← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
الآيات 1-8:- "فَجَاءَ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَجَلَسُوا أَمَامِي. فَصَارَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: «يَا ابْنَ آدَمَ، هؤُلاَءِ الرِّجَالُ قَدْ أَصْعَدُوا أَصْنَامَهُمْ إِلَى قُلُوبِهِمْ، وَوَضَعُوا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ تِلْقَاءَ أَوْجُهِهِمْ. فَهَلْ أُسْأَلُ مِنْهُمْ سُؤَالًا؟ لأَجْلِ ذلِكَ كَلِّمْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي يُصْعِدُ أَصْنَامَهُ إِلَى قَلْبِهِ، وَيَضَعُ مَعْثَرَةَ إِثْمِهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، ثُمَّ يَأْتِي إِلَى النَّبِيِّ، فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ أُجِيبُهُ حَسَبَ كَثْرَةِ أَصْنَامِهِ، لِكَيْ آخُذَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بِقُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ قَدِ ارْتَدُّوا عَنِّي بِأَصْنَامِهِمْ. لِذلِكَ قُلْ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ أَصْنَامِكُمْ، وَعَنْ كُلِّ رَجَاسَاتِكُمُ اصْرِفُوا وُجُوهَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُتَغَرِّبِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، إِذَا ارْتَدَّ عَنِّي وَأَصْعَدَ أَصْنَامَهُ إِلَى قَلْبِهِ، وَوَضَعَ مَعْثَرَةَ إِثْمِهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ لِيَسْأَلَهُ عَنِّي، فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ أُجِيبُهُ بِنَفْسِي. وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ ذلِكَ الإِنْسَانِ وَأَجْعَلُهُ آيَةً وَمَثَلًا، وَأَسْتَأْصِلُهُ مِنْ وَسْطِ شَعْبِي، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ."
جاء للنبي بعض الشيوخ، وغالبًا هؤلاء كانوا من أورشليم، وقد جاءوا يسألون مشورة من النبي، ففرح بهم النبي ولكن الله كشف له حقيقتهم وأنهم عابدي أوثان، وهم جاءوا يسألون الرب كما يسألون الأوثان. هم تعاملوا مع الله كأنه إله من ضمن الآلهة الوثنية التي يعبدونها، وهذا مبدأ وثني أي قبول تعدد الآلهة. أو هم في فضولهم أتوا ليشاهدوا النبي الذي طالما سمعوا عنه. والله يقول عن هؤلاء الذين امتلأ قلبهم من محبة أصنامهم وهم أعطوها جانبًا كبيرًا من مشاعرهم وارتبطوا بها، وهي على عروش قلوبهم تسيطر = لأنهم أَصْعَدُوا أَصْنَامَهُمْ إِلَى قُلُوبِهِمْ. هؤلاء يقول عنهم الله = فهل أسأل منهم سؤالًا = أي هم لا يستحقون أن يسمعوا مني كلمة... هل عرفنا الآن لماذا لا يجيب الله حين نسأله؟ هذا لأن القلب تسيطر عليه محبة العالم وشهواته ولذات الجسد الحسية. فالله يطلب القلب "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26) والله يجيب من يجلس الله على عرش قلبه، وليس أي نوع آخر من الأصنام الروحية. فالله لن يجيب من أصعد أصنامه لقلبه، أو وضع معثرة إثمه أمام وجهه (وَضَعُوا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ تِلْقَاءَ أَوْجُهِهِمْ) = هؤلاء لم يطرحوا ما يعثرهم من أمامهم ورفضوه لكنهم كانوا كمن وضع حجرًا أمام منزله ويتعثر فيه كل يوم. وهؤلاء وضعوا ذهبهم وفضتهم في أوثانهم وعبدوها لجمالها، فهم إذًا يتعثرون برغبتهم. وكل إنسان يُجرَّب إذا انجذب من شهوته (يع 1: 14) فكانوا هم مخربين أنفسهم. والله لن يجيب أمثال هؤلاء، وإن أجاب يجيبهم حسب كثرة أصنامهم (أُجِيبُهُ حَسَبَ كَثْرَةِ أَصْنَامِهِ) = أي لن يجيبهم بأقوال بل بعقوبات، وسيسلمهم لشهوات قلوبهم، وسيتركهم لأنفسهم ليصبحوا بالسوء الذي في ذهنهم. ولنلاحظ أن من يقع في يد الشيطان (حين يقبل الخطية التي يعرضها عليه) يذله الشيطان، ولكن هم الذين اختاروا ذلك. وسيعاقبهم الله ويسلمهم للضيق، ولن يجيبهم إذا سألوا، فيسألوا أصنامهم فتزداد حيرتهم وضياعهم. حقًا الله في عدله سيأخذ بيت إسرائيل بقلوبهم (لِكَيْ آخُذَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بِقُلُوبِهِمْ) = سيتركهم الله للعالم الذي اختاروه دون أن يحميهم فيذهبوا للخراب. وما الحل.. هل ترفضنا يا رب للأبد؟ لا بل هناك رجاء توبوا وارجعوا عن أصنامكم وعن كل رجاساتكم إصرفوا وجوهكم = وهذا حتى يملك الرب ثانية على القلب. وهذا الكلام منطبق حتى على الغرباء غير اليهود. فأي إنسان أتى ليسأل الرب وأصنامه في قلبه يجيبه الرب بالحيرة وسيندمون على ذلك، فالمرائي يظن أنه قادر أن يدخل وسط أولاد الله ولكن الله يعلن هنا أنه سيقطعه ويكشفه فتعلمون أني أنا الرب = الذي أعرف كل شيء.
