← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29
رأينا في الإصحاح السابق البشارة المفرحة بمجيء المخلص، وأيضًا عمل الروح القدس في إعطاء القوة التي بها نسلك خلال آلام هذا العالم. والله هنا يقول عليكم أن تختاروا إما أن تكونوا لله أو تستسلموا لخداعات الشيطان الممثلة في الأصنام.
هذا الإصحاح يتلخص في قول إيليا المشهور إن كان الله هو الله فاعبدوه وإن كان البعل هو الله فاعبدوه. يدعو الله أقصاء الأرض، أي الجزائر، والمعنى كل الأرض لتحدد بمنطق بسيط من يستطيع أن يخبر بالمستقبل (21-23) ثم بدأ هو يتنبأ بأن هناك ملك يخرج من المشرق، وهو كورش، ولاحظ أن كورش المخلص رمز للمسيح المخلص من سبي إبليس (عن كورش الملك راجع نهاية الإصحاح 39). وحينما يعلن الله هذا التحدي تبدأ الأصنام في التحدي بل الانهيار فيرفضونها، ويشدد النجار الصائغ ليشدد الآلهة صنعته (الآيات 5-7) ويجمعون أدلة أوهي من خيوط العنكبوت لأن الأنبياء الكذبة كانوا يردون بردود عائمة أو نبوات كاذبة، أما نبوات الله ففي منتهَى الدقة، ولا حيلة لكهنة الأوثان لكي يداروا آلهتهم إلا أن يضعوا على أوثانهم أجمل المجوهرات. ثم يؤكد الرب لشعبه أنه معهم وسيحفظهم ويعتني بهم.
آية (1):- "«اُنْصُتِي إِلَيَّ أَيَّتُهَا الْجَزَائِرُ وَلْتُجَدِّدِ الْقَبَائِلُ قُوَّةً. لِيَقْتَرِبُوا ثُمَّ يَتَكَلَّمُوا. لِنَتَقَدَّمْ مَعًا إِلَى الْمُحَاكَمَةِ."
فلتنصت الجزائر = قيل أنها البلاد البعيدة وقيل أنهم اليهود الذين ذهبوا بعيدًا إلى بابل وأحاط بهم البابليين من كل مكان كالماء الذي يحيط جزيرة، بل حاصرتهم التجارب. ولكن المعنى المقصود هو أنها رسالة لكل العالم أن ينصت = إنصتي = فنحن لن نسمع صوت الله ما لم نصمت ونقترب. ليقتربوا. من الله ونبتعد عن ضجيج العالم. ولتجدد القبائل قوة = فعليهم أن يثبتوا إدعائهم بأن آلهتهم قادرة على التنبؤ بالمستقبل كما يفعل الله إنصتي فالموضوع هام. يا لتواضع الله الذي يدخل في المحاكمة مع خليقته.
آية (2):- "مَنْ أَنْهَضَ مِنَ الْمَشْرِقِ الَّذِي يُلاَقِيهِ النَّصْرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ؟ دَفَعَ أَمَامَهُ أُمَمًا وَعَلَى مُلُوكٍ سَلَّطَهُ. جَعَلَهُمْ كَالتُّرَابِ بِسَيْفِهِ، وَكَالْقَشِّ الْمُنْذَرِي بِقَوْسِهِ."
كورش هو هذا الإنسان والصفات التي قيلت عنه هنا تنطبق عليه تمامًا وذكره هنا يناسب إطلاق اليهود من السبي. صار أعظم ملك في العالم، واشتهر بالشجاعة والسرعة في الحرب والحكمة والعدل والكرامة وله اعتبار خاص في الكتاب المقدس، استخدمه الله كآلة لإرجاع شعبه من السبي. قال كورش في نهاية حياته، أنه "لم يبتدئ عملًا إلا نجح فيه" كالقش المنذري = البابليين (رمز للشياطين) يلاقيه النصر عند رجليه = له سرعة حركة. ولقد عرف كورش بالعدالة أما جيشه فاشتهروا بالشراسة. من المشرق = فالمسيح هو شمس البر إلا أن كورش أيضًا جاء من الشرق، فهو هنا كان رمزًا للسيد المسيح.
