St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   27-Sefr-Asheia
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

إشعياء 29 - تفسير سفر أشعياء

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب أشعيا:
تفسير سفر إشعياء: مقدمة سفر إشعياء | إشعياء 1 | إشعياء 2 | إشعياء 3 | إشعياء 4 | إشعياء 5 | إشعياء 6 | إشعياء 7 | إشعياء 8 | إشعياء 9 | إشعياء 10 | إشعياء 11 | إشعياء 12 | إشعياء 13 | إشعياء 14 | إشعياء 15 | إشعياء 16 | إشعياء 17 | إشعياء 18 | إشعياء 19 | إشعياء 20 | إشعياء 21 | إشعياء 22 | إشعياء 23 | إشعياء 24 | إشعياء 25 | إشعياء 26 | إشعياء 27 | إشعياء 28 | إشعياء 29 | إشعياء 30 | إشعياء 31 | إشعياء 32 | إشعياء 33 | إشعياء 34 | إشعياء 35 | إشعياء 36 | إشعياء 37 | إشعياء 38 | إشعياء 39 | إشعياء 40 | إشعياء 41 | إشعياء 42 | إشعياء 43 | إشعياء 44 | إشعياء 45 | إشعياء 46 | إشعياء 47 | إشعياء 48 | إشعياء 49 | إشعياء 50 | إشعياء 51 | إشعياء 52 | إشعياء 53 | إشعياء 54 | إشعياء 55 | إشعياء 56 | إشعياء 57 | إشعياء 58 | إشعياء 59 | إشعياء 60 | إشعياء 61 | إشعياء 62 | إشعياء 63 | إشعياء 64 | إشعياء 65 | إشعياء 66

نص سفر إشعياء: إشعياء 1 | إشعياء 2 | إشعياء 3 | إشعياء 4 | إشعياء 5 | إشعياء 6 | إشعياء 7 | إشعياء 8 | إشعياء 9 | إشعياء 10 | إشعياء 11 | إشعياء 12 | إشعياء 13 | إشعياء 14 | إشعياء 15 | إشعياء 16 | إشعياء 17 | إشعياء 18 | إشعياء 19 | إشعياء 20 | إشعياء 21 | إشعياء 22 | إشعياء 23 | إشعياء 24 | إشعياء 25 | إشعياء 26 | إشعياء 27 | إشعياء 28 | إشعياء 29 | إشعياء 30 | إشعياء 31 | إشعياء 32 | إشعياء 33 | إشعياء 34 | إشعياء 35 | إشعياء 36 | إشعياء 37 | إشعياء 38 | إشعياء 39 | إشعياء 40 | إشعياء 41 | إشعياء 42 | إشعياء 43 | إشعياء 44 | إشعياء 45 | إشعياء 46 | إشعياء 47 | إشعياء 48 | إشعياء 49 | إشعياء 50 | إشعياء 51 | إشعياء 52 | إشعياء 53 | إشعياء 54 | إشعياء 55 | إشعياء 56 | إشعياء 57 | إشعياء 58 | إشعياء 59 | إشعياء 60 | إشعياء 61 | إشعياء 62 | إشعياء 63 | إشعياء 64 | إشعياء 65 | إشعياء 66 | إشعياء كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هنا نرى الويلين الثاني والثالث (الآيتين 15،1). ونرى أن الله يستخدم أشور ثم بابل ثم الرومان ليضايق أورشليم ليؤدبها فتتضع أورشليم وتتكلم من الأرض (آية 4) ثم يعاقب أشور فتصير غبار (آية 5). وهذا يعمله مع كل نفس يؤدبها ويريدها أن تصبح أورشليماً له. أورشليم هنا كمثال نرى فيه فكر الرب، وتمثل أورشليم الخليقة كلها أو الأفراد فرداً فرداً. نرى هنا إنحراف أورشليم وإبتعادها عن الطريق المستقيم، وهذا هو حال العالم بعد سقوط آدم "الجميع زاغوا وفسدوا". وكيف رأى القديس بولس الرسول فكر الله لرجوع الإنسان إليه؟ "إِذْ أُخْضِعَتِ ٱلْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ - لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِي أَخْضَعَهَا - عَلَى ٱلرَّجَاءِ" (رو20:8). فكر الله هنا أن يبدأ بتأديب الخليقة ثم يأتي إبن الله للفداء، وكان هذا هو الرجاء. وعلى مستوى الفرد فنجد أن هذا هو فكر الله أيضاً. فالله يسمح بضيقات كثيرة ضد أيوب، الإبن الضال، زاني كورنثوس.... ليتوبوا ويعودوا لله، فيقبلهم.

