← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25
هذا الإصحاح يختلط فيه نغمتي الرحمة والإنذار، فالله سمح ببداية الحروب ضدهم مع بداية حكم أحاز الذي مال للوثنية وازدادت خطاياه جدًا. فارتجف أحاز وهنا نرى الله الرحيم الذي يرحم ويشجع شعبه يرسل ليشجع أحاز ليجذبه. والأحداث التي جرت في (إش 7 إلى 14: 28) كانت في ملك أحاز بشأن محاربة ملكي أرام وإسرائيل لأورشليم. وسبب الحرب أن ملكي أرام وإسرائيل أرادا التحالف مع مصر ضد أشور، أما أحاز فرأَى أن يتحالف مع أشور رافضًا مشورة ملكي أرام وإسرائيل فصعدوا عليه وحارباه ولكنهما لم يتمكنا من دخول أورشليم. وخاف أحاز خوفًا شديدًا وأراد الاستعانة بأشور (2 مل 16: 5-18) وأرسل الله لأحاز إشعياء ليشجعه أن يتكل على الله وينبئه بأن ملكي أرام وإسرائيل لن يفوزا عليه وأن الرب يخلصه منهما دون الاستعانة بملك أشور. بل سأل إشعياء أحاز أن يطلب آية ليتأكد من المعونة الإلهية لكنه رفض أن يسأل آية لأنه كان قد قرر الاستعانة بأشور. وقد قام ملك أشور بقتل ملك أرام وقام هوشع بقتل فقح بن رمليا ملك إسرائيل وملك مكانه. ونجد من آية (17) وما بعدها نبوءة بأن أرض يهوذا ستخرب عقابًا للملك وشعبه لعدم إيمانهم وستخربهم الأمة التي لجأوا إليها واستغاثوا بها.
آيات (1، 2):- "وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، أَنَّ رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ صَعِدَ مَعَ فَقَحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِمُحَارَبَتِهَا، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُحَارِبَهَا. وَأُخْبِرَ بَيْتُ دَاوُدَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ حَلَّتْ أَرَامُ فِي أَفْرَايِمَ». فَرَجَفَ قَلْبُهُ وَقُلُوبُ شَعْبِهِ كَرَجَفَانِ شَجَرِ الْوَعْرِ قُدَّامَ الرِّيحِ."
قارن خوف أحاز بموقف داود [إن قام عليَّ جيش ففي هذا أنا مطمئن] (مز 27: 3). خبرة داود هي خبرة الإيمان. وحلَّت أرام في إفرايم = أي أن جيش أرام اتحد مع جيش أفرايم. وأفرايم هو اسم لإسرائيل حيث أنها السبط الأقوى.
آية (3):- "فَقَالَ الرَّبُّ لإِشَعْيَاءَ: «اخْرُجْ لِمُلاَقَاةِ آحَازَ، أَنْتَ وَشَآرَ يَاشُوبَ ابْنُكَ، إِلَى طَرَفِ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا، إِلَى سِكَّةِ حَقْلِ الْقَصَّارِ،"
ذهب أحاز لهذا المكان ليطمئن على الموارد المائية لأورشليم وأرسل الله إشعياء له ليطمئنه برجوع البقية (كانت إسرائيل قد أخذت 200,000 سبايا من يهوذا) والله الذي يريد أن يطمئنه بأنه هو الذي يحميه أرسل له إشعياء مع ابنه شَآرَ يَاشُوبَ ومعنى اسمه البقية سترجع. وكأن الله يريد أن يقول أنه كما يحمل إشعياء ابنه سأحمل أنا البقية المسبيين وأعيدهم ليهوذا وهذا ما حدث فعلًا وعاد الأسرَى ليهوذا.
