← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37
الأصحاح الثالث والأربعون
يستعرض ابن سيراخ في هذا الأصحاح بعض المخلوقات التي تُمَجِّد الخالق ثم يختمه بالإجابة على السؤال: كيف نُسَبِّح الخالق؟ أو كيف ننضم إلى خورُس المُسَبِّحين؟
سبق أن استعرض ابن سيراخ الحديث عن الحكمة الإلهية: مصدرها، وعلاقتها بمخافة الربّ، وبالوصية الإلهية، ودورها في حياة المجتمع والأسرة والمؤمن، يمتد عملها في الفكر والطاقات الداخلية للإنسان كما في الكلام والصمت وفي السلوك، سواء في العبادة أو التعامل مع البشر بكل فئاتهم، وفي أخذ القرار اللائق للبنيان. الآن يستعرض الحكمة مُبرِزًا عمل الخالق في خليقته، وأيضًا دورها في بعض أسلاف إسرائيل منذ خلقة الإنسان الأول حتى عصر ابن سيراخ.
[1 -5] (ت: 1-5) |
||||
[6 -8] (ت: 6-9) |
||||
[9 -22] (ت: 10-24) |
||||
[23 -25] (ت: 25-27) |
||||
[26 -33] (ت: 28-37) |
||||
* من وحي سيراخ 43: هب لي أن أنضم إلى خورُس المُسَبِّحين! |
1 الْجَلَدُ الطَّاهِرُ فَخْرُ الْعَلاَءِ، وَمَنْظَرُ السَّمَاءِ مَرْأَى الْمَجْدِ. 2 الشَّمْسُ عِنْدَ خُرُوجِهَا تُبَشِّرُ بِمَرْآهَا. هِيَ آلَةٌ عَجِيبَةٌ صُنْعُ الْعَلِيِّ. 3 عِنْدَ هَاجِرَتِهَا تُيَبِّسُ الْبُقْعَةَ؛ فَمَنْ يَقُومُ أَمَامَ حَرِّهَا؟ الشَّمْسُ كَنَافِخٍ فِي الأَتُّونِ، لِمَا يُصْنَعُ فِي النَّارِ. 4 تُحْرِقُ الْجِبَالَ ثَلاَثَةَ أَضْعَافٍ، وَتَبْعَثُ أَبْخِرَةً نَارِيَّةً، وَتَلْمَعُ بِأَشِعَّةٍ تَجْهَرُ الْعُيُونَ. 5 عَظِيمٌ الرَّبُّ صَانِعُهَا، الَّذِي بِأَمْرِهِ تُسْرِعُ فِي سَيْرِهَا.
اهتم الكتّاب اليهود وعلماء الفلك في بعض الأمم مثل الفراعنة واليونانيون أن يشرحوا بطرقٍ متنوعة الظواهر الخاصة بالأجرام السماوية والجو، أما ابن سيراخ فما كان يشغله كيف شهدت هذه الظواهر لحكمة الخالق الفائقة. في اختصار شديد يبرز سيراخ دور الشمس في الخليقة.
أ. ظهورها يشع بالبهجة [1-2]، سرّ بهجتها حاجة الأرض بالنباتات والحيوانات والإنسان إليها.
ب. تسطع على الأرض فتُجَفِّفها [3].
ج. تسطع على الجبال فتجعلها كأتون النار، وعلى المياه فتبعث أبخرة [4]؛ لا تستطيع العين أن تركز عليها فتظلم بينما بدونها لا نستطيع أن نرى ما هو حولنا.
د. تبدو كأنها متحركة من شروقها إلى غروبها.
يبدأ ابن سيراخ بالحديث عنها وهي تظهر في الأفق، وكأنها تسكن هناك، وتجري من المشارق إلى المغارب. يراها في شروقها، وكأن الله يرسلها إلى البشرية ليُعلِن عن بدء يومٍ جديدٍ. تدعو المؤمن للحركة المستمرة والعمل حتى يوم غروبه عن العالم الزمني. ورد تعليم مُشابه عن الشمس: "جعل للشمس مسكنًا فيها، وهي مثل العريس الخارج من خدره. يبتهج مثل الجبار للسباق في الطريق. من أقصى السماوات خروجها، ومدارها إلى أقاصيها، ولا شيء يختفي من حرّها (مز 19: 4-7).
بهجة العلوّ السماوي هي جَلَد النقاوة،
وبنية السماء في رؤية مجده [1].
