← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6
آية (1):- "فَتُمْسِكُ سَبْعُ نِسَاءٍ بِرَجُل وَاحِدٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاَتٍ: «نَأْكُلُ خُبْزَنَا وَنَلْبَسُ ثِيَابَنَا. لِيُدْعَ فَقَطِ اسْمُكَ عَلَيْنَا. انْزِعْ عَارَنَا»."
المعنى قلة الرجال نتيجة الحروب (2 أي 28:6) ولقد قتل فقح بن رمليا 120,000 من يهوذا في يوم واحد. إنزع عارنا = أي ليكن لنا أولاد لأن القدماء لم يعرفوا الحياة بالمعنى الذي نعرفه الآن وأنها حياة ممتدة لما بعد الموت، فكان عدم الإنجاب عار لأن اسم الأسرة سيموت ويندثر بل إن النساء يطلبن هنا ما هو ضد الطبيعة، أي أن تعمل هي وتأكل وتشرب من تعبها.
المعنى الروحي = هذه الآية تشير لأن الحاجة ماسة جدًا لمخلص ينزع العار ويستر الخطايا وأن النساء (البشر) أحست بالعقم وعدم ثمر الحياة فأمسكن السبعة (رقم كامل يشير لليهود والأمم) برجل واحد هو (المسيح) قائلات أنزع عارنا، ليدع اسمك علينا، وليكون لنا ثمر ولا نكون بعد عبيد. لقد شعروا بفساد طبيعتهم واحتياجهم إلى مخلص.
في ذلك اليوم = يوم مجيء السيد المسيح، ومجده أضاء للرعاة والمجوس ومجده أضاء عيني سمعان الشيخ، فمجيء السيد المسيح هو العلاج الوحيد للإنسان ليرد له كرامته وجماله. وهذه الآية تنسب لإصحاح (3) كما لإصحاح (4).
آية (2):- "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ غُصْنُ الرَّبِّ بَهَاءً وَمَجْدًا، وَثَمَرُ الأَرْضِ فَخْرًا وَزِينَةً لِلنَّاجِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ."
كانت نهاية الإصحاح السابق عن فساد وخطايا البشر، كبرياء الرجال وخلاعة وتشامخ النساء. ونتيجة هذا كان الخراب الذي أتى عليهم. وطلب النساء من رجل واحد أن ينزع عارهن. والسبع نساء يمثلن كل الكنيسة. ففي سفر الرؤيا تحدث المسيح مع 7 كنائس رمز لكل الكنيسة. والرجل الواحد هو المسيح والكنيسة تطلب منه أن ينزع عارها بأن يطلق اسمه عليها. لذلك نجد الآيات التالية ابتداء من آية (2) إصحاح (4) تتكلم صراحة عن هذا الرجل الوحيد أي المسيح الذي سينزع عار الكنيسة.
في ذلك اليوم = أي ملء الزمان، زمن ملك المسيح على كنيسته، هو بشارة بمجيئه غصن الرب = راجع (أر 23: 5 + 33: 15 + زك 3: 8 + 6: 12) هو غصن باعتبار ناسوته وغصن الرب باعتبار لاهوته فهو ابن الله ولكن من نسل داود من ناحية تجسده. وكلمة ناصرة = غصن، لذلك دعي المسيح ناصريًّا (مت 2: 23) إشارة لكونه غصن الرب. ونصبح كلنا أغصان مطعمين في ذلك الغصن. (هو غصن نبت من جديد في شجرة عائلة داود التي قطعت حينما قتل نبوخذ نصر ملك بابل صدقيا آخر ملوك يهوذا). ثمر الأرض = باعتبار ناسوته وولادته البشرية وهو سمي نفسه حبة حنطة، فهو ابن الإنسان. بَهَاءً ومجدا = بدخوله إلى العالم أعلن البهاء الإلهي وقوله عن المسيح مجدا فهذا يشير لأنه يهوه، فقيل عن الله يهوه "أكون مجدا في وسطها" (زك2: 5). المجد هو الله نفسه، وكما يكون للنور أشعة تصدر عن النور، يكون للمجد بهاءً يصدر عنه. ويقول الرب يسوع " الله لم يره أحدٌ قط" (يو18:1). ويقول "الذي رآني فقد رأى الآب" (يو9:14). لذلك قال القديس بولس الرسول عن المسيح أنه [بهاء مجد الله] (عب3:1) فالمسيح هو ما ظهر لنا ورأينا فيه مجد الله. وَثَمَرُ الأَرْضِ فَخْرًا وَزِينَةً لِلنَّاجِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ = الذين يؤمنون به ينجون من الدينونة، هو مجدهم وبهاءهم وجمالهم وقوتهم (لذلك لا يذكر العهد الجديد عن رجل أنه قوي أو إمرأة أنها جميلة فهو قوتنا وجمالنا) ويقول القديس بولس الرسول "مَنِ ٱفْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِٱلرَّبِّ" (1كو31:1).
