← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49
هذه هي المرة الثالثة التي يتهم الله فيها شعبه بخيانته في عبادة أوثان الشعوب المحيطة بهم، والاتكال على شعوب أخرى مثل أشور وبابل ومصر لحمايتهم ، فهذا يعتبر إهانة لله، أن لا يؤمن شعبه بقدرته على خلاصهم وحمايتهم، ويعتبر تأليها لهذه الشعوب إذ إعتبر شعب الله هذه الشعوب بمثابة الحامي لهم . كما أن اعتمادهم على هذه الشعوب قد فتح الأبواب لدخول أصنام هذه الأمم إلى شعب الله فعبدوها، وزادت الخيانة، فكان شرط الأمم الوثنية لعقد تحالف مع شعب آخر، أن يقدم هذا الشعب الآخر الطالب للتحالف والحماية العبادة لآلهتهم. بل أن ما يصاحب العبادات الوثنية من زنا جسدي فاقم الوضع. والكتاب يُسمي عبادة الأوثان [زنا روحي] لأن من يرتبط بإله آخر (الوثن) يعتبر هذا خيانة للإله الواحد يهوه الذي حررهم وارتبط بهم وأعطاهم كل الحب.
الله يتهم شعبه هنا بــ:- 1) عبادة الأوثان 2) تأليه هذه الشعوب 3) الزنا الجسدي.
الآيات (1-10):- "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، كَانَ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ، وَزَنَتَا بِمِصْرَ. فِي صِبَاهُمَا زَنَتَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا. وَاسْمُهُمَا: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ، وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا. وَكَانَتَا لِي، وَوَلَدَتَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَاسْمَاهُمَا: السَّامِرَةُ «أُهُولَةُ»، وَأُورُشَلِيمُ «أُهُولِيبَةُ». وَزَنَتْ أُهُولَةُ مِنْ تَحْتِي وَعَشِقَتْ مُحِبِّيهَا، أَشُّورَ الأَبْطَالَ اللاَّبِسِينَ الأَسْمَانْجُونِيَّ وُلاَةً وَشِحَنًا، كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ، فُرْسَانٌ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ. فَدَفَعَتْ لَهُمْ عُقْرَهَا لِمُخْتَارِي بَنِي أَشُّورَ كُلِّهِمْ، وَتَنَجَّسَتْ بِكُلِّ مَنْ عَشِقَتْهُمْ بِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ. وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضًا، لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا، وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عِذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ. لِذلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا، لِيَدِ بَنِي أَشُّورَ الَّذِينَ عَشِقَتْهُمْ. هُمْ كَشَفُوا عَوْرَتَهَا. أَخَذُوا بَنِيهَا وَبَنَاتِهَا، وَذَبَحُوهَا بِالسَّيْفِ، فَصَارَتْ عِبْرَةً لِلنِّسَاءِ. وَأَجْرَوْا عَلَيْهَا حُكْمًا."
إمرأتان إبنتا أم واحدة = هما إسرائيل الأخت الكبرى (10 أسباط) ويهوذا الأخت الصغرى (سبطين) وزنتا بمصر. في صباهما زنتا = بدء سقوطهم كان في مصر حينما عشقوا العبادة الوثنية بطقوسها المثيرة وأغانيها وموسيقاها والزنا الجسدي المصاحب لها. وهم تعلموا هذا في بداياتهم في مصر (حزقيال 20: 7، 8). فحزقيال هو أول من كشف أن الشعب في مصر تعلم العبادة الوثنية. عمومًا فهذا يتضح أيضًا من سفر الخروج حيث صنعوا عجلًا ذهبيًا ليعبدوه (خر 32: 4). فهم صنعوا في البرية ما تعلموه في مصر.
ولاحظ أن الإمرأتان يشيران ضمنيا أيضًا لليهود وللأمم فالعالم كله زاغ وفسد (رو3: 12) (فإسرائيل المملكة الشمالية قد إنحرفت من بدايتها ... أي منذ انفصالها عن كرسي داود... إنحرفت عن عبادة الله النقية بسبب هياكل العجول التي أقامها يربعام الملك ثم ازداد الانحراف بدخول عبادة البعل الوثنية إلى إسرائيل فشابهت الأمم).
تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا = لشرح هذا نقول أنه حين يولد طفل، فإنه يولد بريئًا لا يعرف شيئًا عن الخطايا فلا يشتهيها، ولكن إذا علَّمه أحد هذه الخطايا فإنها تتلاعب بأحاسيسه العذراوية وتدنسها، ويكون أنه كلما يحاول أن ينسى ذكرى هذه الخطايا الأولى أن ذكراها تثير أحاسيسه بملذاتها الجسدية ثانية. ونفس الكلام ينطبق على كل من يتعلم خطية جديدة وهو في حالة الطهارة. وهذا ما تسميه الكنيسة في صلاة الصلح للقداس الباسيلي " تذكار الشر الملبس الموت ". ويكون عمل الروح القدس بعد ذلك تقديس النفس حتى تنال قوة لنسيان هذه الخطايا وإستعادة البساطة الطفولية، ومن يستعيد هذه الصورة يخلص، وهذا هو المقصود بالخليقة الجديدة في المسيح (غل6: 15)، أما من يستمر في حالته التي شوهتها الخطية فهو لا يخلص. وهذا معنى قول السيد المسيح [إن لم ترجعوا وتصيروا مثل هؤلاء الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات] (مت 18: 3). وهذا ما قاله الآباء "التوبة تحول الزاني إلى بتول". فاليهود في مصر إذًا كانوا كالأطفال الذين تعلموا الوثنية فلم تقتلع منهم، فهناك في مصر تزغزغت ترائب عذرتهما = أي أثيرت شهواتهما العذراوية التي كانت غير دنسة من قبل.
ترائب = عظام القفص الصدري والمقصود ما في داخل القلب من شهوات.
عذرتهما = محبتهم الطاهرة النقية لله وحده = العذراوية = رافضين شهوات العالم.