يُسمَّى الجلد "سماء" وذلك من قبيل إطلاق هذه الكلمة على ما هو سامٍ ومرتفع فوق الأرض[1]. هذا الجلد يفصل ما بين المياه التي من فوق أي السحب، والمياه التي من أسفل أي البحار والمحيطات. وقد حمل هذا الفصل بجانب تحققه الحرفي مفهومًا روحيًا يمسّ حياة الإنسان. فإن كان الإنسان الروحي يتقبَّل في البداية انطلاق الإشراقة الإلهية في أعماقه الداخلية، فإنه يليق به أن يحمل الجلد الذي يفصل بين مياه ومياه، فيتقبَّل مياه الروح القدس العلوية واهبة الحياة (يو 4: 14) ويسمو فوق المياه التي هي أسفل أي في الأعماق والتي يسكنها لويثان الحيّة القديمة والوحش البحري القتال للنفس البشرية (رؤ 12: 7؛ 20: 3) فمن ينعم بالانطلاق في الجلد يُمَيِّز بين نعمة الروح وخداعات الشرير.
الشمس في ظهورها تُعلِن عن إشراقها،
يا لها من آلة عجيبة، من صنع العليّ [2].
دعا الفراعنة الشمس الإله رع، واليونانيون الإله أبوللو، هنا يؤكد ابن سيراخ أنها من صنع العليّ.
v أما ندهش مُعجَبين من بنيان الشمس؟ فإنها تبدو للنظر جسمًا صغيرًا، لكنها تحمل قوة جبارة. تُشرِق من المشارق، وترسل أشعتها حتى المغارب. وكما وصف المرتل شروقها عند الفجر قائلًا: "مثل العريس الخارج من خدره" (مز 19: 5). لقد رسم لنا بهاءها وخفة حرارتها عند بداية شروقها للبشر حتى إذا ما جاء وقت الظهيرة غالبًا ما نهرب من التطلُّع إليها. فشروقها متعة للجميع، إنها شبيهة بالعريس! تأمل أيضًا تدابيرها (بل بالأحرى تدابير الله موجد عملها)، كيف تظهر في الصيف مرتفعة حيث يطول فيه النهار، فتعطي للبشر فرصة للعمل، وفي الشتاء يزداد البرد ويطول الليل لأجل راحة البشر... كما تساهم في أثمار منتجات الأرض![2]
v ارفع عينيك إلى السماء، مثل ذاك القائل: "إليك رفعت عيني يا ساكنًا في السماوات" (مز 123: 1). تطلَّع إلى شمس البرّ، فإنه إذ توجهِّك وصايا الرب، التي تُمَثِّل أكثر الكواكب بهاءً، تكون لك عينان يقظتان. لا تسمح لعيني (النفس) أن تنعسا، ولا لجفني العين أن يستريحا (مز 132: 4)، حتى تقودك الوصايا على الدوام. يقول: "ناموسك هو سراج لرجلي ونور لسبيلي" (مز 119: 105).
بالحقيقة إن كنت لا تنام قط وأنت عند الدفة التي تدير الحياة... فإنك تنال معونة الروح الذي يقودك في نسيمٍ هادئٍ وأمان مملوء سلامًا حتى تَعْبُرَ وتبلغ الميناء الهادئ في سكونٍ وبدون أية أذية لك بمشيئة الله[3].
عند الظهر تُجَفِّف الأرض،
فمن يقدر أن يحتمل حرّها الحارق؟ [3]
الإنسان الذي يُشعِل الأتون يعمل في حرارة حارقة،
والشمس تحرق الجبال بقدر ثلاثة أضعاف،
تبعث أبخرة مُحرِقة، وتُرسِل أشعتها فتُعتم العيون [4].
عظيم هو الربّ الذي صنعها،
وبأمره تُسرِع في مسارها [5].
يرى القديس كيرلس الأورشليمي أن الشمس في غروبها تُمَجِّد الله، حيث يستريح الإنسان من تعب النهار، إذ يقول: [لا تسمح لأحد أن يقول إن خالق النور غير خالق الظلمة، بل تذكَّر ما جاء في إشعياء! أنا الله "مصور النور وخالق الظلمة" (إش 45: 7). لماذا تتكدَّر من هذا يا إنسان؟ لماذا تستاء من الفرصة المعطاة لك للراحة؟! هل الخادم يسمح له سيده بالراحة لو لم تحتم الظلمة عليه بضرورة الراحة؟! فبعد إرهاق النهار ننتعش ليلًا، فنقوم في الصباح، وقد تجدَّدت قوانا بعد أثقال أتعاب النهار وذلك بفضل راحة الليل. أي شيء أنفع للإنسان من الليل لبلوغ الحكمة؟! ففيه غالبًا ما نتأمل أعمال الله، وفيه نقرأ الأقوال الإلهية ونتفهَّمها، وفيه نضبط أذهاننا بالأكثر لنترنَّم بالأبصلمودية Psalmody والصلاة! أما يحدث هذا بالليل؟![4]]
6 وَالْقَمَرُ بِجَمِيعِ أَحْوَالِهِ الْمُوَقَّتَةِ، هُوَ نَبَأُ الأَزْمِنَةِ وَعَلاَمَةُ الدَّهْرِ. 7 مِنَ الْقَمَرِ عَلاَمَةُ الْعِيدِ. هُوَ نَيِّرٌ، يَنْقُصُ عِنْدَ التَّمَامِ. 8 بِاسْمِهِ سُمِّيَ الشَّهْرُ، وَفِي تَغَيُّرِهِ يَزْدَادُ زِيَادَةً عَجِيبَةً. 9 إِنَّ فِي الْعَلاَءِ مَحَلَّةَ عَسْكَرٍ تَتَلأْلأُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ.
