St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   27-Sefr-El-Ro2ya
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

الرؤيا 15 - تفسير سفر الرؤيا

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب سفر رويا يوحنا الإنجيلي:
تفسير سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: مقدمة سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي | الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | تعليق على رسائل الكنائس السبع | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | تسلسل الأحداث في سفر الرؤيا

نص سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | الرؤيا كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آية 1 "ثُمَّ رَأَيْتُ آيَةً أُخْرَى فِي السَّمَاءِ، عَظِيمَةً وَعَجِيبَةً: سَبْعَةَ مَلاَئِكَةٍ مَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ الأَخِيرَةُ، لأَنْ بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ."

فِي السَّمَاءِ = أوامر إلهية بتوجيه ضربات شديدة لمملكة الشر في العالم، حتى يرى المؤمنين المترددين آلام الأشرار فلا يشتهوا شرورهم، وربما يتوب البعض من الأشرار.

آية = الآية هي عمل عجيب ولكنه يظهر طبيعة من عمله. والمقصود أن هذه الضربات ضد الشر الذي انتشر في العالم بصورة بشعة لم يعد الله القدوس قادر أن يطيل أناته عليها. لقد أطال الله أناته كثيرا لعل طول أناته تقتاد البشر للتوبة، ولكنهم تمادوا فذخروا لأنفسهم غضبا شديدا (رو2: 4 - 6). وكانت هذه الضربات إعلانا لقداسة الله الرافضة لهذه الشرور والنجاسات.

عَظِيمَةً وَعَجِيبَةً = لقد تصور الناس أن قوة الوحش جبارة ولا نهائية ولكنهم وبتدبير الله عن طريق ضرباته سيكتشفون خداعه وزيف إدعاءاته بل ضعفه وأنه لا شيء وغير قادر على شيء.

سَبْعَةَ مَلاَئِكَةٍ = رقم 7 هو رقم الكمال، والسبعة الملائكة يشيرون لأن الضربات التي سينفذها هؤلاء الملائكة السبع هي كاملة في تنفيذ هدف الله من الضربات. الضَّرَبَاتُ الأَخِيرَةُ = فنحن الآن في نهاية الأيام. هذه هي ضربات الأيام الأخيرة. على أننا رأينا ضربات الله للتأديب لم تتوقف عبر العصور ابتداء من ضربة الطوفان، لذلك قيل أن بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ = فهذه هي ضربات الله النهائية التي بدأت بالطوفان. وهذه تأتي في نهاية الأيام وقبل الدينونة النهائية. وقوله أُكْمِلَ أي لن تأتي ضربات ثانية على الأرض إلا الدينونة النهائية.

 

آية 2 "وَرَأَيْتُ كَبَحْرٍ مِنْ زُجَاجٍ مُخْتَلِطٍ بِنَارٍ، وَالْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ وَصُورَتِهِ وَعَلَى سِمَتِهِ وَعَدَدِ اسْمِهِ، وَاقِفِينَ عَلَى الْبَحْرِ الزُّجَاجِيِّ، مَعَهُمْ قِيثَارَاتُ اللهِ،"

 كبحر من زجاج مختلط بنار = رأينا في (رؤ6:4). أن أمام العرش بحر من زجاج شبه البلور، فهو يعكس مجد الله وهو مجد حقيقي. وكان هذا رمزًا لأولاد الله المولودين من المعمودية ويعكسون مجد الله. ولكننا نسمع هنا قوله كبحر = إذًا هؤلاء ليسوا أولاد الله وليست لهم أمجاد حقيقية بل لهم أمجاد عالمية زائفة يحيا فيها أشرار العالم. وقوله مختلط بنار فهذا إشارة لفقدانهم السلام الذي يتمتع به أولاد الله، ولآلامهم النفسية، فلا سلام يقول الله للأشرار (أش22:48) فلا سلام حقيقي خارجا عن المسيح ملك السلام. والنار أيضًا تشير لضربات الله ضدهم لاضطهادهم أولاده.. نجد أولاد الله واقفين على هذا الـ(كبحر) إشارة لاحتقارهم لأمجاد وملذات هذا العالم، وعدم اهتمامهم بالاضطهادات الموجهة إليهم، وهذا الاضطهاد نتيجة لرفضهم سمة الوحش. ونتيجة لذلك صارت حياتهم صعبة فهم لا يستطيعون أن يبيعوا أو أن يشتروا لكن نرى معهم قيثارات الله = والقيثارة تستخدم في التسبيح، فالله وضع في قلوبهم فرحا وسلاما ووضع في أفواههم التسبيح.