تزغزغت = تفتحت عينيهما على محبة أخرى غير محبة الله، ألا وهي شهوات العالم الوثني وممارساته بما يحويه من الممارسات الجنسية، وهذا هو ما قيل عن اليهود حينما أجبروا هرون على صنع عجل ذهبي، وقلَّدوا المصريين في ممارساتهم الوثنية ثم " قاموا للعب "(خر32: 6) وقوله قاموا للعب = هذا يعني ممارسات جنسية شهوانية. ولأن الوحي يشبه يهوذا وإسرائيل بِـ:امْرَأَتَانِ فيقول عن إثارة شهواتهم وبنفس المعنى = دغدغت ثديهما = وجاءت كلمة ثديهما هنا في أصلها اللغوي من أصل غير مُسْتَخْدَم ولكنه يعني "حب أو تذكار حب أو إحتضان " (قاموس strongs) . والمعنى أن هذه الخطية صارت محبوبة يحتضنها القلب وموجودة داخل الصدر، يتذكرونها فيشتهون تكرارها دائما.
وصارت هذه الشهوات تهاجمهم دائما، ويشتاقون للرجوع إليها حتى أيام حزقيال، وعموما هذا هو حال الخطية دائمًا، فالشيطان يظل يسعى وراء كل إنسان ليتذوق الخطية فيظل يشتهيها = "تِذْكار الشر المُلْبِس الموت" (صلاة الصلح بالقداس الباسيلي).
والكنيسة مشبهة بعشر عذارى (مت25) والعذارى الحكيمات هم من حافظوا على عذراويتهم، أي ظل قلبهم في محبة لله تاركين محبة العالم التي هي عداوة لله (يع4: 4). أو هم تابوا وتركوا محبة الخطية فعادت لهم عذراويتهم كما قال الآباء "التوبة تحول الزاني إلى بتول".
أُهُولَةُ.. وَأُهُولِيبَةُ = كلمتان مشتقتان من الكلمة العبرية "أوهل" أي خيمة تشير للحياة المؤقتة على الأرض فهي إذن تشير لجسدنا (قارن مع 2كو 5: 1). وسميت إسرائيل أهولة = أي خيمتها. فهي قد أقامت لها هياكل مستقلة للعجول بعيدًا عن عبادة الله النقية التي عرفوها في هيكل أورشليم. وكان هذا بعد انفصالها عن يهوذا. أما يهوذا فسميت أهوليبة = أي خيمتي فيها، فالله هو الذي أمر ببناء هيكله في أورشليم.
وبصورة أشمل فأهوليبة تشير لشعب إسرائيل بينما تشير أهولة للأمم فالكل قد أخطأ.
وواضح أن الكلمات المستخدمة في هذا الإصحاح قاسية في تعبيرها عن الزنا ولكن هذه هي بشاعة الخطية، وكم تثير الخطية الله وتغيظه. فإلهنا غيور، وتصور حال رجل يكتشف أن زوجته التي يحبها تخونه مع كل من تراهم، ماذا يكون حال هذا الرجل، وكم تكون ثورته؟ هذا هو لسان حال الله في هذا الإصحاح، فهو يعبر عن حزنه من خيانة شعبه الذي فاض عليه ببركاته فتركه وذهب لآلهة أخرى... جريًا وراء شهواته.
ولقد إتضحت الشهوات المنحرفة لهذا الشعب فور خروجهم من أرض مصر حين صنعوا عجلًا ذهبيًا لعبادته... ثم قاموا للعب (خر32: 6). وبعد أن دخلوا أرض كنعان إستمروا فترة بدون عبادة وثنية، إلى أن انفصلت المملكة أيام رحبعام. فبدأت أهولة أي السامرة ممارساتها الخاطئة فورًا فهي بلا هيكل ولا كهنة. وهنا كان تذكار الشر الملبس الموت، حين رأت في أشور وعبادتها ما ذكرها بشهواتها الأولى = وزنت أهولة من تحتي = أي خانتني بمحبتها لشبان أشور وعباداتهم، وعقد معاهدات مع أشور فيها تقدم لآلهة أشور العبادة. من تحتي = فهم كانوا تحت رعاية الله وخاضعين لوصاياه متمتعين بمحبته. عَشِقَتْ.. أَشُّورَ الأَبْطَالَ اللاَّبِسِينَ... ولقد إنجذبوا لما هو جديد فيهم، وما زال حتى اليوم من أبناء الله من ينجذب للأفكار والتقاليع الجديدة البعيدة عن أفكار الكنيسة التي توارثتها عن الآباء الرسل. والنتيجة أن سلمتها ليد عشاقها = فوقعت إسرائيل في سبي أشور. سلمتها ليد عشاقها = الله يظل يحمي أولاده من نتائج خطيتهم ليعطيهم فرصة للتوبة، ولكن إن أصروا على عدم التوبة يرفع حمايته عنهم فتضربهم نتائج خطاياهم والسبب:-
1) الله قدوس لا يطيق الخطية.
2) كل خطية هي كسر لوصية من وصايا الله، والله أعطى الوصايا لأنه يعلم النتائج السيئة للخطية، فالوصية حماية لنا.
3) الله يسمح بهذه الضربات لعلها تقود الإنسان للتوبة.
وهكذا كل من يسلم نفسه لخطية ما تقضي عليه هذه الخطية. مثلًا ما هو معروف الآن، فمن يسلم نفسه للشذوذ الجنسي يقضي عليه مرض الإيدز AIDS، وَمَنْ يسلم نفسه للقلق والغضب تقضي عليه أمراض القلب.. إلخ.
فدفعت لهم عُقرها = العُقر هو أجر الزانية. فلقد سبق في (حز 16: 34) أن الله يتعجب من تصرفهم، فهو يشبه إسرائيل بزانية ولكنها على عكس عادة الزواني، فهي تدفع أجرًا لمن يزني معها (بينما أن أي زانية تأخذ أجرًا عن زناها). فعبادتها لآلهة أشور هو زنا، وهي تدفع لأشور لكي تحميها. وهنا يقول نفس الكلام أنها تدفع للشعوب الوثنية حولها أجرًا. وهنا يسمي أموالهم عقرها = فهم في حالة زنا، وأموالهم أموال زنا، يحصلون عليها من زنا، وتذهب في زنا (مى 1: 7)، حصلوا على أموالهم بطريقة غير شريفة، وها هي تذهب لزانية أخرى هي أشور. هم كشفوا عورتها = أزالوا عنها زينتها وسبوا شبانها وفتياتها، وحينما سقطت السامرة في يد أشور دخلها الجنود الأشوريون وحطموا كل ما فيها حتى قصورها ونهبوا كل شيء. فصارت عبرة للنساء = هذه صورة حية لطبيعة الخطية وفاعليتها، أنها مخادعة وجذابة يجري وراءها الإنسان ظنًا منه أنه يجد فيها شبعه الجسدي والنفسي، لكنها سرعان ما تحدره تحت قدميها وتفقده كرامته وتحرمه سلامه، كما أنها تضره جسديًّا ونفسيًّا وروحيًّا، وتقوده للهلاك.