القمر الذي يستمد نوره من الشمس، له دوره الخاص. فالشمس تُعلِن كل صباحٍ عن يومٍ جديدٍ، ومع كل غروبٍ دعوة للراحة من الجهاد في العمل، أما القمر فيبدو مُتغيِّرًا يُحَدِّد الأزمنة والشهور، ويُعلِن عن الأعياد، يتلألأ في الأعالي، ويسكب بهجة وسط ظلام الليل.
الشمس تشبه الأتون والقمر يشبه المصباح، ولا غنى عن هذه أو تلك! والقمر هو العلامة على تغيير الأزمنة خاصة في التقويم الديني عند اليهود (خر 12: 2؛ مز 104: 19).
يقول العلامة أوريجينوس: [المسيح هو نور العالم الذي يُضِئ الكنيسة بنوره. كما يستمد القمر نوره من الشمس فينير الظلام، هكذا تستمد الكنيسة النور من المسيح لتضيء على الذين هم في ظلمة الجهل[5].] كما يقول: [كلما ارتفعنا إلى فوق نتأمل الشروق من الأعالي، ويكون البهاء والحرارة بصورة أفضل. هكذا كلما صعد فكرنا وارتفع إلى المسيح اقترب من بهاء ضيائه، فنستضئ بنوره في أكثر روعةٍ وجمالٍ. وكما يقول بنفسه: "ارجعوا إليَّ يقول رب الجنود فأرجع إليكم" (زك 1: 3)... فإن كنا قادرين أن نرتفع معه إلى قمة الجبل مثل بطرس ويعقوب ويوحنا نستضيء بنور المسيح وبصوت الآب نفسه[6].]
وخَلَق القمر أيضًا يُحدِّد تغيُّر الفصول[7]،
لإعلان الأزمنة وعلامة أبدية [6].
من القمر تظهر علامة العيد،
ذلك النور الذي يتناقص بينما يُكمّل مساره [7].
باسمه يُسَمَّي الشهر، وفي أطواره يزداد بطريقة عجيبة.
وهو مركب[8] يُقِيم في العلاء[9]:
وهو منارة للجيوش المرتفعة، يتلألأ في جلد السماء [8].
يسير القمر طبقًا للنظام الذي وضعه له الرب، وأمّا عن أمانته في تحديد الأزمنة، هذا يفهم بين الشعوب التي يقوم تقويمها على دورة القمر مثل العرب واليهود وغيرهم (مز 89: 38؛ 104: 19) مثل بداية الشهور (تك 1: 14) فهو بداية الشهر بالنسبة لليهود، ويُسَمَّى رأس الشهر لدى اليهود (القمر الجديد New Moon)، فهو رمز الاستقرار (مز 72: 5) يُحَدِّد بدقة بداية الأعياد كالفصح والحصاد، وقد ورد في سفر العدد كيفية الاعتماد على القمر في تعيين مثل هذه المناسبات (عد 28: 11-15)[10].