وهنا يثور سؤال.. أين هم هؤلاء المسيحيين، هل هم في السماء أم على الأرض؟

الكنيسة نصفها في السماء (الكنيسة المنتصرة) ونصفها على الأرض (الكنيسة المجاهدة) وهي كنيسة واحدة، صفتها الأساسية أنها كنيسة مسبحة لله، سواء كانت الكنيسة المنتصرة أو الكنيسة المجاهدة، ولكن بفارق واحد، أن الكنيسة المنتصرة لا تتألم، ونحن هنا أمام كنيسة واقفة على (كبحر) من زجاج مختلط بنار، إذًا في هذا إشارة على أن الكنيسة منتصرة على أمجاد هذا العالم، أي لا تشتهي بل تحتقر أمجاد هذا العالم، كما أنها منتصرة على آلامه واضطهاداته التي هي كنار، أي لا ترهبها اضطهاداته وآلامه. وبهذا يكون الأكثر منطقية أن الكنيسة المقصودة هنا هي الكنيسة المجاهدة، وما يبدأ هنا من فرح وتسبيح كهبة من الله لمن يدوس على أمجاد هذا العالم، ما هو إلا مجرد عربون لما سنحصل عليه من فرح وتسبيح في السماء.

 

آية 3 "وَهُمْ يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، وَتَرْنِيمَةَ الْخَرُوفِ قَائِلِينَ: «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَقٌ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ!"

St-Takla.org Image: Gateway to heaven, door. صورة في موقع الأنبا تكلا: باب السماء.

St-Takla.org Image: Gateway to heaven, door.

صورة في موقع الأنبا تكلا: باب السماء.

ترنيمة موسى = لأنهم منتصرين ومتحررين من عبودية إبليس، كما تحرر موسى من عبودية فرعون هو وشعبه فسبحوا. وترنيمة الخروف = أي يسوع الذبيح المنتصر على إبليس بصليبه.

عظيمة = أعمال الله في فدائه الذي جعل به الإنسان وارثًا للأمجاد.

عجيبة = هل كان أحد يتصور أن الله يتضع ويخلي ذاته ويصلب ويموت.

عادلة وحق = الله في قداسته رفض أن يسامح على الخطايا، دون أن يتحمل أحد عقوبتها، فتحملها ابنه. وأحكامه في تأديب الأشرار هي حق.

 

آية 4 "مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ؟ لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ، لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ»."

 وحدك قدوس = ليست هناك قداسة خارجا عنه لأن جميع الأمم سيأتون ويسجدون أمامك. هنا يتحدث بصيغة المستقبل حين يخضع الكل له (عب8:2) + (1كو24:15-28)

لأن أحكامك قد أظهرت = نحن الآن لا نفهم حكمة الله في كل الأمور، ولكننا في السماء سنفهم كل شيء. كما قال السيد المسيح لبطرس لست تعلم الآن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد (يو7:13).

 

آية 5 "ثُمَّ بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا قَدِ انْفَتَحَ هَيْكَلُ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ فِي السَّمَاءِ،"

 هيكل خيمة الشهادة = من هنا خرج السبع الملائكة المكلفين بتنفيذ الضربات (الآية القادمة)، وخيمة الاجتماع أطلق عليها خيمة الشهادة لأن بها لوحيّ الشهادة ومنقوش عليهما الوصايا، وكانا موضوعين في تابوت العهد المغطى بدم الكفارة. والمعنى أن الضربات ستنصب على الأشرار لمخالفتهم الناموس والغير المؤمنين بالمسيح وفدائه.

 

آية 6 "وَخَرَجَتِ السَّبْعَةُ الْمَلاَئِكَةُ وَمَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتِ مِنَ الْهَيْكَلِ، وَهُمْ مُتَسَرْبِلُونَ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ وَبَهِيٍّ، وَمُتَمَنْطِقُونَ عِنْدَ صُدُورِهِمْ بِمَنَاطِقَ مِنْ ذَهَبٍ."

شكل الملائكة هنا يشبه شكل المسيح كما رأيناه في (رؤ13:1) وكان يشير للمسيح كديان (هذه ملابس القضاة) فالقضاة يتمنطقون عند صدورهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وعمل الملائكة الآن في ضرباتهم هو عمل دينونة. والمنطقة كانت من ذهب إشارة لأن الأحكام سمائية، فالذهب رمز للسمائيات. وكونهم متسربلين بكتان نقي لونه أبيض، فهذا إشارة لأن الأحكام التي ينفذونها كلها بر وحق وعدل، فالأشرار حكموا على أنفسهم إذ رفضوا كل الإنذارات الإلهية.