آية (3):- "طَرَدَهُمْ. مَرَّ سَالِمًا فِي طَرِيق لَمْ يَسْلُكْهُ بِرِجْلَيْهِ."
مر سالمًا = لحكمته كانت خسائره في الحروب أقل ما يمكن. طريق لم يسلكه برجليه = كان سريعًا كأنه من الطيور وكأنه لا يَمَسَّ الأَرْضَ (دا 8: 5)، وإذا فهمنا الآية على المسيح فهي سرعة انتشار الإنجيل.
آية (4):- "مَنْ فَعَلَ وَصَنَعَ دَاعِيًا الأَجْيَالَ مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ، وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ»."
مَنْ فَعَلَ
= الرب هو الذي أنجح كورش (عز1:2) وكورش إعترف بهذا، والله عمل ويبقى عاملًا مع شعبه من البداية للنهاية، والله سمَّى نفسه في (إش44: 6) "الأَوَّلُ وَ.. الآخِرُ". ولكن قوله هنا أنا الرب الأول فهذه إشارة لكونه الله الأزلي والذي قال للشعب اليهودي أن اسمه يهوه وأنهم خاصته. وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ = الذي يتكلم هنا هو يهوه والآخِرين هنا هم من آمنوا بأن المسيح هو يهوه = أنا هو ويكون الأولين هم شعب إسرائيل. ويصبح معنى الآية أنا بدأت بإختيار الشعب اليهودي. والآخِرين الذين يأتون بعد اليهود هم الكنيسة وأنا لهم أيضا يهوه. ولقد جعلت أنا يهوه: الإثنين واحدًا. وبهذا يصير المسيح هو يهوه فهذا اسمه الذي قاله عن نفسه الأول والآخر (رؤ1: 17) والمعنى أنه بلا بداية موجود قبل كون العالم، أبدي لا ينتهي، ضابط الكل. الكل مكشوف أمامه، الماضي والحاضر والمستقبل، هو الذي يحكم العالم وأحكامه لا تتغير، إذًا فهو الذي أتى بكورش وها هو يخبر عنه قبل مجيئه بـ 200 سنة. (راجع التفسير في نهاية الأصحاح الأول من سفر الرؤيا).
آية (5):- "نَظَرَتِ الْجَزَائِرُ فَخَافَتْ. أَطْرَافُ الأَرْضِ ارْتَعَدَتِ. اقْتَرَبَتْ وَجَاءَتْ."
كل الممالك ارتعدت حينما سمعت خبر كورش، وكل الممالك قامت ضده فيما يشبه الوحدة (بابل ومصر وغيرهما).
إن كان كورش هو رمز للمسيح، فرعب الشعوب هنا يشير لرعب الشياطين وفزعهم من مصيرهم حينما واجههم الرب يسوع بسلطانه عليهم (مر1: 24).
آيات (6، 7):- "كُلُّ وَاحِدٍ يُسَاعِدُ صَاحِبَهُ وَيَقُولُ لأَخِيهِ: «تَشَدَّدْ». فَشَدَّدَ النَّجَّارُ الصَّائِغَ. الصَّاقِلُ بِالْمِطْرَقَةِ الضَّارِبَ عَلَى السَّنْدَانِ، قَائِلًا عَنِ الإِلْحَامِ: «هُوَ جَيِّدٌ». فَمَكَّنَهُ بِمَسَامِيرَ حَتَّى لاَ يَتَقَلْقَلَ."
كان استعدادهم بصنع آلهة جديدة لفشل ما عندهم، أو هم يصلحون ويشددون ما عندهم. ولكن المعنى يشير لأبعد من ذلك كما قلنا سابقًا أن الأصنام وصانعوها في حالة تحدي لله. هنا نرى ثورة الوثنيين دفاعًا عن آلهتهم كما فعل الأفسييسن لأرطاميس (اع 28:19) هم يدافعون عن آلهتهم أما نحن فلنا إله يدافع عنا حتى ونحن صامتين.