10 هُنَاكَ بَهَاءُ السَّمَاءِ وَمَجْدُ النُّجُومِ وَعَالَمٌ مُتَأَلِّقٌ، وَالرَّبُّ فِي الأَعَالِي. 11 عِنْدَ كَلاَمِ الْقُدُّوسِ تَقُومُ لإِجْرَاءِ أَحْكَامِهِ، وَلاَ يَأْخُذُهَا فِي مَحَارِسِهَا فُتُورٌ. 12 اُنْظُرْ إِلَى قَوْسِ الْغَمَامِ، وَبَارِكْ صَانِعَهَا. إِنَّ رَوْنَقَهَا فِي غَايَةِ الْجَمَالِ. 13 تُنَطِّقُ السَّمَاءَ مِنْطَقَةَ مَجْدٍ، وَيَدَا الْعَلِيِّ تَمُدَّانِهَا. 14 بِأَمْرِهِ عَجَّلَ الثَّلْجَ، وَرَشَقَ بُرُوقَ قَضَائِهِ. 15 وَبِهِ انْفَتَحَتِ الْكُنُوزُ، وَطَارَتِ الْغُيُومُ كَذَوَاتِ الأَجْنِحَةِ. 16 بِعَظَمَتِهِ شَدَّدَ الْغُيُومَ؛ فَانْقَضَّتْ حِجَارَةُ الْبَرَدِ. 17 بِلَحَظَاتِهِ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ، وَبِإِرَادَتِهِ تَهُبُّ الْجَنُوبُ. 18 عِنْدَ صَوْتِ رَعْدِهِ تَتَمَخَّضُ الأَرْضُ، عِنْدَ عَاصِفَةِ الشَّمَالِ وَزَوْبَعَةِ الرِّيحِ. 19 يَذْرِي الثَّلْجَ كَمَا يَتَطَايَرُ ذَوَاتُ الأَجْنِحَةِ، وَانْحِدَارُهُ كَنُزُولِ الْجَرَادِ. 20 تَعْجَبُ الْعَيْنُ مِنْ حُسْنِ بَيَاضِهِ، وَيَنْذَهِلُ الْقَلْبُ مِنْ مَطَرِهِ. 21 وَيَسْكُبُ الصَّقِيعَ كَالْمِلْحِ عَلَى الأَرْضِ، وَإِذَا جَمَدَ صَارَ كَأَطْرَافِ الأَوْتَادِ. 22 تَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ الْبَارِدَةُ؛ فَيَجْمُدُ الْمَاءُ. يَسْتَقِرُّ الْجَلِيدُ عَلَى كُلِّ مُجْتَمَعِ الْمِيَاهِ، وَيُلْبِسُ الْمِيَاهَ دِرْعًا. 23 تَأْكُلُ الْجِبَالَ وَتُحْرِقُ الصَّحْرَاءَ، وَتُتْلِفُ الْخَضِرَ كَالنَّارِ. 24 يُسْرِعُ الْغَمَامُ فَيَشْفِي كُلَّ شَيْءٍ، وَالنَّدَى النَّاشِئُ مِنَ الْحَرِّ يُعِيدُ الْبَهْجَةَ.
الكواكب بأعدادها غير المحصية تقف كجنودٍ وسط الظلمة تخدم إرادة الله [9-10]. إنها تحثّ البشرية أن يكفُّوا عن عبادة الأوثان ويرجعوا إلى الخالق المُبدِع. عظمة الشمس والقمر والكواكب تبرز قوة القدير الخالق وحكمته، وتُوَبِّخ من يعبد الخليقة الجميلة عوض خالقها.
قوس قزح [11-12] لم يرد ذكره في أيام الخليقة الستة، إنما ظهر كعلامة ميثاق ورعاية الخالق للبشرية (تك 9). يتحدَّث هنا عنه أنه يحيط السماء بقوسٍ مجيدٍ، ويدا العليّ تبسطه [2].
يتحدَّث عن الثلج والبرق [13]، ينزل الثلج ببطء حتى لا يؤذي البشر، ويسمح للبرق أن يظهر وبسرعة يختفي، حتى لا يؤذي العينين؛ أما السحب فتتحرَّك في الجو كالعصافير [14]. عجيب هو الربّ في خطته من أجلنا، يجعل السحب خفيفة كأنها تطير في الجو، والبَرَد ثقيل يتساقط على الأرض.
مجد النجوم هو جمال لسماء،
زينة بهية في عُلَى الربّ [9].
v هوذا الخلائق على اختلاف أشكالها تُرَتِّل تسبيحك، وأنا أفتح فمي لتسبيح جبروتك.
هوذا الأيام والليالي في حدودها تُفتَح وتُغلَق لتنشر خبرك في الأرض كلها.
الأمسيات والصبحيات توقظ الناس بهجعاتها وأوقاتها لتسبيحك بتمييز.
الصيفيات والشتويات تعلّم الأرض بتغييراتها ومسيراتها بأنك تبدّل أوقاتها.
البرد والحر اللذان يذهبان ويجيئان للتدبير، يخبران كيف أنك ماهر في أعمالك.
ساعات النهار وهجعات الليل الأربع كلها تُصعد التسابيح المتميزة لقدرتك الخالقة...
كل اليابس والأرض وجبالها مع آكامها تسبحك، وأنت تحملها لئلا تسقط.
هوذا السماوات تخبر بمجدك بطبائعها، ويبين الفضاء عمل يديك: كم أنت جبار!
هوذا الخيمة الكبرى التي نسجتها قدرتك الخالقة وبسطتها ممدودة وقائمة فوق كل الجهات، وهي مملوءة بتسبيحك.
الشمس والقمر وأشعتهما وإشراقاتهما توقظ العالم بالمسيرة الكبرى لمدحك[11].
بكلمات القدوس تقف حسب قضائه[12]،
ولا يقوى عليها التعب في حراساتها [10].
يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [كان يليق بهم بالأحرى أن يندهشوا مُتعجِّبين لا من نظام الشمس والقمر فحسب، بل ونظم النجوم الدقيقة وظهور كل كوكبٍ في حينه. ومن ظهوره يعرف الصيف والشتاء، وبعضها يُعلن وقت الغرس وغيرها تعلن عن بداية الإبحار. فالإنسان وهو جالس في سفينته يبحر بين أمواج بلا حدودٍ، موجهًا سفينته بتطلعه إلى النجوم. وكما يقول الكتاب المقدس عن هذه الأمور "وتكون لآيات وأوقات... وسنين" (تك 1: 14)، وليس لأجل التنجيم والخزعبلات[13].]
تطلَّع إلى قوس قزح، وبارك صانعه،
فإن تألقه غاية في الجمال [11].
قوس قزح يشبه جوهرة تُزَيِّن الخليقة. في سفر الرؤيا يظهر قوس قزح شبه الزمرّد حول العرش (رؤ 4: 3). أعطى الربّ قوس قزح كعلامة لميثاقه مع الإنسان، فلا يُغرق الأرض بالطوفان مرة أخرى. مع هذا العمل الإلهي الرعوي، يمجد قوس قزح الله ببهائه غاية في الجمال.
يدور السماء بقوسه المجيد،
ويدا العليّ تُحدِّد مساره [12].
بأمره يسقط الثلج،
ويُسَرِّع البرق بقضائه [13].
يصف اهتمام الله بخليقة في الآتي:
أ. خلال الأوامر: "بأمره يسقط الثلج" [13].
ب. بظهوره: "عند ظهوره تتزعزع الجبال [16].
ج. بإرادته: "بإرادته تهب ريح الجنوب" [16].
د. بالرش أو النثر: "يذري الثلج كما تتساقط العصافير" [18].
ه. بالسكب: "يسكب الصقيع كالملح على الأرض" [19].
و. بالإفناء: "يفني الجبال ويحرق الصحراء" [21].
ز. بالتدبير: "بحسب قصده أخضع الغمر العظيم" [23].
ح. بكلمته: "بكلمته تعمل كل الأمور" [26].
لذلك تنفتح المخازن،
وتطير السُحب كالعصافير [14].
بعشقه للطبيعة الجميلة، يرى ابن سيراخ السحب وهي تتحرك في الأعالي أشبه بعصافير تُغَرِّد متهللة [14]. وعند سقوط البرَد كحباتٍ صغيرة يغطي الجبال فتصير كلها كبساطٍ أبيض [16]، تُعجَب العين من جمال بياضه، ويُذهَل العقل من سقوطه [18].
يرى أيضًا في الأمطار والندى أنها تُحَوِّل الأرض التي تعاني من الحرارة الشديدة المحرقة إلى أرضٍ خصبة مبهجة بالثمار والزهور.
يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [من اكتنز الهواء في السحب، وربطها ليحمل مياه الأمطار، فتأتي ذهبية اللون (أي 37: 22) من الجنوب، بنظامٍ واحدٍ تارة، وفي شكل دوائر متعددة وأشكال متباينة تارة أخرى؟! من يحصي الغيوم بالحكمة (أي 38:37)، إذ قيل في أيوب: هل "يعرف انفصال السحاب؟!" (أي 37: 16) LXX من هو "المخرج الريح من خزائنه" (مز 135: 7)، وكما قلنا من قبل: "من ولد قطرات الندى ومن بطن من خرج الثلج؟!" (راجع مز 135: 7؛ أي 38: 28) فإن مادتها ماء، وقوتها كالحجر! في وقت ما يصير الماء ثلجًا كالصوف (راجع مز 147: 16)، وأخرى يذريه صقيعًا كالرماد، وثالثة يصير مادة حجرية. إنه يحكم الماء كما يريد. طبيعة الماء واحدة لكن عمله متعدد في القوة، فيعمل في الكرمة خمرًا يفرح قلب الإنسان، وفي الزيتونة زيتًا يلمع وجهه، وفي الخبز يسند قلب الإنسان (مز 104: 15)، ويوجد في كل أنواع الفاكهة التي خلقها الله[14].]
بعظمته يُكثِّف السحب،
فيتحطَّم البَرَد إلى أجزاء [15].
عند ظهوره تتزعزع الجبال،
وبإرادته تهبّ ريح الجنوب [16].
صوت رعده يهزّ الأرض،
وهكذا يفعل إعصار الشمال، وأيضًا الزوبعة [17].
يذرِّي الثلج كما تتساقط العصافير،
فينزل كما يسقط الجراد.
تعجب العين من جمال بياضه،
ويذهل العقل من سقوطه كالمطر [18].