 

آية (1):- "وَيْلٌ لأَرِيئِيلَ، لأَرِيئِيلَ قَرْيَةٍ نَزَلَ عَلَيْهَا دَاوُدُ. زِيدُوا سَنَةً عَلَى سَنَةٍ. لِتَدُرِ الأَعْيَادُ."

نرى هنا تطبيق واضح لفكر الله، يحيط الله أورشليم بضيقات كثيرة فتتأدب وتتضع وتتوب فيأخذها إبن داود لنفسه من يد الشيطان، كما أخذها داود من يد اليبوسيين.

أَرِيئِيلَ= تعني موقد الله. وهذا إشارة للمذبح الذي يقدم عليه المحرقات. ومذبح الله كناية عن أورشليم فبها مذبح الله. وهم عاشوا في خطيتهم بلا توبة ولكن في عبادة ظاهرية، يقدمون ذبائحهم على أريئيل ولكن القلب مبتعد بعيداً وهذه عبادة لا يقبلها الله. زِيدُوا سَنَةً عَلَى سَنَةٍ = تهكم عليهم إذ إنهم اهتموا بشكليات العبادة كتقديم ذبائح (على أريئيل) دون الإهتمام بحالة قلبهم وإهتموا بالطقوس الخارجية كل سنة في أعيادهم ولكن بلا ثمر.

نَزَلَ عَلَيْهَا دَاوُدُ = وأخذها لنفسه من اليبوسيين. والله سينزل عليها ويأخذها لنفسه بنزع خطاياها كيف؟ بسبب مسلكها يضايق الله أورشليم فتصبح كَأَرِيئِيل (لأَرِيئِيلَ) = أي كموقد الله أي تتقد فيها نيران المصائب وتكون نهايتها رماد. وكانت المصائب التي أحاطت بأورشليم هي جيش أشور الذي داس أرض يهوذا 8 مرات ففسدت الأرض، وأحرقت أشور 46 مدينة ليهوذا. وحاصرت أورشليم نفسها. أشور صيرت يهوذا وأورشليم كَأَرِيئِيل (لأَرِيئِيلَ). ولكن بعد ذلك تصير موقد يحرق أعدائها، فلقد أمات الرب من جيش أشور 185000.

وهذا كان أسلوب الله مع البشر، فقد تركنا في يد الشيطان يؤدبنا من خلال كل ضيقات العالم الذي نحيا فيه. وجاء المسيح بصليبه وبدد قوته. وهذا ما سوف يحدث في نهاية الأيام حين يحاصر جيش ضد المسيح أورشليم ويجعل منها أريئيل ولكن الله يتدخل وينقذ البقية المؤمنة، ويضرب أتباع ضد المسيح بضربات رهيبة (حز39 ، زك14).

 

آية (2):- "وَأَنَا أُضَايِقُ أَرِيئِيلَ فَيَكُونُ نَوْحٌ وَحَزَنٌ، وَتَكُونُ لِي كَأَرِيئِيلَ."

بسبب مسلكهم سيضايق الله أورشليم فتصبح. كأريئيل = أي كموقد الله أي تتقد فيها نيران المصائب وتكون نهايتها رماد. ثم بعد ذلك تصير موقد يحرق أعدائها.

 

آيات (3، 4):- "وَأُحِيطُ بِكِ كَالدَّائِرَةِ، وَأُضَايِقُ عَلَيْكِ بِحِصْنٍ، وَأُقِيمُ عَلَيْكِ مَتَارِسَ. فَتَتَّضِعِينَ وَتَتَكَلَّمِينَ مِنَ الأَرْضِ، وَيَنْخَفِضُ قَوْلُكِ مِنَ التُّرَابِ، وَيَكُونُ صَوْتُكِ كَخَيَال مِنَ الأَرْضِ، وَيُشَقْشَقُ قَوْلُكِ مِنَ التُّرَابِ."

