← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32
هذا الإصحاح ينهي النبوات الخاصة بمصر. ولكن أن تطول النبوات الخاصة بمصر بهذا الشكل يدفعنا أن نفكر أن الآيات تنظر إلى أبعد من ذلك. فدينونة الرب لمصر وحكمه بهذا بدأت منذ زمن سحيق (تك 15: 14). بسبب استعباد مصر لشعب الله، وقلنا أن هذا إشارة لاستعباد إبليس لشعب الله. ولكن يبدو أن الأمر يمتد للمستقبل أيضًا حين يطلق إبليس من سجنه ويعطي كل قدرته لضد المسيح في الأيام الأخيرة (رؤ 13: 2؛ 20: 3) ونلاحظ أن مملكة ضد المسيح تدعى روحيًا مصر (وذلك لأن مصر أيام موسى اشتهرت بالعناد، فالضربات تنهال عليها وهي تعاند، وهذا ما سيحدث لمملكة ضد المسيح (الدجال)، فالضربات تنهال عليها لتتوب ومع هذا ترفض (رؤ 9: 20 + 16: 11) بالإضافة لما اشتهرت به مصر أي الكبرياء واستعباد أولاد الله. وهذا الإصحاح الذي يحدثنا عن خراب مصر يصبح خرابًا لمملكة ضد المسيح، أي يشير لنهاية الأيام. ولذلك نجد العبارات تتجه هذا الاتجاه الذي يشير لنهاية العالم وخراب نهائي لكل عدو متكبر سواء للمسيح أو الكنيسة جسد المسيح.
الآيات 1-3:- "وَكَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَةَ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، أَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ صَارَ إِلَيَّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، ارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَقُلْ لَهُ: أَشْبَهْتَ شِبْلَ الأُمَمِ وَأَنْتَ نَظِيرُ تِمْسَاحٍ فِي الْبِحَارِ. انْدَفَقْتَ بِأَنْهَارِكَ، وَكَدَّرْتَ الْمَاءَ بِرِجْلَيْكَ، وَعَكَّرْتَ أَنْهَارَهُمْ. هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أَبْسُطُ عَلَيْكَ شَبَكَتِي مَعَ جَمَاعَةِ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ، وَهُمْ يُصْعِدُونَكَ فِي مِجْزَفَتِي."
إرفع مرثاة = فالله كان يود لو لم يكن هذا الهلاك والخراب والألم الذي سيحدث بسبب إطلاق الشيطان من سجنه، ولكن الله سيطلقه في الأيام الأخيرة لأن الناس أصبحت لا تريد الله، بل تريد الخطية [والرب يعطيك حَسَبَ قَلْبِكَ] (مز 20: 4). والله سيطلقه للناس ليجربوا ما اشتهاه قلبهم من أنواع الخطايا، وسيتألمون لذلك، فنتائج الخطية دائمًا مؤلمة، والله يسمح بهذا الألم لعلهم يدركوا بشاعة ما اختاروا فيتوبون. هي محاولة أخيرة من الله قبل نهاية الأيام، حتى لا تكون هناك فرصة لم يستغلها الله لخلاص البشر. وبذلك ينطبق قول المرنم [لكي تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكِمْت] (مز 51: 4) وقوله إرفع مرثاة = فهذا قطعًا لأن الله حزين على ما سيحدث للبشر وقتئذ أشبهت شبل الأمم = فرعون ظن في نفسه أسدًا يحمي من حوله، فوعد يهوذا بحمايتها وأنت نظير تمساح = أي حبيس نهرك لا تستطيع أن تخرج منه، إذًا لن تستطيع حماية من هم خارج بلدك. بل أنت تمساح تأكل الأسماك، أي أنت متوحش تأكل شعبك وتقودهم للدمار. وكدرت الماء = حين يتحرك التمساح يكدر الماء وفرعون هذا حين تحرك لمساعدة صديقه في القيروان دمر جيشه وشعبه فأثار المياه وسبب قلقًا