← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10
في ص (34) رأينا الله يدين أعداء شعبه، وكان هذا لأجل بنيان شعبه وتمجيدهم وكل هذا تم بالصليب. وهذا الإصحاح قد يشير لعودة إسرائيل من السبي كرمز أو ازدهار مملكة حزقيا كرمز. ولكنه يشير حقيقة لازدهار كنيسة المسيح وللخلاص بالصليب، المسيح يسكب مجده على كنيسته بعد أن هزم عدوها وخرَّب مملكته (إصحاح 34).
إصحاح (34) كلمنا عن دينونة الشيطان ومن تبعه يوم الدينونة. وهذا الإصحاح نجد فيه نغمة معزية عن مجد الكنيسة الآن على الأرض كعربون للمجد الأبدي.
آية (1):- "تَفْرَحُ الْبَرِّيَّةُ وَالأَرْضُ الْيَابِسَةُ، وَيَبْتَهِجُ الْقَفْرُ وَيُزْهِرُ كَالنَّرْجِسِ."
هنا نرى فرح الأرض بتقييد الشيطان، أو هو فرح اليهود برجوعهم من سبي بابل أو فرح الأمم بالإيمان والحرية أو فرح الكنيسة بالخلاص. عمومًا فالفرح هو سمة كنيسة العهد الجديد. والفرح ناشئ من أن القفر قد أزْهَر وأثمر. والبرية والأرض والقفر يرمزون لأجسادنا المأخوذة من تراب الأرض، وهكذا كنا قبل المسيح بلا ثمار. أما بعد المسيح وإرسال الروح القدس، المياه العذبة، فلقد إرتوت أجسادنا التي من تراب الأرض فأثمرت (غل5: 22-23) ومن ثمار الروح القدس - الفرح.
آية (2):- "يُزْهِرُ إِزْهَارًا وَيَبْتَهِجُ ابْتِهَاجًا وَيُرَنِّمُ. يُدْفَعُ إِلَيْهِ مَجْدُ لُبْنَانَ. بَهَاءُ كَرْمَلَ وَشَارُونَ. هُمْ يَرَوْنَ مَجْدَ الرَّبِّ، بَهَاءَ إِلهِنَا."
هم يرون = المؤمنون يرون مجد الرب فيما هم فيه من جمال وثمار ومجد فالله أعطاهم جمالًا كجمال لبنان. ومجد الرب وبهاؤه يتجلى في القلب كعربون للمجد الأبدي السماوي (2كو5: 1 + 4: 17، 18).
آيات (3، 4):- "شَدِّدُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ، وَالرُّكَبَ الْمُرْتَعِشَةَ ثَبِّتُوهَا. قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلهُكُمُ. الانْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ»."
شددوا الأيادي = هنا نجد نغمة الجهاد مع الإيمان. فلنشجع بعضنا بعضًا ولا نشك في المواعيد. وليصير الإنسان سندًا لإخوته الضعفاء. وهو يأتي ويخلصكم = قد يكون الخلاص من أشور أو بابل لكن النبي يتحدث عن الخلاص بالمسيح.
آيات (5، 6):- "حِينَئِذٍ تَتَفَقَّحُ عُيُونُ الْعُمْيِ، وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ. حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ، لأَنَّهُ قَدِ انْفَجَرَتْ فِي الْبَرِّيَّةِ مِيَاهٌ، وَأَنْهَارٌ فِي الْقَفْرِ."
المعنى أنه بحلول الروح القدس تتفتح العيون الروحية والبصيرة الداخلية تنفتح لتعاين الأسرار الإلهية والأذن الداخلية تسمع صوت الله وتستعذبه. والأخرس روحيًا يترنم بتسابيح. والمسيح صنع هذه المعجزات فعلًا فقد فتح عيون العمي وشفى الأخرس ليثبت أنه مرسل من الآب. والسيد المسيح استعمل هذه الآية في الرد على تلاميذ يوحنا المعمدان ليعلن لهم من هو(مت2:11-6).
آية (7):- "وَيَصِيرُ السَّرَابُ أَجَمًا، وَالْمَعْطَشَةُ يَنَابِيعَ مَاءٍ. فِي مَسْكِنِ الذِّئَابِ، فِي مَرْبِضِهَا دَارٌ لِلْقَصَبِ وَالْبَرْدِيِّ."
السراب هو خداع، منظر لماء غير موجود، هو كناية عن خيرات غاشة يطلبها الناس ولا يحصلون عليها، أما الأجم فهي أماكن يوجد فيها ماء، وهي كناية عن خيرات حقيقية يعطيها الله لشعبه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فعوض الجفاف يصير فيض ماء هو فيض الروح القدس (يو 7: 37، 38) فيتحول المرار في نفس الإنسان لتعزيات. والأماكن التي كانت بلا ماء ويسكنها الذئاب (الشياطين) صارت مملوءة ماء حتى تصبح دار للقصب والبردي. هكذا نفوسنا بعد أن كانت مسكنًا للشياطين أصبحت هياكل للروح القدس ليسكن فيها.
وَيَصِيرُ السَّرَابُ أَجَمًا = عاش الإنسان يبحث عن الفرح الضائع، وخدعه إبليس بأن اللذات الحسية هي الفرح. ثم إكتشف الإنسان أنها ليست سوى سراب، كانت اللذات الحسية مجرد ماء مالح من يشرب منه يعطش. إلى أن أتى المسيح وأرسل الروح القدس وهو أنهار الماء الحقيقية (يو7: 37-39).
