St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   31-Sefr-Hazkyal
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

حزقيال 39 - تفسير سفر حزقيال

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب حزقيال:
تفسير سفر حزقيال: مقدمة سفر حزقيال | حزقيال 1 | حزقيال 2 | حزقيال 3 | حزقيال 4 | حزقيال 5 | حزقيال 6 | حزقيال 7 | حزقيال 8 | حزقيال 9 | حزقيال 10 | حزقيال 11 | حزقيال 12 | حزقيال 13 | حزقيال 14 | حزقيال 15 | حزقيال 16 | حزقيال 17 | حزقيال 18 | حزقيال 19 | حزقيال 20 | حزقيال 21 | حزقيال 22 | حزقيال 23 | حزقيال 24 | حزقيال 25 | حزقيال 26 | حزقيال 27 | حزقيال 28 | حزقيال 29 | حزقيال 30 | حزقيال 31 | حزقيال 32 | حزقيال 33 | حزقيال 34 | حزقيال 35 | حزقيال 36 | حزقيال 37 | حزقيال 38 | حزقيال 39 | حزقيال 40 | حزقيال 41 | حزقيال 42 | حزقيال 43 | حزقيال 44 | حزقيال 45 | حزقيال 46 | حزقيال 47 | حزقيال 48 | يا ابن آدم

نص سفر حزقيال: حزقيال 1 | حزقيال 2 | حزقيال 3 | حزقيال 4 | حزقيال 5 | حزقيال 6 | حزقيال 7 | حزقيال 8 | حزقيال 9 | حزقيال 10 | حزقيال 11 | حزقيال 12 | حزقيال 13 | حزقيال 14 | حزقيال 15 | حزقيال 16 | حزقيال 17 | حزقيال 18 | حزقيال 19 | حزقيال 20 | حزقيال 21 | حزقيال 22 | حزقيال 23 | حزقيال 24 | حزقيال 25 | حزقيال 26 | حزقيال 27 | حزقيال 28 | حزقيال 29 | حزقيال 30 | حزقيال 31 | حزقيال 32 | حزقيال 33 | حزقيال 34 | حزقيال 35 | حزقيال 36 | حزقيال 37 | حزقيال 38 | حزقيال 39 | حزقيال 40 | حزقيال 41 | حزقيال 42 | حزقيال 43 | حزقيال 44 | حزقيال 45 | حزقيال 46 | حزقيال 47 | حزقيال 48 | حزقيال كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات 1 - 7:- نهاية أعداء الكنيسة وهزيمتهم على الأرض بعد سماح الله لهم بضرب شعبه.

 

آية (1):- "«وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ عَلَى جُوجٍ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكَ يَا جُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ. "

 

آية 2:- "وَأَرُدُّكَ وَأَقُودُكَ وَأُصْعِدُكَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ وَآتِي بِكَ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ."

الله هو الذي يرده ويقوده ويصعده (أَرُدُّكَ وَأَقُودُكَ وَأُصْعِدُكَ) = فهو لم يتحرك هكذا لأنه هو أراد ذلك، بل لأن الله أراد. أقاصي الشمال = فاليونانيون والرومان جاءوا من الشمال وهكذا الأشوريون والبابليون من قبل. وهكذا في أواخر الأيام سيحدث أن يأتي الأعداء على إسرائيل من الشمال. ولاحظ سَـ:آتِي بِكَ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ = جبال إسرائيل تشير للكنيسة المرتفعة العالية الثابتة كالجبل. والله هو الذي سيأتي به، ولكن لماذا يسمح الله بأن يأتي هذا العدو على الكنيسة في هذا الوقت؟ ذلك لأن محبتها بردت لكثرة الإثم (مت 24: 12) فيكون ذلك ليدفع الله كنيسته للتوبة فلا تهلك. وقد يتحقق هذا حرفيًا في نهاية الأيام، فتحضر جيوش إلى أورشليم فعلًا، وتكون أورشليم في ذلك الوقت مؤمنة بضد المسيح [الذي سيكون مقره أورشليم (رؤ 11: 8)] وتضرب هذه الجيوش أورشليم ولا يستطيع ضد المسيح هذا أن ينقذ من آمن به وتبعه، وهنا يتدخل الله وينقذهم ويعرفوا المسيح الحقيقي ويؤمنوا به، قارن مع (آية 27) في نفس الإصحاح. وفي (زك 14: 1-5) نجد هذا المفهوم، بل نفهم أن الزلزال الرهيب الذي سيحدث سيكون وسيلة ينقذ بها المسيح شعبه فيعرفوه ويخلصوا.

 

الآيات 3-5:- "وَأَضْرِبُ قَوْسَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُسْرَى، وَأُسْقِطُ سِهَامَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُمْنَى. فَتَسْقُطُ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ أَنْتَ وَكُلُّ جَيْشِكَ وَالشُّعُوبُ الَّذِينَ مَعَكَ. أَبْذُلُكَ مَأْكَلًا لِلطُّيُورِ الْكَاسِرَةِ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ وَلِوُحُوشِ الْحَقْلِ. عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ تَسْقُطُ، لأَنِّي تَكَلَّمْتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ."

الله هو الذي سيضرب سلاحه، بل يضرب جيشه كما حدث يوم الـ185000. ويكون القتلى كثيرين حتى تشبع منهم الطيور الكاسرة والوحوش (رؤ 19: 17-21). وروحيًا فالمؤمنين يكونون كالطيور المحلقة في السماويات وكالوحوش الكاسرة = وُحُوشِ الْحَقْلِ. في حربهم ضد العدو وضد الخطية، أما النار التي تحرقه فهي نار الروح الإلهي الساكن فينا ويطهرنا من كل خطية، فهو روح الإحراق والتطهير (أش 4: 4). هذه هي النار التي تنزل على ماجوج (آية 6). والله دائمًا يسقط سلاح عدونا إبليس من يده

 

آية 6:- "وَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى مَاجُوجَ وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي الْجَزَائِرِ آمِنِينَ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ."