شِحَنًا = القادة والرؤساء في أشور. وشعب الله أعجبوا بهيئة هؤلاء القادة .
الآيات (11-21):- "«فَلَمَّا رَأَتْ أُخْتُهَا أُهُولِيبَةُ ذلِكَ أَفْسَدَتْ فِي عِشْقِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا، وَفِي زِنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ زِنَا أُخْتِهَا. عَشِقَتْ بَنِي أَشُّورَ الْوُلاَةَ وَالشِّحَنَ الأَبْطَالَ اللاَّبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ، فُرْسَانًا رَاكِبِينَ الْخَيْلَ كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ. فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ، وَلِكِلْتَيْهِمَا طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ. وَزَادَتْ زِنَاهَا. وَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَال مُصَوَّرِينَ عَلَى الْحَائِطِ، صُوَرُ الْكَلْدَانِيِّينَ مُصَوَّرَةٍ بِمُغْرَةٍ، مُنَطَّقِينَ بِمَنَاطِقَ عَلَى أَحْقَائِهِمْ، عَمَائِمُهُمْ مَسْدُولَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. كُلُّهُمْ فِي الْمَنْظَرِ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ شِبْهُ بَنِي بَابِلَ الْكَلْدَانِيِّينَ أَرْضُ مِيلاَدِهِمْ، عَشِقَتْهُمْ عِنْدَ لَمْحِ عَيْنَيْهَا إِيَّاهُمْ، وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلًا إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ. فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ، فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ، وجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا، فَجَفَتْهَا نَفْسِي، كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ."
كانت أهوليبة = يهوذا أفضل نسبيًا من أختها وسر ذلك وجود الهيكل وسطها، ولذلك فإن الله أعطاها فرصة أخرى أيام حزقيا، فلم تدمر أشور يهوذا، بل حطم الله جيش أشور على أسوار أورشليم (يوم الـ185,000) لينقذ يهوذا وأورشليم معطيًا لهم فرصة أخرى. ولكن كانت أشور قد حطمت إسرائيل المملكة الشمالية وهذا معنى الآيات (11-13). وكان المفروض أن تتعظ يهوذا مما حدث لإسرائيل فتترك عبادة الأوثان.
ولكن يهوذا عادت وفسدت أكثر من إسرائيل، بل أن حزقيا فتح قصره وفتح الهيكل للبابليين لإعجابه بهم وظنه أنهم سيكونون له الحليف القوي، وكان فتح الهيكل والقصر للبابليين بمثابة كشف عورة يهوذا لهم (كَشَفَتْ عَوْرَتَهَا) (آية 18) أما الشعب ففرح بملابسهم وفرسانهم وخيلهم، فهم فرحوا بكل ما هو غريب وأجنبي وإزدروا بتقاليدهم وبدينهم وإعتبروه حقيرًا بجانب الممارسات المثيرة لهذه الشعوب (إش 8:5)، بل هم عشقوا صور الكلدانيين، وفرحوا بأن يقيموا أحلافًا معهم. وربما أرسلوا يطلبون صورًا لهياكلهم وأصنامهم ليستخدموها في عبادتهم. وكانت هذه الصور مصورة بمغرة = المغرة هي مسحوق أكسيد الحديد، ويوجد في الطبيعة مختلطًا بالطفال، وقد يكون أصفرًا أو أحمر بنيًا ويستعمل في أعمال الطلاء.
ملحوظة على الآية 14وَزَادَتْ زِنَاهَا. وَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَال مُصَوَّرِينَ عَلَى الْحَائِطِ = أليس هذا هو حال كل من يجري وراء الصور والأفلام الخارجة الآن.
وجفتهم نفسها = هذه طبيعة عبودية الخطية والشيطان، فحين نسلم أنفسنا لهم يستعبدوننا فنكرههم لقسوتهم. وللأسف يستمر الخطاة في السعي وراء شهوتهم من أجل اللذة الجسدية مع أنهم يعلمون أن في توبتهم الخلاص من العبودية التي هم فيها. (هذه مثل ما قال الشاعر" دَاوني بالّتي كانَتْ هِيَ الدّاءُ") . وعوضًا عن أن تستنجد بإلهها، ذهبت يهوذا للمصريين أيام يكنيا وصدقيا فهي ذكرت أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ = كما لو كانوا يسترجعون متعتهم بنكهة البصل والكرات التي أكلها الشعب في مصر، أو بالأحرى أوثان مصر فهم عشقوا معشوقيهم (عَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ) = أي إشتهوا من أحبوهم سابقًا أي المصريين وهم في نظر الله لكبريائهم وغباوتهم في وثنيتهم، وتعاملهم مع الشياطين في ديانتهم كالخيل والحمير، فهي في زناها كأنها إشتهت أن تزني مع حيوانات وهذا شيء بالغ النجاسة. بل في زناها مع هؤلاء النجسين بوثنيتهم دخل فيها نفس النجاسة وكأنها تلقحت بمحبة العبادة الوثنية وهي الزنا الروحي وبما تشمله من زنا جسدي. فهي بهذا إفتقدت رذيلة صباها (افْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ) = أي تذكرت خطايا صباها من عبادة وثنية في مصر، فإشتهت العودة للخطية مرة ثانية. [راجع أش 30: 6، 7]. ولكل هذا يقول الله جفتها نفسي . ونجد التشبيه هنا فيه إشارة لغبائهم فهم لم يفهموا ولم يتعلموا من نتائج ما حدث لأختهم الكبيرة إسرائيل (آية 10) فصاروا كَـ:الحمير لا يفهمون. وفي جريهم وراء شهواتهم صاروا كَـ:الْخَيْلِ (إر5: 8).