آية (8):- "وَتَكُونُ هُنَاكَ سِكَّةٌ وَطَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: «الطَّرِيقُ الْمُقَدَّسَةُ». لاَ يَعْبُرُ فِيهَا نَجِسٌ، بَلْ هِيَ لَهُمْ. مَنْ سَلَكَ فِي الطَّرِيقِ حَتَّى الْجُهَّالُ، لاَ يَضِلُّ."
سِكَّةٌ
= قد تكون الطريقة التي يهيئها الله لشعبه للعودة من السبي. وفي العهد الجديد فالطريق هو المسيح. وقد هيأ لنا الكنيسة بأسرارها كوسائط للخلاص. وبالأسرار نثبت في المسيح الذي هو الطريق الوحيد يحملنا فيه إلى حضن الآب. وكما يطمئن الله اليهود المسبيين في بابل أن يعودوا فهو قد هيأ السكة، هكذا يعطينا طمأنينة قائلا "أنا هو الطريق". بَلْ هِيَ لَهُمْ = لمن هو ثابت في المسيح أي من يسلك في القداسة = الطريق المقدسة.
آيات (9، 10):- "لاَ يَكُونُ هُنَاكَ أَسَدٌ. وَحْشٌ مُفْتَرِسٌ لاَ يَصْعَدُ إِلَيْهَا. لاَ يُوجَدُ هُنَاكَ. بَلْ يَسْلُكُ الْمَفْدِيُّونَ فِيهَا. وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ بِتَرَنُّمٍ، وَفَرَحٌ أَبَدِيٌّ عَلَى رُؤُوسِهِمِ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. وَيَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ."
الأسد
= يشير لكل من ضايق شعب الله (سنحاريب / الشيطان). المفديون = هم
المحررون من عبودية (بابل / إبليس). إلى صهيون = كان الوعد أن
المفديون يصلون لصهيون أو لأورشليم السمائية.
وعلى
رؤوسهم
= فرح أبدي كأكاليل.
وأورشليم السمائية لا يدخلها دنس، لا يدخلها سوى المفديون الذين
تبرروا وغسلوا ثيابهم بدم المسيح وهناك يمسح الله كل دمعة من
عيونهم، هناك مكان الفرح والتهليل والترنم (رؤ 7: 14؛ 14: 2، 3؛
21: 4، 27). وهنا على الأرض أعطانا المسيح وعودًا
وسلطانًا على الشيطان الوحش المفترس:- • أن ندوس على الحيات والعقارب
(لو19:10). • المسيح خرج غالبًا ولكي يغلب فينا
(يو33:16: رؤ2:6). • هو معنا كل الأيام وإلى إنقضاء
الدهر (مت20:28).
هذا الإصحاح مصمم ليشير للأمجاد الأبدية المعدة لأولاد الله. المسيح يريدنا أن نكون معه في مجده لنتمجد "وأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ" + "أَيُّهَا ٱلْآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي" (يو24،22:17) + "مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي" (رؤ21:3). وما حصلت عليه الكنيسة هنا هو عربون هذا المجد.
(آية2):- هُمْ يَرَوْنَ مَجْدَ الرَّبِّ، بَهَاءَ إِلهِنَا
(الآيات4،3):- وعود الله حقيقية، هو سيعاقب إبليس ومن تبعه. وأنتم يا شعب الله ستدخلوا المجد فـ:تشددوا فبعد قليل جداً ستعاينون المجد وتدخلونه.
(الآيات6،5):- حِينَئِذٍ تَتَفَقَّعُ عُيُونُ الْعُمْيِ = هذا عمله المسيح على الأرض ليعلن إرادة الآب أن تنفتح أعيننا ونرى الله في مجده. ولاحظ قول القديس بولس الرسول "فَإِنَّنَا نَنْظُرُ ٱلْآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. ٱلْآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ ٱلْمَعْرِفَةِ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ" (1كو12:13).
(آية7):- وَيَصِيرُ السَّرَابُ أَجَمًا، وَالْمَعْطَشَةُ يَنَابِيعَ مَاءٍ= الامتلاء الكامل من الروح القدس كما قيل في سفر الرؤيا (رؤ 7: 17) "لِأَنَّ ٱلْخَرُوفَ ٱلَّذِي فِي وَسَطِ ٱلْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ ٱللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ".
(آية8):- وَتَكُونُ هُنَاكَ سِكَّةٌ وَطَرِيقٌ.. لاَ يَعْبُرُ فِيهَا نَجِسٌ = الثبات في المسيح الطريق أبدياً بلا إنفصال = مَنْ سَلَكَ فِي الطَّرِيقِ حَتَّى الْجُهَّالُ، لاَ يَضِلُّ.
(الآيات10،9):- لاَ يَكُونُ هُنَاكَ أَسَدٌ.. لاَ يَعْبُرُ فِيهَا نَجِسٌ (آية 8) = أورشليم السماوية لا يدخلها شيطان ولا أي شر = "وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلَا مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إِلَّا ٱلْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ ٱلْخَرُوفِ" (رؤ27:21). وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ بِتَرَنُّمٍ، وَفَرَحٌ أَبَدِيٌّ عَلَى رُؤُوسِهِمِ = أورشليم السماوية مكان أفراح أبدية وترنيم أبدي.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 36 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 34 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fmy2tqv