آيات (4، 5):- "وَقُلْ لَهُ: اِحْتَرِزْ وَاهْدَأْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ يَضْعُفْ قَلْبُكَ مِنْ أَجْلِ ذَنَبَيْ هَاتَيْنِ الشُّعْلَتَيْنِ الْمُدَخِّنَتَيْنِ، بِحُمُوِّ غَضَبِ رَصِينَ وَأَرَامَ وَابْنِ رَمَلْيَا. لأَنَّ أَرَامَ تَآمَرَتْ عَلَيْكَ بِشَرّ مَعَ أَفْرَايِمَ وَابْنِ رَمَلْيَا قَائِلَةً:"
ذَنَبيَ = في إحدى الترجمات Tails وفي أخرى Stubs أي أصل الشجرة الباقي بعد قطع جذعها، وتعني عَقِب، فالعدو ما هو إلا ذيل مدخِّن الشعلتين المدخنتين هما رصين ملك أرام وفقح ملك إسرائيل. هما هكذا في نظر الله ذنبين لشعلتين مدخنتين لكن غير مشتعلتين فالله وحده هو القادر أن يحرق، ودخان هذين الملكين إشارة لغضبهما وإعلانهما الحرب على يهوذا.
آيات (6، 7):- "نَصْعَدُ عَلَى يَهُوذَا وَنُقَوِّضُهَا وَنَسْتَفْتِحُهَا لأَنْفُسِنَا، وَنُمَلِّكُ فِي وَسَطِهَا مَلِكًا، ابْنَ طَبْئِيلَ. هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ تَقُومُ! لاَ تَكُونُ!"
ابْنَ طَبْئِيلَ = اسم سرياني، وكانت المؤامرة أن يتم قتل آحاز، وتمليك هذا الآرامي بدلًا منه. ولكن الله لن يسمح بهذا لكرسي داود = لا تقوم لا تكون.
آية (8):- "لأَنَّ رَأْسَ أَرَامَ دِمَشْقَ، وَرَأْسَ دِمَشْقَ رَصِينُ. وَفِي مُدَّةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً يَنْكَسِرُ أَفْرَايِمُ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَعْبًا."
في مدة 65 سنة = هذه المدة تشير للخراب النهائي لمملكة إسرائيل (إفرايم) فخرابها تم على مراحل. المرحلة الأولى = على يد تغلث فلاسر ملك أشور وذلك في أواخر أيام عزيا حيث قام بسبي جزء من إسرائيل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). المرحلة الثانية على يد شلمنآصر ملك أشور حيث قام بالسبي الكبير لإسرائيل أيام هوشع بن إيلة ملك إسرائيل. المرحلة الثالثة = على يد أسرحدون ملك أشور الذي أتى بقوم من بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ وأسكنهم مدن السامرة عوضًا عن بني إسرائيل (2 مل 17: 24) وبذلك قضَى على الأمة وأصبح من المستحيل أن تصير شعبًا وهذا حدث بعد 65 سنة من نبوة أشعياء.
رأس أرام دمشق = مهما حاول أن يتسع ملك أرام فمكانه سيظل دمشق ولن يتسع على حساب أورشليم أي لن يستعمرها. والرأس تخرج منه الخطط والتفكير، فالخطط الخارجة من دمشق والمذكورة في (الآيات 6، 7)، ومن يقود هذه المخططات رأس دمشق أي رصين. وكان مخططه أن يستعين بملك إسرائيل. ولكن ما كان يظنه قوة ستسانده في تنفيذ مخططه للإستيلاء على يهوذا، ستنتهي وتختفي ولن يكون هناك إسرائيل في ظرف 65 سنة. والعجيب هنا أنه حين يذكر رصين يذكر خراب إسرائيل ولم يذكر خراب آرام؟! والسبب أن هذا يشير لأن من يخطط للشر ضد الكنيسة، سينتهي هو وما كان يظنه قوة أو آلة يستخدمها ضد الكنيسة، حقا "كل آلة صورت ضدك لا تنجح" (إش54: 17).
آية (9):- "وَرَأْسُ أَفْرَايِمَ السَّامِرَةُ، وَرَأْسُ السَّامِرَةِ ابْنُ رَمَلْيَا. إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا»."
إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا
= هذه تشبه قول الله لإرمياء [لا ترتاع من وجوههم لئلا أريعك أمامهم] (إر1: 17) أي آمن أنني سأحميك وإن آمنت بي سأفعل. وعدم الإيمان هو شر لأنه تشكيك في وعد الله، وهذا يجعل الله يتخلى عنا، لذلك هذه تشبه أيضا [لا سلام قال إلهي للأشرار] (إش 57: 21). فأحاز لم يؤمن بل كان ينظر للأمور الحاضرة فقط وإلى الخطر القادم من رصين وفقح فكان يراهما وحوش مخيفة، أما الله فكان يراهما شعلتين مدخنتين هو مزمع أن يطفئهما. لذلك لجأ أحاز في عدم إيمانه لملك أشور وبدون إيمان لا يوجد سلام حقيقي. وَرَأْسُ أَفْرَايِمَ السَّامِرَةُ، وَرَأْسُ السَّامِرَةِ ابْنُ رَمَلْيَا = قال الله في آية (8) أن إفرايم ستنكسر، فيصير المعنى هو التأكيد على نهاية إفرايم وملكها ابن رمليا.ملحوظة:-
أطلق الله على ملوك أرام وإسرائيل أنهما مجرد ذنبين. وعن أرام وإسرائيل أنهما شعلتين مدخنتين أي قريبا ما ستخمدان. ثم يقول عنهما هنا رأس. فهما رأسي مملكتين في نظر أحاز يرعبانه بقوة جيوش بلديهما. أما في نظر الله فهما ليسا سوى ذنبين لدولتين ستسقطان سريعا. وأرام وإسرائيل الآن هما كشعلتين ما زالتا تدخنان وترعبان أحاز، والله يطمئنه أنهما سريعا ما ينطفآ تمامًا. ولنتأمل فكم من أعداء للكنيسة حولنا نظنهم أقوياء ورؤوس والله يطمئن الكنيسة ويقول لها بل هم دخان وأذناب ليس إلا. ماذا كان جليات الجبار أمام حجرة في مقلاع داود.
آية (10):- "ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَكَلَّمَ آحَازَ قَائِلًا:"
كلم الرب أحاز بفم إشعياء.
آية (11):- "«اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق»."
كأن الله يريد أن يقول لأحاز لماذا تطلب من ملك أشور ولا تطلب مني أنا إلهك. وكان جدعون قد طلب آية والله لم يحزن فهناك فرق بين طلب الآية في حالة عدم الإيمان، وطلب الآية لزيادة الإيمان والاطمئنان. ولكن أحاز كان قد وضع ثقته في أشور ولم يثق بالله، لذلك قرر أن لا يطلب معونة من الله ولا حتى آية.
عَمِّقْ طَلَبَكَ
= أطلب ما تريد مهما كان صعبا.
آية (12):- "فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ»."
هو جواب يدل علَى عدم الثقة بالله تحت صورة مهذبة. وقوله بأنه لا يريد أن يجرب الرب (لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ)، هذا ليس قداسة منه بل هو كان قد إتخذ قراراً باللجوء لأشور.
ملحوظة:- الله كان يعلم أن آحاز سيرفض معونة الله وأنه قد إتخذ قراراً بالإتكال على أشور. ولكن الله يعطي فرصًا عديدة للخاطئ، ويحاول مع كل خاطئ كما يقول المرنم في المزمور الحادي والخمسون [لكي تتبرر في أحكامك وتغلب إذا حوكمت] (مز 51: 4). الله يحاول مع الخاطئ ويمنحه كل الفرص الممكنة.
آية (13):- "فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ! هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلهِي أَيْضًا؟"
توبيخ إشعياء لأحاز هنا راجع لرفض الاستعانة بالله.
آية (14):- "وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»."
بضم هذه الآية مع (15، 16) يكون المعنى أن هناك عذراء ستتزوج (وقد تكون زوجة النبي وأشار إليها بقوله عذراء) وأنها ستلد ابنًا وقبل أن يبلغ الصبي سن 3 سنوات يموت الملكين فقح ورصين. وسن 3 سنوات هو السن التي يميز فيها الصبي بين الخير والشر. ولكن صيغة الكلام يعطيكم السيد نفسه آية تدل على حادثة أعظم من المذكورة. هذه الآية إشارة واضحة لميلاد السيد المسيح من العذراء. لذلك قيل أن السيد يعطيكم نفسه آية، وآية أي شيئًا عجيبًا، وكان عجيبًا أن يتجسد الله. والمسيح هنا منسوب لعذراء وليس لرجل لأنه ليس من زرع رجل، عكس كل المولودين نجدهم منسوبين إلى رجال. وهذا نفس ما قاله الله للحية "أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ.. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ" فَنُسِبَ المسيح هنا للمرأة (تك3: 15). هنا نرى أن السيد يعطي نفسه آية، وليس آية من السماء أو الأرض بل هو نفسه يصير آية، يأتي ويتجسد لا ليخلص من أشور بل من الشيطان والخطية. عِمَّانُوئِيلَ = الله معنا فهو سيوجد في وسطنا حينما يتجسد. في الإصحاح السابق رأينا يهوه على عرشه، وهنا نجده مولودا من عذراء معنا على الأرض.