آية (8):- "«وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِسْرَائِيلُ عَبْدِي، يَا يَعْقُوبُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِي،"
أما أنت يا إسرائيل = الأمم التي تعتمد على أوثانها خافت، أما إسرائيل المتكل على الرب فلا يخاف لأنه يؤمن أن كل الأمور تعمل للخير لشعب الله. ولاحظ قول الله عن الشعب نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِي = والله بهذا يشير لشعور المحبة التي في قلبه لهذا الشعب فهم نسل حبيبه إبراهيم. في هذا الإصحاح نجد أن الله يخيرهم بينه وبين الأصنام أي الشيطان الذي وراءها. وهنا نجد الله يحرك عواطفهم ليختاروه إذ هو يحبهم. (الله هنا كأنه يقول لهم: صدقوني أنا أحبكم فأنتم نسل إبراهيم حبيبي، فتعالوا إليَّ ولا تختاروا غيري فتهلكوا، إختاروني ليس عن خوف مني بل لأني أحبكم، وأنا الوحيد الذي أحبكم بالحق). الله هو الذي يحبنا بالحق ويريد لنا السماء أما الآخر فهو يتظاهر بأنه يريد لنا أن نتمتع بملذات العالم ولكنه يريدنا معه في الهلاك الأبدي.
آية (9):- "الَّذِي أَمْسَكْتُهُ مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ، وَمِنْ أَقْطَارِهَا دَعَوْتُهُ، وَقُلْتُ لَكَ: أَنْتَ عَبْدِيَ. اخْتَرْتُكَ وَلَمْ أَرْفُضْكَ."
الذي أمسكته = أولًا الله أمسك إبراهيم ودعاه من أور، ثم أمسك أولاده ودعاهم من مصر وأخرجهم من عبوديتها وصاروا له.
آية (10):- "لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي."
الآيات (10-20) آيات تشجيع للمسبيين ولشعب الله في كل مكان، فالله قوة للضعيف، وهو يروي النفس العطشانة دائمًا. ولاحظ تكرار قوله لا تخف فالخوف يفقدنا سلامنا الداخلي، والخوف عمومًا سببه الشعور بالوحدة أما نحن فالمسيح المخلص أتى ليسكن داخلنا ولا يتركنا في احتياج.
الآيات (11-13):- "إِنَّهُ سَيَخْزَى وَيَخْجَلُ جَمِيعُ الْمُغْتَاظِينَ عَلَيْكَ. يَكُونُ كَلاَ شَيْءٍ مُخَاصِمُوكَ وَيَبِيدُونَ. تُفَتِّشُ عَلَى مُنَازِعِيكَ وَلاَ تَجِدُهُمْ. يَكُونُ مُحَارِبُوكَ كَلاَ شَيْءٍ وَكَالْعَدَمِ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ."
لم يتصور أحد في أيام السبي أن
يفتش أحد عن البابليين فلا يجدهم.
آية (14):- "«لاَ تَخَفْ يَا دُودَةَ يَعْقُوبَ، يَا شِرْذِمَةَ إِسْرَائِيلَ. أَنَا أُعِينُكَ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَفَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ."
دودة يعقوب = تشير لضعف اليهود وعدم استحقاقهم. وقد داسهم فرعون كدودة فعلًا، وهكذا فعل نبوخذ نصر وباد الجبابرة وبقى شعب الله. شرذمة = الشرذمة هي جزء صغير من جماعة، فهذه هنا موجهة لشعب الله المنفي وفي ضعف. فاديك = كلمة فادي بالعبراني تعني الذي يفك المبيع (لا 25:25) فحين يفتقر أحد ويبيع من ملكه يأتي آخر (وَلِّيَهُ) ويفك مبيع أخيه، والولي هو الفادي، والكلمة تفيد أيضًا الذي يخلص من الخطية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فيكون بهذا كورش في هذه النبوءة رمزًا للمسيح الذي فك ديننا وخلصنا وحررنا.
آية (15):- "هأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ نَوْرَجًا مُحَدَّدًا جَدِيدًا ذَا أَسْنَانٍ. تَدْرُسُ الْجِبَالَ وَتَسْحَقُهَا، وَتَجْعَلُ الآكَامَ كَالْعُصَافَةِ."
