← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28
الآيات 1-16:- "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَنْتَ سَاكِنٌ فِي وَسْطِ بَيْتٍ مُتَمَرِّدٍ، الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لِيَنْظُرُوا وَلاَ يَنْظُرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ لِيَسْمَعُوا وَلاَ يَسْمَعُونَ، لأَنَّهُمْ بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ. وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَهَيِّئْ لِنَفْسِكَ أُهْبَةَ جَلاَءٍ، وَارْتَحِلْ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ نَهَارًا، وَارْتَحِلْ مِنْ مَكَانِكَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ، لَعَلَّهُمْ يَنْظُرُونَ أَنَّهُمْ بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ. فَتُخْرِجُ أُهْبَتَكَ كَأُهْبَةِ الْجَلاَءِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ نَهَارًا، وَأَنْتَ تَخْرُجُ مَسَاءً قُدَّامَ عُيُونِهِمْ كَالْخَارِجِينَ إِلَى الْجَلاَءِ. وَانْقُبْ لِنَفْسِكَ فِي الْحَائِطِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ وَأَخْرِجْهَا مِنْهُ. وَاحْمِلْ عَلَى كَتِفِكَ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ. فِي الْعَتَمَةِ تُخْرِجُهَا. تُغَطِّي وَجْهَكَ فَلاَ تَرَى الأَرْضَ. لأَنِّي جَعَلْتُكَ آيَةً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ». فَفَعَلْتُ هكَذَا كَمَا أُمِرْتُ، فَأَخْرَجْتُ أُهْبَتِي كَأُهْبَةِ الْجَلاَءِ نَهَارًا، وَفِي الْمَسَاءِ نَقَبْتُ لِنَفْسِي فِي الْحَائِطِ بِيَدِي، وَأَخْرَجْتُ فِي الْعَتَمَةِ، وَحَمَلْتُ عَلَى كَتِفِي قُدَّامَ عُيُونِهِمْ. وَفِي الصَّبَاحِ كَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ يَقُلْ لَكَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ، الْبَيْتُ الْمُتَمَرِّدُ: مَاذَا تَصْنَعُ؟ قُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ. هذَا الْوَحْيُ هُوَ الرَّئِيسُ فِي أُورُشَلِيمَ وَكُلِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَالَّذِينَ هُمْ فِي وَسْطِهِمْ. قُلْ: أَنَا آيَةٌ لَكُمْ. كَمَا صَنَعْتُ هكَذَا يُصْنَعُ بِهِمْ. إِلَى الْجَلاَءِ إِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُونَ. وَالرَّئِيسُ الَّذِي فِي وَسْطِهِمْ يَحْمِلُ عَلَى الْكَتِفِ فِي الْعَتَمَةِ وَيَخْرُجُ. يَنْقُبُونَ فِي الْحَائِطِ لِيُخْرِجُوا مِنْهُ. يُغَطِّي وَجْهَهُ لِكَيْلاَ يَنْظُرَ الأَرْضَ بِعَيْنَيْهِ. وَأَبْسُطُ شَبَكَتِي عَلَيْهِ فَيُؤْخَذُ فِي شَرَكِي، وَآتِي بِهِ إِلَى بَابِلَ إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَلكِنْ لاَ يَرَاهَا وَهُنَاكَ يَمُوتُ. وَأُذَرِّي فِي كُلِّ رِيحٍ جَمِيعَ الَّذِينَ حَوْلَهُ لِنَصْرِهِ، وَكُلَّ جُيُوشِهِ، وَأَسْتَلُّ السَّيْفَ وَرَاءَهُمْ. فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أُبَدِّدُهُمْ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُذَرِّيهِمْ فِي الأَرَاضِي. وَأُبْقِي مِنْهُمْ رِجَالًا مَعْدُودِينَ مِنَ السَّيْفِ وَمِنَ الْجُوعِ وَمِنَ الْوَبَإِ، لِكَيْ يُحَدِّثُوا بِكُلِّ رَجَاسَاتِهِمْ بَيْنَ الأُمَمِ الَّتِي يَأْتُونَ إِلَيْهَا، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ»."