الساكنين في الجزائر آمنين = كلمة آمنين تفترق تمامًا عن معنى من يعيش في سلام داخلي. فالسلام الداخلي هو عطية من الله. وأما الإحساس بالأمن الكاذب نتيجة القوة العسكرية أو الاقتصادية.... إلخ. فهذا راجع لإيحاءات وخداعات الشياطين، فهم يخدعون البشر بأن كل شيء على ما يرام، فالمال متوفر، والمستقبل سعيد، والاستجابة لكل شهوة موجودة في العالم. والجزائر محاطة بماء البحر المالحة، وهي عادة خصبة أي غنية، ولكن إحاطتها بمياه البحار يشير للغارقين في شهوات العالم شاعرين بالأمان الكاذب... فهل تعني الجزائر الدول الغربية؟؟ وهذه الأماكن سيرسل الله عليها ضرباته فيعلمون أني أنا الرب. وعلينا أن نعلم أن السبيل الوحيد للأمان الحقيقي والسلام الداخلي هو التوبة.

 

آية 7:- "وَأُعَرِّفُ بِاسْمِي الْمُقَدَّسِ فِي وَسْطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَلاَ أَدَعُ اسْمِي الْمُقَدَّسَ يُنَجَّسُ بَعْدُ، فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ."

الله بضرباته سيعرف شعبه أنه هو المسيح الحقيقي = بِاسْمِي الْمُقَدَّسِ.. وَلاَ أَدَعُ اسْمِي الْمُقَدَّسَ يُنَجَّسُ بَعْدُ = حين يتخلوا عن إيمانهم بضد المسيح فتعلم الأمم = الله في محبته، عينه على الجميع، فهو يريد إيمان الأمم والشعوب الذين لم يؤمنوا به حتى الآن. ولنلاحظ أن من يعرف اسم الله القدوس لا يجرؤ على تدنيسه. وبسبب الخطية والجهل به يكون البعض في جرأة بل هم يستخفون باسم الله. والله له طرق متعددة منها هذه الضربات لنعرف اسمه القدوس، أي لنترك خطايانا ونرجع إليه.

 

آيات 8، 9:- "«هَا هُوَ قَدْ أَتَى وَصَارَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ عَنْهُ. وَيَخْرُجُ سُكَّانُ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ وَيُشْعِلُونَ وَيُحْرِقُونَ السِّلاَحَ وَالْمَجَانَّ وَالأَتْرَاسَ وَالْقِسِيَّ وَالسِّهَامَ وَالْحِرَابَ وَالرِّمَاحَ، وَيُوقِدُونَ بِهَا النَّارَ سَبْعَ سِنِينَ."

هَا هُوَ قَدْ أَتَى وَصَارَ.. الْيَوْمُ = هذا اليوم الذي يتكلم عنه هو يوم النهاية، ولكنه يذكره هنا بصيغة الماضي، كأن هذا قد تم، لأن ما سيحدث هو أكيد. هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ عَنْهُ = يوم انكسار آخر أعداء كنيسة الله. ويدخل المؤمنون حالة سلام نهائي، إذ يلقي إبليس في النار الأبدية، ويدخل المؤمنون الملكوت الأبدي، ولا يعود إبليس يحاربهم ويغويهم، أي لا يوجد عدو بعد، وبالتالي فلا داعي لوجود أسلحة، فيحرقون كل الأسلحة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهناك نوعان من الأسلحة:-

أولًا:- الأسلحة التي بها يحارب شعب الله الشيطان (أف 6: 11). والآن لا حروب.

ثانيًا:- أسلحة الشيطان التي بها يحارب الشيطان شعب الله، وهذه انتهت فعاليتها في السماء، فلم يعد لنا جسد ضعيف يتأثر بشهوات العالم.

وبالتالي فسواء هذا النوع أو ذاك النوع من الأسلحة، فلا يوجد كلاهما في الأبدية. مع ملاحظة أن رقم 7 هو رقم الكمال، فكونهم يحرقون هذه الأسلحة 7 سنين، أي هم يحرقونها وللأبد، فلم يعد لها استعمال، بل تكون هذه الأسلحة أي الخطايا والشهوات التي أغوى بها الشيطان البشر هي نفسها وقود جهنم وبحيرة النار التي يلقى فيها الشيطان وتابعيه (رؤ 20: 15).

 

آية 10:- "فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنَ الْحَقْلِ عُودًا، وَلاَ يَحْتَطِبُونَ مِنَ الْوُعُورِ، لأَنَّهُمْ يُحْرِقُونَ السِّلاَحَ بِالنَّارِ، وَيَنْهَبُونَ الَّذِينَ نَهَبُوهُمْ، وَيَسْلُبُونَ الَّذِينَ سَلَبُوهُمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ."

هذه النار أبدية ووقودها أسلحة العدو نفسه (الخطايا) فالخطايا تحرق "أيأخذ إنسانًا نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه..؟!" (أم 6: 27-29) ولن يحتطب أحد ليبقيها موقدة فهي ستظل هكذا وللأبد. ويسلبون الذين سلبوهم = لطالما قام الشياطين بسلبنا على الأرض، وفي السماء سنسلبهم نحن ونأخذ نصيبهم في الأمجاد السماوية.

