← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20
تخطيط للهيكل: شمال، جنوب، شرق، غرب - مطابخ للشعب، مطبخ للكهنة - مخادع ومجزع - البناء المنفصل - الباب الشرقي للدار الخارجية - المخدع الشمالي - المخدع الجنوبي - الباب الشمالي والجنوبي للدار الخارجية - المذبح: الهيكل، رواق البيت، المكان المنفصل
الآيات (1-12):- "وَأَخْرَجَنِي إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ مِنْ طَرِيقِ جِهَةِ الشِّمَالِ، وَأَدْخَلَنِي إِلَى الْمِخْدَعِ الَّذِي هُوَ تُجَاهَ الْمَكَانِ الْمُنْفَصِلِ، وَالَّذِي هُوَ قُدَّامَ الْبِنَاءِ إِلَى الشِّمَالِ. إِلَى قُدَّامِ طُولِ مِئَةِ ذِرَاعٍ مَدْخَلُ الشِّمَالِ، وَالْعَرْضُ خَمْسُونَ ذِرَاعًا. تُجَاهَ الْعِشْرِينَ الَّتِي لِلدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَتُجَاهَ الْمُجَزَّعِ الَّذِي لِلدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ أُسْطُوَانَهَ تُجَاهَ أُسْطُوَانَةٍ فِي الطَّبَقَاتِ الثَّلاَثِ. وَأَمَامَ الْمَخَادِعِ مَمْشًى عَشَرُ أَذْرُعٍ عَرْضًا. وَإِلَى الدَّاخِلِيَّةِ طَرِيقٌ، ذِرَاعٌ وَاحِدَةٌ عَرْضًا وَأَبْوَابُهَا نَحْوَ الشِّمَالِ. وَالْمَخَادِعُ الْعُلْيَا أَقْصَرُ. لأَنَّ الأَسَاطِينَ أَكَلَتْ مِنْ هذِهِ. مِنْ أَسَافِلِ الْبِنَاءِ وَمِنْ أَوَاسِطِهِ. لأَنَّهَا ثَلاَثُ طَبَقَاتٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا أَعْمِدَةٌ كَأَعْمِدَةِ الدُّورِ، لِذلِكَ تَضِيقُ مِنَ الأَسَافِلِ وَمِنَ الأَوَاسِطِ مِنَ الأَرْضِ. وَالْحَائِطُ الَّذِي مِنْ خَارِجٍ مَعَ الْمَخَادِعِ نَحْوَ الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ إِلَى قُدَّامِ الْمَخَادِعِ، طُولُهُ خَمْسُونَ ذِرَاعًا. لأَنَّ طُولَ الْمَخَادِعِ الَّتِي لِلدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ خَمْسُونَ ذِرَاعًا. وَهُوَذَا أَمَامَ الْهَيْكَلِ مِئَةُ ذِرَاعٍ. وَمِنْ تَحْتِ هذِهِ الْمَخَادِعِ مَدْخَلٌ مِنَ الشَّرْقِ مِنْ حَيْثُ يُدْخَلُ إِلَيْهَا مِنَ الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ. اَلْمَخَادِعُ كَانَتْ فِي عَرْضِ جِدَارِ الدَّارِ نَحْوَ الشَّرْقِ قُدَّامَ الْمَكَانِ الْمُنْفَصِلِ وَقُبَالَةَ الْبِنَاءِ. وَأَمَامَهَا طَرِيقٌ كَمِثْلِ الْمَخَادِعِ الَّتِي نَحْوَ الشِّمَالِ، كَطُولِهَا هكَذَا عَرْضُهَا وَجَمِيعُ مَخَارِجِهَا وَكَأَشْكَالِهَا وَكَأَبْوَابِهَا، وَكَأَبْوَابِ الْمَخَادِعِ الَّتِي نَحْوَ الْجَنُوبِ بَابٌ عَلَى رَأْسِ الطَّرِيقِ. الطَّرِيقِ أَمَامَ الْجِدَارِ الْمُوافِقِ نَحْوَ الشَّرْقِ مِنْ حَيْثُ يُدْخَلُ إِلَيْهَا."