آية (3):- "وَيَكُونُ أَنَّ الَّذِي يَبْقَى فِي صِهْيَوْنَ وَالَّذِي يُتْرَكُ فِي أُورُشَلِيمَ، يُسَمَّى قُدُّوسًا. كُلُّ مَنْ كُتِبَ لِلْحَيَاةِ فِي أُورُشَلِيمَ."
بعد سبي بابل كان هناك بقية عادت مع زربابل ويشوع الكاهن وقد تابت تمامًا وتنقت من عبادة الأوثان. ومن عاد إلى أورشليم تاركًا بابل فرح بهم الله وسجل أسماءهم في الكتاب المقدس (سفر عزرا إصحاح 2. ومرة ثانية في عزرا إصحاح 8. ومرة ثالثة في نحميا إصحاح 3). وبعد صلب المسيح خربت أورشليم لكن تبقَى هناك بقية آمنت بالمسيح. يَبْقَى فِي صِهْيَوْنَ = المقصود صهيون الحقيقية الروحية أي الكنيسة.
يُتْرَكُ فِي أُورُشَلِيمَ = فاليهود الرافضين للمسيح يعتبر أنهم تركوا أورشليم الحقيقية الكنيسة التي يسميها بولس الرسول إسرائيل الله (غل16:6). ومن هذه الآية نفهم أن الخلاص هو للقديسين الثابتين في الكنيسة ، فلا خلاص لمن هو خارج الكنيسة. وهذا ما يقوله بولس الرسول عن اليهود الذين رفضوا الإيمان بالمسيح أنهم أغصان قُطِعوا من الزيتونة (الكنيسة جسد المسيح الواحد) "فَإِنْ كَانَ قَدْ قُطِعَ بَعْضُ ٱلْأَغْصَانِ" (رو17:11).
قُدُّوسًا = سمي المؤمنين قديسين في أماكن متعددة (راجع رسائل بولس الرسول).
كُلُّ مَنْ كُتِبَ لِلْحَيَاةِ = أصل هذا التشبيه أن اليهود من عادتهم أن يكتبوا جميع المولودين من كل بيت في كتاب خاص (قارن مع في3:4 + رؤ5:3+ رؤ8:13) ويتبع الكتاب المقدس هذه العادة فيقول عن المُخَلَّصين أن أسماءهم مكتوبة في سفر الحياة.
آية (4):- "إِذَا غَسَلَ السَّيِّدُ قَذَرَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَنَقَّى دَمَ أُورُشَلِيمَ مِنْ وَسَطِهَا بِرُوحِ الْقَضَاءِ وَبِرُوحِ الإِحْرَاقِ،"
غسل السيد قذر بنات = غسل خطايانا في المعمودية في استحقاقات دمه ولا يزال يغسل كل ضعفاتنا بدمه حين نقدم توبة مع اعتراف. يقول القديس بولس الرسول "بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ ٱلْمِيلَادِ ٱلثَّانِي وَتَجْدِيدِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ" (تى5:3). فالخلاص يتم على مرحلتين: أ) قام المسيح بعمل الفداء، ب) المرحلة الثانية يقوم بها الروح القدس الذي أرسله المسيح ليجدد طبيعتنا.
روح القضاء = على الصليب مات المسيح وتحمل حكم القضاء بالموت عنا، وفي المعمودية نموت مع المسيح فينفذ فينا حكم الناموس. رُوحِ الإِحْرَاقِ= ماء المعمودية بالصلوات التي يصليها الكاهن تكون له قوة النار فيحرق الخطية (راجع سر المعمودية في كتاب الأسرار الكنسية). والروح القدس الذي كان على شكل ألسنة نار ما زال يدين الخطية داخلنا (قضاء) ويحرقها (إحراق) ويلهب عواطفنا بالحب نحو المسيح. نَقَّى دَمَ أُورُشَلِيمَ = يقول القديس بولس الرسول "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2 كو 5: 17)، فالمسيح بروح القضاء وبروح الإحراق نقَّى دم المسيحيين وقدس الكنيسة وغسلها، وكل إنسان مولود من دم أي حياة آدم التي أخذها من أبويه. أما المولودين من الله فليسوا مولودين من دم إنساني بل من الله، إذًا هذه حياة جديدة وخليقة جديدة وهذا معنى الآية [أولاد الله الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل، بل من الله ولدوا] (يو1: 12، 13).