عذراء = توجد في العبرية 3 كلمات تعبر عن النساء:
1- بتولية = أي عذراء غير مخطوبة.
2- إيسا = أي سيدة متزوجة.
3- ألما = عذراء صغيرة قد تكون مخطوبة.
والكلمة التي إستخدمها إشعياء هي ألما وهي تتطابق مع وضع العذراء. والـ ألما المخطوبة لو أقام معها خطيبها علاقة جسدية، يعتبر هذا وضع غير مقبول اجتماعيا ولكنها لا تحسب زانية فترجم. وكان هذا الوضع هو وضع العذراء مع يوسف رجلها. وكان هذا الوضع حماية لها.
آية (15، 16):- "زُبْدًا وَعَسَلًا يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ، تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا»."
زبدًا وعسلًا يأكل = الزبد خلاصة الطعام الحيواني والعسل هو خلاصة الطعام النباتي.إذًا هو يشاركنا كل طعامنا فهو سيكون له ناسوت حقيقي مثلنا. وقد مات الملكين فعلًا قبل 3 سنوات، فتغلث فلاسر قتل رصين وأخذ دمشق وهوشع بن إيلة فتن على فقح وقتله بعد هذه النبوة بثلاث سنوات تمامًا.
آية (17):- "يَجْلِبُ الرَّبُّ عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِيكَ، أَيَّامًا لَمْ تَأْتِ مُنْذُ يَوْمِ اعْتِزَالِ أَفْرَايِمَ عَنْ يَهُوذَا، أَيْ مَلِكَ أَشُّورَ."
يتكلم الله هنا عن المخاوف الحقيقية وهي من أشور، وليس المخاوف الوهمية من رصين وفقح. وكان ملك أشور بداية، ولكن أتى ملك بابل ليخرب خرابًا تامًا. لذلك فغالبًا تشير هذه الآية لملك بابل بالأكثر وسمي ملك أشور:
1) لأن أشور بدأت التخريب أيام حزقيا إذ أحرقت 46 مدينة.
2) أن ملك بابل امتلك أشور فصار ملكًا لأشور أيضًا.
3) كانت بابل غير معروفة في ذلك الوقت كدولة عظمَى بل مملكة تحت حكم ملك أشور.
آية (18):- "وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ، وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ،"
يصفر للذباب = أي للجيوش المصرية (لكثرة الذباب في مصر أو لكثرة عدد جيوش مصر) وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ = أي جيوش أشور ربما لكثرة النحل في أشور والمقصود أن هذه الجيوش، جيوش مصر وأشور ستشارك في خراب يهوذا ولكن لنلاحظ:
1) هذه الجيوش الضخمة في نظر الله ما هي إلا ذباب ونحل والله قادر أن يسحقهم تمامًا.
2) هذه الجيوش في يد الله هو الذي يحركها وهو أرسلها = يصفر ، ليؤدب شعبه.
3) الخراب سيأتي ممن أرادت يهوذا أن تتحالف معهم.
4) مصر لم تعاون أشور ضد يهوذا ولكن صراع جيشا مصر وأشور كان غالبًا على أرض يهوذا، فيهوذا كانت بين حجري رحى. وقد يكون المقصود أن مصر ستعطي وعودًا لملك يهوذا (وكان هذا هو صدقيا الملك) بأنها ستحميه من بابل، فتحدى صدقيا ملك بابل، ثم تراجعت مصر في وعودها، فخربت بابل يهوذا.