تشتمل على وصف للمخدع الشمالي والجنوبي وهي التي لها العلامات أ1، أ2، ب وطول كل من المخدعين 100 ذراع وعرضه 50 ذراع . فكأن المبنيين معًا أبعادهم 100 × 100 وهم في هذا يتساوون مع البيت والبناء المنفصل، فكأن الجميع لهم مقاس واحد 100 × 100. وموقع هذا المخدع في الدار الخارجية = وَأَخْرَجَنِي إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ.
تُجَاهَ الْمَكَانِ الْمُنْفَصِلِ، وَالَّذِي هُوَ قُدَّامَ الْبِنَاءِ.. تُجَاهَ الْعِشْرِينَ الَّتِي لِلدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَتُجَاهَ الْمُجَزَّعِ = وبهذا فإن المخدع (أنظر الرسم) يحيط بكلا الهيكل والبناء المنفصل. وهذا المخدع عبارة عن أسطوانة تجاه أسطوانة = أسطوانة = gallery صالة كبيرة أو رواق وجمعها أساطين، ويبدو أن هذا المبنَى به مخادع وأساطين وهو على طبقات ثلاث وكلما إرتفعت الطوابق زاد حجم ومساحة الأساطين على حساب حجم المخادع = لأَنَّ الأَسَاطِينَ أَكَلَتْ مِنْ هذِهِ.. ومدخل هذه المخادع من الشرق (مِنْ تَحْتِ هذِهِ الْمَخَادِعِ مَدْخَلٌ مِنَ الشَّرْقِ).. مِنَ الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ.. وَأَمَامَهَا طَرِيقٌ = هذا الطريق والممرات تصلح للتمشية = ممشَى كما وعد الله يهوشع الكاهن [وَأُعْطِيكَ مَسَالِكَ بَيْنَ هؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ.. إِنْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِي] (زك3: 7) . والمقصود بالمشي = الخدمة النشيطة والعمل لحساب مجد المسيح. وهذه الطرق حول المخادع كَطُولِهَا هكَذَا عَرْضُهَا = طولها كعرضها، فكما قلنا سابقًا أنه بجمع المخادع الشمالية والجنوبية يصبح الطول والعرض متساويين 100 × 100. ودائمًا هناك أبواب للمخادع (أَبْوَابِ الْمَخَادِعِ).
وإلى الداخلية طريق ذراع واحدة عرضا وأبوابها نحو الشمال = جاءت كلمة طريق بمعنى " طريقة للحياة " وإذا فهمنا أن الـ:ذِرَاعٍ يشير لعمل الله، فبهذا نفهم أنه لا يوجد سوى طريق واحد للخلاص وهو المسيح الذي قال عن نفسه " أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي " (يو14: 6). نحو الشمال = فأنا في المسيح قادر على صد كل هجمات العدو الشمالي (إبليس والخطية).
الآيات (13، 14):- "وَقَالَ لِي: «مَخَادِعُ الشِّمَالِ وَمَخَادِعُ الْجَنُوبِ الَّتِي أَمَامَ الْمَكَانِ الْمُنْفَصِلِ هِيَ مَخَادِعُ مُقَدَّسَةٌ، حَيْثُ يَأْكُلُ الْكَهَنَةُ الَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَى الرَّبِّ قُدْسَ الأَقْدَاسِ. هُنَاكَ يَضَعُونَ قُدْسَ الأَقْدَاسِ وَالتَّقْدِمَةَ وَذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ وَذَبِيحَةَ الإِثْمِ، لأَنَّ الْمَكَانَ مُقَدَّسٌ. عِنْدَ دُخُولِ الْكَهَنَةِ لاَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْقُدْسِ إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ، بَلْ يَضَعُونَ هُنَاكَ ثِيَابَهُمُ الَّتِي يَخْدِمُونَ بِهَا لأَنَّهَا مُقَدَّسَةٌ، وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا غَيْرَهَا وَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى مَا هُوَ لِلشَّعْبِ»."
استعمال هذه المخادع:- فيها يَأْكُلُ الْكَهَنَةُ من الذبائح، ذبائح الخطية والإثم وهناك يلبسون ثيابًا مقدسة (ثِيَابَهُمُ.. مُقَدَّسَةٌ). ومن هو ذبيحة إثمنا غير الرب يسوع (إش 10:53). ومن هو ثوب برنا نرتديه فنتبرر غير المسيح (إلبسوا المسيح).