إذا كنا في نظر أنفسنا دودة لكن الله قادر أن يجعلنا نوارج قادرة على سحق الجبال والآكام. والآكام هي أقل ارتفاعًا من الجبال . الجبال هذه قيلت هنا عن جيش بابل والآكام هي ربما عن الجيوش المتضامنة معهم أو الأمم الكارهة لليهود وتساعد بابل مثل موآب وغيرها. والجبال هي أيضًا إنساننا القديم المتكبر، والله يخرج من الضعف قوة. وهكذا ذلل الله لهم كل الصعاب للعودة. والجبال والأمم الجبارة مثل بابل الذين يتبعونه تشير للشيطان المتكبر والعنيد (رؤ9:17)، ولكن المسيح أعطانا سلطانا أن ندوسه (لو19:10).
آية (16):- "تُذَرِّيهَا فَالرِّيحُ تَحْمِلُهَا وَالْعَاصِفُ تُبَدِّدُهَا، وَأَنْتَ تَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ. بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ تَفْتَخِرُ."
هنا نرى صورة لعمل الجهاد مع النعمة فإسرائيل تذريها (الجهاد) أما الريح التي تحملها فهي إشارة للنعمة. فعمل الإنسان لازم بجانب نعمة الله والنتيجة المؤكدة هي فرح يملأ قلب المؤمن تبتهج.. وتفتخر.
رأينا هنا نبوة عن كورش رمزاً للمسيح (آية2). وفي (آية3) نرى سرعة انتشار الإنجيل. وفي (آية5) نرى رعب الشياطين من مجيء المسيح. وفي الآيات (8-14) الله يطمئن أولاد إبراهيم بالإيمان ويقول لهم لا تخافوا فالمسيح المخلص آتٍ ورمزه هنا كورش، وسيبيد من أمامنا الشيطان. وفي (آية15) الله يعطي قوة تدوس العدو. وفي (آية16) الله يعطي قوة ونعمة ولكن لا بُد من الجهاد لننتصر على عدونا الشيطان. ثم نأتي لوعد الله بإرسال الروح القدس (آيات 17-20). وفي (الآيات 21-29) يقول الله: ها قد أخبرتكم ببشارة الخلاص فهل كان هناك من تنبأ بها أو توقعها؟ لا. فخطة الخلاص أزلية لا يعلمها سوى الله فقط، الله المحب لخليقته، الذي دبر أزلياً كيف يخلص الإنسان فهو أيضاً كان يعلم أنه سيسقط ويموت.
آيات (17-20):- "«اَلْبَائِسُونَ وَالْمَسَاكِينُ طَالِبُونَ مَاءً وَلاَ يُوجَدُ. لِسَانُهُمْ مِنَ الْعَطَشِ قَدْ يَبِسَ. أَنَا الرَّبُّ أَسْتَجِيبُ لَهُمْ. أَنَا إِلهَ إِسْرَائِيلَ لاَ أَتْرُكُهُمْ. أَفْتَحُ عَلَى الْهِضَابِ أَنْهَارًا، وَفِي وَسَطِ الْبِقَاعِ يَنَابِيعَ. أَجْعَلُ الْقَفْرَ أَجَمَةَ مَاءٍ، وَالأَرْضَ الْيَابِسَةَ مَفَاجِرَ مِيَاهٍ. أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ الأَرْزَ وَالسَّنْطَ وَالآسَ وَشَجَرَةَ الزَّيْتِ. أَضَعُ فِي الْبَادِيَةِ السَّرْوَ وَالسِّنْدِيَانَ وَالشَّرْبِينَ مَعًا. لِكَيْ يَنْظُرُوا وَيَعْرِفُوا وَيَتَنَبَّهُوا وَيَتَأَمَّلُوا مَعًا أَنَّ يَدَ الرَّبِّ فَعَلَتْ هذَا وَقُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ أَبْدَعَهُ."
