← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
الآيات 1-7:- "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ جِبَالِ إِسْرَائِيلَ وَتَنَبَّأْ عَلَيْهَا وَقُلْ: يَا جِبَالَ إِسْرَائِيلَ، اسْمَعِي كَلِمَةَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلْجِبَالِ وَلِلآكَامِ، لِلأَوْدِيَةِ وَلِلأَوْطِئَةِ: هأَنَذَا أَنَا جَالِبٌ عَلَيْكُمْ سَيْفًا، وَأُبِيدُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ. فَتَخْرَبُ مَذَابِحُكُمْ، وَتَتَكَسَّرُ شَمْسَاتُكُمْ، وَأَطْرَحُ قَتْلاَكُمْ قُدَّامَ أَصْنَامِكُمْ. وَأَضَعُ جُثَثَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قُدَّامَ أَصْنَامِهِمْ، وَأُذَرِّي عِظَامَكُمْ حَوْلَ مَذَابِحِكُمْ. فِي كُلِّ مَسَاكِنِكُمْ تُقْفَرِ الْمُدُنُ، وَتَخْرَبُ الْمُرْتَفَعَاتُ، لِكَيْ تُقْفَرِ وَتَخْرَبَ مَذَابِحُكُمْ، وَتَنْكَسِرَ وَتَزُولَ أَصْنَامُكُمْ، وَتُقْطَعَ شَمْسَاتُكُمْ، وَتُمْحَى أَعْمَالُكُمْ، وَتَسْقُطُ الْقَتْلَى فِي وَسْطِكُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ."
جبال إسرائيل = عادة تشير الجبال للنفوس المرتفعة عن الأرضيات لتسكن مع الله في السماويات، وهذه تكون راسخة في إيمانها كالجبال. ولهذا أقام الله أورشليم على جبل إشارة لما يجب أن تكون عليه من حياة سماوية (راجع مزمور 121). ولاحظ أن الملاكان طلبا من لوط أن يهرب للجبال حتى لا يهلك. ولكن جبال إسرائيل هنا لا تشير لهذه المعاني السماوية، فأورشليم في خطاياها وكبريائها أصبحت جبالًا شريرة مرتفعة بالكبرياء وليس بالقداسة لذلك كانت هذه النبوات ضدها لعلها تدفعهم للتوبة ويذكروا مركزهم الأول كجبال مقدسة. هكَذَا قَالَ.. الرَّبُّ لِلْجِبَالِ وَلِلآكَامِ = الجبال والأكام هنا إشارة لملوكهم ورؤسائهم وجبابرتهم. للأودية وللأوطئة = وهذه إشارة للشعب العادي. ولكن الكل صار في فساد.
الجبال حين تتخذ رمزا للقديسين فهي تشير في عُلوِّها للسمائيات التي يحيا فيها القديسين، وفي رسوخها وثباتها لثباتهم على إيمانهم. وإذا إتخذت رمزا للشياطين وأتباعهم فعُلوِّها يشير لكبريائهم ورسوخها وثباتها يشير لعنادهم. وهكذا شبهت الأمم المقاومة لله بالجبال (رؤ17: 1-10).
ونجد هنا تهديد بخراب إسرائيل لوثنيتهم، وهلاك أوثانهم معهم.
مرتفعاتكم = هي الهياكل الوثنية التي كانوا يفضلون إقامتها على المرتفعات شمساتكم = هي الهياكل التي يعبدون فيها الشمس، ويا لخزي هذه الأصنام (الشياطين) التي لم تستطع أن تحمي مَن يعبدها، ولاحظ هذا من قوله وأطرح قتلاكم قدام أصنامكم = وحدث هذا مع سنحاريب الذي أهان الله حول أسوار أورشليم وقت أن حاصر أورشليم في أيام حزقيا الملك، فحين عاد هذا المغرور لبلده قتله ابناه أمام هيكل نسروخ إلهه، ولم يستطع نسروخ حمايته. وتخرب مذابحكم وتنكسر (فَتَخْرَبُ مَذَابِحُكُمْ، وَتَتَكَسَّرُ) = ستنكسر كل تماثيلهم ومشغولاتهم القيمة التي دفعوا فيها كل أموالهم كتقدمة لهذه الأوثان.
