← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31
الأصحاح الرابع والثلاثون
يُعالِج هذا الأصحاح أربعة مواضيع، وهي:
[1 -8] (ت: 1-9) |
||||
[9 -12] (ت: 10-13) |
||||
[13 -17] (ت: 14-20) |
||||
[18 -26] (ت: 21-31) |
||||
* من وحي سيراخ 34: مخافتك ملجأي من ضعفاتي |
1 الآمَالُ الْفَارِغَةُ الْكَاذِبَةُ لِذِي السَّفَهِ، وَالأَحْلاَمُ يَطِيرُ بِهَا الْجُهَّالُ. 2 مَثَلُ الْمُلْتَفِتِ إِلَى الأَحْلاَمِ؛ مَثَلُ الْقَابِضِ عَلَى الظِّلِّ وَالْمُتَطَلِّبِ لِلرِّيحِ. 3 رُؤْيَا الأَحْلاَمِ هِيَ هذَا بِإِزَاءِ هذَا: شِبْهُ الشَّخْصِ أَمَامَ الشَّخْصِ. 4 بِالنَّجِسِ مَاذَا يُطَهَّرُ؟ وَبِالْكَذِبِ مَاذَا يُصَدَّقُ؟ 5 الْعِرَافَةُ وَالتَّطَيُّرُ وَالأَحْلاَمُ بَاطِلَةٌ. 6 كَخَيَالاَتِ قَلْبِ الْمَاخِضِ. إِنْ لَمْ تُرْسَلْ هذِهِ مِنْ عِنْدِ الْعَلِيِّ فِي افْتِقَادٍ مِنْهُ؛ فَلاَ تُوَجَّهْ إِلَيْهَا قَلْبَكَ، 7 فَإِنَّ كَثِيرِينَ أَضَلَّتْهُمُ الأَحْلاَمُ فَسَقَطُوا لاِعْتِمَادِهِمْ عَلَيْهَا. 8 الشَّرِيعَةُ تُتَمَّمُ بِغَيْرِ تِلْكَ الأَكَاذِيبِ، وَالْحِكْمَةُ فِي الْفَمِ الصَّادِقِ كَمَالٌ. 9 الرَّجُلُ الْمُتَأَدِّبُ يَعْلَمُ كَثِيرًا، وَالْكَثِيرُ الْخِبْرَةِ يُحَدِّثُ بِعَقْلٍ.
كان قدماء اليونانيين غالبًا ما يُفَكِّرون في الأحلام أنها رسائل من قِبَل الآلهة. أما بالنسبة لليهود فوردت أحلام في العهد القديم تحمل رسائل من الله، كما ورد تحذيرات من الأحلام الباطلة المُخادِعة.
ذكر العهد القديم الأحلام التي رآها يوسف بن يعقوب، في صباه رأى حلمين وفي السجن فَسَّر حلمين لساقي الملك وخبَّاز الملك، وفي القصر فسَّر حلمين لفرعون ملك مصر. هذه الأحلام الستة كانت من عند الله وتحقَّقت بالفعل. وفي العهد الجديد رأى يوسف النجار ثلاثة أحلام: الأول بعد تجسد الكلمة في العذراء (مت 1: 25) والثاني للهروب إلى مصر مع الطفل يسوع وأمه، والثالث خاص بالرجوع من مصر. وأما بالنسبة لدانيال الذي كان أقرب منها في الزمن لابن سيراخ فعُرِف برجل الأحلام، فَسَّر الكثير من الأحلام التي أعلنت خطة الله وشملت نبوات تَحَقَّقت في التاريخ وأخرى تنبأت عن مجيء السيد المسيح ومجيئه الأخير.
مع ذلك فالشخص الغبي يستسلم لأحلامٍ باطلة، ويضع رجاءه فيها.
وقد حذَّر الأنبياء في القديم كثيرًا، من الضلالة التي يمكن أن تأتيها الأحلام، وشَدَّدوا على عدم الاعتماد عليها، لاسيما وقد حدث خلط فيما بينها وبين العرافة والسحر والشعوذة. "قدْ سمعْت ما قاله الأنْبياء الّذين تنبّأوا باسْمي بالْكذب قائلين: حلمْت حلمْت، حتّى متى يوجد في قلْب الأنْبياء الْمتنبّئين بالْكذب؟ بلْ همْ أنْبياء خداع قلْبهم! الّذين يُفَكِّرون أنْ ينسّوا شعْبي اسْمي بأحْلامهم الّتي يقصّونها الرّجل على صاحبه، كما نسي آباؤهم اسْمي لأجْل الْبعْل. النّبيّ الّذي معه حلْمٌ فلْيقصّ حلْمًا والّذي معه كلمتي فلْيتكلّمْ بكلمتي بالْحقّ. ما للتّبْن مع الْحنْطة يقول الرّبّ؟" (إر 23: 25 -28؛ راجع تث 13: 2-6؛ جا 5: 6-7؛ إر 29: 8-9؛ 27: 9-11؛ زك 10: 2)[1].