 

آية 7 "وَوَاحِدٌ مِنَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ أَعْطَى السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةِ سَبْعَةَ جَامَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مَمْلُوَّةٍ مِنْ غَضَبِ اللهِ الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ."

وَوَاحِدٌ مِنَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ = الأربعة الحيوانات هم طغمة الكاروبيم ، والكاروبيم رأيناه ولأول مرة على باب جنة عدن ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة (تك24:3). وكان الكاروبيم هنا شاهدا على عدل الله وبر أحكامه، إذ أن الله لا يريد للبشر أن يحيوا حياة أبدية وهم مشوهين من أثار الخطية إلى أن يتم الفداء والصلح، فيكون لهم أجساد ممجدة يحيون بها أبديا. ورأينا ملاكين كاروبيم على تابوت العهد، وكانا شاهدين على مراحم الله تجاه الإنسان، فالدم يكفر عن خطية الإنسان ومخالفته لوصايا لوحي الشهادة. فالكاروب جعله الله شاهدا على بره تجاه الإنسان وعدل أحكامه ورحمته تجاه الإنسان. إذًا حين يعطي الكاروبيم السبعة الملائكة، سبعة جامات مملوءة من غضب الله فهذا يعني أن الكاروبيم شاهد على عدل الله تجاه البشر من الأشرار، الذين لم يستفيدوا من رحمة الله وفدائه. وهذا معنى أن الكاروبيم الذي أقامه الله شرقيّ جنة عدن ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة (تك3: 24). فالسيف المتقلب هو كلمة الله = السيف ذي الحدين (عب4: 12) ومتقلب هذه إشارة للحدين: (1) الحد الأول هو وعود الله بالخلاص التي أعطاها الله لآدم وحواء. (2) والحد الثاني هو إنذارات بالموت للمعاندين.

جامات = هي أواني مسطحة وواسعة منها ينسكب غضب الله دفعة واحدة وبلا رحمة كما سبق وقال "سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفا في كأس غضبه (رؤ10:14). وهي من ذهب إشارة لأن هذه الأحكام سمائية وبمعايير سمائية وليست أرضية، فالمعايير الأرضية البشرية معرضة للخطأ والانفعالات البشرية، وهي ليست وليدة الصدفة أو أي معايير خاطئة مستندة على أحداث أرضية.

 

آية 8 "وَامْتَلأَ الْهَيْكَلُ دُخَانًا مِنْ مَجْدِ اللهِ وَمِنْ قُدْرَتِهِ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ الْهَيْكَلَ حَتَّى كَمِلَتْ سَبْعُ ضَرَبَاتِ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ."

امْتَلأَ الْهَيْكَلُ دُخَانًا = إشارة لأن غضب الله قد وصل للذروة، فيقول الوحي معبرًا عن غضب الله من كبرياء اليهود "يَقُولُ: قِفْ عِنْدَكَ. لَا تَدْنُ مِنِّي لِأَنِّي أَقْدَسُ مِنْكَ. هَؤُلَاءِ دُخَانٌ فِي أَنْفِي، نَارٌ مُتَّقِدَةٌ كُلَّ ٱلنَّهَارِ" (إش65: 5). وأيضًا يشير الدخان لعدم إدراك البشر لأحكام الله خصوصا مع عنف الضربات التي ستنصب على البشر في تلك الأيام.

مِنْ مَجْدِ اللهِ = فالله قدوس لا يحتمل الخطية. الله يعلن مجده لأولاده بأن يدخلهم للمكان الذي أعده لهم فيفرحون فرح أبدي ومجيد وهو يفرح بهم، ويحيطهم بمحبته.

وهو أيضًا يظهر مجده للأشرار ولكن بشكل آخر أي غضبه، فهو يظهر لهم قداسته بأنه لا يقبل شرورهم.

ومن قدرته = فالأشرار ظنوا طول أناة الله عليهم ضعفا (2بط4:3).

لم يكن أحد يقدر أن يدخل الهيكل = انتفت الشفاعة، والرحمة قد استوفت زمانها. ولا بُد أن ضربات الله تنصب على الأشرار. فالأحكام صدرت ولا راد لها.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/27-Sefr-El-Ro2ya/Tafseer-Sefr-Roia-Youhanna-El-Lahouty__01-Chapter-15.html

تقصير الرابط:
tak.la/628vrbt