يسكب الصقيع كالملح على الأرض،
وإذا جمد صار كرؤوس الشوك [19].
تهبّ ريح الشمال الباردة، فيجمد الجليد على الماء،
ويستقر على كل مجتمع مياه، ويُلبسها الماء كدرعٍ [20].
يدعونا الربّ نفسه أن نهرب من أرض الشمال، كما من بابل لننطلق إلى صهيون، حيث يأتي الربّ ويسكن في وسطنا (زك 2: 6-10).
هبوب ريح الشمال الباردة: إذ تتَّسِم الرياح الشمالية القادمة على منطقة الشرق الأوسط بالبرودة، تشير إلى هجوم إبليس والخطية على المؤمن، كي تنزع عنه حرارة الروح، قيل: "ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 12).
في رؤى زكريا النبي دُعِي الذين في بابل أن يهربوا من أرض الشمال ليرجعوا إلى أورشليم مدينة الله (جنوب بابل). "يا يا اهربوا من أرض الشمال يقول الربّ" (زك 2: 6). يُعَلق القديس ديديموس الضرير على هذه الدعوة، قائلًا: [أوضح إلى أين وفي أية مدينة يمكن الخلاص للهاربين من ريح الشمال القاسية البرودة... إنها صهيون، الأرض المقدسة حيث يمكن للذين كانوا يقطنوها سابقًا أن يهربوا من بابل في أمانٍ... ولما كان اسم "بابل" يعني بلبلة (ارتباك)، فإن كل شخص مُرْتَبِك فكريًا يُحسَب بابليًا، الأمر الذي يجب تجنُّبه، بالرغبة في الهروب إلى صهيون حيث يتغنَّى بتسابيح الله، إذ هي الموضع اللائق بتسبيح الله، "رنموا للربّ الساكن في صهيون" (مز 9: 11).]
v لقد أوصينا أن نكون حارين في الروح (رو 12: 11)، هذا يُظهِر أن كلمة الله نار مُلتهِبة. سمع إرميا ممن قدم له الوحي الإلهي: "ها قد جعلت كلامي في فمك" (إر 1: 9). ولما كان الله نارًا (تث 4: 24؛ عب 12: 29)، يليق بالقديسين أن يكونوا ملتهبين بروح الله.
إن (الأشرار) بلا شك باردون في حُبِّهم له، بالحق يقول الرب: "ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين". وكل الذين يرمزون للقوة المضادة في الأسفار المقدسة هم دائمًا باردون. الشيطان في الحقيقة يُدعَى حية وتنِّينًا (رؤ 12: 9؛ 20: 2) من هم باردون أكثر منهما؟ قيل عن التنّين أنه يحكم في المياه (راجع حز 32: 2). وفي موضع آخر يقول: "يعاقب الرب بالسيف المقدس التنّين الحيّة الهاربة... ويقتل التنّين هناك" (راجع إش 27: 1) وفي عبارة أخرى: "وإن اختفوا من أمام عينيّ في قعر البحر، فمن هناك آمر الحيّة فتلدغهم" (عا 9: 3).
وفي سفر أيوب دُعِيَ هذا المخلوق ملك كل الكائنات التي في الماء (أي 41: 25)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. يعلن النبي أن الشرور تأتي من الشمال، خاصة الذين يقيمون على الأرض (إر 1: 14). ويُشَار إلى الريح الشمالية في الكتاب المقدس أنها باردة، كما جاء في الحكمة: الريح الشمالية الثلجية". بدون سؤال يليق بنا أن نشير إلى هذه عن الشيطان[15].
v لكي يسهّل الهروب، أوضح أين وفي أية مدينة يكون الخلاص في متناول الهاربين من الريح الباردة القارصة (سي 43: 20؛ أم 27: 16). إنها صهيون الموضع المقدس، حيث يُمكِن لسكانها السابقين من بنات بابل أن يهربوا إليها في أمانٍ[16].
يُفنِي (الربّ) الجبال، ويُحرِق الصحراء،
ويُيَبِّس العشب الطريّ كالنار [21].
يُصلِحها الضباب كلها سريعًا، والندي الساقط يُنعش من الحر [22].
25 بِكَلاَمِهِ طَأْمَنَ الْغَمْرَ، وَأَنْبَتَ فِيهِ الْجَزَائِرَ. 26 الَّذِينَ يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ يُحَدِّثُونَ بِهَوْلِهِ. نَسْمَعُ بِآذَانِنَا فَنَتَعَجَّبُ. 27 هُنَاكَ الْمَصْنُوعَاتُ الْعَجِيبَةُ الْغَرِيبَةُ: أَنْواعُ الْحَيَوَانَاتِ، خَلاَئِقُ الْحِيتَانِ.