الإنسان العديم الفهم له آمال غير مجدية وكاذبة،
والأحلام تُعطِي عديمي الفهم أجنحة [1].
النفوس الفاسدة والمُنحرِفة عن الحق تضع رجاءها لا في الرجوع إلى الله بقلبٍ نقيٍ وحياة مستقيمة وتوبة صادقة، وإنما في رجاء باطل مُعتمِد على أحلامٍ مُخادِعة.
المُلتفِت إلى الأحلام مثل القابض على الظلال،
والساعي وراء الريح [2].
السالك وراء العالم الباطل، أحلامه باطلة، يتمسَّك بها كمن يقبض على الظلال، ويجري وراءها كما وراء الريح [5].
رؤيا الأحلام هي هذا مقابل ذاك،
وشبه الوجه أمام الوجه [3].
غالبًا ما يكون الحلم مُجَرَّد انعكاس لأحداث أو تخيلات، كانعكاس وجه الإنسان في المرآة؛ وكأنه لا يُمَثِّل وجودًا حقيقيًا.
ماذا يتطهر من شيءٍ نجس؟
وماذا يكون حق من شيء باطل؟ [4]
لن ننتفع من الأحلام ما لم تتطهَّر أعماقنا، فيعمل الله فينا.
لا يقصد أن كل الأحلام نجسة، لكنه يُقَدِّم مثالًا، إن كان ما هو نجس لا يصدر منه شيء طاهر، هكذا فإن ما يرد في الحلم لا يُمَثِّل حقيقة، بل هو باطل وكذب، فهل الباطل يُنتج الحق؟!
العرافة والفأل (التّطيرُ) والأحلام عديمة القيمة،
مثل المرأة في آلام المخاض، يصير القلب منظورًا [5].
يرى ابن سيراخ السعي في العرافة والفأل والأحلام يكشف عن اضطرابات وعدم استقرار نفسي للشخص، وقد منعتها الشريعة صراحةً (لا 19: 26؛ تث 18: 10-14). بينما كانت تُحسَب غير لائقة بالنسبة للمؤمن (1 صم 6: 2؛ إش 44: 25؛ حز 13: 6-8؛ 21: 26)، كان الوثنيون يمارسونها. أوضح ابن سيراخ أن عقل الإنسان يُصَوِّر العرافة والفأل والأحلام الباطلة من عنده، وهو يبرز الجانب النفسي الذي ينادي به علماء النفس الحديثين.
إن لم تُرسَل الرؤى من عند العلي في افتقاد منه،
فلا توجه إليها قلبك [6].
الإنسان التقي الحكيم يُمَيِّز الأحلام والرؤى التي من عند العليّ، فيفتح لها قلبه، حتى لا تُضَلِّله العرافة والفأل والأحلام الكاذبة.
فإن كثيرين أضلَّتهم الأحلام،
والذين وضعوا رجاءهم فيها سقطوا [7].
يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن الصور التي تظهر في الأحلام تؤثِّر على النفس وهي تصدر بطرق مختلفة، لذا يجب تمييزها[2]:
1. أحيانًا تحدث الأحلام بسبب سوء الهضم.
2. أحيانًا تحدث كثمرة لخيالات وهمية تشغل فكر الإنسان.
3. أحيانًا يكون الحلم إعلانًا لأمرٍ ما.
4. توجد أحلام يُثِيرها عدو الخير إبليس، لهذا يُحَذِّرنا الكتاب المقدس: "فإن كثيرين أضلَّتهم الأحلام، والذين وضعوا رجاءهم فيها سقطوا" [7]. كما أمرنا: "لا تتفاءلوا ولا تعيفوا" (لا 19: 26).
5. توجد أحلام هي إعلانات مقدسة. يقول البابا غريغوريوس (الكبير): [على أي الأحوال القديسون بما تميَّزوا به من إدراك اقتنوه، قادرون على التمييز بين الخيالات والإعلانات، وأن يخترقوا معنى الكلمات والصور التي في الرؤى. هكذا يعرفون ما هو من الروح الصالح وما هو من التخيلات المخادعة. لكن إن كانت النفس غير متعقلة في أمر الأحلام تجد نفسها قد هلكت وسط غابة للبطلان هي من عمل الروح المخادع، الذي بفَنِّه يُقَدِّم في بعض الأوقات الكثير من الأمور الحقيقية، وبعد ذلك يأسرها في فخ كذبة واحدة.]
