← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
هذا الإصحاح وحتى ص (12) كلها موعظة واحدة عن خراب إسرائيل والضيق على يهوذا من أشور لرفضهم حماية الله، أما من احتفظ بعلاقته مع الله فله عزاء وهناك وعود لشعب الله وسط الخراب وفيها إشارة لأيام المسيح.
وظروف هذا الإصحاح هي نفس ظروف الإصحاح السابق. مؤامرة رصين وفقح ضد يهوذا. وتوبيخ الله أحاز لتركه إياه ولجوئه لملك أشور. وذكر المصائب الآتية على الذين يطلبون غير الله والتهديد بخراب مملكة أحاز بالإضافة لأقوال كثيرة للشعب لتنشيطهم وحثهم على الاتكال على الله.
وفي هذه الإصحاحات تختلط آيات الوعيد لشعب الله بسبب خطاياهم، مع آيات وعود الله بالخلاص على يد مخلص يأتي لخلاصهم. ومن هنا نفهم أن ضربات الله ضد شعبه إنما هي عن حب وتأديب. الله يستخدم الشيطان (أشور أو بابل أو غيرهما) كمؤدب ولكن يا ويل من تمتد يده على شعب الله. فنرى نهاية مرعبة لهذا العدو (بابل أو أشور أو الشيطان). ونلاحظ أن الشيطان في كراهيته ألحق الأذى الشديد بشعب الله عن حقد وكراهية لله نفسه. بل كان في داخل الشيطان كبرياء وغرور ضد الله - وكأنه يتصور أنه يقول لله: ها أنا أنتقم من أولادك وأدمرهم وليس من وسيلة لتنقذهم من يدي، لأنهم بحسب كلامك محكوم عليهم بالموت وأنت يا رب لا تستطيع تغيير حكمك.
آية (1):- "وَقَالَ لِي الرَّبُّ: «خُذْ لِنَفْسِكَ لَوْحًا كَبِيرًا، وَاكْتُبْ عَلَيْهِ بِقَلَمِ إِنْسَانٍ: لِمَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ."
لَوْحًا كَبِيرًا = لكي يراه الجميع، هؤلاء الذين فقدوا السمع، إذ هم سمعوا تحذيرات إشعياء وكأنهم لم يسمعوا. والإنسان قد يسمع وينسى ولكن هذا اللوح الذي يرونه دائما سيكون شاهداً أن النبي سبق وقال هذا الكلام قبل أن يحدث. بقلم إنسان أي باللغة التي يفهمها كل إنسان والله كلمنا بلساننا وكلمنا في ابنه ابن الإنسان.
مهير شلال حاش بز = المعنى يعجل الغنيمة ويسرع النهب. والاسم نبوءة مختصرة.
آية (2):- "وَأَنْ أُشْهِدَ لِنَفْسِي شَاهِدَيْنِ أَمِينَيْنِ: أُورِيَّا الْكَاهِنَ، وَزكَرِيَّا بْنَ يَبْرَخْيَا»."
أشهد لنفسي = على إشعياء أن يضع اللوح في الهيكل ويشهد عليه كاهنان وقد يكونا قد ختما عليه. وهذه شهادة بأنه قال ما قاله قبل أن يحدث.
الآيات (3، 4):- "فَاقْتَرَبْتُ إِلَى النَّبِيَّةِ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «ادْعُ اسْمَهُ مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي، تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ السَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ»."
النبية = هي زوجة النبي إشعياء. والمعنى أن أشور سوف ينهب كلا من إسرائيل وأرام، وبهذا ينقذ الله أورشليم من أرام وإفرايم.
قبل أن يعرف الصبي أن.. = أي بعد حوالي سنة. وقد فعل تغلث فلاسر ذلك فعلًا.