لشعبه. حين انْدَفَقْتَ بِأَنْهَارِكَ = أي اندفعت بشدة داخل أنهارك فهيجت الطين فيها إشارة للاضطراب الذي أحدثه بالمصريين. وهذا ينطبق على ما عمله الفرعون، وما سيعمله ضد المسيح، يثير الجو ضد الله، ويحاول أن يفرض حمايته على تابعيه، فيكون لهم سمة خاصة بها يشترون ويبيعون، والمقصود أن من له السمة يستطيع أن يتمتع بحماية الدجال (رؤ 13: 16، 17). وتكدير الماء إشارة للضيق الذي ستعاني منه كنيسة المسيح في تلك الأيام (مت 24: 21، 22). والله لن يترك هذا الوضع طويلًا بل أبسط عليك شبكتي = فالله لا يترك الأشرار للأبد. وكان جيش بابل هو الشبكة التي وقع فيها هذا الفرعون، ولكل طاغية شبكة أعدها الله، وهكذا هناك شبكة لضد المسيح [راجع رؤ 16: 1، 2، فهذه الضربات موجهة لأتباع ضد المسيح وله هو شخصيًا) = عكرت أنهارهم = تصرفاته سببت الضيق الذي وقع فيه الناس. ولاحظ فمن خدعهم وساروا وراءه إذ يكتشفون ضلاله وأنه لم يسبب لهم سوى الألم يقومون عليه = وَهُمْ يُصْعِدُونَكَ فِي مِجْزَفَتِي = أي شبكتي وبعد أن يخرج من أرضه يلقى كسمكة كبيرة على أرض جافة
الآيات 4-6:- "وَأَتْرُكُكَ عَلَى الأَرْضِ، وَأَطْرَحُكَ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ، وَأُقِرُّ عَلَيْكَ كُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، وَأُشْبعُ مِنْكَ وُحُوشَ الأَرْضِ كُلَّهَا. وَأُلْقِي لَحْمَكَ عَلَى الْجِبَالِ، وَأَمْلأُ الأَوْدِيَةَ مِنْ جِيَفِكَ. وَأُسْقِي أَرْضَ فَيَضَانِكَ مِنْ دَمِكَ إِلَى الْجِبَالِ، وَتَمْتَلِئُ مِنْكَ الآفَاقُ."
هذه تشير لحرب شديدة يلقى فيها هو وجنوده مدوسين بدمهم في البرية، متروكين لطيور السماء ووحوش الأرض، ودمهم يملأ أرضهم = أرض فيضانك (قارن مع حز 39: 4، 17-20؛ رؤ 16: 14؛ 19: 17، 18).
الآيات 7، 8:- "وَعِنْدَ إِطْفَائِي إِيَّاكَ أَحْجُبُ السَّمَاوَاتِ، وَأُظْلِمُ نُجُومَهَا، وَأُغْشِي الشَّمْسَ بِسَحَابٍ، وَالْقَمَرُ لاَ يُضِيءُ ضَوْءَهُ. وَأُظْلِمُ فَوْقَكَ كُلَّ أَنْوَارِ السَّمَاءِ الْمُنِيرَةِ، وَأَجْعَلُ الظُّلْمَةَ عَلَى أَرْضِكَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ."
قارن مع (مت 24: 29 + رؤ 8: 12) فهذه الظلمة تشير للأيام الأخيرة وهي من علامات النهاية، بعد أن تضرب دولة ضد المسيح وتملأ دماء أتباعه الجبال والوديان. وبالنسبة لفرعون تفسر هذه الآيات روحيًا بأنها ظلمة النفس فلم يعد لهذا الشرير بصيرة ليرى نور الله، ولم يعد له رجاء في خلاص من محنته التي وضع نفسه فيها، وستختفي منه كل حكمة (إش 19: 11- 16). وهذه الظلمة حدثت فعلًا في أيام ضربات الله العشر على يد موسى.
الآيات 9، 10:- "وَأَغُمُّ قُلُوبَ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ عِنْدَ إِتْيَانِي بِكَسْرِكَ بَيْنَ الأُمَمِ فِي أَرَاضٍ لَمْ تَعْرِفْهَا. وَأُحَيِّرُ مِنْكَ شُعُوبًا كَثِيرِينَ، مُلُوكُهُمْ يَقْشَعِرُّونَ عَلَيْكَ اقْشِعْرَارًا عِنْدَمَا أَخْطِرُ بِسَيْفِي قُدَّامَ وُجُوهِهِمْ، فَيَرْجِفُونَ كُلَّ لَحْظَةٍ، كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى نَفْسِهِ فِي يَوْمِ سُقُوطِكَ."