لأنهم يحرقون السلاح بالنار = جاءت العبارة في الترجمة الإنجليزية (NKJV) هكذا They will make fires with the weapons أي سيشعلون النيران بوقود هو هذه الأسلحة. وهذه الترجمة أدق ومتمشية مع المعنى العام للآية. وربما إختبرنا نحن في حياتنا كم هو عذاب الضمير من خطايا قديمة، ندمنا عليها وتمنينا لو لم تكن قد حدثت. ففي الأبدية إما أن ننسى تمامًا هذه الخطايا بآلامها وندَمنا عليها حينما [يمسح الله كل دمعة من عيوننا] (رؤ7: 17) = وهذا لمن يخلص ويدخل أورشليم السمائية، أو يظل الإنسان في عذاب الأبدية وجحيم خطاياه السابقة وهو على الأرض = وهذا لمن يرفض التوبة فيهلك ويكون نصيبه في جهنم النار.

 

آيات 11-16:- "وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، أَنِّي أُعْطِي جُوجًا مَوْضِعًا هُنَاكَ لِلْقَبْرِ فِي إِسْرَائِيلَ، وَوَادِي عَبَارِيمَ بِشَرْقِيِّ الْبَحْرِ، فَيَسُدُّ نَفَسَ الْعَابِرِينَ. وَهُنَاكَ يَدْفِنُونَ جُوجًا وَجُمْهُورَهُ كُلَّهُ، وَيُسَمُّونَهُ: وَادِيَ جُمْهُورِ جُوجٍ. وَيَقْبِرُهُمْ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ لِيُطَهِّرُوا الأَرْضَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ. كُلُّ شَعْبِ الأَرْضِ يَقْبِرُونَ، وَيَكُونُ لَهُمْ يَوْمُ تَمْجِيدِي مَشْهُورًا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَيُفْرِزُونَ أُنَاسًا مُسْتَدِيمِينَ عَابِرِينَ فِي الأَرْضِ، قَابِرِينَ مَعَ الْعَابِرِينَ أُولئِكَ الَّذِينَ بَقُوا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. تَطْهِيرًا لَهَا. بَعْدَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ يَفْحَصُونَ. فَيَعْبُرُ الْعَابِرُونَ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا رَأَى أَحَدٌ عَظْمَ إِنْسَانٍ يَبْنِي بِجَانِبِهِ صُوَّةً حَتَّى يَقْبِرَهُ الْقَابِرُونَ فِي وَادِي جُمْهُورِ جُوجٍ، وَأَيْضًا اسْمُ الْمَدِينَةِ «هَمُونَةُ»، فَيُطَهِّرُونَ الأَرْضَ."

القبور تشير للموت والنجاسة لأن الموت كان نتيجة الخطية وهذه الأرض التي كانت شهوة أعداء الله ستكون لهم قبورًا ونجاسة. وهذه القبور ستكون في وادي عباريم. وهذا الوادي خارج الأرض المقدسة شرقي نهر الأردن، ويفصله عن النهر سلسلة من الجبال منها جبل نبو الذي رأى منه موسى أرض الموعد دون أن يدخلها. والمعنى أن أعداء الله لن يدخلوا أرض الراحة، ويكون لهم قبور خارجها ومدفونين في نجاسة أما شعب الله الذي لم يطيق أن يبقى في هذه الأرض وصعد إلى الجبل ورأى أرض الموعد واشتاق إليها واحتقر الزمنيات فهذا يستطيع أن يدخل للأقداس السماوية. والمكان الذي يدفنون فيه يسمى همونة أي جمهور فالهالكين كثيرين. وقطعًا فهذا يشير أيضًا لهلاك الجيوش المعادية في أزمنة النهاية في الحرب الأخيرة. فيسد نفس العابرين = لنتأمل هذا العالم الذي كان شهوة للنظر وأصبح يسد نفس العابرين. وهكذا أولاد الله اكتشفوا أن العالم نفاية، هكذا أسماه سليمان "باطل الأباطيل" وأسماه بولس نفاية (في 3: 8). ويقبرهم بيت إسرائيل ليطهروا الأرض سبعة أشهر (قَابِرِينَ مَعَ الْعَابِرِينَ أُولئِكَ الَّذِينَ بَقُوا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. تَطْهِيرًا لَهَا. بَعْدَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ) = هذا واجب سكان الأرض أن يطهروا العالم من الخطية. وهناك أشخاص مفروزون = أناسًا مستديمين = عملهم التنقية (هم خدام الله... إكليروس وخدام). حتى العابرون (الْعَابِرِينَ) = أي كل واحد من الشعب فكلنا في الأرض مسافرون عابرون في طريقنا للأقداس السماوية. فحتى هؤلاء العابرون إِذَا رَأَى أَحَدٌ عَظْمَ.. يَبْنِي بِجَانِبِهِ صُوَّةً = (العظام هي عظام أموات والموت = خطية) وعلى الشعب أن ينبه الخدام لأماكن الخطية أو ينبه لانحراف أي إنسان حتى يقوموا بدورهم بدعوته للتوبة فيقبروا نجاسته ويطهروا الأرض. وهذا إشارة للتطهير النهائي، فنحن ننتظر التبني فداء أجسادنا (رو 8: 23) حين نلبس أجسادًا ممجدة نورانية ونتطهر تمامًا من الخطية التي سكنت أجسادنا الأرضية (رو 7: 17-20) وهذا لن يتم بالكامل سوى في الحياة الآتية.

رأينا في (آية8) أن اليوم الذي أتى وصار (هَا هُوَ قَدْ أَتَى وَصَارَ.. الْيَوْمُ) هو يوم الأبدية وتنتهي الحروب فيه تمامًا، وكعربون لهذا نجد في هذه الآيات سلطانا لأولاد الله على الشيطان وحروبه ضدهم وهم في الجسد الآن على الأرض. وهذا معنى [طأطأ السموات ونزل] (مز18: 9) فلقد صار هناك إمكانية لأولاد الله أن يحيوا في السماويات.