الآيات (5-7):- "ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ يُكَلِّمُنِي أَيْضًا قَائِلًا: «لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ رَذَلَ مِيَاهَ شِيلُوهَ الْجَارِيَةَ بِسُكُوتٍ، وَسُرَّ بِرَصِينَ وَابْنِ رَمَلْيَا. لِذلِكَ هُوَذَا السَّيِّدُ يُصْعِدُ عَلَيْهِمْ مِيَاهَ النَّهْرِ الْقَوِيَّةَ وَالْكَثِيرَةَ، مَلِكَ أَشُّورَ وَكُلَّ مَجْدِهِ، فَيَصْعَدُ فَوْقَ جَمِيعِ مَجَارِيهِ وَيَجْرِي فَوْقَ جَمِيعِ شُطُوطِهِ،"
لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ رَذَلَ مِيَاهَ شِيلُوهَ الْجَارِيَةَ بِسُكُوتٍ
= سكوت Softly بعد أن طمأن الرب شعبه بخلاصهم من أعدائهم ها هو يلفت نظرهم لخطاياهم لكي يتوبوا. أحاز رفض حماية الله وأصر على التحالف مع أشور لتحميه، والله ينبه أن في هذا خرابهم حتى يرجعوا عن هذا الطريق. وشِيلُوهَ بركة مياه في أورشليم تنساب منها المياه في هدوء وتعتمد عليها المدينة. والمعنى أن الشعب احتقروا هذه البركة واحتقروا مدينتهم والبركات التي أعطاها الله لهم. وحسدوا الأشوريون على مياههم الكثيرة ونهرهم الواسع المتدفق (أو حسدوا الأراميين على أنهارهم الواسعة) والمعنى أنهم احتقروا عمل الله الهادئ وأعجبوا أو خافوا وانبهروا من قوة الجيوش المعادية. والمعنى أنهم لو كانوا قد إختاروا الإتكال على الله لكان الله قد أبعد عنهم شر أرام وإسرائيل بطريقة هادئة (مياه شيلوه)، لكنهم فضلوا أن يلجأوا لقوة أشور (مياه النهر القوية).وروحيًا فهذا يشير لمن يرفض روح الله الوديع الهادئ (مياه شيلوه) الذي يملأ القلب سلامًا هادئًا لذيذًا يفوق كل عقل، ظانًا أنه في إرضاء شهواته الجامحة سيجد فرحًا وسلاما، مثل هؤلاء يصعد عليهم روح العالم الصاخب الهائج ويخربهم، وهذا ما حدث مع شمشون والابن الضال، فهؤلاء يشتهون اللذة الكاذبة والحرية الكاذبة.
وسُرَ برصين = الإعجاب بقوته وأوثانه وخطاياه. ومياه النهر القوية المقصود به نهر الفرات إشارة لجيش أشور. وأشور سينقذهم فعلًا ولكنه سيستدير عليهم ويخربهم، سيندفق عليهم كنهر الفرات الذي أعجبوا به واشتهوه، وهذا ما حدث أيام سنحاريب الذي حاصر أورشليم.
ونلاحظ أن شيلوه هي مكان عبادة الرب وتقديم الذبائح منذ القديم. فقد صعد إليها ألقانة وحنة أبوا صموئيل. وفيها نصب يشوع خيمة الاجتماع (يش 1:18) إذًا هي مكان اجتماع الله مع شعبه. ومعنى شيلوه = شلوام أو سلوام أي المرسل وهكذا كان المسيح الذي أرسله الله فرذلوه واختاروا قيصر (مياه النهر القوية). وشيلوه بمياهه الهادئة يشير لقوة الروح الوديع الهادئ مصدر التقديس وينبوع البر، وهناك من يقاوم روح الله الهادئ ويحزنه ويرذله باستسلامه لشهوات العالم الصاخب وكما تحمل بركة شيلوه (المرسل) المياه الهادئة، هكذا فالمسيح الذي أرسله الآب وهبنا الروح القدس وأرسله لنا. لذلك فشيلوه هي المكان الذي أغتسل فيه الأعمى فاستنارت عيناه. ورفض الشعب لشيلوه فيه معنى رفضهم الاعتماد على الله واتكالهم على أشور، لذلك سيغرقهم أشور وهكذا أفقدت الشهوة شمشون كل قوته.
