← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
بعد أن أشار في الإصحاح السابق للأقوال التي كان الشعب يرددها بعد أن تعلموها من الأنبياء الكذبة. خصص هذا الإصحاح لإدانة هؤلاء الأنبياء الكذبة لأنهم يتحدون الله ويكذبون على الشعب. وكم عانى إرميا النبي من هؤلاء الكذبة (أر 5: 30، 31 + 14: 13-18 + 23: 9-40 + 29: 8-10، 21-23).
الآيات 1-9:- "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ عَلَى أَنْبِيَاءِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ، وَقُلْ لِلَّذِينَ هُمْ أَنْبِيَاءُ مِنْ تِلْقَاءِ ذَوَاتِهِمِ: اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ. هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا. أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ. لَمْ تَصْعَدُوا إِلَى الثُّغَرِ، وَلَمْ تَبْنُوا جِدَارًا لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ لِلْوُقُوفِ فِي الْحَرْبِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ. رَأَوْا بَاطِلًا وَعِرَافَةً كَاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ، وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ، وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ. أَلَمْ تَرَوْا رُؤْيَا بَاطِلَةً، وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَاذِبَةٍ، قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ، وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟ لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِبًا، فَلِذلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَتَكُونُ يَدِي عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَرَوْنَ الْبَاطِلَ، وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ بِالْكَذِبِ. فِي مَجْلِسِ شَعْبِي لاَ يَكُونُونَ، وَفِي كِتَابِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لاَ يُكْتَبُونَ، وَإِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَدْخُلُونَ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ."
أنبياء الله في كل مكان يقولون نفس الكلام الواحد لأنهم مسوقين من الروح القدس (2بط 1: 21) والأنبياء الكذبة هم منقادين من الشيطان الذي هو كذاب وأبو الكذاب (يو 8: 44) وهنا يقول عنهم أنبياء من تلقاء ذواتهم فالشيطان استغل شهواتهم الشخصية للربح القبيح والشهرة فتكلم على لسانهم، لذلك هم من تلقاء ذواتهم يتكلمون، والله لم يرسلهم. وأسماهم أيضًا الحمقى = فهم خدعوا أنفسهم قبل أن يخدعوا الشعب. وهم ذاهبين وراء روحهم (الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ) = أي يتكلمون من أفكارهم واختراعاتهم الخبيثة لصالح ذواتهم أو خيالهم المريض فيعطون منفذًا لهلوساتهم = فهم لَمْ يَرَوْا شَيْئًا. وكم من طوائف مسيحية اليوم للأسف تصنع نفس الشيء ذاهبين وراء خيالهم المريض وهذا يعطي فرصة لأعداء المسيحية أن يهاجموا المسيح. وهم مثل الثعالب في الخرب = مخربون ومولعون بالأذى في مكر، فهم ماكرين في كل شيء، هم حكماء ولكن حكمتهم نفسانية شيطانية، عالمية، أي بخبث هذا العالم، لكنهم بلا معرفة اختبارية روحية (قارن مع يع 3: 15-17) وحيثما تكون نبواتهم، فهي تسبب خرابًا لمن يصدقها. وهم كالأجير يهرب ويترك القطيع ولكنهم ليسوا أبدًا رعاة، وهم لا يحاولون سد أي ثغرة (الثُّغَرِ). والتصوير هنا أن هناك حائط أو سور يحمي شعب الله ولكن بسبب الخطايا فهناك ثغر في هذا السور، ومنها ستأتي الضربات، ولو كان هؤلاء رعاة حقيقيون لحاولوا سد هذه الثغر gaps [قارن آية 5 مع (1صم 25: 16)] ولكنهم لم يحاولوا ولم يقيموا أصلًا حائطًا لحماية الشعب. أما الأنبياء الحقيقيون فهم يدعون للتوبة وهم يصلون ويتشفعون عن الشعب، ولو استجاب الشعب وتاب لكان هناك سور ولانسد الثغر. ولكن هؤلاء بكلامهم الكاذب جعلوا الشعب يتقسَّى قلبه، فهم يعدونهم بأن هناك سلام، وكيف يكون هناك سلام بينما الشر موجود. لذلك يقول لهم الله ها أنا عليكم = فهم سيقطعون من شركة القديسين. وحتى من صدقوهم سابقًا سيرفضونهم بل سيكونون مرفوضين في الأبدية وسيسمعون قول الله المرعب "لا أعرفكم".
عرافة = الحصول على معرفة للمستقبل بواسطة إلقاء قرعة أو خلافه.
آية 9:- كتاب بيت إسرائيل = سجل إحصاء الشعب في عصر البركة الآتي بعد انتهاء الأحكام الآتية، والمقصود الذين سينالون الخلاص في الأبدية.