هذه الآيات نرى فيها سلطان أولاد الله على الخطية وعلى محاولات الشيطان لإسقاطهم. فالمؤمنون هم العابرين في الأرض كغرباء (آية14). ولهم سلطان أن يقدموا أجسادهم ذبيحة حية (رو12: 1) صالبين الجسد، الأهواء مع الشهوات (غل5: 24) = أُعْطِي جُوجًا مَوْضِعًا.. لِلْقَبْرِ فِي إِسْرَائِيلَ (آية11) = كل من في إسرائيل (أي الكنيسة) قادر على هذا، وهذا معنى قول القديس يوحنا " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بإسمه " (يو1: 12). فقوله مَوْضِعًا.. لِلْقَبْرِ فهذا يعني أن المسيح "دان الخطية في الجسد "(رو8: 3) أي أعطانا سلطانا أن تموت الخطية وتدفن في داخلنا. وهذا السلطان هو لكل مؤمن معمد = كل شعب الأرض يقبرون (آية13) . وهذا معنى قول المرنم في المزمور [طوبى لمن يمسك أطفالك (الخطايا) ويدفنهم عند الصخرة (المسيح هو الصخرة)] (مز137: 9).

وعمل الكنيسة تطهير الأرض من الخطية = ويقبرهم بيت إسرائيل (الكنيسة) ليطهروا الأرض سبعة أشهر (آية12) = أي عمل الكنيسة الدائم حتى نهاية الأيام، وعمل وجهاد كل إنسان العمر كله. فرقم 7 هو رقم كامل = هذا هو اليوم الذي تكلمت عنه (آية8) = هو يوم دينونة الخطية بالصليب وتستمر فاعليته حتى المجيء الثاني. وحينما يظهر سلطان أبناء الله على الخطية يجذبون الآخرين إلى الإيمان فيتطهروا ويخلصوا فيتمجد الله = يوم تمجيدي (آية13). وعمل الكنيسة هذا يكون عن طريق خدام = أناسا مستديمين لهم خبرات مع الخطية وعذاب من يسلكون في طريقها = يفحصون (آية14) = وجاءت كلمة يفحصون بمعنى من يكتشف ويسبر غور الخطية = إذا رأى أحد عظم إنسان (آية15) = أثار خطية مهلكة. وحينما يدرك ويختبر ينبه الجميع عن هذه العثرة حتى يقبره القابرون أي لا يسقط فيها الآخرين وهذا معنى = يبني بجانبه صوة (آية15) = أي علامة لتنبيه المسافرين في الطريق إلى أماكن الخطر، وكلنا مسافرون عابرون في الأرض كغرباء في طريقنا للسماء.

 

الأيات17 - 22:- نهاية مرعبة لأعداء الله والكنيسة:

 

الآيات 17-22:- "«وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: قُلْ لِطَائِرِ كُلِّ جَنَاحٍ، وَلِكُلِّ وُحُوشِ الْبَرِّ: اجْتَمِعُوا، وَتَعَالَوْا، احْتَشِدُوا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، إِلَى ذَبِيحَتِي الَّتِي أَنَا ذَابِحُهَا لَكُمْ، ذَبِيحَةً عَظِيمَةً عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، لِتَأْكُلُوا لَحْمًا وَتَشْرَبُوا دَمًا. تَأْكُلُونَ لَحْمَ الْجَبَابِرَةِ وَتَشْرَبُونَ دَمَ رُؤَسَاءِ الأَرْضِ. كِبَاشٌ وَحُمْلاَنٌ وَأَعْتِدَةٌ وَثِيرَانٌ كُلُّهَا مِنْ مُسَمَّنَاتِ بَاشَانَ. وَتَأْكُلُونَ الشَّحْمَ إِلَى الشَّبَعِ، وَتَشْرَبُونَ الدَّمَ إِلَى السُّكْرِ مِنْ ذَبِيحَتِي الَّتِي ذَبَحْتُهَا لَكُمْ. فَتَشْبَعُونَ عَلَى مَائِدَتِي مِنَ الْخَيْلِ وَالْمَرْكَبَاتِ وَالْجَبَابِرَةِ وَكُلِّ رِجَالِ الْحَرْبِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَأَجْعَلُ مَجْدِي فِي الأُمَمِ، وَجَمِيعُ الأُمَمِ يَرَوْنَ حُكْمِي الَّذِي أَجْرَيْتُهُ، وَيَدِي الَّتِي جَعَلْتُهَا عَلَيْهِمْ، فَيَعْلَمُ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُهُمْ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا."

يتضح هنا حجم الأهوال وضخامة عدد القتلى في هذه المعركة الأخيرة. فهذا العدو سيذبحه الله وتأكله الطيور والوحوش (رؤ 19: 17-21) ويرى الناس مجد الله وحكمه. وأما بيت إسرائيل فيعلم إن المسيح هو الرب إلههم من الآن فصاعدًا. وكثير من النبوات تشير لإيمان إسرائيل في الأيام الأخيرة. وربما تكون هذه المعركة إثباتًا لهم أن المسيح الذي صلبوه كان هو المسيح الحقيقي. وإيمان إسرائيل في نهاية الأيام يشير له بولس الرسول في رسالته إلى رومية الإصحاح 11.

وليمتين

من إصحاح 19 من سفر الرؤيا نفهم أنه سيكون هناك وليمتين في الأبدية:-

الأولى :- وليمة يقيمها المسيح للكنيسة عروسه = عشاء عرس الخروف وهي شبع دائم بشخص المسيح وفرح ومجد أبدي ونور بلا ظلام.