آية (8):- "وَيَنْدَفِقُ إِلَى يَهُوذَا. يَفِيضُ وَيَعْبُرُ. يَبْلُغُ الْعُنُقَ. وَيَكُونُ بَسْطُ جَنَاحَيْهِ مِلْءَ عَرْضِ بِلاَدِكَ يَا عِمَّانُوئِيلُ»."
بسط جناحيه = إشارة لاتساع المكان الذي تشغله جيوشه ويبلغ العنق = أي يصل حتى أورشليم ولكن لن يدخلها، يبلغ العنق كمن وصل الماء حتى عنقه لكنه لم يغرق. إذًا فهذا يعطي أمل. ونلاحظ أنهم هم طلبوا أشور والله أعطاهم حسب قلبهم (مز 20: 4) وما أسوأ ما يطلب الإنسان. عرض بلادك يا عمانوئيل = أي اليهودية. وهذا القول يعني أن إشعياء قد فهم أن الولد المذكور الذي ستلده العذراء (إش 7: 14) ليس ابنه هو بل هو المسيح عمانوئيل. فالبلاد هي بلاد عمانوئيل. والله يسمح بتأديبنا ولكن لا يسمح بهلاكنا فنحن أرض عمانوئيل، نحن ملك الرب. ومادامت حياتنا مستترة في الله فلا خوف علينا.
آيات (9،
10):- "هِيجُوا أَيُّهَا الشُّعُوبُ وَانْكَسِرُوا، وَأَصْغِي يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ. احْتَزِمُوا وَانْكَسِرُوا! احْتَزِمُوا وَانْكَسِرُوا! تَشَاوَرُوا مَشُورَةً فَتَبْطُلَ. تَكَلَّمُوا كَلِمَةً فَلاَ تَقُومُ، لأَنَّ اللهَ مَعَنَا."يوجه النبي كلامه إلى البقية المؤمنة ويطلب منهم أن لا يخافوا فالأعداء لن يمكنهم أن يدمروا شعب الله. وهذه الآيات تشير لهجوم الأعداء الروحيين على المسيح وعلى مملكته أي الكنيسة ولكن مهما قاموا فسينكسروا ومهما ظهر للعيان عكس ذلك فالكنيسة عروس المسيح ستبقَى.
الآيات (11-13):- "فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِي الرَّبُّ بِشِدَّةِ الْيَدِ، وَأَنْذَرَنِي أَنْ لاَ أَسْلُكَ فِي طَرِيقِ هذَا الشَّعْبِ قَائِلًا: «لاَ تَقُولُوا: فِتْنَةً لِكُلِّ مَا يَقُولُ لَهُ هذَا الشَّعْبُ فِتْنَةً، وَلاَ تَخَافُوا خَوْفَهُ وَلاَ تَرْهَبُوا. قَدِّسُوا رَبَّ الْجُنُودِ فَهُوَ خَوْفُكُمْ وَهُوَ رَهْبَتُكُمْ."
هنا الله يحذر النبي ومن يسمعونه من الأتقياء أن لا يسلكوا مسلك الشعب، وكان كلام الله له شديدًا. وربما كان هذا في فترة مال فيها النبي لوجهة نظر الملك والشعب في التحالف مع أشور. ولكن الرب حذره وشدده بِشِدَّةِ الْيَدِ = أي بقوة يد الله عليه أمره أن يقبل ما يقوله الله بالرغم من صعوبة موقفه أمام الملك وأمام الشعب. وربما كان النبي خائفًا منهم. والله هنا يعطيه دفعة روحية تعين ضعف الجسد. لاَ تَقُولُوا: فِتْنَةً= فتنة أي مؤامرة. يبدو أن الشعب المنافق حسبوا توبيخ النبي لأحاز أنه مؤامرة ضد أحاز.
قَدِّسُوا = قارن مع "ليتقدس إسمك" قدوس تعني اللاأرضي العالي في سموه وإمكانياته وقدراته. وتكون قَدِّسُوا رب الجنود = إظهروا للكل إيمانكم وضعوا ثقتكم في قدرات الله ولا تخافوا من أرام أو إسرائيل ولا تحسبوا أن قوة أشور هي القادرة على حمايتكم. والقداسة سيكون فيها اختبار عشرة الله والحفظ من خطايا الأمم واستنارة وثبات ونصرة حقيقية على الأعداء، وتقديسنا لإسم الله يكون بأن نحيا في قداسة.