نبوة بحلول الروح القدس =
مفاجر مياه، فالله يشبع ويروي (يو7: 37، 38). والْبَائِسُونَ هنا هم مساكين إسرائيل في السبي، أو المساكين بالروح (المتواضعين) وهم الجياع والعطاش إلى البر. الأرض اليابسة مفاجر مياه = كان الإنسان قبل المسيح وبدون الروح القدس أرضا يابسة، وبعد حلول الروح القدس إرتوت الأرض وأخرجت ثمارا عبَّر الوحي عنها هنا بأنها أشجار أرز و.. سنط ... ولكن هذه الأشجار لها صفات تعبر عن الإنسان الذي سكن فيه الروح القدس:-الأرز
= الكلمة مشتقة من أصل عبري بمعنى ثابت أو راسخ. والأرز شجرة طويلة يصل طولها في لبنان إلى حوالي [23-27 مترًا] وفي جبال الهيمالايا Himalayas تصل إلى [50 مترًا]. وهي شجرة رائعة الجمال، تمتد عرضيا لمسافة كبيرة، وهي دائمة الإخضرار، وبها عصارة تحفظها من الفساد والديدان. فإسمها يشير للثبات في الإيمان. وهي بطولها تشير للطبيعة السماوية للمسيحي، وبدوام خضرتها تشير للحيوية فالمسيحي له حياة المسيح، ولذلك لا يموت وهذا ما يشير إليه أن الأرز لا يفسد.السنط
= ينبت في الصحراء ولا يُسَوِّس فهو إذًا لا يفسد، وكان الخشب المصنوع منه تابوت العهد من خشب السنط، فجسد المسيح لم يرى فسادا، وذلك لأن ناسوته متحد بلاهوته، أما نحن فالجسد يفسد بالموت لكن لنا قيامة وحياة أبدية. والسنط ينبت في الصحراء، والمسيحي له حياة بالروح القدس هنا على الأرض التي ليس لها حياة ولا ثمر.الآس
= رائحته طيبة ويثمر بعد إنتهاء فترة الشتاء، والمسيحي يثمر بعد أن ينتهي من برودته الروحية ويكون رائحة المسيح الزكية (2كو2: 15).شجرة الزيت
= غير معروف تمامًا هل المقصود شجرة الزيتون فمنها يحصلون على زيت الزيتون الذي يصنع منه دهن المسحة، أو هي شجرة أخرى. لكن المهم الإشارة للزيت فهو رمز للروح القدس الذي ينسكب على الشخص سواء ملك أو رئيس كهنة حين يمسح بالزيت. وبهذا ترمز هذه الشجرة لامتلاء المسيحي بالروح القدس.السرو
= دائم الخضرة وإستخدم في بناء الهيكل، ويستخدم مجازا للتعبير عن العظمة والقوة، وينمو في البادية دليل على قدرة الله. وشبه ابن سيراخ أونيا الكاهن العظيم بالسرو المرتفع إلى السحاب فإرتفاعه يصل إلى [20-25 مترًا] وأغصانه عريضة.السنديان
= شجر ضخم وصلب وطويل يشير لصلابة إيمان المؤمنين.الشربين
= شجرة كالسرو ولكنه أزكى رائحة، والمسيحي هو رائحة المسيح الزكية.
آيات (21-24):- "«قَدِّمُوا دَعْوَاكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. أَحْضِرُوا حُجَجَكُمْ، يَقُولُ مَلِكُ يَعْقُوبَ. لِيُقَدِّمُوهَا وَيُخْبِرُونَا بِمَا سَيَعْرِضُ. مَا هِيَ الأَوَّلِيَّاتُ؟ أَخْبِرُوا فَنَجْعَلَ عَلَيْهَا قُلُوبَنَا وَنَعْرِفَ آخِرَتَهَا، أَوْ أَعْلِمُونَا الْمُسْتَقْبِلاَتِ. أَخْبِرُوا بِالآتِيَاتِ فِيمَا بَعْدُ فَنَعْرِفَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ، وَافْعَلُوا خَيْرًا أَوْ شَرًّا فَنَلْتَفِتَ وَنَنْظُرَ مَعًا. هَا أَنْتُمْ مِنْ لاَ شَيْءٍ، وَعَمَلُكُمْ مِنَ الْعَدَمِ. رِجْسٌ هُوَ الَّذِي يَخْتَارُكُمْ."