هذا ويرى بعض العلماء أن الأحلام غالبًا ما تكون انعكاسًا لما في داخل الإنسان لمشاهد وأحداث وتخيُّلات، وذلك عندما ينام الإنسان حيث يكون الرقيب على اللاشعور ضعيفًا. وبعضها ثمرة النوم في وضعٍ غير مريح. والبعض ثمرة انشغال الإنسان الشديد لأمرٍ ما طول النهار، خاصة في فترة ما قبل النوم مباشرة. أحيانًا تعكس الأحلام بعض أحداث أو تصرفات للشخص وهو طفل أو صبي، ولم يعد يتذكَّرها. وبعض الأحلام هي خداعات عدو الخير للإنسان كي تُضَلِّله.
الشريعة تُتَمَّم بغير تلك الأكاذيب،
والحكمة كاملة في فم المؤمن [8].
يؤكد ابن سيراخ أن الشريعة كمصدر للحكمة الحقيقية هي صمام أمان للمؤمن، ينهل منها عوض الالتجاء إلى الخزعبلات المُخادِعة.
10 الَّذِي لَمْ يَخْتَبِرْ يَعْلَمُ قَلِيلًا، أَمَّا الَّذِي جَالَ فَهُوَ كَثِيرُ الْحِيلَةِ. 11 الَّذِي لَمْ يُمْتَحَنْ مَاذَا يَعْلَمُ؟ أَمَّا الَّذِي ضَلَّ فَهُوَ كَثِيرُ الدَّهَاءِ. 12 إِنِّي رَأَيْتُ فِي مَطَافِي أُمُورًا كَثِيرَةً، وَأَكْثَرُ أَقْوَالِي مِمَّا اخْتَبَرْتُ. 13 وَقَدْ طَالَمَا خَاطَرْتُ بِنَفْسِي فِي هذَا الطَّلَبِ، حَتَّى إِلَى الْمَوْتِ ثُمَّ نَجَوْتُ.
الإنسان الذي يسافر كثيرًا يعرف الكثير،
والكثير الخبرة يتكلم بفهمٍ [9].
إن كانت الشريعة تحفظ المؤمن من خداع الخيالات والأحلام، غير أنها لا تمنع المؤمن من الانتفاع بخبرة الآخرين. فالشريعة تُنَقِّي القلب والفكر، وّتحث المؤمن على الالتجاء إلى الله في وقارٍ وتقوى. بهذا ينتفع المؤمن من الأسفار الكثيرة، إذ يتمتَّع بروح التمييز، فيدرك ما هو حق ويُمَيِّزه مما هو باطل.
الذي لم يُمتحَن يعرف القليل،
أما الذي يسافر فتزداد فطنته [10].
إني رأيت في أسفاري أمورًا كثيرة،
وما فهمته أكثر من أن أُعَبِّر عنه بالكلمات [11].
الله قادر أن يُعلِن عن إرادته ومشورته بوسائل كثيرة منها الأسفار للذين تقدَّسوا له.
كثيرًا ما تعرَّضتُ لخطر الموت،
ونجوت بسبب تلك الخبرات [12].
مع تقدير ابن سيراخ للتعلُّم من خبرة الآخرين، مما يستلزم السفر للتلاقي مع ثقافات وخبرات متباينة، غير أنه كان واثقًا في الربّ الذي أنقذه كما من الموت [12]. قَدَّم خبرته في انتفاعه بخبرة الآخرين، وخبرته العملية في ثقته بالله الذي يُخَلِّصه ويرعاه، فلا يرتعب من شيءٍ ولا يخاف أحدًا.
v [ولا تدخلنا في تجربةٍ] وقد وردت في بعض المخطوطات "ولا تقودنا"، وهي تعادل: "لا تدخلنا"، لأن الكلمة اليونانية تحمل المعنيين. ويصلي البعض قائلين: "لا تسمح لنا بالانقياد في تجربة". فالله لا يقود الإنسان في تجربة، بل يسمح لمن حُرِم من معونته أن ينقاد إليها، وذلك بحسب حكمة الله الخفية، وبحسب استحقاقات من سمح له بالانقياد في تجربة.
والانقياد في تجربة يختلف عن امتحان الإنسان. لأنه بدون تجربة لا يُزَكَّى إنسان. وهو يجرب لتزكية نفسه، كما هو مكتوب: "الذي لم يُمتحَن ماذا يعلم" (راجع سي 34: 11)، أو يجرب لتزكية الآخرين، كقول الرسول: "تجربتكم[3] التي في جسدي لم تزدروا بها" (غل 4: 14). لأنه من هذه الظروف علم الرسول أنهم ثابتين، لأنهم لم يتركوا المحبة بسبب المضايقات التي انتابت الرسول بحسب الجسد. أما عن الله، فهو يعرفنا قبل أن نجرب، لأنه عالم بكل الأشياء قبل كونها[4].