ملحوظة:- كم من خاطئ الآن يضيع صحته ونقوده ومواهبه التي أعطاها له الله من أجل خطايا وملذات يعرضها الشيطان عليه. والآن لا يوجد من يعبد الأوثان، ولكن يوجد من يعبد اللذات.
فتعلمون أني أنا الرب = هذه عبارة تتكرر كثيرًا في هذا السفر، فهدف الرب من تأديباته أن نعود للرب مؤمنين به فنتحرر من عبودية إبليس ونعرف الفرح الحقيقي. وَأُذَرِّي عِظَامَكُمْ حَوْلَ مَذَابِحِكُمْ = هذا إعلان عن:-
1) نجاسة أو تنجيس هذه المذابح: فالعظام هي نجاسة في مفهوم العهد القديم، وإذا تم تنجيس هذه المذابح.
فهم سيكفوا عن استخدامها للعبادة، وهذا ما فعله يوشيا (2مل 23: 16).
2) ضعف هذه المذابح: التي لم تستطع حمايتهم، لعلهم يدركوا عدم جدوى عبادتهم.
الآيات 8-10:- "«وَأُبْقِي بَقِيَّةً، إِذْ يَكُونُ لَكُمْ نَاجُونَ مِنَ السَّيْفِ بَيْنَ الأُمَمِ عِنْدَ تَذَرِّيكُمْ فِي الأَرَاضِي. وَالنَّاجُونَ مِنْكُمْ يَذْكُرُونَنِي بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ يُسْبَوْنَ إِلَيْهِمْ، إِذَا كَسَرْتُ قَلْبَهُمُ الزَّانِيَ الَّذِي حَادَ عَنِّي، وَعُيُونَهُمُ الزَّانِيَةَ وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ، وَمَقَتُوا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ الشُّرُورِ الَّتِي فَعَلُوهَا فِي كُلِّ رَجَاسَاتِهِمْ، وَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، لَمْ أَقُلْ بَاطِلًا إِنِّي أَفْعَلُ بِهِمْ هذَا الشَّرَّ."
هنا وعد بعودة بقية منهم لله بالتوبة. هنا تفرحنا مراحم الله بعد كل الإنذارات السابقة، فدائمًا هناك رجاء إذا كان هناك توبة. والله يضرب ولكن من يجد فيه أمل يتركه فهو لا يطفئ فتيله مدخنة. والمطلوب منهم أن يذكروا الله بين الأمم = وَالنَّاجُونَ مِنْكُمْ يَذْكُرُونَنِي بَيْنَ الأُمَمِ = فهناك من نسوا الله في أرض سلامهم ولكنهم يذكرونه في سبيهم مثل الابن الضال الذي ترك أبيه بينما كان في مجد بيت أبيه، لكنه ذكره في حظيرة الخنازير. هذا لم يذكر أبوه إلا حينما عوقب بالجوع في أرض بعيدة، ولكن تذكره الله كان الخطوة الأولى في الرجوع. فالخطية تبدأ في النمو حينما ننسى الله أما التوبة فتبدأ حين نذكر الله. وغرض الله من ضرباته دائمًا أن نتوب = أن يكسر قلبهم الزاني (إِذَا كَسَرْتُ قَلْبَهُمُ الزَّانِيَ) = الله يسمح بالحزن وأن ينكسر قلب الخاطئ، وذلك حتى يتوب فيخلص. والنتيجة مقتوا أنفسهم لأجل الشرور التي فعلوها = هم سيمقتوا أنفسهم حين يذكرون أنهم كسروا قلب الله بخطيتهم. والتائب الحقيقي يرى الخطية شيء بغيض جدًا، فكل ما يُغضِب الله يُغضِبه، وما كان مصدر سرور ولذة للخاطئ سيكون له شيء بغيض حين يتوب. إن علامة التوبة الحقيقية أن التائب يشمئز من نفسه ويمقت نفسه بسبب خطاياه.