الآيات (22-35):- "«لأَجْلِ ذلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ، هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ، وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ: بَنِي بَابِلَ وَكُلَّ الْكَلْدَانِيِّينَ، فَقُودَ وَشُوعَ وَقُوعَ، وَمَعَهُمْ كُلُّ بَنِي أَشُّورَ، شُبَّانُ شَهْوَةٍ، وُلاَةٌ وَشِحَنٌ كُلُّهُمْ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ وَشُهَرَاءُ. كُلُّهُمْ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ. فَيَأْتُونَ عَلَيْكِ بِأَسْلِحَةٍ مَرْكَبَاتٍ وَعَجَلاَتٍ، وَبِجَمَاعَةِ شُعُوبٍ يُقِيمُونَ عَلَيْكِ التُّرْسَ وَالْمِجَنَّ وَالْخُوذَةَ مِنْ حَوْلِكِ، وَأُسَلِّمُ لَهُمُ الْحُكْمَ فَيَحْكُمُونَ عَلَيْكِ بِأَحْكَامِهِمْ. وَأَجْعَلُ غَيْرَتِي عَلَيْكِ فَيُعَامِلُونَكِ بِالسَّخَطِ. يَقْطَعُونَ أَنْفَكِ وَأُذُنَيْكِ، وَبَقِيَّتُكِ تَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. يَأْخُذُونَ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ، وَتُؤْكَلُ بَقِيَّتُكِ بِالنَّارِ. وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ، وَيَأْخُذُونَ أَدَوَاتِ زِينَتِكِ. وَأُبَطِّلُ رَذِيلَتَكِ عَنْكِ وَزِنَاكِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَلاَ تَرْفَعِينَ عَيْنَيْكِ إِلَيْهِمْ وَلاَ تَذْكُرِينَ مِصْرَ بَعْدُ. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُسَلِّمُكِ لِيَدِ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ، لِيَدِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ. فَيُعَامِلُونَكِ بِالْبُغْضَاءِ وَيَأْخُذُونَ كُلَّ تَعَبِكِ، وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً، فَتَنْكَشِفُ عَوْرَةُ زِنَاكِ وَرَذِيلَتُكِ وَزِنَاكِ. أَفْعَلُ بِكِ هذَا لأَنَّكِ زَنَيْتِ وَرَاءَ الأُمَمِ، لأَنَّكِ تَنَجَّسْتِ بِأَصْنَامِهِمْ. فِي طَرِيقِ أُخْتِكِ سَلَكْتِ فَأَدْفَعُ كَأْسَهَا لِيَدِكِ. هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنَّكِ تَشْرَبِينَ كَأْسَ أُخْتِكِ الْعَمِيقَةَ الْكَبِيرَةَ. تَكُونِينَ لِلضَّحِكِ وَلِلاسْتِهْزَاءِ. تَسَعُ كَثِيرًا. تَمْتَلِئِينَ سُكْرًا وَحُزْنًا، كَأْسَ التَّحَيُّرِ وَالْخَرَابِ، كَأْسَ أُخْتِكِ السَّامِرَةِ. فَتَشْرَبِينَهَا وَتَمْتَصِّينَهَا وَتَقْضَمِينَ شُقَفَهَا وَتَجْتَثِّينَ ثَدْيَيْكِ، لأَنِّي تَكَلَّمْتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ نَسِيتِنِي وَطَرَحْتِنِي وَرَاءَ ظَهْرِكِ، فَتَحْمِلِي أَيْضًا رَذِيلَتَكِ وَزِنَاكِ»."
نرى هنا نتائج الخطية..
من إشتهتهم سيكونون هم سبب خرابها. وسيخربها الكلدانيين أي البابليين المكون جيشهم من قبائل مختلفة فقود وشوع وقوع = وهي قبائل من شرق نهر دجلة. وبقايا جيش أَشُّورَ الذي إنضم إلى بابل بعد خراب أشور بيد بابل. شهراء = مشهورين ولهم أسماء معروفة. وَيَقْطَعُونَ أَنْفَكِ وَأُذُنَيْكِ = كانت هذه عادة أشورية، فهم يقطعون أنوف وأذان الملوك والأمراء والعظماء من أسراهم ويضعونهم في أقفاص ويعرضونهم أمام شعوبهم للسخرية منهم. ومعنى يقطعون أنفك = أي ملكها الذي كان ينبغي أن يكون في المقدمة له حاسة التمييز، فيدرك الطريق الآمن ويقود شعبه له لكنه ذهب للطريق الخطر بتحالفه مع مصر. أما المعنى الروحي لنا فثمر الخطية هو فقداننا روح التمييز الذي به ندرك الحق ونرفض الباطل. وأذنيك = هذا يشير لسبي الكهنة ومشيري الملك الذين عوضًا عن أن يسمعوا صوت الله ويميزوا إرادته ويستمعوا لأنبيائه إستمعوا لشهوات قلوبهم. والمعنى الروحي لقطع الأذنين هو تحجر القلب نتيجة الإصرار على الخطية ومقاومة صوت تبكيت الروح القدس، الذي يبكت على الخطية فحينئذ ينطفئ الروح (1تس5: 19) وما يعود الإنسان يسمع صوت التبكيت . أما بقية أورشليم فتهلك بالسيف (وَبَقِيَّتُكِ تَسْقُطُ بِالسَّيْفِ) = إشارة لهلاك الشعب بسبب هذه التصرفات، وهذا يرمز لهلاك الجسد الذي يتدنس ويهلك بسبب حرماننا من نعمة التمييز وعدم سماعنا لصوت الله. وَيَأْخُذُونَ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ = قد يأخذونهم سبايا أو يقدمونهم محرقات. وهذا يشير لتبديد المواهب والطاقات، فبدلًا أن تقدم لخدمة الله تستخدم لحساب الشيطان. وينزعون عنك ثيابك = الخطية الأولى سببت الإحساس بالعري، والله من نعمته كسا البشر وستر عليهم، ولكن من يرتد عنه تذهب عنه نعمة الله فيعود للعري والفضيحة ثانية، إذ حرم نفسه من ستر الله. ويأخذون أدوات زينتك = لقد جعلها الله جميلة وكساها ولكن كل شيء سيذهب للبابليين.
وأبطل رذيلتك عنك = إذًا الله سمح بكل هذا ليبطل الرزيلة وليس للانتقام. وهذا معنى = لاَ تَذْكُرِينَ مِصْرَ بَعْدُ.