آية (14):- "وَيَكُونُ مَقْدِسًا وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ لِبَيْتَيْ إِسْرَائِيلَ، وَفَخًّا وَشَرَكًا لِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ."
هذه الآية أقتبسها القديس بطرس "فَٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ، هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ" ٱلَّذِينَ يَعْثُرُونَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْكَلِمَةِ" (1بط2: 7-8). هذا الحجر هو المسيح الذي تعثَّر فيه اليهود بَيْتَيْ إِسْرَائِيلَ أي مملكتي يهوذا وإسرائيل وقت أحاز، أما وقت المسيح فكانوا قد صاروا شعبا واحدا. وكلاهما رفضا المسيح وصلبوه.
وَيَكُونُ مَقْدِسًا في الآية السابقة طلب أن يتقدسوا ولكن كيف؟ كانت القداسة في العهد القديم في الخيمة والهيكل بالدم. وهنا نرى في هذه الآية نبوة عن المسيح الذي يقدس بدمه كل من يؤمن به مكونًا جسده أي الكنيسة كهيكل جديد. وهو سيكون صخرة حماية للمؤمنين وحجر زاوية. ولكن سيكون صخرة عثرة.. وفخًا للرافضين من اليهود.
آية (15):- "فَيَعْثُرُ بِهَا كَثِيرُونَ وَيَسْقُطُونَ، فَيَنْكَسِرُونَ وَيَعْلَقُونَ فَيُلْقَطُونَ»."
هذه العثرة التي يتكلم عنها أصدق شاهد لها سقوط الأمة اليهودية وقارن مع [من تلك الساعة رجع كثير من التلاميذ] (يو6: 66). يسقطون = في فخ إبليس وينكسرون (فَيَنْكَسِرُونَ) = "قبل الكسر الكبرياء" ويعلقون = هذه النفوس الرافضة يلتقطها الشيطان ليفترسها. هم علقوا بما معناه لم يستطيعوا الارتفاع إلى السماويات بإيمانهم بالمسيح لأنهم انجذبوا في شباك الشيطان إذ هم علقوا في شباكه فلم يلحقوا بالمسيح وذلك لكبريائهم.
آية (16):- "صُرَّ الشِّهَادَةَ. اخْتِمِ الشَّرِيعَةَ بِتَلاَمِيذِي."
صر الشهادة = الشهادة هي التي بدأ بها الإصحاح، المكتوبة على اللوح بشأن سقوط دمشق والسامرة ثم تدمير ملك أشور لليهودية وخلاص البقية، وأن الله عمانوئيل معنا وأن المسيح سيأتي كسر تقديس للشعب وصخرة عثرة لليهود الرافضين. وهذا الكلام انتهَى الأمر فيه ولا رجعة لذلك يقول له صر... إختم بتلاميذي أي بتلاميذ إشعياء الذين يقبلون هذه الشهادة ويحفظونها ويشهدون عليها، ويشهدون بها أمام الناس، وأن هذا قرار الله ولن يتغير. ولكنها نبوة عن تلاميذ المسيح في العهد الجديد وإنهم سوف يكشفون كل ما كان مستورًا حين يفك الأسد الخارج من سبط يهوذا كل الختوم وقوله صر.. اختم أي لا تزيد شيئًا عليها ولا تنقص.
آية (17):- "فَأَصْطَبِرُ لِلرَّبِّ السَّاتِرِ وَجْهَهُ عَنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَأَنْتَظِرُهُ."
الساتر وجهه = بسبب غضبه، ولكن هذا إلى حين فاصبر. هذه مثل [بصبركم تقتنون أنفسكم] (لو 21: 19) وطلب الصبر هنا لأن هناك ضيقات آتية ينبغي مقابلتها بالصبر وبإيمان أنها للتأديب. ولكن بعد أن ينتهي التأديب تعود وتظهر محبة الرب لشعبه. وَأَنْتَظِرُهُ = إنتظر عمل الرب ورحمته بثقة حتى وسط الضيقة فهو قد وعد. ومن ينتظر الرب بثقة تأتيه التعزيات حتى وسط الضيقة.