كان الوثنيون يعتبرون أن معرفة المستقبل هي أهم شيء بالنسبة للعبادة الوثنية، وكان الوثنيون يعتبرون الآلهة كملوك لهم مثل مولك أو
ملكوم إله العمونيين وأدرملك إله لسفروايم. وها هو الله يعلن أنه هو الملك الحقيقي لشعبه = مَلِكُ يَعْقُوبَ، فهو إلههم وملكهم وواضع شريعتهم. مَا هِيَ الأَوَّلِيَّاتُ = أي الأشياء الأولية التي حدثت قبلًا. أي المقصود دعهم يرونا نبوءاتهم السابقة التي تحققت. وَافْعَلُوا خَيْرًا أَوْ شَرًّا = فهم لا يستطيعون أن يفعلوا شرًا نخاف منه. وهم بطبيعتهم غير قادرين على فعل الخير وهذا يعطينا اطمئنان أنه ليس في سلطة أعدائنا أن يضرونا أو يسيئون إلينا.
آية (25):- "«قَدْ أَنْهَضْتُهُ مِنَ الشَّمَالِ فَأَتَى. مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ يَدْعُو بِاسْمِي. يَأْتِي عَلَى الْوُلاَةِ كَمَا عَلَى الْمِلاَطِ، وَكَخَزَّافٍ يَدُوسُ الطِّينَ."
بعد أن أخجل الله عبدة الأوثان وأظهر لهم جهل آلهتهم بالمستقبل ها هو يخبرهم بالمستقبل ويكلمهم عن كورش مرة أخرى= أنهضته من الشمال..... من مشرق الشمس = بلاد فارس شرق بابل وبلاد مادي إلى جهة الشمال الشرقي. يَدْعُو بِاسْمِي = فكورش اعترف بأن الرب هو إله السماء (عز 1:1-4) وهو قد داس ملوك كثيرون. ولكن معنى الآية الأبعد عن المسيح شمس البر الذي أشرق كالشمس وجاء من الشمال أي الناصرة، فالناصرة شمال أورشليم، وهو أتى ليدوس ملوك الأرض أي الشياطين والكل يخضع له.يدعو باسمي = المسيح أتى ليستعلن لنا الآب أي يعطينا أن نعرفه، ومن رَأَى المسيح فكأنه رأى الآب.
آيات (26-29):- "مَنْ أَخْبَرَ مِنَ الْبَدْءِ حَتَّى نَعْرِفَ، وَمِنْ قَبْل حَتَّى نَقُولَ: هُوَ صَادِقٌ؟ لاَ مُخْبِرٌ وَلاَ مُسْمِعٌ وَلاَ سَامِعٌ أَقْوَالَكُمْ. أَنَا أَوَّلًا قُلْتُ لِصِهْيَوْنَ: هَا! هَا هُمْ. وَلأُورُشَلِيمَ جَعَلْتُ مُبَشِّرًا. وَنَظَرْتُ فَلَيْسَ إِنْسَانٌ، وَمِنْ هؤُلاَءِ فَلَيْسَ مُشِيرٌ حَتَّى أَسْأَلَهُمْ فَيَرُدُّونَ كَلِمَةً. هَا كُلُّهُمْ بَاطِلٌ، وَأَعْمَالُهُمْ عَدَمٌ، وَمَسْبُوكَاتُهُمْ رِيحٌ وَخَلاَءٌ."
حتى نعرف = المتكلم هنا هو الرب وشعبه المؤمنون به. وهم يفتشون (الله وشعبه) لو وُجِدَ هنا مَنْ هو صادق في نبوءاته لصدقوه. والله وحده هو الذي أخبر شعبه سابقًا بخبر عودتهم من السبي ها ها هم. ولأورشليم جعلت مبشرًا = الله يخبر شعبه بأنه أول من بشرهم بعودتهم من السبي على يد كورش المخلص. وليس إنسان = لم يوجد إنسان ليرد حتى يُعتبر إلهًا لذلك صاروا كلهم خلاء (كُلُّهُمْ بَاطِلٌ) أي لا شيء.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 42 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 40 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/v99643y