الآيات 9-11:- "فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَمًا، فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ، وَسَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِ وَأُبِيدُهُ مِنْ وَسْطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَيَحْمِلُونَ إِثْمَهُمْ. كَإِثْمِ السَّائِلِ يَكُونُ إِثْمُ النَّبِيِّ. لِكَيْ لاَ يَعُودَ يَضِلُّ عَنِّي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ، وَلِكَيْ لاَ يَعُودُوا يَتَنَجَّسُونَ بِكُلِّ مَعَاصِيهِمْ، بَلْ لِيَكُونُوا لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»."
هنا يتكلم الله عن ماذا سوف يحدث لو ذهب إنسان مرائي يسأل نبي كذاب، لأن النبي الحقيقي رفض أن يجيبه لعدم استحقاقه. فهذا المرائي كان يجب أن يقدم توبة، ولكنه وجد أن الأسهل أن يذهب لأحد الأنبياء الكذبة. هنا يقول الرب أنه يضل هذا النبي الكذاب (أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ) = أي أن الله سمح لهؤلاء الأنبياء الكذبة أن يفعلوا ذلك ويقسوا الأشرار في طريقهم التي قرروها. والله طبعًا ليس مصدرًا للشر، ولكنه يستخدم شريرًا ليعاقب أو يدمر شرير آخر، ويستخدم شريرًا ليخدع شرير آخر، فكلاهما خاطئ وكلاهما سيعاقب = ويحملون إثمهم. إن حالة الضلال التي عليها هذا النبي الكاذب سببها حقيقة انحراف قلبه، ولكن لأن عواقب الخطية هي من ترتيب الله لذلك يقال أن الله أضل هذا النبي، أي سمح الله بهذا لينال عقابه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). بل أن الله سيبيد هذا النبي الكذاب = وأبيده من وسط شعبي. فالله يترك الإنسان بسبب خطيته لشهوات قلبه. وقد يكون هذا هو السبب في مجيء ضد المسيح في الأيام الأخيرة حيث يزداد الشر جدًا، ولا يعود الناس يطلبون الله، بل لا يطلبون سوى العالم وشهواته ولنسمع قول المزمور [الرَّبّ يُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ] (مز 20: 4) والعقوبات للبعض هي الإبادة والقطع = وأبيده من وسط شعبي. أما للبعض الآخر فهي تأديب لمنع الخطية = لِيَكُونُوا لِي شَعْبًا وَ.. أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا = وطبيعي فهذا لن يحدث إلا لو تابوا.