سيرتعب الباقون حين يُضرب فرعون أو يَضرِب الله دولة ضد المسيح في الأيام الأخيرة [قارن مع (رؤ 18: 9، 10)]. فبيتك يكون في خطر حين تشتعل النيران في بيت جارك. فالحزن سيعم الجميع على خراب دولة ضد المسيح، وسيرتعبون حين يروا هذه الضربات عندما أخطر بسيفي = أي أستعمل براعتي في استعمال السيف (الضربات) لأرعب الآخرين، فلربما يقودهم هذا للتوبة. والسيف كان ملك بابل بالنسبة لفرعون، والسيف سيكون الضربات والجامات ضد دولة "ضد المسيح"، وضربات النبيين ضده (رؤ11).
الآيات 11-16:- "«لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: سَيْفُ مَلِكِ بَابِلَ يَأْتِي عَلَيْكَ. بِسُيُوفِ الْجَبَابِرَةِ أُسْقِطُ جُمْهُورَكَ. كُلُّهُمْ عُتَاةُ الأُمَمِ، فَيَسْلُبُونَ كِبْرِيَاءَ مِصْرَ، وَيَهْلِكُ كُلُّ جُمْهُورِهَا. وَأُبِيدُ جَمِيعَ بَهَائِمِهَا عَنِ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ، فَلاَ تُكَدِّرُهَا مِنْ بَعْدُ رِجْلُ إِنْسَانٍ، وَلاَ تُعَكِّرُهَا أَظْلاَفُ بَهِيمَةٍ. حِينَئِذٍ أُنْضِبُ مِيَاهَهُمْ وَأُجْرِي أَنْهَارَهُمْ كَالزَّيْتِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. حِينَ أَجْعَلُ أَرْضَ مِصْرَ خَرَابًا، وَتَخْلُو الأَرْضُ مِنْ مِلْئِهَا. عِنْدَ ضَرْبِي جَمِيعَ سُكَّانِهَا يَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. هذِهِ مَرْثَاةٌ يَرْثُونَ بِهَا. بَنَاتُ الأُمَمِ تَرْثُو بِهَا. عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُلِّ جُمْهُورِهَا تَرْثُو بِهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»."
سَيْفُ = السيف هو ملك بابل الذي سيخرب ملك مصر وقوتها وأبهتها التي تفتخر بها. حتى النهر سيشارك في الحزن العام الذي خيم على الأمة وبدلًا أن تندفق مياهه تكون كَالزَّيْتِ = بطيئة وثقيلة، أي بلا فيضان، فالفيضان يجعل المياه تندفع بقوة ولا تكون هادئة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهذا يعني توقف مصادر الخير، فلأنهم استخدموا خيراتهم بطريقة خاطئة وكانت سببًا في كبريائهم، فالله يشفيهم من هذا الكبرياء بأن يحرمهم من الخيرات = فيسلبون كبرياء مصر آية (12).
الآيات 17-32:- "وَكَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَةَ، فِي الْخَامِسِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، أَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ كَانَ إِلَيَّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، وَلْوِلْ عَلَى جُمْهُورِ مِصْرَ، وَأَحْدِرْهُ هُوَ وَبَنَاتِ الأُمَمِ الْعَظِيمَةِ إِلَى الأَرْضِ السُّفْلَى مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. مِمَّنْ نَعِمْتَ أَكْثَرَ؟ انْزِلْ وَاضْطَجعْ مَعَ الْغُلْفِ. يَسْقُطُونَ فِي وَسْطِ الْقَتْلَى بِالسَّيْفِ. قَدْ أُسْلِمَ السَّيْفُ. اُمْسُكُوُهَا مَعَ كُلِّ جُمْهُورِهَا. يُكَلِّمُهُ أَقْوِيَاءُ الْجَبَابِرَةِ مِنْ وَسْطِ الْهَاوِيَةِ مَعَ أَعْوَانِهِ. قَدْ نَزَلُوا، اضْطَجَعُوا غُلْفًا قَتْلَى بِالسَّيْفِ. هُنَاكَ أَشُّورُ وَكُلُّ جَمَاعَتِهَا. قُبُورُهُ مِنْ حَوْلِهِ. كُلُّهُمْ قَتْلَى سَاقِطُونَ بِالسَّيْفِ. اَلَّذِينَ جُعِلَتْ قُبُورُهُمْ فِي أَسَافِلِ الْجُبِّ، وَجَمَاعَتُهَا حَوْلَ قَبْرِهَا، كُلُّهُمْ قَتْلَى سَاقِطُونَ بِالسَّيْفِ، الَّذِينَ جَعَلُوا رُعْبًا فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. هُنَاكَ عِيلاَمُ وَكُلُّ جُمْهُورِهَا حَوْلَ قَبْرِهَا، كُلُّهُمْ قَتْلَى سَاقِطُونَ بِالسَّيْفِ، الَّذِينَ هَبَطُوا غُلْفًا إِلَى الأَرْضِ السُّفْلَى، الَّذِينَ جَعَلُوا رُعْبَهُمْ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. فَحَمَلُوا خِزْيَهُمْ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. قَدْ جَعَلُوا لَهَا مَضْجَعًا بَيْنَ الْقَتْلَى، مَعَ كُلِّ جُمْهُورِهَا. حَوْلَهُ قُبُورُهُمْ كُلُّهُمْ غُلْفٌ قَتْلَى بِالسَّيْفِ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ جُعِلَ رُعْبُهُمْ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. قَدْ حَمَلُوا خِزْيَهُمْ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. قَدْ جُعِلَ فِي وَسْطِ الْقَتْلَى. هُنَاكَ مَاشِكُ وَتُوبَالُ وَكُلُّ جُمْهُورِهَا، حَوْلَهُ قُبُورُهَا. كُلُّهُمْ غُلْفٌ قَتْلَى بِالسَّيْفِ، مَعَ أَنَّهُمْ جَعَلُوا رُعْبَهُمْ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. وَلاَ يَضْطَجِعُونَ مَعَ الْجَبَابِرَةِ السَّاقِطِينَ مِنَ الْغُلْفِ النَّازِلِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ بِأَدَوَاتِ حَرْبِهِمْ، وَقَدْ وُضِعَتْ سُيُوفُهُمْ تَحْتَ رُؤُوسِهِمْ، فَتَكُونُ آثَامُهُمْ عَلَى عِظَامِهِمْ مَعَ أَنَّهُمْ رُعْبُ الْجَبَابِرَةِ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. أَمَّا أَنْتَ فَفِي وَسْطِ الْغُلْفِ تَنْكَسِرُ وَتَضْطَجعُ مَعَ الْقَتْلَى بِالسَّيْفِ. هُنَاكَ أَدُومُ وَمُلُوكُهَا وَكُلُّ رُؤَسَائِهَا الَّذِينَ مَعَ جَبَرُوتِهِمْ قَدْ أُلْقُوا مَعَ الْقَتْلَى بِالسَّيْفِ، فَيَضْطَجِعُونَ مَعَ الْغُلْفِ وَمَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. هُنَاكَ أُمَرَاءُ الشِّمَالِ كُلُّهُمْ وَجَمِيعُ الصَّيْدُونِيِّينَ الْهَابِطِينَ مَعَ الْقَتْلَى بِرُعْبِهِمْ، خَزُوا مِنْ جَبَرُوتِهِمْ وَاضْطَجَعُوا غُلْفًا مَعَ قَتْلَى السَّيْفِ، وَحَمَلُوا خِزْيَهُمْ مَعَ الْهَابِطِينَ إِلَى الْجُبِّ. يَرَاهُمْ فِرْعَوْنُ وَيَتَعَزَّى عَنْ كُلِّ جُمْهُورِهِ. قَتْلَى بِالسَّيْفِ فِرْعَوْنُ وَكُلُّ جُمْهُورِهِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. لأَنِّي جَعَلْتُ رُعْبَهُ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ، فَيُضْجَعُ بَيْنَ الْغُلْفِ مَعَ قَتْلَى السَّيْفِ، فِرْعَوْنُ وَكُلُّ جُمْهُورِهِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»."