الثانية :- وليمة للشياطين يشبعون فيها من دم البشر = أي نفوس الذين هلكوا إذ إنخدعوا فإنجذبوا وراء الشيطان ورفضوا تقديم توبة عن خطاياهم. وقولنا أن الشيطان يشبع بدم هؤلاء فهذا لأنه في حقده على البشر أولاد الله، فهو يفرح بهلاك أكبر عدد منهم. وهذه الوليمة الشيطانية سيكون لها صورة على الأرض في هلاك جيش جوج عدو شعب الله والذي سيضربه الله ضربة مؤلمة نراها في هذا الإصحاح. ونراها أيضًا في (زك14: 12 – 15). وما سيحدث هنا هو تكرار لما حدث لجيش أشور على أسوار أورشليم يوم ضرب ملاك الرب من جيش آشور 185000 رجل.

ولاحظ الفرق بين (آية4) والآية (17) هنا:- فتجد في (آية4) وحوش الحقل وهذه تشير لقديسي الكنيسة الذين لهم سلطان أن يدوسوا الحيات والعقارب. أما في (آية17) فيقول وحوش البر ويقصد بها الوحوش التي يدعوها الله أن تلتهم جثث أعداء كنيسته، وترمز هذه الوحوش أيضًا إلى الشياطين .

 

الأيات23 - 28:- رجوع اليهود في آخر الأيام:

 

الآيات 23، 24:- "وَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنَّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ قَدْ أُجْلُوا بِإِثْمِهِمْ لأَنَّهُمْ خَانُونِي، فَحَجَبْتُ وَجْهِي عَنْهُمْ وَسَلَّمْتُهُمْ لِيَدِ مُضَايِقِيهِمْ، فَسَقَطُوا كُلُّهُمْ بِالسَّيْفِ. كَنَجَاسَتِهِمْ وَكَمَعَاصِيهِمْ فَعَلْتُ مَعَهُمْ وَحَجَبْتُ وَجْهِي عَنْهُمْ."

هذه الآيات تؤكد ما سبق، فإسرائيل حين خان الله وصلبوا المسيح، حكم الله عليهم بالخراب [هَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا] (مت 23: 38؛ لو 13: 35) فهذه الأحداث الأخيرة والأهوال التي سيعانون منها، ستكون سببًا في أنهم يفهمون أن كل ما حدث لهم من خراب على يد الرومان سنة 70 م. ثم تشتتهم في العالم أجمع، وحروب هذه الأيام الأخيرة المذكورة هنا والمصائب التي ستحدث خلالها، كان سببه غضب الله عليهم إذ صلبوا رب المجد. أجلوا بإثمهم = أي جعلهم الله يغادرون أرضهم ويتشتتوا في العالم كله وسلمتهم ليد مضايقيهم = أسلمهم الله ليد الرومان سنة 70 م. فضربوهم ضربة رهيبة. وكان هذا كله لأن الله حجب وجهه عنهم (حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْهُمْ). فسقط مَن سقط بالسيف (سَقَطُوا كُلُّهُمْ بِالسَّيْفِ) والباقي هرب وتشتت في كل أنحاء العالم.

 

الآيات 25-29:- "«لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: الآنَ أَرُدُّ سَبْيَ يَعْقُوبَ، وَأَرْحَمُ كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، وَأَغَارُ عَلَى اسْمِي الْقُدُّوسِ. فَيَحْمِلُونَ خِزْيَهُمْ وَكُلَّ خِيَانَتِهِمِ الَّتِي خَانُونِي إِيَّاهَا عِنْدَ سَكَنِهِمْ فِي أَرْضِهِمْ مُطْمَئِنِّينَ وَلاَ مُخِيفٌ. عِنْدَ إِرْجَاعِي إِيَّاهُمْ مِنَ الشُّعُوبِ، وَجَمْعِي إِيَّاهُمْ مِنْ أَرَاضِي أَعْدَائِهِمْ، وَتَقْدِيسِي فِيهِمْ أَمَامَ عُيُونِ أُمَمٍ كَثِيرِينَ، يَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُهُمْ بِإِجْلاَئِي إِيَّاهُمْ إِلَى الأُمَمِ، ثُمَّ جَمْعِهِمْ إِلَى أَرْضِهِمْ. وَلاَ أَتْرُكُ بَعْدُ هُنَاكَ أَحَدًا مِنْهُمْ، وَلاَ أَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ بَعْدُ، لأَنِّي سَكَبْتُ رُوحِي عَلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»."

رأينا أعداء الله يموتون على جبال إسرائيل وتأكلهم الوحوش. أما شعب الله فيؤدبه الله لوقت معين حتى يتوب. ولذلك نجد الله هنا يعيد تجميع شعب إسرائيل ويسكنهم مطمئنين ولا مخيف (سَكَنِهِمْ فِي أَرْضِهِمْ مُطْمَئِنِّينَ وَلاَ مُخِيفٌ) بعد أن يجمعهم من الشعوب (عِنْدَ إِرْجَاعِي إِيَّاهُمْ مِنَ الشُّعُوبِ) ويعطيهم هذا الدرس الأخير حتى يؤمنوا به مسيحًا أتى من أجل خلاصهم فرفضوه. وهو هنا سيعلن لهم نفسه بطريقة ما. ويتقدس فيهم أمام عيون أمم كثيرين (وَتَقْدِيسِي فِيهِمْ أَمَامَ عُيُونِ أُمَمٍ كَثِيرِينَ) = وهذا معناه الواضح إيمانهم بالمسيح مخلصًا وفاديًا، وهذه من علامات نهاية العالم. وتأتي (آية 29) بطريقة معزية جدًا، فكل من حل عليه روح الله لن يعود الله يحجب وجهه عنه فلنجتهد أن لا ينطفئ فينا روح الله القدوس بل نضرمه فينا.