يَأْكُلُ الْكَهَنَةُ من الذبائح = إذا فهمنا أن المسيحيين كلهم كهنة بالمفهوم العام كما قلنا في الإصحاح السابق في تفسير الآية (22)، أما الكهنوت الخاص فهم الكهنة الذين اختارهم الله لهذه الوظيفة (عب5: 4) أي للصلاة في القداسات وتوزيع جسد ودم ذبيحة الإفخارستيا على الشعب، وهنا نضع أمامنا تساؤل أين تتم ممارسة هذا؟ أين تُؤكل هذه الذبيحة؟ الإجابة قطعا في الكنائس. وأشار الوحي للكنائس بقوله مخادع :-
1) فهو لا يقدر أن يقول هياكل لليهود في وقت النبوة، فهم بحسب ناموسهم لا يمكن لهم تقديم ذبيحة إلا في هيكل أورشليم [راجع تث12: 5 ، 11، 14]. فقال عن الكنائس مخادع .
2) المخادع كما قلنا تعني مناسك أي أماكن للصلاة والخلوة مع الله، وعندما أوصانا رب المجد بمكان للصلاة قال " أدخل إلى مخدعك " (مت6: 6). والكنائس هي أماكن صلاة ولقاء مع الله.
3) ولأن الكنائس ستكون لليهود وللأمم نجد المخادع تحيط بكلاهما (البيت) الذي يشير لليهود (والبناء المنفصل) الذي يشير للأمم. ونلاحظ أن أبعاد كل من البيت والبناء المنفصل والمخادع (الشمالي + الجنوبي) = 100 × 100 والمعنى أن الله يريد اليهود (البيت 100 × 100) ويريد الأمم (البناء المنفصل (100 × 100) ومن يقبل منهم ينضم للكنيسة (100 × 100) جسد المسيح الواحد ، والمعبَّر عنها هنا بالمخادع.
تعليق على الآيات (1 - 14)
بالرجوع إلى خيمة الاجتماع أو هيكل سليمان كان قدس الأقداس عبارة عن مكعب
بالنسبة لخيمة الاجتماع كان قدس الأقداس = 10 × 10 × 10 ذراع.
وبالنسبة للهيكل كان قدس الأقداس = 20 × 20 × 20 للهيكل.
أي متساوي من كافة الأضلاع. وقدس الأقداس كان موضوعًا به تابوت العهد حيث يحل الرب بمجده من بين الكاروبين. وكون أن قدس الأقداس يشير لمجد الله وهو على شكل مكعب فالمعنى أن صفات الله كاملة من كل ناحية. وهكذا ستكون أورشليم السماوية متساوية في الطول والعرض والإرتفاع (رؤ 21: 16). فنحن سنكمل في المسيح. أما القدس فحجمه ضعف قدس الأقداس:-
ففي خيمة الاجتماع كان القدس = 10 × 10 × 20 ذراع
وفي هيكل سليمان كان القدس = 20 × 20 × 40 ذراع.