14 رُوحُ الْمُتَّقِينَ لِلرَّبِّ يَحْيَا، 15 لأَنَّ رَجَاءَهُمْ فِي مُخَلِّصِهِمْ. 16 مَنِ اتَّقَى الرَّبَّ فَلاَ يَخَافُ وَلاَ يَفْزَعُ، لأَنَّهُ هُوَ رَجَاؤُهُ. 17 مَنِ اتَّقَى الرَّبَّ فَطُوبَى لِنَفْسِهِ. 18 إِلَى مَنْ يَتَوَجَّهُ وَمَنْ عُمْدَتُهُ؟ 19 إِنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَى مُحِبِّيهِ، هُوَ مُجِيرٌ قَدِيرٌ وَعُمْدَةٌ قَوِيَّةٌ. سِتْرٌ مِنَ الْحَرِّ وَظِلٌّ مِنَ الْهَجِيرِ. 20 صِيَانَةٌ مِنَ الْعِثَارِ وَمَعُونَةٌ عِنْدَ السُّقُوطِ. هُوَ يُعْلِي النَّفْسَ وَيُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. يَمْنَحُ الشِّفَاءَ وَالْحَيَاةَ وَالْبَرَكَةَ.
ما يشغل ابن سيراخ في موضوع الأحلام الباطلة هو الكشف عن الطريق الآمن لتدبير حياة المؤمن:
أ. أبرز ضرورة التمتُّع بروح التمييز للتخلُّص من الممارسات الوثنية كالعرافة والفأل وتفسير الأحلام المخادعة [5].
ب. التمسُّك بالشريعة للتمتُّع بالحكمة الكاملة [8].
ج. الانتفاع بخبرات الآخرين خلال الأسفار.
د. الرجاء اليقين يتحقَّق بمخافة الرب كميناء الأمان من كل خداعٍ أيّا كان مصدره، سواء كان مصدره خيالات النفس أو الانزلاق في الممارسات الوثنية أو خداع عدو الخير بالأحلام المضللة.
الآن يتحدث عن مخافة الربّ وعملها في حياة المؤمن:
1. مخافة الربّ تهب الحياة للروح التي تقتلها الخطية [13].
2. مخافة الربّ تهب روح التحدِّي، فلا تخاف شيئًا ولا تفزع [14- 15].
3. مخافة الربّ تكشف لنا أن عيني الرب نحو مُحِبِّيه تحفظانهم من كل خطرٍ [16].
4. مخافة الربّ تسمو بالنفس، وتهبها البصيرة الداخلية والشفاء والحياة والبركة [17].
سجَّل لنا القديس مار فيلوكسينوس ميمرين عن مخافة الرب بعد كتابة ميمرين عن الإيمان، واثنين عن البساطة. قَدَّم لنا مخافة الربّ كشخصٍ مولود من الإيمان وحافظ للإيمان. وأوضح أن آدم وبعد ذلك قايين طردا عنهما مخافة الرب ففقدا إيمانهما.
الذين يخافون الربّ تحيا روحُهم،
لأن رجاءهم في ذاك الذي يُخَلِّصهم [13].
v من يفهم ما هو الجسد، أي إنه قابل للفساد وقصير الأجل، يفهم أيضًا أن النفس سمائية وخالدة، وأنها نسمة من الله، ومرتبطة بالجسد إلى أن تتقدَّم وتسمو نحو التشُّبه بالله. الإنسان الذي يفهم النفس فهمًا سليمًا، يسلك في حياة مستقيمة ترضي الله، ويحذر من الجسد ولا يتهاون معه. كذلك بتأمل الذهن في الله، يرى البركات الأبدية عقليًا (روحيًا)، هذه التي يهبها الله للنفس[5].
من يخاف الربّ لا يخاف شيئًا،
ولا يفزع أبدًا، لأنه الرب هو رجاؤه [14].
v لأن قايين لم يخف الله طوعًا، ملكت المخافة عليه كرهًا، وأصبح مرتعبًا هائمًا على وجه الأرض، وتحت عذاب الخوف كان يرجو الله أن يجعل أي إنسان يقتله، لكي يتخلَّص من هذه الحياة المملوءة خوفًا ورعبًا!
طوبى لنفس الإنسان الذي يخاف الربّ.
إلى من ينظر؟ ومن هو سنده؟ [15]
v اختبار مخافة الرب موجود في داخل النفس؛ والإنسان وحده هو الذي يستطيع أن يعرف ما إن كان يخاف الله أم لا. هل تذكَّرت الله فارتعبت؟ هل فكرت فيه فامتلأت خوفًا؟ هل ارتجفت أفكارك مع أعضائك، ونفسك مع جسدك؟ هل أحنى عقلك رأسك وأصابك الخجل أمام الله؟ إن كانت هذه الأشياء تحدث لك فاعلم أن مخافة الرب موجودة فيك، وتذكَّر الله حاضر بالفعل عندك[6].