وفي آية 29 نجد أن الله يحذرهم من ضياع كل البركات التي أفاض بها عليهم، إذ هم إستخدموها في شرورهم، بل قدموها للشر فأصبحوا لا يستحقونها .
وبعد هذه الضربات التي تشربها كما تشرب كَأْسَ.. تَّحَيُّرِ وَ.. خَرَابِ. تشربها كما شربت أختها كأسها (كَأْسَ أُخْتِكِ).. تَجْتَثِّينَ ثَدْيَيْكِ = المقصود أنها ستتخلى عن كل ما كان يثيرها وتترك عبادة الأصنام تمامًا. وبهذا تكره خطيتها، وأليس هذا ما عمله الله مع داود إذ زنى وقتل، فسمح الله بدخول الزنى والقتل إلى بيته، ولنتصور حال داود ليلة هربه من وجه مؤامرة إبشالوم ضده... هل كان يشتاق للخطية مرة أخرى... لا بل هو قد كرهها إذ رأى نتائجها وبهذا تطهر قلبه من هذه الخطايا.
كأس تحير وخراب (كَأْسَ التَّحَيُّرِ وَالْخَرَابِ) = هذه حالة من الضياع والتخبط واليأس يصل إليها الخاطئ، فيها لا يدري ماذا يفعل، فحينما أطفأ الروح القدس داخله، فقد كل إستنارة تقوده في طريقه، فالروح القدس هو روح النصح (2تي 1: 7).
ملحوظة :- خرابها جاء على يد من أحبتهم حبًا خاطئًا، وهكذا الحب الخاطئ يتحول لكراهية شديدة (راجع قصة أمنون وثامار أولاد داود) ولاحظ أن الله يسمح بهذا لعل الخاطئ يكره هذه الخطية ويتركها فيخلص بدلًا من أن يهلك.
الآيات (36-49):- "وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَتَحْكُمُ عَلَى أُهُولَةَ وَأُهُولِيبَةَ؟ بَلْ أَخْبِرْهُمَا بِرَجَاسَاتِهِمَا، لأَنَّهُمَا قَدْ زَنَتَا وَفِي أَيْدِيهِمَا دَمٌ، وَزَنَتَا بِأَصْنَامِهِمَا وَأَيْضًا أَجَازَتَا بَنِيهِمَا الَّذِينَ وَلَدَتَاهُمْ لِي النَّارَ أَكْلًا لَهَا. وَفَعَلَتَا أَيْضًا بِي هذَا: نَجَّسَتَا مَقْدِسِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَدَنَّسَتَا سُبُوتِي. وَلَمَّا ذَبَحَتَا بَنِيهِمَا لأَصْنَامِهِمَا، أَتَتَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى مَقْدِسِي لِتُنَجِّسَاهُ. فَهُوَذَا هكَذَا فَعَلَتَا فِي وَسْطِ بَيْتِي. بَلْ أَرْسَلْتُمَا إِلَى رِجَال آتِينَ مِنْ بَعِيدٍ. الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ رَسُولٌ فَهُوَذَا جَاءُوا. هُمُ الَّذِينَ لأَجْلِهِمِ اسْتَحْمَمْتِ وَكَحَّلْتِ عَيْنَيْكِ وَتَحَلَّيْتِ بِالْحُلِيِّ، وَجَلَسْتِ عَلَى سَرِيرٍ فَاخِرٍ أَمَامَهُ مَائِدَةٌ مُنَضَّضَةٌ، وَوَضَعْتِ عَلَيْهَا بَخُورِي وَزَيْتِي. وَصَوْتُ جُمْهُورٍ مُتَرَفِّهِينَ مَعَهَا، مَعَ أُنَاسٍ مِنْ رَعَاعِ الْخَلْقِ. أُتِيَ بِسَكَارَى مِنَ الْبَرِّيَّةِ، الَّذِينَ جَعَلُوا أَسْوِرَةً عَلَى أَيْدِيهِمَا وَتَاجَ جَمَال عَلَى رُؤُوسِهِمَا. فَقُلْتُ عَنِ الْبَالِيَةِ فِي الزِّنَا: آلآنَ يَزْنُونَ زِنًا مَعَهَا وَهِيَ. فَدَخَلُوا عَلَيْهَا كَمَا يُدْخَلُ عَلَى امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ. هكَذَا دَخَلُوا عَلَى أُهُولَةَ وَعَلَى أُهُولِيبَةَ الْمَرْأَتَيْنِ الزَّانِيَتَيْنِ. وَالرِّجَالُ الصِّدِّيقُونَ هُمْ يَحْكُمُونَ عَلَيْهِمَا حُكْمَ زَانِيَةٍ وَحُكْمَ سَفَّاكَةِ الدَّمِ، لأَنَّهُمَا زَانِيَتَانِ وَفِي أَيْدِيهِمَا دَمٌ. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أُصْعِدُ عَلَيْهِمَا جَمَاعَةً وَأُسَلِّمُهُمَا لِلْجَوْرِ وَالنَّهْبِ. وَتَرْجُمُهُمَا الْجَمَاعَةُ بِالْحِجَارَةِ، وَيُقَطِّعُونَهُمَا بِسُيُوفِهِمْ، وَيَذْبَحُونَ أَبْنَاءَهُمَا وَبَنَاتِهِمَا، وَيُحْرِقُونَ بُيُوتَهُمَا بِالنَّارِ. فَأُبَطِّلُ الرَّذِيلَةَ مِنَ الأَرْضِ، فَتَتَأَدَّبُ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَلاَ يَفْعَلْنَ مِثْلَ رَذِيلَتِكُمَا. وَيَرُدُّونَ عَلَيْكُمَا رَذِيلَتَكُمَا، فَتَحْمِلاَنِ خَطَايَا أَصْنَامِكُمَا، وَتَعْلَمَانِ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ»."