الله يضايقها حتى تتواضع ويكون صوتها منخفضًا. وَيُشَقْشَقُ = يكون صوتهم كمن يكلمون الموتى في همس. وأُحِيطُ بِكِ كَالدَّائِرَةِ وَأُضَايِقُ = هنا نرى الله يحيط بهم للمضايقة بسبب خطاياهم، أما بولس الرسول الذي أحب المسيح فيقول "لأن محبة المسيح تحصرنا" (2كو5: 14). ولكن حتى الضيق ليؤدبهم فيعودوا لمحبته.

 

آيات (5، 6):- "وَيَصِيرُ جُمْهُورُ أَعْدَائِكِ كَالْغُبَارِ الدَّقِيقِ، وَجُمْهُورُ الْعُتَاةِ كَالْعُصَافَةِ الْمَارَّةِ. وَيَكُونُ ذلِكَ فِي لَحْظَةٍ بَغْتَةً، مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْجُنُودِ تُفْتَقَدُ بِرَعْدٍ وَزَلْزَلَةٍ وَصَوْتٍ عَظِيمٍ، بِزَوْبَعَةٍ وَعَاصِفٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ."

من هنا يبتدئ الوعد بخلاص اليهود من أعدائهم فيشتتهم الله كغبار بعد أن أنهوا عملهم في تأديب شعبه. وتُفْتَقَدُ = أي أشور وبأسلوب عنيف. فِي لَحْظَةٍ بَغْتَةً = هذا ما حدث فعلًا يوم الـ185000 ولكن انتقام الله الحقيقي كان من إبليس عدونا الحقيقي وقوله بغتة إشارة للغلبة السريعة ولإمكانيات الصليب. زَلْزَلَةٍ وصَوْتٍ عَظِيمٍ... إلخ يوم الصليب صاحبته ظواهر طبيعية عجيبة وهذا ما سيحدث في اليوم الأخير.

 

آيات (7، 8):- "وَيَكُونُ كَحُلْمٍ، كَرُؤْيَا اللَّيْلِ جُمْهُورُ كُلِّ الأُمَمِ الْمُتَجَنِّدِينَ عَلَى أَرِيئِيلَ، كُلُّ الْمُتَجَنِّدِينَ عَلَيْهَا وَعَلَى قِلاَعِهَا وَالَّذِينَ يُضَايِقُونَهَا. وَيَكُونُ كَمَا يَحْلُمُ الْجَائِعُ أَنَّهُ يَأْكُلُ، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ وَإِذَا نَفْسُهُ فَارِغَةٌ. وَكَمَا يَحْلُمُ الْعَطْشَانُ أَنَّهُ يَشْرَبُ، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ وَإِذَا هُوَ رَازِحٌ وَنَفْسُهُ مُشْتَهِيَةٌ. هكَذَا يَكُونُ جُمْهُورُ كُلِّ الأُمَمِ الْمُتَجَنِّدِينَ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ."

هذا تصوير لخيبة أمال الأعداء فهم منوا أنفسهم بالحصول على أورشليم ولكن كان ذلك كحلم. الله يحمي كنيسته فَمَنْ يقدر عليها. رَازِحٌ = خائر ومُتْعَب من العطش.

 

آيات (9-12):- "تَوَانَوْا وَابْهَتُوا. تَلَذَّذُوا وَاعْمَوْا. قَدْ سَكِرُوا وَلَيْسَ مِنَ الْخَمْرِ. تَرَنَّحُوا وَلَيْسَ مِنَ الْمُسْكِرِ. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَكَبَ عَلَيْكُمْ رُوحَ سُبَاتٍ وَأَغْمَضَ عُيُونَكُمُ. الأَنْبِيَاءُ وَرُؤَسَاؤُكُمُ النَّاظِرُونَ غَطَّاهُمْ. وَصَارَتْ لَكُمْ رُؤْيَا الْكُلِّ مِثْلَ كَلاَمِ السِّفْرِ الْمَخْتُومِ الَّذِي يَدْفَعُونَهُ لِعَارِفِ الْكِتَابَةِ قَائِلِينَ: «اقْرَأْ هذَا». فَيَقُولُ: «لاَ أَسْتَطِيعُ لأَنَّهُ مَخْتُومٌ». أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هذَا». فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ»."

