Son of man "يا ابن آدم": التعبير الذي تكرر كثيرًا نفهم له الآن معنى هام. فالله جعل حزقيال النبي شاهد على مراحم الرب، كما كان هناك فوق تابوت العهد كاروبان ينظران إلى دم الكفارة على الغطاء ويشهدان على مراحم الله وغفرانه لخطايا شعبه بدم الذبيحة.
والله يشهد السماء والأرض على شر إسرائيل (إر12:2، 13). وموسى يفعل نفس الشيء ويجعل السماء والأرض شهودًا على كلامه (تث26:4+ 19:30+ 28:31).
وهنا يجعل الله حزقيال كممثل عن البشر (أولاد آدم) يشهد على:-
1. الله خلق الإنسان ليتمتع بمجد الله= حزقيال يرى عرش الله والمركبة الكاروبيمية (حز 1).
2. بسبب خطايا البشر فقدنا كل هذا (حز 2-24) = الله يشهد النبي على حال الشعب وزناهم الروحي حتى داخل الهيكل.
3. الله يجعل حزقيال شاهدًا على ما يستحقه هذا الشعب من عقوبة (حز 5-9).
4. الله جعله شاهدًا أنه فعل مع شعبه كل شيء وهم رفضوا.
5. معاناة حزقيال من الأنبياء الكذبة الذين يخدعون الشعب بسلام زائف، وأنه لا خراب قادم، فيستمروا في خطاياهم، وهذا هو عمل الشيطان والله يشهده على ذلك، لينتبه باقي أولاد آدم الذين هم نحن.
6. الله يشهده على وجود مجده في الهيكل، وأنه بسبب خطاياهم سيفارق الهيكل، وكان يود لو لم يفعل. فصاروا بلا حماية فالله ليس في وسطهم فخربت أورشليم وخرب الهيكل، فحين غادره الرب صار كومة من الحجارة. وهكذا الإنسان إذ انفصل الرب عنه مات. وكون حزقيال يرى مجد الرب داخل الهيكل بالرغم من كل خطايا الشعب واحتمال الله العجيب لهم فهذا يظهر مدى محبة الله لشعبه، ولكن إذ زاد الأمر عن الحد فارق الرب الهيكل.
7. ووسط كل هذا نسمع عن محبة الله الذي سيفتقد البشر في زمن الحب بعمل المسيح الفدائي (حز 16). فمحبته لا نهائية، والكنيسة عروس المسيح.
8. الله يشهد النبي أنه يتعامل بعدل مع كل الناس، كل واحد بحسب عمله، وكان يود لو خلص كل البشر، وعادوا بالتوبة ليحيوا، فهو لا يُسَّر بموت أحد.
9. الله يشهد النبي على رغبته في تدمير الأمم التي ضايقت شعبه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والله ليس ضد الأمم كبشر، بل الله ضد الشيطان الذي أدى حسده للإنسان في إسقاط الإنسان وبالتالي موته وهلاكه. فالنبي صار شاهدًا على محبة الله لأولاده وأنه لا ينسى من يسبب لهم الأذى (حز 25-32 + 38، 39) + (حز 35).
10. النبي صار شاهدًا على رحمة الله ومحبته لشعبه وإنه بعد أن خرب الهيكل (إشارة لموت الإنسان) سيعيد الحياة للموتى (حز 37). ولذلك يدعو الكل للتوبة للحصول على هذه الحياة (حز 33). والله سيفتقدنا بالمسيح الراعي الصالح، والذي سيرسل لنا رعاة (حز 34). ويعيد لشعبه إسرائيل أرضه (إشارة لعودتنا للميراث السماوي (حز 36).
11. والله يجعل النبي شاهدًا على تأسيس الهيكل الجديد بدل الهيكل الساقط. وهذا رمز للمسيح الذي سيؤسس الكنيسة جسده. والمسيح سيجعلنا خليقة جديد (حز 40-44).
12. وهذا كله سيصنعه المسيح الذي سيتجسد ويصير ابن آدم.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 48 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/pfqs88t