هذا حديث ختامي للأختين يوجهه الرب لهما يكشف فيه شرهما وبشاعة عبادتهم للأصنام وتقديم أولادهم ذبائح لها. ولنلاحظ أن الله يعتبر أن الأولاد هم له = ولدتاهم لي فالأباء ينجبون الأولاد ويربونهم لحساب الله، فهم لله وليس لآبائهم. وهم تجملوا وأرسلوا لرجال آتين من بعيد (أَرْسَلْتُمَا إِلَى رِجَال آتِينَ مِنْ بَعِيدٍ) = ليرتكبوا معهم الشر ويعبدوا أوثانهم = وذلك لعمل حلف معهم لحمايتهم، ولذلك فهم يقدمون لآلهتهم الوثنية زيت وبخور الله (بَخُورِي وَزَيْتِي) = الذي كان يجب أن يقدم لله. ولاحظ أن الله يعتبر أن كل ما في أيدينا (زيت وبخور... إلخ.) هو له، فالله هو الذي أعطاه لهم. الله أعطانا الكثير لنمجده به فماذا نفعل بما أعطاه لنا الله؟ هو الذي يعطي كل شيء، وله كل شيء. هذه الصورة تثبت أنهم لم يسقطوا عفوًا ولا نتيجة غواية من الآخرين بل دبرتا خطة الشر بنفسيهما، فهم الذين أرسلوا لإستدعاء الرجال، وإستخدمتا حتى المقدسات الإلهية (الزيت والبخور) لتدفعا الغير لإرتكاب الشر معها.
ويا للعار لقد قبلتا من الغرباء إسورة على أيديهما وتاج جمال على رؤوسهما = هذه كقول المزمور عن تشجيع الشيطان وأعوانه لمن يخطئ حتى يستمر في خطيته "نِعَمًا نِعمًا (حسب السبعينية) أو هه هه = وهي كلمات تشجيع وفرح مثل قولنا الآن برافو Bravo (مز70: 3). وهؤلاء الأشرار فرحوا بسقوطها في الشر (رو1: 32). وليشجعونها على الاستمرار نسبوا لها الجمال الزائف، ولكن كان هذا تقييدا لها = إسورة وهذه في مقابل سلاسل الذهب التي يصنعها الله لعروسته (راجع نش1: 11). إسورة الأشرار هذه تسمى رباطات الخطية. وتاج الجمال (تَاجَ جَمَال) المُخَادِع ليس لجمالها الحقيقي بل هو خداع (رؤ17: 4)، لأن سر جمال النفس الحقيقي هو الله (نش1: 5). عوض مواهب الله وأكاليله الأبدية هم قدموا مواهبهم وقدراتهم (أيديهم) للشر. لذلك إستحقوا التأديب الإلهي. ملحوظة :- نلاحظ أن الحديث هنا هو للأختين معًا، فبعد سبي أشور لإسرائيل وخراب المملكة الكبرى ذهب الكثير من شعب إسرائيل ليهوذا وعاشوا هناك.
وكلمة الله للنبي أَتَحْكُمُ عَلَى أُهُولَةَ وَأُهُولِيبَةَ؟ = أي لا تحاول أن تجد لهما أعذارًا بل إصدر عليهما أحكامًا. ولاحظ أيضًا بشاعة خطيتهم في تقديم أولادهم للنار فهم أحبوا الأوثان أكثر من أولادهم. ولاحظ أيضًا أن الله إعتبر المعاهدات مع البابليين زنا = وجلست على سرير فاخر. فهم تجملوا جدًا أمامهم كما تتجمل زانية أمام عاشقيها. بل هم تمادوا حتى يثبتوا للبابليين تسامحهم الديني بأن قدموا زيتًا وبخورًا لآلهة البابليين، كان يجب أن تقدم لله. وكان هناك فرح كبير من الشعب بهذه المعاهدات كما لو كانت بركة لهم = فكان صَوْتُ جُمْهُورٍ مُتَرَفِّهِينَ مَعَهَا = فهم أحسوا بالأمان في المعاهدات. وأتوا بالرعاع والسكارى من البرية (مَعَ أُنَاسٍ مِنْ رَعَاعِ الْخَلْقِ. أُتِيَ بِسَكَارَى مِنَ الْبَرِّيَّةِ) = ليفرحوا معهم، والسكارى من البرية = هم غالبًا شعوب عمون والعرب وأدوم وموآب. مترفهين = مبتهجين، وبلا هَمْ.
وفي آية 43:- الآن يزنون زنا معها وهي... = المقصود وهي معهم حسب الترجمة الإنجليزية ولكن في الترجمة العربية نجد فراغا ولا يوجد كلمة معهم ، والترجمة العربية هي الأدق، فلا نجد في الأصل العبري كلمة معهم. وربما تركت الكلمة في الأصل العبري دون أن تكتب وذلك كنوع من إظهار التعجب كيف يسقط شعب الله في خطية كهذه.
وفي آية 45:- رجال صديقون (الرِّجَالُ الصِّدِّيقُونَ) = البقية التي تعرف الرب في أورشليم وهؤلاء يشجبون سياسة ملوكهم.
الله في محبته خلق البشر وأعطاهم حياة إذ هو يحب الإنسان محبة أزلية أبدية [راجع تفسير يو13: 1] ومات الإنسان كنتيجة لخطيته. وكان الفداء ليعيد السيد المسيح الحياة للإنسان.
والمسيح بقيامته زرع في الإنسان بذرة حياة، وهذا ما قاله القديس بطرس " مولودين ثانية لا من زَرْعٍ يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد " (1بط1: 23). وجاءت كلمة زَرْعٍ في الإنجليزية seed وتعني (بذرة / نسل / ذرية / وتعني أيضًا مَنِيّ الرجل وهو ماء [أو سائل] الرجل الذي يُخَصِّب بويضة المرأة لتخرج حياة من البويضة المخصبة) . ولقد إستخدم الوحي تعبير زَرْع لا يفنى أي لا يموت لأن المسيح كلمة الله الحية الباقية إلى الأبد... زرع فينا حياته الأبدية المقامة من الأموات، وهذا بإتحاده بنا، على شرط أن نجاهد لنظل ثابتين في المسيح. المسيح وضع فينا بذرة حياة، إذ إتحدنا بجسده، وصرنا أعضاء جسده، وصارت لنا حياته (غل2: 20؛ أف1: 23؛ 5: 30؛ في1: 21). وهذا الإتحاد بيننا وبين المسيح يتم بالمعمودية " فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضا بقيامته " (رو6: 4، 5). ولهذا فنحن لا نموت بل ننتقل "ليس موت لعبيدك يا رب بل هو انتقال" (أوشية الراقدين). وكيف نموت والحياة التي فينا هي حياة المسيح، والمسيح لا يموت ثانية (رو6: 9)، [وراجع تفسير رو6 : 1 – 14].
