← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
هنا يقدم مرثاة على ملوك يهوذا الذين أتوا بعد يوشيا وأولهم يهوآحاز الذي ملك 3 أشهر ثم أسره فرعون نخو ملك مصر إلى مصر، وملك أخوه يهوياقيم بدلًا منه، وهذا الأخير لشره هو أيضًا أسره نبوخذ نصر ملك بابل وملك ابنه يهوياكين عوضًا عنه، وهذا أيضًا أسره ملك بابل وملك صدقيا مكانه. ولكن هذا الأخير خان عهده مع ملك بابل فحاصر ملك بابل أورشليم. وفي محاولة صدقيا الهرب أمسكوا به وفقأوا عينيه واقتيد أسيرًا إلى بابل. وهنا يشبه بيت داود أولًا بلبؤة والملوك المذكورين بالأسود المفترسة لظلمهم، لكنهم وقعوا في الشباك، ثم ثانية يشبه بيت داود بكرمه كانت قوية ولكن فروعها كسرت، والمقصود من هذه المرثاة إقناع الناس بنهاية بيت داود، حتى لا يمنوا أنفسهم بالعودة إلى أورشليم.
الآيات 1-9:- "«أَمَّا أَنْتَ فَارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ، وَقُلْ: مَا هِيَ أُمُّكَ؟ لَبْوَةٌ رَبَضَتْ بَيْنَ الأُسُودِ، وَرَبَّتْ جِرَاءَهَا بَيْنَ الأَشْبَالِ. رَبَّتْ وَاحِدًا مِنْ جِرَائِهَا فَصَارَ شِبْلًا، وَتَعَلَّمَ افْتِرَاسَ الْفَرِيسَةِ. أَكَلَ النَّاسَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ بِهِ الأُمَمُ أُخِذَ فِي حُفْرَتِهِمْ، فَأَتَوْا بِهِ بِخَزَائِمَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ. فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا قَدِ انْتَظَرَتْ وَهَلَكَ رَجَاؤُهَا، أَخَذَتْ آخَرَ مِنْ جِرَائِهَا وَصَيَّرَتْهُ شِبْلًا. فَتَمَشَّى بَيْنَ الأُسُودِ. صَارَ شِبْلًا وَتَعَلَّمَ افْتِرَاسَ الْفَرِيسَةِ. أَكَلَ النَّاسَ. وَعَرَفَ قُصُورَهُمْ وَخَرَّبَ مُدُنَهُمْ، فَأَقْفَرَتِ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا مِنْ صَوْتِ زَمْجَرَتِهِ. فَاتَّفَقَ عَلَيْهِ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ مِنَ الْبُلْدَانِ، وَبَسَطُوا عَلَيْهِ شَبَكَتَهُمْ، فَأُخِذَ فِي حُفْرَتِهِمْ، فَوَضَعُوهُ فِي قَفَصٍ بِخَزَائِمَ وَأَحْضَرُوهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، وَأَتَوْا بِهِ إِلَى الْقِلاَعِ لِكَيْلاَ يُسْمَعَ صَوْتُهُ بَعْدُ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ."
اللبؤة الأم (أُمُّكَ: لَبْوَةٌ) = هي العائلة الملكية الأم المُرضِعة. ويسمي الملوك هنا رؤساء فهم لم يعودوا ملوكًا لخضوعهم للآخرين (مصر وبابل) = وَسُمِّيَ الرؤساء أشبال أي تعلم ملوك يهوذا من هؤلاء الملوك المجاورين طريق الطغاة لأنها ربت أولادها الملوك وسط الأشبال (رَبَّتْ جِرَاءَهَا بَيْنَ الأَشْبَالِ) فتعلموا نفس أساليب الملوك المجاورين في ظلم شعوبهم، ولم يعودوا بعد رعاة يرعون رعيتهم بل يأكلونها = أكل الناس. وأخذ في حفرة الأمم (أَكَلَ النَّاسَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ بِهِ الأُمَمُ أُخِذَ فِي حُفْرَتِهِمْ) = جزاء لأعماله أسره ملك مصر والكلام هنا عن يهوآحاز. وتكررت نفس الصورة، ولكن الآخر ذهب لبابل. وعجيب أن لا يتعلم المرء أبدًا أن يد الله على الظالم فيتوب عن شره. ولكن العيب أنهم امتزجوا بالأمم ولم يعتزلوا عنهم وعن شرورهم. وهذا معنى: تربوا وسط الأشبال (رَبَّتْ جِرَاءَهَا بَيْنَ الأَشْبَالِ). وكانت هذه طريقة ملوك الشرق أن يستعبدوا تابعيهم. ولأن ملوك يهوذا أرعبوا شعوبهم، فالله جعلهم يرتعبون من الملوك الذين كانوا يقلدونهم.