من (9 -16) تصوير لحالة الضلال التي وقع فيها الشعب فهم لا يفهمون ما هي إرادة الله في الخلاص ولذلك بدأوا من وراء ظهر النبي في عمل تحالف مع مصر. ولذلك فالله يؤدبهم. وهنا نرى عيوب الشعب:-

1) توانوا = هم كانوا كمن في سبات. والنبي يتهكم عليهم فهم لم ينتبهوا لكلامه فهو قد أنذرهم ولكنهم هم إختاروا الضلال.

2) إبهتوا : من عمل الله (حصار أشور مثلا والضيقات التي هم فيها) دون أن يفهموا.

3) تلذذوا = هم غارقون في لذتهم غير منتبهين لكل ما سيأتي عليهم من مصائب.

4) أعموا = هم أغمضوا عيونهم بإرادتهم، والله تركهم ليعملوا ما يريدون.

5) روح سبات = حين ينزع الله روحه أو حين يغضب ينطفئ روح الله ولا يعود الإنسان يستمع لصوته فيكون كمن هو في سبات.

6) وأغمض عيونكم = هم اختاروا طريق العمى برفضهم سماع صوت الله فلذلك أغمض الله عيونهم.

7) غطاهم = حتى مشيريهم ما عادوا يرون فقد غطَّى رؤوسهم فلا يبصرون ولا يسمعون. وكان هذا حال الكتبة والفريسيين أيام المسيح، كانوا كمن على عيونهم برقع (2 كو 3: 14).

8) والكتاب لهم وكلام الأنبياء ما عاد مفهوما، كلام الأنبياء الحقيقيين كإشعياء، صار لهم كـ:كلام السفر المختوم = هنا يتعجب النبي كيف أن اليهود لهم الناموس والهيكل والأنبياء مثله، بينما هم على هذا الحال، سكارى باحثين عن ملذات العالم، وصاروا غير فاهمين إرادة الله بل هم يتحدون إرادته. فصاروا يتعثرون في أي شيء في طريقهم إذ فقدوا الرؤية وآثروا أن يناموا ولا يبحثوا ويسمعوا شريعة الله، فسكب الله عليهم نومًا عميقا.ً سكروا وليس من الخمر = هذه حالة من لا يدري بما حوله وبما يُقَال، وهذه كانت حالتهم. ملحوظة: وهذا حالهم الآن فهم ما زالوا رافضين المسيح.

السِّفْرِ الْمَخْتُومِ = كانت الكتب في ذلك الزمان عبارة عن رول roll يتكون من ورقة يلصقونها بالورقة الأولى. ثم يلصقون ورقة ثالثة بالورقة الثانية وهكذا. ثم يلفون الورق على شكل رول ويختمونه لو كان هناك أسرار. والله هنا يقول عنهم أنه يتعاملون مع الكتاب المقدس وأقوال الأنبياء كما لو كانت رول ملفوف ومختوم، أي كأنها سرٌ لا يدركون منه شيء.

صلاة: يا رب إرحم شعبك وكنيستك في هذه الأيام حتى لا يكون فينا من هو مُغْمَض العينين لا يعي ولا يفهم كلمة الرب في الكتاب المقدس. إفتح أعيننا على الأخطار القادمة بسبب غضبك يا رب من الخطايا التي إنتشرت كالوباء. إفتح أعيننا جميعا فنهرب إليك يا رب تائبين حتى لا يلحقنا الغضب المزمع أن يكون.

 

آية (13):- "فَقَالَ السَّيِّدُ: «لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي، وَصَارَتْ مَخَافَتُهُمْ مِنِّي وَصِيَّةَ النَّاسِ مُعَلَّمَةً."

هذا تعبير عن ريائهم. وأصبح تعليم الآباء هو السائد وليس تعليم الله وهذا ما نبه له السيد المسيح (مت 15: 3-9).

 

آية (14):- "لِذلِكَ هأَنَذَا أَعُودُ أَصْنَعُ بِهذَا الشَّعْبِ عَجَبًا وَعَجِيبًا، فَتَبِيدُ حِكْمَةُ حُكَمَائِهِ، وَيَخْتَفِي فَهْمُ فُهَمَائِهِ»."

