← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8
الآيات 1-8:- "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، مَاذَا يَكُونُ عُودُ الْكَرْمِ فَوْقَ كُلِّ عُودٍ أَوْ فَوْقَ الْقَضِيبِ الَّذِي مِنْ شَجَرِ الْوَعْرِ؟ هَلْ يُؤْخَذُ مِنْهُ عُودٌ لِاصْطِنَاعِ عَمَل مَّا، أَوْ يَأْخُذُونَ مِنْهُ وَتَدًا لِيُعَلَّقَ عَلَيْهِ إِنَاءٌ مَّا؟ هُوَذَا يُطْرَحُ أَكْلًا لِلنَّارِ. تَأْكُلُ النَّارُ طَرَفَيْهِ وَيُحْرَقُ وَسَطُهُ. فَهَلْ يَصْلُحُ لِعَمَل؟ هُوَذَا حِينَ كَانَ صَحِيحًا لَمْ يَكُنْ يَصْلُحُ لِعَمَل مَّا، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِعَمَل إِذْ أَكَلَتْهُ النَّارُ فَاحْتَرَقَ؟ «لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِثْلَ عُودِ الْكَرْمِ بَيْنَ عِيدَانِ الْوَعْرِ الَّتِي بَذَلْتُهَا أَكْلًا لِلنَّارِ، كَذلِكَ أَبْذُلُ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ. وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّهُمْ. يَخْرُجُونَ مِنْ نَارٍ فَتَأْكُلُهُمْ نَارٌ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّهُمْ. وَأَجْعَلُ الأَرْضَ خَرَابًا لأَنَّهُمْ خَانُوا خِيَانَةً، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»."
كثيرًا شبهت الأمة اليهودية بالكرم (أش 5). والله هو الذي غرسها. وأعد كل شيء ليفرح بعصير كرمته. فمسطار الكرمة يفرح الله والناس (قض 9: 13). فعصير الكرمة يشير للفرح. والكرمة تختلف عن باقي شجر الوعر، فهي لها ثمار، أما شجر الوعر فهو بلا ثمر. ولكن هذه الكرمة التي أعدها الله لنفسه أصبحت شريرة وبلا ثمر، بل تعطي عنبًا رديئًا. وبينما أن شجر الوعر الذي بلا ثمر يمكن استخدام أخشابه في صناعة الأثاث، فالكرمة التي تعطي عنبًا رديئًا تقطع وتلقى في النار، ففروعها لا تصلح كخشب ولا حتى يمكن تعليق شيء على فروعها. الكرمة مشهورة بالعنب فإن لم تعطي عنبًا لا يكون لها استخدام آخر. فبعض الأمم اشتهرت بالفلسفة كاليونان، والبعض بالتجارة كالفينيقيين، والبعض بفنون الحرب كالرومان. أما شعب الله فلم يشتهر بشيء غير قداسته، وهو لا يصلح لشيء سوى عبادة الرب وتسبيحه، وإن فعل يفرح الرب بكرمه، أما إن كان رديئًا في هذا، فهو لا بُد ويحرق بنار. وهذا ما حدث إذ خان الشعب الله وارتدوا عنه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولقد بدأ الحريق فعلًا والغريب أنهم لم يلاحظوا = تأكل النار طرفيه وهذا حدث فلقد أحرق الأشوريون سنة 722 ق. م. إسرائيل والسامرة، والبابليون بدأوا في غزو يهوذا فكان السبي الأول سنة 606 ق م. ثم جاء السبي الثاني والثالث. ولم يتبقى سوى حريق أورشليم = ويحرق وسطه. فالطرفين اللذان احترقا إشارة لحريق السامرة وسبي يهوذا. فكان عليهم أن يتوقعوا حريق وسط الفرع أي أورشليم. ماذا يكون عود الكرم فوق كل عود = أي ماذا يميزه سوى ثماره. وبلا ثمار فهو لا يصلح لشيء حتى لتعليق إناء ما (لِيُعَلَّقَ عَلَيْهِ إِنَاءٌ مَّا) لذلك يطرح أكلًا للنار. فبعد أن احترقت نهايتي العود كان على الشعب أن يتوقع أن يحرق الله وسط العود أي أورشليم = هكذا سيبذل الله سكان أورشليم أكلًا للنار. وسيعرف أني أنا الرب حين أجعل وجهي ضدهم (كَذلِكَ أَبْذُلُ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ. وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّهُمْ. يَخْرُجُونَ مِنْ نَارٍ فَتَأْكُلُهُمْ نَارٌ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّهُمْ) = فأنا قدوس لا أحتمل الخطية بل أعاقب عليها بعدل. لماذا إذا رأينا الله يعاقب أحدًا على خطاياه لا نتوقع نفس العقوبات علينا بسبب خطايانا ولماذا نتوقع أن الله سيقبل خطايانا وهو قدوس و"إلهنا نار آكلة" (عب 12: 29).
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 16 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 14 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/tzz7nj8