الآيات (19-25):- "فَتَأْتِي وَتَحِلُّ جَمِيعُهَا فِي الأَوْدِيَةِ الْخَرِبَةِ وَفِي شُقُوقِ الصُّخُورِ، وَفِي كُلِّ غَابِ الشَّوْكِ، وَفِي كُلِّ الْمَرَاعِي. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، بِمَلِكِ أَشُّورَ، الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ، وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضًا. وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الإِنْسَانَ يُرَبِّي عِجْلَةَ بَقَرٍ وَشَاتَيْنِ، وَيَكُونُ أَنَّهُ مِنْ كَثْرَةِ صُنْعِهَا اللَّبَنَ يَأْكُلُ زُبْدًا، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أُبْقِيَ فِي الأَرْضِ يَأْكُلُ زُبْدًا وَعَسَلًا. وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ كُلَّ مَوْضِعٍ كَانَ فِيهِ أَلْفُ جَفْنَةٍ بِأَلْفٍ مِنَ الْفِضَّةِ، يَكُونُ لِلشَّوْكِ وَالْحَسَكِ. بِالسِّهَامِ وَالْقَوْسِ يُؤْتَى إِلَى هُنَاكَ، لأَنَّ كُلَّ الأَرْضِ تَكُونُ شَوْكًا وَحَسَكًا. وَجَمِيعُ الْجِبَالِ الَّتِي تُنْقَبُ بِالْمِعْوَلِ، لاَ يُؤْتَى إِلَيْهَا خَوْفًا مِنَ الشَّوْكِ وَالْحَسَكِ، فَتَكُونُ لِسَرْحِ الْبَقَرِ وَلِدَوْسِ الْغَنَمِ."
هنا يشير إلى خراب البلاد بكناية أخرى وهي الحلق بموسى إظهارًا لعظم ما يجري من الخراب في البلاد. الموسى المستأجرة (بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ) تشير لاستئجار أحاز لملك أشور ليضرب أعداءه أرام وإسرائيل (2 مل 16 :8) ولكننا هنا نرى أن الرب استعمل تلك الآلة أي ملك أشور لإذلال أحاز. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ونلاحظ أن حلق اللحية هو علامة المذلة فالأسرَى كانوا ملزمين بذلك لاإراديًّا. حلق الشعر = قارن مع المزمور [ما أحلي أن يجتمع الأخوة معًا.... النَّازِلِ عَلَى اللِّحْيَةِ] (مز 133: 1-2)، فالشعر هو الشعب الملتصق بالله وحينما تضايق الله من هذا الشعب (أي الشعر) أمر بحلقه ليتخلص منه. عبر النهر = أي نهر الفرات (إشارة لملك أشور). ولقد حدث هذا فعلًا فملوك أشور حطموا وأزالوا دولة إسرائيل (10 أسباط) وأحرقوا 46 مدينة من يهوذا. وبعد ذلك أتى ملك بابل ليخرب يهوذا تمامًا.
الإِنْسَانَ يُرَبِّي عِجْلَةَ.. وَشَاتَيْنِ
= علامة للفقر أن الغنَى لن يكون عنده أكثر من ذلك. وقد تشير
الآية لأن الرجال (الفلاحين) هجروا الأرض بسبب الحروب والسبي، فتحولت لمراعي
للحيوانات ولكن بلا محصولات زراعية طبيعية، الحاصلات المعتادة غير موجودة. وهذا
معنى ألف جفنه بألف من الفضة فالكرم الكبير الجيد تحول
لأن يصبح مكانًا للشوك والحسك فلا توجد أيدي عاملة لزراعة الكروم
(والشوك والحسك نتيجة للخطية). ومن عدم وجود محصولات لن يوجد سوى نتاج
المراعي. زبدًا وعسلًا. هذا إشارة إلى خراب البلاد وقلة سكانها من
كثرة الحروب والسبايا. بِالسِّهَامِ وَالْقَوْسِ
يُؤْتَى إِلَى هُنَاكَ
= أي من كثرة
الوحوش التي ازدادت بسبب قلة السكان لا يؤتَى إلى هناك إلا بالسهام والقوس.
وهذا ما حدث فعلًا (2مل 25:17). في هذا الإصحاح رأينا عناد أحاز والخراب الذي حدث، وهذا
نفس ما حدث من اليهود إذ رفضوا المسيح [الذي جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله] (يو
1: 11)، جاء ليحميهم وينقيهم فيخلصوا وهم رفضوا والنتيجة خرابهم.
هذا نفس ما قاله السيد المسيح "كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما
تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.. هوذا بيتكم يترك لكم
خرابًا" (مت23: 37-38)، لذلك تنبأ النبي بالخراب
لمن يرفض الله. وجناحي الدجاجة = أَذْيَالُهُ تَمْلأُ
الْهَيْكَلَ (إش 6: 1). الله يريد أن يحميهم
وهم يرفضون.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 8 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 6 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/b33b68q