تكرار كلمة عجبًا للتأكيد والتعجب، والعجب أن يترك الله شعبه فهم تركوه وحين تركوه تركهم فضاعت حكمتهم لذلك سيقبلون ضد المسيح في أواخر الأيام. وفي أيام المسيح تركوا المسيح ليسمعوا كلام الفريسيين، وفي أيام إشعياء وإرميا تركوهم ليسمعوا الأنبياء الكذبة. وقد يكون العمل العجيب هو مجيء المسيح الذي يبطل حكمة الآخرين.

 

آيات (15، 16):- "وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ، فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ، وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». يَا لَتَحْرِيفِكُمْ! هَلْ يُحْسَبُ الْجَابِلُ كَالطِّينِ، حَتَّى يَقُولُ الْمَصْنُوعُ عَنْ صَانِعِهِ: «لَمْ يَصْنَعْنِي». أَوْ تَقُولُ الْجُبْلَةُ عَنْ جَابِلِهَا: «لَمْ يَفْهَمْ»؟"

الأرجح أن يكون الرأي الذي أرادوا أن يكتموه هو التحالف مع مصر فيا لغباوتهم فهم اعتبروا أولًا أن الله لن يعلم مؤامرتهم، وثانيًا أنهم بحكمتهم السياسية في التحالف يفهمون أكثر من الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي هذه الآيات نرى السبب في كل خطاياهم وعنادهم وهو شعورهم بأن الله لا يُرَى.

 

بعد أن رأينا التأديب نرى المسيح إلهنا الحي وعمله الخلاصي:

 

آية (17):- "أَلَيْسَ فِي مُدَّةٍ يَسِيرَةٍ جِدًّا يَتَحَوَّلُ لُبْنَانُ بُسْتَانًا، وَالْبُسْتَانُ يُحْسَبُ وَعْرًا؟"

لُبْنَانُ = الوعر والغابات التي بلا ثمر. يَتَحَوَّلُ.. بُسْتَانًا = أي يكون فيه ثمار وبعد المسيح صار الأمم (الوعر) مؤمنين لهم ثمار، وَالْبُسْتَانُ (اليهود الذين كان لهم ثمار) يُحْسَبُ وَعْرًا بلا ثمر، لأن الله تخلى عنهم.

 

آية (18):- "وَيَسْمَعُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الصُّمُّ أَقْوَالَ السِّفْرِ، وَتَنْظُرُ مِنَ الْقَتَامِ وَالظُّلْمَةِ عُيُونُ الْعُمْيِ،"

ينسكب الروح القدس على الأمم الصُّمُّ فيسمعون. وَتَنْظُرُ مِنَ الْقَتَامِ وَالظُّلْمَةِ عُيُونُ الْعُمْيِ الأمم الوثنيين ويرون ويؤمنوا بالمسيح. والسمع الروحي والبصيرة الروحية الداخلية هي من عند الله، هذا عمل الروح القدس. أَقْوَالَ السِّفْرِ = كلام الله الذي في الكتاب المقدس.

 

آية (19):- "وَيَزْدَادُ الْبَائِسُونَ فَرَحًا بِالرَّبِّ، وَيَهْتِفُ مَسَاكِينُ النَّاسِ بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ."

من ثمار عمل الله الفرح الداخلي، وكلما ازدادت المعرفة الروحية إزداد الفرح. كان الأمم في حالة بؤس = الْبَائِسُون فبسبب خطاياهم لم يعرفوا معنى الفرح. أما من آمن بالمسيح عرف طريق الفرح بعد أن تم ربط العاتي أي الشيطان (الآية 20). الشيطان كان يُعثر الإنسان فيخطئ (الآية21) وعاقبة الخطية ضياع الفرح. فلما تم ربط الشيطان بالصليب عرف المؤمنين طريق الفرح.

 

آيات (20، 21):- "لأَنَّ الْعَاتِيَ قَدْ بَادَ، وَفَنِيَ الْمُسْتَهْزِئُ، وَانْقَطَعَ كُلُّ السَّاهِرِينَ عَلَى الإِثْمِ الَّذِينَ جَعَلُوا الإِنْسَانَ يُخْطِئُ بِكَلِمَةٍ، وَنَصَبُوا فَخًّا لِلْمُنْصِفِ فِي الْبَابِ، وَصَدُّوا الْبَارَّ بِالْبُطْلِ."