عينا الرب على مُحبيه. إنه حماية فعَّالة وسند قوي:
هو ملجأ من حرارة القيظ، وظلّ من شمس الظهيرة،
ووقاية من العثرات، ونجدة من السقوط [16].
يدعو ابن سيراخ خائفي الربّ "محبيه". يجد محب الربّ حمايته في الربّ، إذ يسنده من قيظ التجارب، ويُخَلِّصه من السقوط، ويمجده، وينير بصيرته الداخلية ويُمَتِّعه بالشفاء من الأحزان، ويبهج قلبه بخيراته الإلهية، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. إن كان الربّ يُدعَى شمس البرّ الذي ينير النفس، فإن عدو الخير يُدعَى شيطان حيث يدفع البشر نحو تجارب حارقة. المخافة تسند المؤمن في جهاده ضد الشرّ، خاصة في مقاومته للأفكار الداخليّة:
v مخافة الرب هي اللجام الذي يوقف انطلاق الإنسان نحو ارتكاب الشرّ، ويجذبه للخلف حينما يُستعبَد للجري وراء شهواته الكريهة، ليس فقط في حياته الخارجيّة، بل وعلى وجه الخصوص في حياته الداخليّة الخفية" [6: 181].
v الإنسان الذي يعيش في تذكُّر الله كل حين يمتلئ بالمخافة، حتى عند مقاومته فكر شهوة يمر على نفسه، فيصير مرتعبًا بسبب هذا الفكر. لكن يهرب الفكر في الحال أمام مخافة النفس، كالعصفور الذي يهرب من أمام الإنسان الذي يقلق راحته. الخوف واحترام قوانين الناس يحافظان على الجسد ضد الشهوات. والمخافة وخجل الإنسان أمام الله يحافظان على النفس ضد أفكار الشرّ. لأنه إذ يعرف أن الله يراه في كل حين، يراقب نفسه باستمرار لكيلا يخطئ[7].
يرفع (الربّ) شأن النفس[8]،
ويُنِير العينين، ويمنح الشفاء والحياة والبركة [17].
v كما أن الخوف يُصاحِب طفولة هذا العالم ويدفعها لتعليم القراءة والكتابة، هكذا أيضًا تُناسِب مخافة الرب طفولة النفس، وتدفعها إلى تنفيذ الوصايا وعدم الاستهتار بكلام الله[9].
21 الذَّابِحُ مِنْ كَسْبِ الظُّلْمِ يُسْتَهْزَأُ بِتَقْدِمَتِهِ، وَاسْتِهْزَاءَاتُ الأُثَمَاءِ لَيْسَتْ بِمَرْضِيَّةٍ. 22 الرَّبُّ وَحْدَهُ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ. 23 لَيْسَتْ مَرْضَاةُ الْعَلِيِّ بِتَقَادِمِ الْمُنَافِقِينَ، وَلاَ بِكَثْرَةِ ذَبَائِحِهِمْ يَغْفِرُ خَطَايَاهُمْ. 24 مَنْ قَدَّمَ ذَبِيحَةً مِنْ مَالِ الْمَسَاكِينِ، فَهُوَ كَمَنْ يَذْبَحُ الاِبْنَ أَمَامَ أَبِيهِ. 25 خُبْزُ الْمُعْوِزِينَ حَيَاتُهُمْ؛ فَمَنْ أَمْسَكَهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّمَا هُوَ سَافِكُ دِمَاءٍ. 26 مَنْ يَخْطَفْ مَعَاشَ الْقَرِيبِ يَقْتُلْهُ. 27 مَنْ يُمْسِكْ أُجْرَةَ الأَجِيرِ يَسْفِكْ دَمَهُ. 28 وَاحِدٌ بَنَى وَآخَرُ هَدَمَ؛ فَمَاذَا انْتَفَعَا سِوَى التَّعَبِ؟ 29 وَاحِدٌ صَلَّى وَآخَرُ لَعَنَ؛ فَأَيُّهُمَا يَسْتَجِيبُ الرَّبُّ لِدُعَائِهِ؟ 30 مَنِ اغْتَسَلَ مِنْ لَمْسِ الْمَيْتِ ثُمَّ لَمَسَهُ؛ فَمَاذَا نَفَعَهُ غُسْلُهُ؟ 31 كَذلِكَ الإِنْسَانُ الَّذِي يَصُومُ عَنْ خَطَايَاهُ ثُمَّ يَعُودُ يَفْعَلُهَا، مَنْ يَسْتَجِيبُ لِصَلاَتِهِ، وَمَاذَا نَفَعَهُ اتِّضَاعُهُ؟
من بين كل أسفار الحكمة، ابن سيراخ وحده يهتم بالحديث عن عبادة الله الحقيقية. منذ بداية السفر أعلن الكاتب الاهتمام بخدمة الربّ (2: 1). في نظره خدمة الربّ هي الحياة الحقيقية للإنسان.