وعَرَفَ قصورهم = أي نَهَبَ ما أمكنه نهبه من قصور شعبه أي من أغنيائهم. بل من ظلمه جعل البلاد خرابًا. فهؤلاء الذين هم مثل إسماعيل يدهم على كل أحد، تكون يد كل أحد عليهم (تك 16: 12) ونادرًا ما نرى طاغية يموت في سلام. بل يمكن القول أن طغيان ملوك يهوذا وزمجرتهم كالأسود على شعوبهم جعلت الملوك المجاورين يشعرون بقوتهم فهاجموهم. هم ظنوا أنهم أسودًا بالحقيقة فهاجموهم، وهكذا هم وقعوا في الحفرة التي صنعوها بأنفسهم.آية 9:- فوضعوه في قفص = كانت هذه عادة الملوك الأشوريون، أنهم يضعوا أسراهم من الملوك والأمراء في أقفاص وعرضهم على شعبهم للتسلية.
الآيات 10-14:- "«أُمُّكَ كَكَرْمَةٍ، مِثْلِكَ غُرِسَتْ عَلَى الْمِيَاهِ. كَانَتْ مُثْمِرَةً مُفْرِخَةً مِنْ كَثْرَةِ الْمِيَاهِ. وَكَانَ لَهَا فُرُوعٌ قَوِيَّةٌ لِقُضْبَانِ الْمُتَسَلِّطِينَ، وَارْتَفَعَ سَاقُهَا بَيْنَ الأَغْصَانِ الْغَبْيَاءِ، وَظَهَرَتْ فِي ارْتِفَاعِهَا بِكَثْرَةِ زَرَاجِينِهَا. لكِنَّهَا اقْتُلِعَتْ بِغَيْظٍ وَطُرِحَتْ عَلَى الأَرْضِ، وَقَدْ يَبَّسَتْ رِيحٌ شَرْقِيَّةٌ ثَمَرَهَا. قُصِفَتْ وَيَبِسَتْ فُرُوعُهَا الْقَوِيَّةُ. أَكَلَتْهَا النَّارُ. وَالآنَ غُرِسَتْ فِي الْقَفْرِ فِي أَرْضٍ يَابِسَةٍ عَطْشَانَةٍ. وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ فَرْعِ عِصِيِّهَا أَكَلَتْ ثَمَرَهَا. وَلَيْسَ لَهَا الآنَ فَرْعٌ قَوِيٌّ لِقَضِيبِ تَسَلُّطٍ. هِيَ رِثَاءٌ وَتَكُونُ لِمَرْثَاةٍ»."
هنا مرثاة على شعب إسرائيل الذي كان ككرمة مغروسة على مياه النعمة الإلهية. وكان لها ثمر حلو = كَانَتْ مُثْمِرَةً مُفْرِخَةً.. وَكَانَ لَهَا فُرُوعٌ قَوِيَّةٌ = أي الحكام الأقوياء الصالحين. ولهم قُضْبَانِ الْمُتَسَلِّطِينَ = أي لهم أحكام قوية وقرارات قوية لصالح الحكم. وحين كان هناك عدل وخوف الله أرتفع ساقها = أي لم تقف أمامها الأمم. وكانت أورشليم بارزة وسط كل ما حولها. وحتى حينما كان صدقيا ملتزمًا بوعوده مع ملك بابل ازدهرت مملكته بالرغم من شرورها. هذه هي طول أناة الله وبطء غضبه. ولكنها إذ تركت إلهها وارتدت إلى الوثنية اقتلعت من أرضها. فلقد أثير نبوخذ نصر من خيانة صدقيا له، فاقتلعه بعنف ودمر المدينة. وقطع كل فروع العائلة وكأن ريح شرقية يبست ثمارها (اقْتُلِعَتْ بِغَيْظٍ وَطُرِحَتْ عَلَى الأَرْضِ، وَقَدْ يَبَّسَتْ رِيحٌ شَرْقِيَّةٌ ثَمَرَهَا) = هذا يعني سقوط شبابها بالسيف. كأن الريح الشرقية هي تأديب الله لهم على خطاياهم عن طريق ملك بابل وَغُرِسَتْ [الكرمة] فِي الْقَفْرِ = هذا معناه سبي الشعب ليعيش في بابل، وبابل الوثنية بالنسبة لشعب الله تكون كالقفر (وهذه هي حال كل إنسان يجري وراء شهواته وملذات قلبه، فهو يُحرَم من مياه الروح القدس المعطية ثمارًا، وينقل من مركز البنوة لله ليصير بقلبه الشرير في أرض عدوه إبليس غريبًا وأسيرًا، وتتحطم أغصانه وتصير وقودًا للنار، وتجف أرضه تمامًا وتصير مقفرة). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وخرجت نار من فروع عصيها = الفرع هنا هو الملك صدقيا نفسه الذي بتمرده على ملك بابل تسبب في هذه النار التي أحرقت أورشليم. وأورشليم في شرها جعلت نفسها كقطع الخشب لنيران غضب الله، وكأن أغصانها عَمِلت كوقود خرابها. هي رثاء وتكون لمرثاة = بالرجوع (للآية 1) من نفس الإصحاح نفهم أن ما قيل هنا هو رثاء لأورشليم لأجل ما سيحل بها من خراب، وهو مرثاة لكل من يترك إلهه فيحترق مثل أورشليم.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 20 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 18 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/k4y9qg3