والقدس كان يحتوي على مائدة خبز الوجوه ومذبح البخور والمنارة. والقدس يشير لعمل المسيح في الإنسان ليفتح أمامه طريق الفردوس كعربون للمجد الأبدي. بأن غفر خطايانا وجدد طبيعتنا. فالمائدة كان يوضع عليها خبز مصنوع من دقيق حنطة، والمسيح هو حنطتنا المسحوق لأجل آثامنا ودخل لنار الآلام من أجلنا (إش53). مقدمًا لنا ذاته ذبيحة حية أولًا بما إحتمل من آلام أثناء حياته ثم ذبيحة فعلية في صلبه. فكان لعمله هذا رائحة طيبة كالبخور. ثم هناك نتيجة لعمل المسيح وهي حلول الروح القدس فينا فنكون نورًا للعالم. وكأن القدس يعلن امتداد مجد الله للإنسان، نتذوق الآن عربونه حتى نصل للحياة الأبدية فيستعلن فينا. أي يظهر فينا هذا المجد المختبئ الآن. وهذه المخادع الجديدة الشمالية والجنوبية تشير لطريق جديد نحصل به على المجد ألا وهو التناول من الجسد والدم فهذا هو إستعمال هذه المخادع، وهذا معنى قوله المخدع... تجاه العشرين (آيات 1، 3 من هذا الإصحاح). فـ:الْعِشْرِينَ تشير لقدس الأقداس في البيت، وقدس الأقداس في الكنيسة هو الهيكل الذي تتم فيه صلوات سر الإفخارستيا، فصار الهيكل المسيحي هو المُناظر لقدس الأقداس في الهيكل اليهودي. ولكن وفي نفس الآية (3) يقول تجاه العشرين... وتجاه المجزع = وكما قلنا من قبل أن المجزع يشير لأمجاد هذا العالم التي يجب أن يدوس عليها المسيحي الحقيقي (أنظر تفسير حز40: 17 + رؤ15: 2)، والمعنى أن كل إنسان حر في أن يختار ما بين الثبات في المسيح = العشرين ، وما بين أمجاد العالم = المجزع ، وهذا معنى عبارة من يغلب التي تتكرر في سفر الرؤيا 7 مرات (إصحاحات 2، 3). وأبعاد هذه المخادع = 100 × 50 (آية 2). ولاحظ 100 = قطيع المسيح الصغير الذي قرر ترك العالم والثبات في المسيح، ومن يترك شيء من أجل المسيح يعطيه المسيح 100 ضعف، ورقم 50 يشير لأكبر نعمة يحصل عليها من يثبت في المسيح أي الامتلاء من الروح القدس، ومثل هذا الإنسان ينال الحرية الحقيقية لأن (50)هو رقم اليوبيل في العهد القديم .
بل يَضَعُونَ هُنَاكَ ثِيَابَهُمُ = بعد التناول الذي " يُعْطَى لغفران الخطايا " يتبرر المتناول وهذا قيل عنه هنا أنه إرتدى ثياب هي ثياب البر (إش61: 10)، لكن عليه ألا يرتديها أمام الناس، أي لإظهار بره أمام الناس، فنحن حقا يجب أن يرى الناس أعمالنا الصالحة ليمجدوا أبونا السماوي، لكن لا نتصرف كالفريسيين ونبحث عن مجد أنفسنا ونتفاخر بأعمال برنا (يو12: 43)، وبالنسبة للكهنة عليهم أن لا يتاجروا بالمقدسات.
وقارن مع باقي المخادع الخارجية. فباقي المخادع كانت تشتمل على غرف فقط وهذه الغرف تشير إلى اللقاء مع المسيح في مخادعنا، أما في حالتنا هذه فهناك غرف وهناك أساطين أي أروقة. فإن كان القدس يرمز لامتداد مجد الله للإنسان فهذه الأروقة تشير لمجد أسمى ناله الإنسان بالتناول. وكلما إرتفعنا في الطبقات تتسع هذه الأروقة على حساب الغرف والمعنى إزدياد المجد داخل الإنسان، [فَنَجْمً يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ] (1كو15: 41). ألم يقل القديس بطرس أننا أصبحنا شركاء الطبيعة الإلهية. وقال السيد المسيح "أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي" (يو 17: 22) وهناك أبواب لهذا المخدع، كأن الجميع مدعوون لهذا المجد. وهناك ممرات لنمشي. فالله يريدنا في حركة دائمة ونمو دائم وتوبة مستمرة، نخدم الله ونشهد له في حياتنا، اتجاهنا دائمًا هو مجد اسمه.
