← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15
الآيات 1-15:- "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ جَبَلِ سَعِيرَ وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِ، وَقُلْ لَهُ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكَ يَا جَبَلَ سَعِيرَ، وَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْكَ وَأَجْعَلُكَ خَرَابًا مُقْفِرًا. أَجْعَلُ مُدُنَكَ خَرِبَةً، وَتَكُونُ أَنْتَ مُقْفِرًا، وَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَانَتْ لَكَ بُغْضَةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَدَفَعْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى يَدِ السَّيْفِ فِي وَقْتِ مُصِيبَتِهِمْ، وَقْتِ إِثْمِ النِّهَايَةِ. لِذلِكَ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي أُهَيِّئُكَ لِلدَّمِ، وَالدَّمُ يَتْبَعُكَ. إِذْ لَمْ تَكْرَهِ الدَّمَ فَالدَّمُ يَتْبَعُكَ. فَأَجْعَلُ جَبَلَ سَعِيرَ خَرَابًا وَمُقْفِرًا، وَأَسْتَأْصِلُ مِنْهُ الذَّاهِبَ وَالآئِبَ. وَأَمْلأُ جِبَالَهُ مِنْ قَتْلاَهُ. تِلاَلُكَ وَأَوْدِيَتُكَ وَجَمِيعُ أَنْهَارِكَ يَسْقُطُونَ فِيهَا قَتْلَى بِالسَّيْفِ. وَأُصَيِّرُكَ خِرَبًا أَبَدِيَّةً، وَمُدُنُكَ لَنْ تَعُودَ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. لأَنَّكَ قُلْتَ: إِنَّ هَاتَيْنِ الأُمَّتَيْنِ، وَهَاتَيْنِ الأَرْضَيْنِ تَكُونَانِ لِي فَنَمْتَلِكُهُمَا وَالرَّبُّ كَانَ هُنَاكَ، فَلِذلِكَ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لأَفْعَلَنَّ كَغَضَبِكَ وَكَحَسَدِكَ اللَّذَيْنِ عَامَلْتَ بِهِمَا مِنْ بُغْضَتِكَ لَهُمْ، وَأُعَرِّفُ بِنَفْسِي بَيْنَهُمْ عِنْدَمَا أَحْكُمُ عَلَيْكَ، فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، قَدْ سَمِعْتُ كُلَّ إِهَانَتِكَ الَّتِي تَكَلَّمْتَ بِهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: قَدْ خَرِبَتْ. قَدْ أُعْطِينَاهَا مَأْكَلًا. قَدْ تَعَظَّمْتُمْ عَلَيَّ بِأَفْوَاهِكُمْ وَكَثَّرْتُمْ كَلاَمَكُمْ عَلَيَّ. أَنَا سَمِعْتُ. هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: عِنْدَ فَرَحِ كُلِّ الأَرْضِ أَجْعَلُكَ مُقْفِرًا. كَمَا فَرِحْتَ عَلَى مِيرَاثِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ خَرِبَ، كَذلِكَ أَفْعَلُ بِكَ. تَكُونُ خَرَابًا يَا جَبَلَ سَعِيرَ أَنْتَ وَكُلُّ أَدُومَ بِأَجْمَعِهَا، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ."
هو تقريبًا إعادة لنبوة أدوم الواردة إصحاح (حز 25). ولكنها تكررت هنا لأن الإصحاح السابق يحدثنا عن عمل المسيح الرعوي. ومن أهم أعمال رعايته هدم قوَى الشر الخارجية أي إبليس الذي يمثله هنا أدوم. فأدوم شمتوا في يهوذا حين سقطت يهوذا، بل هجموا عليهم وقتلوا منهم فكانوا دمويين (يو 8: 44). وهم منوا أنفسهم بأن يرثوا أرض يهوذا وإسرائيل = هاتين الأمتين (آية 10) بعد خراب الأمتين. وهذه هي أعمال الشيطان تمامًا. ولكن الله يقول أبدًا فسأرعَى شعبي وأعطيهم أن يفرحوا. وحين يفرحوا سيكون أدوم أو الشيطان قفرًا وخرابًا (خَرَابًا وَمُقْفِرًا). هذا الذي له بغضة أبدية مع شعب الله ولاحظ دقة اختيار شعب أدوم ليكون رمزًا للشيطان هنا:-
1- بين يعقوب شعب الله وعيسو (أدوم) بغضة أبدية (من البطن) بسبب الميراث. واختيار اسم أدوم بدلًا من عيسو فأدوم يعني أحمر إشارة لدموية إبليس الذي كان قتالًا للناس منذ البدء (يو 8: 44) أي أهلكهم. بخداعاته وإسقاطه لهم في الخطايا.