في هذه الآيات نرى عودة إسرائيل قبل أيام النهاية، وهؤلاء الراجعين للإيمان هم من أسماهم إشعياء النبي "البقية". فالخلاص سيكون لكل من امتلأ بالروح من المسيحيين ومعهم البقية من اليهود الذين سيقبلون المسيح.

ويتلخص الإصحاح في النقاط التالية:-

الآيات 1 – 7:- نهاية أعداء الكنيسة وهزيمتهم على الأرض بعد أن سمح لهم الله أن يهاجموا ويضربوا شعبه للتأديب.

الآيات 8 – 10 :- لا حروب في الأبدية وكعربون لذلك إمكانية أن يحيا شعب الله في حياة سماوية وهم على الأرض.

الآيات 11 – 16:- من هم الذين يخلصون؟ هم من إكتشفوا سلطانهم على الخطية وصلبوا أهواءهم الخاطئة، ودفنوا خطاياهم إذ قبلوا عمل النعمة فيهم.

الآيات 18 – 22:- نهاية مرعبة لأعداء الله وكنيسته.

الآيات 23 – 28:- رجوع اليهود في نهاية الأيام وإيمانهم بالمسيح وقبول الله لهم.

الآية 29:- الخلاص لكل من هو ممتلئ بالروح. راجع (مثل العشر العذارى مت25).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تعليق أخير على الإصحاح 39

يفهم من سفر الرؤيا الإصحاح (رؤ 9) أنه مع البوق السادس تحدث حرب رهيبة يدخلها عدد 200 مليون جندي، ويموت فيها ثلث الناس. ومن الإصحاح (رؤ 13) من سفر الرؤيا نرى أن هناك ما يسمى [وحش البحر] (عَلَى.. الْبَحْرِ.. وَحْشًا) (رؤ 13: 1)، وهذا ربما يكون قائد عسكري أو زعيم وسيكون متوحش سفاك دم للقديسين، وهناك من رجاله واحد [قد شُفِىَ من جرحه المميت فتعجبت الأرض من ورائه] (رؤ 13: 3). وهذا الوحش [سيصنع حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ] (رؤ13: 7)، وهذا يعني أنه سيعلن حربًا على الكنيسة، وربما يكون هذا الرجل الذي شُفي من جرحه المميت قد أصيب في حرب البوق السادس المشار إليها. وبالتالي يكون [وحش البحر] هو ضد المسيح والمسمى في هذا الإصحاح جوج . فنفهم أنه بعد حرب البوق السادس يظهر ضد المسيح ليشن حربًا شعواء ضد الكنيسة، بل " يجلس في هيكل الله مظهرا نفسه أنه إله " (2تس2: 4) وهذا [سَيُبِيدُهُ الرَّبُّ بِنَفْخَةِ فَمِهِ] (2تس2: 8) وهذا يتفق مع قول الكتاب "أن غضبي يصعد في أنفي" (حز38: 18).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الهيكل الجديد:

 

نظرة شاملة على السفر كله

يبدأ سفر حزقيال برؤيا مجيدة لمجد الله يراها النبي، وحول عرش الله رأى المخلوقات السماوية وعملها هو تنفيذ مشيئة الله، والله هو الذي يدبر أمور هذا العالم بحكمة عجيبة (البكرات كانت مملوءة عيونًا). وقصد الله دائمًا حياة الناس والخير للناس. ورأينا أن مجد الله كان موجودًا داخل هيكله في أورشليم. ثم رأينا خطايا إسرائيل البشعة التي تسببت في أنهم بسبب خطاياهم فقدوا الحس، فلم يشعروا بهذا المجد حالًا في وسطهم فازدروا به عابدين آلهة أخرى تعلقت بها قلوبهم.. وهذا تسبب في:-

 1- مفارقة الله لهيكله ولأورشليم.

 2- حكم الله بحريق أورشليم وكأننا أمام حكم الله على شاول الملك إذ فارقه روح الرب وباغته روح رديء من قبل الرب.

ولكن يا لعمق محبة الله، فالله لا ينتقم للأبد، بل هو يضرب ليؤدب ويطهر فكل من يحبه الرب يؤدبه (عب 12: 6) ثم بعد التطهير يرفع الله من أمام شعبه عصا التأديب بأن يحكم على كل الأمم التي استعبدتهم بأن تنتهي ولا تكون (إصحاحات 25-32). وبعد هذا يبدأ في الوعود بتأسيس شعبه على أسس جديدة. ثم يعرض لما يحدث في المستقبل من أن هذا الشعب سيخونه حينما يأتي متجسدًا فيشتته ويجمعه ثانية ليتقدس فيهم ويؤمنوا به. وينتهي السفر بهيكل يؤسسه الشعب في أورشليم. وهذا يعطيهم رجاءً في العودة ليؤسسوا هذا الهيكل.

وهناك رؤية لهذا السفر، فالمجد الذي رآه حزقيال هو إشارة لما كان آدم يتمتع به في الجنة إذ كان يرى الله، وبسبب خطيته سقط ففارقه هذا المجد، ثم وعد من الله بهزيمة الشيطان (إصحاحات 25-32 فالأمم الوثنية ترمز للشيطان). ثم وعد بتأسيس كنيسة جديدة ولكنها ستقابل بعض الآلام ونجد في هذا الهيكل (إصحاحات 40-48) مواصفات هذه الكنيسة.

 

نظرتين مختلفتين لهذا الهيكل

هناك مدرستين في تفسير هذه الإصحاحات.