وحين إعترض الكورنثيون على هذا الفكر وقالوا كيف؟ ونحن نرى المسيحيون يموتون أمامنا كل يوم ! ! شرح لهم بولس الرسول هذا بتشبيه بسيط... وراجع (1كو15).... فقال أن هذا يشبه بذرة حية لأحد البقول، فحين ندفنها يخرج منها شجرة إذ في البذرة حياة. ونحن الآن حين نموت بالجسد نكون كالبذرة التي دفنت في الأرض. ولكننا بعد مدة سنقوم بالجسد الممجد في حياة أبدية (الشجرة).
في هذا الإصحاح يستخدم الوحي صورة معكوسة لما سبق، ليشرح مصير من ينخدع وراء الشيطان، والشهوات التي يثيرها فينا، فيموت من ينخدع وراء هذه الشهوات. [وراجع تفسير هو7: 3 – 7] لترى كيف يُصوِّر هوشع النبي كيف أن الشيطان يستخدم أعوانه من البشر في تدبير إثارة الشهوات مما يتسبب في موت من ينخدع وينجذب فيموت.
ولكن إن كانت بذور البقول التي نزرعها ميتة (بها سوس) فهي لن تخرج شجرة، إذ هي فقدت الحياة التي كانت فيها أولًا. وهذا مشبه في هذا الإصحاح بمنِىّ المصريين (مَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ). والمصريون هنا يرمزون للشيطان الذي يلقي بذرة الموت (السوسة) في أبناء الله، بإثارة شهواتهم الخاطئة. وشبَّه الوحي هنا بذرة الموت هذه بمنِىّ المصريين. وهذه الشهوات الحسية هي سلاح إبليس الذي يجذب به أبناء الله فيزرع فيهم بذرة الموت.
الوحي هنا يشرح أن هناك بذرة موت يزرعها الشيطان، في مقابل بذرة الحياة التي يزرعها المسيح في جسدنا المائت بسبب الخطية.
هأنذا بالإثم صُوِّرت وبالخطية حبلت بي أمي.
هذا ما قاله داود النبي (مز51: 5). فهكذا وُلِدنا بالخطية ولنا ميول قوية وإندفاع نحو الشهوات الخاطئة. ولكن بعد فداء المسيح أرسل لنا الرب يسوع الروح القدس [الذي يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا] (رو8: 26). والقوة التي يعطيها الروح القدس لنا هي ما نسميه بالنعمة، وهذه النعمة تكتم الشهوات ولكن هذا لمن يريد ويجاهد، لذلك:-
1) من لا يُجاهد تنفجر الشهوة داخله لذلك يطلب الرسول أن نمتلئ بالروح (أف5: 18) فتزداد النعمة داخلنا وتظل الشهوات مكتومة.
2) ومع هذا لن نتخلص من الشهوة تمامًا إلا بموت الجسد (راجع تفسير رو7).
وسلاح الشيطان هو إثارة الشهوات الجسدية، وفي المقابل نجد أن الله يعطي نعمة ليسند أولاده. والنعمة سلاح قوي، بل أقوى من جذب الشهوات = "يعطي نعمة أعظم" كما يقول القديس يعقوب (يع4: 6).... ويخطئ من يظن أنه قادر على الصمود أمام شهوات الجسد بمفرده. لقد ظن بطرس أنه قادر بقوته أن يدافع عن المسيح فأخرج سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة ملخس، وظن أنه قادر أن يضع نفسه عن المسيح، لكن خانته شجاعته أمام جارية. أما بعد حلول الروح القدس نجده يجاهر أمام الألاف يوم الخمسين. لقد دخلت فيه قوة إلهية لا حدود لها. لذلك يقول رب المجد " بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا " (يو15: 5). وفي المقابل يقول القديس بولس الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني " (في 4: 13).
ولكن الله يعطي هذه النعمة أو هذه القوة لمن يطلب ويريد، لذلك يقول " اسألوا تُعطوْا... " أما الشيطان فيعرض بضاعته على الكل.
لذلك يمكن لنا القول أن الشيطان يعمل على إثارة الشهوات، وبهذا كأنه يُلَقِّح الشهوة الكامنة في الإنسان، وهذا ما نسمِّيه هنا بذرة الموت.
ونعود لنص سفر حزقيال فنفهم أن المقصود بهذا، أن من يترك الله ذاهبا للأوثان فكأنه ترك بذرة الحياة، لتدخل فيه بذرة أخرى هي بذرة موت (السوسة). وهذا ما أغاظ الله جدًا، فإلهنا إله غيور = يغير على شعبه كما يغير العريس على عروسه التي يحبها، ولقد عبَّر القديس يعقوب عن هذه الغيرة بقوله "الرُّوحُ.. يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ" وكلمة الحسد تُتَرْجَم بـ"الغيرة" (يع4: 5، 6). وأيضًا يحزن الله إذ هو في محبته لخليقته يحزن إذ يرفض الإنسان هبة الحياة التي أعطاها له الله، ويذهب وراء شهواته الجسدية التي يثيرها فيه الشيطان، وبهذا فهو يختار طريق الموت. فالشيطان هو الذي يقف وراء هذه الأوثان وفي داخلها بكل نجاسات عباداتها، وما فيها من ممارسات شهوانية جسدية. وبهذا فالإنسان الذي يذهب للعبادات الوثنية فهو يتحد بالشيطان (1كو10: 15 – 22) ومثل هذا يموت لأن الشيطان يلقي فيه بذرة الموت. والله يحزن لأن الإنسان يذهب للموت بإرادته، فالله في محبته وهب للإنسان الذي يحبه الحياة، وكان يريد له أن يستمر حيا للأبد. [فالله لو لم يكن يحب أحد ما كان قد خلقه] (سفر الحكمة 11: 22 – 27).
ونجد موسى النبي ينبه شعب الله بأنه وضع أمامهم طريق الحياة وطريق الموت ويدعوهم أن يختاروا طريق الحياة (تث30: 15 – 20) وهكذا فعل يشوع مع الشعب (يش24: 14، 15).