سَاكِنٌ.. وَسْطِ بَيْتٍ مُتَمَرِّدٍ = المقصود هنا هم المسبيين، فهم مشابهين في تمردهم لمن هم في أورشليم. والله جعل النبي آية للشعب، أي ما يقوم به هو نموذج لما سوف يحدث. فالله طلب منه أن يحمل أمتعته الشخصية كمن يهجر مكانه، ويكون ذلك نهارًا، رمزًا لهجرة الشعب وسبيه إلى بابل. ثم ينقب ليلًا في الحائط ويهرب رمزًا لما سيفعله صدقيا ملك يهوذا الشرير إذ نقب السور ليهرب، ولكنه سقط في يد الله، أو الشرك الذي أعده له الله، أي في يد ملك بابل فيفقأ عينيه وسيُحمل لبابل، ولكنه لن يراها بعد أن فقأت عينيه. والله يطلب من النبي أن يصنع هذا لأنه يتعامل مع شعب فقد حواسه بسبب الخطية، فاستعان بهذه الحركات التصويرية حتى يصدقوا. وهكذا فعل أغابوس مع بولس الرسول ليقنعه أنه سيتم أسره. وقطعا ستثير تصرفات النبي الشعب فيسألونه عن معنى ما يصنعه فيبدأ يشرح لهم. ولاحظ أن الله يؤكد لمن في السبي أنهم أفضل حالًا ممن في أورشليم التي ستخرب، بل أن حتى الملك سيحدث له ما سيحدث. وهذا سيقنعهم بألا يفكروا في العودة إلى أورشليم. وأبسط شبكتي عليه فيؤخذ في شركي = هذه الشبكة هم يتصورون أنها شبكة نبوخذ نصر ولكنها شبكة الله. وهناك بقية ستبقى من السيف وتذهب للأمم لكي يحدثوا بكل رجاساتهم = هم سيعترفون بخطاياهم وسيعرفون أن كل ما وقع عليهم كان بعدل وتكون هذه كرازة = فيعلمون أني أنا الرب.
الآيات 17-20:- "وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: «يَا ابْنَ آدَمَ، كُلْ خُبْزَكَ بِارْتِعَاشٍ، وَاشْرَبْ مَاءَكَ بِارْتِعَادٍ وَغَمٍّ. وَقُلْ لِشَعْبِ الأَرْضِ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ عَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ: يَأْكُلُونَ خُبْزَهُمْ بِالْغَمِّ، وَيَشْرَبُونَ مَاءَهُمْ بِحَيْرَةٍ، لِكَيْ تَخْرَبَ أَرْضُهَا عَنْ مِلْئِهَا مِنْ ظُلْمِ كُلِّ السَّاكِنِينَ فِيهَا. وَالْمُدُنُ الْمَسْكُونَةُ تَخْرَبُ، وَالأَرْضُ تُقْفِرُ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ»."
كُلْ خُبْزَكَ بِارْتِعَاشٍ، وَاشْرَبْ مَاءَكَ بِارْتِعَادٍ وَغَمٍّ = أَكل الخبز بإرتعاش وَشُرْب الماء بإرتعاد وغم: هذا ما سيحدث لسكان أورشليم أثناء الحصار من رعب مما سوف يحل عليهم، ولكن ذلك نتيجة طبيعية لشرورهم وظلمهم (ظُلْمِ كُلِّ السَّاكِنِينَ فِيهَا). وكان النبي يصنع هذا بشعور واقعي بعد أن أعطاه الله أن يرى ويحس بنفس الأحاسيس التي سيشعر بها سكان أورشليم، وليس مجرد تمثيلية، لكن الله يريه ما سوف يحدث وهو ينفعل وينفذ بشعور حقيقي. ولكن ما فائدة كل هذه الآلام = فتعرفون أني أنا الرب = بهذه الآلام سيتعلمون كيف يعرفون الله بالحقيقة، كم هو قدوس وعادل. إذًا هذه الأحزان هي أحزان مفرحة.