الآيات 10-16:- "مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أَضَلُّوا شَعْبِي قَائِلِينَ: سَلاَمٌ! وَلَيْسَ سَلاَمٌ. وَوَاحِدٌ مِنْهُمْ يَبْنِي حَائِطًا وَهَا هُمْ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ. فَقُلْ لِلَّذِينَ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ: إِنَّهُ يَسْقُطُ. يَكُونُ مَطَرٌ جَارِفٌ، وَأَنْتُنَّ يَا حِجَارَةَ الْبَرَدِ تَسْقُطْنَ، وَرِيحٌ عَاصِفَةٌ تُشَقِّقُهُ. وَهُوَذَا إِذَا سَقَطَ الْحَائِطُ، أَفَلاَ يُقَالُ لَكُمْ: أَيْنَ الطِّينُ الَّذِي طَيَّنْتُمْ بِهِ؟ لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أُشَقِّقُهُ بِرِيحٍ عَاصِفَةٍ فِي غَضَبِي، وَيَكُونُ مَطَرٌ جَارِفٌ فِي سَخَطِي، وَحِجَارَةُ بَرَدٍ فِي غَيْظِي لإِفْنَائِهِ. فَأَهْدِمُ الْحَائِطَ الَّذِي مَلَّطْتُمُوهُ بِالطُّفَالِ، وَأُلْصِقُهُ بِالأَرْضِ، وَيَنْكَشِفُ أَسَاسُهُ فَيَسْقُطُ، وَتَفْنَوْنَ أَنْتُمْ فِي وَسْطِهِ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. فَأُتِمُّ غَضَبِي عَلَى الْحَائِطِ وَعَلَى الَّذِينَ مَلَّطُوهُ بِالطُّفَالِ، وَأَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ الْحَائِطُ بِمَوْجُودٍ وَلاَ الَّذِينَ مَلَّطُوهُ! أَيْ أَنْبِيَاءُ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لأُورُشَلِيمَ وَيَرَوْنَ لَهَا رُؤَى سَلاَمٍ، وَلاَ سَلاَمَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ."
وَاحِدٌ مِنْهُمْ يَبْنِي حَائِطًا وَهَا هُمْ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ = واحد يبني حائط وهم يملطونه بِالطُّفَالِ = الطُّفَال أي التبييض بالمحارة. هؤلاء غشوا الشعب قائلين سلام وليس سلام للأشرار، وكذبوا قائلين أن الحرب القادمة مع بابل فيها انتصار يعقبه سلام، فهم شجعوا الشعب على خطاياه وأبعدوه عن التوبة. والتوبة هي الحائط القوي الحقيقي الذي يحميهم من الضربات، ولكن هؤلاء الكذبة، ويبدو أن أحدهم بدأ بفكرة الانتصار على بابل فأعجبت الناس، فكأنه أقام حائطًا (الْحَائِطُ) ولكنه حائط هش، مقام على الرمال ومهدد بالسقوط، حائط ضعيف. ثم جاء الآخرون وملطوا الحائط الهش بنبواتهم الزائفة عن السلام بعد الانتصار على بابل، هم بنبواتهم كأنهم ملطوا الحائط الهش حتى يبدو قويًا بمظهره فقط، أي هم ملطوه ليخفوا عيوبه. ولكن ضربات الله ستأتي كعاصفة مخيفة كالمطر الجارف وحجارة البرد (مَطَرٌ جَارِفٌ.. وَ.. حِجَارَةَ الْبَرَدِ). وهذه العاصفة كان ما أثارها هو غضب الله. وهذه العاصفة ستقلب الحائط فيقع. ويا لخجل هؤلاء الكذبة حين يسألهم الشعب أين الطين الذي طينتم به = أي أين نبواتكم بالسلام. وَيَنْكَشِفُ أَسَاسُهُ = سينكشف أساسه أي أغراضهم الخاصة. وبناة الحائط سيدفنون (تَفْنَوْنَ) في خرائبه. فأعمى يقود أعمى يقع كلاهما في حفرة.