المدرسة الألفية:- وهؤلاء من بعض الطوائف البروتستانتية الذين يؤمنون بأن المسيح سيأتي ليحكم العالم حكمًا زمنيًا لمدة 1000 سنة، وهم يقولون أن مركز حكمه يكون في أورشليم. وأنه سيبني هذا الهيكل في أورشليم بالمقاييس المذكورة هنا ليكون مركزًا لحكمه، فهم إذًا يقومون بتفسير هذه الإصحاحات تفسيرًا حرفيًا ولذلك يهتمون جدًا برسومات الهيكل، وكتب تفسيرهم منصبة على التفسيرات الهندسية، ومحاولة حل مشكلات الأبعاد، وذلك حتى يسهل إنشاء هذا الهيكل خلال الحكم الألفي ولكن هذا التفسير مرفوض تمامًا، فما معنى أن نقيم هيكل تقدم فيه ذبائح حيوانية دموية (ذبيحة خطية وذبيحة إثم وذبيحة محرقة) بعد أن قدم المسيح نفسه فعلًا على الصليب. لقد كانت الذبائح الدموية رمزًا، وحين أتى المرموز إليه أي المسيح يبطل الرمز. بل أن هذا الهيكل يصعب تمامًا تنفيذه فمثلًا نجد أن هناك حجرات محيطة بالهيكل، وأبعاد هذه الحجرات (2 متر × 2 متر) بينما سمك الحوائط 3 متر، فما معنى هذا؟ وما كيفية الدخول لهذه الحجرات وكيف يمكن تهويتها، وكيف يمكن الاستفادة من حجرات بهذه الأبعاد.

المدرسة الأرثوذكسية:-ونحن نرى أنها الأدق، في ضوء فهمنا لهذا السفر. وكنيستنا ترى أن هذه الإصحاحات تفسر رمزيًا وروحيًا، وهذا الهيكل يشير لكنيسة العهد الجديد، سواء المجاهدة أو المنتصرة، فكلاهما كنيسة واحدة يفصلها الانتقال. فالنبوات عينها على عمل المسيح في تأسيس الكنيسة، سواء الكنيسة المجاهدة على الأرض أو الكنيسة المنتصرة في السماء. ويؤيد وجهة النظر هذه قول السيد المسيح "مملكتي ليست من هذا العالم".. (يو 18: 36) ولنسمع قول بولس الرسول "وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه بعد (2كو 5: 16).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

معاني الأرقام

طالما سنعتمد مدرسة التفسير الرمزي، فعلينا أن نفهم رموز الأرقام:-

رقم (1) هو رقم الوحدة والأولوية، هو لا يمكن تقسيمه، لذلك يشير لله الواحد ونحن نؤمن بإله واحد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ويشير للأقنوم الأول.. الآب.

رقم (2) يشير لأن هناك آخر، وهذا الآخر قد يختلف أو يتفق مع الأول. لذلك هو يشير للانقسام الذي دخل إلى العالم بالخطية. ولكنه يشير للتجسد لأن الابن هو الأقنوم الثاني، وهو بتجسده جعل الاثنين واحدًا (أف 2: 14-16).

رقم (3) يشير لله مثلث الأقانيم ويشير للروح القدس الأقنوم الثالث. ويشير للقيامة التي حدثت في اليوم الثالث.

رقم (4) يشير للعالم بجهاته الأربعة. ولذلك أيضًا يشير للعمومية.

رقم (5) يشير للمسئولية، فنحن لنا 5 أصابع في اليد ومثلهم في القدم، 5 حواس. ويشير للنعمة فالمسيح أشبع 5000 بخمس خبزات. إذًا نقول أن رقم 5 يشير للنعمة المسئولة، فمن يحفظ حواسه تسنده النعمة، تسنده فتكون اتجاهاته مقدسة (رجليه) وهكذا أعماله (يديه). وبقدر جهادنا تنسكب فينا النعمة.

رقم (6) يشير للإنسان الناقص الذي خلق في اليوم السادس.

رقم (7) يشير للكمال 7 = 4 + 3 أي الله (3) خلق الإنسان على صورته + (4) أي الإنسان المأخوذ من تراب الأرض = (7) أي الإنسان الكامل. 7 = 6 + 1 (الإنسان الناقص (6) بالله الواحد (1) يصير كاملًا.

رقم (8) هو الأول في مسلسل جديد أو أسبوع جديد لذلك يشير للأبدية.

رقم (9) يشير للدينونة.

رقم (10) يشير للكمال التشريعي فهو رقم الوصايا العشر. ويشير لكمال البر والسعادة حين يلتصق الإنسان الكامل (7) بالله مثلث الأقانيم (3).

رقم (11) يرمز للتعدي على وصايا الله وبره. فالخاطئ يطلب ما هو خارج حدود البر.

رقم (12) يرمز لملكوت الله في العالم أي من هم لله (12 سبط + 12 تلميذ).

رقم (13) يرمز للخطية والخطاة أي من هم خارج ملكوت الله (الـ 12).

رقم (30) يشير للنضج. فالكاهن يبدأ كهنوته في سن 30، والمسيح بدأ خدمته في سن الثلاثين 30 = 5 × 6 (عمل النعمة في الإنسان الناقص). وداود ملك في سن الثلاثين أبو المسيح بالجسد، ويوسف رمز المسيح بدأ عمله في قصر فرعون في سن الثلاثين.

رقم (50) في العهد القديم يرمز لليوبيل وفيه يتم التحرير، فهو رقم الحرية وفي العهد الجديد يرمز لحلول الروح القدس.

رقم (60) هو إشارة لحماية الله لكنيسته، هم الستون جبارًا المحيطين بالكنيسة (نش 3: 7) 60 = 5 × 12 عمل النعمة في شعب الله فيتحولون إلى جبابرة في مواجهة أعداء الكنيسة.

رقم (100) يشير لقطيع المسيح، القطيع الصغير، الذي لو فقد منهم واحد يسعى المسيح ليرده. ويشير الرقم لعطايا المسيح لمن يترك بإرادته أباً أو أمًا... لأجل المسيح فيعطيه المسيح 100 ضعف.