هنا نرى صورة متكررة فيها سيهلك الكل مهما كانت عظمتهم. وهذه نهاية مناسبة للإصحاح الذي يتكلم عن نهاية الأزمنة، ونرى هنا نهاية كل جبار متكبر بميتة بشعة تشير للموت في نجاسة كالغلف (الْغُلْفِ). ونهاية الكل سيهبطون للجب وللأرض السفلى أي الهاوية. ولذلك لم تكن أورشليم وسط هؤلاء، فليس موت لعبيدك يا رب بل هو انتقال. لاحظ تكرار جعلوا رعبهم في أرض الأحياء = فهذه نهاية كل جبار عاتٍ. وهذه تعزية ويا لها من تعزية أن فرعون يجد الكل معه، وسيكون معهم جميعًا ضد المسيح والشيطان نفسه في بحيرة النار (رؤ 20: 10، 15).
تعليق أخير على الإصحاحات (29 – 32) الخاصة بفرعون.
تتكلم هذه الإصحاحات على خطية الكبرياء:-
· وهذه الخطية سقط فيها الشيطان أولًا حين قال "وأنت قلت في قلبك أصعد إلى السماوات أرفع كرسيَّ فوق كواكب الله... أصير مثل العلي" فإنحدر إلى الهاوية (إش14: 13 - 15). وهذا موضوع إصحاح 30 من سفر حزقيال. ويقول التقليد أن الشيطان كان من طغمة الكاروبيم ولكنه قال ليس مثلي فوقف أمامه ملاك آخر وقال ليس مثل الله، فأخذ هذا الملاك اسم ميخائيل מי כאל، فباللغة العبرية ليس مثل الله = مي خا ئيل. ولذلك أخذ الملاك ميخائيل سلطانا على الشيطان ولذلك يُصَوَّر وفي يده سيف والشيطان ساقط أمامه.
· وبحسد الشيطان أسقط آدم وحواء في نفس الخطية حين قال لهما " تكونان كالله عارفين الخير والشر " (تك3: 5). وهذا موضوع إصحاح 31 من سفر حزقيال.
· ودخلت هذه الخطية للعالم وسقط فيها كثيرين، وفي إصحاح 29 نرى سقوط فرعون فيها فيقول عن نفسه أنه ملك وإله. وصارت خطية محبوبة لمعظم البشر.
· وفي نهاية الأيام حين يُحَّل الشيطان، ويعطي كل قدرته لضد المسيح نرى أنه ستكون له نفس الخطية، فهو " يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه أنه إله " (2تس2: 4) وتسجد له كل الأرض " قائلين من هو مثل الوحش " (رؤ13: 1 - 4). ويضرب الله مملكة هذا الوحش حتى يدفع الناس للتخلي عنه فيخلصوا. وهذا موضوع الإصحاح 32.
والله في هذه الإصحاحات إنما هو يظهر لنا أن خطية الكبرياء هي خطية مهلكة يحاول الشيطان أن يُسقط فيها كل البشر بسبب حسده لهم، فيهلكوا معه في البحيرة المتقدة بالنار (رؤ19، 20). لذلك يقول الكتاب " قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح " (أم16: 18).
فهمنا أن فرعون في هذا الإصحاح هو رمز لضد المسيح، وهذا سيثير حربا نراها في (الإصحاحات 38، 39 من سفر حزقيال) وتسمى حرب جوج وماجوج. وسيتضامن مع ضد المسيح بعض الشعوب في حربهم ضد أورشليم. ونهاية ضد المسيح هذا ومن تضامن معه نهاية بشعة وموتا مؤلما (حز39: 17-20 + زك14 + رؤ19: 17-18).
مَنْ سيتضامن ويتحالف مع ضد المسيح ورمزه هنا مصر؟
في (حز32: 17-32):- أشور وعيلام (هي فارس) وماشك وتوبال وأدوم وأمراء الشمال وأمراء الصيدونيين.
في (حز38؛ 39):- روش وماشك وتوبال ومعهم فارس وكوش وفوط (ليبيا). ومعهم جومر وبيت توجرمة من أقاصي الشمال. وينضم لهم شبا وددان وتجار ترشيش.
(دا 11):- أدوم وموآب وبني عمون وليبيا وكوش.
(رؤ 16):- الملوك الذين من مشرق الشمس.
واضح أن كل الشواهد تشير لحلف بين ضد المسيح ومعه ملوك من الشرق، وهم من أشور وفارس وتوبال وماشك - ومعهم أمراء الشمال وهؤلاء أيضًا آتين من الشرق ومتضامن معهم أدوم وكوش وليبيا وموآب وبني عمون.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 33 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 31 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2fdj5br