ولكن هل بذرة الحياة التي يزرعها المسيح فيمن يؤمن ويعتمد في العهد الجديد لها علاقة بشعب العهد القديم؟ يجيب بولس الرسول على هذا السؤال في رسالة رومية (رو 3: 24 - 26). ففي آية (25) نجد أن خلاص المسيح وتبريره يمتدان إلى من يستحق من العهد القديم، وفي آية (26) نجد خلاص المسيح لمن يؤمن في العهد الجديد. وكرمز لهذا نجد الشمس في قصة شفاء حزقيا الملك ترجع للوراء ثم تعود للأمام في خط سيرها الطبيعي (2مل20: 9 – 11). ومسيحنا هو شمس البر (ملا4: 2).
ولأن الله محب للبشر فهو يؤدب الإنسان بضربات محدودة، ويظل يحمي الإنسان مرة وإثنتين وثلاثًا ويطيل أناته عليه، رافضا أن يسلمه للموت، لعل طول أناته تقتاده للتوبة (رو2: 4). ولكن، ولأن الله قدوس ولا يطيق الخطية وأمام إصرار الإنسان على طريق الخطية فهو يرفع حمايته عن الإنسان فيهلك ويموت، وهذا ما نراه في الآيات (حز16: 22 – 35). وهذا يتفق مع (رو2: 5 – 10). الله كان يحمي شعبه زمنًا من سيف ملك بابل، لكن حينما تمادَى شعبه في نجاسة الشهوة النجسة (السوسة = بذرة الموت) رافضا بذرة الحياة، ترك الله سيف ملك بابل ينقض على شعبه. وحين يقول الله [أنا وضعت السيف في يد ملك بابل ليذبح الشعب] (إر 20: 4؛ حز 30: 24) فالمعنى أن الله، كإله ضابط الكل ترك ملك بابل ليعمل هذا، فملك بابل لا يستطيع أن يعمل شيء إلا بسماح من الله.
وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ = ولماذا التشبيه بالحمير والخيل؟
الحمار = لا يفهم، وهذه صفة لمن يصر على الخطية دون أن يتعظ من الضربات التي أصابت غيره حين أخطأ. وهذا ما حدث، فالله ضرب السامرة وأبادتها أشور تقريبا بسبب وثنيتها ونجاستها. ولم تتعظ يهوذا فسلكت نفس مسلك السامرة ، فهي لم تفهم (إش1: 3؛ إر4: 22) . وصارت تسير في طريق الموت دون أن تدرك (آية 25) = يقطعون أنفك . والخيل = قيل عن الشهوانيون الذين يندفعون وراء شهواتهم دون ضوابط أنهم كالخيل (إر5: 7 – 9). وهؤلاء في إندفاعهم وراء شهواتهم ما عادوا يسمعون نصائح أحد، لقد صار قلبهم متحجرًا = يَقْطَعُونَ.. أُذُنَيْكِ.
ولاحظ أن خطية إشتعال الشهوة هي الخطية التي يتهم الله شعبه هنا بها = «لأَجْلِ ذلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ، هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ، وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ: بَنِي بَابِلَ وَكُلَّ الْكَلْدَانِيِّينَ، فَقُودَ وَشُوعَ وَقُوعَ، وَمَعَهُمْ كُلُّ بَنِي أَشُّورَ، شُبَّانُ شَهْوَةٍ، وُلاَةٌ وَشِحَنٌ كُلُّهُمْ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ وَشُهَرَاءُ. كُلُّهُمْ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ. شُبَّانُ شَهْوَةٍ = نحن البشر نولد بالشهوة داخلنا كما قلنا، وعمل عدو الخير الشيطان هو إثارة هذه الشهوات ليدفع الإنسان للخطية. ومن يقبل ويندفع وراء شهوته يقول عنه القديس يعقوب " ولكن كل واحد يجرب إذا إنجذب وإنخدع من شهوته، ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتًا" (يع1: 14، 15) . فقوله هنا شُبَّانُ شَهْوَةٍ = نفهم منه أن الشيطان يضع أمام عيون شعب الله في كل زمان ومكان ما يعثرهم ويثير شهواتهم وهذا ما يمكن أن نسميه بتلقيح الشهوة = مَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ = فتحبل الشهوة ولكنها تلد موتا = بذرة الموت.
إذًا الإنسان مولود هكذا بالخطية (مز 51؛ رو7: 20)، ولكن عمل النعمة في المسيحي قادر أن يكتم هذه الشهوات بل يعطي شهوة للسمائيات " لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح...." (في 1: 23)، بل [الروح القدس يسكب محبة الله في قلوبنا] (رو5: 5) فتكون شهواتنا مقدسة أي المحبة تكون لله وحده، وهذا هو طريق الفرح الدائم الوحيد، وهذا نراه في ثمار الروح وهي... محبة، فرح... إلخ. والمعنى أنه لو وجدت المحبة يوجد الفرح الحقيقي. أما الشهوات الجسدية فتعطي لذات حسية لحظية لا تدوم. ولكن ماذا عن غير المؤمنين الذين لم يعتمدوا ولم يسكن فيهم الروح القدس وبالتالي فهم محرومين من هذه النعمة التي تكتم الشهوات؟ يقول بولس الرسول " ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس " . فالروح القدس يظل يحاول أن يقنع الشخص من الخارج (إر20: 7)، ومتى إقتنع يعتمد ويحل عليه الروح القدس ويسكن فيه فيمتلئ نعمة تعينه. وعمل الله هذا يكون لمن يعرف الله بسابق علمه أنه سيتجاوب معه (رو8: 28، 29). وهذا ما حدث مع شاول الطرسوسي والقديس موسى الأسود كأمثلة.
المحبة تُنشئ فرح، وكان هذا هو الحال في جنة عَدْنْ، فآدم مخلوق على صورة الله، والله محبة، فكان آدم يحب الله، وكما أن [الله لذاته مع بني آدم] (أم8: 31) هكذا كان آدم يجد لذته مع الله لأنه مخلوق على صورة الله. ومع هذه المحبة المتبادلة يوجد الفرح، وهذا هو معنى اسم الجنة... عَدْنْ = وهي كلمة عبرية עֵדֶן تعني فرح وبهجة.
إذًا هذه كانت إرادة الله بالنسبة للإنسان، لذلك فحينما يضيع من الإنسان كل هذا من أجل لذة عابرة ومخادعة يغتاظ الله جدًا لأجل محبته للإنسان الذي خلقه ليحيا في فرح للأبد. وهذا هو سر الكلمات القاسية التي قيلت في هذا الإصحاح.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 24 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 22 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/nfrc5n3