الآيات 21-28:- "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، مَا هذَا الْمَثَلُ الَّذِي لَكُمْ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، الْقَائِلُ: قَدْ طَالَتِ الأَيَّامُ وَخَابَتْ كُلُّ رُؤْيَا. لِذلِكَ قُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أُبَطِّلُ هذَا الْمَثَلَ فَلاَ يُمَثِّلُونَ بِهِ بَعْدُ فِي إِسْرَائِيلَ. بَلْ قُلْ لَهُمْ: قَدِ اقْتَرَبَتِ الأَيَّامُ وَكَلاَمُ كُلِّ رُؤْيَا. لأَنَّهُ لاَ تَكُونُ بَعْدُ رُؤْيَا بَاطِلَةٌ وَلاَ عِرَافَةٌ مَلِقَةٌ فِي وَسْطِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ أَتَكَلَّمُ، وَالْكَلِمَةُ الَّتِي أَتَكَلَّمُ بِهَا تَكُونُ. لاَ تَطُولُ بَعْدُ. لأَنِّي فِي أَيَّامِكُمْ أَيُّهَا الْبَيْتُ الْمُتَمَرِّدُ أَقُولُ الْكَلِمَةَ وَأُجْرِيهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ». وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، هُوَذَا بَيْتُ إِسْرَائِيلَ قَائِلُونَ: الرُّؤْيَا الَّتِي هُوَ رَائِيهَا هِيَ إِلَى أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، وَهُوَ مُتَنَبِّئٌ لأَزْمِنَةٍ بَعِيدَةٍ. لِذلِكَ قُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ يَطُولُ بَعْدُ شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِي. اَلْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمْتُ بِهَا تَكُونُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»."
هنا يقول الله أن هذه الضربات ستأتي سريعًا ولن تتأخر. فهم استغلوا طول أناة الله، وتصوروا أن الضربات لن تأتي وإن أتت فسيحدث هذا بعد زمن بعيد. وهكذا الشيطان يصور أولًا أن الضربات لن تأتي، ولكن إذا أقتنع الإنسان بأنها آتية، فتكون محاولته الثانية أن يقول.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولكن ليس الآن بل ستأتي بعد أمد بعيد. وهنا نجد أن الأنبياء الكذبة المنقادين لإبليس قد أشاعوا بعض الأمثال على مستوى شعبي لتشكيك الناس في النبوات الحقيقية ومنها = قد طالت الأيام وخابت كل رؤيا = أي أن رؤى الأنبياء الحقيقيين مثل إرميا قد خابت، فلقد انقضى وقت طويل منذ تنبأ بخراب أورشليم ولم يحدث شيء من هذا. وأيضًا قالوا الرؤيا التي هو رائيها هي إلى أيام كثيرة وهو متنبئ لأزمنة بعيدة = لذلك ينبه الله لا يطول بعد شيء من كلامي. ولنلاحظ أن الله يستعمل وسائل متعددة حتى يوقظهم من حالة الأمان الكاذب واللامبالاة التي هم فيها، ويدفعهم لحالة التوقع بخوف من الأحكام القادمة، فربما دفعهم هذا للتوبة. بل أن الأحكام القادمة التي ستطهر، ستمنع أيضًا الأنبياء الكذبة من مزاولة كذبهم = لا تكون بعد رؤيا باطلة ولا عرافة ملقة في وسط بيت إسرائيل. وأيضًا فإن تحققت النبوات سيكفون عن أمثالهم الفاسدة = أبطل هذا المثل. ولنلاحظ أن الأمة حين تنحل تستخدم أمثالًا شريرة مثل هذه. ولكن حينما تأتي الأحكام مصدقة لما قاله الأنبياء الحقيقيين سيخجل الجميع، فيخجل الأنبياء الكذبة الذين قالوا المثل، ويخجل الشعب الذي ردد هذا المثل. ولنلاحظ، فإنه ليس عذرًا مقبولًا لدى الله أن نردد كلمات أو نعتنق مبادئ فاسدة لمجرد أنها منتشرة. وبالنسبة لنا فلنفتدي الوقت سريعًا ونقدم توبة، فالوقت منذ الآن مقصر فبينما ينام الخطاة في أمان كاذب فإن النهاية آتية سريعًا ولعنتهم الأخيرة لا تنام.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/cj626ws