ترتبط خدمة الربّ بالحياة الداخلية للمؤمن، مثل إشعياء النبي يدرك ابن سيراخ أن العبادة وتقديم الذبائح يمكن ممارستها بحرف لا روح فيه. فلا يُسَرّ بها الربّ؛ التوقُّف عند الحرف دون نقاوة القلب فيه استخفاف بالشركة الحيّة مع الربّ. مثل إشعياء يربط سيراخ بين تقديم الذبائح والسلوك في مخافة الربّ [18، 20]. يعطي سيراخ أمثلة للعبادة والتقدمات غير المقبولة لدى الربّ.
من يتقدَّم إلى الربّ منعزلًا بقلبه عن إخوته لن يَقْبَلَه الربّ. أول جريمة قتل في العالم تمَّت خلال تقدمات للربّ من قايين فلم تُقبَل (راجع تك 4: 3-5). ومن المُلاحَظ أن لوقا البشير الذي تحدَّث كثيرًا عن الصلاة، تحدَّث كثيرًا أيضًا عن الصدقة. فبالحُبّ العملي وعمل الرحمة والحنو، يشتمّ الله الصلاة رائحة رضا. لذلك حذَّرنا الربّ من تقديم ذبائح على المذبح قبل مصالحتنا مع إخوتنا.
من يُقَدِّم ذبائح بارتكاب الإثم، فالتقدمة هي سخرية؛
وعطايا الأثمة غير مقبولة [18].
لا يُسَرُّ العليّ من تقدمات الأشرار،
ولا بتعدُّد ذبائحهم يغفر الإنسان خطاياه [19].
من يُقَدِّم ذبيحة من ممتلكات المساكين،
يذبح ابنًا أمام أبيه [20].
v إن الذي تحول إلى مرارة بسبب جذور السم المهلك لا يمكن أن تخرج منه ثمرة حلوة. لأجل ذلك يقول الرب بالنبي رافضًا حتى التقدمات: "لأني أنا الرب محب العدل، مبغض المختلس بالظلم" (إش 61:8). يقول أيضًا: "ذبيحة الشرير مكرهة، فكم بالحري حين يقدمها بغشٍ!" (أم 21:27) إنهم يقدمون إلى الله حتى الأشياء التي يأخذونها من المحتاجين، لكن الرب يبين بتأنيب عظيم كيف يُجَرِدَهُم قائلًا بالحكيم: "من قدم ذبيحة من مال المساكين فهو كمن يذبح الابن أمام أبيه" (راجع سي 34: 20). وهل هناك ما هو أفظع من قتل الابن أمام عيني أبيه؟ هكذا ينظر الله إلى هذه الذبائح بغضبٍ شديدٍ كحزن الأب الذي فقد ابنه[10].
خبز المعوزين هو حياة المساكين،
فمن يحرمهم إياه هو سافك دماء [21].
من ينتزع معيشة القريب يقتله،
ومن يحرم الأجير أُجرته فإنه يسفك دمه [22].
إن كان واحد يبني وآخر يهدم،
فماذا ينتفعان سوى التعب؟ [23]
العبارات [23-26] تبرز الصراع المستمر بين الخير والشرّ. جيد للإنسان أن يصوم ويصلي لأجل نوال المغفرة، غير أنه لا يتهاون فيسقط فيما قدَّم عنه توبة.
سُئِل القديس برصنوفيوس: إن كان إنسان غير مُخْلِص في توبته، هل إذا صلَّى له قديسون تُغفَر خطاياه من أجلهم؟ استخدم القديس هذه العبارة، حاسبًا القديسين أنهم بصلواتهم يبنون، وأما المستهتر في توبته فهو يهدم، فما المنفعة سوى التعب؟
v الإنسان الذي لا يمارس ما يقدر أن يفعله، واعتمد على هذا المجهود أي صلوات القديسين، فإن صلواتهم لا تنفعه في شيء. إن مارسوا الحياة النسكية، وصلوا من أجله، بينما عاش في حياة من الضياع والخلاعة، فما نفع صلواتهم بالنسبة له؟ إذ يتحقق القول: "واحد يبني وآخر يهدم، فماذا ينتفعان سوى التعب؟!" (راجع سي 34: 23).
حقًا لو كان ممكنًا أن يحدث هذا، أي يصلي القديسون من أجل إنسانٍ فيخلص، بينما الأخير لم يبالِ بذلك ولو في عناية قليلة، عندئذ ما كان يمنعهم عن ذلك من أجل خطايا العالم[11].
v بالحقيقة، إن كان عدد الذين يبنون كثيرين والذي يهدم واحد، فإن التدمير سهل يحطم أيادي البنائين الكثيرة[12].