الآيات 11-14:- "«هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: اضْرِبْ بِيَدِكَ وَاخْبِطْ بِرِجْلِكَ، وَقُلْ: آهِ عَلَى كُلِّ رَجَاسَاتِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الشِّرِّيرَةِ، حَتَّى يَسْقُطُوا بِالسَّيْفِ وَبِالْجُوعِ وَبِالْوَبَإِ! اَلْبَعِيدُ يَمُوتُ بِالْوَبَإِ، وَالْقَرِيبُ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ، وَالْبَاقِي وَالْمُنْحَصِرُ يَمُوتُ بِالْجُوعِ، فَأُتَمِّمُ غَضَبِي عَلَيْهِمْ. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذَا كَانَتْ قَتْلاَهُمْ وَسْطِ أَصْنَامِهِمْ حَوْلَ مَذَابِحِهِمْ عَلَى كُلِّ أَكَمَةٍ عَالِيَةٍ، وَفِي رُؤُوسِ كُلِّ الْجِبَالِ، وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ، وَتَحْتَ كُلِّ بَلُّوطَةٍ غَبْيَاءَ، الْمَوْضِعِ الَّذِي قَرَّبُوا فِيهِ رَائِحَةَ سُرُورٍ لِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ. وَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِمْ، وَأُصَيِّرُ الأَرْضَ مُقْفِرَةً وَخَرِبَةً مِنَ الْقَفْرِ إِلَى دَبْلَةَ فِي كُلِّ مَسَاكِنِهِمْ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ»."
هنا يطلب الله من النبي أن يرثي إسرائيل لنكباتها التي ستحل بها وهنا يطلب منه أن يضرب بيده ويخبط برجله ويتأوه (اضْرِبْ بِيَدِكَ وَاخْبِطْ بِرِجْلِكَ، وَقُلْ: آهِ) = لِيَظْهَر لهم جادًا فيما يقوله، وكأن هذه الضربات قد حدثت فعلًا ورآها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهذا ما يحدث مع الأنبياء، أن الله يظهر لهم ما سيحدث وهم يتفاعلون بصدق أمام الناس. وكان عليه أن ينوح على شيئين:-
أ) خطايا إسرائيل.
ب) الأحكام التي ستقع عليها (السيف والمجاعة والوباء وخراب أورشليم والهيكل والسبي).
وهكذا بكى يسوع على أورشليم. وهكذا كل خادم حقيقي يبكي على شعبه حين تتملك منهم الخطية، وحين تبدأ ضربات الله ضدهم، بل قبل أن تبدأ الضربات فالخادم الحقيقي يدرك أنها لا بُد وستأتي. ولاحظ أن التأديب سيكون أكثر شدة حيث المواضع المستخدمة للعبادة الوثنية:- التلال العالية ورؤوس الجبال، وتحت ظلال الأشجار وبالذات البلوطة (لأن الوثنيين يفضلون هذه الأماكن لإقامة مذابحهم) حيث كانوا يقربون رائحة سرور لكل أصنامهم = فصارت رائحة موت لهم.
وَأُصَيِّرُ الأَرْضَ مُقْفِرَةً.. مِنَ الْقَفْرِ إِلَى دَبْلَةَ = الترجمة الإنجليزية أكثر دقة وهي "أجعل الأرض مقفرة وخربة، نعم وأكثر خرابًا من البرية القفر عند دبلة" ودبلة هذه في جنوب الشرق للبحر الميت، وهي منطقة قفر وخربة.
ملحوظة:- كان عباد الأصنام، وقد قلدهم اليهود للأسف، يفضلون إقامة معابدهم على المرتفعات والآكام، في حين كانت عبادة "مولك" في الأودية والأوطئة. وكانت هذه العبادة الوثنية تسمى زنا روحي وذلك لخيانة العابدين لله، وكانت تشتمل هذه العبادات على الزنا الجسدي.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 7 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 5 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mpsr25k