الآيات 17-23:- "«وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَاجْعَلْ وَجْهَكَ ضِدَّ بَنَاتِ شَعْبِكَ اللَّوَاتِي يَتَنَبَّأْنَ مِنْ تِلْقَاءِ ذَوَاتِهِنَّ، وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِنَّ، وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلَّوَاتِي يَخُطْنَ وَسَائِدَ لِكُلِّ أَوْصَالِ الأَيْدِي، وَيَصْنَعْنَ مِخَدَّاتٍ لِرَأْسِ كُلِّ قَامَةٍ لاصْطِيَادِ النُّفُوسِ. أَفَتَصْطَدْنَ نُفُوسَ شَعْبِي وَتَسْتَحْيِينَ أَنْفُسَكُنَّ، وَتُنَجِّسْنَنِي عِنْدَ شَعْبِي لأَجْلِ حَفْنَةِ شَعِيرٍ، وَلأَجْلِ فُتَاتٍ مِنَ الْخُبْزِ، لإِمَاتَةِ نُفُوسٍ لاَ يَنْبَغِي أَنْ تَمُوتَ، وَاسْتِحْيَاءِ نُفُوسٍ لاَ يَنْبَغِي أَنْ تَحْيَا، بِكَذِبِكُنَّ عَلَى شَعْبِي السَّامِعِينَ لِلْكَذِبِ؟ «لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا أَنَا ضِدُّ وَسَائِدِكُنَّ الَّتِي تَصْطَدْنَ بِهَا النُّفُوسَ كَالْفِرَاخِ، وَأُمَزِّقُهَا عَنْ أَذْرُعِكُنَّ، وَأُطْلِقُ النُّفُوسَ، النُّفُوسَ الَّتِي تَصْطَدْنَهَا كَالْفِرَاخِ. وَأُمَزِّقُ مِخَدَّاتِكُنَّ وَأُنْقِذُ شَعْبِي مِنْ أَيْدِيكُنَّ، فَلاَ يَكُونُونَ بَعْدُ فِي أَيْدِيكُنَّ لِلصَّيْدِ، فَتَعْلَمْنَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. لأَنَّكُنَّ أَحْزَنْتُنَّ قَلْبَ الصِّدِّيقِ كَذِبًا وَأَنَا لَمْ أُحْزِنْهُ، وَشَدَّدْتُنَّ أَيْدِي الشِّرِّيرِ حَتَّى لاَ يَرْجعَ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ فَيَحْيَا، فَلِذلِكَ لَنْ تَعُدْنَ تَرَيْنَ الْبَاطِلَ وَلاَ تَعْرِفْنَ عِرَافَةً بَعْدُ، وَأُنْقِذُ شَعْبِي مِنْ أَيْدِيكُنَّ، فَتَعْلَمْنَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ»."
بنات شعبك = حين يغضب الله لا يقول عن الشعب شعبي بل يقول للنبي عن الشعب شعبك (خر 32: 7). وهنا يدور الكلام عن النبيات الكاذبات. والنساء لهن وسائل مختلفة عن الرجال. فهؤلاء كن يخطن وسائد = وهي أحجبة يصنعنها ليربطها الناس حول أذرعهم لتحميهم من أي أخطار آتية. ويصنعن مخدات لرأس كل قامة = وهذه عصائب يربطها الناس على رؤوسهم. وهذه أعمال سحرية يوهمن بها الناس بالحماية وحل أعمال الشياطين كالسحر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ومازال هناك من يخدع الناس ويوهمهم في آلامهم بأنه سيحل لهم أعمال الشياطين لتذهب عنهم آلامهم، أما رجال الله فلا يعرفون سوى طريقة واحدة لنزع الآلام وهي التوبة الحقيقية فيرضى الله على التائب ويملأه سلامًا. ولقد فهم البعض أن النبيات الكاذبات كن يصنعن وسائد ومخدات يضعنها على أذرعهن، ويضع الناس رؤوسهم عليها، ويبدأ النبيات الكاذبات في إعطائهن وعودهن الكاذبة وهؤلاء كن يكذبن على الناس بخيالاتهن ومقابل شيء تافه: حَفْنَةِ شَعِيرٍ أَو فُتَات.. خُبْزِ.. فَكُنَّ يَصْطَدْنَ النُّفُوسَ كَالْفِرَاخِ لِذَبْحِهَا = بأن شددتن أيدي الشرير بوعودكن الكاذبة. وذلك لِـ:تَسْتَحْيِينَ أَنْفُسَكُنَّ = أي اتخذتن هذه مهنة تتعيشون منها. وكم كان هذا مصدر حزن للصديق (أَحْزَنْتُنَّ قَلْبَ الصِّدِّيقِ) = الذي يرفض طريقهن فيهددونه بالكذب. وهكذا بكذبهن عملوا على إماتة نفوس الصديق وهذا ما كان ينبغي أن يموت وإستحيين نفوس لا ينبغي أن تَحْيَا (لاَ يَنْبَغِي أَنْ تَمُوتَ، وَاسْتِحْيَاءِ نُفُوسٍ لاَ يَنْبَغِي أَنْ تَحْيَا) = أي حكموا على الصديقين بأنهم سيهلكوا، وأعطوا وعودًا كاذبة للأشرار بأنهم سيحيوا. وكان حكم الله عليهن بسبب أعمالهن الشريرة، بأنهن يمتن في خلال الضربات الآتية = فلا تعدن ترين الباطل أو عرافة (لَنْ تَعُدْنَ تَرَيْنَ الْبَاطِلَ وَلاَ تَعْرِفْنَ عِرَافَةً).
تنجسنني عند شعبي = هن كن يستخدمن اسم يهوه في ممارساتهن هذه. كمن يستخدم المزامير الآن بطريقة غير لائقة في أعمال لا ترضي الله.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 14 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حزقيال 12 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3g2h9px