رقم (1000) هو إشارة للسماويات فالملائكة ألوف ألوف وربوات ربوات (دا 7: 10).

وهو = 10 × 10 × 10 وإذا كان رقم 10 يشير للكمال التشريعي على الأرض (الوصايا العشر) فتكرار الرقم 3 مرات يشير للسماء التي لا يدخلها شيء دنس (رؤ21: 27).

رقم (1/2) يشير للمهر الذي يدفعه العريس لعروسه (تك 24: 22) ويشير لفضة الكفارة (خر 30: 16) وبهذا فرقم 1/2 يشير لدم المسيح الذي دفعه كمهر لنصير عروسه، هو دم الفداء. ولكن المجد الذي نحصل عليه هنا هو لا شيء أمام ما سيكون لنا في السماء (1مل 10: 7).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الفروق بين هيكل سليمان وهيكل حزقيال

1- تقدم في هيكل حزقيال ذبيحة صباحية فقط ولا تقدم ذبيحة مسائية. وكان في هيكل سليمان تقدم ذبيحة صباحية وذبيحة مسائية. والذبيحة المسائية كانت تشير للصليب، فالمسيح قُدِّمَ ذبيحة على الصليب مساء الجمعة. وكان الصليب في نهاية مساء اليوم السابع للخليقة. فاليوم عند اليهود يبدأ بالمساء ثم الصباح، وهذا كما يقال في سفر التكوين "وكان مساء وكان صباح". وكنيستنا تتبع نفس النظام. أما بعد الصليب فلقد حدث الصلح بين السماء والأرض وبدأ صباح اليوم السابع. فأيام هيكل سليمان كان الشعب في مساء اليوم السابع، ليل إيمانهم (العهد القديم) أو ما يُسَمَّى بِظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ (كو2: 17). وبعد مجيء المسيح شمس البر صارت الكنيسة في نور دائم هو ما قلنا عليه صباح اليوم السابع فالمسيح حاضر دائما في كنيسته (مت 18: 20؛ 28: 20). والكنيسة تصلي صلوات رَفْع بخور العشية بدلًا من تقديم ذبيحة مسائية. وكان طقس تقديم الذبيحة المسائية أو الصباحية يشمل 1) تقديم حمل كمحرقة. 2) تقديم البخور. والكنيسة لا تقدم ذبائح دموية بعد أن أتى المسيح المرموز إليه، والذي كانت الذبائح الدموية رمزًا له. ولكن تكتفي الكنيسة بصلوات رفع البخور في العشية وباكر. فالكنيسة في القداس تبدأ بسر الإفخارستيا منذ أن كان رمزًا. أما الذبيحة الصباحية فهي تشير لسر الإفخارستيا والتي هي امتداد لذبيحة الصليب. وتقيم الكنيسة القداسات صباحا.

 2- لا يوجد هنا رئيس كهنة لأن رئيس الكهنة الحقيقي هو المسيح وهو موجود بنفسه، وهناك تقليد جميل في الكنيسة أن الأسقف أو الأب البطريرك يحمل عصا الرعايا معه دائمًا، وفي أثناء خدمة القداس يحمل أحد الشمامسة عصا الرعاية (الموضوع عليه ثعبان) طوال مدة الصلاة. ولكنها تُحْمَلْ بعيدًا بعد كلمات التقديس، والتحول إلى الجسد والدم، فرئيس الكهنة الحقيقي موجود

 3- الأعياد هنا لا تشير إلى عيد الخمسين وهو رمز لحلول الروح القدس لأن الرمز قد تحقق، والروح القدس يعمل بنفسه في كنيسته. ولنفس السبب لا توجد بالهيكل الجديد (هيكل حزقيال) منارة، فهي أيضًا كانت ترمز لما سيعمله الروح القدس في أسرار الكنيسة (كنيسة العهد الجديد). وهذا قد حدث ويحدث فعلًا فلا داع للرموز.

 4- لا يذكر هنا عيد الأبواق الذي فيه يُذَكِّر الله شعبه بعهوده ومواعيده للآباء وأن المسيح خلاصهم سيأتي (شهادة المسيح هي روح النبوة رؤ 19: 10) والمسيح قد أتى فعلًا.

 5- لا ذكر أيضًا ليوم الكفارة. فالمسيح قدم ذاته كفارة عنا. وطالما حدث المرموز إليه فلا داع لتكرار الرمز. ومن المعروف أن طقس عيد الكفارة كان يشير لموت المسيح وقيامته.

 6- لا ذكر لتابوت العهد هنا فالتابوت يمثل حضور الرب وسط شعبه رمزيًا. والله موجود وسط شعبه الآن (مت 28: 20) فلا داع للرموز. وأيضًا لا ذكر لمائدة خبز الوجوه. فالمسيح موجود بجسده ودمه على المذبح ولا داع للرمز أيضًا. ولا ذكر لدار الأمم فكل الأمم قبلوا في المسيح.

 7- لا ذكر هنا للفضة والذهب. فالفضة ترمز لكلمة الله الحية والفعالة، وكلمة الله مسيحنا، وكلمة الله المكتوبة في الإنجيل معنا دائمًا تعطينا حياة. وأما الذهب فهو يرمز للسماويات. والكنيسة تحيا الآن في السماويات، وسيرتنا هي في السماويات (أف 2: 6 + في 3: 20) فالمسيح في وسط الكنيسة، وحيثما وجد المسيح فالمكان سماء. وهذا معنى أن المسيح طأطأ السموات ونزل أي أنه بتجسده أتى لنا بالحياة السماوية على الأرض (مز18: 9).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/31-Sefr-Hazkyal/Tafseer-Sefr-Hazkial__01-Chapter-39.html

تقصير الرابط:
tak.la/5azcmmv