اعتاد قدماء الإسرائيليين أن يتطلَّعوا إلى البحار أنها مُرعِبة (مز 107: 23-32؛ يونان 1: 4-16) مع إبراز قوة الله في الغلبة على قوة البحار المُدَمِّرة. هنا يبرز ابن سيراخ جمال الجزر التي تحيطها مياه البحار، مع وجود أسماك متنوعة وجميلة، وأيضًا وحوش بحرية.
بحسب قصده[17] هدَّأ الغمر العظيم، وأنبت فيه جزرًا [23].
يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [في هذا البحر العظيم المُتَّسِع تعيش كائنات بلا عددٍ (مز 104: 25)، من يقدر أن يصف روعة الأسماك التي تعيش فيه؟! من يقدر أن يتصوَّر عظمة الحيتان وطبيعة الحيوانات البرمائية: كيف تعيش تارة على أرض صماء وأخرى وسط المياه؟![18]]
والذين يركبون البحر يُعدِّدون مخاطره، ونتعجّب من الأخبار التي تسمعها آذاننا: [24]
فهناك توجد أعمال غريبة عجيبة،
وكائنات حية متنوعة مختلفة، ومراتب مخلوقة من وحوش بحريَّة ضخمة [25].
يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [مَنْ مِن البشر يعرف حتى أسماء كل الحيوانات المفترسة؟! أو من يقدر أن يُمَيِّز فسيولوجية كل منها بتدقيق؟! فإن كنت لا تعرف عن الوحوش المفترسة مجرد أسمائها فكيف تفهم خالقها؟![19]]
28 بِهِ يُنْتَهَى إِلَى النَّجَاحِ، وَبِكَلِمَتِهِ يَقُومُ الْجَمِيعُ. 29 إِنَّا نُكْثِرُ الْكَلاَمَ وَلاَ نَسْتَقْصِي، وَغَايَةُ مَا يُقَالُ أَنَّهُ هُوَ الْكُلُّ. 30 مَاذَا نَسْتَطِيعُ مِنْ تَمْجِيدِهِ، وَهُوَ الْعَظِيمُ فَوْقَ جَمِيعِ مَصْنُوعَاتِهِ. 31 مَرْهُوبٌ الرَّبُّ وَعَظِيمٌ جِدًّا وَقُدْرَتُهُ عَجِيبَةٌ. 32 ارْفَعُوا الرَّبَّ فِي تَمْجِيدِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ؛ فَلاَ يَزَالُ أَرْفَعَ. 33 بَارِكُوا الرَّبَّ وَارْفَعُوهُ مَا قَدَرْتُمْ؛ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ مَدْحٍ. 34 بَالِغُوا فِي رَفْعِهِ قَدْرَ طَاقَتِكُمْ. لاَ تَكِلُّوا فَإِنَّكُمْ لَنْ تُدْرِكُوهُ. 35 مَنْ رَآهُ فَيُخْبِرَ؟ وَمَنْ يُكْبِرُهُ كَمَا هُوَ؟ 36 وَهُنَاكَ خَفَايَا كَثِيرَةٌ أَعْظَمُ مِنْ هذِهِ؛ فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ أَعْمَالِهِ هُوَ الْقَلِيلُ. 37 إِنَّ الرَّبَّ صَنَعَ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَتَى الأَتْقِيَاءَ الْحِكْمَةَ.
بسببه (الربّ) ينجح رسوله في رحلته وبكلمته تعمل كلّ الأمور معًا [26].
يُقَدِّم بولس الرسول عبارات مشابهة، فيقول: "فيه خلق الكل، ما في السماوات وما على الأرض، ما يُرَى ما لا يُرَى... الكل به وله قد خُلِق" (كو 1: 16).
يمكننا أن نكثر الكلام دون بلوغ الهدف، وخلاصة كلماتنا هي هذه: "إنه هو الكلّ" [27].
الله هو كلّي الوجود، موجود في كل مكانٍ، وفي كل الأوقات إنه في كل شيءٍ، وهو فوق كل شيءٍ، إنه هو الكل.
v عندما نأتي إليك، هذا الكلام الكثير الذي نقوله دون استيعاب سوف يبطل، وأنت الواحد الذي يبقى. أنت هو الكل في الكل (1 كو 15: 28)، وبدون توقُّف سنقول شيء واحد، نُسَبِّحك في الواحد، نحن الذين نصير واحدًا فيك[20].
كيف يمكننا أن نُسَبِّحَه كما ينبغي؟
فهو أعظم من جميع أعماله [28].
v إذ نحني رُكبنا بوقارٍ صالحٍ أمام صانع العوالم، أَقصِد عالم الحسّ والفكر، ما يُرَى وما لا يُرَى، فإنك تمجد الله بلسانٍ مقدسٍ، يلهج بالمعروف، وشفتان لا تسكتان، وبقلبٍ لا يمل، قائلًا: "ما أعظم أعمالك يا رب. كلها بحكمةٍ صَنَعْتَ" (مز 104: 24)، يليق بك الإكرام والمجد والجلال من الآن خلال كل الدهور. آمين[21].