إن كان واحد يُصَلِّي وآخر يلعن،
لصوت من منهما يستمع الربّ؟ [24]
v إنسان يأخذ مما للآخرين ويعطيه للغير لا يُظهِر رحمة، إنما يمارس خطأً وظلمًا بدرجة عظيمة.
وكما أن الحجر لا يمكن أن يُخرج زيتًا، هكذا القسوة لا تجلب رحمة. عندما تُمارَس الصدقة بهذه الطريقة لا تُحسَب صدقة. لذلك أحثّكم ليس فقط أن ننظر كيف نعطي المحتاجين، وإنما أيضًا ألاَّ نعطي مما سلبناه من الآخرين.
عندما يصلي واحد، وآخر يلعن، فأيهما يستجيب الربّ دعاءه؟" (راجع سي 34: 24).
إن كنا نقود أنفسنا هكذا بدقةٍ سنكون قادرين بنعمة الله على نوال رأفات كثيرة ومراحم وغفران لكل ما فعلناه طوال الزمن الطويل، وأن نهرب إلى ملكوت السماوات بنعمة ورأفة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد مع الآب والروح القدس إلى أبد الآبد. آمين[13].
إن غسل إنسان نفسه بعد لمس الميت،
ثم عاد فلمسه ثانية، فماذا ينتفع من غسله؟ [25]
v إن أُعطي إنسان ثروته لله، لكنه قَدَّم نفسه للشيطان، فهو يُحَقِّق المكتوب: "من اغتسل من لمس ميت، ثم عاد فلمسه، فماذا نفعه غسله؟" (راجع سي 34: 25). بالمثل أوضح الرسول بطرس: "إذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم... يرتبكون أيضًا فيها فيُغلَبون، فقد صارت لهم الأواخر أشرّ من الأوائل" (2 بط 2: 20).
راعوا أيها الإخوة شهادة الطوباوي بطرس عن الخطاة، إذا كانوا بعد أن بدأوا في الخلاص من خطاياهم يعودون إلى مستنقع الرذيلة، تصير حالتهم الأخيرة أَشرّ من الأولى. ما أضافه نفس الرسول بطرس يشير إلى نفس الناس: "كلب قد عاد إلى قيئه، وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة" (2 بط 2: 22). في الواقع سليمان (ابن سيراخ) يُحَذِّرنا بأكثر وضوح بكلمات أكثر رعبًا: "يا بني، هل أخطأت؟ لا تزد، بل صلِ عما سلف من الخطايا فتُغفَر لك" (راجع سي 21: 1)[14].
v أيها الأحباء الأعزاء، لا تسمحوا للبركات الإلهية أن تُدَمِّر فيكم بإتباعكم الأعمال الشريرة. لئلا تلحق الرذائل بكم على حين غُرّة، والفضائل لا تفارق قلوبكم. فيتحقَّق المكتوب: "من اغتسل من لمس الميت، ثم عاد فلمسه، فماذا نفعه غسله؟" (راجع سي 34: 25).
إن انسحبت الفضائل ونقبل الرذائل، يلزمنا أن نخشى تحقيق الكلمات: "إذا خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز في أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ولا يجد، ثم يقول: أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه، فيأتي ويجده فارغًا مكنوسًا مزينًا، ثم يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أُخر أَشرّ منه، فتدخل وتسكن هناك، فتصير أواخر ذلك الإنسان أَشرّ من أوائله" (مت 12: 43-45)[15].
v بقدر عظمة ما نستلمه، يليق بنا أن نحافظ عليه بأكثر عناية واهتمام. إنه لأمر خطير أن يرفض وثني نعمة الله، لكن الخطر ليس بأقل منه إن كان المسيحي بعد أن قبلها، يعود فيفقدها. فليست كرامة لقب "مسيحي" هي التي تجعله مسيحيًا. ليس من نفع لكم نهائيًا في اللقب نفسه ما لم تظهروه بالأعمال. هكذا الربّ نفسه أيضًا يقول في الإنجيل: "لماذا تدعونني يا ربّ يا ربّ، وأنتم لا تفعلون ما أقوله؟" (لو 6: 46). لهذا فلنجاهد أن نحيا في طهارة وبرّ وتقوى حتى متى وقفنا أمام كرسي الديان الأبدي، لا نُعاقَب مع الأشرار والخطاة، بل نتأهَّل لنوال المكافآت الأبدية مع الأبرار خائفي الله، وذلك بعون ربنا الذي له الكرامة والقدرة إلى أبد الأبد. آمين[16].
v الذين لا يحتفظون ببراءة الحياة بعد النواح، يهملون الطهارة بعد الاغتسال. والذين يغتسلون ولكن لم يتطهروا ما هم إلا الذين يرتكبون الخطايا التي كانوا يبكون عليها ولا زالوا. لذلك يقول الحكيم: "مَنْ اغتسل مِنْ لَمْسِ الميت ثم لمسه، فماذا نَفَعَهُ غسله" (راجع سي 34: 25).