آية (18):- "هأَنَذَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمُ الرَّبُّ آيَاتٍ، وَعَجَائِبَ فِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ السَّاكِنِ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ."
الله يستعمل النبي وأولاده آيات، فأسماءهم كان لها معاني وكأنها نبوات مُخْتَصَرة وقارن مع قول القديس بولس الرسول عن المسيح وَأَيْضًا: "هَا أَنَا وَٱلْأَوْلَادُ ٱلَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ ٱللهُ" (عب13:2) فيتضح أن إشعياء هنا كان رمزاً للمسيح؛ لأن الرسول إقتبس هذا القول ونسبه للمسيح، وأظهر به أن المسيح إشترك في اللحم والدم مع الطبيعة البشرية . وفي هذا التفسير يصبح أولاد المسيح آيات وعجائب لرفضهم الشر ونظرهم لأمور سماوية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). بل سندخل السماء كأعضاء في جسد المسيح، وكأن المسيح يقول هؤلاء أولادي الذين هم فيَّ، هم أعضاء جسدي اشتريتهم بدمي وثبتَّهم فيَّ.
الآيات (19-22):- "وَإِذَا قَالُوا لَكُمُ: «اطْلُبُوا إِلَى أَصْحَابِ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ الْمُشَقْشِقِينَ وَالْهَامِسِينَ». «أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلهَهُ؟ أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟» إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ! فَيَعْبُرُونَ فِيهَا مُضَايَقِينَ وَجَائِعِينَ. وَيَكُونُ حِينَمَا يَجُوعُونَ أَنَّهُمْ يَحْنَقُونَ وَيَسُبُّونَ مَلِكَهُمْ وَإِلهَهُمْ وَيَلْتَفِتُونَ إِلَى فَوْقُ. وَيَنْظُرُونَ إِلَى الأَرْضِ وَإِذَا شِدَّةٌ وَظُلْمَةٌ، قَتَامُ الضِّيقِ، وَإِلَى الظَّلاَمِ هُمْ مَطْرُودُونَ."
هناك خطأ شائع فحين يحجب الله وجهه تظلم الدنيا أمام الناس وبدلًا من التوبة والصلاة لله ليرفع غضبه يلجأون للعرافين والسحرة لطلب المشورة (هكذا فعل شاول الملك) وهنا فالنبي يحذر أتقياء الشعب من أن يسمعوا لمن يقول لهم اذهبوا واطلبوا إلى السحرة.
أَصْحَابِ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ
= الذين يدَّعون أنهم يقدرون أن يعاشروا أرواح الموتى ويعرفوا المستقبل الْمُشَقْشِقِينَ وَالْهَامِسِينَ = مَنْ يتكلم بصوت هامس خافت غائر أو في رنة حزينة كالحمام وهذه طريقتهم في الكلام ليتقنوا دورهم.أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلهَهُ؟ أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ = هنا عتاب من الله لشعبه - لماذا لا تلجأوا لي في ضيقتكم؟ هل ترضون بأن تتركوا الله الحي وأنتم عبيده أحياء، وتذهبون لِمَن يدَّعي أنه يُكلِّم أرواح الموتى. والله سيستجيب إذا التزمتم بوصيته، هل تتركون إلهكم وتلجأون لهذه الوسائل الشيطانية.
إلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ = هذا ما يجب أن يقوله من هو في ضيق فكلام الله هو الذي يعطي حياة. فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ = مَنْ لا يقول إلى الشريعة وإلى الشهادة. من لا يلجأ لكلام الله فليس له نور ويبقَى في الظلام. وعجيب أن يكون للإنسان حياة في كلمات الكتاب المقدس ولا يقرأه. فَيَعْبُرُونَ فِيهَا = من يلجأ لهذه الوسائل يعيش في الأرض في ضيق وبلا معين = يعبرون في الحياة مُضَايَقِينَ وَجَائِعِين.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 9 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/d6ryz3t