2- الحروب المستمرة بين أدوم ويعقوب، إشارة للعداوة بين نسل المرأة والحية.
3- انتقام أدوم من شعب الله وقت بليته (حز 25: 12).
وقت إثم النهاية = أي دفعهم للقتل حين امتلأ كأسهم من إثمهم وأسلمهم الله للتأديب. فهم هجموا عليهم وقتلوا منهم الكثيرين. فَـ:وَقْتِ إِثْمِ النِّهَايَةِ هو تعبير يعني أن الله كان يحتمل أخطاء شعبه لفترة طويلة، وبعد ذلك بدأ يؤدب بعقوبات بسيطة، وبدأت العقوبات تتزايد، إلى أن قرر الله في النهاية أن يخرب شعبه بضربة شديدة نتيجة لآثامهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ويكون معنى إثم النهاية أي الخطايا التي تفشت فقرر الله في النهاية ضرب الشعب بسببها. ولاحظ قول الله على من تكلم على شعبه بالإهانة أو تكلم عليه هو بالإهانة أنا الرب قد سمعت.... أنا سمعت (آيات 12، 13) فعلينا أن لا نهتم بمن يهين الله أو مسيحه أو الكنيسة، فالله يسمع، لكنه يتدخل في الوقت المناسب. وإذا فهمنا أن أدوم هنا يرمز للشيطان فإن قوله هاتين الأمتين = أي اليهود (الذين عرفوا الرب) والأمم (الذين لم يعرفوه). فالشيطان يحارب الجميع.
ملحوظات
1) لماذا إستخدم الوحي اسم سعير هنا بينما في (حز25) يستخدم اسم أدوم؟ أدوم تعني اللون الأحمر لون الدم ويستخدم الوحي اسم أدوم إذا أراد الإشارة إلى دموية الشيطان كما قلنا سابقا، وهذا ما أراد الوحي الإشارة إليه في الإصحاح 25 (حز 25). أما سعير فتعني مشعر = كثير الشعر. والشعر لأنه يخرج من الجسم فهو يُعبِّر عما في داخل الجسم من شهوات خاطئة والوحي يستخدم اسم سعير حين يريد أن يُعَبِّر عن الخطايا (لمزيد من المعلومات عن اسم سعير راجع مرادفات الاسم في نهاية الإصحاح 25 من سفر التكوين). وفي هذا الإصحاح يريد الوحي أن يشير لتخريب مملكة الشيطان وتدمير أسلحته التي هي الخطايا التي يُسقِط فيها الإنسان، وكان هذا بعمل النعمة أي معونة الروح القدس والقوة التي يعطيها في العهد الجديد وهي أعظم (رو8: 26 + يع4: 6).
2) لماذا يقول الوحي جبل سعير ؟ جغرافيا فمنطقة أدوم فعلا كلها جبال. ولكن روحيا كلمة جبال إذا إستخدمت للأشرار أو الشيطان فهي تشير للكبرياء والجبروت والممالك الضخمة التي إستعبدت شعب الله (رؤ17: 9). ولكن إذا إستخدمت الكلمة مع شعب الله فهي تشير للحياة السماوية التي يحيونها وثباتهم على الإيمان. وهذا ما إستخدمه الوحي في الإصحاح التالي (حز36: 1) إذ يُسَمِّي مؤمني العهد الجديد "جِبَالِ إِسْرَائِيلَ". وفي (إش2: 2 + مى4: 1) يتكرر أن المسيح ويسميه الوحي هنا جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال، والجبال هنا هم مؤمني العهد الجديد، والمسيح هو رأس الكنيسة. وهناك تصوير رائع في (مزمور125) حيث نرى المؤمنين كجبل صهيون، والجبال حولها الذين هم الملائكة والقديسين ويحيط الرب بالكل فهو رأس الكنيستين المنتصرة في السماء والمجاهدة على الأرض.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 36 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 34 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/h2tnkwy