رهيب هو الرب وعظيم جدًا، وعجيبة هي قوته [29].
مَجِّدوا الربّ وعَظِّموه ما استطعتم، فهو فوق هذا كله.
عظموه بكل قوتكم، ولا تَكِلُّوا، فإنكم لن تُمَجِّدوه بالقدر الكافي [30].
v يلزم أن يكون موضوع تأملنا في هذه الحياة الحاضرة تسابيح الله، لأن السمو الدائم لحياتنا العتيدة هو تسبيح له، ولا يستطيع أحد أن يتهيَّأ للحياة المقبلة إن لم يمارسها بنفسه الآن.
يتسم تسبيحنا بالفرح، وصلواتنا بالتنهد... بخصوص هذين الأمرين، أحدهما يمارس في التجارب والضيقات التي لهذه الحياة، والآخر خاص بالحياة المقبلة في الراحة الأبدية والسماء[22].
من يراه فيصفه؟
ومن يقدر أن يُعَظِّمَه بالحق كما هو؟ [31]
v بالحقيقة بأي فهم يمكن للشخص أن يدرك الله إن كان لا يقدر أن يفهم عقله نفسه الذي به يعرف الله؟[23]
مع هذا توجد خفايا كثيرة أعظم من هذه،
فقد رأيناه، ولكن القليل من أعماله [32].
كلما تَقَدَّم العلم وزادت معرفتنا لخليقة الله، ندرك أننا على شاطئ المعرفة، وتبقى البشرية إلى يوم لقائها مع الخالق وجهًا لوجه تعترف بعجزها عن إدراك كل أسرار الخليقة، ومدى رعاية الخالق لها. هذا العجز يهبنا عطشًا لا إلى المعرفة فحسب، بل وإلى الخالق الكلي الحكمة والحب.
لأن الربّ صنع كلّ الأشياء،
ووهب الأتقياء (خائفي الربّ) حكمة [33].
إن كانت الطبيعة المنظورة وغير المنظورة تُسَبِّح الله بطاعتها للناموس الذي وضعه الله لها، فإن الإنسان الذي فقد صورة الله ولم يعد على مثاله بسبب الخطية، يُسَبِّح الله باسترداده الصورة المفقودة وتَمَتُّعه بحكمة الله، الأمر الذي هو موضع سرور الله!
v لتقم يا أيها القدوس في قلوبنا، وتُجَدِّد نفوسنا،
ننضم بفرحٍ إلى خورُس المُسَبِّحين،
وتُسحَب قلوبنا وعقولنا وعواطفنا نحو التأمل فيك.
v كل الخليقة تُسَبِّحك بخضوعها للناموس الذي وضعته لها.
هب لنا أن ننضم حتى مع هذه الخليقة غير العاقلة،
وبروح الطاعة نُسَبِّح اسمك القدوس.
هي تُسَبِّحك بالعمل في صمتٍ!
هب لنا أن نُسَبِّحك عندما تضيء بنورك فينا،
نُسَبِّحك بصمتنا مع نقاوة قلوبنا!
يُسَبِّحك إنساننا الداخلي، بملكوتك الذي تُقِيَمه في داخلنا!
إنه عمل روحك القدوس.
_____
[1] راجع دراسات في سفر التكوين للدكتور راغب عبد النور (مجلة مدارس الأحد سنة 1، 2).
[2] مقال 9: 6.
[3] Homily on the Beginning of Proverbs 17.
[4] مقال 9: 7.
[5] In Gen 1: 5.
[6] Ibid. 1:7.
[7] بحسب NRSV.
[8] Vessel.
[9] بحسب NRSV.
[10] الأنبا مكاريوس
[11] الميمر 12 على ذاك الابن الذي بدد أمواله (راجع نص بول بيجان ترجمة الدكتور بهنام سوني).
[12] بحسب NRSV: تقف في أماكنها المُحدَّدة.
[13] مقال 9: 8.
[14] مقال 9: 10.
[15] De Principiis 2:8:3.
[16] Commentary on Zachariah, FOTC, vol. 111, p. 54-56.
[17] بحسب الكلمة اليونانية λογισμός بفكره.
[18] مقال 9: 11.
[19] مقال 9: 13.
[20] The Trinity, FOTC, vol. 45, p. 524-525.
[21] مقال 9: 16.
[22] On Ps. 148.
[23] On the Trinity 5:1:2.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 44 |
قسم تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب |
تفسير يشوع ابن سيراخ 42 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qtwv9fk