأعُرْجُ (الْعُرْجُ) = لتكاسلهم ولخطيتهم التي هم محبوسون داخل أسوار أورشليم بسببها وبهذا فهم كالعرج، ومع هذا كان لهم نصيب في الغنيمة، غنيمة أشور، فالله يعطي قوة لشعبه حتى الضعيف منهم، بها يهزمون عدوهم إبليس. . وإذا قلنا هذا الكلام عن الكنيسة التي كانت عاجزة قبل المسيح، إمتلأت قوة ونهبت ... أنظر بطرس الذي كان خائفاً مختبئاً خلف أبوات مُغَلَّقَة، وإذ به يلبس قوة من الأعالي ويخرج وينهب 3000 شخص ويعمدهم.

 

آية (24):- "وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ."

هذه هي الكنيسة التي يتمتع فيها المؤمنون بغفران الخطايا فلا تمرض بل تكون صحيحة دائمًا كعضو أو أعضاء صحيحة في جسد المسيح الطبيب الحقيقي الذي أتى من أجل الخطاة. وبالنسبة لليهود فكانت لهم عقيدة أن المرض نتيجة للخطية. عموما فالله سينزع من الكنيسة (أورشليم) خطيتها ومرضها، وستتمتع الكنيسة بغفران خطاياها، خلال التوبة الدائمة. وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ = لأن من قال عنهم قبلا أنهم عرج ها هم ينهبون، لأن الله ضرب لهم أعداءهم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/27-Sefr-Asheia/Tafseer-Sefr-Ash3eia2__01-Chapter-33.html

تقصير الرابط:
tak.la/pkp8vnz