مَنْ هو العاتي = إلا كل من تجبر على شعب الله مثل الشيطان الذي جعل شعب الله يخطئ (الَّذِينَ جَعَلُوا الإِنْسَانَ يُخْطِئُ بِكَلِمَةٍ). فَنِيَ الْمُسْتَهْزِئُ = هو الشيطان الذي كان يخدعنا بالخطايا وحينما نسقط يستهزئ بنا ويسخر منا. في الباب = حيث كان القضاة يجلسون، فكان من يحكم بعدل يدبرون له مكيدة = فخًا. جعل الإنسان يخطئ بكلمة (الَّذِينَ جَعَلُوا الإِنْسَانَ يُخْطِئُ بِكَلِمَةٍ) = هكذا فعل الفريسيون بإبن الإنسان فلقد حاولوا أن يصطادوه بكلمة (مت 22: 15).

 

آيات (23،22):- "لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ لِبَيْتِ يَعْقُوبَ الرَّبُّ الَّذِي فَدَى إِبْرَاهِيمَ: «لَيْسَ الآنَ يَخْجَلُ يَعْقُوبُ، وَلَيْسَ الآنَ يَصْفَارُّ وَجْهُهُ. بَلْ عِنْدَ رُؤْيَةِ أَوْلاَدِهِ عَمَلِ يَدَيَّ فِي وَسَطِهِ يُقَدِّسُونَ اسْمِي، وَيُقَدِّسُونَ قُدُّوسَ يَعْقُوبَ، وَيَرْهَبُونَ إِلهَ إِسْرَائِيلَ."

يعقوب الذي ظن بأن عائلته إنتهت وقطع منها معرفة الله ، إذ تركهم الله بعد صلبهم للمسيح . سيفرح بأن يرى كثيرين آمنوا بالمسيح وصاروا أولادًا له بالإيمان، وهذا ما حدث بعد الفداء.

يَصْفَارُّ وَجْهُهُ = يبهت ويحزن لأن أولاده صلبوا المسيح فصاروا مرفوضين. (الأمم صاروا أولادًا لإبراهيم وليعقوب بالإيمان). إشارة للأمم مثل كرنيليوس.

بَلْ عِنْدَ رُؤْيَةِ أَوْلاَدِهِ عَمَلِ يَدَيَّ = هذا عمل يدي الله أن يخرج حياة من الموت، هذا ما عمله الله مع إبراهيم وسارة، وهذا ما حدث في بطن العذراء أن يولد منها المسيح بدون زرع بشر. وهذا ما عمله الله مع الأمم الأموات بسبب الخطية الجدية وخطاياهم التي كانوا فيها، وحولهم المسيح إلى أحياء. حولهم المسيح إلى أولاد ليعقوب بالإيمان.

 

آية (24):- "وَيَعْرِفُ الضَّالُّو الأَرْوَاحِ فَهْمًا، وَيَتَعَلَّمُ الْمُتَمَرِّدُونَ تَعْلِيمًا."

الضَّالُّو الأَرْوَاحِ.. و.. الْمُتَمَرِّدُونَ = هم شعب إسرائيل الذين سيعودون في نهاية الأيام. ففي هذه النبوة نرى رفض اليهود لقساوة قلوبهم وعمي عقولهم. ونرى خلاص الأمم وقبولهم البشارة (الآية17)، ثم نرى هنا رجوع اليهود في النهاية. وهؤلاء يعمل فيهم الروح القدس ويجدد طبيعتهم ويحييهم ويفتح عيون قلوبهم= وَيَتَعَلَّمُ الْمُتَمَرِّدُونَ تَعْلِيمًا = هذا عمل الروح القدس الذي سينسكب على الكنيسة "وَأَمَّا ٱلْمُعَزِّي، ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلْآبُ بِٱسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" (يو26:14).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/27-Sefr-Asheia/Tafseer-Sefr-Ash3eia2__01-Chapter-29.html

تقصير الرابط:
tak.la/nq985bh