الآيات (15-20):- "فَلَمَّا أَتَمَّ قِيَاسَ الْبَيْتِ الدَّاخِلِيِّ، أَخْرَجَنِي نَحْوَ الْبَابِ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَقَاسَهُ حَوَالَيْهِ. قَاسَ جَانِبَ الْمَشْرِقِ بِقَصَبَةِ الْقِيَاسِ، خَمْسَ مِئَةِ قَصَبَةٍ بِقَصَبَةِ الْقِيَاسِ حَوَالَيْهِ. وَقَاسَ جَانِبَ الشِّمَالِ، خَمْسَ مِئَةِ قَصَبَةٍ بِقَصَبَةِ الْقِيَاسِ حَوَالَيْهِ. وَقَاسَ جَانِبَ الْجَنُوبِ، خَمْسَ مِئَةِ قَصَبَةٍ بِقَصَبَةِ الْقِيَاسِ. ثُمَّ دَارَ إِلَى جَانِبِ الْغَرْبِ وَقَاسَ خَمْسَ مِئَةِ قَصَبَةٍ بِقَصَبَةِ الْقِيَاسِ. قَاسَهُ مِنَ الْجَوَانِبِ الأَرْبَعَةِ. لَهُ سُورٌ حَوَالَيْهِ خَمْسُ مِئَةٍ طُولًا، وَخَمْسُ مِئَةٍ عَرْضًا، لِلْفَصْلِ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ."
هو بيت مربع كما رآه يوحنا الحبيب فالله عمله متكامل فينا وهو يكمل ضعفاتنا. ومساحة البيت من كل ناحية (5 × 100). ورقم (5) يشير للنعمة الفائضة ورقم (100) يشير لعطية المسيح لنا على الأرض وفي السماء على كل ما تركناه لأجله من محبة لهذا العالم. فكأن أبعاد البيت تعني أننا في جسد المسيح ومن خلاله نحصل على عطاياه وبنعمة فائقة كلما انفصلنا عن العالم الخارجي. وهذا معنى للفصل بين المقدس والمحلل = [فكل شيء يحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني] (1 كو 10: 23)، وتثبتني في هذا البناء المقدس = جسد المسيح. ونحن كجسد للمسيح وهيكله يجب أن نضع حدًا فاصلًا وسورًا بين الأشياء العادية المحللة وبين ما هو مقدس، بين اسم الله وباقي الأسماء، بين يوم الله وباقي الأيام، بين كتابه المقدس وباقي الكتب، وبين تصرفاتنا مع العالم وحياتنا فيه وبين أن يكون القلب في عبادة بوقفة مقدسة أمام الله.
ورقم 500 = 5 × 100 أي نعمة الله التي تشمل قطيع المسيح الصغير كله.
رأينا من قبل أن هناك مخادع (مخدع تترجم منسك) في كل مكان في الهيكل، وهذه المخادع تشير لمخدع الصلاة " وأما أنت فمتى صليت فأدخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلِّ..." (مت6: 6). وفي هذه الخلوة مع الله يكشف لنا الروح القدس عن شخص المسيح القدوس الحلو العشرة. وتوجد مخادع خارجية ومخادع في الداخل، وهذا يشير لأن معرفة المسيح تزداد كلما دخلنا إلى العمق. وهنا في هذا الإصحاح نرى عمقا جديدا ندخل إليه عن طريق سر الإفخارستيا الذي تمارسه الكنيسة والذي به تنفتح أعيننا بالأكثر لنعرف المسيح ونتذوق حلاوة عشرته، كما إنفتحت أعين تلميذيّ عمواس وعرفوا المسيح إذ ناولهم من الخبز الذي باركه وكسره (لو24: 30، 31). ولكي يعبر الوحي هنا عن هذه الحقيقة تكلم لا عن مخادع بل عن أساطين (أروقة) = (آية5). والرواق أوسع بكثير من المخدع. والإشارة لسر الإفخارستيا جاءت في الآيات (13، 14). إذن فالأساطين تتكلم عن علاقة داخلية مع المسيح على مستوى الإتحاد به عن طريق سر الإفخارستيا. وأيضًا فهذه العلاقة درجات لذلك نجد أن الأساطين ثلاث طبقات (أُسْطُوَانَهَ تُجَاهَ أُسْطُوَانَةٍ فِي الطَّبَقَاتِ الثَّلاَثِ) (آية3) وهي تتسع كلما تعلو (آية6).