الذي يُطَهِّر نفسه بالبكاء هو كمثال الذي يغتسل بعد لمس الميت، أما الذي يعود إلى فعل الخطية بعد أن ذرف الدموع عليها، فكمن يعود إلى لمس الميت بعد اغتساله. ينبغي أن يَعْلَم الذين ينوحون على خطاياهم ولكن لا يتركونها بأنهم في عين الديان العادل كالذين عندما يَحُلون أمام أشخاص بعينهم، يحزنون بتضرعٍ ذليلٍ، ولكن عندما يتركونهم، يكنون لهم كل الكراهية والأذى[17].
v مثل هؤلاء الناس لا يغسلون خطاياهم بتنهداتهم، إذ لا يتوقَّفون عن الخطأ بعد تنهُّدهم. إنهم يتنهَّدون من أجل جرائمهم، وبعد التنهُّد يعودون إليها. عن هؤلاء يقول الكتاب المقدس في سفر ابن سيراخ: "من اغتسل من لمس الميت، ثم عاد فلمسه، فماذا نفعه غسله؟ كذلك الإنسان الذي يصوم من أجل خطاياه، ثم يعود يرتكبها، فمن يسمع صلاته؟" (راجع سي 34: 25-26). لذلك بحق يقول الله للبشر: "بالرجوع والتنهُّد تخلصون" (راجع إش 30: 15)[18].
فلجينتيوس (تلميذ القديس أغسطينوس)
كذلك الإنسان الذي يصوم عن خطاياه،
ثم يعود يرتكب نفس الخطايا مرة أخرى، فمن يسمع صلاته؟
وماذا ينتفع من إذلاله؟ [26]
v لو مَارَسَت حواء الصوم، وتجنَّبت الأكل من ثمر هذه الشجرة، ما كُنَّا في حاجة إلى هذا الصوم لأنه "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى" (مت 9: 12). فخطيتنا هي التي جلبت علينا المرض. فدعونا إذًا نُشفَى بالتوبة، غير أن التوبة بدون ممارسة الصوم هي باطلة "ملعونة الأرض بسببك. وشوكًا وحسكًا تُنبِت لك، وتأكل عشب الحقل" (تك 3: 17-18)[19].
v إلهي، كيف أُمَيِّز بين الأحلام المقدسة والأحلام الباطلة؟
سَمِّر خوفك فيَّ، فيتنقّى قلبي بنعمتك، وأَتَمَتَّع بالأمان إذ تهبني روح التمييز.
v قَدِّس عقلي وقلبي، ففي جدّية أختبر العِشْرَة معك.
وفي أسفاري أَتَعَلَّم من خبرات إخوتي معك.
v لأخافك أيها القدوس، فلا أخشى شيئًا، وتفتح لي باب الرجاء فأختفي فيك!
مخافتك تقودني إلى العبادة المرضيّة أمامك.
تفتح لي باب السماء ويرتفع قلبي إليها.
لساني يُقَدِّم لك ذبيحة شكر، تشتمّها رائحة رضا.
بمخافتك أُمارِس أصوامي وصلواتي ومطانياتي، وكل العبادة بدالة لديك!
_____
[1] الأنبا مكاريوس.
[2] Dialogues 4: 50.
[3] حسب ترجمة النص الإنجليزي وكذلك النسخة القديمة M.SS.
[4] Our Lord's Sermon on the Mount, 2:9:30.
[5] الفيلوكاليا، الجزء الأول، 1993، القديس أنطونيوس الكبير 170 نصًا عن حياة القداسة 124.
[6] ميمر 6: 177-178.
[7] ميمر 6: 175-176.
[8] the soul.
[9] ميمر 7: 194.
[10] البابا غريغوريوس (الكبير): الرعاية، ج 3، ف 21، عظة 22، ترجمة جورج فهمي حنا، 2004.
[11] Letter, 616.
[12] On Repentance and Almsgiving, FOTC, vol. 96, p. 72-73.
[13] On John ,Homily 13: 4
[14] Sermons, FOTC, vol. 1, p. 159-161.
[15] Sermons, FOTC, vol. 2, p.218-219.
[16] Sermons, FOTC, vol. 2, p.436-437.
[17] البابا غريغوريوس (الكبير): الرعاية، ج 3، ف 30، عظة 31، ترجمة جورج فهمي حنا، 2004.
[18] Selected Works, FOTC, vol. 95, p. 124-125.
[19] الصوم المقدس للقديس باسيليوس الكبير، ترجمة دكتور جورج عوض ودكتور سعيد حكيم، عظة 1.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 35 |
قسم تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب |
تفسير يشوع ابن سيراخ 33 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/pa4av4h