الآيات 12-23:- "وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ أَخْطَأَتْ إِلَيَّ أَرْضٌ وَخَانَتْ خِيَانَةً، فَمَدَدْتُ يَدِي عَلَيْهَا وَكَسَرْتُ لَهَا قِوَامَ الْخُبْزِ، وَأَرْسَلْتُ عَلَيْهَا الْجُوعَ، وَقَطَعْتُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَكَانَ فِيهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ: نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ، فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. إِنْ عَبَّرْتُ فِي الأَرْضِ وُحُوشًا رَدِيئَةً فَأَثْكَلُوهَا وَصَارَتْ خَرَابًا بِلاَ عَابِرٍ بِسَبَبِ الْوُحُوشِ، وَفِي وَسْطِهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ، فَحَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّهُمْ لاَ يُخَلِّصُونَ بَنِينَ وَلاَ بَنَاتٍ. هُمْ وَحْدَهُمْ يَخْلُصُونَ وَالأَرْضُ تَصِيرُ خَرِبَةً. أَوْ إِنْ جَلَبْتُ سَيْفًا عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ وَقُلْتُ: يَا سَيْفُ اعْبُرْ فِي الأَرْضِ، وَقَطَعْتُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَفِي وَسْطِهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ، فَحَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّهُمْ لاَ يُخَلِّصُونَ بَنِينَ وَلاَ بَنَاتٍ، بَلْ هُمْ وَحْدَهُمْ يَخْلُصُونَ. أَوْ إِنْ أَرْسَلْتُ وَبَأً عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ، وَسَكَبْتُ غَضَبِي عَلَيْهَا بِالدَّمِ لأَقْطَعَ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَفِي وَسْطِهَا نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ، فَحَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّهُمْ لاَ يُخَلِّصُونَ ابْنًا وَلاَ ابْنَةً. إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ. « لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: كَمْ بِالْحَرِيِّ إِنْ أَرْسَلْتُ أَحْكَامِي الرَّدِيئَةَ عَلَى أُورُشَلِيمَ: سَيْفًا وَجُوعًا وَوَحْشًا رَدِيئًا وَوَبَأً، لأَقْطَعَ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ! فَهُوَذَا بَقِيَّةٌ فِيهَا نَاجِيَةٌ تُخْرَجُ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. هُوَذَا يَخْرُجُونَ إِلَيْكُمْ فَتَنْظُرُونَ طَرِيقَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ، وَتَتَعَزَّوْنَ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي جَلَبْتُهُ عَلَى أُورُشَلِيمَ عَنْ كُلِّ مَا جَلَبْتُهُ عَلَيْهَا. وَيُعَزُّونَكُمْ إِذْ تَرَوْنَ طَرِيقَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي لَمْ أَصْنَعْ بِلاَ سَبَبٍ كُلَّ مَا صَنَعْتُهُ فِيهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»."
القديسين يصلون عنا دائمًا. ولقد قال صموئيل النبي [كيف أخطئ إلى الله وأكف عن الصلاة لأجلكم؟!] (1صم 12: 23). وقطعًا لا شيء يمنعه أن يصلي عنا الآن في السماء. ولكن صلوات القديسين تسند النفس المجاهدة الراغبة في التوبة وليس النفس المسترخية. وهؤلاء الأبرار نوح وأيوب ودانيال قطعًا يصلون عن الشعب، ولكن غضب الله على هذا الشعب يجعله لا يقبل شفاعتهم، وهذا حدث مع صموئيل النبي (1صم 16: 1) إذ قد رفض الرب شاول الملك فطلب الرب منه أن يكف عن الصلاة لأجله. وهذا بنفس المعنى نجده في الأيام الأخيرة (رؤ 15: 8) حين يسكب الله جامات غضبه ولا ينفع في هذا شفاعة. وبنفس المفهوم نسمع "أعطيتها زمانًا لكي تتوب" (رؤ 2: 21) وبعد انتهاء هذا الزمان، تنتهي فرصة هذا الإنسان وتبدأ الضربات. فشفاعة القديسين تساندنا ولكن العقوبات هي مسئولية شخصية لكل منا إن رفضنا التوبة.
ولماذا هؤلاء الثلاثة نوح وأيوب ودانيال؟ لأنهم ثلاثة أبرار عاشوا في جو شرير وثني خاطئ، ولكنهم احتفظوا ببرهم، وهذا فيه توبيخ لليهود فهم عندهم الناموس والأنبياء والهيكل، ولكنهم تركوا كل ذلك وعبدوا الأصنام. أما الأدوات التي يستخدمها الله في ضرباته فهي المجاعات والأوبئة والوحوش والحروب... وإن هرب الإنسان من واحد وقع في الآخر. كم هي بشعة نتائج الخطية. وهنا نرى الله يرسل على أورشليم كل هذه الضربات مجتمعة. ولاحظ أن الذين يقطعون هم الإنسان والحيوان، فبسبب الخطية التي سقط فيها الإنسان لعنت الأرض قديمًا، وما زال الحيوان يتحمل نتائج الخطية منذ أسلمت الخليقة للباطل (رو 8: 20).
أما البقية التي ستنجو من الضربات سيأتون إليهم في السبي وسيرى هؤلاء المسبيين أعمالهم الشريرة = فتعلمون أني لم أصنع بلا سبب = أي سيعرفون لماذا ضرب الله أورشليم. فهذه البقية هي أحسن من كانوا موجودين في أورشليم. وإذا كان أفضل ما بأورشليم بهذا السوء فكم وكم حال الباقي فحين يرونهم سيبررون الله فيما عمله بأورشليم. تتعزون عن الشر = سترون أن المصائب التي حلت بأورشليم، هي كانت مستحقة لها.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 15 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 13 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/74tr4v7