ثم نسمع عن الممشى (آية4) الذي أمام المخادع، وهذا يعني أن من يعرف المسيح يحبه، ومن أحبه لا يقدر إلا أن يخدمه ولا يستطيع أن يبقى ساكنا، فخدمة المسيح علامة محبتنا له، ومفهوم هذا كما قال بولس الرسول " أنا مديون لليونانيين..." (رو1: 14) والمعنى أنه بعد أن شعر بولس الرسول بعظم عطايا المسيح ومحبته، شعر أنه يريد أن يفرح قلب المسيح بأن يأتي له باليونانيين بل بكل العالم. وراجع إصحاحات 7، 8 من سفر النشيد لترى ما حدث مع العروس، إذ عرفت عريسها وأحبته. وهذا ما حدث للابن الضال حينما عاد، نجد أن أبوه، بعد أن تاب ابنه ألبسه (الحلة الأولى) إشارة لقبول توبته ولغفران خطاياه وتبريره، وأعطاه (حذاء) ليخرج ويخدم دائسًا على أشواك العالم = المَمْشًى. وأعطاه (خاتمًا) يصرف به من المواهب ما يحتاجه لخدمته. أما (العجل المسمن) فهو إشارة للإتحاد بالمسيح من خلال سر الإفخارستيا.
أما الآيات (15 – 20) نجد فيها النعمة القوية وعمل الله في حماية من يخدم ويجاهد = سور . وهذا ما يعنيه رقم 5، فطول السور وعرضه خمس مئة ذراع . ورقم 5 يشير للنعمة المسئولة. ورقم 100 يشير لقطيع المسيح (مت18: 12)، وتشير أيضًا لعطية المسيح لمن يترك لأجله بيوتا أو إخوة.... (مت19: 29).
النعمة المسئولة = عطايا الله المجانية نسميها النعمة، ولكن كما قال الآباء أن النعمة عطية مجانية ولكن الله يعطيها لمن يستحقها. ونرى معنى أن رقم 5 يشير للنعمة في عطية السيد المسيح الوفيرة في معجزة الخمس خبزات. ونرى معنى المسئولة من أن لنا 5 حواس، و5 أصابع في كل يد، و5 أصابع في كل رجل. وأنا المسئول عما يدخل إلى القلب مما أسمح به لأن يدخل من خلال حواسي، أو ما أعمله بيدي، أو المكان الذي أتواجد فيه وقد ذهبت إليه بقدميَّ. فمن يتحكم في كل هذا تسانده النعمة. لذلك سأل الرب مريض بيت حسدا " أتريد أن تبرأ ".
والحماية المقصود بها أن لا ينجذب أحد من أبناء الله لما أسماه هنا المحلل ، بل ينجذب لكل ما هو مقدس = والمقدس هو كل ما يخص العشرة مع الله كالصلاة والتسابيح. والعالم وكل ما خلقه الله محلل ولكن الإنغماس في ملذات العالم يقود للابتعاد عن الخلوات والصلوات والتسابيح. وحماية الله هنا تعني أن الله يعطينا أن نقول مع بولس الرسول " من أجل فضل معرفة يسوع المسيح ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح " (في 3: 8) = للفصل بين المقدس والمحلل (آية20).
الآية 1:- أدخلني إلى المخدع = الثبات في الله... الذي هو تجاه المكان المنفصل = من يطلب الثبات في الله عليه أن ينعزل عن العالم... الذي هو قدام البناء إلى الشمال = من جهة الشمال يأتي شر الأعداء. وأعداؤنا هم الشيطان والجسد الساكن فيه الخطية، والخطايا والعثرات الموجودة في العالم، وهذه هي المقصودة بأن نعتزلها ، فحين نقول أنه علينا أن نعتزل العالم فالمقصود أن نعتزل الخطايا والمعثرات التي في العالم.
الآية 4:- المخادع... أبوابها نحو الشمال = إذا كان الشمال هو مصدر هجوم وتهديد العدو، وَالمخادع هي الكنائس التي نأخذ منها الثبات في المسيح عن طريق سر الإفخارستيا من على المذبح مائدة الرب، فهذا يذكرنا بقول المرنم في المزمور " ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقيَّ " (مز23: 5)، فالمضايقين هم من الشمال والرب أعد لنا هذه المائدة لنقاومهم بالثبات فيه.
آية 5، 6:- الأساطين... لم يكن لها أعمدة = الأعمدة وظيفتها أن تحمل البناء أما الكنيسة فالمسيح يسندها ويحملها.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 43 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 41 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4k6fc5m