الآيات (5، 6):- "يَخْلُقُ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَكَانٍ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَعَلَى مَحْفَلِهَا سَحَابَةً نَهَارًا، وَدُخَانًا وَلَمَعَانَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ لَيْلًا، لأَنَّ عَلَى كُلِّ مَجْدٍ غِطَاءً. وَتَكُونُ مِظَلَّةٌ لِلْفَيْءِ نَهَارًا مِنَ الْحَرِّ، وَلِمَلْجَأٍ وَلِمَخْبَأٍ مِنَ السَّيْلِ وَمِنَ الْمَطَرِ."
الكنيسة ستمتد في كل مكان ومجد الله يظلل عليها ليحميها (أنظر تفسير إش4:18). وهو يقودها كما كان عمود السحاب والنار يقود الشعب في سيناء. ولكن مجد الله لا يظهر للعيان فلن يحتمل بشر رؤية مجد الله. سترى عيوننا من مجد الله قدر ما نحتمل. وقوله محفلها يشير لإجتماع شعب الله في فرح بالمسيح الذي في وسطهم.
الله بعد أن يُطَهِّر الشعب يعاملهم بالرحمة ويمنحهم نعمًا خاصة ويحامي عنهم وتكون الكنيسة بالنسبة لأولاد الله مظلة وملجأ ومخبأ من آلام العالم التي هي حر النهار والسيل والمطر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالرب يظلل على يدك اليمنّى (هذا بالنسبة لحر النهار) والكنيسة هي فلك نوح (بالنسبة للسيل والمطر أي لجج الخطية) والرب يقول "مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ".
سَحَابَةً نَهَارًا وَدُخَانًا
= هو يقود الكنيسة كما كانت السحابة تقود شعب الله في البرية، فهو الحافظ والمرشد. والسحاب لحجب مجد الله الذي لا يحتمله الإنسان. لذلك دائمًا يصاحب السحاب ظهور مجد الله (خر34:40 + 1مل10:8 + أع9:1). وكما كانت سحابة تقود الشعب في سيناء فالروح القدس يقود الكنيسة الآن. والروح القدس هو الألسنة النارية = لمعان نار ملتهبة ليلا = وسط ليل وظلمة الخطية الروح يبكت ويقوي.سَحَابَةً نَهَارًا، وَدُخَانًا وَلَمَعَانَ نَارٍ = رأينا معنى السحاب سابقاً. ورأينا معنى النار في (الآية 4) فالروح القدس هو روح الإحراق ليطهرنا. والروح القدس يحرق داخلنا شهواتنا وأهواءنا وخطايانا، لكن هذا لمن يريد ويصلب جسده كذبيحة حية بإرادته الحرة (رو1:12 + غل24:5). مثل هذا الإنسان تتدخل النعمة وتحرق شهواته وتنقيه "لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُمَلَّحُ بِنَارٍ، وَكُلَّ ذَبِيحَةٍ تُمَلَّحُ بِمِلْحٍ" (مر9: 50،49). فيتصاعد دخان هذا الحريق أمام الرب. وهذا الدخان يفرح الرب فيقول "مَنْ هَذِهِ ٱلطَّالِعَةُ مِنَ ٱلْبَرِّيَّةِ كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ، مُعَطَّرَةً بِٱلْمُرِّ وَٱللُّبَانِ وَبِكُلِّ أَذِرَّةِ ٱلتَّاجِرِ" (نش6:3).
على كل مكان = فالله ما عاد يقصر نفسه على شعب اليهود بل إن محبته تشمل الكنيسة في كل مكان، وهو أقام من نفسه مظلة تحمي نفوس أولادها.
لأن على كل مجد غطاء = لا يحتمل أحد ونحن ما زلنا في الجسد أن يرى مجد الله ومن وراء السحاب نرى ما يسمح به الله، لأننا لا نرى الله ونعيش، طالما نحن في الجسد. وتعتبر الآلام التي تعانيها الكنيسة في هذا العالم غطاء لمجدها الداخلي فكل مجد ابنة الملك من داخل. وعلى كل نفس أن تخبئ مجدها في الداخل.
على محفلها = يشير لعمل الرب في الكنيسة كمحفل واحد أو جماعة واحدة، كل فرد مرتبط بباقي الجماعة كما بالرب.
← تفاسير أصحاحات إشعياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إشعياء 5 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/937jnkk